مشاهدة النسخة كاملة : مفاجأة ذكرى"الرصاص المصبوب".. كريس باتن ينتصر لغزة


Mr.Hani
24-12-2009, 07:58 AM
مفاجأة ذكرى"الرصاص المصبوب".. كريس باتن ينتصر لغزة



http://www.moheet.com/image/25/225-300/254583.jpg
كريس باتن
بعد مرور عام على العدوان البربري الإسرائيلي الأخير ، ظهرت الحقيقة كاملة أمام الغرب وهي أن ما حدث أواخر 2008 وأوائل 2009 ضد قطاع غزة كان مخططا مسبقا ولأهداف انتخابية بحتة ولم يكن بهدف وقف صواريخ المقاومة مثلما روجت تل أبيب حينها.
ولعل استمرار الحصار الخانق المفروض على القطاع يؤكد مصداقية ما سبق ، فرغم التزام حماس بالهدنة إلا أن هذا لم يسفر عن شيء على الأرض ، بل إنه ما أن تم إقرار تقرير جولدستون ، إلا وسارعت تل أبيب بالتهديد بشن حرب جديدة على غزة .
ورغم أن الصمت الرسمي العربي تجاه المأساة الإنسانية في القطاع دفع إسرائيل للتمادي في الحصار ، إلا أنه وفي الذكرى الأولى للعدوان ظهرت مواقف شجاعة تنتصر أخيرا لغزة الجريحة التي رغم كل شيء صمدت صمودا أسطوريا في وجه آلة الحرب البربرية الإسرائيلية بل وخرجت حماس أكثر قوة عما سبق .
شجاعة باتن
ويأتي على رأس المواقف الشجاعة السابقة تصريحات المفوض الأوروبي للشئون الخارجية كريس باتن التي أعادت للأضواء حقيقة تجاهلها الغرب وهي أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة كانت حملة قوة محتلة على شعب محتل .
وفي مقال له نشرته صحيفة " الديلي تليجراف " في 23 ديسمبر/ كانون الأول ، طالب باتن الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل بالتخفيف من حصارها على قطاع غزة ، قائلا :" ينبغي ألا ننسى الحقيقة الجوهرية وهي أن الحملة الإسرائيلية على غزة كانت حملة قوة محتلة على شعب محتل ، لا مجال هناك للنسبية الأخلاقية فيما يتعلق بقوانين حقوق الإنسان الدولية ، إسرائيل تظل قوة محتلة ، لهذا فهي تتحمل مسئولية تأمين وتوفير الحاجيات الأساسية لمن هم تحت الاحتلال" .
وأضاف قائلا " الفشل في ذلك سيعد انتهاكا خطيرا لأبسط حقوق الفسطينيين" ، مشيرا إلى أن مواطني البلدان المانحة من دافعي الضرائب هم من يدفعون جزءا كبيرا من الفاتورة المترتبة على احتلال القطاع وحصاره.
وتابع " خلال السنة الماضية ارتفعت حصة الاتحاد الأوروبي وأعضائه في تكاليف الحصار إلى ما يقارب المليار يورو ، الحصار جعل ثمانين في المائة من سكان القطاع يقفون في طوابير يومية لتلقي الإعانات الدولية ، كما تعاني غزة من انقطاع منتظم للتيار الكهربائي يستغرق لمدة تتراوح ما بين أربع ساعات وثماني يوميا".
واستطرد " إسرئيل لم تسمح منذ انتهاء حربها على القطاع سوى لـ41 شاحنة مواد بناء بالدخول إلى القطاع ، علما بأن غزة في حاجة إلى الآلاف وإذا ما استمر دخول مواد البناء إلى القطاع بهذه الوتيرة فهذا يعني أن إعادة البناء لن تتم قبل عدة قرون".
واستشهد المسئول الأوروبي بالوصف الذي أعطاه جون جينج رئيس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للحصار والذي قال فيه :"إنه تسهيل لعمليات تقويض مجتمع متحضر".
واختتم باتن مقاله بدعوة الاتحاد الأوروبي إلى عدم التوقف عند الكلمات واتخاذ إجراءات دبلوماسية فعالة ، قائلا :" إن الفشل في ذلك يعني خيانة لأسر ما زالت تعيش فوق أنقاض منازلها ، بينما شاحنات مواد البناء على بعد بضعة أميال ، إن هذا يزرع بذور المرارة والصراع".
التصريحات الشجاعة السابقة وإن لم تكن الأولى التي تظهر في الغرب بالتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان إلى أنها تعتبر الأقوى من نوعها لأنها صدرت عن مسئول أوروبي كبير .
بيان حقوقي
http://www.moheet.com/image/65/225-300/652828.jpg
مظاهرات ببريطانيا لدعم غزة
ويبدو أن غزة في طريقها لكسب المزيد من التعاطف الدولي بعد أن نشرت 16 منظمة حقوقية غير حكومية بيانا في 22 ديسمبر أكدت خلاله أن المجتمع الدولي غدر بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وجاء في البيان الذي صدر بمناسبة ذكرى بداية العدوان العسكري الإسرائيلي "المجتمع الدولي غدر بشعب غزة عبر عدم توصله إلى ترجمة أقواله إلى أفعال من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي لغزة الذي يمنع إعادة البناء".
وأكدت هذه المنظمات وبينها منظمة العفو الدولية وأوكسفام (بفرنسا) وتحالف منظمات غير حكومية هولندية أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح سوى بدخول 41 شاحنة محملة بمعدات بناء إلى غزة منذ نهاية العدوان منتصف يناير/كانون الثاني 2009 ، في حين يتطلب إصلاح الأضرار التي لحقت بالمنازل والبنى التحتية المدنية والخدمات العامة والمزارع والمؤسسات آلاف الشاحنات.
وأضاف البيان أنه يحظر على السكان المدنيين وكذلك على الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية استيراد معدات مثل الأسمنت أو الزجاج إلا في عدد محدود جدا من الحالات.
وأعرب عن أسفه لكون الحصار أدى أيضا إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي والغاز والمياه مع انعكاسات كارثية على الحياة اليومية والصحة العامة.
وأشار البيان إلى أن الحصار الخانق الذي بدأ في يونيو/حزيران 2007 أدى إلى تفاقم الفقر إلى حد كبير وساهم في جعل 80% من السكان يعتمدون على المساعدة الدولية ، مطالبا وزراء الخارجية الأوروبيين بزيارة غزة والاطلاع بأنفسهم على تأثير الحصار على السكان.
وقبل أيام من البيان السابق ، أكدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في 12 ديسمبر أن حدة العدوان الذي شنته إسرائيل أواخر العام الماضي واستمر إلى مطلع العام الجاري على قطاع غزة بلغ من الوحشية مستويات غير مسبوقة.
وأضافت الصحيفة في تحليل لها بعنوان "سنة بعد الحرب على غزة في أعقاب المأساة" أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها تسيبي ليفني قالت مفاخرة بعد أسبوعين من بدء العدوان :" إن إسرائيل عندما يحاول أحد إطلاق النار على مواطنيها فإنها تفقد صوابها وتطلق العنان لجنون الحرب وهذا أمر جيد ".
وأوضحت الصحيفة أن ما خلفه العدوان الإسرائيلي فى القطاع هو أمر أشد خطورة وبقي في نفوس أبناء القطاع وجعل الكثيرين منهم غير قادر على متابعة حياته.
وتابعت أن توقيت العدوان الذي تواصل ما بين 27 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني كان مفاجئا إلا أن الأكثر مفاجأة وإثارة للرعب هو قوة ووحشية العدوان وحجم الدمار الذي سببه في القطاع ، إضافة إلى عدد هائل من الضحايا .
والخلاصة أنه في الذكرى الأولى للعدوان ، وجدت غزة أخيرا من ينتصر لها في الغرب وهو أمر لابد أن ينعكس إيجابيا على سكان القطاع من خلال زيادة عدد قوافل الإغاثة الإنسانية الأوروبية التي تتحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع بحرا وبرا وجوا .
عدوان بربري
http://www.moheet.com/image/66/225-300/669855.jpg
دمار واسع بعد العدوان
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانا أطلق عليه "حملة الرصاص المصبوب" على غزة بداية من 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير 2009 مما أسفر عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني أكثرهم من النساء والأطفال ، بالإضافة إلى تدمير واسع جراء القصف الوحشي باستخدم الأسلحة المحرمة دولياً.
ورغم ما سبق ، إلا أن الاحتلال فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها خلال الحرب وهى إعادة احتلال محور صلاح الدين على الحدود مع مصر وبالتالي قطع خط الإمداد الوحيد المتبقي عن قطاع غزة وكسر رأس المقاومة بمنعها من إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل والقضاء على حكومة حماس .
وبعد أن خرجت حماس وحركات المقاومة أكثر قوة من الحرب ، سارع الكيان الصهيوني لطلب مساعدة واشنطن في تشكيل تحالف غربي لتشديد الحصار وخاصة البحري على قطاع غزة " اتفاق رايس - ليفني "وتفعيل قضية محور صلاح الدين بالضغط لإنشاء "الجدار الفولاذي" وأمور أخرى للقضاء على أي متنفس خارجي للقطاع المنكوب .
كارثة بيئية
ومع أن ما سبق لم يحقق هدفه في إضعاف حماس ، إلا أن الاحتلال خلف كارثة بيئية تهدد مستقبل سكان القطاع ، حيث حذر خبراء ومختصون في وزارة الصحة بالحكومة الفلسطينية المقالة في غزة من تزايد نسبة تشوهات الأجنة في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي الأخير واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
وطالب الخبراء والمختصون خلال ندوة متخصصة نظمها مركز "معا" للعمل التنموي ومجلة "آفاق" للبيئة والتنمية في 17 ديسمبر تحت عنوان "عام على حرب الإبادة وثلاثة على الحصار.. الآثار الصحية المتفاقمة للحرب على قطاع غزة وكيفية مواجهتها" بفحص المواد الغذائية التي تأتي عبر المعابر ومراقبتها وخاصة اللحوم للتأكد من سلامتها ونسب الهرمون داخلها.
وتحدث المختصون عن صورة متشائمة وقاتمة حيال مستقبل الأجيال الفلسطينية القادمة في ضوء بعض المؤشرات التي أظهرت زيادة في نسبة التشوهات لدى الأجنة بعد العدوان الإسرائيلي فضلاً عن زيادة في نسبة السرطانات بشكل عامٍ وسرطان الدم "اللوكيميا "على وجه الخصوص.
ودعوا في هذا الصدد الفلسطينيين في غزة إلى الفحص الدوري وملاحظة أي تغيرات تظهر على الجسم والفحص المبكر، وأوصوا أيضا الحوامل بمتابعة الحمل منذ الأيام الأولى وعدم الانتظار حتى نمو الجنين وخاصة أن الأنبوب العصبي يتشكل في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحمل لتفادي التشوهات.
كما طالبوا بتوفير أجهزة لكشف الإشعاع وقياس درجته وتأثيره في الإنسان والبيئة ودعم إجراء الأبحاث العلمية الدقيقة حول آثار العدوان الإسرائيلي على غزة والإسراع في محاكمة جنرالات الاحتلال وقادته بعد تورطهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستخدامهم أسلحة الفوسفور الأبيض واليورانيوم إبان العدوان على القطاع.
http://www.moheet.com/image/63/225-300/634866.jpg
شهداء العدوان من الأطفال
وقال الدكتور ماجد ياسين أستاذ الفوسيولوجيا الطبية بكلية الطب بغزة إن غاز الفوسفور الذي استخدم خلال العدوان الإسرائيلي مكون من مادة شمعية لونها أصفر برائحة الثوم ويدخل في صناعات كثيرة ويستخدم بكثرة لحماية الجنود في الحروب حيث يشكل ساترًا من الدخان والأتربة لحماية الجيش المهاجم ، مؤكدا أن هذا السلاح صمم للاستخدام في مناطق صحراوية خالية لا في مناطق آهلة بالسكان.
وأوضح ياسين أن الخطورة تكمن في أن الفوسفور يقذف من الدبابات وشظاياه تبقى مشتعلة ويزداد اشتعالها في حالة ملامستها سطح الأرض نظرا لتوافر الأوكسجين بكثرة ، مشيرا إلى أن الأضرار الصحية لغاز الفسفور تتمثل في الدخان المنبعث منه وتأثيره في الجهاز التنفسي وإحداثه الحروق وتهتكات قد تصل إلى العظام كما يؤدي التعرض له بكثرة إلى تلف أعضاء الجسم والإصابة بالسرطان .
وفي السياق ذاته ، قال الدكتور عبد المنعم لبد أستاذ علم الأمراض بكلية الطب في غزة إن قنابل الدايم التي استخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه على غزة استخدمت كبديل للأسلحة التقليدية العادية التي تحتوي على متفجرات ومسامير وقطع من الحديد حيث جرى طحن تلك المواد لتصبح مثل البودرة وجرى خلطها مع المواد المتفجرة لتوضع بعد ذلك داخل الصاروخ وتصبح بعد ذلك خفيفة الوزن حيث تطلق من طائرات الهيلوكبتر وطائرات الرصد.
وأضاف أنه بمجرد أن تقذف هذه المادة ينفجر الصاروخ محدثا نارا حارقة وشديدة تدمر كل شيء أمامها وتحدث بترا للأطراف ، وأكد أن خطورة هذه المادة تكمن في صغر ذراتها التي لا ترى بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر وكل ذرة هي بمثابة شظية إذا ما اخترقت الجسم حيث لا يشعر الإنسان بوجودها إلا بعد فترة وغالبا تؤدي إلى الموت أو الإصابة بالسرطان.
ما سبق يؤكد أن حرب إسرائيل كانت تستهدف بالأساس الوجود الفلسطيني ، فضحاياها كانوا من النساء والأطفال وحتى الذين نجوا من العدوان والأجيال المستقبلية باتوا عرضة في أية لحظة للسرطان اللعين.
الرابط (http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=330102&pg=1)
-----------------------------------------------------------------------------------
تعبنا من الأقوال
فلذلك لا تعليق على هذا الخبر
فالخبر يعلق على نفسه