مشاهدة النسخة كاملة : الشاشات الهولوجرافية


محمد صفوت
24-01-2007, 09:01 AM
الذي يقرأ سلسلة قصص الخيال العلمي "ملف المستقبل" يسمع بالتأكيد عن الشاشات الهولوجرافية، حين تظهر المذيعة "مشيرة محفوظ" لتتلو الأخبار في شبكة أنباء الفيديو، كما يعرفها الذين شاهدوا "توم كروز" أو "جون أندرلتون" في فيلم Minority Report وهو يشاهد ذكرياته مع ابنه المفقود من خلال صور ثلاثية الأبعاد تظهر على حائط المنزل، وأيضا مثل البيئة التخيلية الموجودة في الغرفة هولوديك في السفينة إنتربرايز في سلسلة أفلام ستارتريك.

إن معظم مكوّنات هذه التكنولوجيا قد أصبحت جاهزة بالفعل، حيث سيصبح بالإمكان التقاء الأصدقاء وجهاً لوجه بالمعنى غير المجازى، حتى ولو كانوا على بعد آلاف الأميال في الحقيقة. يطلق العلماء على هذه التقنية اسم Tele- immersion.



بالدمج بين الكاميرات والاتصال عبر الإنترنت وُلدت تقنية مؤتمرات الفيديو Video Conferencing والتي يقيم بها وزير التعليم لدينا المؤتمرات في موسم الثانوية العامة، دون أن ينتقل -هو أو أيّ من وكلاء الوزارة المبجّلين- من مكاتبهم.

تقنية Tele immersion هي الخطوة التالية، حيث تقوم بخلق بيئة تخيّليّة مركزية بحيث يمكن أن يلتقي الناس في غرفة افتراضيّة واحدة، دون أن يغادر أي منهم مكانه.

في السطور التالية سنعرف كيف يمكن للموظفين في القاهرة ولندن وباريس ونيويورك وطوكيو التلاقي والاجتماع معاً، ومصافحة الصور الهولوجرافية لزملائهم دون أن يغادر أيّ منهم موقعه.

ما بعد مؤتمرات الفيديو



هكذا ستكون الصورة في مكاتب العمل في المستقبل: لن يكون هناك هاتف، وإنما ستقول: "اطلب لي أيمن". وعندها سيقوم الكمبيوتر بإتمام الاتصال في لحظة. سيومض الحائط المقابل لمكتبك وترى "أيمن" جالساً هو الآخر إلى مكتبه كما لو كان معك في الغرفة فعلاً. و"أيمن" أيضاً سيحدث معه نفس الشيء في مكتبه. وسيصبح السفر لعقد الصفقات من حفريات الزمن القديم.

هل قمت من قبل بتجربة الالتقاء مع شخص عبر كاميرات الإنترنت web cams؟ إذا كنت قد قمت بذلك فلابد أنك تعرف أن كاميرات الويب ليست الوسيلة المثالية لإجراء الاتصالات.

صحيح أن الصورة تتحرك بطريقة متزامنة تكاد تقترب من الوقت الحقيقي، لكن كثيراً ما تحدث تأخيرات تؤدي إلى اهتزاز الصورة، أو فقدان التزامن بينها وبين الصوت. أيضاً فإن مجال الكادر الخاص بالكاميرا ضيق جداً، وكثيراً ما يخرج الشخص الذي تحدثه من الكادر فلا ترى منه سوى كتفه أو رقبته. في التقنية الجديدة Tele immersion لا يمكن الخروج من الكادر، بل إنك تستطيع أن ترى من تحدثه من زوايا مختلفة حسب الزاوية التي تنظر منها، تماماً مثلما يحدث عندما تنظر من النافذة.



سيتم "توليد" البيئة الهولوجرافية بواسطة أجهزة كمبيوتر أسرع آلاف المرات من ذلك الجهاز الموجود في منزلك، حيث يقوم الكمبيوتر (بالتعرف) على حركة الأجسام والأشخاص الموجودين، ثم يقوم (بتوليد) الصور، وبعدها يطلق الصورة النهائية على سطح خاص يسمى Stereo- immersive surface.

هناك مؤسسة اسمها National Tele Immersion Initiative ويرمز لها بالرمز NTII كل مهمتها هي تطوير هذه التكنولوجيا التي كان أول نجاح حقيقي لها في مايو 2000 عندما استطاع شخص يجلس في جامعة نورث كاليفورنيا أن يجتمع مع الصور ثلاثية الأبعاد لشخصين آخرين، أحدهما في فيلادلفيا والآخر في نيويورك.

ربما تتشابه تقنية Tele immersion مع تقنية أخرى اسمها Virtual Reality أو الواقع الافتراضي، لكنّ هناك فرقاً واضحاً بين التقنيتين. فالتقنية الثانية تسمح لك بالتحرك وسط بيئة مخلقة ثلاثية الأبعاد يمكن رؤيتها دون التفاعل معها.

من الذي سيستفيد من هذه التقنية؟
يمكن للأطباء التدرّب على العمليات الجراحية في بيئة افتراضية. الجنود أيضاً يستطيعون التدرّب على العمليات العسكرية في أجواء شبيهة جدا بالجو الحقيقي الذي تدور فيه المعارك. تخيّل أن تزور أقاربك الذين يسكنون في بلد آخر دون أن تغادر غرفتك، أما الألعاب الإلكترونية فستتحول إلى شيء آخر تماماً لا يمكن وصفه.

بناء البيئة الهولوجرافية



حتى الآن فإن النماذج الأولية التي تم صنعها تحتم على المستخدمين ارتداء أجهزة خاصة على الرأس ليستطيعوا رؤية البعد الثالث للأشخاص الافتراضيين الذين يتقابلون معهم، وفي الناحية الأخرى يتم تصوير هؤلاء الأشخاص بواسطة مجموعة مكونة من سبع كاميرات فيديو، بالإضافة إلى كاميراتين أخريين وظيفتهما تتبع حركة الضوء في الغرفة لحساب المسافات وظهور الصورة المجسمة بطريقة صحيحة.

تكون الصورة على الشاشة متراكبة ولا يمكن رؤيتها بدون جهاز الرأس، لأنه تكون هناك صورة لكل عين. يقوم الجهاز بدمجها معاً وهكذا يتعرف المخ على الصورة ثلاثية الأبعاد. يشبه هذا الأمر الأفلام ثلاثية الأبعاد التي كانت تعرض في التسعينيات في سينما ريفولي بوسط البلد، والتي تشاهد بواسطة نظارات خاصة.

في التجربة التي أجرتها جامعة نورث كاليفورنيا كانت الصورة تهتز أحياناً مثلما يحدث في مؤتمرات الفيديو، ذلك لأن معدل إنعاش الصورة كان يبلغ ثلاث مرات في الثانية. إذا أمكن إيصال هذا المعدل إلى 10 مرات في الثانية ستصبح الصورة بنفس وضوح المنظر حين ننظر من النافذة.



لكى تنجح هذه التقنية، يجب أن تنجح أولاً تقنيات أخرى مرتبطة بها:

• إنترنت 2: الشبكة التي ستحل محل شبكة الإنترنت الحالية، وهي أسرع منها 1000 مرة، وهي الأمل الوحيد لنقل الكمية الهائلة من البيانات التي تحتاجها تقنية Tele immersion.

• شاشات جديدة: بأحجام كبيرة جداً ومكونة من مواد جديدة تتوافق مع التقنية الجديدة.

• مجسات هابتيك Haptic sensors: تقنية تجعل من الممكن لمس أشياء خيالية كما لو كانت حقيقية. وهي التقنية التي استخدمها بعض العلماء مؤخراً للتصافح عبر الإنترنت.

• أجهزة كمبيوتر خارقة Super Computers: تستطيع إجراء مليارات العمليات الحسابية اللازمة لخلق البيئة الهولوجرافية. ربما يتم تحقيق هذا الأمر عن طريق ربط مجموعة كبيرة من الأجهزة معاً في شبكة واحدة.

ليست هذه التقنية بالصعوبة التي تجعلها تتأخر علينا كثيراً، وعندما تنتشر لن يحتاج الناس للخروج من منازلهم، وعندها فقط ستنفك الأزمة المرورية في القاهرة!

ReceptiveGuy
25-01-2007, 05:21 PM
وعندها فقط ستنفك الأزمة المرورية في القاهرة!


يبدو أنك لم تنس من أنت حين قرائك لمثل هذه التنقيات

عكس ما يحدث معي

شكراً على الموضوع

كان جد مفيد

محمد صفوت
25-01-2007, 11:43 PM
شكرا ليك يا غالى بس انا مش فاهم التنويه

ReceptiveGuy
27-01-2007, 04:37 AM
<div align="center">إلا طبعاً بقى لو الموضوع منقول لوتة واحدة <_< </div>