خالد مسعد .
29-12-2009, 05:46 PM
تفريغ درس لقاء العقيدة على قناة الناس فضيلة الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني استاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة
1. تعريف العقيدة
2. العقيدة مبنية على تصديق الخبر وتنفيذ الطلب
· تعريف الوهم .
· تعريف الشك .
· تعريف الظن .
· علم اليقين وكيف يكون شرطا من شروط لا إله إلا الله .
· عين اليقين .
· حق اليقين .
3. موقف الصحابة من خبر الله ورسوله e:
4. موقف الصحابة من أمر الله ورسوله e:
5. ما معنى الإيمان في حديث سفيان؟
6. أركان الإيمان باعتبار تصديق الأخبار وتنفيذ الأمر.
· الحلقة القادمة إن شاء الله نتحدث عن سؤال هام :
ما هو طريق المعرفة بالله، هل هو العقل أم النقل أم التجارب الصوفية
والكوشوفات الذوقية ؟
خالد مسعد .
29-12-2009, 05:46 PM
منهج الصحابة والتابعين في فهم القرآن والسنة .
حقيقة الإسلام في القرون الفاضلة قبل قيام الفرق والمذاهب كانت ممثلة في تصديق الصحابة لخبر الله وتنفيذ أمره، فتصديق الخبر هو معنى الإيمان، وتنفيذ الأمر هو معنى الإسلام، وهذا المنهج يعتبر منهجا إيمانيا فطريا مبنيا على الفهم الدقيق لحقيقة الإسلام والإيمان، فهم كانوا يصدقون خبر الله ورسوله e تصديقا جازما ينفي الوهم والشك والظن، وينفذون الأمر تنفيذا كاملا يقوم على الطاعة والإخلاص والحب بحيث تنسجم فطرتهم النقية مع توجيه النصوص القرآنية والنبوية .
ذلك المبدأ ـ أعني مبدأ تصديق الخبر وتنفيذ الأمر بعيدا عن الفلسفات العقلية والآراء الكلامية التي أحدثتها مختلف الفرق الإسلامية ـ هو غاية من جاء بعدهم وسلك دربهم في مختلف العصور، مهما تنوعت كلماته أو بدت اعتقاداته في توحيد الله U والعمل بأحكامه، فالمسلم الصادق في عصر خير القرون عندما يشهد ألا إله إلا الله فإنه يكون قد عقد في نفسه عقدا أن الله U هو المعبود الحق الذي يصدق في خبره دون تكذيب، والذي يطاع في أمره دون عصيان، وتلك حقيقة الإيمان التي نزل بها القرآن وفهمها أصحاب اللسان .
وقد بين ابن القيم رحمه الله أن أساس التوحيد والهداية التي منَّ الله U بها على عباده يقوم على تصديق خبر الله من غير اعتراض شبهة، وامتثال أمره من غير اعتراض شهوة، ثم يقول: ( مدار الإيمان على أصلين: تصديق الخبر وطاعة الأمر) .
ولما كان الصحابة y هم أهل الفصاحة واللسان، وقد خاطبهم الله U بنوعي الكلام في القرآن فإن منهجهم في مسائل التوحيد والإيمان هو تصديق الخبر وتنفيذ الأمر، فلو أخبرهم الله عن شيء صدقوه تصديقا جازما يبلغ حد اليقين ن، وهذا ما عرف لاحقا عند المتمسكين بمنهج السلف الصالح بتوحيد العلم والخبر، أو توحيد المعرفة والإثبات، أو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، أو غير ذلك من مسميات واصطلاحات .
والصحابة y لو أمرهم الله بشيء نفذوه تنفيذا كاملا بالقلب واللسان والجوارح وهو ما عرف لاحقا بتوحيد العبادة، أو توحيد الإلوهية، أو توحيد القصد والطلب لأن غاية التوحيد العظمى وطريقة السلف المثلى التي جاهدوا المخالفين لإلزامهم بها أن يثبتوا ما أثبته الله U لنفسه بتصديق خبره، وأن يطيعوا الله فيما أمر به على لسان نبيه e، وقد أجمع الصحابة y إجماعا سكوتيا دون مخالف أن يصدقوا خبر ربهم وبلاغ نبيهم، وأن ينفذوا أمر معبودهم عن خضوع وتسليم ومحبة وتعظيم، ولم يكن بينهم من دان بغير ذلك، ومن شك في ذلك فما قدرهم حق قدرهم، وما أدرك حقيقة إيمانهم وإسلامهم رضي الله عنهم أجمعين.
· الإيمان عند الصحابة في أبسط صوره هو تصديق الخبر وتنفيذ الطلب
الخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب ويتطلب التصديق:
الوهم . الشك . الظن . علم اليقين . عين اليقين . حق اليقين .
( وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَال الكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَل الآَلِهَةَ إِلهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لشَيْءٌ عُجَابٌ وَانْطَلقَ المَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي المِلةِ الآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ أَؤُنْزِل عَليْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَل هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَل لمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ) ص.
قال تعالى: } وَقَوْلهِمْ إِنَّا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُول اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لهُمْ وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلفُوا فِيهِ لفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً { (النساء:157) .
وقال: } وَإِذَا قِيل إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ { (الجاثية:32) .
وقال: } وَلوْ تَرَى إِذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَل صَالحاً إِنَّا مُوقِنُونَ { (السجدة:12) .
وقال تعالى: } وَاسْتَبَقَا البَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلفَيَا سَيِّدَهَا لدَى البَابِ قَالتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَليمٌ قَال هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَال إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئِينَ { (يوسف:26) .
وقال تعالى: } فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُل شَيْءٍ وَلهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيل فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ أَلا يَسْجُدُوا للهِ الذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلنُونَ اللهُ لا إِلهَ إِلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ قَال سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الكَاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلقِهِ إِليْهِمْ ثُمَّ تَوَل عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ { (النمل:27) .
(أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ كَلا سَوْفَ تَعْلمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلمُونَ كَلا لوْ تَعْلمُونَ عِلمَ اليَقِينِ لتَرَوُنَّ الجَحِيمَ ثُمَّ لتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ ثُمَّ لتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
(إِنَّهُ لقُرْآَنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا المُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالمِينَ أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ فَلوْلا إِذَا بَلغَتِ الحُلقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِليْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ فَسَلامٌ لكَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هَذَا لهُوَ حَقُّ اليَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ) .
(فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالمِينَ وَلوْ تَقَوَّل عَليْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ وَإِنَّهُ لتَذْكِرَةٌ لِلمُتَّقِينَ وَإِنَّا لنَعْلمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لحَسْرَةٌ عَلى الكَافِرِينَ وَإِنَّهُ لحَقُّ اليَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ) .
خالد مسعد .
29-12-2009, 05:47 PM
· موقف الصحابة من خبر الله ورسوله e:
روى الإمام البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَال: (لمَّا نَزَلتْ: } وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ {, صَعِدَ النَّبِيُّ e عَلى الصَّفَا ف، َجَعَل يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ لبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَل الرَّجُلُ إِذَا لمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَل رَسُولا ليَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَال: أَرَأَيْتَكُمْ لوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَليْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا: نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَليْكَ إِلا صِدْقًا، قَال فَإِنِّي نَذِيرٌ لكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَال أَبُو لهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَوْمِ أَلهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ فَنَزَلتْ: } تَبَّتْ يَدَا أَبِي لهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ { 15/357 .
وروى مسلم في صحيحه من حديث أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلةَ الأُسَيِّدِيِّ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُول اللهِ e أنه قَال:
(لقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَال: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلةُ ؟ قَال: قُلتُ نَافَقَ حَنْظَلةُ، قَال: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ ؟ قَال قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُول اللهِ e يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُول اللهِ e عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَال أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لنَلقَى مِثْل هَذَا، فَانْطَلقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلنَا عَلى رَسُول اللهِ e قُلتُ: نافَقَ حَنْظَلةُ يَا رَسُول اللهِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ e: وَمَا ذَاكَ ؟ قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَال رَسُولُ اللهِ e: وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ لوْ تَدُومُونَ عَلى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لصَافَحَتْكُمْ المَلائِكَةُ عَلى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلكِنْ يَا حَنْظَلةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلاثَ مَرَّاتٍ) 13/303 .
وروى البخاري من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ e فَقَال: (أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ ؟ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالثَةَ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَال: قَدْ فَعَلتُ، فَقَال: صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلا، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ) . وفي رواية عند ابن ماجة جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ e فَقَال: (إِنَّ أَخِي اسْتَطْلقَ بَطْنُهُ فَقَال: اسْقِهِ عَسَلا، فَسَقَاهُ، فَقَال: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلمْ يَزِدْهُ إِلا اسْتِطْلاقًا، فَقَال: صَدَقَ اللهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ) .
والرسول e يعني قوله تعالى: } يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلفٌ أَلوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ للنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَةً لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ { (النحل:69) .
بل كان رسول الله يذكر في فضل تصديق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما يؤمنان بكل ما أخبر به النبي ثقة منه فيهما كما ورد في الصحيحين من حديث َأبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال:(صَلى رَسُولُ اللهِ e صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَل عَلى النَّاسِ فَقَال: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، فَقَالتْ: إِنَّا لمْ نُخْلقْ لهَذَا إِنَّمَا خُلقْنَا للحَرْثِ، فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ بَقَرَةٌ تَكَلمُ ؟ فَقَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ ؟ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَال لهُ الذِّئْبُ: هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لا رَاعِيَ لهَا غَيْرِي، فَقَال النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ ذِئْبٌ يَتَكَلمُ ؟ قَال: فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ) .
وعند ابن ماجة وصححه الألباني من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ e قَال: (إِنَّ المَيِّتَ يَصِيرُ إِلى القَبْرِ، فَيُجْلسُ الرَّجُلُ الصَّالحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الإِسْلامِ فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ e، جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ، فَيُقَالُ لهُ: هَل رَأَيْتَ اللهَ ؟
فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللهَ، فَيُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا وَقَاكَ اللهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لهُ عَلى اليَقِينِ كُنْتَ، وَعَليْهِ مُتَّ، وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيُجْلسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لهُ: فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ لا أَدْرِي، فَيُقَالُ لهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلتُهُ، فَيُفْرَجُ لهُ قِبَل الجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لهُ: انْظُرْ إِلى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْكَ ثُمَّ يُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ قِبَل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِليْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ عَلى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَليْهِ مُتَّ وَعَليْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى) 12/339 .
خالد مسعد .
29-12-2009, 05:48 PM
موقفهم الصحابة في باب الأمر والطلب:
الطلب هو ما لا يحتمل الصدق أو الكذب ويتطلب التنفيذ
قال تعالى: } فَليَحْذَرِ الذِينَ يُخَالفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ { (النور:63) .
روى مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قَال: (بَايَعْنَا رَسُول اللهِ e عَلى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي العُسْرِ وَاليُسْرِ وَالمَنْشَطِ وَالمَكْرَهِ، وَعَلى أَثَرَةٍ عَليْنَا، وَعَلى أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلهُ، وَعَلى أَنْ نَقُول بِالحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لا نَخَافُ فِي اللهِ لوْمَةَ لائِمٍ) 9/373 .
وعنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي e قال: (عَلى المَرْءِ المُسْلمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ) .
روى البخاري 20/87 من حديث أبي هُرَيْرَةَ t أنه كَانَ يَقُولُ: (أَاللهِ الذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلى الأَرْضِ مِنْ الجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ عَلى بَطْنِي مِنْ الجُوعِ، وَلقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلى طَرِيقِهِمْ الذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ، فَسَأَلتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلتُهُ إِلا ليُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلمْ يَفْعَل، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو القَاسِمِ e ، فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَل فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لي، فَدَخَل فَوَجَدَ لبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَال: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللبَنُ ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لكَ فُلانٌ أَوْ فُلانَةُ، قَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: الحَقْ إِلى أَهْل الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي .
قَال: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلامِ، لا يَأْوُونَ إِلى أَهْلٍ وَلا مَالٍ، وَلا عَلى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِليْهِمْ وَلمْ يَتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَل إِليْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلكَ فَقُلتُ: وَمَا هَذَا اللبَنُ فِي أَهْل الصُّفَّةِ، كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللبَنِ، وَلمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولهِ e بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالسَهُمْ مِنْ البَيْتِ، قَال: يَا أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: خُذْ فَأَعْطِهِمْ، قَال: فَأَخَذْتُ القَدَحَ، فَجَعَلتُ أُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُل فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَليَّ القَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى النَّبِيِّ e وَقَدْ رَوِيَ القَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ القَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِليَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَال: أَبَا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيْكَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ، قُلتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُول اللهِ، قَال: اقْعُدْ فَاشْرَبْ، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقَال: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فَمَا زَال يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلتُ: لا وَالذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أَجِدُ لهُ مَسْلكًا، قَال:فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ القَدَحَ فَحَمِدَ اللهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الفَضْلةَ) .
روى الإمام مالك في موطأه من حديث ابْنِ أَبِي مُليْكَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالبَيْتِ فَقَال لهَا: ( يَا أَمَةَ اللهِ لا تُؤْذِي النَّاسَ لوْ جَلسْتِ فِي بَيْتِكِ، فَجَلسَتْ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلكَ فَقَال لهَا: إِنَّ الذِي كَانَ قَدْ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ فَاخْرُجِي، فَقَالتْ:مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا) 3/302 .
ما معنى الإيمان في حديث سفيان؟
وقد كان إرشاد النبي e لأصحابه يهدف إلى التسليم للوحي والإيمان به دون نزاع وأن صلاحهم يكمن في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله e.
روى مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي t أنه قال: (قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ قُل لِى فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ ؟ ـ وَفِى حَدِيثِ أَبِى أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَال: قُل آمَنْتُ بِاللهِ فَاسْتَقِمْ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
وأصل الاستقامة الاعتدال على الطريق الذي رسمه النبي e لأصحابه في خط مستقيم، ولا يكون الاعتدال إلا بشمولية الإيمان بكل ما ورد عن الله ورسوله من أخبار والتسليم لكل ما جاء عنهما من تشريعات وأوامر ؛ فإن التقصير في جانب سيؤدي إلى المبالغة أو الانحراف في جانب آخر.
روى أحمد وصححه الألباني من حديث ابن مسعود t أنه قال: (خَطَّ لنَا رَسُولُ اللهِ e خَطًّا ثُمَّ قَال: هَذَا سَبِيلُ اللهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطاً عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَال: هَذِهِ سُبُلٌ عَلى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِليْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: } وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ { [الأنعام:153]) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا، والانسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى ان الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسمون للكلام من اهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان خبر وانشاء والخبر دائر بين النفى والاثبات والأنشاء أمر أو نهى أو اباحة، وإذا كان كذلك فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب اثباته له من صفات الكمال وينفى عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولا بد له فى أحكامه) .
وقد ظل أمر السلف الصالح في القرون الفاضلة على نهج الوسطية والاعتدال والشمولية، يسيرون بفضل الله على درب نبيهم، يلتزمون بالسنة لا يقصرون فيها ولا يهونون منها، ويحذرون من البدعة وينبهون على خطورتها .
وظلت أمور العقيدة على هذا الحال صافية نقية والأمة الإسلامية تؤدي حقيقة العبودية التي أرادها الله U من استخلاف البشرية، حتى ظهر أثر الحاقدين في التشويش على عقيدة المؤمنين، وبرز فكر الجاهلين الذين يقدمون آراءهم وأهواءهم على كل نص قرآني أو حديث نبوي، فكان من أبرزهم في التاريخ الإسلامي عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أسهم في تفرق الأمة الإسلامية، وكان سببا مباشرا في ظهور الشيعة والخوارج كأبرز فرقتين ضالتين بين الطوائف الإسلامية .
(1) مسلم في الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام 1/65 (38) .
خالد مسعد .
29-12-2009, 05:52 PM
· المقصود بعلم التوحيد لغة واصطلاحا.
التوحيد لغة: مصدر وحد يوحد أي أفرد الشيء يفرده، فالمتوحد هو المنفرد بوصفه المباين لغيره، والمقصود بتوحيد الصحابة لربهم أنهم أفردوا الله عن غيره بما أثبته لنفسه من أنواع الكمال في العبودية والربوبية والأسماء والصفات، فهو وحده رب العالمين المستحق للعبادة، كما قال: } إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ { (الفاتحة: 5)، وهو المتوحد في أسمائه وصفاته كما قال تعالى: } ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ { (الشورى: 11)، فهم يؤمنون بأنه سبحانه وتعالى منفرد بالخلق والتدبير وإليه يرجع الأمر والتقدير، وشهدوا ألا إله إلا الله وأنه لا معبود بحق سواه .
أما علم التوحيد اصطلاحا: (هو علم يعرف به طريقة الصحابة والتابعين في توحيد الله بالعبودية وإثبات العقائد الإيمانية بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المتبدعين في العبادات والمخالفين في الاعتقادات بالأدلة النقلية والعقلية) .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك
تحميل الدرس مفرغ بالمرفقات