مشاهدة النسخة كاملة : التخويف بالازان


moy
19-08-2009, 08:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://www.thanwya.com/vb/life/icons/present.gif التهديد بالآذان http://www.thanwya.com/vb/life/icons/present.gif


ما يُستفاد من القصة : >1- إخلاص النية والصدق مع الله. >2- أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. >3- عدم اليأس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. >4- نُصرة الله تبارك وتعالى لمن يعمل في سبيله. >5- على المرأة أن تحافظ على أن لا تظهر شيء من جسدها خشية العابثين بالأعراض. >6- محافظة الداعية على هيبته أمام الناس باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
> >ذكر ابن كثير في تاريخه أن رجلاً من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال >كثير .. >فماطله ومنعه حقه .. وكلما طالبه الفقير به آذاه .. وأمر غلمانه بضربه .. >فاشتكاه إلى قائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً .. >قال هذا الضعيف المسكين : > > > >فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته .. فبينما أنا حائر >إلى من أشتكي .. > >إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياط إمام المسجد .. >فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟ وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه ! >فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن >تجد عنده فرجاً .. > >قال : فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت من هذا >الظالم .. > >فقام وأقفل دكانه .. ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل .. وطرقنا الباب >. > ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع .. وأكرمه واحترمه .. > >فقال له الخياط : أعط هذا الضعيف حقه .. >فأنكر الرجل وقال : ليس له عندي شيء .. >فصاح به الخياط وقال : ادفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنتُ .. > >فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً .. > >ثم انصرفنا .. > >وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف انطاع >وانقاد ذلك الكبير له .. ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال فلم يقبل .. > >وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى .. > >فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه .. >وقلت : لماذا هددته بأن تؤذن ؟! .. >قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لا بدَّ والله أن تخبرني .. >فقال : إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارنا أميرٌ تركي من أعالي >الدولة وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذات ليلة امرأة حسناء قد خرجت من الحمام >وعليها ثياب مرتفعة ذات قيمة .. > >فقام إليها وهو سكران .. فتعلق بها .. يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله .. >وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها .. وتستغيث بالناس .. وتدافعه بيديها .. > >فلما رأيت ذلك ..قمت إليه .. فأنكرت عليه .. وأردت تخليص المرأة من بين يديه >.. > > >فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي .. وغلب المرأة على نفسها فأدخلها >منزله قهراً .. > >فرجعت وغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي .. وصحت بالناس وقلت : >إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه .. > >فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم >العصي والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً >مبرحاً حتى أدماني .. وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة والذل .. > >فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء .. >فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم .. وتحيرتُ ماذا أصنع .. والمرأة مع هذا >الفاجر .. > >فأُلهمتُ أن أصعد المنارة .. فأؤذنَ للفجر في أثناء الليل .. لكي يظن الخبيث >أن >الصبح قد طلع فيخرجها من منزله .. > >فتذهب إلى منزل زوجها .. >فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي .. >وجعلت أنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد .. ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة >ولم يفتح الباب .. > >فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة .. أقمتُ الصلاة بصوت مسموع .. حتى يتحقق >الخبيث أن الصبح قد بان .. فبينما أنا أنظر إلى الباب .. إذ امتلأت الطريق >فرساناً وحرساً من السلطان .. > >وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ ويرفعون رؤوسهم إلى منارة المسجد .. >فصحت بهم : أنا الذي أذنت .. وأنا أريد أن يعينوني عليه .. >فقالوا : انزل ! فنزلتُ .. >فقالوا : أجِب الخليفة .. ففزعت .. وسألتهم بالله أن يسمعوا القصة فأبوا .. >وساقوني أمامهم .. وأنا لا أملك من نفسي شيئاً حتى أدخلوني على الخليفة .. > >فلما رأيته جالساً في مقام الخلاقة ارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاً شديداً .. >فقال : ادنُ فدنوتُ .. >فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك .. وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي >. > > >فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟ >قلت : نعم يا أمير المؤمنين >.. فقال : ما حملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى >منه ؟ >فتغرَّ بذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن .. > >فقلت : يؤمّنني أميرُ المؤمنين حتى أقصَّ عليه خبري ؟ >فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضب غضباً شديداً .. >وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً .. فأُحضرا سريعاً فبعث بالمرأة إلى >زوجها >مع نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له : >كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر له >شيئاً كثيراً .. >فقال له : ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله .. وتعديت >على حدوده .. وتجرأت على السلطان ؟! >وما كفاك ذلك .. >حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر .. فضربته وأهنته وأدميته ؟! >فلم يكن له جواب .. فغضب السلطان .. >فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقه غلّ ثم أمر به فأدخل في كيس .. >وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبة والإنابة .. والخليفة لا يلتفت إليه >. > >ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباً شديداً حتى خمد .. >ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد .. ثم قال لي الخليفة : >كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أو كبيراً ولو على هذا – وأشار إلى صاحب >الشرطة – فأعلِمْني .. >فإن اتفق اجتماعُك بي وإلا فعلامة ما بيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت >كان >.. أو في مثل وقتك هذا .. يأتك جندي فتأمرهم بما تشاء . > >. فقلت : جزاك الله خيراً .. ثم خرجت .. >فلهذا : لا آمر أحداً من هؤلاء بشيء إلا امتثلوه .. ولا أنهاهم عن شيء إلا >تركوه خوفاً من الخليفة .. >وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن .. والحمد لله . > >فأين أولئك .. الذين يرون المنكرات .. ولا تنشط نفوسهم لإنكارها .. بل ربما >أنكروا مرة أو مرتين فلما لم يقبل منهم .. يئسوا من الإصلاح .. وألقوا السلاح >. > > > >من محاضرة : على قمم الجبال للشيخ محمد العريفي > >