مشاهدة النسخة كاملة : الأسماء الحسنى ودلالتها التفصيلية على الصفات الإلهية (1)
خالد مسعد . 29-12-2009, 07:38 PM دراسة كاملة لفضيلة الشيخ الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني - حفظه الله - استاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة
حول قضية أسماء الله الحسني الثابتة في الكتاب والسنة
ونبدأ مع بعض الملفات الهامة لمن رغب في تحميلها ثم نضيف تباعا باذن الله اسماء الله الحسني بالشرح والأدلة والله المستعان
أضغط للتحميل
تصريح الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية على الدراسة (http://www.4shared.com/file/184055766/a17ce081/___.html)
شكر وتقدير من شيخ الأزهر (http://www.4shared.com/file/184056101/7f7a01f8/____.html)
لوحة جاهزة للطباعة بأسماء الله الحسني الصحيحة (http://www.4shared.com/file/184056340/6f952004/paprus2jpg.html)
ملف باوربوينت للأسماء المشهورة التي جمعت سابقا بداية من الوليد بن مسلم ( الملف حصري )
(http://www.4shared.com/file/184059568/f96a650/___.html)
كتاب أسماء الله الحسني كاملا لفضيلة الدكتور الرضواني (http://www.4shared.com/file/184072425/b948a1bf/___.html)
ملف مصحف الأسماء والصفات كاملا (http://ridwany.com/books/moshaf.pps)
(http://www.4shared.com/file/184072425/b948a1bf/___.html)
يتبــــــــــــــــــــــــــــع
خالد مسعد . 29-12-2009, 07:57 PM سلسلة نصح المحبين في التعرف على أسماء الحق المبين
المحاضرة الأولي فيديو (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh1.wmv)
المحاضرة الأولي صوت فقط (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh1.rm)
المحاضرة الثانية فيديو (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh2.wmv)
المحاضرة الثانية صوت فقط
(http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh2.rm)
المحاضرة الثالثة فيديو
(http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh3.wmv)
المحاضرة الثالثة صوت فقط (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh3.rm)
المحاضرة الرابعة فيديو (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh4.wmv)
المحاضرة الرابعة صوت فقط (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh4.rm)
المحاضرة الخامسة فيديو (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh5.wmv)
المحاضرة الخامسة صوت فقط (http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh5.rm)
خالد مسعد . 29-12-2009, 08:02 PM الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار علي نهجه إلي يوم الدين ، أما بعد ..
فبعد أن صدر الجزء الأول من كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة والذي تناول إحصاء الأسماء وقواعد جمعها من النصوص القرآنية والنبوية ، وما لم يثبت منها أو يوافق شروط الإحصاء ، بدا استغراب كثير من العامة والخاصة وظهرت أسئلة كثيرة كان أبرزها يدور حول حقيقة الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس منذ فترة طويلة وكيف أن سردها ليس من كلام النبي s ؟ بل إن بعض الأساتذة في الجامعة ويعد من المتخصصين عندما أهديته الكتاب وطلبت رأيه وتعليقه أخبرني أنه بعد قراءته للكتاب كانت المفاجأة التي استرعت انتباهه أنه لأول مرة يعلم أن سرد أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين المشهورة على ألسنة الناس مدرج في الحديث وأنه اجتهاد من جمع الوليد بن مسلم ألصقه في رواية الترمذي ، فقلت في نفسي إذا كان هذا حال المتخصصين فكيف يكون عامة المسلمين ؟
وقد كانت أغلب الملاحظات العلمية التي حدثني فيها أهل العلم من المتخصصين في العقيدة وغيرها عبارة عن استبيان واستفسار أو استغراب من غير إنكار ، أو اختلاف في وجهة النظر المتعلقة بتقيد اسم أو إطلاقه ، أو عدم التفريق بين التقييد الظاهر في النص والتقييد العقلي بالممكنات ، أو قضية التمييز بين حسن الأسماء في حال إطلاقها وحسنها في حال تقييدها ، وأن الأسماء المقيدة حسنها فيما قيدت به والمطلقة في الحسن هي المقصودة بالتسعة والتسعين اسما ، أو غير ذلك من الأخطاء المطبعية أو الرغبة في إعادة الصياغة اللغوية لبعض الجمل ومراعاة مفهوم المخالفة لبعض العبارات .
وأيا كانت ملاحظات المتخصصين أو العامة ، فموضوع إحصاء الأسماء الحسنى من الموضوعات التي يتوق إلى معرفتها جميع المسلمين ، وليس من السهل التطرق إليه أو البحث فيه ، وقد ذكرت أنني لما أقدمت على هذا البحث كانت بغيتي أن أتعرف على الأسماء الثابتة في الكتاب والسنة ، لأنني كنت أعلم أنه لم يثبت حديث صحيح في جمعها وسردها ، فرغبت أن أعلم نفسي وأمحو جهلي في هذه القضية ، وذكرت أنه كثيرا ما كنت أخجل من نفسي وأشعر بالحيرة والاضطراب عندما أسأل عن اسم من أسماء الله التي أدرجها بعض الرواة ، وأن نتيجة البحث كانت مفاجأة لي قبل غيري ، ولو كان هذا البحث لغيري لكان موقفي من الاستغراب والدهشة أشد وأعجب ، لكن هذا ما أسفر عنه استخدام تقنية الحاسوب في البحث عن الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة ، ويعلم الله أنني أثناء البحث ما تركت أحدا من إخواننا المتخصصين اتسع وقته لي أو يمكنني استشارته إلا وأخذت رأيه فيما أشكل علي من أسماء أو مفردات في البحث .
ومهما يكن من موقف المؤيدين أو المعارضين فإنه بعد هذا البحث لا يسع أي باحث منصف في التعرف على أسماء الله الحسنى وتتبعها أو جمعها من القرآن والسنة أن يتجاهل في بحثه ضرورة الالتزام بالقواعد العلمية أو الشروط المنهجية في عملية البحث ، فلا بد أن يكون الاسم واردا في القرآن أو صحيح السنة ، وأن يكون علما دالا على ذات الله ، وليس فعلا أو وصفا دلا على معنى لا يقوم بنفسه ، ويلزم أيضا في النص على الاسم إطلاق الحسن وعدم تقييده ، فلا بد أن يفيد المدح والثناء بنفسه ؛ لأن حسن الأسماء المضافة مرتبط بالنص وأن تذكر مقيدة كما ذكرها الله ورسوله s ، ولابد أيضا من دلالة الاسم على الوصف وتضمنه له ؛ فالاسم الذي لا يتضمن وصفا ليس فيه مدح ولا كمال ، وكذلك لا بد أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في منتهى الحسن فلا يكون المعنى منقسما إلى كمال ونقص ، وجزا الله أبا يزن الفتحي خيرا لما قال عن هذه الضوابط :
قد حدها بالقيد والشرائطِ
: محصورةً في خمسةِ الضوابطِ
النص محفوظٌ بلا إقحامِ
: وكونُه اسماً من الأعلامِ
وإنه يجري على الإطلاقِ
: يحمل ذا الوصف بلا شقاقِ
في غاية الجمالِ والكمالِ
: ليس بمقسومٍ ولا انفصالِ
ومن هنا أدعو إخواني الدعاة والباحثين ألا تكون مرجعيتهم في إثبات أسماء الله والإفتاء بها للناس الاعتماد على الأسماء المدرجة في الروايات دون تمحيص أو تحري ما ثبت منها وما لم يثبت ، فأسماء الله توقيفية على النص ولا يجوز تسمية الله بما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
خالد مسعد . 29-12-2009, 08:02 PM · منهج البحث في شرح الأسماء وتفسير معانيها :
أولا : الأسماء الحسنى التي سيتناولها البحث بالشرح والتفسير هي التي انطبق عليها شروط الإحصاء ، وهي مرتبة على ما اعتمد في الجزء الأول من مراعاة اقترانها في الأدلة القرآنية والنبوية وتقارب ألفاظها وسهولة حفظها ، وهو ترتيب اجتهادي كما سبق وهذه الأسماء هي : الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُِّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخَلاَّقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأعْلى الإِلَهُ .
خالد مسعد . 29-12-2009, 08:03 PM ثانيا : انتهجت في تفسير الأسماء شرح الاستعمال اللغوي أولا ثم تفسير المعاني الاعتقادية ثانيا ، وقد التزمت في شرح المعنى اللغوي بيان اشتقاق الاسم واستعمالاته في المراجع اللغوية مع اعتبار نصوص القرآن والسنة شواهد لغوية لجميع مداخل الأسماء الحسنى ، واستقصاء وجوه استعمال اللفظ في هذه الشواهد من خلال البحث في الموسوعات الإلكترونية حتى تظهر المعاني المتنوعة التي ترددت بين الصحابة yوالتابعين ، وقد قدمت هذه الشواهد على غيرها وجعلت لها الأولوية في حصر المعاني وتوجيهها وتنظيمها وترتيبها ، لأن القرآن والسنة من أرقي أنواع الشواهد اللغوية ، هذا مع صياغة المعنى اللغوي وتلخيصه من المراجع المختلفة وترتيبه بأسلوب سهل يظهر ارتباط المعنى اللغوي بالمعاني الاعتقادية التي ستأتي في تفسير كل اسم ، ثم الإشارة إلى المراجع اللغوية التي وردت فيها هذه المعاني أو بعضها .
ثالثا : انتهجت طريقة السلف في تفسير الاسم لأنه المنهج الذي يكشف حقيقة المعاني الاعتقادية كما وردت بها النصوص القرآنية والنبوية دون توجيهها من الخلف بأصول كلامية أو آراء فلسفية أو تأويلات تعطيلية ، هذا مع صياغة المعاني المختلفة والمذكورة بصورة جزئية في المراجع المتنوعة ، وإخراجها في صورة أدبية مصاغة بعبارات سهلة تدل على أوجه الكمال والجمال في كل اسم وارتباطه الوثيق بالأصول القرآنية وما صح في السنة النبوية .
رابعا : انتهجت بصورة أساسية في الشرح والتفسير الرجوع إلى المراجع اللغوية التي لم يتأثر أصحابها بالمذاهب الكلامية وكذلك كتب التفاسير العامة والخاصة بالأسماء ، وكان أهم المراجع اللغوية لسان العرب لابن منظور فشواهده اللغوية شواهد مجردة تفصح عن المعنى دون تأثير خارجي ، فتجده يورد الشواهد القرآنية والنبوية وغير ذلك من الشواهد الشعرية ويفرغ منها المعنى كما حملته النصوص ، وقد ظهر أثر ذلك في التفريق بين معاني الأسماء المشتقة من وصف واحد كالعلي والأعلى والمتعالي ، فهذه الأسماء لو فسرت على منهج السلف لظهر الفرق بينها واضحا بحيث تنسجم معه النصوص ، ولو فسرت على طريقة المتأثرين بمذهب المتكلمين فإنها جميعا تظهر بمعنى واحد ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) ، ولذلك فإن كثيرا من الذين شرحوا معاني الأسماء جمعوا بينها في مدخل واحد ، ومن ثم فإن المراجع التي تأثرت بالمنهج الكلامي أو الصوفي لم نأخذ منها إلا ما وافق أصول السلف في العقيدة ، سواء في شرح الاسم من الناحية اللغوية أو تفسير معناه بالأدلة النقلية .
أسأل الله عز وجل أن يكون هذا البحث زادا لنا عند اللقاء وأن يطهر قلوبنا من الشبه والأهواء ، وأن نكون ممن قال فيهم : } وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ { [الحشر:10] ، وقال سبحانه : } وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَاب { [الزمر:17/18] .
وكتبه د/ محمود عبد الرازق الرضواني
خالد مسعد . 29-12-2009, 08:04 PM من المعلوم أن إحصاء الأسماء الحسنى وجمعها من الكتاب والسنة قضية لها من الأهمية والمكانة في قلوب المسلمين ما تتطلع إليه نفوس الموحدين وتتعلق بها ألسنة الذاكرين ويرتقي الطالبون من خلالها مدارج السالكين، قال ابن القيم: ( فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي أحصى جميع العلوم، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم؛ لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
ويذكر ابن القيم أن مراتب إحصاء الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ـ وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح ـ ثلاث مراتب: المرتبة الأولى إحصاء ألفاظها وعددها، المرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها، المرتبة الثالثة دعاؤه بها، وهو مرتبتان إحداهما دعاء ثناء وعبادة، والثانية دعاء طلب ومسألة، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكذلك لا يسأل إلا بها ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه على عامة المسلمين وخاصتهم، ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله U بها؟! إن المتفق علي ثبوته وصحته عن رسول الله e هو الإشارة إلى العدد تسعة وتسعين في الحديث السابق الذي ورد في الصحيحين عن أبي هريرة t، لكن لم يثبت عن النبي e تعيين الأسماء الحسنى أو سردها في نص واحد، وهذا أمر لا يخفى على العلماء الراسخين قديما وحديثا والمحدِّثين منهم خصوصا، إذاً كيف ظهرت الأسماء التي يحفظها الناس منذ أكثر من ألف عام؟ !
في نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الثالث الهجري حاول ثلاثة من رواة الحديث جمعها باجتهادهم؛ إما استنباطا من القرآن والسنة أو نقلا عن اجتهاد الآخرين في زمانهم، الأول منهم ـ وهو أشهرهم وأسبقهم ـ الوليد بن مسلم مولى بني أمية (ت:195هـ) وهو عند علماء الجرح والتعديل كثير التدليس والتسوية في الحديث ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3))، والثاني هو عبد الملك بن محمد الصنعاني، وهو عندهم ممن لا يجوز الاحتجاج بروايته لأنه ينفرد بالموضوعات ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4))، أما الثالث فهو عبد العزيز بن الحصين وهو ممن لا يجوز الاحتجاج به بحال من الأحوال لأنه ضعيف متروك ذاهب الحديث كما قال الإمام مسلم ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5)) .
هؤلاء الثلاثة اجتهدوا فجمع كل منهم قرابة التسعة والتسعين اسما ثم فسر بها حديث أبي هريرة t الذي أشار فيه النبي e إلى هذا العدد، غير أن ما جمعه الوليد بن مسلم هو الذي اشتهر بين الناس منذ أكثر من ألف عام، فقد جمع ثمانية وتسعين اسما بالإضافة إلى لفظ الجلالة وهي: الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِك القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّر الخَالِقُ البَارِئ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الْوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَق الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِي المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المنتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءُوف مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُور ([6] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn6)) .
1. [/URL]بدائع الفوائد 1/171 .
2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)انظر السابق 1/171 .
3. تقريب التهذيب لابن حجر 2/336، ميزان الاعتدال للذهبي 4/347 .
4. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3)تهذيب التهذيب لابن حجر 6/372، والكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي 2/214 .
5. المجروحين 2/138، ميزان الاعتدال 2/627، التلخيص الحبير 4/190، الضعفاء والمتروكين 2/109.
6. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref6"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref5)أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات 5/530 (3507)، وانظر ضعيف الجامع (1943) .
خالد مسعد . 29-12-2009, 08:07 PM ولننظر كيف اشتهرت تلك الأسماء التي اجتهد الوليد بن مسلم في جمعها؟! كان الوليد كثيرا ما يحدث الناس بحديث أبي هريرة t المتفق عليه - والذي يشير إجمالا إلى إحصاء تسعة وتسعين اسما – ثم يتبعه في أغلب الأحيان بذكر هذه الأسماء التي توصل إليها كتفسير شخصي منه للحديث، وقد نُقِلت عنه مدرجة مع كلام النبي e وألحقت أو بمعنى آخر ألصقت بالحديث النبوي الذي رواه الترمذي، وظن أغلب الناس بعد ذلك أنها نص من كلام النبي e فحفظوها وانتشرت بين العامة والخاصة حتى الآن، ومع أن الإمام الترمذي لما دون هذه الأسماء في سننه مدرجة مع الحديث النبوي نبه على غرابتها، وهو يقصد بغرابتها ضعفها وانعدام ثبوتها مع الحديث كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
بل من الأمور العجيبة التي لا يعرفها الكثيرون أن الأسماء التي كان الوليد بن مسلم يذكرها للناس لم تكن واحدة في كل مرة، ولم تكن متطابقة قط، بل يتنوع اجتهاده عند الإلقاء فيذكر لتلاميذه أسماء أخرى مختلفة عما ذكره في اللقاء السابق، فالأسماء التي رواها عنه الطبراني وضع فيها القائم الدائم بدلا من القابض الباسط اللذين وردا في رواية الترمذي المشهورة، واستبدل الرشيد بالشديد والأعلى والمحيط والمالك بدلا من الودود والمجيد والحكيم، والأسماء التي رواها عنه ابن حبان وضع فيها الرافع بدلا من المانع في رواية الترمذي، وما رواه عنه ابن خزيمة في صحيحه وضع فيها الحاكم بدلا من الحكيم والقريب بدلا من الرقيب، والمولى بدلا من الوالي والأحد مكان المغني، ورويت عنه أيضا بعض الروايات اختلفت عن رواية الترمذي في ثلاثة وعشرين اسما ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2))، والعجيب أن الأسماء المدرجة في رواية الترمذي هي المشهورة المعروفة حتى عصرنا .
والقصد أن هذه الأسماء التي يحفظها الناس ليست نصا من كلام النبي e وإنما هي ملحقة أو ملصقة أو كما قال المحدثون مدرجة مع قول النبي e : ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا ) ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3))، وهذا أمر قد يكون غريبا على عامة الناس لكنه لا يخفى على أهل العلم والمعرفة بحديثه e ، قال الأمير الصنعاني: ( اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة ) ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4))، وقال ابن حجر: ( والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة ) ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5))، وقال ابن تيمية عن رواية الترمذي وابن ماجه: ( وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي e ، وإنما كل منهما من كلام بعض السلف ) ([6] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn6))، وقال أيضا: ( لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي e وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث، وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه، وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف ) ([7] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn7)) .
وقد ذكر أيضا أنه إذا قيل بتعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث، مثل اسم الرب فإنه ليس في حديث الترمذي وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم، وكذلك اسم المنان والوتر والطيب والسبوح والشافي كلها ثابتة في نصوص صحيحة، وتتبع هذا الأمر يطول ([8] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn8)) .
ولما كان هذا هو حال الأسماء الحسنى التي حفظها الناس لأكثر من ألف عام والتي أنشدها كل منشد، وكتبت على الحوائط في كل مسجد؛ فلا بد من دراسة علمية استقصائية تنبه الملايين من المسلمين على ما ثبت فيها من الأسماء وما لم يثبت، ثم تعريفهم بالأسماء الحسنى الصحيحة الثابتة في الكتاب والسنة وكيف يمكن أن نتعرف عليها بسهولة؟ لأن علماء الأمة اتفقوا على اختلاف مذاهبهم على أنه يجب الوقوف على ما جاء في الكتاب والسنة بذكر أسماء الله U نصا دون زيادة أو نقصان، وأن أسماء الله الحسنى توقيفية على النص لا مجال للعقل فيها، وأن العقل لا يمكنه بمفرده أن يتعرف على أسماء الله U التي تليق بجلاله؛ ولا يمكنه أيضا إدراك ما يستحقه الرب U من صفات الكمال والجمال فتسمية رب العزة والجلال بما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم وهو أمر حرمه الله على عباده كما قال U في كتابه: } قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ { [الأعراف:33]، وقال: } وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا { [الإسراء:36] .
1. [/URL]انظر مشكاة المصابيح 2/15 (2288) .
2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/216 .
3. تقدم تخريجه ص7 .
4. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3)سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام 4/108.
5. بلوغ المرام من أدلة الأحكام ص346 .
6. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref5)دقائق التفسير الجامع لتفسير شيخ الإسلام ابن تيمية 2/473 .
7. الفتاوى الكبرى 1/217.
8. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref8"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref7)السابق 1/217 بتصرف .
خالد مسعد . 30-12-2009, 01:14 PM وقد اشتهرت في ذلك مناظرة بين الإمام أبي الحسن الأشعري وشيخه أبي على الجبائي عندما دخل عليهما رجل يسأل: هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا؟ فقال أبو علي الجبائي: لا يجوز؛ لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع، والمنع في حق الله محال فامتنع الإطلاق، فقال له أبو الحسن الأشعري: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيما؛ لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت t:
فنحكم بالقوافي من هجانا : ونضربُ حين تختلط الدماء .
وقول الآخر:
أبني حنيفة حكموا سفهاءكم : إني أخاف عليكمُ أن أغضبا .
والمعنى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم؛ فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع والمنع على الله محال لزمك أن تمنع إطلاق حكيم على الله تعالى، فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لأبي الحسن لأشعري: فلم منعت أنت أن يسمى الله عاقلا وأجزت أن يسمى حكيما؟ قال الأشعري: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله U الإذن الشرعي دون القياس اللغوي؛ فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
قال ابن حزم الأندلسي: ( لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله e أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد، وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ، وقد علمنا يقينا أن الله U بنى السماء فقال: } وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا { [الذاريات:47]، ولا يجوز أن يسمى بناء، وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان وأنه تعالى قال: } صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً { [البقرة:138]، ولا يجوز أن يسمى صباغا، وأنه تعالى سقانا الغيث ومياه الأرض ولا يسمى سقاء ولا ساقيا وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
وقال النووي: ( أسماء الله توقيفية لا تطلق عليه إلا بدليل صحيح ) ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3))، واحتج الإمام الغزالي على أن الأسماء توقيفية بالاتفاق على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله e باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه وكذا كل كبير من الخلق، قال: فإذا امتنع ذلك في حق المخلوقين فامتناعه في حق الله أولى ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4))، وقال أبو القاسم عبد الكريم القشيري: ( الأسماء تؤخذ توقيفا من الكتاب والسنة والإجماع، فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه في وصفه وما لم يرد لم يجز ولو صح معناه ) ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5)) .
وقال ابن الوزير المرتضى: ( فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك، فلا يجوز تسميته رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ) ([6] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn6)) .
وقال عبد الرءوف المناوي في بيان علة تأكيد النبي e على تسعة وتسعين اسما بقوله مائة إلا واحدا: ( ولما كانت معرفة أسمائه توقيفية لا يعلم إلا من طريق الوحي والسنة ولم يكن لنا التصرف فيها بما لم يهتد إليه مبلغ علمنا ومنتهى عقولنا، وقد نهينا عن إطلاق ما لم يرد به توقيف، وكان الاحتمال في رسم الخط واقعا باشتباه تسعة وتسعين في زلة الكاتب وهفوة القلم بسبعة وتسعين أو تسعة وسبعين؛ فينشأ الاختلاف في المسموع من المسطور أكده e حسما للمادة وإرشادا للاحتياط بقوله مائة إلا واحدا ) ([7] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn7)) .
وقال الزركشي: ( اعلم أن أسماء الله تعالى توقيفية لا تؤخذ قياسا واعتبارا من جهة العقول، وقد زل في هذا الباب طوائف من الناس ) ([8] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn8))، وقال السفاريني: ( أسماؤه ثابتة عظيمة لكنها في الحق توقيفيه لنا بذا أدلة وفِيَّه ) ([9] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn9))، وقال جمال الدين الغزنوي: ( وأسماء الله U تؤخذ توقيفا ولا يجوز أخذها قياسا ) ([10] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn10))، وقال عضد الدين الإيجي: ( تسميته تعالى بالأسماء توقيفية، أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه وذلك للاحتياط احترازا عما يوهم باطلا لعظم الخطر في ذلك ) ([11] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn11)) .
والأقوال في ذلك كثيرة يعز إحصاؤها وكلها تدل على أن عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على أن الأسماء الحسنى توقيفية، وأنه لا بد في كل اسم من دليل نصي صحيح يُذكر فيه الاسم بلفظه، فدورنا حيال الأسماء الجمع والإحصاء ثم الحفظ والدعاء، وليس الاشتقاق والإنشاء، والذين قالوا بأن الأسماء الحسنى مشتقة من الصفات إنما يقصدون أنها تدل على الصفات والأفعال، وأنها تلاقي مصادرها اللغوية في اللفظ والمعنى من حيث الاشتقاق، وأن الاسم في اللغة يشتق من الوصف والفعل أو العكس، لكن لا يحق لأحد أن يشتق هو بنفسه من الفعل الذي يراه أو الوصف الذي يختاره اسما لله U؛ فلا نسمي الله إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله e .
والسؤال الذي يطرح نفسه بالضرورة كتعقيب على ذلك كيف نميز إذا الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها؟ أو كيف يمكن للمسلم أن يتعرف عليها من الكتاب والسنة؟
1. [/URL]طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/358 .
2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)الفصل في الملل والأهواء والنحل 2/108، 3/43 .
3. شرح النووي على صحيح مسلم 7/188.
4. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3)فتح الباري11/223.
5. سبل السلام 4/109.
6. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref5)إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد 1/314.
7. فيض القدير شرح الجامع الصغير 2/479 .
8. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref7)معنى لا إله إلا الله ص141 .
9. العقيدة السفارينية ص52 .
10. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref10"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref9)كتاب أصول الدين ص108 .
11. كتاب المواقف 3/306 .
خالد مسعد . 30-12-2009, 01:15 PM قال ابن الوزير اليماني: ( تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني، وقد عدم النص المتفق على صحته في تعيينها، فينبغي في تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه، أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
والرجوع إلى ما أشار إليه ابن الوزير مسألة أكبر من طاقة فرد وأوسع من دائرة مجد لأن الشرط الأول والأساسي في إحصاء الأسماء الحسنى هو فحص جميع النصوص القرآنية وجميع ما ورد في السنة النبوية مما وصل إلينا في المكتبة الإسلامية، وهذا الأمر يتطلب استقصاء شاملا لكل اسم ورد في القرآن، وكذلك كل نص ثبت في السنة، ويلزم من هذا بالضرورة فرز عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية وقراءتها كلمة كلمة للوصول إلى اسم واحد، وهذا في العادة خارج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة؛ ولذلك لم يقم أحد من أهل العلم سلفا وخلفا بتتبع الأسماء حصرا منذ أكثر من ألف عام، وإنما كان كل منهم يجمع ما استطاع باجتهاده أو ما تيسر له من جمع غيره واجتهاده، وكان أغلبهم يكتفي برواية الترمذي أو ما رآه صوابا عند ابن ماجة والحاكم فيقوم بشرحه وتفسيره مع التنبيه على أن الأسماء الحسنى توقيفية على النص، كما فعل الإمام الزجاج والخطابي والبيهقي والقشيري والغزالي والرازي والقرطبي وغيرهم من القدامى والمعاصرين، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يشير إلى صعوبة تتبع الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة ويقول: ( وتتبع هذا الأمر يطول ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
لكن الله U لما يسر الأسباب في هذا العصر أصبح من الممكن إنجاز مثل هذا البحث في وقت قصير نسبيا، وذلك باستخدام الكمبيوتر والموسوعات الالكترونية التي قامت على خدمة القرآن وحوت آلاف الكتب العلمية، واشتملت على المراجع الأصلية للسنة النبوية وكتب التفسير والفقه والعقائد والتاريخ والأدب والنحو وغيرها الكثير والكثير .
ولم تكن هذه التقنية قد ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا، أو بصورة أدق لم يكن ما صدر منها كافيا لإنجاز مثل هذا البحث، ولما عايشت الحاسوب منذ أول ظهوره وظهور الموسوعات التراثية الالكترونية حتى جمعت بين يدي تباعا أكثر من خمس وثلاثين موسوعة الكترونية تراثية دفعني ذلك ومنذ عامين تقريبا إلى أن أقدم على هذا الموضوع مستعينا بالله أولا ثم بما سخره من التقنية الحديثة وقدرة الحاسوب على قراءة آلاف المراجع الأصلية من تلك الموسوعات في ثوان معدودات؛ فالرغبة في إتمام البحث مهما كانت النتائج أمر ملح وضرورة يصعب دفعها عن النفس .
وكثيرا ما يشعر أي متخصص أو داعية بالحيرة والاضطراب عندما يسأل عن تحرير المسألة في أحد الأسماء المشهورة كالمعز والمذل والمبديء والمعيد والخافض والضار والنافع والعدل والمانع والواجد والماجد والباقي والمميت والباعث والمحصي والرشيد والجليل، وغير ذلك مما اشتهر على ألسنة العامة والخاصة؟ .
وسبب الحيرة أن تلك الأسماء وردت مدرجة مع رواية الوليد بن مسلم التي رواها الترمذي في سننه، فلا يمكن القول أو الجزم يأنها من كلام النبي e ، ومع ذلك تجدها وقد شرحها أو ذكرها أعلام كبار من السلف والخلف في كتبهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أن أهل العلم قد اتفقوا على أن الأسماء الحسنى توقيفية على النص وأنه لا يجوز تسمية الله U إلا بدليل، كما أن الجزم بأنه قد ورد النص أو لم يرد في الكتاب والسنة بذكر كل اسم من هذه الأسماء مسألة يصعب تتبعها وإحصاؤها كما سبق وأشرنا، ومن ثم تحدث الحيرة والاضطراب عند مواجه السؤال عن الموقف الصحيح من تلك الأسماء .
1. [/URL]العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم 7/228 .
2. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref2"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)الفتاوى الكبرى 1/217 .
خالد مسعد . 30-12-2009, 01:17 PM وقد كانت الإجابة في الغالب وحالي حال الكثيرين في إجاباتهم الاعتماد إجمالا على ذكر منهج أهل السنة والجماعة في موضوع الأسماء الحسنى، أو ما تيسر من اجتهاد جزئي لمن سبق من العلماء في رد اسم أو إثباته، أو الاكتفاء بما ورد من الأسماء في الروايات المدرجة مع التنبيه على أن سرد الأسماء فيها ليس من كلام النبي صلي الله عليه وسلم ولكنه اجتهاد شخصي من قبل الرواة، كما أنها روايات مختلفة ومضطربة .
لكن بعد استخدام البحث الحاسوبي واستقصاء أدلة الكتاب والسنة تبين أن هذه الأسماء جميعها ليست من الأسماء الحسنى لأن الله عز وجل لم يسم نفسه بها، وكذلك لم ترد في صحيح السنة، فالمعز المذل اسمان لهما شهرة واسعة، وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا اسمين لله عز وجل في القرآن أو السنة، وإنما سماه بهما الوليد بن مسلم ضمن ما أدرجه باجتهاده في الحديث الذي رواه عنه الترمذي، وكذلك عبد الملك الصنعاني ضمن ما أدرجه في رواية ابن ماجة، حيث اشتق كل منهما هذين الاسمين من فعلين وردا في قوله تعالى: } قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { [آل عمران:26] .
والله عز وجل أخبر في الآية أنه يؤتي ويشاء وينزع ويعز ويذل، ولم يذكر في الآية بعد مالك الملك واسمه القدير سوى صفات الأفعال، فالذين سموا الله عز وجل المعز المذل اشتقوا له اسمين من فعلين، وتركوا على قياسهم ثلاثة أسماء أخرى، فيلزمهم تسمية الله جل جلاله بالمشيء والمؤتي والمنزع طالما أن المرجعية في علمية الاسم إلى القياس والرأي والاشتقاق دون التتبع والجمع والإحصاء .
وكذلك المبدِيء المعِيد اسمان لا دليل على ثبوتهما، ولم يردا في كتاب الله أو في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم اسمين لله جل جلاله، ولكن وردا فعلين في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: } قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ { [يونس:34]، وقوله: } إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ { [البروج:13]، فاستند من سمى الله بهذين الاسمين إلى مجرد اجتهاده في الاشتقاق من الفعلين فقط، وهذا ليس من حق أحد إلا ما ورد النص بذكر الاسم .
وتسمية الله بالخافض يلزمها الدليل أيضا؛ فالاسم لم يرد في القرآن أو السنة وإنما ورد الفعل يخفض عند مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1))، ولا يجوز لنا أن نشتق لله من كل فعل اسما ولم يخولنا الله في ذلك قط، وإنما أمرنا سبحانه بإحصاء أسمائه وجمعها من الكتاب والسنة ثم دعاؤه بها، فدورنا حيال الأسماء الحسنى الإحصاء والدعاء وليس الاشتقاق والإنشاء .
ولو أصر أحد على تسمية الله جل جلاله بالمعز المذل المبديء المعيد الخافض وأجاز لنفسه ذلك فيلزمه قياسا تسميته البناء لأنه بنى السماء فقال: } أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا { [النازعات:27]، والساقي لأنه سقى أهل الجنة شرابا طهورا فقال: } وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً { [الإنسان:21]، والمدمر لأنه دمر على الكافرين فقال: } دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا { [محمد:10]، والطامس لأنه طمس على أعينهم فقال: } وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ { [يس:66]، والماسخ لأنه مسخهم على مكانتهم فقال: } وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ { [يس:67]، والمقطع لأنه قطع اليهود أمما فقال: } وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً { [الأعراف:168]، والمفجر لأنه سبحانه فجر الأرض عيونا فقال: } وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً { [القمر:12]، والحامل لأنه حمل نبيه نوحا عليه السلام على ذات ألواح ودسر فقال تعالى: } وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ { [القمر:13]، وغير ذلك من آلاف الأفعال في الكتاب والسنة والتي سيقلبها دون حق إلى أسماء لله عز وجل .
1. أخرجه مسلم في الإيمان، باب في قوله عليه السلام إن الله لا ينام 1/161 (179) .
خالد مسعد . 30-12-2009, 01:22 PM كما أن الله عز وجل قال: } وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180]، وقال سبحانه: } فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الإسراء:110]، ولم يقل: ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى، وشتان بين الأسماء والأوصاف؛ نقول العليم متصف بالعلم والقدير متصف بالقدرة، والعزيز متصف بالعزة، والرحمن متصف بالرحمة، والخبير متصف بالخبرة ونحن دورنا إحصاء الأسماء وليس الأوصاف، فالأوصاف تتبع الموصوف وتقوم به ولا تقوم بنفسها وكذلك الفعل يقوم بفاعله، إذ لا يصح أن نقول: الرحمة استوت على العرش، أو العزة أجرت الشمس، أو العلم والحكمة والخبرة أنزلت الكتاب وأظهرت على النبي صلي الله عليه وسلم ما غاب من الأسرار، أو يرحم ويعز ويعلم فعل كذا وكذا، فهذه كلها أوصاف وأفعال لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الحسنى الدالة على المسمى الذي اتصف بها كالرحمن والرحيم والعزيز والعليم والخبير والحكيم .
وعلى ذلك لا يصح تسمية الله عز وجل بالجليل حيث لا يوجد دليل في الكتاب أو صحيح السنة ورد فيه الاسم بنصه، ولكن ورد الوصف في قول الله تعالى: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، وفرق كبير بين الاسم والوصف؛ فالله U وصف نفسه بالقوة فقال: } ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { [الذاريات:58]، وسمى نفسه القوي فقال: } وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ { [الشورى:19]، ووصف نفسه بالرحمة فقال: } وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة { [الأنعام:133]، وسمى نفسه الرحمن الرحيم في قوله عز وجل: } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { [فصلت:2]، ولما كانت أسماء الله توقيفية ولا نسمي الله عز وجل إلا بما سمى به نفسه في الكتاب والسنة، فإن الله عز وجل وصف نفسه بالجلال فقال: } ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، ولم يسم نفسه الجليل إذا لم يرد فيه دليل كما سبق .
وكذلك اسم الباعث والمحصي لم أجد حجة أو دليلا على إثبات هذين الاسمين والذي ورد في القرآن والسنة في نصوص كثيرة صفات أفعال فقط، كما في قوله تعالى: } يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ { [المجادلة:6]، ومن الملاحظ أن الذي اشتق الباعث من قوله يبعثهم، والمحصي من قوله أحصاه الله ترك المنبئ من قوله فينبئهم؛ لأن الآية لم يرد فيها بعد اسم الله الشهيد سوى الأفعال التي اشتق منها فعلين وترك الثالث في حين أن هذه الأسماء جميعها لم ترد نصا صريحا في الكتاب أو في صحيح السنة .
أما تسمية الله عز وجل بالضار النافع فهذان الاسمان لم يردا في القرآن أو السنة وخصوصا الضار لم يرد اسما ولا وصفا ولا فعلا، وليس لمن سمى الله بهما إلا الاجتهاد الشخصي في الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ { [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث ابن عباس t أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له: ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1))، كيف يعقل تسمية رب العزة والجلال بالضار وليس فيه وصف كمال ولا حجة على ثبوته من كتاب الله أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم ؟
وكيف يكون الضار اسما والمفترض أن تكون الأسماء التي نجمعها أو نحصيها كلها حسنى تفيد المدح والثناء على الله بنفسها؟ وكيف يكون الضار من الأسماء المحفوظة المشهورة في حين لا يذكر فيها اسم الله الأعلى ونحن نذكره في كل سجدة، وقد نص الله عز وجل على اسميته وعلميته فقال: } سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى { [الأعلى:1]؟ فالواجب على كل مسلم أن يقف عند النص، إن ورد فيه الاسم سمى الله به وإن لم يرد فليس لأحد الحق في تسمية الله عز وجل به وإن صح معناه في حق الله، فالعدل مثلا اسم من الأسماء المشتهرة ضمن ما أدرجه الوليد بن مسلم باجتهاده في الحديث الذي رواه عنه الترمذي في سننه، لكن ما الدليل عليه؟ وأين النص الذي ذكر فيه؟
لقد تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد في القرآن أو السنة اسما ولا فعلا، ولا دليل لمن سمى الله عز وجل بهذا الاسم سوى الأمر بالعدل في قوله تعالى: } إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان { [النحل:90]، والمفترض لو قلنا على منهجهم في جواز اشتقاق الاسم من الفعل أن يسمى الله عز وجل الآمر اشتقاقا من الفعل يأمر وليس العدل .
ولو تساءلنا أيضا عن تسمية الله عز وجل بالمميت هل ورد النص عليه في الكتاب والسنة؟ تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد، والذي ورد في القرآن في أربعة عشر موضعا الفعل المضارع يميت كما في قول الله تعالى: } هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { [يونس:56]، وورد الفعل الماضي أمات في ثلاثة مواضع كقوله عز وجل : } وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا { [النجم:44]، وهذا لا يكفي وحده في إثبات الاسم؛ فلا يجوز أن نسمي الله عز وجل بما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم، وسوف يأتي بإذن الله تفصيل الأدلة حول كل اسم من الأسماء المدرجة في روايات السنة .
إن من دوافع البحث الرئيسية أن باب الأسماء الحسنى يفتقر إلى دراسة علمية استقصائية حصرية تشمل كل ما ورد في الأصول القرآنية والنبوية، وكم راودتني نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا شافيا لنفسي قبل غيري في التعرف على أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين التي ورد النص عليها إجمالا والتي ثبتت في الكتاب والسنة، وكنت كلما هممت باستقصاء الموضوع والبحث فيه أجد من الهيبة ما يوهن عزيمتي ويضعف إرادتي لأن الموضوع أكبر من طاقتي وأوسع من دائرتي، وهذا يتطلب كما سبق جهدا يخرج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة .
1. [/URL]الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع 4/667 (2516) .
قال: } وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180]، وقال سبحانه: } فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الإسراء:110]، ولم يقل: ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى، وشتان بين الأسماء والأوصاف؛ نقول العليم متصف بالعلم والقدير متصف بالقدرة، والعزيز متصف بالعزة، والرحمن متصف بالرحمة، والخبير متصف بالخبرة ونحن دورنا إحصاء الأسماء وليس الأوصاف، فالأوصاف تتبع الموصوف وتقوم به ولا تقوم بنفسها وكذلك الفعل يقوم بفاعله، إذ لا يصح أن نقول: الرحمة استوت على العرش، أو العزة أجرت الشمس، أو العلم والحكمة والخبرة أنزلت الكتاب وأظهرت على النبي صلي الله عليه وسلم ما غاب من الأسرار، أو يرحم ويعز ويعلم فعل كذا وكذا، فهذه كلها أوصاف وأفعال لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الحسنى الدالة على المسمى الذي اتصف بها كالرحمن والرحيم والعزيز والعليم والخبير والحكيم .
وعلى ذلك لا يصح تسمية الله عز وجل بالجليل حيث لا يوجد دليل في الكتاب أو صحيح السنة ورد فيه الاسم بنصه، ولكن ورد الوصف في قول الله تعالى: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، وفرق كبير بين الاسم والوصف؛ فالله عز وجل وصف نفسه بالقوة فقال: } ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { [الذاريات:58]، وسمى نفسه القوي فقال: } وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ { [الشورى:19]، ووصف نفسه بالرحمة فقال: } وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة { [الأنعام:133]، وسمى نفسه الرحمن الرحيم في قوله عز وجل: } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { [فصلت:2]، ولما كانت أسماء الله توقيفية ولا نسمي الله عز وجل إلا بما سمى به نفسه في الكتاب والسنة، فإن الله عز وجل وصف نفسه بالجلال فقال: } ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ { [الرحمن:27]، ولم يسم نفسه الجليل إذا لم يرد فيه دليل كما سبق .
وكذلك اسم الباعث والمحصي لم أجد حجة أو دليلا على إثبات هذين الاسمين والذي ورد في القرآن والسنة في نصوص كثيرة صفات أفعال فقط، كما في قوله تعالى: } يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ { [المجادلة:6]، ومن الملاحظ أن الذي اشتق الباعث من قوله يبعثهم، والمحصي من قوله أحصاه الله ترك المنبئ من قوله فينبئهم؛ لأن الآية لم يرد فيها بعد اسم الله الشهيد سوى الأفعال التي اشتق منها فعلين وترك الثالث في حين أن هذه الأسماء جميعها لم ترد نصا صريحا في الكتاب أو في صحيح السنة .
أما تسمية الله عز وجل بالضار النافع فهذان الاسمان لم يردا في القرآن أو السنة وخصوصا الضار لم يرد اسما ولا وصفا ولا فعلا، وليس لمن سمى الله بهما إلا الاجتهاد الشخصي في الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ { [الأعراف:188]، أو ما ورد عند الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث ابن عباس t أن النبي e قال له: ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ) ([URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1"][1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1))، كيف يعقل تسمية رب العزة والجلال بالضار وليس فيه وصف كمال ولا حجة على ثبوته من كتاب الله أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم ؟
وكيف يكون الضار اسما والمفترض أن تكون الأسماء التي نجمعها أو نحصيها كلها حسنى تفيد المدح والثناء على الله بنفسها؟ وكيف يكون الضار من الأسماء المحفوظة المشهورة في حين لا يذكر فيها اسم الله الأعلى ونحن نذكره في كل سجدة، وقد نص الله عز وجل على اسميته وعلميته فقال: } سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى { [الأعلى:1]؟ فالواجب على كل مسلم أن يقف عند النص، إن ورد فيه الاسم سمى الله به وإن لم يرد فليس لأحد الحق في تسمية الله عز وجل به وإن صح معناه في حق الله، فالعدل مثلا اسم من الأسماء المشتهرة ضمن ما أدرجه الوليد بن مسلم باجتهاده في الحديث الذي رواه عنه الترمذي في سننه، لكن ما الدليل عليه؟ وأين النص الذي ذكر فيه؟
لقد تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد في القرآن أو السنة اسما ولا فعلا، ولا دليل لمن سمى الله عز وجل بهذا الاسم سوى الأمر بالعدل في قوله تعالى: } إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان { [النحل:90]، والمفترض لو قلنا على منهجهم في جواز اشتقاق الاسم من الفعل أن يسمى الله عز وجل الآمر اشتقاقا من الفعل يأمر وليس العدل .
ولو تساءلنا أيضا عن تسمية الله عز وجل بالمميت هل ورد النص عليه في الكتاب والسنة؟ تبين بعد البحث الحاسوبي أنه لم يرد، والذي ورد في القرآن في أربعة عشر موضعا الفعل المضارع يميت كما في قول الله تعالى: } هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { [يونس:56]، وورد الفعل الماضي أمات في ثلاثة مواضع كقوله عز وجل : } وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا { [النجم:44]، وهذا لا يكفي وحده في إثبات الاسم؛ فلا يجوز أن نسمي الله عز وجلبما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وسوف يأتي بإذن الله تفصيل الأدلة حول كل اسم من الأسماء المدرجة في روايات السنة .
إن من دوافع البحث الرئيسية أن باب الأسماء الحسنى يفتقر إلى دراسة علمية استقصائية حصرية تشمل كل ما ورد في الأصول القرآنية والنبوية، وكم راودتني نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا شافيا لنفسي قبل غيري في التعرف على أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين التي ورد النص عليها إجمالا والتي ثبتت في الكتاب والسنة، وكنت كلما هممت باستقصاء الموضوع والبحث فيه أجد من الهيبة ما يوهن عزيمتي ويضعف إرادتي لأن الموضوع أكبر من طاقتي وأوسع من دائرتي، وهذا يتطلب كما سبق جهدا يخرج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة .
1. الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع 4/667 (2516) .
خالد مسعد . 30-12-2009, 01:24 PM يتبع باذن الله في الجزء الثاني
|