مشاهدة النسخة كاملة : جهود الصحابة الأئمة والسلف الصالح فى حفظ السُنة المطهرة


أريــــ الجنة ــــد
11-09-2009, 02:03 AM
جهود الخلفاء و الصحابة الأئمة والسلف في حفظ السنّة
(1) جهود الأئمة في حفظ السنّة
بلّغ رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- دين الله تعالى أكمل بلاغ وأتمه ، وحرص على تعليم أصحابه وتفهيمهم دلائل الكتاب والسنة ، ولقد تتابع اهتمام السلف الصالح بحفظ السنة ونقلها على الوجه الصحيح منذ عصر الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم إلى هذا العصر ، حتى إنّ الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم لاستشعارهم أهـمية هذا الأمر العظيم ، نقلوا لنا كل كبير وصغير من حياة النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، مما يحتاجه الناس في دينهم ، سواء أكان ذلك في حال إقامته أو سفره ، في سلمه أو حربه ، في رضاه أو غضبه ، حتى في خاصته مع زوجاته أمهات المؤمنين http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifن ، بل وفي شأنه كله [1] ،
ولهذا قال : أبو ذر الغفاري http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : تركَنا رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif وما طائر يقلب جناحيه في الهواء ، إلا وهو يذكر لنا منه علماً ، قال : فقال رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif : (ما بقي شيء يقرب من الجنة ، ويباعد من النار ، إلا وقد بُيِّن لكم) [2] ، وهذا مصداق قوله : (تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) [3] .
وعلى الرغم من تتابع القرون ، وتعاقب الأجيال .. وعلى الرغم من كثرة الزنادقة والمفسدين ، إلا أن الله تعالى حفظ سنة نبيه من التبديل والتحريف ، وبذل أئمة الإسلام جهوداً عظيمة جداً في حفظها ورعايتها ، ووقفوا سداً منيعاً في وجوه الزنادقة والعابثين قديماً وحديثاً ، وهذه منّة جليلة على هذه الأمة ،
نحمد الله تعالى عليها حمداً كثيراً .
وقد تمثلت جهود الأئمة في حفظ السنة في مسائل عديدة ، أذكر منها :
أولاً : حفظ السنة وضبطها في عصر النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif وعصر الصحابة : حَثّ النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif على حفظ السنة ونقلها :
حثّ رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif على رعاية السنة النبوية ونقلها ، فقال : (بلغوا عني ولو آية) [4] ، وكان يقول في مناسبات عدة : (وليبلِّغ الشاهد الغائب) [5] .
وكان النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif حريصاً أشدّ الحرص على أن يُنقل كلامه نقلاً صحيحاً دقيقاً ، ويتبيّن ذلك في الأمور التالية :
أ - ترغيبه في حفظ السنة ونقلها :
رغّب رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- في حفظ السنة ، ودعا لنَقَلَةِ الحديث بالنضارة والبهاء ، فقال : (نضّر الله امرءاً سمع منّا حديثاً ، فحفظه حتى يبلغه غيره ، فرُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، وربّ حامل فقه ليس بفقيه) [6] .
وكان يقول لأصحابه : (احفظوهنّ وأخبروا بهن مَنْ وراءكم)
[7] .
وقال لمالك بن الحويرث وأصحابه : ( لو رجعتم إلى بلادكم فعلّمتموهم ) [8] .
ب- دعاؤه لأصحابه بالفهم والحفظ :
كان رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يدعو لبعض أصحابه بالفقه والفهم ، فهو يقول عن ابن عباس http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifما : (اللهم فقهه في الدين) [9] ، وكان يدعو لبعض أصحابه بالحفظ والضبط ، فها هو ذا يقول لأصحابه يوماً : (من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي ، ثم يقبضه إليه ، لم ينس شيئاً سمع مني أبداً) ، قال أبو هريرة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : ففعلتُ ، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئاً سمعته من [10].
ج - تكراره الحديث حتى يُفهم عنه :
عن أنس بن مالك http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif : (أنّه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى تفهم عنه) [11] .
د - مراجعته لمحفوظات بعض أصحابه :
عن البراء بن عازب http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif أن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif قال : (إذا أخذت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوّضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ، واجعلهن من آخر كلامك ، فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة) .
قال : فردّدتهن لأستذكرهن ، فقلت : آمنت برسولك الذي أرسلت ، قال : (قل : آمنت بنبيك الذي أرسلت) [12] .
هـ ـ تحذيره الشديد من الكذب عليه :
حذر النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif تحذيراً شديداً من الكذب عليه ، فقال : (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) [13] وقال : (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) [14] .
وهذا التحذير إنما هو لمن جاء بعد الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم ، إذ إن الصحابة عدول بتعديل الله تعالى لهم ، (فلا يعرف من الصحابة من تعمد الكذب على رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، وإن كان فيهم من له ذنوب ، لكن هذا الباب ممّا عصمهم الله فيه من تعمد الكذب على نبيهم) [15] .
وإذنه للصحابة بكتابة الحديث : كان النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif قد نهى أصحابه عن كتابة السنة [16] ، خشية أن تختلط بالقرآن ، أو أن يشتغل الناس بها دون القرآن ، فلما أمن ذلك أذن لأصحابه بكتابة السنة زيادة في الضبط والإتقان ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifما أنه قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif أريد حفظه ، فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعه ، ورسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟ ! فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، فأومأ بإصبعه إلى فيه ، فقال :
(اكتب ، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق) [17] .
وفي عام الفتح خطب خطبة في مكة ، فجاء رجل من أهل اليمن ، فقال : اكتب لي يا رسول الله ، فقال رسول الله :
(اكتبوا لأبي فلان) [18] .
ولهذا كان النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يحث أصحابه على هذا ، ويقول :
(قيّدوا العلم بالكتاب) [19] .
ثانياً : حرص الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم على حفظ السنة وضبطها :
كان الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم يحرصون على الجلوس عند النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif وحفظ حديثه ، وكانوا أخلص الناس في طلب العلم وفهمه ، وأكتفي هنا بالمثالين التاليين :
المثال الأول : تناوبهم في الجلوس عند رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif : عن عمر بن الخطاب http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif قال : (كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة ، وكنّا نتناوب النزول على رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- ، ينزل يوماً وأنزل يوماً ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك) [20] .
المثال الثاني : الرحلة في طلب الحديث : كان الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم يحرصون على طلب الحديث ، ويبذلون في ذلك جهداً عظيماً ، حتى قال عبد الله بن مسعود http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : (والله الذي لا إله غيره ، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت ، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن نزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه) [21] .
وقد رحل جابر بن عبد الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif مسيرة شهر ، إلى عبد الله بن أُنيس http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif في حديث واحد [22] .
وعن عطاء : أن أبا أيوب رحل إلى عقبة بن عامر فلما قدم مصر ، أخبروا عقبة فخرج إليه ، قال : حديث سمعته من رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif في ستر المسلم لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك ، قال : سمعت رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يقول : (من ستر مؤمناً على خزية ستر الله عليه يوم القيامة) ، قال : فأتى أيوب راحلته فركبها ، وانصرف إلى المدينة ، وما حلّ رحله) [23] .
وهذه الأمثلة تدلّ على تفانٍ عظيم في حفظ السنة ، فكانوا قدوة حميدة لمن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم ، ومراجعة كتاب : (الرحلة في طلب الحديث) للخطيب البغدادي تعطي تصوراً واضحاً عن الجهد الكبير الذي بذله أئمتنا في جمع السنة وحفظها .
ثالثاً : توقي الصحابة وورعهم في روايتهم عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif : كان الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم يتورعون أشد التورع في الرواية عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، فعن عمرو بن ميمون قال : كنت آتي ابن مسعود كل خميس ، فإذا قال : سمعت رسول الله-http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، انتفخت أوداجه ، ثم قال : (أو دون ذلك ، أو فوق ذلك ، أو قريب ذلك ، أو شبيه ذلك ، أو كما قال) [24] .
وعن السائب بن يزيد قال : (صحبت عبد الرحمن بن عوف ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعد بن أبي وقاص ، والمقداد بن الأسود ، فلم أسمع أحداً منهم يتحدث عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، إلا أني سمعت طلحة بن عبيد الله يتحدث عن يوم أحد) [25] .
وعن أبي إدريس : أن أبا الدرداء كان يحدث بالحديث عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، فإذا فرغ منه قال : هذا أو نحو هذا ، أو شكله) [26] .
وعن حبيب بن عبيد الرجي قال : (إن كان أبو أمامة ليحدثنا الحديث كالرجل الذي عليه أن يؤدي ما سمع) [27] .
رابعاً : دقة الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم في الرواية : كان الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم يتحرون الدقة في روايتهم عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، ويتورعون في ذلك أشد التورع ؛ فها هو ذا عبد الله بن عمر يسمع عبيد بن عمير يحدث بحديث رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif : (مثل المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين) ، فقال ابن عمر : ويلكم ، لا تكذبوا على رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، إنما قال رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- : (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين) [28] .
ولهذا قال محمد بن علي : (كان ابن عمر إذا سمع الحديث لم يزد فيه ، ولم ينقص منه ، ولم يجاوزه ، ولم يقصر عنه)
[29] .
وكان الأعمش يقول : (كان هذا العلم عند أقوام كان أحدهم لأن يخرّ من السماء أحب إليه من أن يزيد فيه واواً أو ألفاً أو دالاً)
[30] .
ومن كان من الصحابة يروي بالمعنى ، فإنه يتحرى الدقة في ذلك ، فعن عروة ابن الزبير قال : قالت لي عائشة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifا : يا بني يبلغني أنك تكتب عني الحديث ، ثم تعود فتكتبه ، فقلت لها : أسمعه منك على شيء ، ثم أعود فأسمعه على غيره ، فقالت : هل تسمع في المعنى خلافاً ؟ قلت : لا ، قالت : لا بأس بذلك
[31] .
خامساً : تثبت الصحابة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم في سماع الحديث : إن للرواية عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif شأناً عظيماً جدّاً ، ولذا كان أصحابه يتثبتون عند السماع ، ويتأكدون من صحة النقل ، ونقل عنهم في ذلك أمثلة كثيرة ، أذكر منها :
أ- تثبت أبي بكر الصديق http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : جاءت الجَدّة إلى أبي بكر http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif تسأله عن ميراثها ، فقال لها : ما لك في كتاب الله شيء ، ولا علمت لك في سنة رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif شيئاً ، فقال المغيرة بن شعبة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : حضرت رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif أعطاها السدس ، فقال أبو بكر : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري ، فقال مثل ما قال المغيرة ، فأنفذ لها أبو بكر [32] .
ولهذا قال الذهبي في ترجمة أبي بكر الصديق : (وكان أول من احتاط في قبول الأخبار) [33] .



ب- تثبت عمر بن الخطاب http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : عن أبي سعيد الخدري قال : (كنا في مجلس عند أبي بن كعب ، فأتى أبو موسى الأشعري مغضباً ، حتى وقف فقال : أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يقول : الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك وإلا فارجع ؟ قال أبيّ : وما ذاك ؟ قال : استأذنت على عمر بن الخطاب ثلاث مرات ، فلم يؤذن لي ، فرجعت ، ثم جئته اليوم فدخلت عليه ، فأخبرته أني جئت بالأمس فسلمت ثلاثاً ، ثم انصرفت ، قال : قد سمعناك ، ونحن حينئذ على شغل ، فلوما استأذنت حتى يؤذن لك ، قال : استأذنت كما سمعت رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، قال : فوالله لأوجعن ظهرك وبطنك ، أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا ، فقالوا : لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا ، فقام أبو سعيد فقال : كنا نؤمر بهذا ، فقال عمر : خفي عليّ هذا من أمر رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ؛ ألهاني عنه الصفق بالأسواق)[34]

وزاد مالك في الموطأ : أن عمر قال لأبي موسى : (أما إني لم تهمك ، ولكني أردت ألاّ يتجرأ الناس على الحديث عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif) [35] .
ج- تثبت عائشة بنت أبي بكر http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifا : عن عروة بن الزبير قال : قالت لي عائشة : يا ابن أختي ، بلغني أن عبد الله بن عمرو مارّ بنا إلى الحج فالقه فسائله ، فإنه قد حمل عن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif علماً كثيراً ، قال : فلقيته ، فسألته عن أشياء يذكرها عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، قال عروة : فكان فيما ذكر : أن النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif قال :
(إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعاً ، ولكن يقبض العلماء ، فيرفع العلم معهم ، ويبقى في الناس رؤساء جهال يفتونهم بغير علم ، فيضلون ويضلون) ، قال عروة : فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته ، قالت : أحدثك أنه سمع النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يقول هذا ؟ !
قال عروة : حتى إذا كان قابل : قالت له : إن ابن عمرو قد قدم ، فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم ، قال : فلقيته فسألته ، فذكره لي نحو ما حدثني به في مرته الأولى . قال عروة : فلما أخبرتها بذلك ، قالت : ما أحسبه إلا قد صدق ، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص شيئاً ، وفي رواية للبخاري أنها قالت : والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو [36] .
د - تثبت عبد الله بن عباس http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif : عن مجاهد قال : جاء بشير العدوي إلى ابن عباس ، فجعل يحدِّث ويقول : قال رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، قال رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ، ولا ينظر إليه ، فقال : يا ابن عباس ! ما لي لا أراك تسمع لحديثي ؟ أُحدثك عن رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif ولا تسمع ! فقال ابن عباس : (إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- ، ابتدرته أبصارنا ، وأصغينا إليه بآذاننا ، فلمّا ركب الناس الصعب والذلول ، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف) [37] .
====================

(1) من الأمثلة اللطيفة في دقة الصحابة (http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم) في النقل : قول عبد الله بن مسعود : (لقد رأيت رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- ضحك حتى بدت نواجذه) أخرجه مسلم ، ح/ 186 .
(2) أخرجه : الطبراني في الكبير ، ح/1647 ، وإسناده صحيح .
(3) أخرجه : أحمد ، (4/126) ، وابن ماجة ، ح/43 ، وإسناده صحيح .
(4) أخرجه : البخاري (6/496) .
(5) أخرجه البخاري ، 1/158 ، 198 ، ح/67 ، 104 .
(6) أخرجه أبو داود ، ح/3/438 ، والترمذي ، 4/141 ، وابن ماجة ، 1/ 84 ، وإسناده صحيح .
(7) أخرجه البخاري ، ح/1/129 ، 184 ، ح/53 ، 87 .
(8) أخرجه البخاري (2/170) .
(9) أخرجه البخاري (1/244) .
(10) أخرجه البخاري ، ح/1/190 ، 5/21 ، 13/271 ، ومسلم ، ح/4/ 1940 رقم 2492 .
(11) أخرجه البخاري ، 1/188 ، رقم 95 .
(12) أخرجه مسلم ، 4/2082 ، رقم 2710 .
(13) أخرجه البخاري ، ح/1/200 ، ومسلم ، 1/10 .
(14) أخرجه مسلم (1/9) .
(15) ابن تيمية في الرد على الأخنائي ، ص 103 .
(16) ورد ذلك في حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً : (لا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) ، أخرجه : مسلم ، 4/2298 .
(17) أخرجه أحمد ، 2/162 ، 192 ، وأبو داود ، ح/3646 ، وقال ابن حجر في الفتح ، 1/207 : (لهذا طرق يقوي بعضها بعضاً) .
(18) أخرجه البخاري ، ح/112 ، 2434 ، 6880 ، ومسلم ، 2/989 ، وفي بعض الروايات : (اكتبوا لأبي شاة) .
(19) أخرجه الحاكم ، 1/106 ، وغيره ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ، ح/431 .
(20) أخرجه البخاري ، 1/185 ، رقم 89 .
(21) أخرجه البخاري ، 9/47 ، ومسلم ، 4/1910 1911 .
(22) أخرجه البخاري تعليقاً مجزوماً به (1/173) ، وقال ابن حجر : (الإسناد حسن ، وقد اعتضد) .
(23) الكامل لابن عدي : 1/32 ، وليس كلام ابن مسعود من باب الشك ، ولكنه من شدة
التوقي والحذر .
(24) أخرجه أحمد ، 4/153 ، والحميدي ، ح/384 ، وجامع بيان العلم (1/ 392) .
(25) المرجع السابق : (1/30) .
(26) الكفاية ، ص 241 .
(27) الكفاية ، ص 206 .
(28) المرجع السابق ، ص 208 .
(29) المرجع السابق ، ص 205 .
(30) المرجع السابق ، ص 212 .
(31) المرجع السابق ، ص 240 .
(32) الكفاية ، ص 26 .
(33) تذكرة الحفاظ ، (1/2) .
(34) أخرجه البخاري رقم (2062 و6245 و 7353) .
(35) الموطأ (2/964) .
(36) أخرجه البخاري ، ح/ 7307 ، ومسلم ، 4/2059 .
(37) أخرجه مسلم ، 1/12 13 .

يتبــــــــع

أريــــ الجنة ــــد
11-09-2009, 02:04 AM
تحدث الكاتب في الحلقة الأولى عن المعالم التي قادت المسلمين إلى حفظ السنة في صدر الإسلام ، ثم جهود الخلفاء (الأئمة) وكذلك الصحابة الأعلام http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gifم . ويواصل الأخ الكاتب في هذه الحلقة بيان جهود الأئمة من السلف ومن بعدهم

ثانياً : جهود السلف في حفظ السنة وضبطها :
بذل أئمة الإسلام جهوداً عظيمة في حفظ السنة وتنقيحها ، وحمايتها من تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، وقد تمثلت جهودهم في مسائل عديدة ، أذكر منها :
1- حفظ السنّة :
اهتم السلف الصالح بحفظ حديث النبي -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- وإتقانه ، وجعلوا ذلك شرطاً من شروط الرواية ، حتى قال عبد الرحمن بن مهدي : (يحرم على الرجل أن يروي حديثاً في أمر الدين حتى يتقنه ويحفظه كالآية من القرآن ، وكاسم الرجل) [1] .
وقد سطر أئمة الحديث أروع الأمثلة في هذا الباب ، وأتوا بما يبهر الإنسان ويعجزه ، ومن علامات ذلك :

(أ) غزارة الحفظ :
تميّز بعض الأئمة بكثرة محفوظاتهم وتنوعها ، وهناك أمثلة كثيرة جداً على ذلك ، وقد جمع الذهبي تراجم هؤلاء الحفاظ في كتابيه : (سير أعلام النبلاء) و (تذكرة الحفاظ) وذكر عجائب من علومهم وأحوالهم ، ومن أمثلة هذا الباب :
المثال الأول : حفظ الإمام أحمد :
كان الإمام أحمد واسع الحفظ ، جمع حديثاً كثيراً ، حتى قال أبو زرعة : (كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث ، فقيل : ما يدريك ؟ قال : ذاكرته فأخذتُ عليه الأبواب) [2] .
المثال الثاني : حفظ الإمام إسحاق بن راهويه :
قال أبو داود الخفّاف : (سمعت إسحاق بن راهويه يقول : لكأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي ، وثلاثين ألفاً أسردها) . قال : (وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه ، ثم قرأها علينا ، فما زاد حرفاً ، ولا نقص حرفاً) [3] .
وقال علي بن خشرم : (كان إسحاق بن راهويه يملي سبعين ألف حديث حفظاً) [4] .
المثال الثالث : حفظ الإمام عبد الرحمن بن مهدي :
قال القواريري : (أملى عليّ عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظاً) [5] .
المثال الرابع : حفظ الإمام الحميدي :
قال الإمام الشافعي : (ما رأيت صاحب بلغم أحفظ من الحميدي ، كان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث) [6] .
ب- قوة الحفظ ودقته :
على الرغم من كثرة محفوظات الأئمة وتنوعها ، إلا أنهم تميزوا بقوة الحافظة ، والرعاية الشديدة لمحفوظاتهم ، حتى قال الأعمش : (كان هذا العلم عند أقوام كانأحدهم لأن يخرّ من السماء أحب إليه من أن يزيد فيه واواً أو ألفاً أو دالاً) [7] .
ولهذا كان الإمام مالك يتحفظ من الباء والتاء والثاء ، في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [8] .
ومن الأمثلة على قوّة الحفظ ودقته :
المثال الأول : قوة حفظ الإمام الزهري :
جمع الإمام الزهري علماً عظيماً ، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره ، مع قوة وإتقان ، فقد قال عن نفسه : (ما استعدت حديثاً قط ، وما شككت في حديث إلا حديثاً واحداً فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت) [9] .
وقد أراد هشام بن عبد الملك أن يمتحنه ، فسأله أن يملي على بعض ولده أربعمائة حديث ، وخرج الزهري ، فقال : أين أنتم يا أصحاب الحديث ؟ فحدثهم بتلك الأربعمائة ، ثم لقي هشاماً بعد شهر أو نحوه ، فقال للزهري : إن ذلك الكتاب ضاع ، فدعا بكاتب فأملاها عليه ، ثم قابل بالكتاب الأول فما غادر حرفاً
واحداً) [10] .
المثال الثاني : قوة حفظ قتادة بن دعامة :
قال الإمام أحمد : (كان قتادة أحفظ أهل البصرة ، لا يسمع شيئاً إلا حفظه ، قرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها) [11] .
وقال معمر : (رأيت قتادة قال لابن أبي عروبة : أمسك عليّ المصحف ، فقرأ البقرة ، فلم يخطئ حرفاً ، فقال : يا أبا النضر ، لأنا لصحيفة جابر أحفظ مني لسورة البقرة) [12] .
ولهذا قال قتادة عن نفسه : (ما قلتُ لمحدث قط أَعِدْ عليّ ، وما سمعت أذنا شيئاً إلا وعاه قلبي) [13] .
المثال الثالث : قوة حفظ الإمام أحمد :
كان الإمام أحمد آية في الحفظ والإتقان ، على الرغم من كثرة محفوظاته ، حتى قال ابن المديني : (ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل) [14] .
ومن شدة إتقانه أنه كان يقول لابنه عبد الله : (خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع ، فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد ، وإن شئت بالإسناد حتى أخبرك عن الكلام)
[15] .
المثال الرابع : قوة حفظ ابن أبي شيبة :
قال عمرو الفلاس : (ما رأيت أحداً أحفظ للحديث من ابن أبي شيبة ، قدم علينا مع ابن المديني ، فسرد للشيباني أربعمائة حديث حفظاً وقام) [16] .
ولهذا قال الخطيب البغدادي : (كان متقنا حافظاً مكثراً) [17] .
وقال الذهبي : (كان بحراً من بحور العلم ، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ) [18] .
المثال الخامس : قوة حفظ الإمام البخاري :
قال محمد بن حاتم : (قلت لأبي عبد الله : كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث ؟ قال : ألهمتُ حفظ الحديث وأنا في الكُتّاب قال : وكم أتى عليك إذ ذاك ؟
قال : عشر سنين أو أقل ، ثم خرجت من الكُتّاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره ، وقال يوماً فيما كان يقرأ للناس : سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم ، فقلت له : يا أبا فلان ، إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم ، فانتهرني ، فقلت له : ارجع إلى الأصل إن كان عندك ، فدخل ونظر فيه ثم خرج وقال لي : كيف هو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني وأحكم كتابه ، فقال : صدقت ، فقال له بعض أصحابه : ابن كم كنت إذ رددت عليه ؟ قال : ابن إحدى عشرة) [19] .
وقصة البخاري لمّا قلبت عليه عشرة أحاديث بأسانيدها ومتونها لامتحانه ، فأعادها عليهم ، ثم ساقها على وجهها الصحيح ، قصة عجيبة تدل على إمامته في هذا العلم ، وقدرته العظيمة على الحفظ والاستيعاب) [20] .
2- جمع السنّة وتدوينها :
حرص العلماء على سماع حديث النبي -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- ، وتلقيه عن أئمته من الصحابة والتابعين ، ثم حرصوا على جمعه وتدوينه وكتابته ، وقد مرّ ذلك بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : جمع السنة في أواخر القرن الأول :
لعل من أوائل المحاولات لجمع السنة : ما قام به عبد العزيز بن مروان ، حيث كتب إلى كثير بن مرة وكان قد أدرك بحمص سبعين بدرياً من أصحاب رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- : (أن يكتب إليه بما سمع من أصحاب رسول الله - http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif - من أحاديثهم ، إلا حديث أبي هريرة ، فإنّه عندنا)[21] .
ولما جاء بعده ابنه عمر بن عبد العزيز حرص على جمع السنة ، وسلك في ذلك طريقين :
الأول : كتب إلى أبي بكر ابن حزم : (انظر ما كان من حديث رسول الله - http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- فاكتبه ، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ، ولا تقبل إلا حديث النبي) [22] .
الثاني : أمر الزهري بجمع السنة ، حيث قال الزهري : (أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن ، فكتبناها دفتراً دفتراً ، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفتراً) [23] .
ولهذا قال الترمذي : (هو واضع علم الحديث بأمر عمر بن عبد العزيز ، مخافة ضياعه بضياع أهله) [24] .
المرحلة الثانية : تدوين السنة في منتصف القرن الثاني :
قال الذهبي : (لم ينتصف القرن الثاني حتى نشطت حركة تدوين الحديث ، وكان من سبق إليها من رجال هذا القرن : ابن جريج المكي ، وابن إسحاق ،ومعمر ابن راشد ، وسعيد بن أبي عروبة ، وربيع بن صبيح ، وسفيان الثوري ،ومالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وابن المبارك ، ثم تتابع الناس ) [25] .
وقال ابن حجر : (ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار ، وتبويب الأخبار لمّا انتشر العلماء في الأمصار ، وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري الأقدار) [26] .
المرحلة الثالثة : تصنيف السنّة في القرن الثالث :
في بدايات القرن الثالث أخذ التصنيف دوراً جديداً ، فظهرت المصنفات :
كمصنف عبد الرزاق [ت211هـ] وابن أبي شيبة [235هـ] ، والمسانيد : كمسانيد الحميدي [ت219هـ] ، وأحمد [ت241هـ] ، والدارمي [ت هـ] ، والجوامع : كجامع البخاري [ت 256هـ] ، وجامع مسلم [ت261هـ] ، وجامع الترمذي [ت279هـ] ، والسنن : كسنن أبي داود [ت 275هـ] ، وابن ماجه [ت 273هـ] ، والنسائي [ت303 هـ] .
وبهذا نتبين أن أئمة السنة بذلوا جهداً عظيماً في جمع السنة وتبويبها ، وتركوا لنا تراثاً غزيراً في عشرات المصنفات والدواوين ، حتى أصبحت هذه الأمة تمتلك بحق أغنى تراث عرفته البشرية ، فاللهم لك الحمد والمنة على هذه النعمة العظيمة .
=============
يتبـــــــــــع :

أريــــ الجنة ــــد
11-09-2009, 02:06 AM
3- علم الإسناد :
لمّا ظهرت الفتن في أواخر الخلافة الراشدة ، بدأ الأئمة في البحث عن الأسانيد ، والنظر في مصادر الروايات ، حتى لا يدخل في هذا العلم من ليس من أهله ، قال ابن سيرين : (لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : (سموا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، وينظر إلى أهل البدع ولا يؤخذ حديثهم) [27] .
والإسناد خصّيصة من خصائص هذه الأمة ، تروى به الأحاديث ، وتعرف به الطرق ، ولهذا تتابع اهتمام الأئمة بالأسانيد ، وأصبح الحديث بلا إسناد لا قيمة له ، ولهذا قال عبد الله بن المبارك : (الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء) [28] .
وقال ابن حبان : (ولو لم يكن الإسناد وطلب هذه الطائفة له ، لظهر في هذه الأمة من تبديل الدين ما ظهر في سائر الأمم ؛ وذاك أنه لم تكن أمة لنبي -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- قط حفظت عليه الدين عن التبديل ما حفظت هذه الأمة ، حتى لا يتهيأ أن يزاد في سنة من سنن رسول الله -http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- ألف ولا واو ، كما لا يتهيأ زيادة مثله في القرآن .
فحفظت هذه الطائفة السنن على المسلمين ، وكثرت عنايتهم بأمر الدين ، ولولاهم لقال من شاء بما شاء) [29] .
4- التفتيش في الأسانيد ومنازل الرواة :
كان من ثمرات علم الإسناد : اهتمام العلماء في وقت مبكر جداً بدراسة أحوال الرواة ومراتبهم ، من حيث العدالة والضبط ، ومن حيث صحة طرق التحمل والأداء ، من حيث تواريخهم وأشياخهم وتلاميذهم .... ونحو ذلك ، وسمي هذا العلم فيما بعد بـ : (علم الجرح والتعديل) .
وعلم الجرح والتعديل من العلوم الجليلة التي كانت سبباً رئيساً من أسباب حفظ الدين ، والذبّ عن سنة سيد المرسلين ، ولهذا قال ابن خلاد ليحيى القطان : (أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة ؟ ! قال يحيى : لأن يكونوا خصماء لي أحب إليّ من أن خصمي المصطفى إذ لم أذبّ عن حديثه وشريعته) .
وقد اعتنى أئمة الحديث بعلم الرجال عناية فائقة ، حتى عده ابن المديني : (نصف علم الحديث) [30] .
ولهذا صنفت مصنفات خاصة في هذا العلم ، ورتب فيه الرواة من حيث القوة والضعف ، وبين فيه الذي تقبل روايته من الذي ترد ، ولهذا اشترط الأئمة في الناقد المتكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً أن يكون بصيراً بأحوال الرجال ، واسع الاطلاع على الأخبار ، خبيراً بالحديث وعلله ، ويجب أن يتحلى بالأمانة والورع ، وبالفطنة والنباهة ، عنده ملكة نقدية راسخة تعينه على تفهم دقائق العلل وخفايا المسائل .
5- إرساء قواعد الرواية وأصولها :
لَمّا توسعت الرواية ، وكثر النّقَلَة ، اهتم علماء الحديث بتقعيد قواعد الرواية ، وبيّنوا أصولها و ضوابطها بياناً تفصيلياً ، وسمي هذا العلم فيما بعد ب : (علم مصطلح الحديث) ، وكان من أوائل من كتب فيه : الإمام الشافعي في أجزاء متفرقة من كتبه ، وخاصة كتابه الرسالة ، ثم تلميذه عبد الله الحميدي ، ثم كتب الإمام مسلم شيئاً من قوانين الرواية في مقدمة صحيحه ، وكتابه التمييز ، وكذلك الترمذي في العلل الصغير .
وفي منتصف القرن الرابع ألف الرامهرمزي كتابه الجليل : (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) .
ثم تتابعت المؤلفات ، وكثرت المصنفات من المطولات والمختصرات .
ومن أشهر قواعد الرواية التي سأشير إليها في هذه المقالة :
أنّ أئمة الحديث وضعوا شروطاً خمسة للرواية الصحيحة التي يعتمد عليها ، وهي على سبيل الاختصار :
الشرط الأول : اتصال الإسناد ، وسلامته من الانقطاع .
فكلّ راوٍ لا بد أن يكون قد سمعه ممّن هو فوقه إلى رسول الله http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif
ويعرف الاتصال عادة بمعرفة تواريخ الرواة ، ومواليدهم ، ووفياتهم ، ورحلاتهم ، وأسماء شيوخهم وتلاميذهم ، ومتى وأين وكيف تم تتلمذهم على بعضهم .
وهكذا ، ولهذا قال سفيان الثوري : (لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ) [31] .
ومراجعة كتب الجرح والتعديل وتواريخ الرجال والبلدان ، تبين الجهد العظيم الذي بذله الأئمة في تسجيل كل شاردة وواردة في وتواريخ الرجال وسيرهم .
الشرط الثاني : عدالة الرواة في جميع طبقات السند .
ويعرف المحدثون العدالة بأنها : (ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة) [32] .
والعدل هو : كل مسلم مميّز سليم من أسباب الفسق وخوارم المروءة . ولهذا قال عبد الله بن المبارك : (العدل من كان فيه خمس خصال : يشهد الجماعة ، ولا يشرب هذا الشراب (أي : النبيذ) ، ولا تكون في دينه خربة ، ولا يكذب ، ولا يكون في عقله شيء) [33] .
الشرط الثالث : ضبط الرواة في جميع الطبقات :
والراوي الضابط :
هو الذي يكون متيقظاً غير مغفّل ، حافظاً إن حدّث من حفظه ، ضابطاً لكتابه من التبديل والتغيير إن حدث من كتابه ، عالماً بمداخل المعنى إن روى بالمعنى [34] .
ويعرف الراوي بدراسة مروياته ، وعرضها على مرويات الآخرين .
ولهذا اهتم الأئمة بتتبع الطرق وجمعها ، ودراسة أحوال الرواة في أزمان مختلفة من أعمارهم ، لمعرفة التغيرات التي قد تطرأ على محفوظاتهم ، وبذلوا في ذلك جهداً عظيماً ، حتى إنهم لذمتهم وشديد عنايتهم يميزون الخطأ اليسير النادر في أحاديث الثقات ، ويعرفون الصحيح النادر في أحاديث الضعفاء .
وكان بعض النقاد يمتحن الرواة ويتأكد من محفوظاتهم ، فها هو ذا حماد بن سلمة يقول : (كنت أقلب على ثابت البناني حديثه وكانوا يقولون : القُصّاص لا يحفظون ، وكنت أقول لحديث أنس : كيف حدثك عبد الرحمن بن أبي ليلى ؟ فيقول : لا ، إنما حدثناه أنس ، وأقول لحديث عبد الرحمن بن أبي ليلى : كيف حدثك أنس ؟ فيقول : لا إنما حدثناه عبد الرحمن بن أبي ليلى) ولهذا كان حماد يقول : (قلبت أحاديث على ثابت البناني فلم تنقلب ، وقلبت على أبان بن أبي عياش فانقلبت) [35] .
الشرط الرابع : سلامة الرواية من العلة :
والعلة : هي سبب غامض خفي قادح في صحة الحديث مع ظهور السلامة منه .
ومعرفة الحديث المعل من أدق علوم الحديث وأغمضها ، ولهذا لا يستطيع تمييز العلل إلا الأئمة الجهابذة ، وذلك بجمع الطرق ، وتتبع مخارجها ، وعرضها على بعضها ، واستقراء أحوال الرواة ، وسبر متون الحديث ، ثم تطبيق المعايير النقدية التي وضعها المحدثون .
الشرط الخامس : سلامة الرواية من الشذوذ :
والشذوذ هو : التفرّد ، والحديث الشاذ هو : ما رواه المقبول مخالفاً من هو أوْلى منه ، لكثرة عدد أو زيادة حفظ .
ومعرفة الحديث الشاذ من العلوم الدقيقة جداً ، حتى قال ابن حجر : (وهو أدق من المعلل بكثير فلا يتمكن من الحكم به إلا من مارس الفن غاية الممارسة ، وكان في الذروة من الفهم الثاقب ورسوخ القدم في الصناعة ، ورزقه الله نهاية الملكة)
[36] .
وتحت كل شرط من هذه الشروط الخمسة توجد تفاصيل وتفريعات كثيرة تراجع في مظانها ، وإنما المقصود الإشارة إلى دقة المحدثين في تمييز المرويات ، وحرصهم على بيان منازل الرواة .
وكانت نتيجة ذلك أنهم أصبحوا حصوناً واقية ، ودروعاً حامية ، لا يستطيع عابث أو جاهل أو مفرط أن يُدخِل في سنة النبي - http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif- ما ليس منها ، ولهذا قال الإمام الثوري : (لو همّ رجل أن يكذب في الحديث ، وهو في بيت في جوف بيت لأظهر الله عليه) [37]
وها هو ذا إسحاق بن راهويه يقول : (أحفظ أربعة آلاف حديث مزوّرة . فقيل له : ما معنى حفظ المزوّرة ؟ ! قال : إذا مرّ بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليتُهُ منها فَلْياً) [38] .
===========================


(1) الكفاية : للخطيب البغدادي .


(2) تاريخ بغداد : (4/419) وطبقات الحنابلة : (1/6) .


(3) سير أعلام النبلاء : (11/373) .


(4) تهذيب تاريخ ابن عساكر : (2/216) وتدريب الرواي : (1/51) .


(5) شرح علل الترمذي : (ص 175) .


(6) سير أعلام النبلاء : (10/618) وطبقات الشافعية الكبرى : (2/140) .


(7) الكفاية : (ص212) .


(8) المرجع السابق : (ص 213) .


(9) تذكرة الحفاظ : (1/111) .


(10) المرجع السابق : (1/111) والإلماع للقاضي عياض : (ص243) .


(11) سير أعلام النبلاء : (5/276 277) .


(12) الطبقات الكبرى : (7/229) والتاريخ الكبير : (7/182) .


(13) تذكرة الحفاظ : (1/123) .


(14) تقدمة الجرح والتعديل : (ص : 295) .


(15) شرح علل الترمذي : (ص182) .


(16) سير أعلام النبلاء : (11/123) وتهذيب : (6/3) .


(17) تاريخ بغداد : (10/66) .


(18) سير أعلام النبلاء : (11/123) .


(19) تاريخ بغداد : (2/7) وطبقات الشافعية : (2/216) .


(20) انظر القصة في تاريخ بغداد : (2/15 16) ووفيات الأعيان : (4/ 190) وغيرها .


(21) الطبقات الكبرى : (7/448) .


(22) أخرجه البخاري تعليقاً مجزوماً به : (1/194) .


(23) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر .


(24) مختصر الشمائل المحمدية : (ص125) .


(25) تذكرة الحفاظ : (1/229) .


(26) هدي الساري مقدمة فتح الباري : (6) .


(27) مسلم في مقدمة صحيحه : (1/15) .


(28) المرجع السابق .


(29) كتاب المجروحين : (1/25) .


(30) تهذيب الكمال : (1/165) .


(31) مقدمة ابن الصلاح : (ص 282) .


(32) نزهة النظر : (ص29) .


(33) الكفاية : (ص 79) والخَرَبَة هي : العيب ، كما في النهاية في غريب الحديث : (2/78) .


(34) مقدمة ابن الصلاح : (ص94) .


(35) الجامع لأخلاق الراوي : (1/135 136) ، وانظر قصة امتحان يحيى بن معين للفضل بن دكين للتأكد من حفظه ، حيث أثقل عليه يحيى ، حتى رفسه فرمى به ، فقال يحيى : (والله لرفسته أحب إلّيّ من سفرتي) سير أعلام النبلاء : (10/ 148 149) .


(36) توضيح الأفكار : (1/379) .


(37) سير أعلام النبلاء (7 /248) .


(38) تاريخ بغداد : (6/352) .




=========================



تم بحمــــــد الله ....


منقـــــــــــــــول للإفــــــــــــــادة ....


من مقالات الأستاذ : أحمد بن عبد الرحمن الصويان


جزاه الله خيرا ً


نفعنا الله وإياكم بما جاء فيه والله المستعــــــــــــــان

**(elktra)**
11-09-2009, 02:58 AM
موضوع رائع
جزاكي الله خيرا

أريــــ الجنة ــــد
11-09-2009, 03:02 AM
موضوع رائع


جزاكي الله خيرا


وجزاكي مثله

وشكرا الكترا على مرورك الكريم

عاشقة الموج
11-09-2009, 03:38 PM
بارك الله فيك و فيه
جعل ما قدمتم فى ميزان حسناتكم
مشكورة

Khaled Soliman
11-09-2009, 04:17 PM
ما شاء الله
بارك الله فيكي وجزاكي كل الخير ونتابع معكي بإذن الله
والرجاء تثبيت الموضوع لأهميته

مستر/ عصام الجاويش
12-09-2009, 03:24 AM
إن كان تابع أحمد متوهبا****************فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي************رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا*************قبر له سبب من الأسباب
كلا ولاحجر ولا شجر ولا***********عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة************أو حلقة، أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية***************الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث***********في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا***********أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من الجهمية عنها عتت************بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدرة*************فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ*********ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقدا به*************صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلـ**********ـيبك المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا*************من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة**************متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم***********ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم**********غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى********ومشوا على منها جهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا***********عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى*************إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة فيه************ومكرمة وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا********وعلى جميع الآل والأصحاب

أريــــ الجنة ــــد
13-09-2009, 04:08 PM
بارك الله فيك و فيه
جعل ما قدمتم فى ميزان حسناتكم
مشكورة
وبارك في حضرتك

شكرا على المرور الكريم

:)

أريــــ الجنة ــــد
13-09-2009, 04:09 PM
ما شاء الله
بارك الله فيكي وجزاكي كل الخير ونتابع معكي بإذن الله
والرجاء تثبيت الموضوع لأهميته
شكرا لحضرتك على مرورك الكريم

وان شاء الله يتثبت

ده أمل كبير

http://www.thanwya.com/vb/life/icons/icon114.gif

Khaled Soliman
28-01-2010, 07:42 PM
تم بحمد الله تعالي تثبيت الموضوع وهو مفتوح لكل اللإخوة والأخوات للمشاركة في هذا الموضوع لبيان فضل الصحابة الكرام

أريــــ الجنة ــــد
28-01-2010, 09:46 PM
تم بحمد الله تعالي تثبيت الموضوع وهو مفتوح لكل اللإخوة والأخوات للمشاركة في هذا الموضوع لبيان فضل الصحابة الكرام

الف شكر لحضرتك

وجزاك الله خيرا على التثبيت

Khaled Soliman
29-01-2010, 01:25 AM
الف شكر لحضرتك

وجزاك الله خيرا على التثبيت





لا داعي أبداً للشكر هذا حق مثل هذه المواضيع علينا ولكن يجب تنشيطة ببيان فضل الصحابة والسلف حتي يستمر الموضوع مثبتاً ولتعم الفائدة

بنت دمنهور
29-01-2010, 11:39 PM
جزاكِ الله خيرا
لسة مكملتهوش بس هكمله باذن الله
بارك الله فيكِ

أريــــ الجنة ــــد
31-01-2010, 02:54 PM
جزاكِ الله خيرا
لسة مكملتهوش بس هكمله باذن الله
بارك الله فيكِ

ان شاء الله هيعجبك جدا

وجزاك الله خيرا

ابو البراء محمد بن محمود
31-01-2010, 11:16 PM
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم.
موضوع قيم.

Khaled Soliman
01-02-2010, 12:48 AM
العنوان
فضل أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه
المؤلف شيخ الإسلام بن تيمية
نبذه عن الكتاب
تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في هذه الرسالة عن فضل أبي بكر الصديق
وفضل علي رضي الله عنهما،
وملخصها كما يلي:
- إن هناك فرقا بين "الخصائص" التي لم يشارك فيها أحدهما الآخر، كثبوت الخلة لأبي بكر – رضي الله عنه – لو كان للنبي صلى الله عليه وسلم خليل، وكذلك أمره صلى الله عليه وسلم لأبي بكر – رضي الله عنه – أن يصلي بالناس مدة مرضه، من خصائصه التي لم يشركه فيها أحد.
وكذلك تأميره له من المدينة على الحج إقامة للسنة ومحواً لأثر الجاهلية هو بين المناقب والفضائل التي هي مشتركة بينه وبين غيره.
وكقوله صلى الله عليه وسلم في علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ((أنت مني وأنا منك))، وهذه العبارة قد قالها صلى الله عليه وسلم أيضا لجليبيب – رضي الله عنه – الذي قتل عدة من الكفار: ((هذا مني وأنه منه))، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم للأشعريين: ((هم مني وأنا منهم)).
- لم يرد في حديث صحيح خصيصة لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – امتاز بها على أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وكل ما ورد فيه إما صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح.

http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/meshkat_lo4.jpg
رابط القراءة رابط التحميل http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/abo%20bakr2.zip)

Khaled Soliman
01-02-2010, 12:52 AM
فضل أبوبكر رضي الله عنه
الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم في خير القرون وأختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولا وأقومهم ديناً وأغزرهم علماً وأشجعهم قلوبا قوماً جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على جميع العالمين فكانوا غرة في جبين تاريخ الأولين والآخرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما..
أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعرفوا حكمة الله عز وجل فيما منّ الله به على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحكيمة بهم نصر الله الإٍسلام ونصرهم الله بالإسلام وكانوا خير القرون بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيحين أنه قال : (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وكان من أولئك السادة الخلفاء الراشدون الآئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام فحافظوا على الدين وساسوا الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم رضي الله عنهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه لا نقول ذلك دعوى ولكنا نقولها بشهادة التاريخ تشهد بذلك أفعالهم وتنطق به آثارهم وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبابكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر خلف النبي صلى عليه وسلم في أمته بإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم فقد أشار صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله أن الخليفة بعده أبوبكر رضي الله عنه ففي صحيح البخاري أن أمرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأمرها أن ترجع إليه بعد فقالت أرأيت إن لم أجدك قال فأتي أبابكر وهمّ صلى الله عليه وسلم أن يكتب كتابا لأبي بكر ثم قال: (يأبى الله والمسلمون إلا أبابكر) وفي رواية : (معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر) وخلّفه النبي صلى الله عليه وسلم على الناس في الصلاة والحج فقد أمر أن يصلي أبوبكر بالناس حين مرض صلى الله عليه وسلم وجعله أميرا على الناس في الحج سنة تسع من الهجرة وكل هذا إشارة إلى أنه الخليفة من بعده ولو كان أحدٌ يستحق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى أبي بكر لخلّفه النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والحج كان أبوبكر رضي الله عنه من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له إبن السلمة سيد الغارة أمام أشراف قريش بما شهدت به خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكلّ وتقضي الضيف وتعين على نوائب الحق فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بادر رضي الله عنه إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه إلى الإيمان بل آمن بمجرد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له إلى الإيمان ولازمَ النبي صلى الله عليه وسلم طول إقامته بمكة وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة وشهد معه جميع غزواته أسلم على يديه رضي الله عنه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة أسلم على يديه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف وأشترى رضي الله عنه سبعة من المسلمين اشترى سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم منهم بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عامر بن فهيرة الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر في هجرتهما ليخدمهما وكان رضي الله عنه أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ومدلول كلامه وفحواه خطب النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته وقال إن عبدا خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده فأختار ما عند الله ، ففهم أبوبكر رضي الله عنه أن المخيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فعجب الناس من بكائه لأنهم لم يفهموا ما فهم وكان رضي الله عنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم معلنا على أمته وهو يخطب الناس قال :(إن أمنّ الناس عليّ في ماله وصحبته أبوبكر ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لأتخذت أبابكر ولكن أخوّة الإسلام ومودته) وجاء مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه كان بيني وبين إبن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يغفر الله لك يا أبابكر يغفر الله لك يا أبابكر يغفر الله لك يا أبابكر ، ثم إن عمر رضي الله عنه ندم حيث لم يسمح عن أبي بكر فأتى إلى منزل أبي بكر يسأل عنه فقال أسمّ أبوبكر قالوا لا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتنعّر حتى أشفق أبوبكر أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ما يكره فجسا أبوبكر على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم والله أنا كنت أظلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبوبكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي فهل أنتم تاركوا لي صاحبي) ، فما أوذي بعدها رضي الله عنه وكان رضي الله عنه أسبق الصحابة عند النوازل والكوارث ففي صلح الحديبية ذلك الصلح الذي سماه الله فتحا لم يتحمّل كثيرا من الصحابة الشروط التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش وكان من تلك الشروط أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية وكلكم يعرف أو كثير منكم يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة معتمرا ولكن قريشا وهم المعتدون الظالمون صدوه عن المسجد الحرام بل صدوه دون أن يكمّل عمرته وكان من بين الشروط أن يرجع وأن من جاء من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم رده إليهم وإن كان مسلما ومن جاء من المسلمين إلى قريش لم يردوه إلى المسلمين فشق ذلك على المسلمين جميعا إلا من شاء الله حتى إن عمر راجع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (إني رسول الله ولست أعصيه وهو ما سئل) فذهب عمر إلى أبي بكر فقال له أبوبكر أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فأستمسك بقرضه فو الله إنه على الحق فكان جواب أبي بكر رضي الله عنه كجواب النبي صلى الله عليه وسلم سواءا بسواء وفي هذا دليل على أن أبابكر رضي الله عنه أقوى الصحابة وأشجعهم في مواطن الضيق والشدة ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم إندهش المسلمون لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام عمر رضي الله عنه وأنكر موته وقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ولكن أبابكر رضي الله عنه وفيما أعتقد انه أشد الناس حزنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغطاً ببرد حبره فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبّله وقال بأبي وأمي طبت حيا وميتا ثم خرج رضي الله عنه إلى الناس بطمأنينة وربابة جأش فصعد المنبر فخطب الناس خطبهم بقلب ثابت وقال كلمته المشهورة العظيمة قال : ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وتلى قوله تعالى )إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30) وقوله )وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144) قال الصحابة رضي الله عنهم كأننا لم نقرأ هذه الآية من قبل وعلموا بسبب ما أنزل الله على أبي بكر من الطمأنينة علموا بذلك الحق ولما أراد رضي الله عنه أن ينفذ جيش أسامة بن زيد بعد جيش أسامة بن زيد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم راجعه عمر وغيره من الصحابة وقالوا له يا خليفة رسول الله لا تسيير الجيش فإننا محتاجون إليه من أجل قتال أهل الرده ولكنه رضي الله عنه صمم على تنفيذ ذلك الجيش وقال والله لا أحلّ راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن الطير تخطفنا ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرتدّ من أرتدّ من العرب ومنعوا الزكاة عزم على قتالهم فراجعه من راجعه في ذلك فصمم على قتالهم رضي الله عنه قال عمر فعرفت أن ذلك هو الحق لقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على منبر الكوفة خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر ووصفه رضي الله عنه فقال كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأحسنهم صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأشبههم برسول الله هديا وسمتا وأكرمهم عليهم خلفته في دينه وأمته أحسن خلافة ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف متواضعا في نفسك عظيما عند الله أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم ،تولى أبوبكر الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار في الناس سيرة حميدة وبارك الله في مدة خلافته على قلتها وكان من بركاته التي أجراها الله علي يديه أن خلّف على المسلمين عبقريا حزما شجاعا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن هذا من حسناته ومن تؤسماته الصائبة رضي الله عنهما جميعا وعن جميع إخوانهما من المهاجرين والأنصار ، أيها المسلمون لقد أثنى الله تعالى على أولئك الصحابة الكرام فقال
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) اللهم إنا نسألك أن ترضى عن جميع أصحاب نبيك الكرام وأن تجعلنا من أتباعهم ظاهرا وباطنا اللهم أرضى عنهم وأجزهم عنا وعن جميع المسلمين خيرا يا رب العالمين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فأستغفروه إنه هو الغفورالرحيم.
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليما..
أما بعد
أيها الناس فإن من قرأ تاريخ حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخ أصحابه عرف كيف كان الإسلام على وجهه وعرف كيف كان هولاء الذين يطبقون الإسلام أشد ما يبطقونه بقدر ما يستطيعون وأزداد بذلك إيمانا بالله ورسوله ومحبة لله ورسوله ومحبة لأولئك الصحابة الكرام رضي الله عنهم وإنه لا يتم إيمان عبد حتى يكون حبه في الله وبغضه في الله وولائه لله وعدائه لله أيها المسلمون إنني أدعو نفسي وإياكم لقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين بعيدين عن الهوى والتعصب فإنه بعد أن كانت الفتنة كان من يؤلف في التاريخ يميل إما مع هؤلاء وإما مع هؤلاء وكان من يميل إلى أحد من هؤلاء قد لا يكون عنده تقوى لله عز وجل فكان يكتب الأكاذيب على بعض الصحابة وهم منها بريئون وكان ذلك دليلا على حقده وغله وبغضه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم أن من قدح في الصحابة رضي الله عنهم فإنه لم يقدح في الصحابة فحسب ولكنه قدح في شريعة الله وفي رسول الله وفي الله الذي يقدح في الصحابة ليس يقدح في الصحابة فحسب ولكنه يقدح في الصحابة وفي شريعة الله وفي رسول الله وفي الله عز وجل لماذا؟ لأن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم لم تأتي إلا من طريق الصحابة رضي الله عنهم فهم الذين أدوها إلى الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كانوا محل قدح كان الناقل لهذه الشريعة محل قدح وكانت الشريعة غير مطمأن إليها وأما كونه قدحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن المعلوم أن هؤلاء الصحابة أصحابه وإذا كان أصحاب الإنسان محل قدح دل ذلك على أن ذلك الصاحب محل قدح أيضا إذ لا يجتمع شخص طيب صاحب يكون صاحبا لشخص غير طيب ولا بالعكس وأما كونه طعنا بالله عز وجل فلأن من قال إن أولئك القوم الذين أختارهم الله لصحبه نبيه كانوا محل قدح فقد قدح في حكمة الله عز وجل ليس من الحكمة أن يجعل الله تعالى لنبيه خاتم النبيين وأفضل الرسل أجمعين أن يجعل له أصحاباً محل قدح فإذا قدح الإنسان في هولاء الصحابة فقد قدح في حكمة الله عز وجل تأملوا أيها الأخوة أن أولئك الذين يقدحون في الصحابة لم يكن قدحهم قاصراً على الصحابة فقط بل قدحٌ فيهم وفي رسول الله صلى الله وفي شريعة الله وفي الله جل جلاله أيها المسلمون في هذا الإسبوع منّ الله على المسلمين بالمطر الذي نرجوا أن يكون نافعاً وأن يكون عاماً لجميع المسلمين علينا أن نقابل هذه النعمة بالشكر وذلك بأن نقوم بطاعة الله ما أستطعنا وإن كثيرا من الناس يجمعون بين المغرب والعشاء بمجرد أن يروا المطر والجمع بين المغرب والعشاء أو بين الظهر والعصر من غير سبب شرعي يكون مبطلا للصلاة التي صلّيت قبل وقتها فالذي يجمع العشاء إلى المغرب بدون عذر عليه أن يعيد صلاة العشاء لأن جمعها إلى المغرب بلا عذر يكون معناه أنه صلاها قبل دخول وقتها ومن صلى الصلاة قبل دخول الوقت فصلاته باطله لذلك لا ينبغي لنا أن لا نتسرّع في الجمع حتى نتحقق العذر والعذر بالمطر يكون من ناحيتين إما مطر ينزل وقت صلاة المغرب يتأذى الناس بالمرور معه وإما وحل في الأرض يخشى على الناس من الزلق أو من أن تتأذى ثيابهم ومن المعلوم أن غالب أسواقنا اليوم ولله الحمد ليس فيها وحل تبقى الناحية الثانية وهي نزول المطر فإذا كان هناك نزول مطر يتأذى الناس به ويشق عليهم المجي إلى المسجد فحينئذ يجوز الجمع وإلا فلا يجوز وقد ذكر بعض أهل العلم أن الجمع بدون سبب من كبائر الذنوب بل إنه في الحقيقة أكبر من الكبائر أقول إنه أكبر من بعض الكبائر التي يتعاظمها الناس ولا يتعاظمون الجمع بين الصلاتين بدون عذر وذلك لأن من صلى الصلاة قبل وقتها فكأنه لم يصلها أما إذا وجد العذر فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجوز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إذا كان في ترك الجمع مشقة لما ثبت في صحيح مسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال: (جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر قالوا ماذا أراد؟ قال أراد أن لا يحرّج أمته) يعني أن لا يلحقهم حرج في ترك الجمع فيستفاد من ذلك فائدتان الفائدة الأولى أنه لا يجوز الجمع بدون حرج ومشقة والفائدة الثانية أنه يجوز الجمع مع الحرج والمشقة ومن جاء منكم ودخل مع الإمام وكان الإمام يصلي العشاء فإنه إذا كان قد دخل مع الإمام من أول الصلاة وقام الإمام إلى الرابعة فليجلس وليقرأ التشهد ويسلم حتى يدرك الإمام فيما بقي من صلاة العشاء واعلموا أيها المؤمنون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعةٌ وكل بدعة ضلالةٍ وكل ضلالةٍ في النار وأكثروا أيها المسلمون من الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم فإن من صلى على نبيه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم أرزقنا محبته وإتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم أحشرنا في ذمرته اللهم أسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنّك وكرمك يا رب العالمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح بطانة ولاة المسلمين اللهم أصلح المسلمين جميعا ذكورهم وإناثهم كبارهم وصغارهم يا رب العالمين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تكفّر عنا سيئاتنا وأن ترفع درجاتنا وأن تغفر لنا ذنوبنا وأن تجعلنا من المتقين الأبرار يا رب العالمين عباد الله )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Khaled Soliman
01-02-2010, 12:55 AM
ننتظر من أعضاء المنتدي الكرام المشاركة الفعالة في هذا الموضوع

أبو رزق
02-02-2010, 07:53 AM
بارك الله فيك

أنين المذنبين
02-02-2010, 09:51 AM
باركـ الله فى أستاذ خالد سليمان
وغيره ممن شاركـ فى هذا المووضع الكريم المباركـ النافع بإذن الله
ولى عودةٌ بإذن الله فيه بجمعفضيلة لأحد الإئمة فى جمع وخفظ السنة

monymor
02-02-2010, 11:14 PM
الى
اريد الجنة
الأستاذ خالد سليمان
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع الأكثر من رائع
وجعل الله بعدد حروفه في ميزان حسناتكم
وجعل لكم الثواب والأجر لكل من يقرأ او يشارك في هذا الموضوع
االلي مش فقط يعلمنا ماذا فعل السلف الصالح فقط ولكن ليحثنا نحن ايضا على الحفاظ على هذا التراث الديني الإسلامي
وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لا يزال الخير في امتي الى يوم الدين

Khaled Soliman
04-02-2010, 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم وما توفيقي [إلا بالله]([36] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn36#_edn36))
سئل الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن الشيخ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية - رحمهم [الله]([37] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn37#_edn37)) تعالى - عن رجل شريف متمسك بالسنة لكنه يحصل له أحيانا ريبة في تفضيل أبي بكر([38] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn38#_edn38)) وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم- فيغلب على ظنه أن علياً - رضي الله عنه - أفضل منهم، ويستدل بقوله r: ((أنت مني وأنا منك))([39] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn39#_edn39)).
وبقوله r: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى))([40] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn40#_edn40)) وهارون كان من موسى بمنزلة رفيعة ولم يكن عنده أعز منه.

وبقوله r يوم خيبر([41] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn41#_edn41)): ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويُحِبُّه الله ورسوله يفتح الله على يده)) فأعطاها لعلي([42] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn42#_edn42)).
وبقوله r: ((من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه([43] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn43#_edn43))، وعادِ من عاداه، وأدر الحق معه كيفما دار))([44] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn44#_edn44)).
وبقوله يوم غدير خم([45] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn45#_edn45)): ((أُذكركم الله في أهل بيتي))([46] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn46#_edn46)).
وبقوله تعالى: ]فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم[ الآية [آل عمران 61]، وبقوله تعالى: ]هذان خصمان اختصموا في ربهم[([47] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn47#_edn47)) [الحج 19] وبقوله سبحانه: ]هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا[ [الإنسان 1]، ويزعم أن هذه السورة نزلت في علي - رضي الله عنه - أفتونا.
الحمد لله [1/أ] رب العالمين. يجب أن نعلم أولاً أن التفضيل إنما يكون إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لا يوجد للمفضول، فإذا استويا في أسباب الفضل وانفرد أحدهما بخصائص لم يشركه فيها الآخر كان أفضل منه، وأمّا ما كان مشتركا بين الرجل وغيره من المحاسن فتلك مناقب وفضائل ومآثر لكن لا توجب تفضيله على غيره، وإذا كانت مشتركة فليست من خصائصه.
وإذا كانت كذلك ففضائل الصديق - رضي الله عنه - الذي ميّز بها خصائص لم يشركه فيها أحد، وأما فضائل علي - رضي الله عنه - فمشتركة بينه وبين الناس غيره.
وذلك أن قوله r: ((لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا، لا تبقين في المسجد خوخة([48] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn48#_edn48)) إلا سدت إلا خوخة أبي بكر، إن أمنّ الناس عليَّ في صحبته لي وذات يده أبو بكر))([49] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn49#_edn49))، أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي سعيد([50] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn50#_edn50))([51] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn51#_edn51))، وقصة الخلة في الصحيح من وجوه متعددة([52] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn52#_edn52)).
وهذا الحديث فيه ثلاث خصائص لم يشرك أبا بكر فيها غيره:
قوله r: ((إن أمنّ الناس علينا في صُحبته وذات يده أبو بكر)) بيّن فيه أنه ليس لأحد من الصحابة عليه من حق في صحبته وماله مثل ما لأبي بكر رضي الله عنه.
الثاني: [1/ب] قوله: ((لا تبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر))، وهذا تخصيصٌ له دون سائر الصحابة، وقد أراد بعض الكذابين أن يروي لعلي - رضي الله عنه - مثل ذلك، لكن الصحيح الثابت لا يعارض بالضعيف الموضوع([53] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn53#_edn53)).
الثالث: قوله: ((لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا)) فإنه نص أنه لا أحد([54] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn54#_edn54)) من البشر يستحق الخلة لو كانت ممكنة إلا أبو بكر، ولو كان غيره أفضل منه لكان أحق بالخلة لو كانت واقعة.
وكذلك أمره لأبي بكر أن يُصَلِّي([55] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn55#_edn55)) بالناس([56] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn56#_edn56)) مدة مرضه من خصائصه التي لم يشركه فيها أحد، ولم يأمر النبي r أمته أن تصلي خلف أحد في حياته بحضرته إلا خلف أبي بكر([57] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn57#_edn57)).
وكذلك تأميره له من المدينة على الحج ليقيم السنة ويمحو أثر الجاهلية، فإن هذا من خصائصه([58] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn58#_edn58)).
وكذلك قوله في الحديث الصحيح: ((أُدع لي أباك أو أخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي)) ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر))([59] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn59#_edn59)) وأمثال هذه الأحاديث كثيرة([60] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn60#_edn60)) تبين أنه لم يكن في الصحابة من يساويه.
وأما قوله r: ((أنت مني وأنا منك))([61] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn61#_edn61)) فهذه العبارة قد قالها لغيره من المؤمنين، كما قالها - [عليه الصلاة و]([62] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn62#_edn62)) السلام - لجليبيب([63] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn63#_edn63)) الذي قتل عدة من الكفار: ((هذا مني وأنا منه))([64] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn64#_edn64)).
وفي الصحيحين: ((إن الأشعريين([65] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn65#_edn65)) إذا كانوا في السفر ونقصت نفقة [2/أ] عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد ثم قسموه بينهم بالسويّة؛ هم مني وأنا منهم))([66] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn66#_edn66))، فقد جعل الأشعريين أبا موسى([67] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn67#_edn67)) وأبا عامر([68] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn68#_edn68)) وغيرهما منه وهو منهم، كما قال لعلي: ((أنت مني وأنا منك))([69] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn69#_edn69)).
وقال تعالى: ]والذين ءامنوا من بعدُ وهاجروا وجــهدوا معكــم فأولئـك منكم[ [الأنفال 75] وقال تعالى: ]ألم تَـرَ إلى الذين تولَّوا قوماً غضب اللهُ عليهم ما هم منكم ولا منهم[ [المجادلة 14] وقال تعالى : ]ويحلِفون بالله إنَّهم لمنكم وما هم منكم[ [التوبة 56].
وقال r: ((من غشنا فليس منا، ومن حمل علينا السلاح فليس منا))([70] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn70#_edn70)) ونحو ذلك، وهذا يقتضي أن السليم من هذه الكبائر يكون منا، وهذه العبارة تستعمل في النوع الواحد فيقال: هذا من هذا، إذا كان من نوعه، فكل من كان من المؤمنين الكاملين الإيمان فهو من النبي r والنبي منه.
وقوله r في قصة بنت حمزة: ((أنت مني وأنا منك))([71] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn71#_edn71)). وكقوله لزيد ابن حارثة([72] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn72#_edn72)): ((أنت أخونا ومولانا))([73] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn73#_edn73))، ومعلوم أن هذا ليس مختصا بزيد بل كل من كان من مواليه يطلق عليه هذا الكلام لقوله تعالى:]فإن لم تَعلموا ءاباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم[ [الأحزاب 5] فكذلك قوله لعلي: ((أنت مني وأنا منك))([74] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn74#_edn74)) وليس ذلك من خصائصه، بل من كان موافقاً للنبي r في كمال الإيمان كان من النبي r والنبي منه.
وكذلك قوله: ((لأعطين [2/ب] الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) هو من أصح الأحاديث وهو أصح حديث روي في فضائل علي - رضي الله عنه - أخرجاه في الصحيحين([75] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn75#_edn75))، وقد زاد فيه بعض الكذابين: ((إن الراية أخذها أبو بكر وعمر فهربا))([76] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn76#_edn76)).
وفي الصحيح أنه لما قال r: ((لأعطين الراية رجلا)) قال عمر: (( ما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ ))([77] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn77#_edn77))، واستشرف لها عمر وغيره، ولو جاء منهزماً لما استشرف لها، فهذا الحديث رد على الناصبة الواقعين في علي - رضي الله عنه - تباً لهم؛ فإنه مؤمن تقي يحب الله ورسوله، [ويحبه الله ورسوله]([78] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn78#_edn78))، ولكن ليس هذا من خصائصه، بل كل مؤمن كامل الإيمان يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وقد قال تعالى: ]فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه[ [المائدة 54] وهؤلاء الذين قاتلوا أهل الردة وإمامهم أبو بكر - رضي الله عنه - وفي الصحيح أنه قال r للأنصار: ((والله إني لأحبكم))([79] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn79#_edn79)).
وفي الصحيح أن عمرو بن العاص([80] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn80#_edn80)) سأله: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: ((عائشة)) قال: فمن الرجال؟ قال: ((أبوها)). وهذا فيه أن أبا بكر أحبّ الرجال إليه، وهذا من خصائصه رضي الله عنه([81] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn81#_edn81)).
وكان أسامة بن زيد([82] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn82#_edn82)) يسمى الحبّ ابن الحبّ لحبّ النبي r له ولأبيه([83] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn83#_edn83)). وأمثال هذه النصوص التي تبين أنه ليس كل شخص عرف أنه يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يجب أن يكون أفضل الخلق؛ فإن هذا الوصف ثابت لخلائق [3/أ] كثيرين، فليس هذا من خصائص الشخص المعين.
وأما قوله: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى))([84] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn84#_edn84)) فحديث صحيح، وهذا قاله في غزوة تبوك([85] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn85#_edn85)) لما استخلفه على المدينة فطعن الناس فيه وقالوا: إنما استخلفه لأنه يبغضه([86] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn86#_edn86))، فكان النبي r إذا خرج من المدينة استخلف عليها رجلاً من أمته، وكان يكون بها رجال من المؤمنين يستخلفه عليهم، فلما كان عام تبوك لم يأذن لأحد من المؤمنين القادرين في التخلف، فلم يتخلف أحد بلا عذرٍ إلا عاص لله ورسوله، فكان ذلك استخلافا ضعيفا، فطعن فيه المنافقون بهذا السبب، فبين النبي r أني لم استخلفك لنقص قدرك عندي فإن موسى استخلف هارون وهو شريكه في الرسالة، أفما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى فتخلفني في أهلي كما خلف هارون أخاه موسى.
ومعلوم أنه استخلف غيره([87] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn87#_edn87)) قبله، وكان أولئك منه بهذه([88] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn88#_edn88)) المنـزلة، فلم يكن هذا من خصائصه. ولو كان هذا الاستخلاف أفضل من غيره لم يخف ذلك على علي - رضي الله عنه - ولم يخرج إليه وهو يبكي([89] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn89#_edn89)) ويقول: (( أتخلفني في النساء والصبيان )). ومما بين ذلك أنه بعد هذا الاستخلاف أمّر عليه أبا بكر عام تسع، فإن هذا الاستخلاف كان في غزوة تبوك في أوائلها، فلما رجع من الغزو وأمّر [3/ب] أبا بكر([90] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn90#_edn90)) على الحج ثم أردفه بعلي فلما لحقه قال: (( أميرٌ أو مأمور )) قال: (( بل مأمور ))([91] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn91#_edn91))، فكان أبو بكر يصلي بعلي وغيره، ويأمر عَلَى علي وغيره من الصحابة يُطيعون أبا بكر، وعلي يتعاطى نبذ العهود التي كانت بين النبي r وبين المشركين، لأن العادة كانت جارية أنه لا يعقد العقود ولا يحلها إلا رجل من أهل بيته، ولهذا قال r: ((لا يبلغ عني العهد إلا رجل من أهل بيتي))([92] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn92#_edn92)) للعادة الجارية.
ولم يكن هذا من خصائص علي - رضي الله عنه - بل أي رجل من عترته نبذ العهد حصل به المقصود، لكن علي أفضل بني هاشم بعد رسول الله r فكان أحق بالتقديم من سائر الأقارب، فلما أُمر أبو بكر عليه بعد قوله: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) علمنا أنه لا دلالة في ذلك على أنه بمنزلة هارون من كل وجه؛ إذ لو كان كذلك لم يُقدَّم عليه أبو بكر لا في الحج ولا في الصلاة كما أن هارون لم يكن موسى يقدِّم عليه غيره، وإنما شبهه به في الاستخلاف خاصّة، وهذا أمر مشترك بينه وبين غيره.
وقد شبّه النبي r في الصحيح أبا بكر بإبراهيم وعيسى، وشبّه عمر بنوح وموسى([93] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn93#_edn93))، لما أشارا عليه في أسارى بدرٍ: هذا بالفدى وهذا بالقتل. وهذا أعظم من تشبيه علي بهارون، ولم يوجب ذلك أن يكونا بمنزلة أولئك الرسل مطلقا، ولكن تشابها بالرسل: هذا في [لينه في الله وهذا]([94] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn94#_edn94)) [4/أ] في شدته في الله، وتشبيه الشيء بالشيء لمشابهته به من بعض الوجوه كثير في الكتاب والسنة وكلام العرب.
وأما قوله: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار))([95] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn95#_edn95)).
فهذا الحديث ليس في شيء من الأمهات إلا في الترمذي([96] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn96#_edn96)) وليس فيه إلا: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))([97] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn97#_edn97)) وأما الزيادة فليست في الحديث، وقد سئل عنها الإمام أحمد - رحمه الله - فقال: (( الزيادة كوفية ))([98] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn98#_edn98)).
ولا ريب أنها كذب لوجوه:
أحدها: أن الحق لا يدور مع شخص معين بعد النبي r لا مع أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي - رضي الله عنهم –؛ لأنه لو كان كذلك كان بمنزلة النبي r يجب اتباعه في كل ما يقوله، ومعلوم أن عليا كان ينازعه أصحابه وأتباعه في مسائل كثيرة ولا يرجعون فيها إلى قوله، بل فيها مسائل وجد فيها نصوص عن النبي r توافق قول من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل، فإن عليا – رضي الله عنه – أفتى أنها تعتد أبعد الأجلين([99] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn99#_edn99))، وعمر وابن مسعود([100] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn100#_edn100)) – رضي الله عنهما – وغيرهما أفتوا بأنها تعتد بوضع الحمل([101] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn101#_edn101))، وبهذا جاءت السنة([102] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn102#_edn102)). وسئل النبي r - وكان أبو السنابل([103] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn103#_edn103)) يفتي بمثل قول علي - رضي الله عنه - فقال النبي r: [4/ب] ((كذب أبو السنابل قد حللت فانكحي))([104] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn104#_edn104)) قوله لسبيعة الأسلمية([105] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn105#_edn105)) لما سألته عن ذلك.
وقوله: ((اللهم انصُر من نصره، واخذل من خذله)) خلاف الواقع؛ فإن الواقع([106] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn106#_edn106)) ليس كذلك، بل قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا([107] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn107#_edn107))، وأقوام لم يقاتلوا معه فما خذلوا كسعد ابن أبي وقاص([108] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn108#_edn108)) الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية([109] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn109#_edn109)) وبني أمية([110] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn110#_edn110)) الذين قاتلوه فتحوا([111] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn111#_edn111)) كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله تعالى.
وكذلك قوله: ((والِ من والاه، وعادِ من عاداه)) مخالف لأصول الإسلام؛ فإن القرآن قد بين أن المؤمنين مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض هم إخوة مؤمنون كما قال تعالى: ]وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقــتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحبُّ المقسطين. إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم[ [الحجرات 9، 10] فكيف يجوز أن يقول النبي r للواحد من أمته: ((اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه))([112] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn112#_edn112)) والله تعالى قد أخبر أنه ولي المؤمنين والمؤمنون أولياؤه وأن بعضهم أولياء بعض، وأنهم إخوة وإن اقتتلوا وبغى بعضهم على بعض.

وأما قوله: ((من كنت [5/أ] مولاه فعليٌّ مولاه)) ففي علماء الحديث من طعن فيه كالبخاري([113] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn113#_edn113)) وغيره، ومنهم من حسنه كأحمد بن حنبل والترمذي وغيرهما.
فإن كان النبي r لما قال ذلك أراد به ولاية يختص بها أو لم يرد به إلا الولاية [المشتركة وهي ولاية الإيمان التي جعلها الله بين المؤمنين. وتبين]([114] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn114#_edn114)) بهذا أن عليا - رضي الله عنه - من المؤمنين المتقين الذين([115] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn115#_edn115)) يجب موالاتهم ليس كما تقول النواصب أنه لا يستحق الموالاة، والموالاة ضد المعاداة ولا ريب أنه يجب موالاة جميع المؤمنين، وعلي من سادات المؤمنين كما يجب موالاة أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم - ولا يجوز معاداة أحد من هؤلاء، ومن لم يوالهم فقد عصى الله ورسوله ونقص إيمانه بقدر ما ترك من موالاتهم الواجبة، وقد قال تعالى: ]إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون . ومن يتولَّ الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون[ [المائدة 55، 56] وهذه موجبة لموالاة جميع المؤمنين.
وحديث التصدق بالخاتم في الصلاة كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة، وذلك مبين من وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع([116] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn116#_edn116)).
وأما قوله في يوم غدير خم: ((أذكركم بالله في أهل بيتي)) فهذا حديث رواه مسلم([117] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn117#_edn117))، وليس هذا من خصائص علي بل هو مساوٍ لجميع أهل البيت [5/ب] : علي وجعفر وعقيل وآل العباس، وأبعد الناس عن هذه الوصيّة الرافضة؛ فإنهم من شؤمهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل بيت النبي r ويعينون الكفار عليهم، كما أعانوا التتار على الخلفاء من بني العباس، فهم يعاونون الكفار ويعادون أهل البيت، وأما أهل السنة فيعرفون حقوق أهل البيت ويحبونهم ويوالونهم ويلعنون من ينصب لهم العداوة.
وأما آية المباهلة [عمران 61] فليست أيضاً من خصائصه - رضي الله عنه - بل قد دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين كما رواه مسلم([118] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn118#_edn118))، ودعوتهم لم تكن لأنهم أفضل أمته بل لأنهم أخص أهل بيته. كما روى مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي r أدى زكاة علي وفاطمة والحسن والحسين وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))([119] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn119#_edn119)) فدعا لهم دعوة خصهم بها.
ولما كانـت المباهــلة بالنساء والأبناء والأنفس ودعا هؤلاء، ولفظ الأنفس يعبّر بها عن النوع الواحد كما قال تعالى: ]لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنــت بأنفسهم خيرا[ [النور 12] يعني عامة وقال تعالى: ]فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم[ [البقرة 54] أي يقتل بعضكم بعضا.
وهذا مثل قوله: ((أنت مني وأنا منك)) ليس المراد أنه من ذاته، ولا ريب أن أعظم الناس قدرا من الأقارب هو علي - رضي الله عنه - فله مزية القرابة والإيمان ما لا يوجد [6/أ] لبقيّة القرابة والصحابة فدخل بذلك في المباهلة، وذلك لا يمنع أن يكون في غير الأقارب من هو أفضل منه؛ لأن المباهلة وقعت بالأقارب، فلهذا لم يباهل بأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ونحوهم.
وأما قوله تعالى: ]هذان خصمانِ اختصموا في ربهم[ [الحج 19] ففي الصحيح عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنها نزلت في المختصمين يوم بدر، وأول من برز من المؤمنين علي وحمزة وعبيدة بن الحارث - رضي الله عنهم - برزوا لعتبة وشيبة والوليد بن عتبة([120] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn120#_edn120)).
وهذه فضيلة مشتركة أيضاً بين علي وحمزة وعبيدة بن الحارث، بل سائر البدريين يشاركونهم في هذه الخصومة، ولو قدر أنها نزلت في الستة([121] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn121#_edn121)) المبارزين([122] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn122#_edn122)) فلا يدل على أنهم أفضل من غيرهم، بدليل أن النبي r والحسن والحسين وأبا بكر([123] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn123#_edn123)) وعمر وعثمان [وغيرهم]([124] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn124#_edn124)) ممن هو أفضل من عُبيدة ابن الحارث باتفاق أهل السنة([125] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn125#_edn125)).
فهذه منقبة لهم وفضيلة، وليست من الخصائص التي توجب كون صاحبها أفضل من غيره.
وأما سورة ]هل أتى[([126] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn126#_edn126)) وقول من يقول: إنها نزلت لما تصدقوا على مسكين ويتيم وأسير، ويذكرون أن ذلك كان لما تصدقت فاطمة - رضي الله عنها - بقوت الحسن [6/ب] والحسين. وهذا كذب؛ لأن سورة ]هل أتى[ مكية بالإجماع، والحسنين إنما ولدا بالمدينة بعد غزوة بدر باتفاق أهل العلم، وبتقدير صحتها([127] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn127#_edn127)) فليس هذا ما يدل على أن من أطعم مسكينا ويتيما وأسيرا كان أفضل الأمة وأفضل الصحابة، بل الآية عامة مشتركة بين كل من فعل هذا الفعل، وهي تدل على استحقاقه لثواب الله تعالى على هذا العمل وغيره من الأعمال كالإيمان بالله والصلاة في مواقيتها والجهاد في سبيل الله تعالى أفضل من هذا العمل بالإجماع([128] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn128#_edn128)).
وهذا جواب هذه المسائل والله تعالى أعلم.
واعلم أن كل ما يظن أن فيه دلالة على فضيلة غير أبي بكر([129] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn129#_edn129)) إما أن يكون كذبا على رسول الله r وإما أن يكون لفظا محتملا لا دلالة فيه، وأما النصوص المفصلة [لأبي بكر]([130] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn130#_edn130)) فصريحة([131] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn131#_edn131)) مع دلائل أخرى من القرآن والإجماع والاعتبار والاستدلال والله أعلم.
[سبب تسمية الرافضة]([132] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn132#_edn132))
وإنما سموا رافضة لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - ولم يرفضهما أحد من أهل الأهواء غيرهم، والشيعة دونهم وهم الذين يفضلون عليا([133] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn133#_edn133)) على عثمان - رضي الله عنهما - ويتولون أبا بكر وعمر، فأما الرافضة فلها غلو شديد في علي ذهب فيه([134] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn134#_edn134)) بعضهم مذهب النصارى في المسيح وهم السبابة([135] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn135#_edn135)) أصحاب عبد الله بن سبأ([136] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn136#_edn136))، وفيهم يقول الحميري:

قوم غلو في علي [7/أ] لا أبا لهم وأجشموا أنفساً في حبـه تـعبا

قالوا هو الله جل الله خالـقـنـا من أن يكون ابن شيئاً أو يكون أبا

وقد أحرقهم عليّ - رضي الله عنه - بالنار([137] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn137#_edn137)).
ومن الروافض المغيرة بن سعد مولى بجيلة([138] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn138#_edn138))، قال الأعمش([139] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn139#_edn139)): دخلت على المغيرة بن سعد فسألته عن فضائل علي - رضي الله عنه – فقال لي: إنك لا تحتملها، قلت: بلى، فذكر آدم عليه السلام فقال: علي خير منه، ثم ذكر من دونه من الأنبياء عليهم السلام فقال: علي خير منهم، حتى انتهى إلى محمد r فقال: علي مثله، فقلت: كذبت عليك لعنة الله، قال: قد أعلمتك أنك لا تحتمله.
ومن الروافض من يزعم أن عليا في السحاب، فإذا أظلتهم سحابة قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن، وقد ذكر [ذلك]([140] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn140#_edn140)) بعض الشعراء([141] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn141#_edn141)):

من الغَزّال منهم وابنِ باب([142] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn142#_edn142))

برئت من الخوارج لستُ منهم
يَرُدّون السلام على السحابِ
ومن قومٍ إذا ذكروا علياً
وأعلم أن ذاكَ من الصواب

ولكنّي أحبّ بكلّ قلبي

به أرجو غدا حُسن الثواب([143] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn143#_edn143))([144] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn144#_edn144))
رسول الله والصِّديق حقا([145] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn145#_edn145))
تمت وبالخير عمت على يد أفقر عباد الله وأحوجهم إليه مغفرة: صالح بن أحمد بن عبد القادر، غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات.

الخاتمة :
تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في هذه الرسالة القيمة وبيّن فيها أن الصديق – رضي الله عنه – أفضل الصحابة، بل أفضل هذه الأمة على الإطلاق بعد نبيها، لأنه جاءت في حقه أحاديث صحيحة صريحة لم يشركه فيها غيره من الصحابة وتميز بها؛ كثبوت الخلة لأبي بكر – رضي الله عنه – لو كان للنبي r خليل، وكذلك أمره r لأبي بكر أن يصلي بالناس مدة مرضه، وكذلك تأميره له على الحج سنة تسع من الهجرة.
بينما غيره من الصحابة وردت في فضله أحاديث هي مشتركة بينه وبين غيره.

فائدة :
ويحسن بنا أن نختم هذه الرسالة القيمة بأثر جاء بسند صحيح وعلى لسان عليّ رضي الله عنه نفسه، وفيه ذكر فضائل الشيخين ومنزلتهما في الإسلام، فالمسألة قد حكم فيها صاحب الشأن، وفيه أن مسألة التفضيل لها جذور تاريخية قديمة، وأنها ليست مجرد تفضيل بل تستخدم من بعض أهل الأهواء للطعن في كبار الصحابة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما.
فعن سويد بن غَفلة([146] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn146#_edn146)) قال: مررت بنفر من الشيعة وهم يتناولون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - وينتقصونهما، قال: فدخلت على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقلت له: يا أمير المؤمنين إني مررت آنفا بنفر من أصحابك وهم يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من الأمر أهل، ولولا أنهم يرون أنك تضمر لهما بمثل ما أعلنوا ما اجتروا على ذلك، فقال علي: أعوذ بالله أن أُضمِر لهما إلا الحسن الجميل، لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل، أخوا رسول الله r وصاحباه ووزيراه - رحمة الله عليهما - ثم نهض دامعا عيناه يبكي قابضا على يديّ حتى دخل المسجد، وصعد المنبر فجلس عليه متمكنا قابضا على لحيته ينظر فيها - وهي بيضاء - حتى اجتمع له الناس، ثم قام فتشهد بخطبة بليغة موجزة، ثم قال: ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش، وأبوي المسلمين بما أنا عنه متنزه وعما يقولون بريء وعلى ما يقولون معاقب، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لا يحبهما إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهما إلا فاجر رديء؛ صحبا رسول الله r على الوفاء والصدق، يأمران وينهيان ويقضيان ويعاقبان، ولا يجاوزان رأي رسول الله r ولا كان رسول الله r يرى مثل رأيهما رأيا، ولا يحب كحبهما أحدا، مضى رسول الله r وهو عنهما راض، ومضيا والمؤمنون عنهما راضون، أمر رسول الله r أبا بكر على صلاة المؤمنين فصلى بهم تسعة أيام في حياة رسول الله r ، فلما قبض الله نبيه r واختار له ما عنده، ولاّه المؤمنون ذلك، ثم أعطوه البيعة طائعين غير كارهين، أنا أول من سن ذلك من بني عبد المطلب، وهو لذلك كاره، يود لو أن أحدنا كفاه ذلك، كان والله خير من بقي وأرحمه رحمة وأرأفه رأفة وأبينه ورعا وأقدمه سنا وإسلاما، شبهه رسول الله r بميكائل رحمة، وبإبراهيم عفوا ووقار، فسار بنا سيرة رسول الله r حتى مضى على ذلك - رحمة الله عليه -، ثم ولي الأمر بعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واستأمر المسلمين في ذلك، فمنهم من رضي ومنهم من كره فكنت فيمن رضي، فلم يفارق الدنيا حتى رضي من كان كرهه وأقام الأمر على منهاج النبي r وصاحبه، يتبع آثارهما كاتباع الفصيل أثر أمه، كان والله رفيقا رحيما بالضعفاء والمؤمنين، عونا وناصرا للمظلومين على الظالمين، لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم ضرب الله بالحق على لسانه، وجعل الصدق من شأنه حتى إن كنا لنظن أن ملكا ينطق على لسانه، أعز الله بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدين قواما، ألقى الله له في قلوب المنافقين الرهبة، وفي قلوب المؤمنين المحبة، شبهه رسول الله r بجبريل: فظا غليظا على الأعداء، وبنوح حنقا مغتاظا على الكفار، الضراء في طاعة الله آثر عنده من السراء في معصية الله. من لكم بمثلهما - رحمة الله عليهما - ورزقنا المضي على سبيلهما، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع آثارهما، والحب لهما، فمن أحبني فليحبهما ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا منه بريء، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، إنه لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أُتيت به يقول هذا بعد اليوم فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق، ثم الله أعلم بالخير أين هو، أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولكم([147] (http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm#_edn147#_edn147)).


الهوامش والتعليقات



([1]) البخاري: الصحيح، كتاب المناقب 3/1305 رقم 3364.
([2]) البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1335 رقم 3451.
([3]) البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1337 رقم 3455.
([4]) البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1338 رقم 3456.
([5]) البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1342 رقم 3468.
([6]) ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة 1/271.
([7]) ابن حزم: جمهرة أنساب العرب 275، وانظر: التبيان شرح بديعة البيان لابن ناصر، وكتاب الزيادات للربعي، والمدخل لبكر أبو زيد 1/532.
([8]) التجيبي : برنامج ص213، وص192.
([9]( ابن عبد الهادي: العقود الدرية ص2،3، ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة 4/387.
([10]) ياقوت: معجم البلدان ص235.
([11]) الذهبي: معجم الشيوخ 1/56، ابن عبد الهادي: العقود ص3.
([12]) العَجَلة بالتحريك: الدَّوْلاب. لسان العرب 11/428.
([13]) ابن عبد الهادي: العقود ص2، والبزار: الأعلام العليّة ص16، ابن كثير: البداية والنهاية 14/142.
([14]) الذهبي: السير: 23/291، ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة 4/249.
([15]) ابن كثير: البداية والنهاية: 13/320.
([16]) ابن عبد الهادي: العقود ص272، والبزار: الأعلام العليّة ص56، 57.
([17]) ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة 4/383.
([18]) ابن الوزير: العواصم والقواصم 5/262.
([19]) البزار: الأعلام العلية ص69.
([20]) المصدر المتقدم: ص65.
([21]) البزار: الأعلام العليّة ص38.
([22]) المصدر المتقدم: ص47، 48.
([23]) البزار: الأعلام العلية ص44.
([24]) ابن عبد الهادي: العقود ص3، الذهبي: معجم الشيوخ ص56.
([25]) الذهبي: معجم الشيوخ 1/56.
([26]) ابن عبد الهادي: العقود ص25.
([27]) الذهبي: تذكرة الحفاظ 4/1497.
([28]) البزار: الأعلام العلية ص25.
([29]) البزار: الأعلام العلية ص26.
([30]) ابن عبد الهادي: ص26.
([31]) طبعت بتحقيق صلاح الدين المنجد.
([32]) البزار: الأعلام العلية: ص84.
([33]) ابن عبد الهادي: العقود ص361.
([34]) ق1/أ ، 1/ب ، 2/أ ، 3/أ ، 4/أ ، 5/ب ، 7/ب .
([35]) 1/أ ، 2/أ ، 4/أ ، 6/ب ، 7/أ .
([36]) ساقط من الأصل.
([37]) ساقط من الأصل.
([38]) في الأصل: (( أبا بكر )) .
([39]) البخاري : الصحيح ، كتاب الصلح باب كيف يكتبُ: هذا ما صالح فلان بن فلان.. 2/960 رقم 2552 ورقم 4005.
([40]) البخاري : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي 3/1359 رقم 3503 بلفظ: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )) ، وباب غزوة تبوك رقم 4154 وفيه زيادة مفيدة.
مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة 4/1870 رقم 2404.
([41]) خيبر: لفظ خيبر بلسان اليهود الحصن، وصار يطلق هذا الاسم على الولاية وتشتمل على سبعة حصون ومزارع ونخيل كثيرة فتحها النبي r سنة سبع من الهجرة، وتقع شمال المدينة بحوالي 164 كيلا.
انظر: معجم البلدان 2/409، مرويات غزوة خيبر ص8.
([42]) البخاري : الصحيح ، كتاب المغازي باب غزوة خيبر /1542 رقم 3973.
وهو بلفظ المصنف غير أنه قدم قوله: (( يفتح الله على يديه )) فجعله بعد قوله ((غدا رجلا)).
([43]) قوله (( اللهم وال )) تكرر في الأصل، بعد قوله: (( والاه )) .
([44]) قوله: (( من كنت مولاه فعلي مولاه )) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب المناقب 5/591 رقم 3713، من طريقين عن شعبة. وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورجال الإسناد كلهم ثقات.
وأخرجه إلى قوله: (( وعاد من عاداه، وانصر من نصره )) الإمام النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بتخريج أبي إسحاق الحويني ص99، 100 رقم (95) قال المحقق: إسناده صحيح، وقد نقل عن ابن كثير في البداية والنهاية (5/210) قوله: (( وهذا إسناد جيد )) . وأخرج عبد الله ابن أحمد في زوائده على المسند (1/118) إلى قوله: (( واخذل من خذله )).
قلت: وتمامه: (( اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله )) وفي سنده: شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ، وعمرو ذي مر وهو مجهول.
قال الحافظ ابن حجر: (( وأما حديث (( من كنت مولاه فعلي مولاه )) فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان )) اهـ.
وقال الذهبي في السير (8/334، 335) : (( هذا حديث حسن ومتنه متواتر )) يعني به الشطر الأول منه فقط.
وقد حسّن الشيخ الألباني - رحمه الله - الشطرين الأولين: (( من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )) ثم قال: (( وأما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه : (( وانصر من نصره واخذل من خذله )) ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه، وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر مــن الحديث: (( اللهــم وال من والاه وعاد من عاداه )) الصحيحة 4/343، 344 رقم (1750).
قلت: وقد تقدم أن الحديث بشطر (( وانصر من نصره )) أيضاً ورد بسند صحيح رجاله كلهم ثقات، أما قوله: (( واخذل من خذله )) فلم أقف عليه بسند صحيح إلا ما أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند (1/118) وفيه: شريك بن عبد الله القاضي النخعي الكوفي، وهو صدوق يخطئ كثيرا، وفيه أيضاً عمر بن ذي مر، وقد ترجمه البخاري في الكبير (3/2/329-330) وقال: (( لا يعرف )) وكذا قال العقيلي، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول، ولذا فالحديث بهذه الزيادة ضعيف.
والشطر الأخير: (( وأدر الحق معه كيفما دار )) فقد أخرجه الترمذي في جامعه (5/592) (3714) كتاب المناقب، باب مناقب علي رضي الله عنه بلفظ: (( اللهم أدر الحق معه حيث دار )) وقال: (( هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والمختار ابن نافع شيخ بصري كثير الغرائب )).
وقال الحافظ في التقريب رقم 6525: ضعيف.
قلت: فهذا الشطر ضعيف لم يثبت من وجه يصح.
فيكون الحديث صحيحا إلى قوله: (( وانصر من نصره )) أما ما عدا ذلك وهو قوله: (( واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار )) فلم يثبت.
([45]) غدير خم يعرف الآن باسم (الغُرَبَة)، وهو غدير عليه نخل قليل لأناس من حرب، ويقع شرق الجحفة على ثمانية أكيال.
معجم معالم الحجاز 3/159.
([46]) مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة 4/1873 رقم 2408.
([47]) الآية في الأصل بالهامش بخط الناسخ.
([48]) الخوخة - بفتح الخاءين - باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين ينصبُ عليها باب. النهاية 2/86.
([49]) البخاري : الصحيح ، كتاب الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد 1/558 مع الفتح، رقم 466 و 467.
مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أبو بكر الصديق 4/1854 رقم 2382 بلفظ - وهو أقرب لفظ للفظ المصنف -: (( إن أمنّ الناس عليّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر )).
وفي لفظ عنده من حديث عبد الله بن مسعود: (( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا... )). مسلم: الصحيح رقم 2383.
وفي رواية: (( لا تبقينّ في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )) . البخاري مع الفتح 1/558، رقم 466 كتاب الصلاة باب الخوخة والممر في المسجد.
([50]) سعد بن مالك أبو سعيد الخدري، الأنصاري، له ولأبيه صحبه، شهد ما بعد أحد، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث وستين، وقيل أربع وستين. التقريب ص232.
([51]) البخاري : الصحيح ، كتاب المساجد 1/177 رقم 454. مسلم : الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 4/1854 رقم 2382.
([52]) من ذلك: ما رواه ابن عباس - رضي الله عنهما - في صحيح البخاري ، كتاب المساجد باب الخوخة والممر في المسجد 1/178، وفي فضائل الصحابة، باب قول النبي r : (( لو كنت متخذا خليلا )) 3/1338، وعن عبد الله بن الزبير 3/1338 رقم 3458. ومسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة 4/1854، 1855 رقم 2382 و 2383 عن عبد الله ابن مسعود.
([53]) قال ابن الجوزي: طرقه كلها باطلة، وقال: هذه الأحاديث من وضع الرافضة قابلوا به حديث أبي بكر في الصحيح. (انظر: الفوائد المجموعة للشوكاني ص316) بينما يرى الحافظ ابن حجر في القول المسدد ص16-18 أن الأحاديث في هذا الباب صحيحة بل بمجموعها يقطع بصحتها.
وقال عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة ص317 ما نصه: (( وتصدى الحافظ ابن حجر في القول المسدد والفتح للدفاع عن بعض روايات الكوفيين، وفي كلامه تسامح، والحق أنه لا تسلم رواية منها عن وهن )).
قلت: وأقرب هذه الروايات إلى الصحة ما رواه الإمام النسائي عن طريق شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: أمر رسول الله r بأبواب المسجد فسُدّت إلا باب علي رضي الله عنه.
وإسناده صحيح.
الخصائص ص50 (41).
وهو مخرج في جامع الترمذي 5/641 رقم 3732 كتاب المناقب باب مناقب علي.
وينظر: مجمع الزوائد 9/114، 115 ، فضائل الصحابة 2/581 رقم 985.
([54]) في الأصل: (( أحدٌ )) وهو لحن؛ لأن ( لا ) نافية للجنس، وحينئذٍ يكون اسمها منصوباً، فالتنوين لعله من الناسخ. والله أعلم.
([55]) في الأصل (( يُصل )) وهو تحريف؛ وذلك أن الفعل منصوب فيقال ويكتب: (أن يُصَلِّيَ)، فلعلها من الناسخ. والله أعلم.
([56]) في الأصل: (( في الناس )) .
([57]) البخاري : الصحيح ، كتاب الجماعة والإمامة 1/240 رقم 646.
مسلم : الصحيح ، كتاب الصلاة 1/316 رقم 420.
([58]) البخاري : الصحيح ، كتاب الحج 2/586 رقم 1543. مسلم : الصحيح، كتاب الحج 2/982 رقم 1447.
([59]) البخاري : الصحيح مع الفتح، كتاب الأحكام 13/205 رقم (7217) بلفظ: (( لقد هممت - أو: أردت - أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائل أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون )).
وهو عند مسلم بلفظ: (( ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر )) كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بـكر الصــديق 4/1857 رقم2387.
([60]) ومنها حديث: (( ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر الصديق )) ذكر ذلك الناسخ في الهامش بخطه.
قلت: أخرجه بنحوه أحمد في فضائل الصحابة 1/352 رقم 508، وإسناده ضعيف لتدليس ابن جريج، وفيه أبو بكر لم أعرفه.
وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب 1/217 رقم 212، وفي إسناده أبو سعيد البكري لم أعرفه، وابن جريج وقد دلس.
([61]) البخاري : الصحيح ، كتاب الصلح 2/960 رقم 2552، وقد تقدم، تخريجه ص19.
([62]) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
([63]) قال الحافظ: غير منسوب، (الإصابة 1/253 رقم 1175).
([64]) مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة باب فضائل جلبيب رضي الله عنه 4/1918 رقم 2472 بلفظ: (( قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه.. )) الحديث.
وهو مخرج في سنن النسائي الكبرى أيضاً.
([65]) الأشعريون هم بنو الأشعر نبت بن أُدد بن ريد بن يشحب بن عريب بن زيد ابن كهلان بن سبأ.(جمهرة أنساب العرب ص397).
([66]( البخاري :الصحيح، كتاب الشركة باب الشركة في الطعام والعروض 5/153 رقم 2486.
مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة باب فضائل الأشعريين رضي الله عنهم 4/1944 رقم 2500 بلفظ: (( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية؛ فهم مني وأنا منهم )) .
([67]) عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، صحابي مشهور، أمّره عمر ثم عثمان ، وهو أحد الحكمين بصفين، توفي سنة خمسين. (التقريب ص318).
([68]) أبو عامر الأشعري، صحابي، اسمه عبيد، وهو عم أبي موسى الأشعري، استشهد بحنين. (التقريب ص653).
([69]) البخاري : الصحيح ، كتاب الصلح 2/960 رقم 2552، وقد تقدم، تخريجه ص19.
([70]) البخاري : الصحيح ، كتاب الفتن باب من حمل علينا السلاح فليس منا، أما قوله: (( من غشنا )) الحديث فلم يخرجه في صحيحه.
مسلم : الصحيح ، كتاب الإيمان 1/98 رقم 98، وفيه تقديم الشطر الثاني.
([71]) سبق تخريجه ص19.
([72]( زيد بن حارثة الكلبي، شهد بدرا وما بعدها وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير. الإصابة 3/25، 26.
([73]) البخاري : الصحيح ، كتاب الصلح باب كيف يكتب: هذا ما صالح عليه فلان بن فلان 2/960 رقم 2552.
([74]) سبق تخريجه ص 1246 ، حاشية 39 .
([75]) البخاري : الصحيح ، كتاب الجهاد 3/1086 رقم 2812. مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة 4/1871 رقم 2407، وقد سبق تخريجه ص!خطأ الإشارة المرجعية غير معرفة..
([76]) قلت: وقد ذكر هذه الرواية الهيثمي في مجمع الزوائد 9/124 من رواية ابن عباس عند الطبراني، وقال: (( وفيه حكيم بن جبير، وهو متروك ليس بشيء )) . ومن رواية ابن أبي ليلى عند البزار، ثم قال: (( وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح.. )) بلفظ: (( إن النبي r دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزما بالناس، فقال رسول الله r: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله وبحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار فأرسل.. )) الحديث. مسند البزار 2/135 رقم 496.
قلت: قال الحافظ: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: صدوق سيء الحفظ جدا. فالحديث ضعيف كما ترى.
([77]) مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي 4/1871 رقم 2405
([78]) المثبت من الهامش بخط الناسخ.
([79]) البخاري : الصحيح ، كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبي r : أنتم أحب الناس إليّ 3/1379 رقم 3574، 3575. بلفظ: (( اللهم أنتم من أحبّ الناس إلي )) قالها ثلاث مرات، يعني الأنصار. وفي حديث آخر: (( والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إلي )) قالها مرتين أو ثلاث مخاطبا لامرأة من الأنصار. هذا وما وقفت على لفظ المصنف في الكتب الستة. والله أعلم.
([80]) السهمي، الصحابي المشهور، أسلم عام الحديبية، وولي إمرة مصر مرتين، وهو الذي فتحها، توفي بمصر سنة نيف وأربعين.
(التقريب ص423).
([81]) البخاري : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر بعد النبي r 7/22 رقم 3662.
مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بكر الصديق 4/1856 رقم 2384.
([82]) ابن حارثة الكلبي، الأمير، صحابي مشهور، توفي سنة أربع وخمسين بالمدينة. (التقريب ص98).
([83]) البخاري: الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب زيد بن حارثة 3/1365 رقم 3524 و3526.
([84]) سبق تخريجه ص 1246 ، حاشية 40 .
([85]) تبوك: موضع بين وادي القرى والشام، خرج إليه النبي r في سنة تسع من الهجرة، وهي آخر غزواته، وتبوك الآن مدينة كبيرة وهي قاعدة شمال غرب المملكة، وتبعد عن المدينة حوالي سبع مائة كيل.
معجم البلدان 2/14، شمال غرب المملكة 1/349.
([86]) وقد ورد ذلك في حديث سعد بن أبي وقاص عند النسائي في الخصائص ص51 رقم (42) قال المحقق: إسناده صحيح بما بعده، ولفظه: (( لما غزا رسول الله r غزوة تبوك خلّف عليا في المدينة، قالوا فيه: ملّه وكره صحبته.. )) الحديث .
قلت: فيه قتادة وقد عنعن وكان مدلسا، قال إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن": (( سمعت علي بن المديني يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفا شديدا ويقول: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد رجال )).
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم 1343 بنفس الإسناد، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 7/196، والخطيب في التاريخ 1/324، 325 من طرق عن قتادة به. وله متابعات صحيحة ذكرت أصل الحديث، انظر: الترمذي: السنن رقم 3731، والنسائي : الخصائص رقم 43، 44، 46.
([87]) انظر: ابن هشام: السيرة 2/302، 3/92، 292، 298، 306، 401، 426، 4/59.
([88]) في الأصل: (( بهذا )) .
([89]) لم أقف على رواية صحيحة فيها ذكر بكاء علي رضي الله عنه، وقد ورد ذلك في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند النسائي في الخصائص ص63 رقم 57، وفيه: قال علي رضي الله عنه : (( يا رسول الله! زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وكرهت صحبتي وبكى علي رضي الله عنه... )) الحديث. قال المحقق : (( إسناده ضعيف )).
قلت: فيه عبد الله بن شريك وهو متكلم فيه، والحارث بن مالك مجهول. (التقريب رقم 1046، 3384).
([90]) في الأصل: (( أبو بكر )) .
([91]) النسائي : كتاب الحج، باب الخطبة قبل يوم التروية 5/247 رقم 2993 بلفظ: قال له أبو بكر : أمير أم رسول؟ قال: لا بل رسول.. قال النسائي: (( ابن خُثيم ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج عن أبي الزبير... ))... الخ (المصدر نفسه).
وذكره الألباني في ضعيف سنن النسائي وقال: ضعيف الإسناد. رقم 2993.
([92]) قال الحافظ في الفتح 8/320 كتاب التفسير باب ]وأذان من الله ورسوله...[: (( وأخرج أحمد بسند حسن عن أنس أن النبي r بعث ببراءة مع أبي بكر ، فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يُبَلِّغُها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي، فبعث بها مع علي )) . (المسند 13/434 رقم 13214).
قلت: وأخرجه الترمذي في سننه 5/275 رقم 3090 والنسائي في خصائص علي (70) ولفظ الترمذي: (( لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهل بيتي فدعا عليا فأعطاه إياه )) . وقال: (( حسن غريب من حديث أنس )).
قلت: وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير سماك بن حرب، فقد قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما يلقن. (التقريب رقم 2624).
قلت: روايته هنا عن أنس بن مالك رضي الله عنه وليست عن عكرمة.
([93]) أحمد: المسند 1/383، وفضائل الصحابة 1/181، والترمذي: السنن 4/213 رقم 1714 كتاب الجهاد، جميعهم عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود.
قال الترمذي: (( هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وفي الباب عن عمر وأبي أيوب وأنس وأبي هريرة )).
وله شاهد من حديث عمر أخرجه مسلم في صحيحه 3/1383 رقم 1763. فقول الترمذي: حسن، لعله يعني لشواهده، وإلا فقد صرح هو بانقطاعه. وليس في مسلم تشبيه أبي بكر وعمر بالأنبياء.
([94]) في الأصل بالهامش بخط الناسخ. والعبارة حصل فيها تقديم وتأخير في الأصل.
([95]) ابن تيمية: منهاج السنة 1/501، تقدم تخريجه ص 1247 ، حاشية 44 .
([96]) سبق تخريجه ص!خطأ الإشارة المرجعية غير معرفة.. أما قوله: (( وأما الزيادة فليست في الحديث )) قلت: بلى إن الشطر الأخير: (( وأدر الحق معه حيثما دار )) مخرج في جامع الترمذي أيضاً 5/592 رقم 3714، ص 1231 .
([97]) الترمذي: السنن 5/633. وقد سبق تخريجه ص 1247 ، حاشية 44 .
([98]) لم أجد هذا النص.
([99]) روي عنه بوجه منقطع. (المغني 11/227).
وانظر أيضاً: التمهيد (فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر) ترتيب المغراوي 10/591 كتاب الطلاق، باب عدة الوفاة تنتهي بوضع الحمل.
([100]) عبد الله بن مسعود الهُذَلي، أبو عبد الرحمن ، من السابقين الأولين، ومن كبار العلماء من الصحابة، مناقبة جمة، مات سنة اثنتين وثلاثين، أو في التي بعدها بالمدينة. (التقريب ص323).
([101]) ابن قدامة: المغني 11/227، 228، والخطابي: معالم السنن بهامش سنن أبي داود 2/729 كتاب الطلاق، باب في عدة الحامل.
([102]) منها ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه 5/2037 (5012، 5013، 5014) كتاب الطلاق باب ]وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن[ من حديث سبيعة الأسلمية. ومنها: (( أفتاني النبي r إذ وضعتُ أن أنكح )).
مسلم :الصحيح، كتاب الرضاع، باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها بوضع الحمل 2/1122 رقم 1484 القصة بطولها.
([103]) أبوا السنابل بن بَعْكَك بن الحارث القرشي، قيل اسمه: عمر، وقيل غير ذلك، صحابي مشهور (التقريب ص646).
([104]) أخرجه باللفظ الذي ساقه المصنف أحمد في مسنده 1/447.
قال الهيثمي - بعد أن ذكر هذا الحديث -: (( ورجاله رجال الصحيح )) .
وأخرجه أيضاً الإمام البيهقي في السنن الكبرى 7/429. وانظر التعليق السابق.
([105]) سُبيعة بنت الحارث الأسلمية، زوج سعد بن خولة، لها صحبة. (التقريب ص748).
([106]) قوله (( فإن الواقع )) في الأصل بالهامش.
([107]) قلت: كان علي - رضي الله عنه - قريبا من الانتصار العسكري في صفين، لكنه نزل على تحكيم كتاب الله لما دُعي إليه، وأوقف الحرب، لأنه يرى أو كما قال بعد ذلك: (( وكتاب الله كله لي )) أي يحكم لي. فيرى أنه سيحقق ما يريد عن طريق التحكيم بدلا من القتال، لكن التحكيم فشل ولم يخرجوا منه بالنتيجة التي أرادوها منه. ولم يتمكن بعد ذلك من غزو الشام وإدخالها في الجماعة والبيعة، بسبب ظهور الخوارج ودخول الوهن على بعض جيشه.
ويبدو أن الذي يعنيه شيخ الإسلام بعدم الانتصار هو عدم تحقيق الهدف الذي أراده الخليفة علي - رضي الله عنه - من غزو الشام وهو إدخاله ضمن خلافته.
أما المعروف عن علي - رضي الله عنه - فإنه لم يَخِبْ في أي معركة دخلها، ولم يُهزم في معركة قط.
وأما الذين لم يدخلوا المعركة أصلا كسعد بن أبي وقاص فذلك بناء على اجتهاده رضي الله عنه، ولا نستطيع أن نقول إنه أراد بذلك خذل عليّ رضي الله عنه، فكيف يترتب عليه خذله رضي الله عنه.
ولا يشك أحد منا أن عليا رضي الله عنه كان أقرب إلى الحق من معاوية رضي الله عنه بدليل حديث عمار.
وهذا الذي قاله شيخ الإسلام بأن معاوية وأصحابه انتصروا وفتحوا البلاد مع أنهم خذلوا عليا يقال بأن أصحاب معاوية ما أرادوا ذلك وإنما كان همهم شيئاً آخر وهو القصاص، والذي جعلهم يقاتلونه - رضي الله عنه – أمر خارجي وليس بغضه، فهذا اجتهاد منهم، وهم على اجتهادهم مأجورون، بل كانوا يحبونه بدليل حديث صحيح مروي عن علي أنه قال: (( والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إنه لعهد النبي إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.. )) صحيح مسلم 1/64 من الجزء الثاني كتاب الإيمان باب حب علي من الإيمان، وبلا شك فهم كانوا مؤمنين وقد وصفهم الله عزّ وجلّ بذلك في كتابه: ]وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا..[. وبهذا ظهر الأمر جليا أن معاوية ومن معه رضوان الله عليهم أجمعين لم يكن قتالهم ناشئاً من العداوة، وإنما ذلك من أجل القصاص لدم عثمان رضي الله عنه، وإلا فهم كانوا يوالونه موالاة المؤمنين بعضهم لبعض ولم يكونوا يعادونه لا قبل تلك المعارك ولا بعدها.
فإذا كان الأمر كذلك فلا معارضة إذاً بين الحديث والواقع، علماً بأن الحديث لم يصح بجميع أجزائه، وإنما صح منه بعض الأطراف دون غيرها. وقد سبق بيان ذلك ص20،21.
([108]) هنا تجنب المؤلف أن يقول: (( خذلوه )) وقال: (( لم يقاتلوا معه )) لأن سعداً جاء عن النبي r من طريقه أحاديث في فضل علي في الصحيحين وغيرهما، ويعتبر مبايعا له، ولكن توقف عن نصرته لأنه لا يرى القتال بين المسلمين، وصح عنه قوله: (( ائتوني بسيف له عينان وشفتان يقول هذا مسلم وهذا كافر )) أو كما قال.
([109]) ابن أبي سفيان.
([110]) بنو أمية في دولتهم انتصروا في الجهاد في سبيل الله كمن سبقهم من الخلفاء الراشدين والنبي r . لكنهم أيضاً لم ينتصروا في صفين وهي الحرب الوحيدة مع علي رضي الله
عنه ، بل كادوا أن يُهزموا فيها لولا أن عليا أوقف القتال عندما طلبوا منه تحكيم الكتاب بينهم.
([111]) في الأصل (( وفتحوا )).
([112]) وذلك لأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، مثل ما ورد ذلك في الأنصار: (( آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار )) وفي لفظ آخر: (( الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق... )) البخاري: كتاب مناقب الأنصار باب حب الأنصار من الإيمان 3/1379 رقم 3572، 3573.
([113]) قلت: ما وقفت على طعن الإمام البخاري في هذا الحديث إلا ما جاء في تاريخه الكبير 1/1/375 (1191) في ترجمة إسماعيل بن نشيط العامري، فساق السند والمتن ثم قال: (( في إسناده نظر )). وهذا حكم خاص بالنسبة لهذا السند الذي ساقه، وليس ذلك حكماً عاماً على الحديث. والله أعلم.
([114]) في الأصل بالهامش بخط الناسخ.
([115]) في الأصل (( الذي )) .
([116]) لم أجده.
([117]) مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة 4/1873 رقم 2408.
([118]) مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب 4/1871 رقم 2404.
([119]) مسلم : الصحيح ، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بيت النبي r علي بن أبي طالب 4/1883 رقم 2424.
([120]) البخاري : الصحيح ، كتاب التفسير باب ]هذان خصمان[ 4/1768 رقم 4466.
([121]) في الأصل: (( الستت )).
([122]) بذلك جاء الحديث، فقد قال أبو ذر رضي الله عنه - وكان يقسم فيها قسما -: (( إن هذه الآية ]هذان خصمان اختصموا في ربهم[ نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر... )) الحديث. البخاري 4/1768.
([123]) في الأصل (( أبو بكر )) وهو خطأ؛ لأنه معطوف على (النبي) وهو منصوب اسم (أن).
([124]) في الأصل بالهامش بخط الناسخ.
([125]) الجملة غير تامة بسقوط خبر (أن)، ولعل الخبر أن يقال: انهم لم يدخلوا في هذه الخصومة، أو ما شابه ذلك، مما تتم به الجملة.
([126]) ذكر الإمام السيوطي في الدر المنثور 6/485: (( وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: ]ويطعمون الطعام على حبه..[ الآية قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب، وفاطمة بنت رسول الله r )) اهـ.
([127]) في الأصل: (( صحتهما )).
([128]) ما بعد هذا لا يوجد في مجموع الفتاوى.
([129]) أي على أبي بكر.
([130]) ساقط من النص مصحح في الهامش بخط الناسخ.
([131]) قوله: (( صريحة )) تكرر في الأصل فحذف.
([132]) ما بين المعقوفتين زيادة مني.
([133]) في الأصل: (( علي )) وهو لحن.
([134]) في الأصل: (( فيهم )).
([135]) في الأصل: (( السبابة )) والمراد بهم السبئية، أتباع عبد الله بن سبأ، ولعل هذا الاسم من أسمائهم.
([136]) انظر الطبري : التاريخ 7/181، وابن قتيبة: المعارف ص622.
([137]) خبر إحراقهم ورد عند البخاري : الصحيح مع الفتح 12/267 رقم 6922، وانظر الفتح 12/370.
([138]) انظرالطبري: التاريخ 7/128.
([139]) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، ثقة حافظ عارف بالقراءات، ورع، لكنه يدلِّس، توفي سنة سبع وأربعين ومئة.
(التقريب رقم 254).
([140]) زيادة يقتضيها السياق.
([141]) إسحاق بن سويد العدوي.
([142]) في الأصل: (( ابن داب )) والتصويب من البيان والتبيين.
والغزال: هو واصل بن عطاء، وابن باب: عمرو بن عبيد؛ وهما من المعتزلة.
([143]) البيان والتبيين 1/23.
([144]) في الهامــش: (( ومنه كلامـــهم: كفى في فضل مولانا عليّ وقوع الشك في أنه هو الله، ومات الشافعي وليس يدري عليٌّ ربه أم ربه الله )) .
وجاء في هامش الأصل تحت هذه الفقرة: (( فيه ما فيه )) . قلت: تعالى الله عن قولهم، وبرأ الله الشافعي من قولهم الباطل.
([145]) في البيان والتبيان (( حُبّاً )) .
([146]) الجعفي، مخضرم من كبار التابعين، توفي سنة ثمانين. (التقريب ص260).
([147]) أبو إسحاق الفزاري: كتاب السير ص327 (647) ورجاله رجال الصحيح، وأورد هذا النص كاملا ابن قدامة في منهاج القاصدين في فضائل الخلفاء الراشدين ق75، 76، 77، وأورده بألفاظ مقاربة خيثمة بن سليمان، من حديث خيثمة بن سليمان ص122، 123، 124، والتيمي في سير السلف ص162، 163. وأورده مختصرا ابن الأثير في أسد الغابة 3/661، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/22،23. وانظر في ثناء علي على عمر – رضي الله عنهما – بعد موته، ابن عبد الهادي: محض الصواب 3/854.



المصادر والمراجع


- ابن الأثير: علي بن محمد الجزري (ت630هـ).
1.أسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الفكر، بدون تاريخ.
- ابن الأثير: المبارك بن محمد الجزري (ت606هـ).
2.النهاية في غريب الحديث، طبع بعناية طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، بدون تاريخ.
- أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت240هـ).
3.فضائل الصحابة، تحقيق وصي الله بن محمد عباس، طبعة البحث العلمي في جامعة أم القرى، مكة، الطبعة الأولى 1403هـ – 1983م.
4.المسند، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة.
5.المسند، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الخامسة 1405هـ-1985م.
- الألباني: محمد ناصر الدين.
6.سلسلة الأحاديث الصحيحة، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة 1405هـ-1985م.
7.ضعيف سنن النسائي، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى 1411هـ-1990م.
- البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي (ت256هـ).
8.التاريخ الكبير، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، بدون تاريخ.
9.الجامع الصحيح، طبع بعناية مصطفى ديب البغا، مطبعة اليمامة، دمشق، الطبعة الثالثة 1407هـ-1986م.
- البزار: عمر بن علي البزّار (ت749هـ).
10.الأعلام العليّة في مناقب ابن تيمية، حققه زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية 1396هـ بيروت.
- بكر بن عبد الله أبو زيد.
11.المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل، طبع المجمع الفقهي، نشر دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1417هـ.
- البلادي: عاتق بن غيث.
12.معجم معالم الحجاز، دار مكة، الطبعة الأولى 1400هـ-19980م.
- التجيبي: القاسم بن يوسف السبتي (ت730هـ).
13.برنامج التجيبي، تحقيق عبد الحفيظ منصور، الدار العربية للكتاب، تونس 1981م.
- الترمذي: محمد بن عيسى بن سورة السلمي (ت279هـ).
14.الجامـــع الصحـــيح (سنن الترمذي)، تحقيق أحمد محمد شاكر، وإبراهيم عطوة عوض، مطبعة البابي الحلبي، مصر، الطبعة الأولى 1382هـ-1962م.
- ابن تغرى بردي: أبو المحاسن يوسف الأتابكي (ت874هـ).
15.النجوم الزاهرة، تحقيق فهيم محمد شلتوت، نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر والترجمة، مصر 1390هـ-1970م.
- ابن تيمية: أبوالعباس أحمد بن عبد الحليم النميري (ت728هـ).
16.مجموع فتاوى ابن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم، دار المدني، بدون تاريخ.
17.منهاج السنة النبوية، تحقيق محمد رشاد سالم، إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام، الرياض، الطبعة الأولى 1406هـ-1986م.
- الجاحظ: عمرو بن بحر (250هـ).
18.البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت.
- الجاسر: حمد بن محمد (ت1421هـ).
19.شمال غرب المملكة، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض، الطبعة الأولى 1397هـ.
- ابن أبي حاتم: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الرازي (ت327هـ).
20.الجرح والتعديل، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ.
- ابن حجر: أحمد بن علي (ت852هـ).
21.الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ.
22.تقريب التهذيب، طبع بعناية محمد عوامة، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1406هـ-1986م.
23.فتح الباري شرح صحيح البخاري، بعناية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ.
- ابن حزم: أبو محمد علي بن أحمد (ت456هـ).
24.جمهرة أنساب العرب، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1403هـ.
- الخطابي: حمْد بن محمد البستي (ت388هـ).
25.معالم السنن، بهامش سنن أبي داود، تحقيق عزت الدعاس.
- خيثمة بن سليمان القرشي (ت343هـ).
26.من حديث خيثمة، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، بدون تاريخ.
- الذهبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت748هـ)
27.تذكرة الحفاظ، تصحيح عبد الرحمن المعلمي، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ.
28.سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة 1405هـ.
29.معـــجم الشيوخ، تحقيق الدكتــــور محمد الحبيب الهيلة، مكتبة الصديق، الطائف، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى سنة1408هـ.
30.ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت.
- ابن رجب: عبد الرحمن بن أحمد السلامي الحنبلي (ت759هـ).
31.الذيل على طبقات الحنابلة، دار المعرفة، بيروت، بدون تاريخ.
- السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ).
32.الدر المنثور، طبع دار الكتب العلمية.
- الشوكاني: محمد بن علي (ت250هـ).
33.الفوائد المجموعة، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة 1407هـ بيروت.
- الطبري: محمد بن جرير (ت310هـ).
34.تاريخ الرسل والملوك، تحقيق أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر، الطبعة الثانية، بدون تاريخ.
- ابن عبد الهادي: محمد بن أحمد.
35.العقود الدرية، تحقيق محمد حامد الفقي، مكتبة المؤيد، الرياض.
- ابن عبد الهادي: يوسف بن الحسن بن عبد الهادي (ت909هـ).
36.محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تحقيق عبد العزيز ابن محمد الفريح، من مطبوعات عمادة البحث العلمي في الجامعة الإسلامية، نشر مكتبة أضواء السلف، الطبعة الأولى 1420هـ-2000م.
- العقيلي: أبو جعفر محمد بن عمرو (ت322هـ).
37.الضعفاء الكبير، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ-1984م.
- الفزاري: إبراهيم بن محمد بن الحارث (ت185هـ).
38.كتاب السير، تحقيق فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ-1987م.
- أبو القاسم الأصفهاني: إسماعيل بن محمد التيمي (ت535هـ).
39.سير السلف، رسالة علمية مطبوعة على الآلة الكاتبة، قدمها عبد العزيز بن محمد الفريح، رسالة العالمية (الماجستير).
- ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري (ت276هـ).
40.المعارف، تحقيق د/ ثروت عكاشة، دار المعارف، مصر، الطبعة الرابعة.
- ابن قدامة: عبد الله بن أحمد المقدسي (ت620هـ).
41.المغني، تحقيق د/ عبد الله التركي، د/ عبد الفتاح الحلو، هجر، القاهرة، الطبعة الأولى.
42.منهاج القاصدين في فضائل الخلفاء الراشدين، مصورة عن النسخة المخطوطة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1218) تاريخ.
- ابن كثير: أبو الفداء إسماعيل بن عمر (ت774).
43.البداية والنهاية، تصحيح د/ أحمد أبو ملحم وزملائه، دار الريان للتراث، الطبعة الأولى 1408هـ-1988م، مصر.
- مسلم بن الحجاج القشيري (361هـ).
44.الصحيح، تحقيق فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، مصر، بدون تاريخ.
- ابن منظور: جمال الدين محمد بن مكرم (ت711هـ).
45.لسان العرب، دار صادر، بيروت، بدون تاريخ.
- النسائي: أبو عبد الرحمن محمد بن شعيب (ت303هـ)
46.خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، تحقيق أبو إسحاق الحويني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1405هـ.
47.السنن (المجتبى)، تصحيح عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الثانية 1406هـ-1986م.
- الهندي: علاء الدين علي بن حسان (975هـ).
48.كنـز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تصحيح بكري حبائي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة 1405هـ-1985.
- الهيثمي: أبو بكر علي بن أبي بكر (ت807هـ).
49.مجمع الزوائد، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة 1402هـ-1982م.
- ابن الوزير: محمد بن إبراهيم (ت840هـ).
50.العواصم من القواصم في الذب عن سنة أبي القاسم لابن الوزير اليماني، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة 1412هـ.
- ياقوت: أبو عبد الله الحموي (ت622هـ)
51.معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، 1399هـ-1979م.

Khaled Soliman
17-02-2010, 02:51 AM
15 فكرة في كيف نحبب أبنائنا بالصحابة

http://www.up.4pnc.com/up/uploads/images/4pncfbba3cba15.gif (http://www.up.4pnc.com/up/uploads/images/4pncfbba3cba15.gif)




كيف نحبب أبنائنا بالصحابة الكرام

بعض الأساليب والطرق المفيدة لنحبب أبناءنا وبناتنا بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين:

1- إذا كان الابن يحمل اسم صحابي ، فقل له قصة ذلك الصحابي وبعض مآثره.

2- العب معه ( قصة وشخصية ) : ضع مجموعة أسماء من الصحابة ومجموعة قصص ، ثم اذكر له القصة واطلب منه أن يختار الصحابي الذي حصلت له القصة.

3- اطلب منه أن يقوم بعد أسماء الطلاب في صفه أو أبناء الجيران الذين يحملون أسماء صحابة واجعل له مكافأة على ذلك واجعله يخبر أصدقاءه بذلك.

4- كتب السير مليئة بأسماء الصحابة وعددهم وقصصهم .

5- من الجميل أن تجتمع العائلة أسبوعياً وتختار ( شخصية الأسبوع ) على أن تكون مرة من الصحابة الذكور ومرة من الإناث وتختار بعض القصص المذكورة عنهم ، ويتفق أفراد العائلة على تمثل هذه الأخلاق ، مثلاً: كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – كثير الصلة للأرحام والسعي على الأرملة والمسكين .. فيصبح هذا شعار الأسبوع ( السعي على الأرملة والمسكين) .

6- ( تمثيل الأدوار ) فيقوم كل من الأم والأب باختيار موقف لصحابي اشترك فيه عدة أشخاص ، وتحاول العائلة مجتمعة أن تصيغ ( سيناريو وحوار ) للحدث وتتخيل الكلام الذي قيل، وتقوم بعمل ( سكيتش ) يمثل فيه كل واحد من الأسرة دور في الحدث ، وهو أدعى لتجسيد واقع الصحابة رضوان الله عليهم .

7- زيارة مواقع زارها الصحابة بقصد التعرف على حياتهم والأماكن التي نزلوا فيها بعيداً عن الشرك – مثل الأردن فهي مليئة بآثار الصحابة الكرام.

8- مسابقة ( أين دفن هذا الصحابي؟؟) فالصحابة قد انتشروا في أرجاء المعمورة ومعظم البلاد الإسلامية تضم في أحضانها رفات بعض الصحابة الكرام مثلاُ: أبو أيوب الأنصاري في تركيا فمن الجميل أن يربط الابن بين الصحابي والبلد الذى دفن فيه من خلال مسابقة او لعبة

9- إطلاق كنية على الأبناء مرتبطة باسم أحد الصحابة يغرس في قلب الطفل حب الصحابي وهو صغير سواء من الذكور أو الإناث .

10- استثمار حدث سلبي أو إيجابي لتقول لابنك: لماذا لا تكون مثل فلان؟ أو أنت مثل فلان ، وتسمي له أحد الصحابة – وطبيعي سيسأل ماذا فعل فلان ؟؟ ثم تخبره بقصة تناسب الموقف ، وذلك أدعى لأن يلتصق بذهنه الصحابي والحدث .

11- الكثير من الطرق والمناطق والمدارس سميت على أسماء بعض الصحابة الكرام، فمن الجميل عندما نمر بإحداها أن نتعرف على ذلك الصحابي وأن نطلب من الأبناء البحث عن سيرة ذلك الصحابي وأن نجعل على ذلك مكافأة .

12- عود أبنك على مشاهدة كتب السير التي تتحدث عن حياة الصحابة ، وتدرج معهم في ذلك من الكتب السهلة البسيطة وحتى الكتب الكبيرة .

13- إرشادهم إلى احترام الصحابة وعدم إهانتهم أو شتمهم.

14- بيان شهرة كل صحابي ( أبو بكر الصديق) ( عمر الفاروق) ( عثمان الحياء) ( خالد بن الوليد القوة ) .

15- قراءة سلسلة ( صور من حياة الصحابة ) للأطفال.

http://www.up.4pnc.com/up/uploads/images/4pnc3f896ac58f.gif (http://www.up.4pnc.com/up/uploads/images/4pnc3f896ac58f.gif)
منقول

مستر .سعد الحجرى
17-02-2010, 08:20 PM
(¯`'•.¸(¯`'•.¸, _________________ , .•'´¯) .•'´¯)
(¯`'•.¸(¯`'•.¸««««««««««««»»»»»»»»»»»¸.•'´¯).•'´¯)
--==>>>---> جزاك الله خيرا و بارك الله فيك <---<<<==--
(_¸.•'´(_¸.•'´««««««««««««»»»»»»»»»»»`'•¸_)'•.¸_)
(_¸.•'´(_¸.•'´¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯ `'•.¸_)`'•.¸_)

هاوى إبداع
17-02-2010, 08:54 PM
جزاكم الله خيرا

موضوع فى قمة الروعه

مستر .سعد الحجرى
17-02-2010, 09:11 PM
(¯`'•.¸(¯`'•.¸, _________________ , .•'´¯) .•'´¯)
(¯`'•.¸(¯`'•.¸««««««««««««»»»»»»»»»»»¸.•'´¯).•'´¯)
--==>>>---> جزاك الله خيرا و بارك الله فيك <---<<<==--
(_¸.•'´(_¸.•'´««««««««««««»»»»»»»»»»»`'•¸_)'•.¸_)
(_¸.•'´(_¸.•'´¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯ `'•.¸_)`'•.¸_)

mahmoudasus
27-06-2010, 03:42 AM
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com52c638cae3.gif (http://www.3mda.org)

http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com9908648cc7.gif (http://www.3mda.org)

http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com2d207da4d7.gif (http://www.3mda.org)
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-comaa25ca6f37.gif (http://www.3mda.org)
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com7d19c3b279.gif (http://www.3mda.org)

أريــــ الجنة ــــد
27-06-2010, 06:48 PM
شكرا لحضرتك أستاذ محمود ربنا يكرمك على مرور حضرتك الكريم

والفضل يرجع ( بعد الله سبحانه وتعالى طبعا ) الى الاستاذ خالد سليمان

على اضافته الجديد والجديد للموضوع حتى يصبح بهذا البريق الرائع

faten forever
28-06-2010, 02:03 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع

أريــــ الجنة ــــد
28-06-2010, 04:13 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع
وجزاكم الله مثله

شكرا لحضرتك على مرورك الكريم مس فاتن

abokhatab
31-12-2010, 02:23 PM
بارك الله فيكم

محمد أبورفيدة
19-03-2011, 01:42 AM
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

محمد رافع 52
04-11-2011, 03:51 PM
http://www.alashraf.ws/up/download.php?img=20096

عمر ابو قطرة
04-03-2012, 08:01 AM
اكثر من راع
باارك الله فيك