مشاهدة النسخة كاملة : خاص للبوابة : الفضائيات والغزو الفكري


خالد مسعد .
26-12-2009, 04:53 PM
فضيلة الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ، وبعد ..
روى البخاري من حديث عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ t قال : أَتَيْتُ النَّبِيَّ S فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ : ( اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فذكر منها - ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلا دَخَلَتْهُ ) ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
إن أخطر ما يواجه به المسلمون اليوم ذلك الغزو الوافد إلينا من قنوات التلفزة الفضائية ، تلك الفتنة التي هي أقرب تفسير لحديث عوف بن مالك tوالتي لم يبق بيت من بيوت العرب إلا دخلته ، والذي يؤرق الغربيين أنهم مع ما بذلوا من جهد جهيد فيما مضى وجدوا على مشارف القرن الجديد رجالا يحملون قضية الإسلام ويحفظون حدوده ويبذلون حياتهم في سبيله ، وهذا ما دعاهم لأن يزيدوا من حملتهم المسعورة على الإسلام والمسلمين ، ويضاعفوا من مؤامراتهم وخططهم المبتورة لإخراج المسلمين من دينهم وجعلهم دمى يحركونها كيف ما أرادوا ، قال تعالى :
}وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{ [البقرة:217] ، ويقول أيضا : }وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ{ [البقرة :120].
واستغلالا للتقنية الإعلامية الحديثة في انتشار الصورة المرئية عبر القنوات الفضائية ظهرت حرب الفضائيات كغزو جديد لا تشارك فيه الطائرات ولا الدبابات ولا القنابل والمدرعات ، غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تذكر ولا نفقات كبيرة تبذل ولكنه يؤدي إلى هدم جيل الشباب بين المسلمين ، إن هذا الغزو القادم إلينا من الفضاء يفعل ما لا تفعله الطائرات ولا الدبابات ولا الجيوش الجرارة ، إنه يهدم العقائد الصحيحة والأخلاق الكريمة والعادات الحسنة والشمائل الطيبة والشيم الحميدة ، ومتى تخلت الأمة عن عقيدتها وأخلاقها وقيمها سقطت في بؤر الضياع والانحلال ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
· الغزو الفكري وأنواع الفضائيات :
مع خيوط الفجر الأولى تبدأ جيوش من وسائل الإعلام نشاطها المحموم لتغزو العالم الإسلاميوتقتحمعلى المسلمين خلوتهم ، مئات من الفضائيات تلعب دورا خطيرا في قلب مفاهيم الشباب واهتماماتهم وتفتح أبوابها وأبواقها وتسخر أدواتها وإمكانياتها للسلوك الانحلالي الغربي وتصرف همالشباب من الالتفافحول عقيدة التوحيد والانتصار لدين الله وخدمة الأمة إلى الاهتمام بالمظاهر والانغماس في الشهوات والتعلق بالأضواء والسطحيات ، حتى غدا الشباب وهو في زهرة عمره يتطلع إلى البطولات وإبراز الذات والنجاح في مغامرات عاطفية سخيفة أملاها عليه فيلم سينمائي أو قصة مكتوبة أو برنامج مذاع أو دعايات مكثفة .
ولاشك أن نوعية البرامج التي يشاهدها الفرد لها أثرها الواضح في سلوكه والعكس صحيح ، فمن يشاهد البرامج المثيرة للغرائز قد تكون دافعة للجنوح من خلال ما يكتسبه المشاهد منها من قيم ومواقف تدفعه لتقمصها ومحاولة تقليدها ، وقد أشار أحد الأحداث المنحرفين إلى أن سبب دخوله دار الملاحظة هو محاولة تقليد بعض الأفلام ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) ، كما أثبتت بعض الدراسات أثر وسائل الإعلام المرئية على الشباب ودورها في انحرافه ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)) ، وكذلك أظهرت دراسة أخرى أن نسبة 32 ./. من المنحرفين يقلدون بعض المشاهد التي يشاهدونها في الأفلام ([5] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn5)) ، ودراسة توصلت إلى أن مشاهدة برامج العنف قد تؤدي إلى سلوك عدواني مستقبلا ([6] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn6)) .
وأصدرت منظمة اليونسكو الدولية تقريرا عن خطورة برامج الإعلام على الشباب حيث اعتبرت المنظمة أفلام العصابات من الأمور الأساسية التي تؤدي إلى اضطرابات أخلاقية تكمن وراء الجرائم المختلفة ([7] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn7)) .
كل ذلك يدل على حجم تأثير وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية على الشخصية المسلمة وخصوصا الفئة الشبابية ، وتبين هذه الدراسات مقدار ما تبثه من دواعي الشر وأسبابه وتقديمه لفئة سريعة التأثر والانجذاب إليه خاصة وأنه يُعرض في صورة تأسر أصحاب النفوس المضطربة .
إن الأعداء عملوا ولا زالوا يعملون دون كلل أو ملل على هدم القيم الإسلامية السامية التي تبني الشخصية الإيجابية المؤثرة في رفعة الإسلام ومجد المسلمين ، فهم يرون ثمار مخططاتهم الخبيثة تزداد يوما بعد يوم وعاما بعد عام حتى ظهرت هذه الفضائيات التي استطاعوا من خلالها وفي أعوام يسيرة تحقيق ما لم يستطيعوه في قرون طويلة ، لقد استطاعوا من خلالها اقتحام ديارنا وبيوتنا وحتى غرف نومنا بلا مقاومة منا ولا غضب ولا محاولة لمنعهم ، بل ذلك يتم بموافقة من أغلب العامة ورضاوترحيب،لقد جعلت هذه الفضائيات أغلب المسلمين عاكفين في بيوتهم علي هذه القنوات متنقلين من خلالها بين بلد وأخرى ومن قناة إلى قناة بحثا عن المتعة الشهوانية واللذة البهيمية والسعادة الزائفة وغير ذلك من الأفلام الهابطة والمسلسلات الساقطة ، وكل أنواع المنكر من خمر وقمار وفساد وجريمة ومخدرات وعقائد فاسدة ووثنية بائدة وجاهلية عمياء .

(1)البخاري في كتاب الجزية والموادعة (3176) .

(1)انظر : http://www.manayr.net/daralquran/satalait.htm

(1)السدحان : عبد الله ناصر ، قضاء وقت الفراغ وانحراف الأحداث ، ص 169.

(2)الدوري : عدنان ، أسباب الجريمة وطبيعة السلوك الإجرامي ، ص 274.

(3)عبد المنعم : سعد ، السينما والشباب ، ص 179 .

(4)حسون : تماضر ، 1411هـ ، وسائل الاتصال الجمعية وانحراف الأحداث في الوطن العربي ، مجلة الأمن العدد 3 ، وزارة الداخلية الرياض ، ص 111 : 135 .

(5)محمود : إبراهيم إمام ، 1408هـ ، موقف الإعلام من التحدي القائم بين الحضارة الحديثة والشباب العربي ، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب ، الرياض ، ص 53 .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:54 PM
لقد حرصتالدول ذات القوة العسكرية والسيطرة السياسية وغيرها على استغلال الفضائيات بما يخدم مصالحها ويحقق طموحاتها فلا يخفى ما للإعلام والاتصالات من الأثر الكبير على الشعوب وثقافاتها وتصوراتها وتوجهاتها في مجالات عدة ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن اليهود وقفوا على أهمية الإعلام وتأثيره في حياة الشعوب فقد هبوا للاستئثار به وتصريفه وفق ما يريدون فشبكات التلفزة العالمية الشهيرة تقع تحت سيطرة اليهود ومن أشهرها الشبكات الثلاث المسماة : N.B.S و C.B.S. و A.B.C.الأولى رئيسها يهودي يدعى ليونارد جونسون ، والثانية رئيسها ومالكها اليهودي ويليام بيلي ، والثالثة يرأسها اليهودي الفرد سلفرمان ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
وبعد حرب الخليج الثانية سعت كثير من الدول العربية لتملك قنوات تلفزة تعبر طبقات الفضاء لتصل إلى أبعد حد ممكن ، وكان هذا بدافع دخول ميدان السباق في هذا المجال وإن لم ترد بذلك خيرا محضا أو خدمة الإسلام فيما يظهر ، وقد ظن كثير من الناس بهذا الحدث خيرا لا لذاته ولكن لأجل أن يكون تيارا مضادا للبث الفضائي الغربي ، لكن الواقع خالف هذا التصور حيث إن تلك الفضائيات العربية انضمت لغيرها وأصبحت تابعة لها في تكوين انفجار سرطاني فضائي يقضي على البقية الباقية من ثقافة الأمة الإسلامية وموروثاتها .
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله : " شاع في هذه الأيام بين الناس ما يسمى بالدش أو بأسماء أخرى وأنه ينقل جميع ما يبث في العالم من أنواع الفتن والفساد والعقائد الباطلة والدعوة إلى أنواع الكفر والإلحاد مع ما يبثه من الصور النسائية ومجالس الخمر والفساد وسائرأنواع الشر الموجودة في الخارج بواسطة التلفاز ، فلهذا وجب التنبيه على خطورته ووجوب محاربته والحذر منه وتحريم استعماله في البيوت وغيرها ، وتحريم بيعه وشرائه وصناعته أيضا لما في ذلك من الضرر العظيم والفساد الكبير والتعاون على الإثم والعدوان ونشر الكفر والفساد بين المسلمين والدعوة إلى ذلك بالقول والعمل ، فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك والتواصي بتركه والتناصح في ذلك عملا بقوله تعالى : }وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{[المائدة :2]" ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
ومن هنا جاء باعثنا على البحث في موضوع الفضائيات والثغرات التي يتسلل منها الغزو الفكري إلى الشباب وسائر فئات المجتمع الإسلامي لاسيما أن ظهور الفضائيات الرقمية سهل انتشارها بصورة كبيرة وفي وقت قصير جدا وانفتحت ثغرات هدامة جديدة لم تكن من قبل ، يسرت على الأعداء الوصول إلى القلوب والعقول المسلمة .
· خطة البحث :
المقدمة : وفيها أهمية الموضوع وسبب الكتابة فيه وخطة البحث .
الفصل الأول : الفضائيات ذات البرامج المختلطة .
الفصل الثاني : الفضائيات الإخبارية والمذهبية .
الفصل الثالث : الفضائيات الانحلالية وال*****ة .
الفصل الرابع : الفضائيات الكرتونية والرياضية .
الفصل الخامس : الشبكات التلفزيونية المشفرة .
الخاتمة : مشروع الفضائيات الإسلامية .

أسأل الله أن يجعل هذا البحث سببا في إدراك ما يحاط بالمسلمين من مؤامرات يجند لها أبناء الأمة من الإعلاميين دون وعي منهم ، وكيف أن الأعداء تكاتفوا في عداوتهم واتفقوا في مناهجهم لاستئصال عقيدتنا ، فلم تعد العداوة مقصورة على دويلات صغيرة يسهل صدها أو معاهدات طويلة يسهل مدها ولكن تكالبت الأمم واجتمعت علينا كما تتكالب الأكلة على قصعتها ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .

وكتبه

د/ محمود عبد الرازق الرضواني


(1)في مجال وكالات الأنباء وكالة رويترز مؤسسها اليهودي جوليوس رويتر ، ووكالة أسوشيتد برس شركة تأسست عام 1955 من قبل صحف ومجلات أمريكية تقع معظمها تحت سيطرة اليهود ، وفي مجال الصحافة اشترى مليونير يهودي يدعى روبرت ميردوخ عددا من الصحف والمجلات البريطانية ، وهي صحيفة التايمز والصنداي تايمز ومجلة الصن ونيوز أُف ذا وورلد وسيتي مجازين ، وفي أمريكا اشترى اليهودي أودلف أوش أشهر صحيفة أمريكية وهي نيويورك تايمز عام 1896 ، ولليهود سيطرة على صحف أخرى مثل الواشنطن بوست والديلي نيوز وغيرهما ، ويسيطر اليهود على عدد من المجلات الأمريكية كمجلة التايم ونيوزويك ، وفي فرنسا يسيطر اليهود على أشهر صحفها مثل لوفيجارو .

(1)انظر : www.altayyeb.net.dish1 (http://www.altayyeb.net.dish1/)

(1)انظر ما أخرجه أبو داود عن ثوبان في كتاب الملاحم (4297) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم (958) .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:54 PM
الفصل الأول

الفضائيات ذات البرامج المختلطة

**************************************

أعني بالفضائيات المختلطة تلك الفضائيات المتنوعة في برامجها بين النذر اليسير من البرامج الدينية والإخبارية والثقافية والكم الكبير من البرامج المنحلة التى تمثل حياة الغربيين ، أو هى في حقيقتها امتدادا متصل للغزو الفكري التي تبناها العدو الغربي عبر مراحل صراعه مع الإسلام والمسلمين ، سواء كانت هذه البرامج هي بذاتها برامج غربية أو محاكاة لها في الفكرة والهيكل ، أو كان القائمون عليها غارقون في مخطط محكم من قبل الأعداء لمسح الهوية الإسلامية من وجوه أهلها ، أو أنها تقدم من قبل الحكومات العربية لتصوير المسلمين بالصورة التي يرغب الغربيون أن نكون فيها خشيه التهديد بختم الإرهاب والرجعية .
فالهيمنة لهذه البرامج التي تبث في تلك القنوات أسندت إلى من امتلأ جوفه وتشبع بدنه بالأفكار التي تجعله غربيا أكثر من كونه مسلما ولد بين المسلمين ، فهم فريسة الغزو الفكري ونتاج الجهد الغربي عبر القرن الماضي ، فربما تجد على رأس برامجهم علمانيا منحلا أو اشتراكيا مختلا أو حداثيا مملا أو فتاة عارية كاسية أو مذيعة خاوية .
هؤلاء في أغلب الفضائيات المختلطة يقدمون العلمانية على أنها الصورة المعتدلة للإسلام ، والخلاعة النسائية تحت مسمى الدعوة إلى الحرية والمرأة العصرية ، وكذلك قل في البرامج الرياضية والأغاني الشبابية الماجنة ، وبث الأفلام العربية والأجنبية التي تصور الجريمة والانحلال والخمور على أنها أمور مألوفة عادية ، والأفلام الكرتونية وغير ذلك من البرامج التي تفقد المسلم هويته الإسلامية وضوابط الالتزام([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
فالقنوات الفضائية المختلطة تحل زائرة بغير استئذان على بيوت المسلمين وببث متلاحق عشوائي عبر ساعات طويلة ، حتى إذا لم تجد تلك القنوات ما تملأ به ساعاتها أقامت مذيعة عارية كاسية قد صبغت وجهها بمختلط من الألوان وكلمات مائعة من مائلة مميلة تدعوا إلى الفتنة والافتتان وإشاعة الفحشاء ، ثم فتحت الكاميرا والميكرفون على جمهور بائس من الخليج إلى المحيط لتعبث بالأخلاق والآداب كيفما شاءت وفي كل ليلة يتكرر الأمر دواليكاستخفافا وعبثا بحرمات الله .
وينبغي أن يعلم أن معظم ما تعرضه الفضائيات المختلطة ضرره ماحق وخطره كبير جدا في مجالات عدة ، وهذا ما يصرح به معظم العقلاء من بني الإنسان ، المسلمون منهم وأهل الكفر والفسوق والعصيان ومن كان له إمكانية الوقوف على الرصد الإحصائي والموضوعي في بعض المعاهد المتخصصة في الدول الغربية ذاتها فإنه سيقف مشدوها من حجم الأرقام المعلنة والتقارير المنشورة التي ترصد الأضرار والأخطار التي يسببها ما يعرض عبر هذه الفضائيات ، أضرار وأخطار في التصورات والمفاهيم وفي الآداب والأخلاق والقيم الإنسانية هذا فضلا عن هدم الثوابت الإسلامية وكذلك في الأمن والاستقرار وصحة العقول والأبدان .
فقد أظهرت إحصائية علمية ضمن رسالة جامعية بعضا من السلبيات المنعكسة على الأسرة بسبب متابعتهاللقنوات الفضائية وجاء ضمن ذلك أن نسبة 85./.من جمهور المشاهدين يحرصون على مشاهدة القنوات التي تعرض المناظر ال*****ة ، ونسبة 53./.قلت لديهن تأدية الفرائض الدينية ، ونسبة 32./.فتر تحصيلهن الدراسي ونسبة 42./.يتطلعن للزواج المبكر ولو كان عرفيا ، ونسبة 22./.تعرضن للإصابة بأمراض نسائية نتيجة ممارسة عادات خاطئة ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
إن الغزو الذي يأتي من هذه القنوات المختلطة والتي تغلغلت في بيوت المسلمين عكس أضرارا مباشرة على المشاهد والمجتمع الذي يعيش فيه بحيث تظهر آثاره الأشد فتكا على المدى البعيد في الحاضر والمستقبل وبعد جيل أو جيلين يتأقلم ويدمن أصحابه التكيف مع هذا البلاء فيصبح هو الأصل ويصبح الالتزام بالإسلام شذوذا وإرهابا وتطرفا .
ونحن إذا تأملنا في أنواع الأضرار والمخاطر الناجمة عن التأثر بالغزو الذي يعرض عبر شاشات القنوات الفضائية المختلطة نجد أنه يتمثل في الوجوه التالية ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) :
أولا : معظم ما تبثه تلك القنوات يورث ضعف الإيمان بالله تعالى ويؤدي إلى الإعراض عن طاعته والانغماس في عبودية الشهوة ، وهذا الأمر مشاهد ملموس ، فإن المشاهد المحرمة التي تعرضها تلك القنوات تضعف الإيمان وتباعد بين العبد وربه ؛ فتجعله يستغرق في ارتكاب المحرمات حتى يألفها ويستوحش الطاعات ، فمن حديث حذيفة tأنه سَمِعْ رَسُولَ اللَّهِ Sيَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَي قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَي قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حتى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ : عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ )([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4))، وإذا وصل الشخص إلى هذه المرحلة تثاقل العبادة واستصعبها ، وفي المقابل يجد نشاطا وإقبالا على المعاصي ثم يصل به الأمر إلى أن تكون الشهوات المحرمة إلها يعبد من دون الله .
ثانيا : من التأثير الخطير الذي تحدثه هذه النوعية من الفضائيات إضعاف عقيدة الولاء والبراء ، ومن المعلوم أن هذه العقيدة لها أصلها المتينمن هذا الدين ، فالواجب محبة المسلمين ومحبة الخير لهم ، والفرح بكل ما يؤدي إلى نصرهم ورفعة دينهم ، ويجب بغض الكفار والتبرؤ منهم والحذر من مودتهم ، فمن البرامج ما يقدمه بعض النصارى الرجال والنساء فتجد المتابع أو المتصل بالهاتف يبدي إعجابه وتعلقه بهم ويحرص على لقائهم أو مشاركتهم في المسابقات ، وخاصة إذا كانت المقدمة أو المذيعة امرأة ، وأيضا من خلال المقابلات مع الممثلين والمغنيين الفاسقين المنحلين والذين حازوا ظلما وزورا على مصطلحات خداعة كالنجوم والملوك الفنانين ، تجد جمهورا عريضا يتابعهم ويتابع إنتاجهم ويتصل بهم عبر هذه الفضائيات ويطلب التوقيع على أوتوجراف ، ويفرح بذلك ويفاخر به بين أهله وعشيرته ، ولا شك أن هذه محبة لهم ، وقد ثبت من حديث ابن مسعود t أن النبي S قال : ( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ )([5] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn5)) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة ، حتى إن الرجلين إذا كانا من بلد واحد ثم اجتمعا في دار غربة كان بينهما من المودة والموالاة والائتلاف أمر عظيم ، وإن كانا في مصرهما لم يكونا متعارفين أو كانا متهاجرين ، وذلك لأن الاشتراك في البلد نوع وصف اختصا به عن بلد الغربة ، بل لو اجتمع رجلان في سفر أو بلد غريب وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب أو الشعر أو المركوب ونحو ذلك لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما ) ([6] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn6)) .
ثالثا : من تأثير الغزو العقدي الناجم عما تبثه كثير من الفضائيات المختلطة التشبه بالكفار والانبهار بعاداتهم وتقاليدهم ، وذلك أن معظم ما تبثه كثير من هذه الفضائيات يظهر المجتمعات الغربية المنحلة بوجهها الجميل فقط ، وجه القوة والنظام والإنتاج والإبداع ، ولا غرابة في ذلك إذ أن إنتاج تلك المواد الإعلامية هو تحت نظر الغربيين وسمعهم والمنبهرين بهم المتشبهين بثقافتهم ، لكن أين ذلك التصوير الحقيقي لحياتهم التي يعيشونها الآن من إحساس بالخواء الروحي والشقاء والحيرة والاضطراب والتفككالأسريوالانحلالالخلقيوالشذوذالجنسيوالتشتت الاجتماعي الذي يهربون منه إلى جحيم المخدرات والمغامرات الحمقاء ، والشذوذ في مختلف مناحي الحياة ، هذه الصورة لا تعرضها القنوات الفضائية عن واقع الغرب ، ولكن تعرض الصورة على أن ما لدى الغرب من تقليعات هو قمة التحضر والتقدم ، ونتيجة لذلك لا نكاد نمر في طريق إلا ونجد واحدا من أبناء المسلمين أو البنات المسلمات قد تأثربشيء من تلك التقليعات ، وهذا التشبه يورث المحبة لهم ولا شك .

(1)من أمثلة الفضائيات المختلطة : أغلب الفضائيات العربية مثل الفضائية المصرية الأولى والثانية والثالثة إلى الثامنة وما شابه ذلك من القنوات المصرية ، وقناة المحور الفضائية والتنوير والفضائة العمانية والأردنية الفلسطينية،والفضائية واليمنية والسورية والعراقية قبل الاحتلال أما بعده فأصبحت الحرة أمريكة ، والكويتية والسعودية الثانية والإمارتية والفضائية المغربية والتونسية والجزائرية والليبية والسودانية ، وقناة أبى ظبى وقناة دبى الفضائية وقناة عجمان الفضائية والفضائية البحرينية وقناة قطر الفضائية وقناة الأندلس ، وقناة mbc الفضائية وهى من أقدم الفضائيات التى وجهت إلى العالم العربى ومن أخطرها وأشدها غزوا وفتكا بالهوية الإسلامية ، وأغلب برامجها يدخل تحت نوعية القنوات الانحلالية ، وقبيل احتلال العراق من قبل الأمريكان حتى الآن انتقلت أغلب هذه الفضائيات نقلة نوعية إلى ما هو أشد فتكا وأقوى تأثيرا ، وخصوصا الفضائية الكويتية والإماراتية وقناة أبى ظبى وقناة دبى الفضائية وقناة عجمان الفضائية والفضائية البحرينية وقناة قطر الفضائية والفضائة العمانية ، وأخطرهم كما تقدم قناة mbc الفضائية ، بل فتحوا لها صنوا جديدا مخصصا للفسق والدعوة للانحلال والمجون وهى mbc2 ، أو channel2 ، إذ يلاحظ المشاهد بثا مكثفا متواصلا لم يكن من قبل لأفلام الخلاعة الأمريكية وأفلام الرعب الخيالية والشرك والوثنية التى تعبر عن خواء الشخصية الأمريكية ، وذلك إشباعا لرغبة عسكر الأمريكان فى أوقات فراغهم ، وتدميرا منظما مقصودا لنوعية معينة من أصحاب الفطرة النقية فى الدول الإسلامية ليألفوا استحلال ما حرم الله فى هذه الفضائيات ، ويستعذبوا شيئا فشيئا إشاعة الفحشاء بين المسلمين فى دول الخليج وبقية البلاد العربية .

(1)الشايع : خالد عبدالرحمن ، مقال بعنوان القنوات الفضائية وآثارها العقيدة والثقافية والاجتماعية والأمنية ، http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm

(1)السابق بتصرف .

(2)أخرجه مسلم فى كتاب الإيمان برقم (144) .

(1)أخرجه البخاري فى كتاب الأدب برقم (6168) .

(2)ابن تيمية : أبو العباس أحمد بن عبد الحليم 1369هـ ، اقتضاء الصراط المستقيم ،تحقيق محمد حامد الفقي ، القاهرة ، مطبعة السنة المحمدية ، ص221.

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:54 PM
رابعا : من مظاهر الغزو والأضرار الناجمة عما تعرضه الفضائيات المختلطة في جانب العقيدة ، تمييع المفاهيم والثوابت الإسلامية التي لا مجال للمساس بها ، حتى بلغ الأمر أن يعتبر بعض مقدمي البرامج وممثلوا القنوات الفضائية الرقص والخلاعة والتمثيل والغناء والباليه عملا لا يؤاخذ الله عليه حيث يندرج عندهم تحت الكسب الشريف والإبداع الفكري والأدبي والفني .
خامسا : من الأضرار الناجمة عن الفضائيات المختلطة ما يكون في الأخلاق والأمن ونحو ذلك ، فمن أبرز الأضرار التربوية والأخلاقية والاجتماعية لما تبثه كثير من القنوات الفضائية المختلطة حصول الانحراف السلوكي لدى الأطفال والشباب والفتيات ، وهكذا الكبار من الرجال والنساء،وذلك أن المشاهدالمعروضة عبر تلك الفضائيات تظهر العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة بأنه أنموذج لابد أن يسلكه كل رجل وامرأة وكل شاب وفتاة ، ومن العجيب حقا أن تلك المشاهد تجد الاستنكار ومحاولة التغيير من قبل عقلاء الغرب ، في حين أن بعض القنوات العربية تعزز هذا المنهج في قنواتها وتجد الاستجابة لدى كثير من متابعيها .
سادسا : الفتيات المتابعات لبرامج الإسفاف ستلحظ جنوحا مقيتا عندهن نحو أنواع من الارتكاسات الأخلاقية بما تظهر معه نذر الخطر على أخلاقيات المجتمع بأسره ، فكل فتاة وكل امرأة ، لديها استعداد فطري ككل الرجال للتفاعل مع الغرائز التي وظفتها الشريعة توظيفا حسنا ووجهتها إلى ما فيه صلاح الأمة وعمارة الأرض ، لكن الفتيات والنساء المتأثرات ببرامج وتمثيليات الانحلال الأخلاقي يظهر عليهن التبرج والسفور المحرم ، بل إنهن يتسابقن في مجاراة المذيعات والممثلات والمغنياتالانحلالياتفيقلدنهن في اللباس العاري وتقليعات الموضة المتهتكة وقد نزعن جلباب الحياء فأقحمن أنفسهن في سبل هلاكهن ، وسيجد الناظر جنوحا عندهن نحو إقامة العلاقات المحرمة،وعندها تتلقفها الكلاب المسعورة لقمة سائغة يعبثوا بها ما شاءوا ثم يرمون بها جيفة عفنة ، وماذا ينتظر من فتيات تفتحت أعينهن ومداركهن يوم تفتحت على مناظر الإسفاف والرزيلة والزنا والتهتك من تقبيل وضم ورقص وخمر وأجساد عارية وكلام في الجنس وعلاقاته ومقدماته ، فهل ينتظر منهن بعد ذلك إلا ثمارا من جنس تلك المشاهد ؟
سابعا : في كثير من المجتمعات الإسلامية المحافظة والتي غزيت بثقافة الفن الرخيص تتابعت الانتكاسات في الأفهام لدى كثير من النساء ورحن يتبارين في استحداث كل غريب ، ففي مجال الألبسة وطرق التجميل جعلن من أنفسهن ألاعيب لمصممي الأزياء في شرق الدنيا وغربها ، فهذا زي موضة ألوان حمار الوحشي ، وهذه موضة الشنبازي ، وهذه موضة حيوان الكنغر ، وهذه موضة الجرذان الهندية إلى آخر ما نرى في اللباس وتسريحات الشعر والمكياج ، وحتى في اختيار النعلين ، فتأتي تلك المسلمة العفيفة الساذجة لتتلقف هذه الأضحوكات تحت مسمى الموضة والتمدن الذي تأخذه عبر القنوات وبرامج الموضة والزينة ولمسات وتقليعة المجتمعات الشرقية والغربية ، ثم تتوالى النسوة في تقليد بعضهن البعض للخروج عن المألوف ، ولا يستحي المسئولون عن القنوات الفضائية العربية المختلطة التي ينفق عليها من دماء المسلمين وأموالهم العامة في نقل عروض الأزياء والملابس الداخلية في برامجها الثابتة ، فيا حسرة على جيل النساء وأمهات المستقبل ومن يتولى أمرهن .
ثامنا : من الأضرار والمخاطر التربوية والأخلاقية العزوف عن الزواج والاكتفاء بالمناظر المحرمة ، فالشباب الذين تأثروا بمناظر العري والفاحشة التي هي المادة الرئيسية في معظم القنوات الفضائية المختلطة ظهر من توجهاتهم عزوف عن الزواج ورغبة عنه ، فإدامة نظر الشباب إلى مناظر الفضائيات المحرمة التي تبثها الفضائيات المختلطة أحدثت عندهم خمولا نحو فرائض الله وتشريعاته وشرها نحو الفواحش المحرمة يأخذ صورا متعددة ، ولدى عزوف هؤلاء الشباب عن الزواج ، تنشأ مشكلة أخرى لدى الفتيات اللاتي لم يتقدم لهن أحد مما يزيد من عدد العوانس وفي ذلك من الأضرار ما لا يخفى .
تاسعا : من الأضرار التربوية والأخلاقية للقنوات الفضائية المختلطة التي تعرض برامج منحرفة الإخلال بهوية المجتمعات الإسلامية والقضاء على البقية الباقية مما لديها من تراثها وأخلاقياتها ، ومن محص ما تعرضه القنوات الفضائية المختلطة فإنه يلحظ أنها تقدم النموذج الغربي المتحلل من الأخلاق على أنه هو محل التقليد والإعجاب مع تنحيتها للأخلاق والآداب الإسلامية في أغلب الأحيان وبذلك دخل المجتمع المسلم في نفق التبعية والتقليد لما فيه هلاكه ، ومن الأمثلة على ذلك :
1- أن القنوات الفضائية المنحرفة تعرض العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة جنسية ، يقتحم كل منهما الأعراف الشرعية لأجلها فيتعرف كل منهما على الآخر ويختلي ويختلط ويمارس معه ما تشاء نفسه وليس لأحد عليه أمر أو نهى كائنا من كان ، حتى ولو كانت تلك العلاقة علاقة سفاح وخدن .
2- تصوير تعاطي الخمور بأنه لا شيء فيه وأنه شيء اعتيادي يشبه شرب العصير والماء ، وتسميته بغير اسمه تلطيفا للإحساس بالجرم .
3- من الأمثلة أيضا الدعاية للتقليعات الغربية في اللباس وتطويل الشعر وحلقه وتسريحه ، فربما تجد فتاة مطروحة أما المصفف يعبث بوجهها وجسدها كما يشاء .
4- من أخطر الأضرار للفضائيات تقديمها لنماذج منحرفة باعتبارها قدوة مقتفاة ، فقد درجت معظم القنوات الفضائية على إعداد اللقاءات بنماذج سيئة من العلوج المنتسبين والمنتسبات إلى ما يسمى الفن ، وهذه النماذج عندها من السقوط الأخلاقي والتخلف الثقافي ما جعلها لا تجد غضاضة في المجاهرة بسوئها وفحشها ، ومن النماذج على ذلك أن إحدى القنوات عرضت برنامجا بعد الإفطار في رمضان يستضيف الممثلين والممثلات ، فاستضاف ذات مرة إحدى الراقصات المشاهير ، فسألتها مقدمة البرنامج : كيف وصلت إلى ما وصلت إليه من الشهرة والمجد ؟ قالت : أنا هربت من أسرتي وأنا في الثانية عشر من عمري ، ومارست حياتي حتى وصلت وأصبحت صاحبة الشهرة والملايين ، ثم سألتها المذيعة فقالت : أنت تزوجت ثلاث مرات رسميا وأربع عرفيا ؟ فقالت : لا ، بل أربع مرات رسميا وسبع عرفيا ، هكذا يقدم هذا النموذج وفي شهر رمضان بكل إسقاطاته الأخلاقية .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:55 PM
ومن الأمثلة أيضا أنهم استضافوا إحدى الممثلات ، فسألوها عدد مرات الزواج فقالت أربع مرات رسميا ، أما العرفي فلا أعرف له عددا فسألوها : ولماذا كل هذا العدد ، هل العيب في الرجال ؟ ، قالت : لا إن العيب في نظام الزواج ، لأنه نظام بالٍ متخلف عفاه الزمن ، وهي تعني بذلك نظام الزواج الإسلامي ، هكذا يجاهرون بالفاحشة وينتقصن شريعة الإسلام ، ثم يكافأن على هذه الجرأة بإعادة اللقاء معهن في التوقيت نفسه من العام التالي في برنامج يسمونه سر التفوق ، وتقدم تلك النماذج على أنها نجوم لامعة في المجتمع ، وهكذا تصبح هذه النماذج العفنة وما ماثلها قدوة لكل من أرادت السقوط في أوحال العهر والفواحش ، هروب من المنزل ، مخادنة وسفاح ، وتنقيص لشريعة الله واعتراض أحكامها .
عاشرا : أما في جانب الإخلال بالأمن فهذه الفضائيات دأبت على استساغة الجريمة واعتيادها من خلال عرض أفلام الجريمة المسماة بالأفلام البوليسية ، وتكرار هذه المناظر للجريمة على أنظار الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم يجعل الجريمة في أنفسهم أمرا اعتياديا حتى يصبح المجتمع ويمسي وروح الجريمة يدب فيه وتكون بمثابة الأحداث اليومية من حياة الناس .
كما أنها تمكن المنحرفين من ارتكاب الجريمة المنظمة ، بحيث تصير حرفة أو مهنة يمتهنها الشخص ، فيرتب لها وينظم خطواتها بحيث يحكم تنفيذها لينال بغيته وينفذ بجلدته من الملاحقة ، فمما تبثه تلك الشاشات عرض كيفية الخطف ،خطف النساء الأطفال وعموم الأشخاص ، ومن ذلك السرقة وكيفية التخطيط لها ، وكيفية الوصول للأماكن المستهدفة والأدوات المستخدمة ، ومن ذلك إعداد السموم والمخدرات والمواد المكونة لها ، وكيفية دسها على الشخص المستهدف ، ومن ذلك توضيح إعداد المتفجرات وإعدادها من المواد الأولية القريبة من الأشخاص في حياتهم اليومية ، وكيفية وضعها ونشرها للغرض المستهدف .
ومن ذلك توضيح الخطوات المتبعة لإخفاء معالم الجريمة والتخلص من أدواتها وإتلاف كل ما يدل عليها أو على الجناة ، ومن ذلك عرض كيفية التهرب والوسائل المتبعة للتعمية على التفتيش ، ومن ذلك التشجيع على تعاطي المخدراتوإظهار المتعاطين بمظهرالبطولة والقوةوالذكاء وتوضيح وسائل وطرق تعاطيها ، وكل تلك المشاهد لها متابعوها من مختلف الشرائح والأعمار ليصيروا فيما بعد عصابات مدربة تدريبا عاليا من خلال المشاهد التي حفظوا خطواتها ثم سعوا إلى تطبيقها في ممارساتهم .
إننا ندعو القائمين على الفضائيات المختلطة التي يمثلون بها وجه الإسلام والمسلمين في كل قطر عربي أن يتقوا الله في رعيتهم وأن يراجعوا أوامر ربهم التي سيسألهم عنها يوم لقائه ، فماذا سيقول الراعي عندما يسأل عن رعيته ؟ هل سيقول : يا رب رأيت في منهجك عورا وفي شريعتك خللا ، ورأيت أن ما يبث في هذه الفضائيات على وضعها الحالي هو الأصوب والأفضل لمن استأمنتني عليهم ، وهو أجود شيء يعبر عنا وعن ديننا ودعوتنا للآخرين ؟
قال الحسن البصري : أتينا معقلَ بن يسارٍ نعودُهُ ، فدخل علينا عُبيدُ اللَّه بن زياد والي البصرة ، فقال له معقلٌ : أُحدِّثك حَديثاً سمعته من رسولِ اللَّه S فقال : ما من والٍ يَلي رعيةً من المسلمين فيموتُ وهو غاشٌّ لهم إلا حرَّمَ اللَّهُ عليه الجنَّة ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
قال ابن حجر معقبا : " ويحصل ذلك بظلمه لهم بأخذ أموالهم ، أو سفك دمائهم ، أو انتهاك أعراضهم وحبس حقوقهم ، وترك تعريفهم ما يجب عليهم في أمر دينهم ودنياهم وبإهمال إقامة الحدود فيهم وردع المفسدين منهم وترك حمايتهم ونحو ذلك " ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
وقال القاضي عياض في شرح هذا الحديث : " معناه بين في التحذير من غش المسلمين لمن قلده الله تعالى شيئاً من أمرهم واسترعاه عليهم ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم ، فإذا خان فيما اؤتمن عليه فلم ينصح فيما قلده ، إما بتضييعه تعريفهم ما يلزمهم من دينهم وأخذهم به ، وإما بالقيام بما يتعين عليه من حفظ شرائعهم والذب عنها لكل متصد لإدخال داخلة فيها ، أو تحريف لمعانيها ، أو إهمال حدودهم ، أو تضييع حقوقهم ، أو ترك حماية حوزتهم ومجاهدة عدوهم ، أو ترك سيرة العدل فيهم فقد غشهم " ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .



(1)أخرجه البخارى فى الأحكام ، باب من استُرْعِى رعيةً فلم يَنصَح (3176) .

(1)ابن حجر : أبو الفضل أحمد بن على العسقلانى الشافعى ، فتح البارى شرح صحيح البخارى ، 1379م ، بيروت ، دار المعرفة 13/128.

(2)النووى : أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري ، صحيح مسلم بشرح النووي 1392م بيروت ، دار إحياء التراث العربى ، الطبعة الثانية ، 2/166.

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:55 PM
الفصل الثاني

الفضائيات الإخبارية والمذهبية

*************************************

الفضائيات الإخبارية هي التي يغلب عليها الطابع الإخباري في برامجها وهذه الفضائيات غالبا ما تقدم نفسها على أنها فضائيات نزيهة محايدة ، أو ليس لها مصلحة مع طرف في نزاعه الآخر ، وأنها تعطي كل طرف فرصة إبداء الرأي وتوضيح وجهة النظر دون انحياز أو تمييز بغض النظر عن توجهاته الفكرية حتى لو كان ضيفها هو رأس اليهودية ، ولا بد أن نشير إلى طرف من إيجابيات تلك الفضائيات قبل أن نبين كيف يتسلل منها الغزو الفكري للعالم الإسلامي ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
·إيجابيات القنوات الإخبارية :
لم تتواجد هذه الفضائيات إلا من وقت قريب ، ولم يكن آنذاك في البلاد العربية إلا القنوات المحلية التي لم تكن معنية بصورة أساسية إلا بأخبار القادة في كل قطر ، فلما تطورت وسائل الإعلام وأدت إلى سرعة تداول المعلومات والآراء انقلبت الأوضاع رأسا على عقب وأحدثت هزة كبيرة في البلاد العربية وجعلتها مصدرا للقلق والخوف والإزعاج لعدد كبير من النظم الحاكمة .
وقد كان مجرد نشر مقال ينتقد أوضاعا هنا أو بث برنامج مرئي يكشف نقصا هناك يعني التعرض لبلاء يصعب تحمله ، لقد خرجت هذه الفضائيات عن دوائر التأثير الحكومي والسيطرة الرسمية فوسائل الإعلام العربية المؤممة والمملوكة للحكومات العربية أو المسئولين فيها أو لوكلائهم ظهرت عاجزة أمام فضائيات ذات تأثير خارج عن النطاق المعمول به لدى هؤلاء ، وأصبحت متنفسا للمغيبين عن عمد من قبلهم ، وأصبح تأثيرها الجمهوري ملحوظا على صفحاتها وفي برامجها .
هذا بجانب إتاحة الفرصة أمام مفكرين وكتاب وأصحاب رأي ممن ضاقت بهم أجهزة الإعلام الرسمية لطرح أرائهم وأفكارهم دون وصاية أو ضغط ، وإن كان الأمر لم يخل من تدخل هذه الجهة أو تلك ، إلا أن الظاهرة في مجملها واجهت هيمنة على أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة استمرت لعقود وكانت ذات تأثير كبير على الرأي العام .
وقد تنامى تأثير هذه الفضائيات بفعل الحرب الأمريكية في أفغانستان ثم احتلال العراق وحرب الإبادة الجارية للمسلمين في فلسطين ، وهذا يفسر العلة في أن هذا النوع الجديد من أجهزة الإعلام بدأ يكشف جوانب لم تكن معروفة من قبل ، وصار له دور في تحديد درجة الشفافية ومستواها ويتحدث بلغة كانت غائبة بشكل أدى إلى تراجع تأثير خطاب المديح التقليدي المنفر وانهيار منطق مداحي الملوك والسلاطين وأصحاب الفخامة ، وهذا بشر ببزوغ عصر تتلاشى فيه الهالة القدسية التي يحاط بها كل مسئول ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
·الغزو الفكري والقنوات الإخبارية :
تحتوي القنوات الإخبارية على سلبيات وثغرات تحقق ما يصبوا إليه الغرب في صراعه مع الإسلام ويمكن عرض أبرزها في النقاط التالية :
1- تعميق الهوة بين الحاكم والمحكوم ، فليس معنى التعبير عن الآراء وحرية الكلمة في هذه الفضائيات إحداث انقلابات ومنازعات في البلاد الإسلامية تؤدي إلى الفتك بالمسلمين المستضعفين واستجلاب قوى الغرب للدفاع عن الحكام ضد المحكومين فإن هذا مراد المتربصين من الغربيين وأساس تخطيطهم للوقيعة بالأمة .
2- في خضم الإعجاب بجرة الفضائيات وما تحدثه من تأثيرات فعاله في الواقع ، فإنها تقدم برامج لا تعبر عن هموم الفرد والأمة ، بل إن هذه البرامج تصب في واد وهموم الفرد والأمة في واد بعيد ، وكذلك احتوائها على برامج تبيح الشرعية للسفور والرضا بوضع السافرات من خلال المذيعات اللاتي يقدمن البرامج ونشرات الأخبار ، فقضية الحجاب لا محل لها عندهم والسعي لطاعة الله لا مجال له في فهمهم ، فهذه القنوات ما زالت تسير في صمت وفق استراتيجية شاملة وحاسمة تسعى إلى تغريب المواطن العربي المسلم ، وإشباعه بسلوكيات الغرب ومناهجهم ، والدعوة إلى الإعجاب بخوارقهم حتى يصبح مسخا كما أراد له الواقفون خلف أسلحة الغزو الفكري .
3- تقديم الفضائيات الإخبارية لمتحدثين إسرائيليين واستضافتهم لأكبر رجال دولتهم مع هالة من الاحترام تعطي انطباعا لدى المشاهد على أنه يمثل صورة حضارية وأن كيانه مشروع ، وهو في حقيقته محتل غاصب قاتل للمواطن العربي المسلم ، ففي دعوته للقنوات الإخبارية دعوة ضمنية لقبوله والتطبيع معه وتسهيل دخوله على قلوب المسلمين وإذهاب غيرتهم على أرضهم وعقيدتهم ، فالمتحدثالإسرائيلي يتم تقديمه أنيقا لبقا بلغة عربية غير هجينة ، وليس كما هو الحال في تقدم وسائل إعلامهم للمسلمين في كل مكان كقتلة وإرهابيين ومتخلفين متطرفين فنحن ما رأينا وما سمعنا أنهم استضافوا فلسطينيا أو عربيا أو مسلما ملتزما بدينه على شاشة دولة إسرائيل أو فضائياتها أو إذاعاتها أو أذرعها الإعلامية يقدم كما يقدم الإسرائيلي على قنواتنا الفضائية .
4- البرامج المفتوحة للحوار كالاتجاه المعاكس وما يدار في حوار العربية والمستقلة وغير ذلك على الصور الحالية من أكبر الأخطار التي تفعل ما لا يفعله جند مسلحين بأنكى أسلحة الغزو الفكري ، فربما تستضيف قناة الجزيرة علمانيا حاقدا على الإسلام أو حداثيا كارها للالتزام ليقابل داعيا إسلاميا أو مفكرا تقيا ، وبإخطاء فادحة من المحاور يبدو للنظر أن العلماني متفوق في فكره على الإسلامي ، والشيعي أصدق من السني ، والنصر الذي يحققه الحزب الفلاني فهو بفضل إيمانه بالمذهب الشيعي أو الفكر الماركسي أو الرأسمالي .
5- في خضم تفاعل المسلم مع البرامج المثيرة وانجذابه إلى جوهر الموضوع وإحساسه بأهمية المتابعة خصوصا إذا كانت الشخصيات البارزة في البرنامج لهم ثقل إسلامي أو انتشار ثقافي يهم المسلمين ، يشير مقدم البرنامج فجأة إلى فاصل إعلاني ، ثم يتابع بعده الموضوع ويذهل المشاهد الذي يخاف الله مما يراه في الإعلانات التجارية من خلاعة نسائية وانحلال أخلاقي وعرض المرأة بصورة كاسية عارية عليها بصمة الشيطان وكأن القناة ما أصبحت إخبارية بل انحلالية غربية ، والمشاهد في حيرة أيغلق التلفاز حتى تنتهي الإعلانات أم يغمض عينه ويغلق سمعه حتى يواصل المتابعة ، أمران متناقضان وضدان لا يجتمعان وقع فيهما المشاهد المحافظ على أوامر الله ، وهنا يكمن الغزو فمع مرور الزمن في بقاء القنوات الفضائية الإخبارية على هذا الحال يصبح الأمر مألوفا لطبقة المحافظين على إسلامهم ، فإما يتقبلوا هذا الوضع المتناقض الذي يسخط الله ولا يرضاه وإما يوصفون بأنهم متشددون متعصبون وسيظلوا متخلفين مع من ينادي بتحريم كل شيء .

(1)مثال ذلك : قناة الجزيرة القطرية ، ومنافستها قناة العربية ، وقناة ENN ، وقناة العالم الإيرانية ، وقناة المستقلة ، والنيل للأخبار ، وقناةNILSAT ، وقناة دبى الإخبارية ، وقناة دبى الاقتصادية ، وجانب من قناة أبى ظبى ، وقناة CNBC ARAB ، وقناة الإخبارية ، وغير ذلك من الفضائيات المشابهة ، انظر المزيد عن هذه القنوات فى ملحق مجلة الأهرام العربى العدد 17، بتاريخ 27/72002 ، ص30 وما بعدها .

(1)دياب : محمد عبد الحكم ، مقال بعنوان : أكاذيب إعلامية لنشر ثقافة العجز وتجريم المقاومة ، انظر بتصرف : http://alarabnews.com/alshaab/GIF/12.htm

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:56 PM
- إذا كان صحيحا أن بعض هذه الفضائيات قد ألقت بحجر في مياه الإعلام العربية الراكدة والآسنة مما أحدث تموجات وانقلابات متتالية في مزاج الجمهور الباحث عن الحقيقة والموضوعية والتسلية الهادئة والهادفة ، فإنه صحيحا بالقدر ذاته أن هذه الفضائيات استهدفت منذ البداية صناعة بنية مزاجية ونفسية ومعنوية للمواطن العربي المسلم تؤسس لثقافة معولمة ولحالة عربية مبهورة أسيرة ومسلوبة للثقافة الغربية ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
7- انعدام الثبات على المفاهيم والقيم الإسلامية في عرض البرامج المعدة فهي كما يصرح بعضها بكل ألوان الطيف لا هوية لها ، ولا مانع عند معد البرامج أن يجلس بين يديه أرذل الخلق من حثالة الأدباء والمفكرين معاكسا في وجه أعلم الخلق من المؤمنين الموحدين ، مستويان رأسا برأس حتى لو كان الأول مفلسا صفر اليدين لا يساوي في سوق الفكر فلسا أو هللة ، ولا مانع عندهم من تقديم أصحاب الفكر الخبيث رجالا ونساء علمانيين أو حداثيين أو متحررين من كل دين أو مفتونين بكل ما هو غربي ، يقدموا على أنهم ضيوف في البرنامج يعبرون عن أفكارهم وكما يحلو لهم مما يدغدغ مبدأ الولاء لقضية الإسلام والالتزام به في نفوس المشاهدين وتدفعهم بالضرورة إلى التحرر من ضوابط الشرع عند النظر إلى الآخرين .
8- نظرا لأن الهدف من إنشاء بعض هذه القنوات ليس خالصا لخدمة الإسلام والمسلمين فإن تأثيرها الفعال الذي أحدثته في البيئة العربية ولد ردود فعل من قبل الآخرين لإنشاء قنوات مقابلة بأموال مسلمة كإنشاء قناة العربية ردا على قناة الجزيرة ، أكثر من ستين مليون دولار تنفق سنويا على هذه القناة ، ولا ينفق عشرها على قناة إسلامية فضائية تتبناها دولة عربية للدعوة إلى الإسلام في العالم ، فهل خدمت هذه القناة قضية الإسلام والمسلمين ؟ إن القائمين على هذه القناة هم القائمون على أخطر القنوات غزوا وتدميرا للإسلام في نفوس المسلمين وهي قناة mbcكما أنهم واكبوا قناة العربية بنذير سوء يبث سموم الغرب في بلاد المسلمين ، أنشئوا قناة أخرى عاهرة فاجرة لعرض الانحلال الخلقي الغربي في أفلام متواصلة على مدار اليوم والليلة ، وهي قناة mbc2، فلمصلحة من أنشئت هذه القنوات ؟([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
·الغزو الفكري والفضائيات المذهبية :
استغلت بعض الدول والأحزاب التي تتبنى مذهبا معينا أو فرقة من الفرق استغلت الفضائيات لنشر أفكارها والتعبير عن أرائها بصورة أكثر جرأة من مؤسسي المذهب أنفسهم ، وسوف نركز على بعض الفضائيات العراقية الجديدة بعد الاحتلال الأمريكي ، والإيرانية التي تبث بالعربية والفارسية والإنجليزية ، وقناة المنار التي يتبناها حزب الله الشيعي والقنوات الصوفية التي تبث عبر الأقمار الأوربية والكندية وغيرها .
فالشيعة هي تلك الفرقة التي زعمت أن عليا هو الأحق في وراثة الخلافة دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين ، وقد أطلق عليهم الإمامية لأنهم جعلوا من الإمامة هي القضية الأساسية التي تشغلهم ، وقد تسمى أغلبهم بالإثنى عشرية لأنهم قالوا باثني عشر إماما ، دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم ، كما أنهم يمثلون القسم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم ، وهم يعملون من خلال وسائلهم المتعددة وخصوصا الفضائيات والإنترنت والبرامج المدمجة لنشر مذهبهم في العالم الإسلامي بلهفة وحماس ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
فإعلامهم الفضائي يبرز عوامل القدوة للمشاهدين في اثني عشر إماما ويحيطهم بهالة من العصمة والتقديس والغلو ، ويبالغ على وجه الخصوص في آخرهم وهو محمد المهدي بن الحسن العسكري ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر والإمام الغائب حتى أصبح له جيشا معقودا يعرفه الناس من خلال الفضائيات وهو جيش المهدي الذي سيقوده عند ظهوره كما يعتقدون .
وأغلب برامج هذه الفضائيات وخصوصا الإمام الغائب تدور حول الأئمة وعصمتهم ومنهجهم وشريعتهم في الحياة وتدعيم دعواهم في أن المهدي المفقود قد دخل سردابا في دار أبيه بِسُرَّ من رأى ولم يعد ، وغير ذلك من الدعاوي المرفوضة من قبل الباحثين المحققين ، والعجب أن تشاهد في أحد برامجهم التي عرضت في قناة المنار أستاذا جامعيا طبيبا على أرقى المستويات العلمية ، يستدل على وجود الإمام الغائب في السرداب بأنه منوم من خلال عملية تشبه عملية تجميد الخلية ، فالعلم أثبت أن الخلية إذا جمدت في درجات معينة فإنها لا تموت ، وإذا عادت إليها الحرارة بعد مئات السنين فإنها تعود صحيحة سليمة ، وهذا كله أولى به المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري الذي يخرج في آخر الزمان عندما يأذن الله له بالخروج ، وأنه حين عودته سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما وسيقتص من السنة النواصب خصوم الشيعة .
وفضائياتهم تنقل مظاهر الاحتفال بأعيادهم كعيد غدير خم ، وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويفضلونه على عيدي الأضحى والفطر ويسمونه بالعيد الأكبر ، وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة ، وهو اليوم الذي يدعون فيه بأن النبي S قد أوصى فيه بالخلافة لعلي من بعده ، ويعظمون أيضا عيد النيروز وهو من أعياد الفرس ، وبعضهم يقول غسل يوم النيروز سنة ، ولهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول الذي قتل فيه عمر بن الخطاب t .
كما أنهم يقيمون حفلات العزاء والنياحة والجزع وتصوير الصور وضرب الصدور وكثير من الأفعال المحرمة والمخزية التي تصدر عنهم في العشر الأول من شهر محرم معتقدين بأن ذلك قربة إلى الله وأنه يكفر سيئاتهم وذنوبهم في حق آل البيت ، ومن يشاهد فضائياتهم التي تنقل وقائع الاحتفالات في المشاهد المقدسة لديهم في كربلاء والنجف وقم فسيرى من ذلك ما يندى له الجبين .
أما علاقة هذه القنوات بقضية الغزو الفكري فإنها أحدثت فتنة عند كثير من الجاهلين بالمذهب الشيعي عندما رفعت الشعارات الإسلامية مقترنة بالثورة الإيرانية ، ومحاولة تصدير أفكارهم إلى العالم الإسلامي تحت مسمى التقارب بين الشيعة والسنة ، وإظهار التقية بإيحاء الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي المعاصر ، وإظهار العداء الكامل للغرب الصليبي والدولة الصهيونية ، وهذه الصورة التي تبث لعامة المسلمين العرب تختلف عن الصورة التي تبث باللغة الفارسية ، ولعل وضع قناة المنار التي تعبر عن حزب الله الشيعي قد أسهمت بشكل فعال في اختلاف المثقفين حولها ومتابعة برامجها ، فطائفة تتابعها إعجابا بما حققه حزب الله من انتصارات على اليهود وإخراجهم من لبنان وطائفة أخرى تفهم خطورة المذهب الشيعي وكيف أنها تبث من خلال برامجها الطعن في أصول السلف .

(1)عارف سليمان فضائيات تتولى التطبيع : www.alhadaf.cc/old1/moon.htm (http://www.alhadaf.cc/old1/moon.htm)

(1)انظر الروابط التشعبية الآتية :
http://www.alshaab.com/GIF/18-10-2002/a20.htm .
http://www.al-mashreq.org/mashreq/20...c/uae/sub2.htm (http://www.al-mashreq.org/mashreq/2003/arabic/uae/sub2.htm) .
http://www.alwatan.com/graphics/2003.../heads/ft8.htm (http://www.alwatan.com/graphics/2003/02feb/17.2/heads/ft8.htm) .

(1)للتعرف على المذهب الشيعي انظر : الفرق بين الفرق للبغدادي ص22 ، والملل والنحل للشهرستاني 1/169، وللتعرف على المذهب من وجهة نظر الشيعة انظر برنامج المعجم الشيعي الإصدار الثالث ، فقد شمل أغلب مراجع المذهب الشيعي .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:56 PM
وفي الآونة الأخيرة قدمت الفضائيات الإيرانية طفلا إيرانيا صغيرا حفظ القرآن الكريم على أنه معجزة المعجزات ، هذا الطفل يدعى السيد محمد حسين الطباطبائي ويلقب بعلم الهدى ، استخدمه علماء الشيعة كصورة ينقلونها للسنة في إثبات أن الشيعة لا يهملون القرآن وأنهم يحفظونه ولا يقولون بتحريفه كما هو حقيقة مذهبهم ، فهم سلطوا الضوء على هذا الطفل في فضئياتهم لا من أجل القرآن بل فرحا بحجة تسهم في إسكات أهل السنة ومنعهم من لومهم بسبب إهمالهم القرآن ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
إن تسمية الشيعة لهذا الطفل بالمعجزة أكبر دليل على أن حفظ القرآن عند الشيعة من الأمور المعجزة الخارقة للعادة ، أما عند أهل السنة فليس بمعجزة أن يحفظ أطفالهم القرآن الكريم ، بل هذا من الطبائع والعادات المألوفة في كل مجتمعات أهل السنة ، وبينما الشيعة تفتخر بهذا المعجزة على الفضائيات ، إذ بخبر ينشر بين عوام الشيعة وخاصتهم تتناقله وسائل الإعلام مفاده أن الطفل المعجزة مختف هذه الأيام ولم يعد يخرج على التلفاز والفضائيات كما هو الحال كل يوم ، فماذا حدث للطفل المعجزة ؟ يقول الخبر إنه معتقل في سجن سري بأمر من المسئول الأكبر ووالد الطفل يعلل أن السبب في اعتقاله أن ابنه شاهد في منامه النبي S يقول له : يا ولدى أهجر هؤلاء الحكام لأنهم على ضلالة ، ودينهم ومذهبهم ليس مذهبي وليس ديني وأنا بريء منهم ، فقام الطفل ببراءته وصعد المنبر وأخبر بالرؤيا التي شاهد فيها الرسول S ، فضج الناس ووصل الخبر إلى مرشدهم الذي بدوره أمر باعتقال الطفل وإخفاءه ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
وقد نشرت مجلة المنبر الشيعية هذا الخبر بعد تكتم شديد حرصا من الرافضة على كتمان كل ما يسيء لهم ، تقول المجلة : " اشتداد الحصار على علم الهدى وفشلت كل محاولات الاتصال به ، ولا يزال الطوق الأمني الصارم محيطا بقضية اعتقال المعجزة القرآنية وسط أجواء من الذعر والقلق في الحوزة العلمية ، وبات في حكم المؤكد أن ثمة مكروه يتعرض له السيد علم الهدى الذي لا يزال مغيبا عن الأنظار منذ أشهر خاصة أن جميع محاولات الالتقاء به أو محادثته ولو هاتفيا باءت بالفشل إذ يجيب والده على الاتصالات الواردة إليه في هذا الشأن بقوله : إن ابننا لا يقطنعندناحالياوهو تحتنظر السيد القائد ومرتبط ببرامجه ، وتتساءل الأوساط المهتمة عن مكان تواجد علم الهدى الذي لا يزال بعيدا عن منزله ووالديه ، فيما تؤكد مصادر أنه لا يزال محتجزا وسط حراسة أمنية مشددة ، مشيرة إلى أن كل من يحاول تحري أمره يتعرض لملاحقة أجهزة المخابرات الإيرانية والمضايقة الأمنية " ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
فالإعلام الشيعي في فضائياتهم لا يقدم إلا ما يخدم التشيع ويساعد على نشره في الأوساط السنة ، أما قضية التمسك بالكتاب والسنة واحترام الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فهذه القضية لا محل لها عندهم ، بل إن بعض الفضائيات السنية تأثرت بهذا الغزو الشيعي وجعلت من رؤوس الشيعة مصدرا للفتوى ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)) .
ويبدو أن العولمة قد امتدت آثارها حتى لحقت بالفقه والأحكام الشرعية حيث اختلط الحابل بالنابل والسني بالشيعي والسلفي بالتنويري والوزر الأول في ذلك يرجع إلى الفضائيات العربية التي أتاحت الفرصة لظهور الكثير من الرموز التي لم تكن معروفة أو مسموعة من قبل .
إناهتزازالثوابت الإسلامية وتمييعها لهو خطر يتهدد الإسلام والمسلمين ويخدم فكرة الغزو التي خطط لها ومارسها الأعداء ، فهوأشبه بمد كاسح لو ترك لن يتوقف إلا عند آخر معلم من معالم الإسلام ، إن غاية مايفعلههؤلاء وأولئك أنهم يهدمون الإسلام ولكن باسم الإسلام وعلى ضوء اعتيادبابا الفاتيكانعلى زيارة بلاد المسلمين في الوقت الراهن ، قد يأتي علينا يوم نرى فيه إحدى الفضائياتتقدم لنا برنامجا دينيا بعنوان فتاوى الفاتيكان ([5] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn5)) .
ولعل ما أقدمت عليه قناة المستقلة الفضائية من طرح الحوار الصريح بين السنة والشيعة طيلة شهر رمضان 1423هـ ، كشف بوضوح زيغ الشيعة ، وما عليه علماهم من تقية وإضلال عند بداية الحوار ثم تهجم أظهر عقيدتهم وكشف عن بغضهم المكنون في قلوبهم لأصحاب النبي S وكل ما يؤيد حبهم ، حتى وصل الأمر ببعض علمائهم إلى تحريم النظر إلى الفضائية المستقلة ، ومن يتابع الفضائيات الشيعية سوف يجد الكثير من القضايا التي أشرنا إليها آنفا .
أما الفضائيات التي تبث الفكري الصوفي في البلاد الغربية فإنها عمدت إلى أسوأ ما في التصوف والصوفية لتقديمهم للغربيين كصورة منفرة للإسلام والمسلمين ، ومن هنا نجحوا في تعميق الكره والبغض لدى الإنسان الغربي ، وقد رأيت في كندا في أحدى القنوات الفضائية ما يندى له الجبين ، إذ أن الفضائيات الكندية أعطت أحد الطرق الصوفية برامج مفتوحة لساعات طويلة يعبرون فيها عن الأفكار والمعتقدات التي جاء بها الإسلام ، وهم يعلمون أن هذه الطرق الصوفية البدعية مثال للجهل والتخلف ، فنقلوا صورة حية بإخراج تشمئز منه النفوس البشرية ، نقلوا حلقات الذكر الصوفي وصورة الصوفية وهم بين المسابح يتراقصون والرجال والنساء مختلطون ، يميل الرجل على المرأة وتميل المرأة على الرجل ثم يظهر مخرج البرنامج على شاشة التلفاز عبارة : " التصوف قلب الإسلام " ، ثم تنتقل الكاميرا مباشرة من قلب الحدث في كندا لتنقل صورة للمزدحمين العاكفين على قبر الحسين t في القاهرة أثناء احتفالهم بمولده ، كيف يطوفون ويعفرون الخدود في التراب ؟ وكيف يقبلون في ذل وخضوع الحجارة والأعتاب ؟ وكيف ينام الناس بالآلاف على الأرصفة وفي الطرقات وأمام المارة والسيارات في صورة مذرية تدل على حقارة الإنسان عند المسلمين ، بل الأبشع من ذلك أنهم صوروا في هذا المولد بعض أفراد الطرق الصوفية يرفعون أعلام طريقتهم الرفاعية وهم يسحبون بقرة تقدم قربانا لضريح الحسين t ، فلما اقتربوا من الضريح اجتمع هؤلاء على البقرة لذبحها أمام الناس في الساحة بين النائمين والمريدين ، وبالفعل ويا للحسرة ذبحوها وسال دمها حتى لطخ المارة والجالسين ، وتهافت الناس على الذبيحة متلهفين متكالبين طمعا في قطعة لحم من هذا القربان ، هذه الصورة رأيتها بعيني تبث في الفضائيات الكندية تحت شعار الحرية ومنح الصوفية فرصة للتعبير عن الإسلام .
لقد بدى للمشاهد الغربي أن تقديس المشاهد والبناء على القبور والعكوف عليها صار معلما من معالم الديانة الإسلامية ، والرسالة التي تبقى في خلفية الفرد في المجتمعات الغربية ، أنه لا فرق بين الصوفية المعبرة عن الإسلام أو السلوكيات الشيعية أو غيرها ، وبين من العقيدة البوذية الوثنية ، فوسائل الإعلام الحاقدة تنقل وتقدم هذا التقديس على أنه صورة الإسلام وبالتالي وضعوا جدارا مانعا لنشر الإسلام في الغرب .

(1)[1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftnref1)http://www.14masom.com/menbar/6/02.htm

(2)مجلة المنبر الشيعية ، العدد الرابع ، جمادى الآخرة ، 1421هـ ، ص 24 .

(1)السابق ، نفس المكان .

(2)http://www.islammemo.com/mesbar/mesb...sbarfile64.htm (http://www.islammemo.com/mesbar/mesbar_files/mesbarfile64.htm) .

(1)إحياء الفكر الدينى الاستاذ منصور بن بدر الشملانى الموقع السابق على الإنترنت .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:57 PM
الفصل الثالث

الفضائيات الانحلالية وال*****ة

*************************************

أولا : الفضائيات الانحلالية .
أقصد بالفضائيات الانحلالية القنوات العربية التي لا تراعي حرمة لدين ، ولا مبادئ أخلاقية ولا قيود اجتماعية ، بل هي حرب فضائية وغزو جديد ، غزو الشهوات والكأس والمخدرات ، غزو المرأة الفاتنة والرقصة الماجنة والشذوذ والفساد ، غزو الأفلام والمسلسلات والأغاني والرقصات وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات ، إنه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم واستحلال لحرمة دينهم ، ومجاهرة بالكفر البواح لربهم ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
ليس أهم سلبية في هذه القنوات محصورة في مجرد صورة فاضحة متحركة للإعلان عن جسد عار لفتاة عربية تسوق نفسها من خلال برامج تمارس فيه استعراض الجسد في أشكال مختلفة تحت ستار ما يطلبه المشاهدون من أغنيات وفيديو كليب أو مسلسلات مدبلجة أو عروض أزياء أو مسابقات لملكات الجمال الفاسقات عربيات وأجنبيات وهن شبه عاريات ، أقل ما يقال عن ذلك أنه تصوير حي لانحطاط الأخلاق وانحلال القيم واتهام مقصود للمسلمينللعرببأنهمظاهرةجنسية ، وذلك عبر تمويل عربي أمي جاهل بعواقب الكسب غير المشروع أو جيش من النصارى يهيمن على البرامج في تلك الفضائيات ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
في القنوات الغربية الجادة يستحوذ الصحفي على إدارة برنامج ما ربما يحمل اسمه بحكم تميزه وعمق تجربته وخلفيته الثقافية وقدرته الفريدة كمحاور ، استنادا إلى رصيد هائل من المعرفة ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) ، أما في هذه الفضائيات فالعكس هو الصحيح ، ففي الوقت الذي تتشبث فيه المحطة الجادة بالمذيع كلما كبر في السن فإن الفضائيات العربية الانحلالية ترمي بالمذيعة قبل ظهور التجاعيد على وجهها .
إن هذه القنوات تمثل النموذج الأمثل للإعلام الذي يشجعه الغرب في بلادنا بكل سبيل لأنه يسيء لنا ويطعن في هويتنا ويخدم أعداء المسلمين بتمويل من العرب أنفسهم ، وليس بعد ذلك غزو وانتحار للذات التي شرفها الله بوجودها في بيئة مسلمة ، ولنحاول أن نحدد بصور أكثر دقة الآثار السلبية التي تنجم عن هذه الفضائيات وتسهم بشكل سريع وخطير في غزو عقول الأمة وإهدار كرامتها :
1- المحاربة لله عز وجل ولدين الإسلام ونبي الرحمة والهدى حيث إن كثرا من الفضائيات الانحلالية تدعم من قبل الدول الغربية ماديا وثقافيا فأغلب برامجها نقل مباشر للصورة الحية لحياة الكفار وأحلامهم وطعامهم وشرابهم ، والموضة في ملابسهم ، ووسائل ترفيههم ، وتفاهة أفكارهم وانحلال أخلاقهم ، فهي أسلحة موجهة ومسلطة على محاربةالإسلام وأهله وتشويه صورته والنيل من أبنائه وإبعاد الناس عنهم ، ويكفي النظر إلى الأسماء التي تظهر على الشاشة لمعدي البرامج والمشاركين والمخرجين لتعلم أن أغلبهم من النصارى المدعومين بالإمكانيات من قبل الغرب لإهلاك الجيل وتقويض الهويته الإسلامية .
2- الدعوة المحمومة للتفسخ الأخلاقي وال*****ة والمجون ، والتبرج والاختلاطوالسفور والحرية البهيمية ، وذلك من خلال الأفلام الماجنة الانحلالية والمسلسلات الهدامة وما تجره من تأثير سلبي على الشباب والفتيات ، فقد حدث تبديل سريع في نوعية الحجاب المستخدم من قبل الفتيات في البلدان الإسلامية المحافظة تم تطور هذا الحجاب بشكل واضح وملفت وتحول من لباس للتستر إلى لباس للزينة والاستعراض الجسدي ثم التخفيف منه عبر اختراع موديلات جديدة يقدمها النصارى في هذه الفضائيات ، فترى المرأة التي تنتمي لأسرة مسلمة وتأثرت بهذا الغزو قد كشفت عورتها وحزمت أردافها وجلدتها وأظهرت سريرتها وسرتها ، لقد تطور لباس الفتيات سواء اللباس المنزلي منه أو اللباس الذي يرتدي عند الخروج بحيث تجد أن اللباس الذي تلبسه فاسقات الفضائيات الانحلالية يرتدينه الفتيات العربية والخليجية مباشرة ، مما أدى لانحسار أنماط اللباس الإسلامي واحتشام المظهر .
3- نشر البرامج التي تدعو إلى الاحتفال بالأعياد المحرمة كعيد رأس السنة وعيد ميلاد المسيح وعيد الزواج وعيد الميلاد ، ويصاحب كل حفل شرب الخمر ومماسة الكاسات وتفجير زجاجات الخمر والدعوة إلى ترويج المخدرات والمسكرات والسموم والآفات القاتلة من خلال تقليد السلوكيات التي تبث في الأفلام والمسلسلات .
4- بعض برامجها الاجتماعية تورث التمرد على الدين والأخلاق والعادات والتقاليدالحسنة الموروثة عن الآباء والصالحين ، مثل الترابط الأسري والاجتماعي وبر الوالدينوصلة الأرحام وحسن الجوار والشفقة بالضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام ، والكرموالشجاعة والأمانة وغير ذلك من الأخلاق الطيبة والسجايا الحسنة ، وفي المقابل تدعو هذه الفضائيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الأخلاق السيئة كالظلم والكبر والعجب والسرقة ، والقتل والضرب والخيانة وتضييع الأمانة وغير ذلك من الأخلاق السيئة .

(1)مثال ذلك أغلب الفضائيات اللبنان كقناة المستقبل FUT ، وLBC ، وMTVNEWTV ، وقناة لبنان TL، وقناة NBN ، وقناة دريم الأولى والثانية والأولى أفجر من الثانية ، وقناة عجمان ، وقناة هى Heya، وقناة strike ، وقناة zen ، وقناة روتانا ، وروتانا كليب ، وقناة ُETV، وقناةhits melody ، arabiamelody ، وقناة MTC ، وقناة نجوم Nojoom ، وقناة mbc1 ، وقناة mbc2 ، وقناة mazzika ، وقناة EDTV33 ، وقناة EDTVdrama وقناة Niletv ، وقناة عين ، وقناة ASNshopn ، وقناة MUSIC PLUS وقناة nagham ، Star Academ ، وقناة 2M Maroc ، وقناة Bahrain55 وانظر المزيد في ملحق مجلة الأهرام العربى ، العدد 19 بتاريخ 10/8/2002 ، ص 29 وما بعدها .

(1)الاحيدب : محمد بن سليمان ، عن مقالته بعنوان : أرقام الفضائيات الهابطة أولى بالحجب، انظر بتصرف http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.asp .

(2)خذ على مثلا استحواذ لارى كنج على مسمى برنامجه المباشر في شبكةCNN.

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:57 PM
http://img101.imageshack.us/img101/1776/basmalacw7.gif
5- الآثار الصحية على المخ والأعصاب والنظر والتفكير لمن يطيل المتابعة لتلك المحطات مما يحدث الإرهاق والكسل والخمول خاصة في النهار بسبب السهر عليها في الليل ، فيحدث ذلك خللا في التحصيل العلمي والعمل الوظيفي والقعود عن النهوض بالأمة ورعايةمصالحها والتخلف عن أداء الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين .
6- الأفلام التي تعني بالسحرة والمشعوذين والكهنة والدجالين وما فيها منالشركيات فاقت في هذه الفضائيات ما حدث في عصور الجاهلية بمئات المرات ، فهذه القنوات في الآونة الأخيرة حملت لنا أفكارا خطيرة طالما حاربها رسولالله s وحث أتباعه من تجنب الوقوع فيها أو اللجوء إليها ، فمن ذلك الكهانة والرجم بالغيب وقراءة الطالع أو ما يسمى بالأبراج ، فنرى هذه الأيام وللأسف الشديد أنالأمر أصبح موضة ومنافسة بين بعض هذه الفضائياتالتيخصصت برامج وحلقات للأبراج والتوجه للمشاهدين ومحاوراتهم ومشاركتهم لمعرفة أسماء أبراجهم وتحديد يوم وتاريخمولدهم لإعطائهم تحليلا عن أحوالهم وحياتهم والتنبؤ بمستقبل أيامهم ، بل زاد البعض بإحضار بعض السحرة المعروفين على نطاق العالم العربي ، والذين يتصلالمشاهدون بهم ويحضر هؤلاء السحرة ما يسمونها بالبلورة ، ويتحدثون مع المشاهدين ويحدثونهم عن أحوالهم وأوضاعهم من خلال البلورة التي يستكشفون بها أحوالهم ، وأنها سوف ترفع السحر عنهم وتحل مشاكلهم في أمور لا يقدر عليها إلاالله ، من رزق أو عطاء أو كشف سوء أو شفاء ، وللأسف كثير ما تنطلي هذه الخرافات على بعضالسذج من الأمة الذين لم يحصنوا أنفسهم بعقيدة سليمة .
7- الاتصال بهذه القنوات من قبل فئة مستهترة ينتمون إلى أفضل البلاد محافظة على الإسلام والعمل بأحكامه ، يقوم من خلاله المتصل بتقديم إعجابة بمقدمة البرامج وجمال شحمها وإبداع لحمها ، ويقدم إهداءاته إلى نسائه وأقاربه ، سواء كانت أسماء وهمية أو حقيقية ، هذه الاتصالات الكثيرة والمتكررة تحمل غزوا فكريا يعطى انطباعا بأن هذه البلاد المتمسكة بدينها لا يرغب شعبها في الإسلام بل يرغب في أن تكون المذيعة على هذا الأنموذج وأن ذلك هو المطلوب لبنات جنسه ، فهذه إساءة للكل عبر تصرفات البعض يجب عدم التقليل من أهميتها .
8- تغيير نمط تفكير الشباب لمفهوم الهوية والعادات والتقاليد ، فلم يعد ينظر باهتمام بالغ للهوية الإسلامية وخاصة من قبل الذكور ، بل بات الأمر الهام لدى الشاب والشابة تحقيق السعادة والمتعة ، وكيف يجاريان فتيات الفضائيات في تغنجهن وفسقهن ودلالهن ولباسهن ومكياجهن الأنيق ، وبالتالى ضعفت العلاقة بين الشباب وبيئتهم المحلية ، وباتوا ينظرون لما هو موجود في الخارج من أنواع الفساد العصري ، ويبحثون عن نمط الحياة والمعيشة والعلاقات كما تعرضه لهم الفضائيات الانحلالية وهذا كله قاد في وقت قصر إلى تبديل المستوى الفكري لرؤية المفاهيم كالهوية والقيم والأخلاق والالتزام .
9- سعت هذه الفضائيات إلى تحويل ثقافة الجيل نحو مناحي استهلاكية غير منتجة ، وذلك عبر إغراقه في بحر من الإعلانات التجارية ذات النكهة الشبقة الحارة ، وعبر تقديم نماذج سلوكية لشباب على الطراز الأوربي أو العبثي ، أو الشباب المستمتع بحياته وملذاته فقط ، مما يجعل شبابنا مقلدا ومنقادا بشكل لا شعوري نحو هذه الثقافة ، اعتقادا منه بكمالها وصحتها ومقدرتها على إسعاده بينما هو يسير نحو الهاوية .
10- من السلبيات التي تضاف إلى تأثير هذه القنوات الانحلالية إضعاف العلاقات الاجتماعية ، وانعزال الفرد وانزوائه في ركن ، ممسكا جهاز التحكم من بعد يتصفح مئات الفضائيات وما يبث فها من أنواع الخلاعة والأفلام والمسلسلات ، يبحث عن وجبة من الشهوات واللذة في رؤيته المحرمات ، فمثل هذه الممارسات جعلت الشباب أمام تناقضات اجتماعية شديدة حادة ، حيث يمارس الانضباط أمام عوام الأفراد والجماعات ويتحلل منه في عالمه الذاتي أو مع خواص الأصدقاء، فظهرت لدينا شخصية مزدوجة بسلوكين متناقضين للغاية .
11- من كثرة المتابعة وإدمان البرامج التي تبث في تلك القنوات ظهر صنف من النساء خالفن فطرة الله ، وتخلقن بصفات لا تليق بطبيعة الأنثى التي خلقها الله لتتميز بها عن طبيعة الرجل ، يحسبن بزعمهن أنهن أصبحن كالرجال بحسن التدبير وحرية التصرف ، والفردية في مواجهة الحياة ، والتنافس على الأعمال والخوض في مجالات تخص الرجال ولا تليق إلا لهم وبهم ، فواجه ذلك الصنف من النساء من العنت والضيق الشيء الكثير ، وحصلت لهن المشكلات النفسية والجسدية ومضايقة الرجال والتعدي عليهن ، وأصبحن منبوذات يمقتهن أزوجهن وأبناؤهن .
وقد بدت من تلك المظاهر التشبه بالرجال في اللباس ، وكذلك لبس أحذية تشبه أحذية الرجال ، وللأسف الشديد انتشرت في الأسواق أحذية غريبة الأشكال قبيحة المنظر ، يتنزه الرجل العاقل عن لبسها ويزعمون أنها أحذية نسائية ، ومع ذلك يوجد إقبال كبير على شرائها من قبل النساء تحت شعار الموضة ، هذا في المقابل أتى على الالتزام بالحجاب الشرعي الذي هو غطاء الوجه الساتر والعباءة الفضفاضة التي توضع على الرأس من أعلى ، ومن بقيت متمسكة بحجابها حياء من زوجها أو مجتمعها غيرت من معالمه فوضعت غطاء للوجه شفاف فاتن ، وعباءة مزركشة مطرزة توضع على الكتف ، تفتن أكثر من أن تستر ، أو تلبس ما يسمى بالكاب الذي يظهر تفاصيل جسم المرأة وكأنه ثوب رجل ويكون إما مزين أو خفيف ، ومع ذلك كله لا تهتم بستر جسمها أو تغطية وجهها عن الأجانب ، فيظهر جزء من لباسها وتكشف وجهها أحيانا دون مبالاة ، فظهر نقاب الموضة وملابس المحجبات التي تكشف عن هوية مدغدغة ، فلا هي خلعت برقعها أو ألقت البيشة عن وجهها ولا هي التزمت به كما أمر ربها بل هي في تقلب وشتات ناجم عن متابعتها لمثل هذه الفضائيات .
12- أثرت هذه القنوات بطريقة التقليد المباشر أو غير المباشر في كثرة خروج المرأة من البيت لغير حاجة ، إما مع السائق أو في سيارة الأجرة ، أو تقود السيارة بنفسها في كثير من الدول ، أو على قدميها حتى ولو كان المكان بعيدا عنها ، فهي خراجة ولاجة لا تهتم ببيت ولا أولاد ولا تقيم لذلك وزنا ، زعما أنها تحاول أن تكون امرأة عصرية متطورة تمارس الحرية بشكلها المرسوم في القنوات الانحلالية ، مع أنه يمكن لأحد من رجال الأسرة أن يقوم بعملها دون الحاجة إليها ، كل ذلك رغبة في مزاحمة الرجال ومخالطتهم في الأسواق والأماكن العامة وتتكلم مع الباعة في ميل وخلاعة وتتعامل معه كأنه أحد محارمها .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:57 PM
- قلة الحياء فقد نزعت أغلب النساء الحياء من شخصيتهن وأخلاقهن ، فالمرأة التي تدمن الفضائيات ، أصبحت كالشجرة بلا لحاء مصيرها إلى العطب أو الموت السريع ، فالمسترجلة تتكلم في كل موضوع وتتحدث مع كل الناس وتذهب إلى كل مكان بلا حياء ولا خلاق ترفع الصوت بالكلام ، وتجادل الرجال بلا ملام ، صوتها عال يسمعه البعيد قبل القريب ، مع أن المرأة من سماتها في الإسلام خفض الصوت والبعد عن محادثة الأجانب ، بل إن بعضهن يمشين في الطرقات والأسواق مشية الرجل بقوة وجلد ، وتتمثل المرأة منهن حركات الرجل التي تظهر الصلابة والخشونة بل وصل الحال ببعضهن أن تشارك في أندية الكاراتيه والكنغفو ورفع الأثقال وألعاب القوى ، ومختلف الأنواع الرياضية رغبة في الميدليات الذهبية ، وتحصيل البطولة في الدورات الأولمبية ، أو تقلد تمارين الصباح التي تبث في القنوات الانحلالية ، ولم تعد الواحدة منهن تقبل أن تكون تحت قوامة رجل أو تصرف ولى ، تريد حرية التصرف المطلقة دون إذن أو مراعاة رجل البيت ، وفى ظل قوانين الخلع أصبح الزوج مهددا بالفراق والطرد لو أنكر عليها .
14- انعدام الغيرة من قبل أولياء الأمور فلا يمنع الزوج زوجته أو ابنته مخالفتها لأمر الله في الحجاب واللباس ، ولا ينهاها عن التصرفات والأفكار التي تليق بها ، بل يسعده أن تظهر أمام الأجانب أو تخرج إلى الشارع والأسواق وهى لابسة لباسا ضيقا يحدد جسمها ووصفها لمن أراد ، بل يفتخر بأن زوجته أو ابنته جميلة مثيرة جذابة ، وهذه الظاهرة مع الأسف انتشرت في المجتمعات الإسلامية .
والعجب أنه في وسط هذا الانحلال الخلقي الذي تقدمه هذه الفضائيات تستضيف بين برامجها المنحلة نوعية معينة من السوبر دعاه المناسبين لهذه الفئة في رمضان والاحتفالات البدعية لتذر الرماد في عيون المنكرين ويكون الداعي بدعوته في هذه الفضائيات الانحلالية مسخرة المشاهدين ، ففي أثناء حديثه تأتى الفواصل الإعلامية الانحلالية لتقول للمتابعين : إن كبار مشاهير الدعاة لا يمانعون فيما نقدمه للمسلمين وكل ذلك طبعا يزيد من تناقض الهوية لدى الشخصية الإسلامية ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
ثانيا : الغزو الفكري والفضائيات ال*****ة .
هدف التبشير أو التنصير قائم على إدخال الشعوب الإسلامية في الديانة النصرانية أو تشكيك المسلمين في دينهم وإخراجهم منه ، أو تثبيت النصارى على ملتهم ودعوتهم إلى التدين ، فالتبشير حركة سياسية استعمارية تستهدف هدم أمة الإسلام للاستيلاء عليها ، وقد كان المبشرون ولا يزالون يستغلون انتشار الجهل والفقر والمرض للتغلغل بين شعوب الأمم من خلال وسائل الإعلام التقليدية ، من كتب ومطبوعات وإذاعة وتلفاز وأشرطة سمعية ومرئية ، فضلا عن المخيمات والتعليم والطب إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والإنسانية والإغاثية الموجهة لمنكوبي الفتن والحروب من عامة المسلمين في كل مكان .
كانوا يعتمدون في غزوهم على تقديم الخدمات الطبية أو إنشاء المدارس والكليات والجامعات والمعاهد العليا ، وكذلك إنشاء دور للحضانة ورياض الأطفال واستقبال الطلبة في المراحل الابتدائيةوالمتوسطة والثانوية وإيجاد بيوت للطلبة من الذكور والإناث ، وكذلك الأندية والاهتمام بدور الضيافة والملاجئ للكبار ودور لليتامى واللقطاء والاعتناء بالأعمال الترفيهية ، وحشد المتطوعين لأمثال هذه الأعمال ، وإنشاء المكتبات التبشيرية واستغلال الصحافة بشكل واسع وإنشاء مخيمات الكشافة التي تستغل أفضل استغلال في التنصير ، وزيارة المسجونين والمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والخدمات لهم .
وإذا كان التنصير خطرا يهدد المسلمين منذ زمن بعيد ، فهو اليوم يمد يده ويكشر عن أنيابه ويفتل سواعده لحرب ضروس مع كل ما هو إسلامي ، فلم تعد وسائله السابقة في التدمير الأخلاقي كافية لديهم ، بل إن فكرتهم في تدمير الجيل والتي بنيت على دعوة الشباب إلى الحفلات والمخيمات أو حتى داخل الكنيسة حيث تدار فيها الخمور وتقام فيها حفلات الرقص الماجن للمراهقين والمراهقات حتى أوصلوهم إلى الكفر بالله وعبادة الشيطان ، أصبح لفكرتهم اليوم في تدمير الجيل بعدا آخر بعد وجود الفضائيات ، فأساليبهم الماكرة الخبيثة التي تلونوا فيها ليكونوا أخفى من دبيب النمل أصبح لها قنوات فضائية صريحة لا تكلفهم الجهد والمشقة التي بذلوها في السابق ، فمن إيطاليا بلد الفاتيكان ومن قبرص وإسرائيل ولبنان وغيرهما من البلدان الأوربية وبلاد الأمريكان ، أنشئت قنوات تبشيرية في النهار *****ة جنسية في الليل .
في النهار ينقلون في إرسالهم الموجه صورة محاضر من الكنيسة بلباس عصري يختلف عن اللباس الكنسي يحاضر في قاعة تستوعب ألاف الناس من عوام النصارى أو غيرهم ، وهم جالسون في صمت شديد وانتباه وهو يشرح لهم الإنجيل ويروى القصص بدقة وتفصيل ، ومن المعلوم أن عوام النصارى لا يعرفون حتى قانون الإيمان عندهم ، ولا يرغبون في معرفة دينهم لأنه لا يناسب عقولهم في أغلب موضوعاته ، فمن الصعب أن يكونوا مجتمعين بالآلاف لطلب العلم بمحاضرات متكررة يوميا على النحو المعروض في هذه القنوات إلا إذا كانوا كمبارس مجتمعين لاكتمال الصورة التي أرادوا أن تصل إلى المسلمين ومختلف المشاهدين ، ليوحوا في صدورهم أن ما عندهم يقبل على استماعه الملايين .
وربما يأتي في هذه القنوات إيحاءات مفتعلة للقاءات مؤثرة ومواقف مزعومة تحققت فيها معجزات خارقة بسبب صدق إيمانه بالمسيح المصلوب ، ويخرجونها في صورة تجعل دموع العوام المشاهدين تتحرك من شدة التأثر والحنين ، فهذا ولده التهم السرطان جميع خلاياه ، وقرر الأطباء أنه سيموت بعد ساعات ، ولكن أباه لما استغاث بالصليب في هذه الأوقات قام الولد سليما من جميع الآفات ، والرسالة الموجهة للمشاهدين من المسلمين أن التمسك بالصليب فيه العصمة والنجاة ، فيه العزة والحياة ، وهذه امرأة ذهب بصرها وبقيت عمياء عشرات السنين ولكنها لما آمنت بالصليب وكررت زياراتها للكنيسة والقسيسين جاءتها مريم ومسحت على وجهها فعاد بصرها كما كان ، حكايات مفتعلة كثيرة ومتكررة تبث كل يوم من خلال هذه القنوات لغرض تحسين النصرانية في بلاد المسلمين ، لكن ليس هذا ما يعنينا في الموضوع فلا نظن أن مسلما سيقنع بأن الإيمان بالصليب يحقق المعجزات وخوارق العادات أو هو سبب النجاة من المهلكات ، ولكن ما يعنينا أن تلك القنوات تنقلب بالليل رأسا على عقب ، إذ أنها تتحول إلى قنوات *****ة يمارس فيها الزنا واللواط والشذوذ علانية .
وقد أوجدت تلك القنوات مشكلة في الدول الإسلامية التي تطل على البحر المتوسط ويمكن لمواطنيها محدودي الدخل استقبال هذه القنوات من خلال البث الأرضي الذي لا يتطلب دشا ولا تقنية رقمية ولا رأسا حديدية ، وقد احتارت هذه الدول في صد هذا الغزو ال***** الذي سيدمر جيلا بأكمله ، وحاولت تمديد ساعات البث في قنواتها لتشوش على تلك القنوات مع تطعيم البرامج بمواد راقصة ماجنة يمكن أن تكون بديلا عن القنوات ال*****ة التي تغزو الشباب فالمثل يقول : مرض أخف من مرض ، لكن دون جدوى ، فما زال البث الأرضي للغزو الموجه يزداد ضراوة وفتكا بالمسلمين .
ولكن الأمر تطور وانتقلت هذه المؤامرة الفتاكة لتشمل جميع دول العالم ، حيث نقلوا فكرة القنوات التبشيرية ال*****ة من البث الأرضي إلى القنوات الفضائية بعد انتشار التقنية الرقمية عبر الأقمار الصناعية الأوربية وغيرها ، عشرات القنوات ال*****ة تبث ليل نهار للقضاء على الجيل الإسلامي القادم بأكمله ، ففي غياب وعى الآباء انتشر بين الشباب الإدمان على تلك القنوات ال*****ة وتسجيل موادها ونشرها بين الشباب على أشرطة الفيديو واسطوانات الكمبيوتر بصورة مفزعة .

(1)محمد الأحمر ، الحركة النسويةالغربية و أثرها في المجتمعات الإسلامية ، مجلة المنار الجديد العدد 19 ، وانظر أيضا : مجلة البيان عدد ربيع الآخر 1420هـ ، ص18 .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:58 PM
http://img101.imageshack.us/img101/1776/basmalacw7.gif
جاء في صحيفة الجزيرة أن شابا يافعا ذا خمسة عشر ربيعا أتى إلى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وكانت زيارته غريبة للغاية حيث دخل مرتبكا خوفا مما سيقول ! رحب به رئيس المركز وعرض عليه أية خدمة يقدمها له ، فأخبره أن زيارته لأجل إنكار منكر لكنه لا ككل المنكرات ، إنه منكر بل مرض خبيث سرى في أوساط الشباب وانتشر انتشار النار في الهشيم ، قال هذا الشاب : لقد أنبنى ضميري من انتشار هذه الفيروس الذي دمر زملائي الشباب ، لقد أدمن عليه الصغير والكبير حتى أصبح حديث الشباب في المدرسة ، في الشارع في كل مكان ، وبدأ رئيس المركز في التأكد من صحة وجود هذا المرض الخبيث وبعد تحر دقيق إذا برجال الهيئة يقضون على هذا المنكر وهذا المرض الخطير حيث كان له وقع كبير في قلوب أصحاب الغيرة ، الكل ارتعدت فرائصه خوفا على أبنائه عندما عرف أن هناك مرضا خبيثا انتشر بين الشباب والأولاد صغارا وكبارا ، الكل اتجه نحو بيته باحثا عن أبنائه ليتأكد من سلامة أخلاقهم ، بعضهم أتى إلى مركز الهيئة يصرخ فرحا وبعضهم معاتبا : أين أنتم ؟ إلى هذا الحد كان المرض منتشرا دون علم الناس ، أحدهم بعد أن صلى مع الجماعة استوقف الإمام والمصلين في جرأة ، وقال : انتظروا قليلا وذهب لبيته المجاور للمسجد واحضر هذا المرض الخبيث وحطمه أمام الناس وقال : أعاهدكم أن أحاربه بعد اليوم ولا أجعل له مدخلا على وعلى أبنائي وأسرتي .
تقول صحيفة الجزيرة : لعلك أخي القارئ قد ازددت حماسا لمعرفة هذا المرض الخبيث ، إنه مرض إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، إنها الأفلام الخليعة والقنوات ال*****ة ، إنه التحول من الحياة الطيبة إلى الحياة البهيمية ، إنه الغزو الفضائي ، إنها العولمة في الفساد والانحراف إنه حدث عظيم وفق الله سبحانه وتعالى فيه رجال الهيئة من القبض على الأوكار التي تعمل لنشر الفاحشة ، كميات ضخمة وتجهيزات مخيفة واستعدادات مذهلة وتضحيات كبيرة ، وما خفي كان أعظم نعم إنه محل فيديو ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
ويذكر رئيس قسم القضايا والشؤون الميدانية الذي باشر الموضوع بنفسه ، أنه قد تم بفضل الله وتوفيقه القضاء على وكر من أوكار الفساد والضلال التي تنشر السموم بين الشباب والفتيات خاصة والتي لها دور كبير في انتشار الرذيلة ، بل لا نكون مبالغين إذا ما قلنا انه سبب رئيسي في ارتفاع معدلات الجرائم الأخلاقية ، حيث تم القبض على صاحب محل فيديو والعاملين معه والبالغ عددهم ستة أشخاص وهم يقومون بترويج وحيازة ونسخ الأشرطة الجنسية المتمثلة في ممارسة الزناواللواط والسحاق والشذوذ الجنسي ، وأشرطة الحفلات الخاصة والأفلام الممنوعة بكميات كبيرة بيعا وتأجيرا .
بعد الكشف والتحري تبين أن هذا المحل يتاجر ويروج الأشرطة الجنسية الخليعة علنا ، إذ يعد هذا المحل أكبر محل من نوعه في المحافظة حيث يتكون من ثلاثة أدوار ، ويضم بين جنباته أكثر من عشرة آلاف شريط ، وأكثر من ثلاثمائة جهاز فيديو للعرض والنسخ ، وأكثر من ثلاثين جهاز تلفاز ، وأحد عشر جهاز رسيفر منها خمسة مزودة بمداخل الكروت الالكترونية التي يمكن من خلالها التقاط القنوات الفضائية الرقمية ال*****ة المشفرة وهى أحد مصادر النسخ لدى المحل وبعد الكشف على عينات من الأشرطة عثر على كميات كبيرة منها ، وهى حصيلة مبدئية تجاوزت سبعمائة شريط تحتوى على مادة جنسية *****ة .
فبالإضافة إلى قيام المحل بنشر الخنا والفجور التي تساهم مباشرة في انحراف الشباب عن جادة الصواب ، والسعي لإشباع رغباتهم وشهواتهم من أي طريق كان ولو كان محرما ، فإن المحل يستقبل القنوات الفضائية والرقمية المشفرة وينسخ منها الأفلام الجنسية والمواد المسمومة ، كما أن الكميات الكبيرة من الأشرطة الجنسية والممنوعة التي وجدت هي من الكثرة والكثافة في الترويج والبيع حسب البلاغات والمشاهدات بحيث لا تعطى أحدا فرصة ، سواء لصاحب المحل أو بقية العاملين أن يزعم أو ينكر عدم معرفته أو علمه بما يدور في المحل ، فبيع وترويج الأشرطة الجنسية والممنوعة شبه علني ، إذ أن البائع يعرض لقطات من الفيلم الجنسي للزبون على أحد الشاشات في صالة استقبال الزبائن وإذا وافق عليه الزبون باعه أو أجره نسخة منه ، فلا شك أن هذه القضية تنذر بخطر جسيم ومنكر عظيم على الفرد المسلم والمجتمع ، إن الغرب يعتبر أن الإسلام هو العدو الأول اللدود الذي يهدد كيانهم ، لاسيما بعد انحسار الشيوعية ، فهم لا يهدأ لهم بال ولا يهنأ لهم قرار إلا حين يرون دولة الإسلام في ضعف مستمر .

(1)جريدة الجزيرة العدد (10109) الجمعة 29 صفر 1421هـ ، الطبعة الأولى .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:58 PM
ولاشك أن هذه الأفلام تثير الغرائز وحين يشاهدها المراهقون والمراهقات فلابد أن تفسد مفاهيمهم وتأثر على نفوسهم وتدفعهم إلى الرغبة بإجراء ممارسات مماثلة ، فهذه القنوات الفضائية ال*****ة التي ترد عن طريق الأطباق الفضائية ، وكذلك أفلام الفيديو تيب ال*****ة التي تنسخ من الدشات أو الانترنت ما هي إلا واحدة من أخطر الوسائل التي تدمر الشباب ، الفتيان والفتيات ، وتجعله ينغمس في مشاهدة ما يبث من أفلام ومسلسلات ومواد هابطة وهدامة للقيم والأخلاق ، فنعلم يقينا أن أغلب الشباب للأسف يقضى جل وقته في المشاهدة وبقيته في التفكير وانشغال البال فيما شاهده ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
ولاشك أن هذه الفضائيات ال*****ة وانتشار بيع الأفلام التي تبثها وتبادلها بين الشباب ينتج عنه من الأضرار مالا يختلف عليه اثنان ولذلك وسوف نجمل أبرز الآثار المترتبة على هذه الفضائيات ال*****ة والتي تنسف الجيل نسفا في النقاط التالية :
1- متابعة القنوات الانحلالية تؤدى إلى ضياع الدين ، وذهاب الورع ، وفساد المروءة ، وقلة الغيرة ، ووأد الفضيلة ، وقتل الحياء وتلبس الوجه رقعة من الصفاقة والوقاحة والسواد والظلمة ، وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو للناظرين ، هذا إضافة إلى ظلمة القلب وطمس نور الإيمان فيه ، ولا شك أن النظر إلى هذه القنوات ال*****ة من أعظم أسباب الزنا ، وانتهاك الحرمات حتى مع المحرمات ، والواقع خير شاهد على ذلك ، فتارة نسمع عن شاب وقع على أخته أو ابنته أو خالته أو ما شابه ذلك من الفواحش .
2 - انتشار هذا الوباء في المجتمع يؤدى إلى كثرة جرائم ال****** والشذوذ واللواط ، وإهدار كرامة المسلمين ذكورا وإناثا ، مما يهيج العداوات ، ويزكى نار الانتقام بين أهل المرأة والزاني ، فالغيرة التي طبع عليها الإنسان على محارمه تملأ الصدر ، ومن ثم تؤدي إلى وقوع المقاتلات والفتنة انتشار المحاربات ، فلو بلغ الرجل أن امرأته أو إحدى محارمه قتلت كان أهون عليه من أن يقال إنها زنت ، كما أن المرأة يكسوها عار لا يقف عندها بل يتعداها إلى أسرتها ، ومن حديث المغيرة أن سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ tأنه قال : ( لَوْ رَأَيْتُ رَجُلا مَعَ امرأتي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ ، فَقَالَ النبي S : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى ) ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) ، ومن حديث ابن مسعود t أن النبي S : ( لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
3- لاشك أن هذه القنوات ال*****ة ستؤدى إلى أضرار جسدية يصعب علاجها أو السيطرة عليها ، فأبسطها الفتور والخمول ، وضياء قوة الأمة من خلال القضاء على الخلية النشطة المنتجة ، أما أسوأها فذهاب الحياة من خلال انتشار الأمراض بين المسلمين كالإيدز والزهري والسيلان ونحو ذلك .
4- من الأضرار والمخاطر التربوية والأخلاقية ممارسة العلاقة الزوجية على وجه محرم ، وحيث أن القائمين على القنوات ال*****ة والانحلالية لا يعتدون بشرعة ولا فضيلة وإنما الأمر عندهم شهوات مسعورة ، فهم يعرضون كل ما من شأنه تهييج الشهوات بالشذوذ بين الرجل والمرأة واللواط والسحاق وغير ذلك من أنواع ال*****ة الجنسية ، فظهر الشذوذ الجنسي والانتكاس الفطري حيث يكتفي الذكور بالذكور والإناث بالإناث مما يستوجب الخسف الذي حل بقوم لوط ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)) ، فالدعوة إلى إثارة الشهوات وفضح العورات والوقوع بالتالي في الفاحشة ، كان ولا يزال دأب الغرب في غزوهم الفكري ، وما زال الصليبيون يتربصون الدوائر بأهل الإيمان ويخططون للوقيعة بالمسلمين ، ولئن كان ذلك في الأزمان السابقة خفيّا وبعيدا عن الأنظار ، فإنهم اليوم يصرحون بحقدهم الدفين من خلال القنوات التبشيرية ال*****ة وما تخفى صدورهم أكبر .

(1)http://www.suhuf.net.sa/2000jazhd/jun/2/is.htm .

(1)البخارى في كتاب الحدود برقم (6846) .

(2)البخارى في كتاب تفسير القرآن برقم (4634) .

(3)الشايع : القنوات الفضائية http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm .

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:58 PM
الفصل الرابع

الفضائيات الكرتونية والرياضية

*************************************

أولا : الفضائيات الكرتونية .
لقد شغلت الرسوم المتحركة كيان أطفالنا فما عادوا يطيقون أن يجلسوا يوما بدون أن يشاهدوا تلك الرسوم أو كما يحلو لأطفالنا تسميتها بأفلام الكرتون ، حتى إنهم يرفضون اصطحاب آبائهم في أبرز المناسبات بحكم أن برنامجا كرتونيا يعارض هذا الوقت ، ويكفيك أن هذه الرسوم قد أكلت أوقات أبنائنا ، فما عاد لهم وقت لمراجعة دروسهم فضلا على أن يجلسوا مع أهليهم ، يقول الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الغامدي : " منالبديهي أن يكون المجتمع قد أدرك أن تأثير التلفزيون عموما على الأطفال يأتي من خلال الرسوم المتحركة ومتابعتهم لها لمدة قد تصل إلى عشرة آلاف ساعة بنهاية المرحلة الدراسية المتوسطة فقط وهذا ما أثبتته البحوث والدراسات من خلال الواقع المعاش " ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
وفى الأثر الذي تخلفه تلك الرسوم المتحركة قالت الكاتبة سارة الخثلان : " من العوامل التي تؤدى إلى انحراف الطفل هو ما يشاهده من خلال شاشة التلفزيون ، خاصة أفلام الرسوم المتحركة التي قد تبلد ذكاء الطفل ، وتضعف عقيدته وتميع خلقه ، لأن الطفل أشبه ما يكون بالمادة اللينة ، سرعان ما يتشكل بما يشاهده فيأخذ أحط العادات وأقبح الأخلاق " ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) ، وتضيف قائلة : "بل تجعله يسير في طريق الشقاوة بخطى سريعة ، فالرسوم المتحركةتلعب دورا كبيرا في شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية ، وتحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة في عقله لما لها من متعة ولذة على الرغم من أنالرسوم المتحركة التي تعرضها الفضائيات لا تعتمد على حقائق ثابتة ، وإنما على خرافات وأساطير ومشاهد غرائزية لا يمكن الاعتماد عليها في تنشئة أطفالنا ، وهي في الأصلقادمة من دول بعيدة كل البعد عنا في الدين " ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
ويكفيك أن تعلم أن الرسوم المتحركة ما هي إلا حكاية عن واقع راسمها كما يثبته علماء الاجتماع ، ومن ثم فإن كل ما تراه من مشاهد في تلك الرسوم هي حكاية عن واقع المجتمع الذي رسمفيه الراسم تلك المشاهد ، أو عقائد وأخلاق يعترف ويتعامل بها ، ومن أبرز آثار الغزو الفضائي الكرتوني في هدم بنيان الطفولة الإسلامية الأمور التالية ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)) :
1- زعزعة عقيدة الطفل في ربه ، فربما تعرض هذه الفضائيات رجلا يغرس بذرة ثم يسقيها ، فما تلبث أن تنمو وتكبر وتطول حتى تجاوز السحاب فيصعد الرجل ويقف على متن السحاب وينظر ، فإذا به يرى قصرا ضخما هائلا ، فيتقدم إليه ويدخل من تحت الباب وينظر ، وإذا بكل ما حوله يفوقه حجما أضعافا مضاعفة ، وإذا برجل آخر قبيح المنظر كث اللحية نائما ، شخيره يدوى في أرجاء القصر ، فيحرك الأول ساكنا من غير قصد فإذا بهذا العملاق ينتبه من نومه يلتفت يمنة ويسره يبحث عن مصدر الإزعاج حتى تقععينه على هذا القزم ، فيلاحقه ليقضى عليه ويخرجان من القصر حتى ينزل القزم من الشجر حتى متن الأرض ويتبعه العملاق ، فيلاحقه مرة أخرى ثم يأكل هذا القزم أكلة تقويه فيتصارع العملاق فيصرعه ومن ثم يرسله بلكمة إلى قصره .
هذا المشهد الذي يصور فيه الراسم للطفل رجل السماء العملاق على أنه هو الله ، ينام في سبات عميق ولا يتحرك إلا عند إزعاجه من قبل سكان الأرض ، مما يبث الجرأة في الطفل على السؤال عن ماهية الله عز وجل وكيفية الذات الإلهية ، ذلك السؤال الذي منعنا نحن من السؤال عنه وهناك أكثر من تساؤل يطرح نفسه حيال هذا المشهد ، لماذا يصور الشخص فوق السماء ذا لحية ، تلك العلامة التي تعتبر من رموز الدين لدى المسلمين ؟
وكذلك ما يحصل في برنامج ميكى ماوس ، هذا الفأر الذي يعيش في الفضاء ، ويكون له تأثير واضح على البراكين والأمطار ، فيستطيع أن يوقف البركان وينزل المطر ويوقف الرياح ويساعد الآخرين ، لماذا يجعل هذا الفأر في السماء ؟ ولماذا يصور على أن له قوة في أن يتحكم بالظواهر الأرضية ؟ إن تلكتلميحات خبيثة أهدافها واضحة للجميع لا تتطلب إجهادا ذهنيا لمعرفتها .
2- نشر بعض النظريات والأفكار الباطلة ، ومن ذلك برنامج البوكيمون ، ذلك البرنامج الذي بلغت شهرته ومحبة الأطفال له أن تباع بعض البطاقات التي تمثلشخصياتها بمائة وخمسين ريالا أو أكثر ، هذا البرنامج تقوم فكرته على أن هناك حيوانات يطلق عليها اسم بوكيمون وهى في تطور مستمر ، فتجد البوكيمون يتطور وحده ويصبح شكلا آخر ، أو يتطور بالاتحاد مع بوكيمون آخر وينتج كائنا آخر مختلف كليا عن البوكيمونين المتحدين ، وكل ذلك يضع في عقيدة الطفل خلفية لقبول النظريات الإلحادية والحلولية والدارونية وما شابه ذلك .
3- اشتمالها على الكثير من الأخطاء العقدية الخطيرة والتي قد يعتاد عليها الطفل ويعتقد صحتها ، وهذا كثير جدا في الفضائيات الكرتونية كظاهرة الانحناء للغير حتى تكون الهيئة أقرب للسجود والركوع ، مثل البرنامج الشهير كابتن ماجد ، فعند نهاية المباراة يقوم أعضاء الفريقين بالانحناء لبعضهما البعض بشكل أشبه ما يكونبالركوع للصلاة كتعبير للمحبة والصفاء ، وما يحصل في برنامج النمر المقنع فأحيانا يطلب المصارع من تدريب أحدهم على شيء ما صعب وعسير فينحني له حتى يكون كالساجد ، وكذلك كاشتمالها على بعض العبارات القادحة في العقيدة ، كعبارة : أعتمد عليك ، وهذا بفضلك يا بوكيموني العزيز ، أو هذا بفضل ماجد وياسين ، وغير ذلك من العبارات والأفكار التي يحفظها الأطفال ويرددونها دون وعى أو توجيه .
ومن ذلك أيضا الإشارة لبعض تعاليم الديانات الأخرى ، فتجد فتاة تطلب الانضمام للكنيسة ، وتعلم العادات الدينية الوثنية المختلفة ، أو إظهار الراهب ومعه الصليب ، أو حتى إظهار الصليب في غير تلك المواطن ، كأن يظهر رجل قوى وشجاع ثم يخرج من داخل ثيابه الصليب ويقبله ويبدأ المعركة .

(1)السبيعى : أبو رعد محمد http://www.saaid.net/arabic/ar19.htm.

(2)http://www.saaid.net/arabic/ar19.htm.

(1)الموقع السابق بتصرف .

(2)http://www.saaid.net/arabic/ar19.htm.

خالد مسعد .
26-12-2009, 04:59 PM
ومن ذلك اشتمالها على السحر ، وهذا في الفضائيات الكرتونية كثير جدا ، والغريب أنهم يصورون السحر على أن حكمه حسب المقصد من استعماله ، فربما يصورون الساحر أحيانا بأنه رجل أو امرأة كل منهما قد امتلأ بالشر والبغضاء والحسد حتى يستعملانه فيما يحقق لهما مايصبون إليه كما في برنامج السنافر ، والذي يتمثل في الرجل الشرير شرشبيل وأحيانا يصور الساحر على أنه رجل أو امرأة مليء بالطيبة ومحبة الخير للناس ويساعد المظلومين كما في السنافر أيضا ويمثل بزعيم القرية ، أو كما في برنامج سندريلا ، وفيها امرأة ساحرة طيبة تساعد سندريلا على حضور حفلة الملك والاستمتاع بالرقص وغير ذلك ، وقد وبلغ تأثير مثل هذهالمشاهد إلى حد أن أطفالنا يرددون الكثير من عباراتهم بشكل خطير نخاف فيه أن يطلب الأبناء من الآباء تعلم السحر .
4- تشويه صورة المتدينين سواء قصدوا أو لم يقصدوا ويظهر هذا جليا في برنامج ببياي ، والذي يصور رجلين أحدهما طيب وخلوق والآخر شرير ، يصورون ذلك الشرير على صورة رجل ملتحي معيدين الكرة في استخدام أحد رموز الدين والالتزام ، فهم يصورون الملتحي بأنه شرير ومختطف وسارق ويحب الشر ويقوم بالتفجير ويلاحق النساء أو بمعنى آخر إرهابي ، فلماذا صور الرجل الشرير رجلٌ ملتحي ؟ ولماذا استخدم رمز الدين لدى المسلمين ؟ولماذا لم يجعل ذلك الشرير حليق والطيب ملتحي ؟ تساؤلات تطرح يمكن أن يجيب عليها منتجو تلك الرسوم من اليهود .
5- نشر التبرج والتفسخ وتنبيه الطفل إلى بعضالأمور المخلة بالأخلاق وهذا كثير جدا في تلك الرسوم ، ويمكن القول أنه ليس هناك برنامج كرتوني يعرض الآن ويخلو من عرى أو غزل أو ملاحقة الفتيات ولا عجب فهذا حال مجتمعهم وما يرغبون في عولمته ، مشاهد تحتوى على صدور بادية وأفخاذ عارية وغزل بين الجنسين ، وتعبير عن المحبة في جو رومانسي عجيب ، وملاحقة الفتيات وتقديم الهدايا لهن لكسب مودتهن ، وترك الأشغال والأعمال بمجرد ما يرى الفتاة ، ففي البرنامج الكرتوني كابتن ماجد يصور حضور الفتيات للمباريات وتشجيع اللاعبين والرقص والصراخ والمعانقة بين الجنسين حال تسجيل الهدف أمر عادى جدا ، فتجد الفتاة تلاحق لاعبها المفضل وتقدم له الهدية كتعبير عن المحبة ويقبلها اللاعب الخلوق ، وقد بلغ تأثير ذلك على أطفالنا حتى بعد الكبر والبلوغ خاصة على فتياتنا فكثير ما يعلقن صورة لاعبهن المفضل في الغرفة ويتابعن أخباره ولو حصل لهن الاتصال بهم لما ترددن في ذلك .
6- نشر الرعب والخوف بل يتجاوز الأمر إلى فتح أفاق كبيرة للطفل في عالم الجريمة ، ذكر أن والدا طفل أرادا الذهاب لأمر ما وترك ابنهما في البيتلوحده فغضب الطفل ، فلما ركب والدا الطفل السيارة وجدا ضوء الإنذار مضيء كدلالة على خلل معين ، فلما تكشفا الوضع وجدا أن سلكا قد قطع ، وأثر القطع يبين أنه بسكين لا من نفسه ، فلما استخبرا الأمر اعترف الابن بأنه هو من فعل هذا ، وكان يريد أنيقطع سلك فرامل السيارة انتقاما منهما لأنهما سيتركانه وحده ، ولما سُأل كيف حصلعلى هذه الطريقة ؟ أخبرهما أنها من الرسوم المتحركة .
فالفضائيات العربية لم تساهم في وضع حلول للطفل العربي المسلم ولكن تعاملت مع قضايا الطفولة بمفهوم سطحي وغير هادف ، فالطفل اكتسب آثار سلبية من مشاهدته للفضائيات العربية التي قدمت لعقليته أفلام كرتون مستوردة من الدول الأوربية ، ووجد نفسه يعيش طفولة وهموم غير التي يعيش فيها ، وجد نفسه طفل أوروبي العادات والتقاليد مما جعله يكتسب العدوانية في سلوكه وفكره ، وساعدت ألعاب الفيديو على تدمير البراءة في نفس الطفل العربي ، وغاب عن المسئولين في الفضائيات العربية أن الإعلام وخاصة التليفزيون يؤثر في الشخصية سلبا أو ايجابيا خاصة أن هناك برامج تؤثر في عقلية المشاهد الذي يتعايش مع ما يشاهده في الفضائيات بشكل واقعي .
وما نحتاج إليه هو أن تحدد فضائياتنا القضايا الفعلية التي يحتاجها الطفل العربي ، وإعداد برامج تنمى القيم وتحافظ على العادات التي نشأ عليها ، وتحثه على التحلي بأخلاق المجتمع الذي يعيشه ، ولا بد من إنتاج برامج وحكايات إسلامية بأسلوب مبسط ، تؤثر بإيجابية في عقلية الطفل وتساعده في المحافظة على عاداته التي نشأ عليها ، وقد تساعد البرامج الهادفة في إدراك الأطفال لقضية الأمة ومعاناتها ، فنحن نرى أطفالنا اليوم متفاعلين مع ما يشاهدونه في الأخبار ، وفى برامج الكبار وسيكون الأثر أكبر لو توجهت لهم برامج تناسب إدراكهم وتوضح مفهوم النزاع وجرائم إسرائيل ضد الإنسانية ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .

(1)دكتورة حنان سليم : الفضائيات العربية اغتالت براءة الطفل العربى ، انظر بتصرف :
http://www.arabiyat.com/magazine/pub...icle_300.shtml (http://www.arabiyat.com/magazine/publish/article_300.shtml)

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:00 PM
وحول قناة سبيستون Space Toon التي انتشرت انتشارا واسعا في فترة وجيزة ، فإنها جذبت الطفل العربي وقيدته صامتا أما شاشة التلفاز لكنها لا تمتلك منهجا لتعليم الأطفال على أساس إسلامي فشعار القناة واسمها أول مكامن الغزو في إبعاد الطفل عن لغته العربية وجذبه إلى الإنجليزية , كما أنها تتلقف أولا بأول المنتج الغربي من أفلام الكرتون والتمثيليات وغير ذلك من الشخصيات الوثنية والخيالية ، ولا يخفى ما يحمله ذلك من بذور مدمرة لثقافة الطفل ، فكلها تستهدف تخريب المؤسسة التربوية , إذ ليست لهذه المواد علاقة بقيمنا وتقاليدنا وعاداتنا وبهذه الطريقة يظل الغرب يفترسنا ويهيمن علينا بصورة كاملة .
ولعل هذه الفترة العمرية المبكرة لهذه القناة تجعلها تصحح مسارها فربما وجد المسئولون عنها مشكلة في عملية الإمداد بالبرامج الشيقة التي تنبع من صميم الإنتاج الإسلامي ، ولذا لن نتحدث عن القناة على اعتبار أنها أنهترسالتها وغرست ما يجب أن يغرس في الطفل ، إذ لا تزال هذه القناة في مرحلة البدايات وبحاجة إلى الكثير من العناية والتوجيه ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
وما يقال في قناة سبيستون يقال أيضا في قناة TEENZ التابعة لشبكة ART إلا أنها أقرب إلى بعض نواحي التوعية الإسلامية من السابقة .
ثانيا : الفضائيات الرياضية .
القنوات الرياضية هي القنوات التي خصصت بثها طوال اليوم والليلة لمتابعة المباريات الرياضية للرجال والنساء ، ككرة القدم والسلة واليد ومسابقات السيارات والدراجات والمصارعة الحرة للثيران من بني الإنسان والحيوان ، وقد أصبحت هذه الفضائيات منفذا للغزو الفكري المسلط على المجتمع الإسلامي بأسره ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) ، هذا فضلا عن البرامج الرياضية في الفضائيات المختلطة والانحلالية سواء كانت محلية أو دولية ، فهي تستحوذ على أكبر عدد من ساعات البث ، وليت شعري لو كان هذا الجهد الفارغ الأجوف الضائع في تلك الفضائيات قد سخر بقدراته الجبارة لتعريف الشباب بدينهم وكيفية العبودية لربهم وكيف يحافظون على أنفسهم وأوطانهم وليكون مثلهم الأعلى أهل العلم والتقوى ، أكان هذا حال أمة محمد بن عبد الله S ؟
إن الرياضة التي غزتنا من خلال هذه القنوات انتشرت بصورة أخرجتها عن أهدافها النبيلة ومجالاتها المحددة ، بحيث أصبحت تتخذ وسيلة لأغراض أخرى يهلكون من خلالها وقت الشباب في كلام أجوف وأهداف خاوية ، فتتعطل بذلك القوة الفاعلة وتوجهاتها في بناء المجتمع الإسلامي ، لقد وقعت هذه الفضائيات فريسة يتسلط عليها غزو الأعداء من خلال تقليد سلوكياتهم والسير خلفهم شبرا بشبر وذراعا بذراع .
لقد أصبحت الرياضة وخصوصا كرة القدم طاغوتا من طواغيت العصر انفقت من أجله الملايين وتغيرت من أجله المفاهيم وأخضع لها كيان المشاهدين ، قدموا مشاهدتها على أداء الصلاة في أوقاتها واستحلوا كشف الفتيات عن عوراتها طالما أنها تسابق في الدورات الأولمبية وتسعى للمدليات الذهبية ، فسوف ترفع علم بلادها في محافل الرزيلة الدولية ، لم يعد حرجا أن تكون مهنة المسلم محترفا لعيبا طالما أنه يباع في الأندية هدافا كسيبا ، ولا مانع أن تؤسس قنوات فضائية للأندية الرياضية قبل أن يفكر أحد في تأسيس قناة إسلامية تدعو إلى عبادة الواحد الأحد .
لقد استوعب هذه القنوات وقت أغلب المسلمين ووظائفهم ، فهذا معلق مفوه رياضي ، وآخر محرر رياضي صحفي ، وثالث مذيع رياضي فضائي ، ورابع دكتوراه في التحليل الكروي ، والمستهدفون جالسون يحصرون البول في مثانتهم ، لأنه ربما يأتي هدف المباراة في لحظة قضاء حاجتهم ، وهذا دكانه مغلق استعدادا للمباراة ، وآخر يجمع الصلاة على الصلاة ، وثالث يتنبأ للفضائيات بنتيجة المباراة .
وإذا كان الأصل في الأشياء الإباحة ، بل لا يبعد أن تكون من المستحبات إذا مارسها المسلم ليقوِّى بها بدنه ، ويتخذها وسيلة لتكسبه النشاط والقوة ، إلا أن الرياضة اليوم وعلى ما هي عليه من الاشتمال على المنكرات القبيحة ، والتأدية إلى مفاسد عظيمة من كسر لحاجز الولاء والبراء وتكثير لسواد الأعداء وركون إلى الدنيا والخلود إليها ، بل ما اهتم الأعداء بهذه المنافسات الرياضية ووضعوا لها الميزانيات الخيالية وصرفوا فيها الأوقات والجهود وتكبدوا من أجلها الخسائر والأضرار إلا لأنها تخدِّر الأمة الإسلامية وتصرفها عن الجهاد والدعوة في سبيل الله .
لقد انحرفت الرياضة في هذا العصر من كونها وسيلة صحية تربوية إلى مجموعة من المخالفات الشرعية والصور الجاهلية وإلى لون من ألوان المسخ الفكري والانحراف الخلقي الذي يسعى الأعداد لتحقيقه في الأمة الإسلامية تمهيدا للقضاء عليها وجعلها أسيرة خاضعة ، وهذه أبرز معالم الغزو الفكري الذي يتسلل من الفضائيات الرياضية ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) :

(1)http://www.spacetoon.com/soonfla.htm

(1)من أمثلة الفضائيات الرياضية : قناة أبي ظبي الرياضية ، الفضائية السعودية الرياضية ، وقناة الجزيرة الرياضية ، وقناة دبي الرياضية ، وقناة النيل للرياضة ، وقناة MUTV ، وقناة ART Sports ، قناة شوتايم سبورتس ، وإكستريم سبورتس ، ويورو سبوت نيوز ، وقناة أوربت الرياضية ، وغير ذلك من القنوات المفتوحة والمشفرة .

(1)اقتبسنا هذه الوجوه بتصرف من : www.alminbar.net/malafilmy (http://www.alminbar.net/malafilmy) .

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:00 PM
- حب الكافر ومودته وتعظيمه وتبجيله في قلب المسلم ، فمن من أخطر مفاسد هذه الفضائيات الرياضية كسر الحاجز الديني بين المسلمين والكفار ، الحاجز المعياري لقضية الولاء والبراء والذي هو أوثق عرى الإيمان ، فترمى هذه الفضائيات في سياستها الكروية إلى أن لا يبقى في قلوب المسلمين بغض للكفار كما أمر الله تعالى ، ولا كراهية لهم لأجل ما هم عليه من محاربة الحق وأهله بشتى الطرق والوسائل ، فيجرى على لسان المسلم مدح هذا اللاعب المشرك والثناء عليه ، وأن ينظر إليه نظر التعظيم والإعجاب ، فيحمل صورته على صدره وفى سيارته ويعلقها في بيته ويغضب لأجله ، ويسعى جاهدا في الوصول إليه لمصافحته وأخذ قميصه أو توقيعه ، وكثيرا ما يبلغ الأمر إلى أن يُحمَلَ هذا الكافر بالله من لاعب أو مدرب أو مسئول على أكتاف المسلمين .
2- إشغال المسلمين عن قضايا أمتهم وإبعادهم عن التفكير في الاستعداد لأعدائهم ، فقد استطاع أعداء الإسلام أن يغرقوا المسلمين في مثل هذه الألعاب والألاعيب وأن ينسوهم قضايا الأمة الكبرى ومهمتها العظمى في تبليغ هذا الدين ، وأن يميتوا فيهم الحس الإسلامي ، فتجد كثيرا من المتابعين لهذه الفضائيات لا يكترث ولا يأبه بما يحدث لإخوانه المسلمين المستضعفين في شتى بقاع العالم من تشريد وتقتيل وتعذيب وتنكيل ، وانتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات ، بل شغلهم الشاغل تقصى أخبار الكأس والدوري وتتبع نتائج المباريات والشغف بمعرفة وضعية اللاعبين المادية والاجتماعية والشخصية إلى غير ذلك من المهازل الفكرية والثقافية ، وما أجمل ما قاله الشاعر واصفا حال كرة القدم :
أمضى الجسور إلى العلا بزماننا كرة القدم
تحتل صدر حياتنا وحديثها في كل فم

وهى الطريق لمن يريد خميلة فوق القمم
أرأيت أشهرَ عندنا من لاعبي كرة القدم

أهم أشدُّ توهجاً أم نار برقٍ في علم؟!
لهم الجباية والعطاء بلا حدود والكرم

لهم المزايا والهبات وما تجود به الهمم كرة القدم
الناس تسهر عندها مبهورة حتى الصباح
وإذا دعا داعي الجهاد وقال حي على الفلاح

غطَّ الجميع بنومهم فوزُ الفريق هو الفلاح
فوز الفريق هو السبيل إلى الحضارة والصلاح كرة القدم

صارت أجلَّ أمورنا وحياتَنا هذا الزمن
ما عاد يشغلنا سواها في الخفاء وفى العلن

واللاعب المقدام تصنع رجله مجدَ الوطن
عجباً لآلاف الشباب وإنهم أهل الشيم

صرفوا إلى الكرة الحقيرة فاستبيح لهم غنم
دخل العدو بلادهم وضجيجها زرع الصمم

أيسجل التاريخ أنا أمة مستهترة؟!
شهدت سقوط بلادها وعيونها فوق الكرة كرة القدم ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .

3- صرف همم المسلمين عن الاشتغال بمقاصد الشرع ومعالي الأمور التي تنفعهم في الدنيا والآخرة ، فهذه البرامج الرياضية التي تبثها تلك القنوات الفضائية هي في الحقيقة معول هدم في بناء الأمة الإسلامية استخدمها أعداء الإسلام وشجعوا الشباب عليها للقضاء على الهمم وإماتتها وتحقيرهافينفوسالمسلمين ومما يؤكد ذلكما جاء في البروتوكول الثالث عشر من برتوكولات حكماء صهيون وهذا نصه : " ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدرى ما وراءها وما أمامها ولا ما يراد بها ، فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج والمسليات والألعاب الفكاهة وضروب أشكال الرياضة واللهو ... ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية ورياضية " ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .

(1)قصيدة للدكتور وليد قصَّاب نشرها في مجلة التوحيد ، السنة السادسة والعشرون العدد الحادى عشر ، ذو القعدة ، سنة 1418هـ ، ص64 .

(1)بروتوكولات حكماء صهيون (1/258) ترجمة عجاج نويض .

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:00 PM
- تمييع المصطلحات وانعكاس المعايير والثواب الإسلامية ، فإن من أخطر أسلحة أعداء الإسلام وأشدها فتكها والذي تتبناه الفضائيات الرياضية تغيير الأسماء وتزييف الحقائق ، فيسمون الحق بالأسماء الشنيعة الوضيعة المنفِّرة ، ويسمون الباطل بالأسماء الجميلة الحسنة المرغوبة ، فهم يسمون اللاعب الذي كرس حياته للعب واللهو وفساد الغاية والفعل يسمونه بطلا ونجما وصانعَ تاريخ ومحققَ أمجاد ، ويسمون غلبةَ أحد المتنافسين نصرا ونجاحا وفوزا وفلاحا ، وما كانت العرب تقول قبل الإسلام ولا بعده إلا : سابقه فسبقه وصارعه فغلبه ، ونحو ذلك دون ألفاظ النصر والنجاح والفوز والفلاح ، ويسمون المشجعين المتفرجين المضيعين لأوقاتهم أنصارا وليت شعري أين هم من الأنصار .
5- الصدُّ عن ذكر الله والواجبات الشرعية ، فكثير من المتابعين لهذه الفضائيات الرياضية لا يؤدون الصلاة في وقتها أو مع الجماعة في المسجد وهذا أمر معروف عند عامة الناس وخاصتهم ، فكم من أناس ممن يتابعون المباريات يسهرون إلى النصف الأخير من الليل ليشاهدوها ثم تفوتهم صلاة الفجر ، وكم منهم من يتخلف عن الجماعة بسبب الجلوس أمام الشاشات ، بل منهم من لا يحضر الجمعة لأجل ذلك ، أضف إلى ذلك ما يقع من كثير من الغارقين في أوحال هذه المنافسات من تضييع لحقوق الوالدين والأولاد والأرحام بحيث يقدمها على مصالحهم وحقوقهم .
6- استعباد النفس والسيطرة على المشاعر ، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن كرة القدم وغيرها تؤثر على نفسية اللاعب والمتفرج على حد سواء ، ولا أدل على ذلك مما يعرض لبعض المتفرجين من أزمات قلبية تؤدى للوفاة غالب بسبب تتبع المبارة بنفس منقبضة وأعصاب متوترة وعضلات متشنجة ، وهذه الصور تعكس ارتداد ونكوص الرياضة عن دورها الصحيح في تهذيب الروح وبناء الجسم إلى سلاح قاتل يفتك بالأنفس والأرواح ، وما أقبح موت من يموت في الملعب أو على مدرجات الملاعب أو يموت في سبيل فريق كرة وما أسوأ مبعثه ، فإن المرء يبعث على ما مات عليه ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
7- إفساد العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية ، فإن هوس هذه البرامج التي تبث في الفضائيات الرياضية قد اقتحم بيوتا كثيرة ودخلها من غير استئذان ، وبعث فيها الإفساد وزرع الشقاق والخلاف ، فكم من طلاق وقع كان سببه هذه المباريات ، تجد الزوج يتعصب لفريق معين فإذا انهزم فريقه صبَّ جام غضبه على زوجته وربما ضربها من فرط الغضب ، وكم حصل بين الإخوة من مشاجرات ومضاربات بسبب اختلافهم في الفريق الذي يشجعون ، وهذا ما يطمع إليه أعداء الدين لكي يتصدع كيان الأسرة المسلمة ، وتحل بالأمة النقمة ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
8- إثارة الكراهية والبغضاء والعداوة والشحناء فالمعلقون الرياضيون يزعمون أن المنافسات الرياضية وسيلة حضارية لتمتين العلاقات وتعميق مشاعر التآلف والاندماج وإقامة جسور التواصل والتعايش ، ولكن الواقع يشهد بأنها ما كانت إلا مِسعر حرب ووقود فتن وفتيلاً لإشعال نيران العداوة والبغضاء ، سواء بين اللاعبين أو بين مشجعي الفرق المتنافسة ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
9- تبذير الأموال وامتصاص الدخل القومي للبلاد حيث تُصرف الأموال الطائلة في نفقات تجهيز الملاعب ، ودعم النوادي وتأمين تكاليف إقامة المباريات ، وإصلاح الأضرار المادية التي تلحق المرافق العمومية وتجهيزات الدولة من جراء تعبير الجماهير عن سخطها وعدم ارتياحها لأداء فريقهم ، أضف إلى ذلك ما تتطلبه مواجهة الجماهير من تجهيزات أمنية تشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة ، ومن المؤسف حقا أن تتصدر بعض الدول العربية قائمة الدول التي ترصد لهذه الرياضة قدرا مهما من ميزانيتها،بل تنفق في هذا المجال ما لا تنفقه في مجال الدين والعلم، وأدهى من هذا كلِّه وأمرّ أن يُستضاف لاعبٌ واحد بمبالغ خيالية ليشارك في مباراة واحدة كما حصل للاعب المشهور مثَلِ السوء ، وقد فاق كرمُ إحدى دول شمال إفريقيا العربية حدودَ العقل والواقع تجاه مدرب فريقها الوطني الذي يتقاضى شهريا ما قيمته 25 مليون ، أي ما يعادل الراتب الشهري لخمسين أستاذا بالتعليم العالي .
10- ومن أبرز أثارها على شباب الأمة كونها مجالا خصبا للميسر والقمار ، فهذه المنافسات تتيح مجالا واسعا لمسابقات التخمين والقمار التي جاء الشرع بتحريمها كالتي يشرف عليها الفيفا ، والتي تقوم بمراهنات أسبوعية لنتائج المباريات لمعظم المدن الأوربية ، ويحصل مثل ذلك حتى في بعض الدول العربية تحت اسم لوتو ، وتذهب إيرادات هذا الميسر الضخمة لصالح القائمين على هذا القمار .

(1)جريدة الأخبار ، بتاريخ 12 مايو 1973م .

(2)الشرباصى : أحمد ، حينما ننحرف بالرياضة ، مجلة الوعى الإسلامي، العدد 106 بتاريخ 24 أكتوبر 1973م .

(1)عزوز شخمان : حادث شيفيلد الكروى ، جريدة الإصلاح المغربية ، السنة الثالثة العدد 41 ، بتاريخ الجمعة 6 شوال 1408هـ ، الموافق 12 مايو 1989م .

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:01 PM
الفصل الخامس

الشبكات التلفزيونية المشفرة

*************************************

تعتبر الشبكات التلفزيونية المشفرة في تعاملها مع أهواء المشاهدين بحر بلا شطئان ، وكأس إدمان لكل ظمآن ، متاهة عميقة ، وهوة سحيقة ، لا مجال للخروج منها إلا بالغرق في هذا الطوفان ، فهم أعدوا لكل مشترك ما يحقق رغبته ويشبع شهوته ، فيها كل لون من الألوان ، إن أردت أخبارا تأتيك من كل مكان فها هي القنوات الإخبارية ، وإن أردت الفسوق العصيان ، فها هي القنوات الانحلالية فيها ما تريده من مشاهد *****ة ، وها هي قنوات الرقص والخلاعة والأغاني الغربية والعربية ، وها هي قنوات الأزياء والعروض ال*****ة العالمية ، وإن أردت أن تضيع الأوقات في متابعة الألعاب الرياضة فها هي القنوات الرياضية تنقل كل المباريات العالمية ، ولا تنسوا اصطحاب أطفالكم في القنوات الكرتونية وبناتكم في قنوات المسلسلات الهزلية والأفلام العربية والعالمية ، التي تقدم الجريمة بكل أشكالها التقليدية والعصرية ، بلا قيود أو حذف للمشاهد الغرامية ، وإن أردت جرعة إيمانية تحدث التوازن للذات الإنسانية فها هي قناة اقرأ الإسلامية والبرامج التثقيفية .
انتشرت الفضائيات المشفرة على هذا النحو وبصورة مفزعة ، فالطبقة التي تتعامل مع هذه الشبكات هم أصحاب الذوات ، وهي طبقة تتسم بالدخل العالي وتوفر الإمكانيات ، وغالبا ما تستهدف هذه الشبكات مثل هذه الفئات ، فالحصول على وحدة فك الشفرة الرقمية مع الإبرة وصحن الاستقبال بالإضافة إلى بطاقة الاشتراك التي وفرها وكيل الأجهزة والمعدات اللازمة ليس في إمكانيات جمهور العوام .
ولذلك فإن من يقع في مصيدة هذه الشبكات يتعرض لأسلة الغزو الفكري الأنكى تأثيرا والأوسع دمارا ولا يبقى من الفريسة سوى لحم على عظم ، ولو نظرت لمواقع هذه الشبكات الفضائية المشفرة على الإنترنت لاكتفيت من القصيدة بعنوانها حيث تشمئز نفس المسلم عند رؤية قنوات إعلانها ، فهذه قنوات أوربت العربية تشتمل على جيوش جرارة من قنوات الغزو بدءا بالأولى والثانية ثم مصفوفة متراصة في قنوات المسلسلات والأفلام والرياضة والأطفال والأخبار وغير ذلك مما يصعب حصره ووصفه ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
ثم تأتيك شبكة قطر QCV وهى المؤسسة العامة القطرية للاتصالات السلكية واللاسلكية التي أدخلت خدمة الكيبل التلفزيوني اللاسلكي وتسمح للمشتركين بطلب الاشتراك في قنوات فضائية عديدة ، محلية وإقليمية ، خليجية وعربية ، أمريكية وأوروبية وآسيوية وغيرها ، فهي بوابة مفتوحة على ما عند الغربيين والشرقيين من دعاة جهنم ومن أراد عبودية الهوى وشيطان الغرب ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) ، وتجد أيضا شبكة شوتايم التي تأتيكبخمسة وعشرين قناة معظمهم من أفضل القنوات الانحلالية العالمية ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) ، ومما يغزو المسلمين في العالم العربي وينخر أبدانهم ويقطع أوصالهم شبكة راديو وتلفزيون العرب ART التي تقول عن نفسها : ( الشبكة تمتلك واحدا من أكبر مراكز الإرسال التليفزيوني والإذاعي في العالم ، والذي تم تأسيسه في أفيزانو بإيطاليا ) ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)) ، إيطاليا بلد الفاتيكان .
وقد قدر لي أن كنت ضيفا عدة مرات على قناة أوربت الثانية التي يزعمون أنها أسرت قلوب المشاهدين في المنطقة في البرنامج الشهير على الهواء حيث كان محور الحديث عن الأسماء الحسنى وقضية الابتلاء وكان معي في اللقاء أخوان كريمان ، ونحن بالطبع مشايخ ليس لنا سابق عهد في التعرف على القناة أو أهدافها أو ما يتخلل حديثنا من فواصل إعلانية منضبطة أو انحلالية رآها المشاهدون في مثل هذه اللقاءات ، غير أن المحاور يقطع الحديث فترة للإعلان ثم يعاوده ، وكان الغريب في الأمر أن المحاور جاهل بمفردات الحوار الذي شاركنا فيه معد البرنامج قبل اللقاء ، بل كان يترك قواعد الحوار المعد سلفا ، ويسأل أسئلة تدل على عدم العلم بالمفردات الأولية البسيطة للثقافة الإسلامية ، حتى بدا أمرنا للمشاهدين أنهم أقحمونا كمشايخ متخصصين في العقيدة ، ليوحوا للناس أن الشبكة يحاضر فيها أساتذة في الجامعات دون اعتراض ، فأصبحنا كطعم صياد ينصب شباكه عند الاصطياد وأسأل الله العفو والمغفرة .
طبعا لا يخفى على المشاهدين من عامة المسلمين وخاصتهم إدراك حقيقة الغزو التي تبثه هذه الشبكات وتروج فيه لعصيان لله ، حتى لو فتحت فيها قناة إسلامية في خضم ذلك كقناة إقرأ في شبكة ART ، فإن ذلك لا ينطلي على عامة المشاهدين ، وقد أعجبني وأنا أبحث على الإنترنت عن رأي المشاهدين في قناة إقرأ ما وجدته في أحدى ساحات الحوار حيث مدح أحدهم القناة ممن لا يعرف حقيقة الشبكة ولا توجهاتها فقال : " قناة اقرأ قناة تهتم بالمستجداتالإسلامية على وجه الخصوص ولغة الحوار فيها هادفة وموزونة وليست مثل القنواتالأخرى صاحبة الصراخ والضجيج " ، فرد عليه آخر بقوله : " أحب أن أضيف إلى معلوماتك أن القناة التي ذكرت ما هي إلا أضحوكة على أهل الخير والاستقامة وهى منباب كما يقال : دس السم في العسل وإلا كيف يمكن لمن يحب إشاعة الفاحشة بين أفرادالمجتمع أن ينشئ قناة إسلامية ؟ يعنى بمعنى أوضح لا بأس أنيبث فيلم غرامي يدعو إلى الفاحشة في الصباح في قناة ART وفى المساء يبث برنامجعن تحريم الزنا في قناة اقرأ لكننا صحيح نعيش في عصر المتناقضات ، ثملا تنسى يا أخي أن هذه القناة قد تكون مبررا لأصحاب الأهواء والبسطاء لإدخال جهاز الدش الذي دمر الأسر والمجتمعات ، وحتى لا أكون مبالغا اسأل أهل الاختصاص من الشئونالاجتماعية وغيرها ، ولتعلم أننا نحن المسلمون دائما نبدأ من حيث بدأ الآخرون ولا نبدأمن حيث انتهوا ، فهذه بعض الدول الأوربية بدأت الآن تشعر بخطر القنوات الفضائيةوتحاول الرقابة والحد من المسلسلات الإجرامية والأفلام الهابطة وذلك لما ارتفعتعندهم معدلات الجرائم وال****** " وعقب ثالث ممن يتابعون الحوار فقال : " لا فض فوك فهذا من اللذين يسعون في الأرضفسادا " ([5] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn5)) .

(1)http://www.orbit.net/Channels .

(2)http://www.qcv.com/arabic/static/index.htm .

(3)http://www.showtimearabia.com (http://www.showtimearabia.com/) .

(4)http://www.art-tv.net/arabic/ramadan/artAflam.asp .

(1)http://www.alsaha.com/sahat/Forum1/HTML/005052.html .

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:01 PM
·فتن كقطع الليل المظلم :
قال رَسُولَ اللَّهِ S: ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَ، وْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ) ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) ، وقال Sفي فتنة العامة والدهماء : ( ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ ، لا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ : انْقَضَتْ تَمَادَتْ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ ، فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لا إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ ) ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
لقد أصبح المسلمون في زمان تتجاذبه الأهواء وتتلاطم فيهأمواج الفتن والإغواء ، فغزو أرضى آخر فضائي يشنه علينا مختلف الأعداء يركزون سهامهم على أهدافمنتقاة ، ونماذج مدروسة ، وبنية الأمة القوية وهم شبابنا الذين يمثلون قلعة حصينة ودرعا منيعا للإسلام على مر التاريخ إذا هم صلحواواستقاموا ، ومن ثم كانوا هم الهدف الأسمى والغنيمة العظمى التي يسعى لكسبها أعداءُ الله الحاقدين ، فيحيكون الدسائس لهم وينصبون الفخاخ في طرقهم، منها الخفي ومنها الواضح المرئي حتى يخرجوهم من حصنهم المنيع ومنهجهم الإسلامي البديع إلى قاذورات الأديان المحرفة و*****تها المضللة ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3))لتصبح أمتنا خائرة القوى ويصبح شبابها ما بين مدمن للمخدرات ومشغول في اتباع الملذات والشهوات ، وما بين صريع لأمراض جنسيةقاتلة ، وما بين مدخن قد أتلفت رئتيه وقلبه تلك السجائر المسمومة ، فخارت قواهم عن مواجهة الأعداء ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)).
فالأعداء خططوا ونفذوا وشنوا حربا خفية منذ أعوام عديدة وآماد بعيدة ، فأرسلوا إليهم الآن القنوات الفضائية التي تهافت عليها كثير من شباب المسلمين تهافت الفراش على النار، فأضحت الفضائيات في عصرنا عدوا قاتلا لا بالجيش الجرار ولكنبسيئ الأقوال والأفعال فتقتل العفة والحياء والمروءة بل وتنشئ المودة والمحبة بين المسلمين والكفار ، فكثير من شبابنا اليوم تجده قد تعلق بممثل كافر أوممثلة ، أو مغنية فاجرة كافرة فيواليهم ويحبهم حتى إنك تسمع أصوات أغنياتهم وعلو قرع طبولهم في سيارته بلاحياء ، فصار البيت كله متعلق بهذه الفضائيات وما يعرض فيها معرضا عن نصيحة الناصحين ، لأن القلوب افتتنت وأشربت بهذا العفن الساقطمن بالوعات الغرب المنتنة فأصبح هو المتحكم ، ولا تتعجب إن رأيت طفلا وطفلة في خامس عمرهما يتعانقان ويقبلان بعضهم بعضا ، أو رأيت هذا الصغير البريء يرقص كالمرأة الطروب والغانية اللعوب ([5] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn5)).
وهل اكتفى الأعداء بذلك ؟ لا بل أرسلوا وما زالوا يرسلون إلينا سموما عديدة ، فجعلوا ديار الإسلام هدفا وسوقا لتجارة المخدرات فتناولها من لا يعقل من الشباب ، فأدمن عليهاوربما باع عرضه من أجل جرعة ، وربما سرق وضحى بأمه أو أخته ، ولا غرابة لمثل هذا أنيقدم زوجته أو ابنته لمروج مخدرات يفعل بها ما يشاء ليعطيه جرعة من هذا المخدر المسموم ، وبعد أن تكون نتيجة غزو الأعداء هكذا ، كيف نقوى على مواجهتهم أو إيقاف احتلالهم للعراق وما سيأتي على القائمة ، فالقوة منهكة ، والبنية مهدمة ، والقلوب مأسورة بحب الشهوات ، ولذلك تجد العرب المسلمين صامتين في سكون نائمين بلا عيون .
لقد كان الشباب في صدر الإسلام يطلبون الشهادة في سبيل الله ، بل كان أحدهم يبكى بكاء شديدا لأنه منع من قتال العدو ومواجهته مواجهة الأبطال وجها لوجه بالسيف والرمح والنبال ، فكانت قلوبهم تمتلئ غلا وحنقا على المشركين ، وشوقا إلى نيل الشهادة والفوز بجنات النعيم ، وليس كما يفعلون الآن عند الفوز بالدوري حيث يقوم الشبان برفعهم على أعناقهم وحملهم الدوران بهم .
وشبابنا المسلم إلا منرحم الله ينقاد لتلك القطعان التي شبهها الله عز وجل بالأنعام ، بل إنه فضل الأنعام عليهم لجهلهم بغايتهم فقال : } وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {[الأعراف:179] ، وذلك لأن الأنعام تهتدي لراعيها وتنقاد لمالكها ومن يقوم بعلفها وتتعهدها ، وتعرف من يحسن إليها ممن يسئ إليها ، وهؤلاء لا ينقادون إلى ربهم ولا يعرفون إحسان خالقهم ، ولا يطلبون منه ثوابا ، ولا يخافونه من عقاب ، ومع ذلك ترى كثيرا من المسلمين يمجد أفكارهم ويمتدح انحلالهم ويعلق صورهم على جدرانغرفته أو في سيارته ، وأعظم من ذلك كله من يعلق تلك الصور على صدره دون خوف منالله أو حياء من الناس ، وبالمقابل ترى بعضهم يستحى من إرخاء لحيته أو يعبث فيها على ما حدده له لوطية الغرب وشواذهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .

(1)مسلم في الإيمان برقم (118) من حديث أبي هريرة t .

(2)أبو داود في الفتن والملاحم (4242) ، وصححه الألبانى في صحيح الجامع (4194) .

(1)http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm .

(2)السابق بتصرف .

(1)http://www.mknon.net/new2/fthaeah.htm.

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:01 PM
إن الإسلام يأمرنا بالخير ومكارم الأخلاق والقرآن يدعونا إلى الاعتصام بحبل الله وينهانا عن الافتراق ، ويحذرنا عاقبة الركون إلى الأعداء ويدعونا لأكمل الأخلاق ، فهل من متمسك بهذا الدين ومحافظ على هذا التراث ؟ إن الشباب كانوا في صدر الإسلام لا هم لهم إلا طاعة الرحمن وليس لهم هدف إلا دخولالجنان ، حيث الحياة الخالدة والعيش الهنيء ، فكانوا يجتمعون على كتاب الله عز وجلحفظا وعلما وتطبيقاوعملا ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ tقَالَ :
(كَانَ شَبَابٌ مِنَالأَنْصَارِ سَبْعِينَ رَجُلا يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ ، كَانُوايَكُونُونَ في الْمَسْجِدِ ، فَإذا أَمْسَوُا انْتَحَوْا نَاحِيَةً مِن الْمَدِينَةِ ، فَيَتَدَارَسُونَ وَيُصَلُّونَ ، يَحْسِبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ في الْمَسْجِدِ ، وَيَحْسِبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ في أَهْلِيهِمْ ، حتى إذا كَانُوا في وَجْهِ الصُّبْحِ اسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ وَاحْتَطَبُوا مِن الْحَطَبِ ، فَجَاءُوا بِهِ فَأَسْنَدُوهُ إِلَى حُجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ S فَبَعَثَهُمُ النَّبِي S جَمِيعًا ، فَأُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، فَدَعَا النَّبِي S عَلَى قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا في صَلاةِ الْغَدَاة ) ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
فانظروا إلى أولئك الشباب كيف كانوا يقضون أوقاتهم بين المدارسة والمراجعة ثم يختمون ذلك بعمل عظيم ألا وهو جلب الحطب والماءلمن كان له الفضل بعد الله على الأمة أجمع وهو سيد المرسلين S ، فكيف يكون حالهم هل يشعرون بالملل أو السآمة ؟ كان الشباب يغزون مع رسول الله S حيث الموت والرحيل عن الدنيا ، ولم يبالوالأنهم عرفوا أن ما عند الله خير وأبقى ، بل كان أحدهم إذا قتل يصرخ بأعلى صوتهوقال : ( اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ) ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) ، فتدوي هذه الكلمة في أذن الكافر ويظل يتساءل بم فاز وهو المقتول ، فيجد الجواب بعد حين أنه فاز بالجنة وما لا عين رأت ولا أذن سمعتولا خطر على قلب بشر فيشرح الله صدره للإسلام فيسلم ، فكانت حياتهم جهادا ودعوةحتى الرمق الأخير ، بل كانوا رضوان الله عليهم يستمتعون بفعل الطاعات ويتلذذونبها ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو tقَالَ : ( جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُكُلَّهُ في لَيْلَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ S : إني أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَأَنْ تَمَلَّ فَاقْرَأْهُ في شَهْرٍ ، فَقُلْتُ : دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي ، قَالَ : فَاقْرَأْهُ في عَشْرَةٍ قُلْتُ:دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي،قَال: فَاقْرَأْهُ في سَبْعٍ ، قُلْتُ : دعني أَسْتَمْتِعْ مِنْ قوتي وشبابي ، فَأَبَى ) ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
فانظروا إلى العهد السابق والشباب الصادق ، الذي صدق مع نفسه وربّه وقان مع شباب العصر قال تعالى : } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئا ً{[مريم:59/60] .

(1)أحمد في المسند برقم (13050) ، وانظر مشكاة المصابيح (1289) .

(1)البخارى في كتاب الجهاد والسير برقم (2801) .

(2)حديث صحيح رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة برقم (1346) .

خالد مسعد .
26-12-2009, 05:02 PM
الخاتمة

مشروع الفضائيات الإسلامية

*************************************

كان طبيعيا لقنوات تكرس لمثل هذه البرامج ألا تعير اهتماما للبرامج الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى الفضيلة والقيم الإسلامية ، فمن العجب أن أغلب الفضائيات ما زالت تتعامل مع الإسلام كشعار ديني للتبرك به عند افتتاح البرامج حيث تقدم عدة دقائق تلاوة من القرآن الكريم وكذلك عند الختام مرورا بنقل شعائر صلاة الجمعة والأعياد والإشارة إلى مواعيد الأذان ، فضلا عن تقديم الأحاديث الدينية في دقيقتين قبيل نشرات الأخبار كما هو معروف وفق الأساليب اليومية النمطية القديمة ذات الأسلوب التلقيني الخطابي الجامد ، الأسلوب الخال من إثارة كوامن المعرفة وتلقيها والتشويق بوسائل الجذب المشروع ، بالرغم من أن روح العصر تفرض علينا الابتكار والجدية والإبداع وإيجاد وسائل تشويق تجذب الأطفال والشباب ومن ثم الانطلاق نحو فضائيات أرحب وأوسع لإيصال صورة الإسلام الحقيقية إلى الآخرين ([1] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn1)) .
ومن هنا توجبت الدعوة إلى إنشاء فضائيات إسلامية ، وأصبح الأمر ملحا منذ أن ظهرت الأقمار الصناعية الرقمية واستخدمت في مجالات البث التليفزيوني ، وخصوصا بعدما تعرضت المنطقة العربية الإسلامية للعديد من القنوات الفضائية الغربية التي حملت أفكارا وثقافات تختلف عن ثقافتنا وقيمنا ، فهذه القنوات تهدد هوية الثقافية العربية والإسلامية ومن هنا شعرت بعض المؤسسات بالمسئولية وأسهمت في إنشاء العديد من القنوات الفضائية التي يغلب عليها النمط الإسلامي،وكان أحد الأهداف التي تسعى إليها هذه القنوات تحسين صورة العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والرد على افتراءاتهم ([2] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn2)) .
إن حاجتنا لفضائية إسلامية حاجة ماسة ، فلو سخرت قناة كاملة لبيان التوحيد وما ينقضه من أنواع الشرك وإرشاد الناس إلى صحيح السنة وتحذيرهم من الخرافة والبدعة ورفع راية الفضيلة وكشف عور الرذيلة لعلت رسالة الدعوة التي بعثت بها خير أمة أخرجت للناس .
إن الطموحات الإعلامية تكمن في إطلاق أقمار صناعية إسلامية كما أطلقنا قمرا صناعيا عربيا وآخرين مصريين ، لأن هذا القمر يهدف إلى الدفاع عن الثوابت الإسلامية ، كما أن الغاية من هذه المنظومة أيضا هي الوصول إلى الجمهور الأجنبي بلغاتهم ، والتوجه صوب دول الأمريكتين وأوروبا ، ولذا فإننا نطالب الملوك والأمراء وحكام المسلمين وأصحاب المليارات التي أصابها العفن من كثرة ركودها في البنوك الغربية ، والتي تستخدم في مخططات غزونا فكريا وعسكريا أن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله عز وجل .
نريد أقمارا صناعية إسلامية بهدف الوصول إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم لزيادة معارفهم بأحكام دينهم وعقيدتهم وتعريفهم برسالة الإسلام ، فنسبة كبيرة جدا منهم لديهم أمية دينية وأمية تعليمية خاصة في الدول العربية ، كما أن هذا يفيد بشكل فعال الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية ، لأن هذه الدول تشتاق إلى معرفة الدين الإسلامي الصحيح وتعلم اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم ، وفهم تعاليم الدين الإسلامي ، ومن ثم تتشارك الجهود في تحقيق الغاية والهدف من حياة المسلمين في كل مكان .
ما المانع أن يكون للجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي قنوات فضائية عامة ومتخصصة تنقل محاضراتها نقلا حيا بلا زخرفة ولا تكلف وتعطي عاملا للقدوة من خلال العلماء وأساتذة الجامعات بدلا من الكم الكبير الذي هيمن على الساحة من المنحلين والمنحلات ممن وصفوا بالزور في هذا العصر أنهم أصحاب الفن ، لابد للشباب من إبراز القدوة الحقيقية التي استبدلها الأعداء بقدوة الممثلين والممثلات والراقصات الفاجرات التي ضجت من خلاعتهم مئات الفضائيات التي تتبناه أكثر الحكومات على نفقة البلاد وقوت العباد .
كما أنه أصبح من الضروري الآن تعديل أو تغيير الصورة الطافية على الساحة الأجنبية للإسلام والدول الإسلامية ، وهذا يستلزم التوجه إليهم بلغتهم ، وهو ما بدأت فيه بعض الدول العربية والإسلامية ونشير إلى أهمية إنشاء قناة باللغة العبرية واللغات الأجنبية ، للوصول للرأي العام النصراني واليهودي ودعوتهم إلى الإسلام والرد على شبهاتهم وبيان الحجة عليهم والمعذرة إلى ربهم ولعلهم يهتدون .
مشروع القناة الهادفة هام جدا ويجب أن تبذل له الكثير من الجهود والطاقات ، ويجب أن ترصد له موازنات ضخمة حتى يستطيع المنافسة في خضم هذه القنوات الفضائية ، ولذلك لابد أن تكون البداية قوية حتى تعطي مصداقية وقبولا منذ البدء وليس بعد حين ، فمن الأسس التي يجب أن تقوم عليها تلك القنوات الإسلامية أن تعتمد الشمولية فيما تقدمه فهي تقدم المادة التربوية والثقافية والدينية فضلا عن المواد الترفيهية ضمن الضوابط الإسلامية ، ويجب أن تكون القناة عامة لكل أفراد المجتمع الطفل له نصيب ، والمرأة كذلك ، فضلا عن الرجل وشريحة الشباب بجنسيه حتى تكون القنوات بديلا معقولا عن الغثاء النازل من الفضاء .
أما لغة الخطاب فتكون بسيطة وعامة وتستهدف المشاهد العادي بالجملة ، ولا بأس من وجود مواد قليلة للمثقفين والنخب الاجتماعية ويمكن لها أن تنافس وبقوة في ظل الزخم الفضائي الهابط والممل ، فالناس أصابها الضجر من القنوات الأخرى التي لا تحترم عقل المشاهد ولا ذوقه ولا تعبأ بخلفيته الدينية وقيمه الاجتماعية ، ولا نشك في أنها بإذن الله سوف تنجح ، ليس بالضرورة ماديا لكن من المؤكد إسلاميا وأدبيا فالناس يتلمسون مثل هذا المشروع وينتظرونه .
وليس من مهمة القنوات الإسلامية جمع الناس حول قضايا معينة بل يكفي أنها تؤدي دورا توعويا في قضايا الأمة الكلية ، أما واقعها الحالي فهي تساهم في دعم قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية الصراع اليهودي في فلسطين وسائر المضطهدين من المسلمين .
فالقناة الإسلامية الهادفة ليست قاصرة على البرامج الدينية بكافة وسائلها ولكنها أوسع من ذلك ، فهي تقدم مواد دينية ومواد تعليمية عامة ، ومواد ترفيهية لأفراد الأسرة ، لكن كل ذلك داخل الإطار الإسلامي ، بمعنى آخر أنها تقدم كل شيء بشرط ألا يخالف أصول الدين وضوابطه المحددة والمتفق عليها ([3] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn3)) .
إن النجاح والفشل بيد الله، لكن الأخذ بالأسباب في إمداد هذه القنوات بجيل من الإعلاميين الإسلاميين أصحاب القدرة على المحاورة وفهم الإسلام بصورته الصحيحة يعد أمرا ضروريا على رأس أسباب النجاح ، وإني لأعجب من وجود ألاف المتفوقين النابغين في الدراسات الإسلامية في مختلف الكليات والذين لا يجدون وظيفة في قوائم التعيينات كيف لا يصرفون أنفسهمإلىمثلهذه الغاياتوهم لديهم من الإمكانيات ما يجاوز بمراحل المتأهلين في كليات الإعلام وغيرها ، الذين نبتوا على التربية العلمانية الانحلالية ، إن جيلا واحدا أو جيلين من النابغين في الدراسات الإسلامية وكليات الدعوة وأصول الدين والكليات الشرعية يكفي لإمداد القنوات الفضائية الإسلامية عقودا قادمة ، وذلك إذا اكتسوا بحسن النية والإخلاص لله تعالى وبذلوا الأسباب الصحيحة وتوكلوا على ربهم ([4] (http://islam.henawhenak.com/vb/#_ftn4)) .
وربما يقول البعض : كيف المخرج وما البديل حاليا خاصة وأن متابعة ما يعرض عبر الشاشات بات أمرا لصيقا بالحياة اليومية لجميع الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم وثقافاتهم ؟
لا شك أن معالجة مثل هذا الأمر ليست سهلة أو ميسورة ، فلو أن الشخص قام بضبط الأمور في بيتهفلن يسلم من آثار الخلطة بمن له بهم صلة من جيرة أو رحم أو غير ذلك ، لكن جلب أجهزة القنوات الفضائية المختلفة وشراءها وإحضارها للمسكن دون تحفظ أو قيود خطأ فادح لما يترتب عليه من الأضرار الحاضرة والمستقبلية ، ولذا أفتى أهل العلم بتحريم اقتناء تلك الأجهزة في الوقت الحالي طالما أن فيها من الشر المؤكد ما لا يقوى المسلم على دفعه ، ولعل البدائل الثقافية والترفيهية عبر برامج الكمبيوتر النافعة والمفيدة تكون بديلا يملأ فراغ الشباب بما ينفعهم ويوسع مداركهم من غير إضرار بهم ، وتلك البرامج تتناسب مع جميع أفراد الأسرة ذكورا وإناثا صغارا وكبارا .
إننا إن لم نحافظ على أولادنا وبناتنا في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة فسنقع في مستنقع لا مخرج منه إلا بمشيئة الله ، ولنا في حال الغرب الذين أطلقوا لأنفسهم العنان فركبوا كل ما اشتهته أنفسهم من الشهوات المحرمة أعظم عبرة ، فإن ذلك لم يزدهم إلا حسرة وضيقا ونكدا ، فكثر اكتآبهم وتتابعت أزماتهم وزادت نسب الانتحار بينهم ، ألم تر إلى الشباب منهم كيف يبدوا الذكر لوطيا يفاخر بشذوذه ولوطيته ، والأنثى تكون مثار السخرية لو ظلت على بكوريتها قبل الزواج ، حياة بهيمية لا يحكمها منهج رباني ولا ضابط أخلاقي غير اللذة البهيمية والأرصدة المالية فمن من الموحدين يرغب في هذه الحياة ؟!

(1)http://www.alshaqaeq.com/d1.htm ، حوار أجرته مجلة الشقائق بعنوان : أين الفاتح المنتظر لفضائية هادفة ؟ بتصرف .

(1)مثال ذلك قناة اقرأ ، وقناة الشارقة ، ومنظومة فضائيات المجد العربية والإنجليزية ومشروع قناة مكة وطيبة ، وغير ذلك من القنوات التي تبث باللغات الأخرى على الأقمار الأوربية والأمريكية والكندية .

(1)الأحمد : الدكتور مالك الطريق إلى فضائية هادفة ، انظر بتصرف :
http://www.alshaqaeq.com/d2.htm


(1)السابق بتصرف .