خالد مسعد .
04-12-2009, 04:45 PM
((التساهل في الاحتجاج بالضرورة))
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
*********
عناصر الموضوع
قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات .. أدلتها وصورها
2. ضوابط قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات
3. ضوابط الإكراه وشروطه
4. أسباب التساهل في إفتاء الناس بحجة الضرورة
5. توجيهات لابد أن يعلمها المستفتي
6. أمثلة لحالات الضرورة فيها صحيحة وحالات فاسدة
*********
المقدمة:
التساهل في الاحتجاج بالضرورة:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن الجهل سوف ينتشر في هذه الأمة،
بسبب موت العلماء الربانيين،
واتخاذ علماء ضلالاً يفتون الناس بغير علم فيضلونهم،
وهاهم قد ظهروا في عصرنا،
فأصبحوا يفتون الناس بارتكاب المحرمات بحجة الضرورة،
فأعملوا القاعدة الشرعية في غير مكانها،
واستدلوا بها على غير مدلولها،
وذلك يرجع إلى أسباب ذكرها الشيخ حفظه الله،
مع بيان أن لهذه القاعدة الشرعية ضوابط لا بد أن تراعى عند تطبيقها.
*********
قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات .
موضوع حصل فيه خلط كثير،
وحصل فيه استغلالات سيئة كثيرة من كثير من أصحاب النوايا السيئة،
ولذلك كان لا بد للمسلم من فهمه،
وفهم ما يتعلق به،
ألا وهو القاعدة الشرعية العظيمة: الضرورات تبيح المحظورات،
هذه القاعدة التي ظُلمت ظلماً عظيماً من كثير من أبناء المسلمين،
هذه القاعدة التي أصبح الاستدلال بها على ما هب ودب من الأمور ديدن عامة الذين يعصون الله سبحانه وتعالى.
كلما أراد أحدهم أن يفعل معصية أو فعلها فناقشته في ذلك كان من حججه: الضرورات تبيح المحظورات.
فما هي حقيقة هذه القاعدة؟
وما هي أدلتها وصورها؟
وما هي ضوابطها؟
وما هي الاستخدامات الصحيحة أو المجالات وبعض المجالات التي استخدمت فيها من قبل علماء الشرع الثقات؟ وذكر أمثلة على بعض الاستخدامات السيئة التي استخدمت فيها هذه القاعدة.
**********
اولا:قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات .. أدلتها وصورها
قال الله تعالى:
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:145]
وقال: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173]
وقال عز وجل: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:145].. إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]
اولا:
لماذا شرع ربنا جواز أكل الميتة للضرورة وجواز تناول الأمر المحرم للضرورة؟
لأنه قال عز وجل: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]
وقال: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ [المائدة:6]
وقال: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ [النساء:28]
ولأن الله رحيم شرع لنا هذا.
وقد أجمع الفقهاء على أن للجائع المضطر الذي لا يجد شيئاً حلالاً يدفع به الهلاك عن نفسه أن يتناول المحرم إذا لم يجد غيره،
فيتناول منه بقدر ما يزيل ضرورته،
لأن الله قال: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:3]
وقال الله سبحانه وتعالى مبيناً حالة أخرى من حالات الاضطرار: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ [النحل:106]
فإذا كان المسلم قد تعرض لتهديد حقيقي وتعذيب وحشي يُراد منه أن ينطق بكلمة الكفر نطق بها لسانه وقلبه مطمئن بالإيمان.
ولكن أيها المسلمون!
متى يصبح الشيء ضرورة؟
ما معنى كلمة الضرورة؟
إن كثيراً من الناس يفسرون الضرورة بأي مشقة تعرض،
بأي درجة تكون،
أو يفسرون الضرورة بحاجتهم إلى التوسع في الأمور الدنيوية،
ولأجل ذلك ينتهكون حرمة الشريعة.
فأما الضرورة فقد ذكر العلماء تعريفها،
الضرورة: إذا ترتب على عدم فعل شيء محرم هلاك، أو إلحاق الضرر الشديد بأحد الضروريات الخمس وهي: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، فإنه عند ذلك يجوز له أن يتناول المحرم للضرورة.
وهذا الكلام أيضاً فيه تفصيل،
ولذلك فإننا لا يجوز لنا أن نترك الجهاد في سبيل الله من أجل المحافظة على النفوس،
ونقول: إن ترك الجهاد ضرورة لأن الجهاد يسبب قتل النفس،
كلا. لأن حفظ الدين أعلى، والجهاد لا بد منه لحفظ الدين،
وهناك أمور تقدم وتؤخر في أبواب الضرورة،
فلو أنه غص بلقمة لم يجد إلا خمراً ليبتلعها أمامه وإلا لمات وهلك واختنق،
جاز له أن يتناول ما يسلك به تلك الغصة وينجو به من الهلاك،
فتنجو نفسه ولو أدى لإلحاق ضرر بعقله.
ضوابط قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات.
أولاً:
يجب ألا يتسبب الإنسان لإيقاع نفسه في الضرورة،
فلو أنه أتلف ماله وطعامه الطيب،
وهو يعلم أنه سيضطر لأكل طعام محرم كان آثماً عند الله بفعله هذا.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
*********
عناصر الموضوع
قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات .. أدلتها وصورها
2. ضوابط قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات
3. ضوابط الإكراه وشروطه
4. أسباب التساهل في إفتاء الناس بحجة الضرورة
5. توجيهات لابد أن يعلمها المستفتي
6. أمثلة لحالات الضرورة فيها صحيحة وحالات فاسدة
*********
المقدمة:
التساهل في الاحتجاج بالضرورة:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن الجهل سوف ينتشر في هذه الأمة،
بسبب موت العلماء الربانيين،
واتخاذ علماء ضلالاً يفتون الناس بغير علم فيضلونهم،
وهاهم قد ظهروا في عصرنا،
فأصبحوا يفتون الناس بارتكاب المحرمات بحجة الضرورة،
فأعملوا القاعدة الشرعية في غير مكانها،
واستدلوا بها على غير مدلولها،
وذلك يرجع إلى أسباب ذكرها الشيخ حفظه الله،
مع بيان أن لهذه القاعدة الشرعية ضوابط لا بد أن تراعى عند تطبيقها.
*********
قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات .
موضوع حصل فيه خلط كثير،
وحصل فيه استغلالات سيئة كثيرة من كثير من أصحاب النوايا السيئة،
ولذلك كان لا بد للمسلم من فهمه،
وفهم ما يتعلق به،
ألا وهو القاعدة الشرعية العظيمة: الضرورات تبيح المحظورات،
هذه القاعدة التي ظُلمت ظلماً عظيماً من كثير من أبناء المسلمين،
هذه القاعدة التي أصبح الاستدلال بها على ما هب ودب من الأمور ديدن عامة الذين يعصون الله سبحانه وتعالى.
كلما أراد أحدهم أن يفعل معصية أو فعلها فناقشته في ذلك كان من حججه: الضرورات تبيح المحظورات.
فما هي حقيقة هذه القاعدة؟
وما هي أدلتها وصورها؟
وما هي ضوابطها؟
وما هي الاستخدامات الصحيحة أو المجالات وبعض المجالات التي استخدمت فيها من قبل علماء الشرع الثقات؟ وذكر أمثلة على بعض الاستخدامات السيئة التي استخدمت فيها هذه القاعدة.
**********
اولا:قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات .. أدلتها وصورها
قال الله تعالى:
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:145]
وقال: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [البقرة:173]
وقال عز وجل: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام:145].. إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119]
اولا:
لماذا شرع ربنا جواز أكل الميتة للضرورة وجواز تناول الأمر المحرم للضرورة؟
لأنه قال عز وجل: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]
وقال: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ [المائدة:6]
وقال: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ [النساء:28]
ولأن الله رحيم شرع لنا هذا.
وقد أجمع الفقهاء على أن للجائع المضطر الذي لا يجد شيئاً حلالاً يدفع به الهلاك عن نفسه أن يتناول المحرم إذا لم يجد غيره،
فيتناول منه بقدر ما يزيل ضرورته،
لأن الله قال: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:3]
وقال الله سبحانه وتعالى مبيناً حالة أخرى من حالات الاضطرار: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ [النحل:106]
فإذا كان المسلم قد تعرض لتهديد حقيقي وتعذيب وحشي يُراد منه أن ينطق بكلمة الكفر نطق بها لسانه وقلبه مطمئن بالإيمان.
ولكن أيها المسلمون!
متى يصبح الشيء ضرورة؟
ما معنى كلمة الضرورة؟
إن كثيراً من الناس يفسرون الضرورة بأي مشقة تعرض،
بأي درجة تكون،
أو يفسرون الضرورة بحاجتهم إلى التوسع في الأمور الدنيوية،
ولأجل ذلك ينتهكون حرمة الشريعة.
فأما الضرورة فقد ذكر العلماء تعريفها،
الضرورة: إذا ترتب على عدم فعل شيء محرم هلاك، أو إلحاق الضرر الشديد بأحد الضروريات الخمس وهي: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، فإنه عند ذلك يجوز له أن يتناول المحرم للضرورة.
وهذا الكلام أيضاً فيه تفصيل،
ولذلك فإننا لا يجوز لنا أن نترك الجهاد في سبيل الله من أجل المحافظة على النفوس،
ونقول: إن ترك الجهاد ضرورة لأن الجهاد يسبب قتل النفس،
كلا. لأن حفظ الدين أعلى، والجهاد لا بد منه لحفظ الدين،
وهناك أمور تقدم وتؤخر في أبواب الضرورة،
فلو أنه غص بلقمة لم يجد إلا خمراً ليبتلعها أمامه وإلا لمات وهلك واختنق،
جاز له أن يتناول ما يسلك به تلك الغصة وينجو به من الهلاك،
فتنجو نفسه ولو أدى لإلحاق ضرر بعقله.
ضوابط قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات.
أولاً:
يجب ألا يتسبب الإنسان لإيقاع نفسه في الضرورة،
فلو أنه أتلف ماله وطعامه الطيب،
وهو يعلم أنه سيضطر لأكل طعام محرم كان آثماً عند الله بفعله هذا.