مشاهدة النسخة كاملة : الشهوه المهلكه


مستر/ عصام الجاويش
02-10-2009, 10:55 PM
الشهوه وهلاك الانسان
كل منا يميل بطبعه الى الشهوات بحكم طبيعتنا البشريه والشهوات كثيره شهوه امتلاك المال وشهوه النساء وشهوه تقلد المناصب وشهوه التمتع بالطعام والشراب....الخ الخ اذا تحكمت هذه الشهوات فى الانسان تدمره وتجعله عبدا ذ ليلا لها لايعرف حقا ولاينكر منكرا ويصبح مثل البهائم
اما إن تحكم الانسان فى شهواته ولم يطلق لها العنان صار مثل الملائكه

هناك نماذج كثيره من الواقع لاناس جرفهم تيار الشهوه الى الدمار
ومنهم انسان كان ملتزم ولكن دفعه فضوله الى الدخول الى المواقع الاباحيه وكان يظن ان الموضوع مجرد نزوه عابره ولكن استحوذ عليه الشيطان حتى انساه ذكر الله فتغير حاله من انسان مواظب على الصلاه فى المسجد الى الصلاه فى البيت بدون خشوع وبعد ان كان حريص على اداء السنن تركها بالكليه بل كان يترك بعض الصلوات وبعد ان كان لايشاهد الا القنوات الاسلاميه اصبح مدمن للقنوات الاباحيه وبعد ان كان لاينام الا واذاعه القرآن الكريم ينبعث صوتها من خلال الراديو الذى بجواره اصبح يسهر طوال الليل امام المواقع والقنوات الاباحيه وينام قبل الفجر لانه لم يعد يطيق سماع صوت الاذان وحتى لايسمع صوت ميكرفون المسجد يفتح الراديو بجوار اذنه على اى اذاعه ليس فيها ذكر لله . تخيلوا !!! هذا من عمل الشيطان الذى استحوذ عليه فأنساه ذكر ربه

تحول هذا المسكين الى عبد لشهواته وبعد ان كان شاب ناجح محبوب من الجميع وجههه منور بالايمان اصبح مكروه من الناس فاشل فى عمله وجههه مسود من الذنوب

وللموضوع بقيه مع قصص من الواقع لاشخاص دمرتهم شهواتهم .
اذا كان عندك قصه حقيقيه لشخص دمرته شهواته ياريت تضعها هنا للعبره. وجزاكم الله خيرا

هنا الفقي
02-10-2009, 11:35 PM
ياااااااااااااااااااه نعوذ بالله ان يستبدلنا او يقلب قلوبنا على غير طاعته

جزيت خيرا كثيرا استاذ عصام

يمكن مش ف بالي قصة حقيقة حاليا بالرغم انها كتيرة

لكن ان شاء الله يهمني جدا اتابع معاك استاذي

Mr. Medhat Salah
02-10-2009, 11:36 PM
جزاكم الله خيرا يا مستر عصام وبارك الله فيك

مستر/ عصام الجاويش
03-10-2009, 12:41 AM
بارك الله فيكم

مستر/ عصام الجاويش
03-10-2009, 02:19 PM
فارقت عشرينية الحياة وهي تشاهد قناة اباحية في مكة المكرمة، ورفضت افلات الريموت من يدها، فدفن معها في قبرها، حسبما ذكرت صحيفة "شمس"
.وذكرت الصحيفة :"فارقت فتاة عشرينية في مكة المكرّمة الحياة وهي تمسك بجهاز الريموت كنترول، وهي تشاهد إحدى القنوات ال*****ة، وفق رواية أهلها".
واضافت :"فشل أهل الفتاة في سحب (الريموت) من يدها أثناء غسلها وتكفينها، حيث استحكمت قبضة الفتاة الميِّتة حول ذلك الجهاز؛ ما اضطرهم إلى دفنه معها في مقبرة قريتهم الكائنة على طريق الزيما. وأصرّ إمام مسجد القرية على أداء الصلاة على جثمان الفتاة، بعد أن قامت بعض قريباتها بغسلها وتكفينها، حينما اعتذرت المغسِّلات الخيريات عن غسلها".واوضحت الصحيفة :"لم تتمالك والدة الفتاة نفسها لتطلق لساقيها العنان لا شعوريا، بعد أن أفاقت من غيبوبة لحقت بها عندما علمت بالوفاة بتلك الطريقة. وأصرّت والدة الفتاة على مقاضاة زوجها، وتحميله "المسؤولية كاملة" بشأن ما وصفته بـ"الفساد"، من خلال تشجيعه لأبنائه بمتابعة القنوات ال*****ة "بحجة التثقيف الجنسي والإلمام بالحياة الزوجية"، وهي تشير إلى أن ابنتها المتوفاة كانت تقضي جلّ وقتها في مشاهدة تلك القنوات عبر القمر الأوروبي؛ ما أدّى إلى تخلِّيها عن مواصلة تعليمها الجامعي".

يالا بينا
03-10-2009, 10:41 PM
بالنسبة لموضوع الشهوات يا فندم
انا بس عايزة بعد اذن حضرتك اضيف نقطة بسيطة جدا
وهي ان في كمان شهوات محمودة.........ايوة.........محمودة
زي شهوة (حب الله)ودي شهوة مطلوبة كمان
في ناس عندها تعلق بربنا يفوق التصور لدرجة انها اصبحت شهوة عندها.....
لكن الفكرة بس اننا بناخد دايما كلمة(شهوة)بوقع انها شر ومذمومة وبس
ودا ربما خطأ ........ لكن ليه عذره
وشكرا على الطرح الجميل

Khaled Soliman
04-10-2009, 12:01 AM
بالنسبة لموضوع الشهوات يا فندم
انا بس عايزة بعد اذن حضرتك اضيف نقطة بسيطة جدا
وهي ان في كمان شهوات محمودة.........ايوة.........محمودة
زي شهوة (حب الله)ودي شهوة مطلوبة كمان
في ناس عندها تعلق بربنا يفوق التصور لدرجة انها اصبحت شهوة عندها.....
لكن الفكرة بس اننا بناخد دايما كلمة(شهوة)بوقع انها شر ومذمومة وبس
ودا ربما خطأ ........ لكن ليه عذره
وشكرا على الطرح الجميل
بهذه الكلمات مخالفات شرعية عديده حيث أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن نقول أن حب الله شهوة كما لا يجوز القول بالعشق لله

ولم يرد في القرآن الكريم لكلمة شهوة معني محمود ولم يأتي أبداً ذكر لكلمة شهوة حب الله في القرآن الكريم
وإليكم التفصيل

الشهوة والعفاف


تنويه :


«الشهوة» في اللغة لها مفهوم عام يطلق على جميع اشكال الرغبات النفسانية والميل إلى التمتع واللّذة المادية وأحياناً تطلق كلمة الشهوة على العلاقة الشديدة بأمر من الاُمور المادية.

إن مفهوم الشهوة مضافاً إلى المفهوم العام يطلق أيضاً على خصوص «الشهوة الجنسية»، وأما في القرآن الكريم فنلاحظ أنّ مفردة «الشهوة» استعملت بالمعنى العام وبالمعنى الخاص، وفي هذا البحث فإنّ مقصودنا من هذه الكلمة هو المعنى الخاص لأن تأثيراتها المخربة والمدمرة أكثر من سائر أشكال الرغبات الجسدية الاُخرى.

وفيما يلي بعض الآيات الكريمة الّتي تستنطق هذا المفهوم القرآني :

1 ـ (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَا تِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأوْلَـئكَ يَدْخُلُونَ ا لْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا)

2 ـ (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَا تِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيًما)
3 ـ (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَد مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)

4 ـ (وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِىءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّـيِئَاتِ قَالَ ياقَوْمِ هَؤُلاَ ءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ * قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَانُرِيدُ * قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِى إِلَى رُكْن شَدِيد * قَالُواْ يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْع مِّنَ الَّيْلِ وَلاَيَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآأَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيب * فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَـلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيل مَّنضُود * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَاهِىَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيد)

5 ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوط بِالنُّذُرِ * إِنَّـآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ ءَالَ لُوط نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَر)

6 ـ (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ا لْفَاحِشَةَ مَاسَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَد مِّنَ ا لْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ا لْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ا لُْمجْرِمِينَ)


تفسير واستنتاج :
آثار اتباع الشهوات في التاريخ البشري



«الآية الاُولى» بعد أن تذكر أسماء بعض الأنبياء وتستعرض صفاتهم الكريمة وخصالهم الحميدة تقول : (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَا تِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)

وهنا تستثني الآية المذكورة فوراً بعض الأشخاص الّذين يحملون صفات متميزة وتقول : (إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأوْلَـئكَ يَدْخُلُونَ ا لْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا)

والجدير بالذكر أنّ الآية محل البحث تتحدّث عن اتباع «الشهوات» بعد مسألة إضاعة الصلاة وتتبعها حالة الضلال والغي، ويمكن أن نستوحي من هذه العبارة انها تشير من جهة إلى أنّ الصلاة تعد عاملاً مهماً في الحدّ من طغيان الشهوات وبالتالي العمل على تقويم سلوك الإنسان في طريق الحقّ والانفتاح على الله بعيداً عن اشكال الإنحراف الأخلاقي وافرازات الأهواء النفسانية، وكما جاء في الآية 45 من سورة العنكبوت :

(... اِنّ الصَّلَوةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنْكَرِ) ومن جهة اُخرى تشير الآية إلى أنّ عاقبة «اتباع الشهوة» هي الضلال والإنحراف، كما نجد ذلك في الآية 10 من سورة الروم : (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءوا السُّوأَى أن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ).

أجل أنّ عاقبة هؤلاء هي الضلالة والزيغ وما يستتبع ذلك من النتائج الوخيمة، أي الغضب الإلهي والعقاب الاليم في الآخرة.

ومعلوم أنّ «الشهوات» في الآية محل البحث لها مفهوم واسع ولا تنحصر في «الشهوة الجنسية»، بل تستوعب في مفهومها كلّ أشكال الميول النفسانية والنوازع الدنيوية والأهواء الشيطانية، وطبعاً فإنّ الأشخاص الّذين تابوا من بعد ذلك واستدركوا تورطهم في الذنوب بالعمل الصالح وتحركوا على مستوى تقوية إيمانهم القلبي الّذي تعرض للاهتزاز بسبب

الولوغ في الخطيئة فإنّ عاقبتهم أنّهم سيكونون من أهل الجنّة بعد تطهير قلوبهم من الآثار السلبية لاضاعة الصلاة واتباع الشهوات.

—–

«الآية الثانية» وضمن بيان التقابل بين «الرجوع إلى الله» و «اتباع الشهوات»، والإشارة إلى أنّ هذين المفهومين لا يلتقيان في الإنسان في جهة واحدة بل يسيران به في جهتين مختلفتين تقول : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَا تِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيًما)

أجل فالأشخاص الّذين غرقوا في وحول الخطايا والشهوات يريدون أن يورطوا الآخرين في الخطيئة وممارسة الاثم ليكونوا من أمثالهم ويتلوثوا بالذنوب، في حين أنّ الله تعالى يريد للناس الطهر والنقاء القلبي بتركهم الشهوات وبعودتهم إلى الله، وبالتالي لينالوا المعرفة والصفاء والتقوى والسعادة الدائمة، ويقول الأعاظم من المفسّرين أنّ المراد من «الميل العظيم» هو هتك الحدود الإلهية والتلوث بأنواع الذنوب والخطايا، والبعض منهم يرى أنّ المقصود منها هو نكاح المحارم وأمثال ذلك الّتي ورد النهي عنها في الآية السابقة والّتي هي في الواقع أحد مصاديق المفهوم أعلاه.

والجدير بالذكر أنّ اتباع الشهوات الوارد في الآية الكريمة يمكن أن يكون له مفهوم عام، وكذلك يمكن أن يكون إشارة إلى الشهوة الجنسية بالخصوص، لأن هذه الآية وردت بعد آيات تحدثت عن حرمة نكاح المحارم والنساء المحصنات والجواري والبغايا من الجواري، وعلى أي حال فإنّ هذه الآية تقرر حقيقة مهمة في هذا المجال، وهي أن طريق «اتباع الشهوات» تتقاطع تماماً مع طريق «الانفتاح على الله».

الآيات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة من الآيات محل البحث تتحدّث عن قصة قوم لوط وتورطهم في إنحراف أخلاقي في دائرة الغريزة الجنسية، فالشهوة هنا امتزجت مع انحرافات جنسية كثيرة على طول التاريخ، وفي كلّ آية من هذه الآيات الكريمة هناك نكتة

خاصّة تشير إليها الآية القرآنية حيث نستعرضها ونشير إلى هذا المضمون الكامن فيها :


«الآية الثالثة» تتحدّث عن النبي لوط وتستعرض خطابه لقومه في اطار التوبيخ الشديد حيث تقول : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَد مِّنَ الْعَالَمِينَ)

«الفاحشة» كلمة تطلق على كلّ عمل قبيح جداً، رغم أنّ المتعارف في المفهوم منها هو «الفحشاء الجنسي»، والآية الكريمة تشير إلى أنّ هذه الفاحشة قد بدأت من قوم لوط وأنّ إتيان المذكر أو ما يعبر عنه باللواط لم يكن قبل ذلك متداولاً في المجتمعات البشرية.

ويستمر لوط في التحدث مع قومه بلسان الذم والتقريع ويقول : (أَئنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ...)

في هذه الآية نجد انها تشير إلى أحد العلل والأسباب لتحريم «اللواط» ألا وهو ظاهرة انقطاع النسل، لأنّه لو تصورنا سريان هذا السلوك المنحرف إلى جميع أفراد المجتمع فإنّ هناك خطر انقطاع النسل البشري، وسوف تعيش الإنسانية حالة التهديد بالفناء والاندثار.

بعض المفسّرين ذهبوا إلى أنّ جملة «وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ» المذكورة في الآية أعلاه هي إشارة إلى عمل السرقة وقطع الطريق الّذي كان يمارسه قوم لوط، وبعض ذهب انها إشارة إلى التعرض الجنسي للآخرين وللمارة الّذين كانوا يمرون في طريقهم.

«نادي» من مادّة «ندى» بمعنى المجلس العام أو مجلس التفريح والترفيه حيث يتنادى الناس فيه وينادي بعضهم الآخر في مثل هذه المجالس.

وبالرغم من أنّ القرآن الكريم لم يذكر أنّ قوم لوط في مجالسهم الترفيهية هذه ماذا كانوا يرتكبون من منكرات اُخرى، ولكن من الواضح أنّ أعمالهم الاُخرى كانت متناغمة مع عملهم الشنيع هذا، وقد ورد في الروايات الشريفة أنّهم كانوا يخلعون ملابسهم أمام

الآخرين ويمارسون حالة التعري والتلفظ بالألفاظ الموهنة والركيكة ويتحدّثون بالكلمات القبيحة في ما بينهم ويقومون بأعمال وقحة وممارسات قبيحة يخجل القلم عن ذكرها.

قوم لوط هؤلاء كانوا قد غرقوا في مستنقع الشهوة إلى درجة أنّهم أخذوا يستهزئون بالقيم الأخلاقية والمثل الإنسانية، ولهذا السبب فعندما سمعوا كلام لوط تعجبوا من ذلك وأنكروا عليه هذا التوبيخ والذنب لأفعالهم وقالوا له كما تقول الآية : (... فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)

وبهذا فإنّهم استهزؤا بعذاب الله وسخروا من كلام النبي لوط.

—–

وفي «الآية الرابعة» من الآيات محل البحث نجد إشارة إلى جانب آخر من قصة قوم لوط حيث تتحرك الآية لبيان حادثة الضيوف الإلهيين الّذين نزلوا بمهمة انزال العذاب في قوم لوط وجاءوا على شكل شباب ذي وجوه مليحة وجميلة إلى النبي لوط (عليه السلام)الّذي لم يكن يعرفهم، ولهذا أبدى خوفه وأنزعاجه لهذه الضيافة لما يعلم من سوء نية قومه اتجاه الغلمان والشبان فتقول الآية (وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِىءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ)

وفي هذه الاثناء تسامع قوم لوط بالخبر فأرادوا السوء بهؤلاء الضيوف الكرام : (وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّـيِئَاتِ...)

فلمّا رأى لوط ذلك منهم تألم بشدة لهذا الموقف المخزي من قومه تجاه ضيوفه وأراد التخلص منهم بشتى الطرق، ومنها انه عرض على هؤلاء الأشرار وبايثار عجيب بناته ليتم الحجّة عليهم ويكفوا عن ممارساتهم الشنيعة : (قَالَ ياقَوْمِ هَؤُلاَ ءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ

فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)

إن هؤلاء الأشرار أجابوه بمنتهى الوقاحة (قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَانُرِيدُ)

أي انك تعلم إننا لا نحب مقاربة النساء وتعلم انحرافنا عن هذا المسلك الطبيعي في إشباع الغريزة.

وعندما رأى لوط هذه الوقاحة من قومه وتملكه اليأس من إصلاحهم أو دفعهم عن ضيوفه نادى من صميم قلبه ووجوده : (قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِى إِلَى رُكْن شَدِيد)

أي يا ليتني كنت امتلك القوّة لأُريكم جزاء عملكم الشنيع هذا أو أنّ لي عشيرة واتباع أقوياء يعينونني على دفعكم عن ضيوفي..

وتتحرك الآيات في هذا السياق لتبين أنّ هؤلاء الضيوف الكرام اخبروا لوطاً بأنّهم رسل الله لإنزال العذاب على قومه وأنّهم مانعوه عن إيذاء قومه وعن أي تحرك عدواني اتجاهه واتجاه ضيوفه، وأخبروه أنّ العذاب نازل على قومه حتماً غداً صباحاً، وسوف لا يفلت أحد منهم من هذا العذاب الإليم والعقاب المخيف حيث ستنقلب مدينتهم رأساً على عقب وتمطر السماء عليهم حجارةً من سجيل، وحين ذاك امروا لوطاً بالخروج مع أهلهِ من هذه القرية باستثناء زوجته الّتي كانت مداهنة مع الأشرار ويتركوا مدينتهم إلى حيث ينجوا بأنفسهم من العذاب الإلهي.

—–

«الآية الخامسة» من الآيات محل البحث وضمن الإشارة إلى إنزال العذاب الإلهي على قوم لوط بسبب أعمالهم الشنيعة تقول : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوط بِالنُّذُرِ * إِنَّـآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ

حَاصِبًا إِلاَّ ءَالَ لُوط نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَر)

وهكذا تم اهلاك هؤلاء القوم الظالمين وإنقاذ آل لوط من هذا العذاب الإلهي المقيم وطبعاً باستثناء زوجته الخائنة الّتي شملها العذاب مع قوم لوط.

وبالطبع كما ذكر في هذه الآية كان يمثل قسماً من العذاب الإلهي على هؤلاء الأشرار، لأن القرآن الكريم يقول في آية اُخرى : (فَلَمَّا جَاءَ اَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا...)

أي أنّ الزلزلة الّتي أصابتهم لم تدع لهم بناءاً ولا أرضاً إلاّ قلبته رأساً على عقب ثمّ يقول : (وَاَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِن سِجّيل مَنْضُود)

هذا المطر من الحجارة يمكن أن يكون قسماً من الشهب المتناثرة في الفضاء حيث نزلت هذه الشهب والنيازك بأمر من الله على اطلال هذه المدينة وأجساد أهلها المتناثرة.

وهناك احتمال آخر في معنى هذه الجملة، وهو أنّ كلمة «حاصب» تعني العاصفة من الرمل حيث تنقل الرياح العاتية في الصحراء كثبان الرمل من منطقة إلى اُخرى فتظهر في منطقة من الصحراء تلال من الرمل لم تكن موجودة قبل ذلك، بل تتكون فجأة من خلال مطر من الرمال والحجارة الّتي تحملها العاصفة الرملية بحيث تدفن معها قرى كاملة، وأحياناً تدفن تحتها قافلة من القوافل التجارية الّتي تجوب الصحراء.

والجدير بالذكر أنّ هذه العواصف الرملية أو أمطار الحجارة قد تحدث بين الفينة والاُخرى في عالم الطبيعة، ولكن هذه المرة حدثت هذه العاصفة الرملية بأمر من الله تعالى بوقت مخصوص ومكان معين كما أخبر بذلك ملائكة الله الّذين ارسلوا إلى نبي لوط (عليه السلام).

ويوجد احتمال آخر في هذا الصدد، وهو انه من الممكن أن تكون الزلزلة الشديدة قد أصابت هذه المدن والقرى ودمرتها عن آخرها ثمّ نزل عليهم مطر الحجارة السماوية، ثمّ حلت بهم العاصفة الرملية لتمحوا آثارهم وتفني ما تبقى من وجودهم، وهذا العذاب الإلهي

بهذه المراحل الثلاثة الشديدة يبين غضب الله تعالى على هؤلاء القوم الظالمين.

—–

«الآية السادسة» والأخيرة في هذه الآيات وضمن الإشارة الموجزة إلى قصة قوم لوط من بدايتها إلى منتهاها تقول : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ا لْفَاحِشَةَ مَاسَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَد مِّنَ ا لْعَالَمِينَ)(1).

أجل، فإنكم تأتون الذكور لاشباع غريزتكم الجنسية دون النساء، ولذلك فأنتم منحرفون عن السبيل القويم لأنكم تركتم القوانين والمقررات الطبيعية والسنن الإلهية لاشباع الغريزة وسلكتم مسلك الإنحراف والزيغ الّذي من شأنه أن يؤدي إلى انقطاع
النسل واشاعة أنواع المفاسد الاجتماعية والأمراض التناسلية، ورغم أن مرض «الايدز» الموحش يعتبر أحد الأمراض العصرية الّذي اكتشف مؤخراً، ولكن لا يبعد أن يكون هذا المرض موجوداً من ذلك الزمان أيضاً وقد اُصيب به بعض هؤلاء الأشرار من قوم لوط، ولهذا السبب فإنّ الله تعالى بحكمته ورحمته قد دفن أجسادهم تحت كثبان الرمل والحجارة ليكون ذلك عبرة للآخرين من جهة، ونعمة للناس من جهة اُخرى لمنع انتشار وسراية هذا المرض إلى أنحاء اُخرى من المعمورة.

وعلى أي حال فإنّ هؤلاء القوم المجرمين كانوا على درجة من الوقاحة وعدم الحياء بحيث أنّهم مضافاً إلى عدم اصغائهم لكلمات لوط (عليه السلام)، أرادوا إخراجه مع أهله من مدينتهم بتهمة الطهر والنقاء حيث تتحدّث الآية القرآنية في هذا السياق عن موقفهم المخزي هذا وتقول : (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)

ولكن الله تعالى يحكي لنا عاقبة قوم لوط هؤلاء ومصير نبيّهم الكريم حيث يقول : (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ا لْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ

عَاقِبَةُ ا لُْمجْرِمِينَ)

أجل، إن هؤلاء كانوا قد غرقوا في وحول الخطيئة وتلوثوا بأدران الإثم إلى درجة أنّهم كانوا يعتبرون أنّ الطهر والنقاء من الإثم والذنب اثماً وخطيئة بحد ذاته، ولهذا كانوا يرون إنزال العقوبة على الأبرياء والطاهرين من الناس بتهمة الطهر وعدم التلوث بالمعاصي ويحكمون عليهم بالنفي إلى مناطق بعيدة ويخرجوهم من بيوتهم ولكن العذاب الإلهي كان لهم بالمرصاد، وقد حلّ بهم قبل أن يطبقوا أحكامهم المزرية على لوط وأهله.

إن القسم المهم من هذه الآيات وضمن بيان العاقبة المخزية لاتباع الأهواء والشهوات بالمعنى والمفهوم العام والخاصّ يشير إلى أنّ هذا العمل الشنيع يعد منبعاً للكثير من الذنوب والممارسات الخاطئة الّتي تورث الفرد والمجتمع الانحطاط والسقوط الأخلاقي والاجتماعي وتذُم وتُشنع على من يمارسون هذه الخطيئة.

—–





النتائج الوخيمة لاتباع الشهوة :



ومن خلال السابق اتضح بأن «الشهوة» لها مفهوم عام وواسع بحيث يشمل كلّ رغبة وميل نفساني يتيح للإنسان اللّذة، وبهذا لا تختص بالشهوة الجنسية رغم انها أحياناً وردت بمعنى الشهوه الجنسية بالخصوص.

Khaled Soliman
04-10-2009, 12:02 AM
قال تعالى في محكم التنزيل ((وزين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة)، والقرآن الكريم ركّـز فيها هذه الآيات على حالات الشهوة لدى الإنسان ، والشهوة في مثل هذه الحالات حسية وملموسة ،نساء ، بنين ، ذهب ، فضة ، ووردت كلمة الشهوة في أكثر من موضع في القرآن الكريم كقوله تعالى : ( وفواكه مما يشتهون ) ( ولحم طير مما يشتهون ) ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) والشهوة دخلت في جانب ( اللذة ) والغرائز التي تتحكم ببعض البشر ، والإسلام جاء كي يضع الشهوة في قنواتها المشروعة ويضعف جانب الغريزة فيها حتى لا تطغى وتتحول من حلال إلى حرام ، فشرع الإسلام الزواج مثلا كي يدخل شهوة الإنسان في قناته الشرعية وفي الحلال وبالتالي يضبط حركة المجتمع والأسرة التي كادت أن تختل بسبب عدم تنظيم الشهوة في قنواتها المشروعة دون يغالي أحد أو تتحكم فيه شهواته.

مستر/ عصام الجاويش
04-10-2009, 01:40 PM
جزاكم الله خيرا مستر خالد
مشاركه ممتازه اثرت الموضوع

يالا بينا
05-10-2009, 09:15 PM
والله حضرتك انا لا اختلف تماما مع ان الشهوات قد تحرك الناس للرذيلة
لكن
لو حضرتك تاملت معايا مثلا شهوة زي الطعام والشراب..........اكيد انها مباحة بحيث لا ناكل حراما ولانشرب حراما.....
لو شهوة زي الجنس مثلا......اكيد انها مباحة في الاطار الشرعي بالزواج.......
لو شهوة زي حب الانجاز مثلا.....لاشك انها مباحة في اطار انجازات تفيد المجتمع.....
وفي علم النفس عندنا بنقول:
ان الشهوات دي عبارة عن دوافع........قد تكون خارجية او داخلية.......والدافع:هو منبه يحرك النفس للقيام بمهمة معينة ....
انا مش عارفة لو حضرتك فهمتني ولا لأ
بس
انا لا أدعي أبدا العلم .... أنا بس باطرح وجهة نظري....
واقبل طبعا التصحيح من حضرتك

ولكم جزيل الشكر

Khaled Soliman
05-10-2009, 10:07 PM
جزاكم الله خيرا مستر خالد
مشاركه ممتازه اثرت الموضوع
بارك الله فيك أخي الكريم الفضل لله ثم لكم علي موضوعكم القيم جعله الله في ميزان الحسنات يوم القيامة

عاشقة الموج
06-10-2009, 06:38 AM
مشكور مستر عصام بداية طيبة لموضوع هادف
و مشكور مستر خالد على التعليق الحاسم و الرد المقنع
جزاكما الله خير ى الدنيا و الآخرة

Khaled Soliman
30-12-2009, 04:17 AM
تنشيط للأهمية