عصمت نجا وعبودة غرق‏!‏
أهالي عزبة البرج يشعرون بالامتنان للسلطات الجزائرية لرعاية ابنهم

دمياط ـ من علي داود‏:‏
http://www.ahram.org.eg/archive/2009/12/21/44940_33m.jpgعصمتثلاثة أيام من القلق البالغ عاشتها أسرة الشاب عصمت علي عبده موسي الشاب الذي نجا بعد غرق السفينة التوجولية قبالة السواحل الجزائرية‏,‏ وذلك علي الرغم من أن السلطات الجزائرية هيأت له أكثر من اتصال بالأسرة‏,‏ فمرة تلقت خالته المكالمة‏,‏ ومرة تلقت الأم هدي السيد مطر المكالمة ومرة ثالثة تلقي شقيقه الموجود بالسويس علي متن مركب صيد بالعزبة يعمل بالبحر الأحمر وهو باسم علي موسي‏..‏ فلم يكن من السهل الوصول الي اسرة عصمت الذي سبح مسافة طويلة من موقع غرق سفينته إلي شاطئ تنس الجزائرية‏..‏ فهم يقطنون في منطقة الملقا التابعة لمدينة عزبة البرج بدمياط بالقرب من شاطيء البحر شرقي محافظة دمياط‏,‏ فهي منطقة تكدست بالمباني في الآونة الأخيرة بشكل يشبه كثيرا عزبة الهجانة‏..‏

والمهم أن ساعدنا الأيمن للوصول الي منزل أسرة عصمت كان زميلنا بالمعاش أحمد عبد العال بعدما فحصنا العديد من عائلات موسي‏,‏ حيث توجد عدة عائلات تحمل نفس اللقب‏..‏ وعندما وصلنا قابلتنا في الطريق زوجة عمه محاسن الموافي وأشارت الي المنزل‏,‏ حيث اسقبلتا خالته بدرية مطر فلم يكن هناك غيرها فلما سألنا عن الأم أخبرتنا بأنها خرجت بصحبة زوج ابنها الأكبر باسم لتقصي أية أخبار عن عصمت وماهي إلا دقائق حتي عادت السيدة هدي مطر أم عصمت والتي غمرتنا علي الفور بسيل من الأسئلة للاستفسار عن نجلها وصحته وأحواله ومتي يعود وهل هو بخير‏..‏ وأخبرناها بأنه بخير ويتلقي الرعاية الكاملة من الاشقاء الجزائريين وهناك اهتمام خاص به من أعلي السلطات‏..‏ كما أن السلطات المصرية وطبقا لتوجيهات الرئيس حسني مبارك بضرورة الاهتمام بكل المصريين ستعمل علي وصوله آمنا إلي دياره‏.‏

في الوقت الذي يعرف الجميع بالعزبة أن والده علي موسي متوفي منذ ثلاث سنوات‏,‏ كما أخبرتنا الأم بذلك وله ثلاثة أشقاء أكبرهم باسم وكما ذكرنا فإنه بحار ومتزوج ولديه طفل صغير اسمه محمد وزوجته إسلام عمر عثمان عمر تقيم مع حماتها وتعاملها معاملة الأم وقد لمسنا بالفعل الود المتبادل بين الحماة وزوجة ابنها‏..‏ كما يقيم معهم الابن الأصغر وهو صالح ويعمل في محل بقالة ويبلغ من العمر‏(17‏ عاما‏)‏ هذا وقد تهافت علينا عدد من الشباب اصدقاء عصمت ومنهم أحمد طبل ورجب الموافي وقالوا انه خريج الثانوية البحرية برأس البر وأنه غادر للعمل في البحر عن طريقة قبطان لبناني واستقل المركب الذي يعمل عليه بحارا بعدما سافر إلي لبنان بناء علي طلب القبطان وكان ذلك في‏(15‏ يونيو الماضي‏)‏ أي منذ نحو ستة أشهر‏,‏ ويشهد أقاربه بمن فيهم زوجات أعمامه وجيرانه واصدقاؤه الشباب بأنه شاب متدين ويحافظ علي الصلاة في أوقاتها وهو شاب ودود‏,‏

كما أكدت والدته أنه ابن بار وأن أخاه باسم ايضا ابن بار وكذلك الشاب الصغير صالح‏.‏ أما محمد فهو في حياة بعيدة عنهم‏..‏ فمنذ وفاة والدهم وهم يكافحون‏,‏ خاصة باسم وعصمت‏,‏ علي المراكب لكي يوفروا سبل العيش الكريم ويوفروا مايمكن عصمت من الخطوبة والزواج‏.‏ وكما تقول الأم فإن الأسرة مستقرة واكثر ما يهمهما الآن هو وصول ابنها وقد اكدت ان عصمت لديه العديد من الأصدقاء الجزائريين وفي أثناء الزوبعة التي أحدثها الإعلام الرياضي كان عصمت يتصل بوالدته من الجزائر ويخبرها بأنه بخير وعندما كانت تبدي قلقها عليه كان يطمئنها بأن الجزائريين اشقاؤنا وأن اصدقاءه يكرمونه وليس لهم أو له أي علاقة بتلك الخلافات الطارئة وكان يمزح معها قائلا‏:‏ أمال هتعملي أيه ان لوجبت لك عروسة من الجزائر؟‏!‏ وكانت تدعو له ـ كما تقول ـ ربنا يحبب فيك خلقه‏,‏ ويهدي عليك النفوس يابني‏.‏ بقي ان نقول ان باسم الشقيق الأكبر يعتبر هو رب الأسرة بعد وفاة الوالد فكانت الأم كل حين تريد منا الاتصال به حتي نستأذنه في الحديث معها ومع زوجته إسلام عمر‏.‏

ولكن الأم تشكو من أنه كلما جاءها اتصال من نجلها عصمت الذي أخبرتنا بأنه يجيد السباحة منذ الصغر تنقطع المكالمة سريعا لانها عرفت انه فقد كل أدواته وأوراقه بما فيها المحمول‏,‏ فهي ترجو أن تتاح لها الفرصة لحديث معقول معه تطمئن فيه علي صحته وأحواله‏.‏ وعلمنا من مصدر رفض ذكر اسمه ان هناك شابا آخر من عزبة البرج أيضا اسمه عبودة كان مع عصمت علي نفس السفينة الغارقة وانه صديق لعصمت منذ الصغر ويلازمه في جميع أسفاره وأعماله وأخبرنا المصدر بأنه عندما غرقت السفينة كانت يد عصمت في يد عبودة ثم فقد عصمت عبودة ولذلك فإن عصمت في حالة نفسية سيئة بسبب فقده لصديق عمره‏,‏ غير ان أهله يؤكدون شكرهم للسلطات الجزائرية علي الرعاية البالغة التي يولونها لابنهم الذي نجا من الغرق بفضل الله‏.‏


بداية (javascript:window.scrollTo(0,0))

http://www.egypty.com/manshet/links_go.asp?id=2