يظن البعض ان المسلم المتمسك بدينه عابس الوجه مقطب الجبين حاد الطبع قاسي القلب !! وهذا خطأ فادح لان المسلم الحقيقي على النقيض من ذلك تماما فهو هين لين لطيف رفيق يألف الناس وهم يألفونه وذلك لسببين هما : ان ديننا يدعونا الي ذلك فالمسلم يفعل ذلك امتثالا لامر الله ورسوله.
السبب الثاني ان الممارسة الصحيحة للعبادات تعدل سلوك المسلم وتطبعه على الاعتدال في لبرفق واللين فاذا كان فظا غليظا قاسي القلب تجعله رحيما رفيقا في مواضع الرحمة وتبقي شدته في مواضع الشدة .
واذا كان شديد اللين لدرجة الضعف فانها ترقي به ليكون شديدا في المواقف التي تتطلب الشدة وتبقي لينه ورفقه للمواضع التي تحتاج لينا ورفقا.
والامثلة على ذلك كثيرة فمثلا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديدا قاسيا على المسلمين قبل اسلامه بل كان قاسيا حتي على ابنته الصغيرة حيث كان وأد البنات شائعا بين قومه .. يدفنون بناتهم للتخلص منهن فاخذ يحفر لها حفرة وهي طفلة بريئة تمسح التراب عن لحيته !
فلما آمن بالله ورسوله وقرا القران وسجد للواحد القهار وصام وقام امتلا قلبه رحمة وشفقة على المؤمنين وكان كثير البكاء من خشية الله ولكنه ظل شديدا في الحق لا يخشي في الله لومة لائم.

وقد حببنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في الرفق ولين الجانب وحثنا عليه حيث قال صلي الله عليه وسلم " ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه مالا يعطي علي العنف ". وقال صلي الله عليه وسلم " ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه ", وقال " من يحرم الرفق يحرم الخير " وقال " عليك بالرفق"
فالرفق من اخلاق المؤمنين الصالحين والرحمة ايضا من اخلاق المؤمنين الصالحين ان رحمة في موضعها ليست ضعفا لانها لا تمنعهم عن حق ولا تصدهم عن جهاد في سبيل الله قال تعالي في سورة الفتح " محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود " .. انه شدة لله ورحمة لله .
والفرق واضح بين الرفق والضعف فالرفق يكون من خصال المؤمن رغم قدرته على الشدة واستطاعته الرد بقوة ولكنه يؤثر في الرفق ولين الجانب .
فقد دخل بعض اليهود على رسول الله صلي الله عليه وسلم وقالوا له : (السام عليكم ) بدلا من قولهم : السلام عليكم . و(السام ) هو : الموت .
سمعتهم ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ردت عليهم قائلة : (وعليكم السام واللعنة ) فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم " مهلا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله ".
ينبغي ان نتحلي بالرفق الذي هو سمة من سمات المؤمنين الصالحين الراكعين الساجدين الذين يبتغون فضلا من الله ورضوانا " سيماهم في وجوههم من اثر السجود " اي من اثر العبادة سيماهم في وجوههم من الاشراق والوضاءة والصفاء والشفافية .. حيث يظهر نقاء قلوبهم على وجوههم واقوالهم وافعالهم .
اتمني يعجبكم الموضوع وتستفيدوا منه ........

ما شاء الله
بارك الله فيكي أبنتنا الفاضله ويجعلك من الذين يدعون للدين بسلوكهم وأعمالهم ومكمون فؤادهم
موضوع قيم ويجب علينا جميعاً العمل به

شرف كبير لي مستر خالد ان حضرتك تقرا هذا الموضوع
واسعدني وشرفني كثيرا مرورك
جزاك الله خيرا

موضع عجبني ويجب أن يبقي دائماً بمشاركاتنا في الصفحة الأولي