تصريحات الجمل.. تثير المدرسين:
تكليفات التعليم الذاتي.. لعب بالألفاظ.. ودعوة لإهمال الموضوعات
أبلغنا التلاميذ بالدروس المحذوفة.. بناء علي تعليمات المستشارين
الأبواب المتروكة للطالب.. لن تتضمنها الامتحانات
محمد بهاء الدين
ابدي المدرسون استياءهم وتعجبهم من تضارب تعليمات وتصريحات المسئولين بوزارة التربية والتعليم.. مؤكدين ان وصول نشرات للمدارس بواسطة الموجهين تحتوي علي حذف أجزاء من المناهج الدراسية لطلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والصف الأول الثانوني واجزاء اخري كتكليفات يتعلمها الطالب ذاتياً ثم نفت الوزارة انها ألغتها وهذا يؤكد ان المسئولين في هذه الوزارة في "واد" والمدارس في "واد" آخر.
أكد المدرسون ان التعليمات التي صدرت لهم من الموجهين تطالبهم بترك هذه الجزئيات للطالب ليذاكرها بنفسه أو يطلب منه عمل بحث فيها وعلي المدرس عدم الاتيان بها في أي امتحان.
أضافوا ان زملاءهم بالمكاتب الفنية للمواد المختلفة بالمديرية والذين حضروا اجتماعات المستشارين أكدوا لهم علي ان هذه الجزئيات غير مهمة ولن تأتي في الامتحان.
اتفق المدرسون علي ان الموضوعات المكلف الطالب بتعلمها ذاتياً تفوق قدراته بمراحل ويصعب عليه مذاكراتها منفرداً أو بمساعدة ولي أمره وبخاصة المواد العلمية التي يعد من الخطأ التربوي تكليف الطالب بتحضيرها أو مذاكرتها بنفسه.
أكدوا ان أكثر من 35% من المنهج تم تكليف الطالب بتعلمها ذاتياً ومعظم المواد مطورة وولي الأمر يصعب عليه شرحها لابنه أو ابنته.. مؤكدين ان مجرد ترديد كلمة تعلم ذاتي فالطالب من نفسه ومعه ولي أمره يفهم انها ملغاة.
أضافوا: انه عند اصرار الوزارة وتأكيدها علي عدم إلغاء اي اجزاء من المناهج فان ذلك معناه فتح النار علي أولياء الأمور وتركهم فريسة سهلة لمراكز الدروس الخصوصية واباطرتها.
أوضح المدرسون ان الجزئيات التي طلب من الطالب تعلمها ذاتياً تعد من أهم دروس المنهج وتعتمد عليها السنوات القادمة كهمزة القطع والوصل بالأول الإعدادي ومفهوم البلاغة والباب الثالث بالكمياء لأولي ثانوي الذي يعتمد علي التفاعلات النووية.. كيف يتعلم الطالب ذاتياً؟! والكتاب يقدم معلومات يدرسها الطالب لأول مرة ومعادلات تحتاج لمدرس متخصص ومعلقات العصر الجاهلي في اللغة العربية لأولي ثانوني تتضمن مفردات لغوية يصعب فهمها.
أضافوا: ان الباب الرابع في الاحياء من ضمن الموضوعات التي يتعلمها الطالب ذاتياً مع ان هذا الباب يعتبر الهيكل الأساسي للأحياء كجدول الضرب في الرياضيات ويستحيل ان يدرسه شخص غير متخصص أو يقوم بدراسته طالب منفرداً.
أجمع المدرسون علي ان تعليمات الموجهين لهم ان هذه التكليفات ستخلو منها الامتحانات ويكتفي بتعلمها ذاتياً!!!
اتفق المدرسون علي ان الوزارة تؤمن بأن المناهج مليئة بالحشو لذلك تلاعبت بالألفاظ واستخدمت كلمات التعلم الذاتي أو "التعيينات" حتي لا تجبر في السنوات القادمة علي رفعها.
أكد المدرسون ان نشرات التعلم الذاتي لجميع المواد تعد بمثابة الدعوة الصريحة للطلاب بالبقاء في المنازل وعدم التوجه للمدارس والاعتماد علي الدروس الخصوصية.
انتقد علاء الدين عبد السلام موجه لغة عربية فكرة تكليف الطالب بتعلم بعض الدروس ذاتياً.. مشيراً إلي ان تكليف الطالب بتعلم درس المعلقات في العصر الجاهلي ومفهوم البلاغة والتمهيد للعصر الجاهلي كأدب يستحيل ان يستوعبه الطالب منفرداً.
أضاف ان العصر الجاهلي له سمات خاصة من حيث اللفظ والأسلوب يصعب علي الطالب ان يفهمها ذاتياً ويحتاج لمدرس وليس لولي الأمر.. مشيراً إلي ان ترك مفهوم البلاغة ليتعلمه الطالب ذاتياً يعد خطأ فنياً فكيف يشرح المدرس البلاغة بدون ان يقوم بتوضيح مدخلها..؟!
أكد ان الأدب يتضمن جانبا قيما في الأمثال والحكم العربية وتركها للطالب يعد بمثابة الألغاء لأن كل مثل يرتبط بقصة ولابد ان يشرحها المدرس لأنها غير موجودة في الكتاب.. فكيف سيأتي بها ولي الأمر أو الطالب؟!
دعوة صريحة
اتفق معه زميله خالد القرشي مدرس اللغة العربية قائلاً ان موضوع تكليفات التعلم الذاتي يعد دعوة صريحة من الوزارة للطلاب وأولياء الأمور بالبقاء في منازلهم والاعتماد علي الدروس الخصوصية.
قال القرش إن موضوع التكليفات يعتبر تهريجاً ويضر بمصلحة الطالب لأنه يمس بأجزاء مهمة وتعتبر من صميم المنهج ولا يمكن لولي الأمر ان يشرحها أو يقوم فيها بدور المعلم.
أضاف ان تكليف الطالب بالاعتماد علي نفسه بمذاكرة معلقة ابن كلثوم يعتبر تحدياً لقدرات الطالب لأنه يحتاج لجهد من جانب المدرس فما بالك بالطالب؟!
بالإضافة لنص آداب النحو والحديث ونصوص الأمثال والحكم.
قال إن الموجهين بدأوا في التخبط بسبب تضارب تصريحات الوزارة واصبحوا لا يعلمون ان كانت حذفاً أم تعيينات ولكن معظهم يؤكد علي أنها لن تأتي في الامتحان وكلمة تعلم ذاتي من أجل الرأي العام.
أضاف ان الرأي العام يحتاج التخفيف علي ابنائه وعدم تحميلهم اعباء إضافية والتصريح بالالغاء أفضل من استخدام الفاظ للتلاعب بولي الأمر وابنائه وحتي لا يصبحوا فريسة سهلة للدروس الخصوصية.
أساس المادة
بدأ عمر البنا موجه الأحياء حديثه قائلاً يستحيل ان يتعلم الطالب بالصف الأول الثانوي دروس الأحياء ذاتياً وبخاصة الباب الرابع والخاص بعلم التصنيف لأنه يعد بمثابة الهيكل الأساسي لمادة الأحياء أو كجدول الضرب في الرياضيات.
أضاف ان الباب الرابع يفوق قدرات بعض المدرسين وله أسس ومعايير عالمية وليست في مصر فقط فكيف يترك ليتعلمه الطالب ذاتياً.
أكد البنا ان المدرسين بالمدارس يعلمون جيداً ان تكليفات التعلم الذاتي تقع تحت بند الملغي أو يتم تصنيفها كدروس ليست لها قيمة وهو ما يعلمه جيداً من حضروا اجتماع المكتب الفني للمستشارين.. حيث كانت التعليمات واضحة وصريحة بأن نترك هذه الدروس للطلاب لكي يعدوا فيها ابحاثاً او يذاكرها منفردين ولن تأتي منها اسئلة في الامتحانات.
أضاف ان التخفيف يتطلب حذف الباب السادس الخاص بالتغير في الكائنات الحية والباب الأول الخاص بالبلهارسيا لأنه لا توجد دولة في العالم تدرس هذه الموضوعات والمناهج المصرية تبقي عليها لمدة عشرين عاماً.
ابدي عزت سعد موجه "فيزياء" استياءه من التضارب في التصريحات.. مشيراً إلي ان التعليمات صدرت للمدارس بأن هذه التكليفات لن ينظر لها في الامتحانات ولن تأتي ضمن اسئلة اختبارات الأشهر وبالتالي تصبح ملغاه..!!
أضاف ان منهج الفيزياء للصف الأول الثانوي والدروس التي طلب من الطالب تعلمها ذاتياً تعد بمثابة الصدمة للطلاب وأولياء أمورهم وتزيد من مسألة استمرار نزيف هروب الطلاب من العلمي للأدبي وخاصة انها دروس جديدة يدرسها الطالب لأول مرة.
أشار إلي ان المدرسين يجلسون بالساعات يتناقشون في جزئيات ولو رأيتهم لشعرت أنهم طلاب.. علماً بأن هذه الجزئيات موجوده ضمن تكليفات التعلم الذاتي.
خطأ تربوي
اتفق معه زميله سعد عسل "مدرس فيزياء" قائلاً انه من الخطأ التربوي مطالبة الطلاب بتحضير المواد العلمية أو مذاكرتها منفردين.. مشيراً إلي ان التعلم الذاتي ينطبق علي المواد النظرية وليست العلمية.
أضاف ان التعليمات التي صدرت له من الموجهين تؤكد أنها نشرة تعلم ذاتي ولن يمتحن فيها الطالب.
قال أشرف الشناوي مدرس كيمياء ان التعليمات التي صدرت لهم من التوجيه بأن نسبة معينة من الدروس تصل إلي 35% من المنهج يكلف الطالب بتعلمها ذاتياً بالمنزل ولن تأتي ضمن اسئلة الامتحانات وبالتالي وضعوها في قائمة الملغي.
أضاف ان الطالب مطالب باعداد بحث في هذه الدروس وهي تفوق قدراته لأنها تحتاج لمتخصص ويدرسها لأول مرة وبالتالي سيستغلها اصحاب النفوس الضعيفة من المدرسين كوسيلة للضغط علي الطلاب لأخذ درس خصوصي