محمد صفوت
25-01-2007, 11:27 PM
مع بداية كل مرحلة دراسية جديدة تنكمش دائرة الأصدقاء من حولك، وتتبدل بالوجوه القديمة وجوه جديدة، ويذهب أشخاص، ويجيء أشخاص، ومع سنة أولى (إعداي، أو ثانوي، أو جامعة) حتماً، ستداعب خيالك صورة أعوام ماضية مضت لكنها لن تعود أبداً.
ومع اختلاف الوجوه، وتزاحمها من حولك، وتوسع دائرة التطلعات لتقفز إلى الرغبة في وجود صديق جديد، تشتد هنا الحاجة لـ(شلة) جديدة تؤنس وحدتك في مرحلة الدراسة الجديدة، وتوسع آفاقك ومعارفك..
في المدرسة..
في الغالب تبدأ الشلة القديمة في (الفشكلة) بعد مرحلة الإعدادي، وعند الدخول لمرحلة الثانوي؛ حيث يتخلف بعض أصدقائك القدامى عن دخول الثانوي العام بعد الحصول على مجموع قليل، والذهاب إلى التعليم الفني المتوسط، سواء الدبلوم الصناعي أو الزراعي، أو السياحة والفنادق، بينما يفضل البعض الآخر أن يلتحق بمدرسة ثانوي خاص، وحتى من سيدخل ثانوي عام مثلك قد يفضل مدرسة أخرى غير مدرستك، لأن المدارس الثانوي تحديداً في مصرنا المحروسة على قدر كبير جداً من التشابه مع (البنت)، حيث إن كليهما كلما كانت ذات سمعة جيدة زاد الإقبال عليها، وكلما وجدت مدرسة ذات رصيد كبـير من (الدحيحة) الذين يحصلون في الثانوية العامة على درجات عالية من المجاميع، زاد الإقبال عليها، أو أجبر أولياء الأمور أولادهم على الدخول فيها!!
ومن هنا يبدأ مفهوم الشلة يتكون في ذهن الطالب أو الطالبة، لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، ويبحث دائماً عمن يشاركه حياته، ومعيشته، في شتى مجالات الحياة.
في الجامعة..
تصل نسبة (الفشكلة) إلى مداها حيث يقضي التنسيق على تعب السنين الماضية، وعشرة العمر ومع القسم بـ(100) يمين بين أصدقاء الشلة القديمة على التواصل والترابط، ومواجهة (فشكلة) التنسيق الحتمية، بالخروجات والمقابلات والاتصالات والـ(ميسدات) وما إلى ذلك، يتضح أن (كلام الليل مدهون بالزبدة.. يطلع عليه الصبح يسيح) وتمر الأيام، وكل واحد (ملخوم) بحضور الندوات العائلية التي تجلس فيها عمته لتعدد له مزايا كلية (تربية) اللي بنتها دخلتها وبقت معيدة، بينما ترد عليها خالته "ومالها الحقوق، أنا ابني دخلها وبقى محامي قد الدنيا" بينما يتمنى والده أن يتم قبوله بكلية الشرطة، وفي النهاية تتوزع الشلة ما بين طالب في (حقوق عين شمس) انتظام، وآخر في (تجارة القاهرة) انتساب، وآخر في (إعلام جامعة 6 أكتوبر الخاصة) بينما ذهب أحدهم إلى آخر الدنيا في هندسة أسيوط لأن كلية الهندسة كانت حلم عمره، ولم يساعده مجموعه على الالتحاق بها في جامعة قريبة ولم تمكنه ظروفه المادية من دخولها في جامعة خاصة، ويضطر الجميع للانشغال بإنهاء أوراق الكلية، وإنهاء إجراءات الكشف الطبي (اللي هو في الغالب زي عدمه) ويحتاج ساعات طويلة ليفاجأ الطالب بعدها بأن الدكتور قد كتب له (لائق) دون حتى أن يكشف عليه، بجانب الوقوف طوابير طويلة عريضة، أمام مكاتب شئون الطلاب في الجامعات للحصول على كارنيه الكلية، واستخراج اشتراك مترو الأنفاق الخاص بالطلبة والطالبات..
ومع الصدمة التي يتلقاها كل طالب جامعي عند أول وهلة لدخوله الجامعة، وإحساسه أنه في عالم غير العالم، أمام وجوه غير الوجوه، ومع المشاعر المتناقضة، بعد تعب الثانوية العامة، وانتظار ذلك اليوم الذي يصبح فيه الطالب (طالبا جامعيا) بييجي براحته، ويروّح براحته، ويجلس في الكافيتريا براحته، دون الحاجة لنط من على الأسوار، أو تزويغ من حصة التاريخ، سيجد الطالب أو الطالبة نفسيهما، أمام (مود) شبه موحد على كل طلاب أولى جامعة، وهو الذهاب اليومي (عمال على بطال) إلى الجامعة، بملامح شبه موحدة على كافة وجوه الطلبة المستجدين، سواء اللي بيبص حواليه كأنه في عالم تاني.. واللي مش مصدق نفسه.. واللي عايز يعيش دور الفاهم الكبير اللي حفظ الجامعة من أول يوم.. واللي مش لاقي حد يعرفه القصة ماشية ازاي.. أو حد يكرمه بمعلومة مفيدة.. واللي شايف إن شكله صغير ومعظم اللي حواليه أبهات وأمهات!!
ومن هنا تظهر الحاجة الملحّة داخل نفوس الطلبة والطالبات نحو شلة جديدة لن تستمر الحياة الدراسية دونها!!
أنواع الشلة..
وبغض النظر عن التعليم الثانوي، أو الجامعي، فإن أشكال وأنواع (الشلة) بين الطلبة والطالبات في كل مراحل التعليم لا تخرج عن الآتي:
شلة (الدحيحة)
وهي شلة بها خير بلدنا من العقول النبيهة الذكية، وهؤلاء لا يتخابثون أو يدعون الغباء، وعدم المذاكرة، مثلما يفعل آخرون، بل هم على قدر كبير من الصراحة والشفافية، مقرهم الدائم في الفصل أو في الـ(سكشن) سواء في أوقات (الفسحة) أو الـ(break)... الواحد من دول ينفع يكون مدرس خصوصي، وأحسن من المدرس كمان، لذا فمن الطبيعي أن تجد العديد من الطلبة (اللي دماغهم على قدها، وجيوبهم كمان على قدها) بيستعينوا بيهم في الشرح وحل المسائل، والذي منه، والسمة الغالبة لهؤلاء هي النظارة واللبس الهادئ البسيط، وأحياناً لا يكون على قدر من الشياكة والأناقة، بقدر ما يعبر عن الرغبة الأكيدة في العلم.
شلة الاستخوبص
وهي الشلة التي تشعر أن أفرادها (مقضيينها) خروج وفسح وتنطيط، وما إلى ذلك، ويؤكدون في كل مناسبة أو بغير مناسبة أنهم (مابيفتحوش كتاب) وأنهم مايعرفوش الفرق بين (الألف وكوز الدرة) ويرفعون شعار "كبر دماغك.. كله محصل بعضه" وبعد أن تشعر معهم بمتعة (التقضية) وتترك الدراسة قلباً وقالباً، إذا بأسمائهم يوم النتيجة تتصدر قائمة المتفوقين وأصحاب المجاميع العالية سواء التي تتجاوز الـ90% في الثانوية العامة أو تتجاوز تقدير الجيد جداً في الكلية، لأن هذه النوعية من الشلة يمتلك أصحابها عقولا ذرية لكن (من تحت لتحت) ورغم أن الواحد منهم يظل يلعب ويتكاسل عن المذاكرة إلا أنه في (الخباثة) يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنهج، و(عارف هو بيعمل إيه) لتفاجأ به في النهاية!!
شلة بابي ومامي
وهي شلة ينتمي أفرادها للطبقات (الهاي كلاس) أي الطبقات الراقية سواء من سكان الزمالك، أو المهندسين، أو مدينة نصر، أو الدقي، وما إلى ذلك، وهؤلاء لا هم لهم إلا إبراز مفاتن رغد العيش الذي يعيشون به، بدءًا من نوع السجائر، مروراً بأنواع الملابس، وصولاً لأنواع السيارات، تجدهم يعرفون كل شيء عن أحدث خطوط الموضة والاستايل الجديد في كل المجالات، ولا يمدون أيديهم لمصاحبة من هم أقل منهم.. معظمهم من ذوي الدماغ العالية، سواء الكيميا أو (الإكس تي سي) أو غيرها من أنواع المخدرات، وأقل حاجة عندهم التدخين..
وهناك نوع آخر من عينة بابي ومامي على قدر عال من الأدب والثقافة.. بعضهم الحياة عندهم رسالة نبيلة، وطموح واجتهاد بحكم مناصب أولياء أمورهم الذين يتنوعون ما بين دكتور جامعي، أو رتبة كبير في الجيش أو الشرطة، أو محام كبير، أو طبيب، أو مهندس، والبعض الثالث يريدون أن يساعدوا من حولهم لكنهم لا يشعرون بمن هم أقل منهم كما ينبغي ولا يعرفون أولويات الفقراء والمحتاجين كما يجب؛ لذا تبدو مساعدتهم في الغالب كوميدية ساخرة رغم أن هدفهم خير.
شلة كله بتمنه
وهي شلة المصالح و(السبوبات).. (مافيش حاجة عندهم ببلاش) محتاج منهم ورق دروس أو ملازم يبقى لازم تجيب قصاده ورق وملازم تانية.. لو ولد عايز يكلم بنت يبقى لازم يعزمها عزومة محترمة، لو بنت معجبة بولد وعايزة تلفت نظره يبقى لازم كارت شحن على الأقل من تحت الترابيزة..
شلة عيش الحياة
شلة قرر أفرادها ما يقرره الآلاف المؤلفة من ملايين الطلاب.. وهو أن التعارف والتآلف والحب والمودة والصداقة والزمالة والأخوة والجدعنة والروشنة والدردحة والحاجات المتلخبطة هي الهدف الأساسي من المدرسة أو الجامعة.. وما خلقت المدارس أو الجامعات إلا لذلك.. وما رفعت أسوارها إلا تحقيقا لهذه الأهداف الطلابية العليا!
شلة اتقل.. تتكيف
والبعض الآخر وهو ليس بالقليل.. وهو من لم يختر حتى هذه اللحظة طريقا أو وجهة.. وينتظر هبوب الرياح.. أو هبوط الأمطار كي تنبت البذرة التي لا يعلمها.. وتخرج الثمرة التي هو أول من يجهلها بداخله.. ولا أقصد أنه يقع تحت طائلة المثل "معاهم معاهم عليهم عليهم".. وإنما أقصد انتظاره لزوال الغبار والشبورة واتضاح الأمور ليرى ما بعد تلك الغيوم والغمامات ما يعينه على السباحة في بحر الجامعة.
ولكنهم جميعا يقعون تحت طائلة المثل.. "الميه تكدب الغطاس".. أو تحت طائلة المقولة الشبابية "اتقل تتكيف".. وإن كان بالمقولة الأخيرة خطأ في الصياغة أو المضمون إلا أنه واقع يلمسه العديد من الشباب.. وكلهم ينظر إلى ما بعد البداية.. أو يفكر القليل منهم في النهاية.
لكن حتماً ستظل هناك أنواع أخرى من (الشلل) لم نتناولها..
لو إنت عضو في أي شلة أو عندك شلة جديدة ابعت واحكِ لينا عن تجربتك
ومع اختلاف الوجوه، وتزاحمها من حولك، وتوسع دائرة التطلعات لتقفز إلى الرغبة في وجود صديق جديد، تشتد هنا الحاجة لـ(شلة) جديدة تؤنس وحدتك في مرحلة الدراسة الجديدة، وتوسع آفاقك ومعارفك..
في المدرسة..
في الغالب تبدأ الشلة القديمة في (الفشكلة) بعد مرحلة الإعدادي، وعند الدخول لمرحلة الثانوي؛ حيث يتخلف بعض أصدقائك القدامى عن دخول الثانوي العام بعد الحصول على مجموع قليل، والذهاب إلى التعليم الفني المتوسط، سواء الدبلوم الصناعي أو الزراعي، أو السياحة والفنادق، بينما يفضل البعض الآخر أن يلتحق بمدرسة ثانوي خاص، وحتى من سيدخل ثانوي عام مثلك قد يفضل مدرسة أخرى غير مدرستك، لأن المدارس الثانوي تحديداً في مصرنا المحروسة على قدر كبير جداً من التشابه مع (البنت)، حيث إن كليهما كلما كانت ذات سمعة جيدة زاد الإقبال عليها، وكلما وجدت مدرسة ذات رصيد كبـير من (الدحيحة) الذين يحصلون في الثانوية العامة على درجات عالية من المجاميع، زاد الإقبال عليها، أو أجبر أولياء الأمور أولادهم على الدخول فيها!!
ومن هنا يبدأ مفهوم الشلة يتكون في ذهن الطالب أو الطالبة، لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، ويبحث دائماً عمن يشاركه حياته، ومعيشته، في شتى مجالات الحياة.
في الجامعة..
تصل نسبة (الفشكلة) إلى مداها حيث يقضي التنسيق على تعب السنين الماضية، وعشرة العمر ومع القسم بـ(100) يمين بين أصدقاء الشلة القديمة على التواصل والترابط، ومواجهة (فشكلة) التنسيق الحتمية، بالخروجات والمقابلات والاتصالات والـ(ميسدات) وما إلى ذلك، يتضح أن (كلام الليل مدهون بالزبدة.. يطلع عليه الصبح يسيح) وتمر الأيام، وكل واحد (ملخوم) بحضور الندوات العائلية التي تجلس فيها عمته لتعدد له مزايا كلية (تربية) اللي بنتها دخلتها وبقت معيدة، بينما ترد عليها خالته "ومالها الحقوق، أنا ابني دخلها وبقى محامي قد الدنيا" بينما يتمنى والده أن يتم قبوله بكلية الشرطة، وفي النهاية تتوزع الشلة ما بين طالب في (حقوق عين شمس) انتظام، وآخر في (تجارة القاهرة) انتساب، وآخر في (إعلام جامعة 6 أكتوبر الخاصة) بينما ذهب أحدهم إلى آخر الدنيا في هندسة أسيوط لأن كلية الهندسة كانت حلم عمره، ولم يساعده مجموعه على الالتحاق بها في جامعة قريبة ولم تمكنه ظروفه المادية من دخولها في جامعة خاصة، ويضطر الجميع للانشغال بإنهاء أوراق الكلية، وإنهاء إجراءات الكشف الطبي (اللي هو في الغالب زي عدمه) ويحتاج ساعات طويلة ليفاجأ الطالب بعدها بأن الدكتور قد كتب له (لائق) دون حتى أن يكشف عليه، بجانب الوقوف طوابير طويلة عريضة، أمام مكاتب شئون الطلاب في الجامعات للحصول على كارنيه الكلية، واستخراج اشتراك مترو الأنفاق الخاص بالطلبة والطالبات..
ومع الصدمة التي يتلقاها كل طالب جامعي عند أول وهلة لدخوله الجامعة، وإحساسه أنه في عالم غير العالم، أمام وجوه غير الوجوه، ومع المشاعر المتناقضة، بعد تعب الثانوية العامة، وانتظار ذلك اليوم الذي يصبح فيه الطالب (طالبا جامعيا) بييجي براحته، ويروّح براحته، ويجلس في الكافيتريا براحته، دون الحاجة لنط من على الأسوار، أو تزويغ من حصة التاريخ، سيجد الطالب أو الطالبة نفسيهما، أمام (مود) شبه موحد على كل طلاب أولى جامعة، وهو الذهاب اليومي (عمال على بطال) إلى الجامعة، بملامح شبه موحدة على كافة وجوه الطلبة المستجدين، سواء اللي بيبص حواليه كأنه في عالم تاني.. واللي مش مصدق نفسه.. واللي عايز يعيش دور الفاهم الكبير اللي حفظ الجامعة من أول يوم.. واللي مش لاقي حد يعرفه القصة ماشية ازاي.. أو حد يكرمه بمعلومة مفيدة.. واللي شايف إن شكله صغير ومعظم اللي حواليه أبهات وأمهات!!
ومن هنا تظهر الحاجة الملحّة داخل نفوس الطلبة والطالبات نحو شلة جديدة لن تستمر الحياة الدراسية دونها!!
أنواع الشلة..
وبغض النظر عن التعليم الثانوي، أو الجامعي، فإن أشكال وأنواع (الشلة) بين الطلبة والطالبات في كل مراحل التعليم لا تخرج عن الآتي:
شلة (الدحيحة)
وهي شلة بها خير بلدنا من العقول النبيهة الذكية، وهؤلاء لا يتخابثون أو يدعون الغباء، وعدم المذاكرة، مثلما يفعل آخرون، بل هم على قدر كبير من الصراحة والشفافية، مقرهم الدائم في الفصل أو في الـ(سكشن) سواء في أوقات (الفسحة) أو الـ(break)... الواحد من دول ينفع يكون مدرس خصوصي، وأحسن من المدرس كمان، لذا فمن الطبيعي أن تجد العديد من الطلبة (اللي دماغهم على قدها، وجيوبهم كمان على قدها) بيستعينوا بيهم في الشرح وحل المسائل، والذي منه، والسمة الغالبة لهؤلاء هي النظارة واللبس الهادئ البسيط، وأحياناً لا يكون على قدر من الشياكة والأناقة، بقدر ما يعبر عن الرغبة الأكيدة في العلم.
شلة الاستخوبص
وهي الشلة التي تشعر أن أفرادها (مقضيينها) خروج وفسح وتنطيط، وما إلى ذلك، ويؤكدون في كل مناسبة أو بغير مناسبة أنهم (مابيفتحوش كتاب) وأنهم مايعرفوش الفرق بين (الألف وكوز الدرة) ويرفعون شعار "كبر دماغك.. كله محصل بعضه" وبعد أن تشعر معهم بمتعة (التقضية) وتترك الدراسة قلباً وقالباً، إذا بأسمائهم يوم النتيجة تتصدر قائمة المتفوقين وأصحاب المجاميع العالية سواء التي تتجاوز الـ90% في الثانوية العامة أو تتجاوز تقدير الجيد جداً في الكلية، لأن هذه النوعية من الشلة يمتلك أصحابها عقولا ذرية لكن (من تحت لتحت) ورغم أن الواحد منهم يظل يلعب ويتكاسل عن المذاكرة إلا أنه في (الخباثة) يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنهج، و(عارف هو بيعمل إيه) لتفاجأ به في النهاية!!
شلة بابي ومامي
وهي شلة ينتمي أفرادها للطبقات (الهاي كلاس) أي الطبقات الراقية سواء من سكان الزمالك، أو المهندسين، أو مدينة نصر، أو الدقي، وما إلى ذلك، وهؤلاء لا هم لهم إلا إبراز مفاتن رغد العيش الذي يعيشون به، بدءًا من نوع السجائر، مروراً بأنواع الملابس، وصولاً لأنواع السيارات، تجدهم يعرفون كل شيء عن أحدث خطوط الموضة والاستايل الجديد في كل المجالات، ولا يمدون أيديهم لمصاحبة من هم أقل منهم.. معظمهم من ذوي الدماغ العالية، سواء الكيميا أو (الإكس تي سي) أو غيرها من أنواع المخدرات، وأقل حاجة عندهم التدخين..
وهناك نوع آخر من عينة بابي ومامي على قدر عال من الأدب والثقافة.. بعضهم الحياة عندهم رسالة نبيلة، وطموح واجتهاد بحكم مناصب أولياء أمورهم الذين يتنوعون ما بين دكتور جامعي، أو رتبة كبير في الجيش أو الشرطة، أو محام كبير، أو طبيب، أو مهندس، والبعض الثالث يريدون أن يساعدوا من حولهم لكنهم لا يشعرون بمن هم أقل منهم كما ينبغي ولا يعرفون أولويات الفقراء والمحتاجين كما يجب؛ لذا تبدو مساعدتهم في الغالب كوميدية ساخرة رغم أن هدفهم خير.
شلة كله بتمنه
وهي شلة المصالح و(السبوبات).. (مافيش حاجة عندهم ببلاش) محتاج منهم ورق دروس أو ملازم يبقى لازم تجيب قصاده ورق وملازم تانية.. لو ولد عايز يكلم بنت يبقى لازم يعزمها عزومة محترمة، لو بنت معجبة بولد وعايزة تلفت نظره يبقى لازم كارت شحن على الأقل من تحت الترابيزة..
شلة عيش الحياة
شلة قرر أفرادها ما يقرره الآلاف المؤلفة من ملايين الطلاب.. وهو أن التعارف والتآلف والحب والمودة والصداقة والزمالة والأخوة والجدعنة والروشنة والدردحة والحاجات المتلخبطة هي الهدف الأساسي من المدرسة أو الجامعة.. وما خلقت المدارس أو الجامعات إلا لذلك.. وما رفعت أسوارها إلا تحقيقا لهذه الأهداف الطلابية العليا!
شلة اتقل.. تتكيف
والبعض الآخر وهو ليس بالقليل.. وهو من لم يختر حتى هذه اللحظة طريقا أو وجهة.. وينتظر هبوب الرياح.. أو هبوط الأمطار كي تنبت البذرة التي لا يعلمها.. وتخرج الثمرة التي هو أول من يجهلها بداخله.. ولا أقصد أنه يقع تحت طائلة المثل "معاهم معاهم عليهم عليهم".. وإنما أقصد انتظاره لزوال الغبار والشبورة واتضاح الأمور ليرى ما بعد تلك الغيوم والغمامات ما يعينه على السباحة في بحر الجامعة.
ولكنهم جميعا يقعون تحت طائلة المثل.. "الميه تكدب الغطاس".. أو تحت طائلة المقولة الشبابية "اتقل تتكيف".. وإن كان بالمقولة الأخيرة خطأ في الصياغة أو المضمون إلا أنه واقع يلمسه العديد من الشباب.. وكلهم ينظر إلى ما بعد البداية.. أو يفكر القليل منهم في النهاية.
لكن حتماً ستظل هناك أنواع أخرى من (الشلل) لم نتناولها..
لو إنت عضو في أي شلة أو عندك شلة جديدة ابعت واحكِ لينا عن تجربتك