nancey2006
31-12-2006, 10:50 AM
زحمة يا دنيا زحمة..زحمة ولا عادش رحمة
لم يكن يدري ذلك الفنان الشعبي اللي معرفوش الذي غنى للزحمة أن بعد كل هذه السنين من إطلاقه لتلك الأغنية الشهيرة أن الزحمة ستصل في مصر إلى هذا الحد وأن الشعب المصري سبب الزحمة والمتضرر منها في نفس الوقت سيظل يعاني ويلات هذه الزحمة الشديدة المتزايدة والتي لا تقابلها نفس هذه الزيادة في الخدمات والمرافق كل يوم..وخاصة من وسائل المواصلات التي أصبح التعامل اليومي معها من أكبر الأزمات التي يعيشها المواطن المصري الغلبان..ولعل ما يزيد الطين بلة هي تلك الندية التي خلقتها الظروف بين الراكب والسوّاق والتي بسهولة شديدة تستطيع أن تلحظها في كل مرة تركب فيها سيارة من سيارات الأجرة فالخنقات بين الركاب والسوّاقين دائماً ما تحدث وتتكرر،تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة.."عركة" إما من أجل الأجرة أو صوت الكاسيت العالي أو سوء معاملة السوّاقين ...
وتتنوع مظاهر الخناقات فمنها ما ينتهي عند التراشق بالسباب والشتائم ومنها ما ينتهي في القسم!!
................والسؤال هو لماذا هذه الحالة من إنعدام الوئام بين طرفي النزاع المشترك الراكب والسوّاق؟؟ لماذا لا يصلا إلى نطاق السلام الشامل وتنفيذ قررات مجلس الأمن الأجرة مقابل الركوب؟؟!!
في منتصف النهار بين الزحام يجيب على هذا السؤال عم مصطفى الذي وجدته في حالة يرثى لها وقسمات وجهه ما بين التعب والغضب "السوّاقين دول يا بني ربنا يهدهم أيوة..يهدهم ..أنا خارج من شغلي بقالي ساعة مش عارف أروّح..
-ليه يا عم مصطفى؟؟
-يجوا ساعة الزحمة ويروحوا شغالين على خطوط معينة ويسيبوا خطوط تانية من غير عربيات واحنا عايزين نروّح ومش عارفين..والله حلال فيهم اللي بيعملوه بتوع المرور.
استغللت فرصة إن عم أمين جاري السوّاق بيسخن عربيته ونطيت جنبه..سألته:عم أمين..أنتم ليه بتغيروا خطوطكم وقت الزحمة؟؟
-أصل يا بني الدنيا بتبقى زحمة وبنختار سكة فاضية عشان نلحق ناخد كام دور
-طيب والناس اللي على الخطوط الزحمة دول يركبوا إزاي؟؟
-فضحك عم أمين ورد:معاهم ربنا بقى.
فضلت ساعة إلا ربع تقريباً أنتظر في محطة السرفيس ميكرواص يكون الكرسي اللي جنب السوّاق فاضي حتى جائتني الفرصة وجلست جنب السوّاق-يا بختي طبعاً-وسألته:يا أُسطى أنتم ليه بتقسّموا المسافة؟؟..يعني تاخدوا نفس الأجرة على نص المسافة..وبعدين تحمّلوا تاني وتاخدوا أجرة تانية على نص المسافة التاني..يعني اللي عايز يروح مشوار يركب مرتين أو يدفع مرتين؟؟
-يا عم الحكومة غلّت البنزين ومغلّتش الأجرة وبعدين احنا عندنا عيال وعايزين نجيب مصاريفهم..الأسعار مولعة ومفيش حلّ إلا كده.
-طيب أنت كده بتضر الناس والناس مش مستحملة غلاء
-يا عم أنا مالي كل واحد بيجري على أكل عيشه..الحكومة بقى تعلّي مرتباتهم!!
.........ويعلق"مهندس":الموضوع مش موضوع فلوس الواحد بيدفع اللي همّا عايزينه وبيريح دماغه من سوء أسلوبهم لكن حرام..حرام الحكومة تسبنا كده مع هذه الفئة المستغلة مننا ليهم.
............أما "ملازم أول" يختلف مع هذا الرأي ويقول:كل مهنة فيها الحلو والوحش وممكن الناس بتشتكي إن كتير من السوّاقين بيزودوا الأجرة أو بيرفع الكاسيت بشكل مبالغ فيه وبيضايق الركاب ولا يستمع لشكواهم منه وساعات بعضهم يحب إنه يجّري الناس وراه ويفضل ماشي لمسافات طويلة والناس بتجري وراء العربية عشان تركب وهو مستمتع بإذلال الناس بهذا الشكل..لكن رغم كده في سوّاقين كتير محترمين وبعدين اللي بيقول حلّ المشكلة عندنا أنا بقوله لأ الحل عند الناس اللي سكتت لإستغلال السوّاقين دول ولم يبلغوا عن أي خطأ أو مخالفة.
............لكن واحد اخر لا يوافق هذا الرأي إطلاقاً وصرخ في وجهي:لأ طبعاً..الحكومة أو المرور أو أي جهة المفروض تتدخل بأي شكل عشان تحافظ على كرامتنا،أنا أكتر حاجة بتخنقني من السوّاقين منهم لله ..تبقى الناس واقفة بالساعات ويجي الباشا بعربيته والناس ما تصدّق لقوا فرصة النجاة من عذاب الزحام فتلاقيه يقول بكل أنزحة"العربية مش طالعة يا أفنديا" والناس تفضل تتحايل وتبوس إيده وهو يزودها: يا جدعان خلاص مش عايز أركب حد
وبعد ما الناس تفقد الأمل فيه وترجع إلى الوقوف إنتظاراً..فجأة ينادي الباشا السوّاق:العربية طالعة...فالغلابة يجروا ع العربية وللأسف الناس مش بأيدها حاجة يا الواحد ييحفظ كرامته ويفضل واقف يا يروح ويدوس على كرامته ويركب عربية الباشا عشان يروّح.
..... وأشفقت على هذه السيدة التي وجدتها تجلس في أسى على الرصيف وهي حاطة إديها على خدها..وسألتها:مالك يا حاجة؟؟
-يا بني ما صدقت ركبت بالعافية وبعدين بطلّع الأجرة السوّاق قالي هاتي فكّة..رديت قلتله معيش يا بني
لقيته هاج في وشي وقالي:أنا كل شوية حقف أفكلكم وأنا مالي بوجع الدماغ ده
-قلت له:يا بني برّاحة عيب تتكلم معايا كده أنا ست كبيرة..لقيته وقّف العربية وقال لي:أنتِ حتعرفيني العيب أنزلي يلا يا حاجة مفيش فكة.
............وبإبتسامة هادئة يعرض حل لهذه المشكلة من وجهة نظره الكيميائي ....:أنا كنت مبستحملش الجماعة دول ولا أسلوب معاملتهم وكنت أخشى أن تتعرض زوجتى لمثل هذه المواقف فقولت أنا أكرم نفسي وأحافظ على كرامتي والحل أجيب عربية ومن ساعتها وأنا مرتاح من هذا الهمّ..
.............وبعد عرض كل هذه الآراء لطبيعة النزاع الدائم بين الراكب والسوّاق والتي لم تستطع المفاوضات ولا معاهدات السلام أن تحلها وأمام هذه السلبية من المرور لحماية المواطنين من جبروت السواقين نجد أن الحل هو أن يلجأ المواطنين الغلبنين إلى شراء سيارات ملاكي حتى لو كانت عربية بحمار أهو أرحم من ذل السوّاقين وأهو الحمار عمره ما حيعلي الكاسيت ولا يغلي الأجرة ولا يقولك كلمة تزعلك.
لم يكن يدري ذلك الفنان الشعبي اللي معرفوش الذي غنى للزحمة أن بعد كل هذه السنين من إطلاقه لتلك الأغنية الشهيرة أن الزحمة ستصل في مصر إلى هذا الحد وأن الشعب المصري سبب الزحمة والمتضرر منها في نفس الوقت سيظل يعاني ويلات هذه الزحمة الشديدة المتزايدة والتي لا تقابلها نفس هذه الزيادة في الخدمات والمرافق كل يوم..وخاصة من وسائل المواصلات التي أصبح التعامل اليومي معها من أكبر الأزمات التي يعيشها المواطن المصري الغلبان..ولعل ما يزيد الطين بلة هي تلك الندية التي خلقتها الظروف بين الراكب والسوّاق والتي بسهولة شديدة تستطيع أن تلحظها في كل مرة تركب فيها سيارة من سيارات الأجرة فالخنقات بين الركاب والسوّاقين دائماً ما تحدث وتتكرر،تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة.."عركة" إما من أجل الأجرة أو صوت الكاسيت العالي أو سوء معاملة السوّاقين ...
وتتنوع مظاهر الخناقات فمنها ما ينتهي عند التراشق بالسباب والشتائم ومنها ما ينتهي في القسم!!
................والسؤال هو لماذا هذه الحالة من إنعدام الوئام بين طرفي النزاع المشترك الراكب والسوّاق؟؟ لماذا لا يصلا إلى نطاق السلام الشامل وتنفيذ قررات مجلس الأمن الأجرة مقابل الركوب؟؟!!
في منتصف النهار بين الزحام يجيب على هذا السؤال عم مصطفى الذي وجدته في حالة يرثى لها وقسمات وجهه ما بين التعب والغضب "السوّاقين دول يا بني ربنا يهدهم أيوة..يهدهم ..أنا خارج من شغلي بقالي ساعة مش عارف أروّح..
-ليه يا عم مصطفى؟؟
-يجوا ساعة الزحمة ويروحوا شغالين على خطوط معينة ويسيبوا خطوط تانية من غير عربيات واحنا عايزين نروّح ومش عارفين..والله حلال فيهم اللي بيعملوه بتوع المرور.
استغللت فرصة إن عم أمين جاري السوّاق بيسخن عربيته ونطيت جنبه..سألته:عم أمين..أنتم ليه بتغيروا خطوطكم وقت الزحمة؟؟
-أصل يا بني الدنيا بتبقى زحمة وبنختار سكة فاضية عشان نلحق ناخد كام دور
-طيب والناس اللي على الخطوط الزحمة دول يركبوا إزاي؟؟
-فضحك عم أمين ورد:معاهم ربنا بقى.
فضلت ساعة إلا ربع تقريباً أنتظر في محطة السرفيس ميكرواص يكون الكرسي اللي جنب السوّاق فاضي حتى جائتني الفرصة وجلست جنب السوّاق-يا بختي طبعاً-وسألته:يا أُسطى أنتم ليه بتقسّموا المسافة؟؟..يعني تاخدوا نفس الأجرة على نص المسافة..وبعدين تحمّلوا تاني وتاخدوا أجرة تانية على نص المسافة التاني..يعني اللي عايز يروح مشوار يركب مرتين أو يدفع مرتين؟؟
-يا عم الحكومة غلّت البنزين ومغلّتش الأجرة وبعدين احنا عندنا عيال وعايزين نجيب مصاريفهم..الأسعار مولعة ومفيش حلّ إلا كده.
-طيب أنت كده بتضر الناس والناس مش مستحملة غلاء
-يا عم أنا مالي كل واحد بيجري على أكل عيشه..الحكومة بقى تعلّي مرتباتهم!!
.........ويعلق"مهندس":الموضوع مش موضوع فلوس الواحد بيدفع اللي همّا عايزينه وبيريح دماغه من سوء أسلوبهم لكن حرام..حرام الحكومة تسبنا كده مع هذه الفئة المستغلة مننا ليهم.
............أما "ملازم أول" يختلف مع هذا الرأي ويقول:كل مهنة فيها الحلو والوحش وممكن الناس بتشتكي إن كتير من السوّاقين بيزودوا الأجرة أو بيرفع الكاسيت بشكل مبالغ فيه وبيضايق الركاب ولا يستمع لشكواهم منه وساعات بعضهم يحب إنه يجّري الناس وراه ويفضل ماشي لمسافات طويلة والناس بتجري وراء العربية عشان تركب وهو مستمتع بإذلال الناس بهذا الشكل..لكن رغم كده في سوّاقين كتير محترمين وبعدين اللي بيقول حلّ المشكلة عندنا أنا بقوله لأ الحل عند الناس اللي سكتت لإستغلال السوّاقين دول ولم يبلغوا عن أي خطأ أو مخالفة.
............لكن واحد اخر لا يوافق هذا الرأي إطلاقاً وصرخ في وجهي:لأ طبعاً..الحكومة أو المرور أو أي جهة المفروض تتدخل بأي شكل عشان تحافظ على كرامتنا،أنا أكتر حاجة بتخنقني من السوّاقين منهم لله ..تبقى الناس واقفة بالساعات ويجي الباشا بعربيته والناس ما تصدّق لقوا فرصة النجاة من عذاب الزحام فتلاقيه يقول بكل أنزحة"العربية مش طالعة يا أفنديا" والناس تفضل تتحايل وتبوس إيده وهو يزودها: يا جدعان خلاص مش عايز أركب حد
وبعد ما الناس تفقد الأمل فيه وترجع إلى الوقوف إنتظاراً..فجأة ينادي الباشا السوّاق:العربية طالعة...فالغلابة يجروا ع العربية وللأسف الناس مش بأيدها حاجة يا الواحد ييحفظ كرامته ويفضل واقف يا يروح ويدوس على كرامته ويركب عربية الباشا عشان يروّح.
..... وأشفقت على هذه السيدة التي وجدتها تجلس في أسى على الرصيف وهي حاطة إديها على خدها..وسألتها:مالك يا حاجة؟؟
-يا بني ما صدقت ركبت بالعافية وبعدين بطلّع الأجرة السوّاق قالي هاتي فكّة..رديت قلتله معيش يا بني
لقيته هاج في وشي وقالي:أنا كل شوية حقف أفكلكم وأنا مالي بوجع الدماغ ده
-قلت له:يا بني برّاحة عيب تتكلم معايا كده أنا ست كبيرة..لقيته وقّف العربية وقال لي:أنتِ حتعرفيني العيب أنزلي يلا يا حاجة مفيش فكة.
............وبإبتسامة هادئة يعرض حل لهذه المشكلة من وجهة نظره الكيميائي ....:أنا كنت مبستحملش الجماعة دول ولا أسلوب معاملتهم وكنت أخشى أن تتعرض زوجتى لمثل هذه المواقف فقولت أنا أكرم نفسي وأحافظ على كرامتي والحل أجيب عربية ومن ساعتها وأنا مرتاح من هذا الهمّ..
.............وبعد عرض كل هذه الآراء لطبيعة النزاع الدائم بين الراكب والسوّاق والتي لم تستطع المفاوضات ولا معاهدات السلام أن تحلها وأمام هذه السلبية من المرور لحماية المواطنين من جبروت السواقين نجد أن الحل هو أن يلجأ المواطنين الغلبنين إلى شراء سيارات ملاكي حتى لو كانت عربية بحمار أهو أرحم من ذل السوّاقين وأهو الحمار عمره ما حيعلي الكاسيت ولا يغلي الأجرة ولا يقولك كلمة تزعلك.