noha77
21-12-2009, 05:31 PM
المتكلمة بالقرآن
قال عبد الله بن المبارك خرجت حاج إلى بيت الله الحرام وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام فبينما أنا في الطريق إذ أنا بسواد ، فتميزت ذاك ، فإذا عجوز عليها درع من صوف وخمار . فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالت : ( سلام قول من رب رحيم ) فقلت : رحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟ قالت : " وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " ، فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها أين تريدين ؟
قالت : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى " فقلت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها أنتي منذ كم في هذا الموضوع قالت : " ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً " .
فقلت لها ما أرى معك طعاماً تأكلين قالت : " هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ " ، فقلت : فبأي شيء تتوضئين قالت : " فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً " فقلت لها إن معي طعاماً فهل لك في الأكل ؟ قالت : " ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ " فقلت قد أبيح لنا الإفطار في السفر فقالت : " وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " فقلت لما لا تكلميني مثل ما أكلمك ؟ قالت : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
قلت فمن أي الناس أنتي ؟ قالت : " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " ، فقلت قد أخطأت في جعلي في حل قالت : " لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ " فقلت فهل لك أن أحملك على ناقتي فتدركي؟ القافلة قالت : " وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ " قال : فانحنت الناقة .فقالت {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها . وقلت لها اركبي فلما همت بالركوب نفرت الناقة فمزقت ثيابها . فقالت َمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ". فأمسكت الناقة وقلت لها اركبي . قالت :" وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ " فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت :" َاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ" ،
فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر فقالت :" َاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ " ، فقلت لها لقد أوتيت خيرا كثيرا ، قالت :" َمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " ، فلما مشيت بها قليلا قلت لها ألك زوج ؟ قالت :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ" ، سكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ، فقلت لها هذه القافلة فمن لك فيها ،
فقالت:" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ، فعلمت أن لها أولاد . فقلت لها وما شأنهم في الحج ؟ قالت :" وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" ، فعلمت أنهم أدلاء الركب ، فقصدت القباب والعمارات فقلت لها ، هذه القباب فمن لك فيها ؟ قالت :" وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً" ، " وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" ، " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" فناديت : يا إبراهيم ، يا موسى ، يا يحي ، فإذا بشبان كأنهم الأقمار ، قد أقبلوا ، فلما استقر بهم الجلوس ، قالت :" ابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ" ، فمضى أحدهم فاشترى طعاما ، فقدموه بين يدي ، فقالت : {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}.
فقلت . الآن طعامكم على حرام حتى تخبروني بأمرها ، فقالوا : هذه أمنا ، وهي منذ أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ، فقلت :" ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
قال عبد الله بن المبارك خرجت حاج إلى بيت الله الحرام وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام فبينما أنا في الطريق إذ أنا بسواد ، فتميزت ذاك ، فإذا عجوز عليها درع من صوف وخمار . فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالت : ( سلام قول من رب رحيم ) فقلت : رحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟ قالت : " وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " ، فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها أين تريدين ؟
قالت : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى " فقلت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها أنتي منذ كم في هذا الموضوع قالت : " ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً " .
فقلت لها ما أرى معك طعاماً تأكلين قالت : " هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ " ، فقلت : فبأي شيء تتوضئين قالت : " فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً " فقلت لها إن معي طعاماً فهل لك في الأكل ؟ قالت : " ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ " فقلت قد أبيح لنا الإفطار في السفر فقالت : " وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " فقلت لما لا تكلميني مثل ما أكلمك ؟ قالت : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
قلت فمن أي الناس أنتي ؟ قالت : " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " ، فقلت قد أخطأت في جعلي في حل قالت : " لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ " فقلت فهل لك أن أحملك على ناقتي فتدركي؟ القافلة قالت : " وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ " قال : فانحنت الناقة .فقالت {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها . وقلت لها اركبي فلما همت بالركوب نفرت الناقة فمزقت ثيابها . فقالت َمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ". فأمسكت الناقة وقلت لها اركبي . قالت :" وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ " فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت :" َاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ" ،
فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر فقالت :" َاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ " ، فقلت لها لقد أوتيت خيرا كثيرا ، قالت :" َمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " ، فلما مشيت بها قليلا قلت لها ألك زوج ؟ قالت :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ" ، سكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ، فقلت لها هذه القافلة فمن لك فيها ،
فقالت:" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ، فعلمت أن لها أولاد . فقلت لها وما شأنهم في الحج ؟ قالت :" وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" ، فعلمت أنهم أدلاء الركب ، فقصدت القباب والعمارات فقلت لها ، هذه القباب فمن لك فيها ؟ قالت :" وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً" ، " وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" ، " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" فناديت : يا إبراهيم ، يا موسى ، يا يحي ، فإذا بشبان كأنهم الأقمار ، قد أقبلوا ، فلما استقر بهم الجلوس ، قالت :" ابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ" ، فمضى أحدهم فاشترى طعاما ، فقدموه بين يدي ، فقالت : {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}.
فقلت . الآن طعامكم على حرام حتى تخبروني بأمرها ، فقالوا : هذه أمنا ، وهي منذ أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ، فقلت :" ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ