مشاهدة النسخة كاملة : الايمان قول وعمل يزيد وينقص


سمير عبد اللطيف
13-09-2009, 03:06 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المبجلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد



هل العمل شرط كمال للإيمان أم شرط وجوب، أم هو شرط صحة وركن لا يقوم الإيمان إلاّ به ؟

إن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول وعمل، وقولهم: الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية




فالإيمان اسم يشمل أربعة أمور لابد أن تكون فيه.



وهي:
- اعتقاد القلب وهو تصديقه وإقراره.
- عمل القلب، وهو النية والإخلاص، ويشمل هذا انقياده وإرادته وما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل والرجاء والخوف والمحبة وغيرها.
- إقرار اللسان، وهو قوله والنطق به.
- عمل الجوارح واللسان من الجوارح




والعمل يشمل الأفعال والتروك قولية وفعلية.
والأدلة على أن أعمال الجوارح داخلة في اسم الإيمان كثيرة ومن ذلك ما ثبت عند مسلم




من حديث وفد عبد قيس، وقد جاء في بعض طرقه في الصحيح، أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال:



"أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟"



قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدباء، والنقير، والمزفت، وقال: احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم..
وأدلة الكتاب على هذا كثيرة، منها:




قول الله تعالى:



"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقاً"



وفي الآية الأخرى



"إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله"



وفي ثالثة:



"إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون"



وفي رابعة:



"والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً"



والآيات في هذا كثيرة.
وقد بوب البخاري ومسلم في صحيحيهما أبواباً كثيرة تثبت أن الأعمال من الإيمان، قال شيخ الإسلام بن تيمية في (الواسطية):




"ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح".
فظهر أن اسم الإيمان يشمل كل ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويدخل في ذلك فعل الواجبات والمستحبات، وترك المحرمات وإحلال الحلال وتحريم الحرام، واسم العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، ويشمل الفعل والترك، ويشمل الواجبات التي هي أصول الإسلام الخمس فما دونها، ويشمل ترك الشرك والكفر وما دونهما من الذنوب.
وعليه فحكم ترك العمل على أقسام:
- ترك الشرك وأنواع الكفر فهو شرط صحة لا يتحقق الإيمان إلاّ به.
- وأما ترك سائر الذنوب مما دون الكفر فهو شرط لكمال الإيمان الواجب.
- وأما عمل القلب وانقياده، وهو إذعانه لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وما يتبعه كمحبة الله ورسوله، وخوف الله ورجائه فهو شرط صحة.
- وكذلك إقرار اللسان بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هو شرط صحة.
- وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان، بل وقع الخلاف في تارك المباني الأربعة بين أهل السنة.
- أما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة في أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد




أي: إن تركها من غير جحود لا يؤدي إلى الكفر.
ومن هذا علم أن عمل الجوارح جزء من أجزاء الإيمان الأربعة فلا يقال العمل شرط كمال للإيمان أو أنه لازم له، فإن هذا من أقوال المرجئة.
فتارك العمل الظاهر لا يكون مؤمناً ، فالذي يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا يقر بلسانه ولا يعمل لا يتحقق إيمانه ؛ لأن هذا إيمان كإيمان إبليس وكإيمان فرعون ..




لأن إبليس أيضاً مصدِّق بقلبه قال الله تعالى



:" قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"



وفرعون وآل فرعون قال الله تعالى عنهم



:"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً"



فهذا الإيمان والتصديق الذي في القلب لابد له من عمل يتحقق به



أما أن يزعم أنه مصدِّق بقلبه ولا ينطق بلسانه ولا يعمل بجوارحه وهو قادر فأين الإيمان ؟!!



فلو كان التصديق تصديقاً تاماً وعنده إخلاص لأتى بالعمل فلابد من عمل يتحقق به هذا التصديق وهذا الإيمان، والنصوص جاءت بهذا.



كما أن الذي يعمل بجوارحه ويصلي ويصوم ويحج لابد لأعماله هذه من إيمان في الباطن وتصديق يصححها وإلا صارت كإسلام المنافقين ..



فإن المنافقين يعملون ؛ يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويجاهدون ومع ذلك لم يكونوا مؤمنين ؛ لأنه ليس عندهم إيمان وتصديق يصحح هذا العمل ، فلابد من أمرين لصحة الإيمان :
- تصديق في الباطن يتحقق بالعمل .
- وعمل في الظاهر يصح بالتصديق .
وقد يقول قائل وهو ما جاء في أحاديث الشفاعة من إخراج أناس لم يعملوا خيراً قط، وهذا قال العلماء فيه:




أي: لم يعملوا خيراً قط زيادة على التوحيد والإيمان ولابد من هذا، فإن قيل:



من أين جئتم بهذا القيد؟



فالجواب من نصوص الكتاب والسنة الأخرى الكثيرة التي تفيد ذلكوالواجب ضم النصوص إلى بعضها لنصل للحكم .



وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:



"لا يدخل الجنة إلاّ نفس مؤمنة"



وقد قال الله:



"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"



فهذه النصوص المحكمة يرد إليها ذلك الحديث



فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله"



وثبت في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:



"إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".

حبيبة رسول الله
13-09-2009, 08:01 PM
شكرا لك على الموضوع وجزاك الله خيرا

Mr. Medhat Salah
13-09-2009, 08:16 PM
جزاك الله خيرا

سيدرا
13-09-2009, 09:59 PM
جزاكى الله خيرا

mido mm
13-09-2009, 10:01 PM
بارك الله فيك

سمير عبد اللطيف
26-09-2009, 01:35 PM
زادكم الله علما وعملاً ونفع بكم
اسأل الله ان يرضى عنكم