مشاهدة النسخة كاملة : الأسماء الحسنى ودلالتها التفصيلية على الصفات الإلهية (2)


خالد مسعد .
30-12-2009, 01:30 PM
نستكمل في هذا الموضوع باذن الله تعالي موضوع أسماء الله الحسني والذي تم إنشاء جزء أول لهذا الموضوع

يمكن مطالعته من هنا

http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?p=1834916#post1834916

وعلى الله قصد السبيل

جدير بالذكر أن هذه الدراسة خاصة بفضيلة الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني وتم موافقة الأزهر الشريف عليها

ومرفق في الجزء الأول من الموضوع كل ما يدل على ذلك


ونعتذر لحضراتكم عن بعض الحروف الأجنبية التي تظهر نظرا لنقل الموضوع من ملفات وورد فكلمات مثل عز وجل وصلي الله عليه وسلم ورضي الله عنه موجود في ملف الوورد على شكل صورة وعند نقلها يتعرف عليها المنتدي على هيئة حروف إنجليزية أحاول قدر المستطاع تعديلها
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:31 PM
تمييز الأسماء الحسنى الثابتة
في الكتاب والسنة
— أسماء الله الكلية وإحصاء الأسماء الحسنى:
من المسائل الضرورية التي تطرح نفسها عند الحديث عن أسماء الله الحسنى هي التمييز بين معتقد السلف الصالح في عدم حصر أسماء الله الكلية في تسعة وتسعين اسما ومعنى الإحصاء الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والذي ورد فيه النص والتأكيد على ذكر العدد بقول النبي صلي الله عليه وسلم : ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
ونظرا لعدم ورود النص على التسعة والتسعين اسما، أو سردها في حديث صحيح جامع، وكذلك صعوبة استخراج هذا العدد من الكتاب والسنة بجهد شخصي أو ضابط إلزامي، إذ لم يسبق أن توصل إليه أحد فيما مضى؛ تصور البعض أن أسماء الله الحسنى التي وردت في الكتاب والسنة تزيد عن هذا العدد بكثير؛ مما أدى إلى تضارب المعاني حول فهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وكيفية تفسيره أو الجمع بينه وبين معتقد السلف في عدم حصر أسماء الله الكلية؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه على الأذهان ما الحكمة إذا من النص على هذا العدد بالذات؟ وهل من أحصى تسعة وتسعين اسما من جملة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة ـ على فرض أنها أكثر من تسعة وتسعين اسما ـ فقد تحقق فيه الوصف بدخول الجنة؟! وإن كان هذا المعنى هو المقصود فما عدد الأسماء الموجودة لدينا بالنص الصريح؟ هل يزيد عن المائتين أو الثلاثمائة أو أكثر أو أقل؟!
وما ميزة العدد المذكور بتسعة وتسعين اسما والذي سيحصيه المسلم باختياره هو عن العدد المتبقي؟ وهل قضية إحصاء التسعة والتسعين متروكة لاختيار الشخص أم لحكم الدليل وورود النص؟! أسئلة كثيرة تطرح نفسها على من جعل أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة أكثر من مائة إلا واحدا، ولذلك صار الناس بين فريقين ووجهة متوسطة:
الأول: فريق متوسع في الحصر يجمع باجتهاده ما يشاء من الأسماء، وحجته ما رواه أحمد وصححه الشيخ الألباني من حديث عبد الله بن مسعود t أن النبي e قال في دعاء الكرب: ( مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ همِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2))، والشاهد قوله أو استأثرت به في علم الغيب عندك، فدل ذلك على أن أسماء الله غير محصورة في عدد معين، وفي المقابل غضوا الطرف عن العدد تسعة وتسعين المذكور في صريح النص، حيث حمله بعضهم على معنى يتوافق مع وجهتهم .

1. [/URL] تقدم تخريجه ص 7 .

2. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref2"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1) المسند 1/391 (3712)، ورواه ابن حبان في صحيحه، باب ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا 3/253 (972)، والحاكم في المستدرك 1/690 (1877)، وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني 1/383 .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:34 PM
ومن ثم أخذ صاحب هذه الوجهة يشتق من أفعال الله عز وجل وأوصافه ما يشاء من الأسماء، أو يطلق ما قيده الله في كتابه، أو يَفْصِلُ ما أضافه رسول الله صلي الله عليه وسلم في سنته، وقد تتبعت ما ذكره المتوسعون على تنوع اجتهاداتهم واختلاف مقالاتهم فبلغ جمعهم وإحصاؤهم للأسماء على أوسع ما ذكروا قرابة المائتين والتسعين اسما، وهي بعد لفظ الجلالة، وعلى اعتبار الترتيب الحاسوبي الأبجدي الألف بائي المشرقي كما يلي:
أحسن الخالقين، أحكم الحاكمين، أرحم الراحمين، الأبد، الأجل، الأحد، الأحكم الآخر، الأسرع، الأعز، الأعظم، الأعلم، الأعلى، الأقرب، الأقوى، الأكبر الأكرم، الإله أليم الأخذ، الأول، البادئ، البار، البارئ، الباسط، الباطن الباعث، الباقي، البالغ البالي، البديع، البر، البرهان، البصير، التام، التواب الجاعل، الجامع، الجبار .
الجليل، الجميل، الجواد، الحاسب، الحافظ، الحاكم، الحروف المقطعة، الحسيب الحفي، الحفيظ، الحق، الحكم، الحكيم، الحليم، الحميد، الحنان، الحي، الحيي، الخافض الخالق، الخبير، الخلاق، الخليفة، الدائم، الدافع، الدهر، الديان الذاريء، الرءوف الراتق، الرازق، الراشد، الرافع، الراضي الرب، الرحمن الرحيم، الرزاق، الرشيد، الرفيع الرفيق، الرقيب، الزارع، الساتر، السامع، السبوح، الستار، الستير، السخط السريع، السلام، السميع، السيد، الشافي، الشاكر، الشاهد، الشديد، الشفيع الشكور، الشهيد .
الصاحب، الصادق، الصانع، الصبور، الصمد، الضار، الطالب، الطبيب، الطيب الظاهر، العالم، العدل، العزيز، العظيم، العفو، العلام، العلي، العليم، الغافر، الغالب الغفار، الغفور، الغني، الغياث، الغيور، الفاتح، الفاتق، الفاتن، الفارج الهم، الفاطر الفاعل، الفالق، الفتاح، الفرد، الفعال، القائم، القابض القابل التوب، القادر، القاضي القاهر، القدوس، القدير، القريب، القهار القوي، القيام، القيم، القيوم .
الكائن، الكاتب، الكاشف، الكافي، الكبير، الكريم، الكفيل، اللطيف، المؤتي، المؤخر المؤمن، الماجد، المالك، المانع، المبارك، المبتلي، المبديء، المبرم، المبغض، المبقي، المبلي المبين، المتعالي، المتكبر، المتم، المتوفي، المتين، المجيب، المجيد، المحب، المحسان، المحسن المحصي، المحي، المحيط، المخرج، المخزي، المدبر، المدمدم، المدمر، المذكور، المذل، المرسل المرشد، المريد، المستجيب، المستعان، المستمع، المسعر المصور .
المضل، المطعم، المطهر، المعافي، المعبود، المعذب، المعز، المعطي، المعيد، المعين المغني، المغيث، المفرج، المفضل، المفني، المقتدر، المقدر، المقدم المقسط، المقلب المقيت، الملك، المليك، الممتحن، المميت، المنان، المنتقم المنجي، المنذر، المنزع، المنزل المنشئ، المنعم، المنير، المهلك، المهيمن، الموئل، الموسع، المولى، الناصر، النافع .
النذير، النصير، النور، الهادي، الهوي، الواجد، الوهاب، آمين، أهل التقوى أهل المغفرة، خير الحافظين، خير الحاكمين، خير الراحمين، خير الرازقين، خير الفاتحين خير الفاصلين، خير الماكرين، خير المنذرين، خير الناصرين، خير الوارثين، خير الغافرين ذو الانتقام، ذو الجبروت، ذو الجلال والإكرام، ذو الرحمة، ذو الطول، ذو العرش، ذو الفضل، ذو القوة، ذو المعارج، ذو الإحسان، ذو الملكوت، رمضان، سريع الحساب سريع العقاب، شديد العقاب، عدو الكافرين، فالق الإصباح، فالق الحب والنوى، مالك الملك، مثبت القلوب، مخرج الحي من الميت، مخرج الميت من الحي، مصرف القلوب نعم القاهر، نعم الماهد، نعم المجيب، نعم المولى، واسع المغفرة .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:34 PM
الفريق الثاني: له وجهة أخرى تولاها ابن حزم الأندلسي، حيث جزم بأن أسماء الله الكلية محصورة في تسعة وتسعين اسما فقط وهي الواردة في الكتاب والسنة، ثم فسر بذلك حديث أبي هريرة t، وفي المقابل غض الطرف عن حديث ابن مسعود t في دعاء الكرب، ولما لزم ابن حزم استخراج التسعة والتسعين لم يتمكن إلا من جمع أربعة وثمانين اسما من الكتاب والسنة، قال رحمه الله: ( فصح أنه لا يحل لأحد أن يسمي الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، وصح أن أسماءه لا تزيد على تسعة وتسعين شيئا لقوله عليه السلام: مائة إلا واحدا؛ فنفى الزيادة وأبطلها لكن يخبر عنه بما يفعل تعالى، وجاءت أحاديث في إحصاء التسعة والتسعين اسما مضطربة لا يصح منها شيء أصلا، فإنما تؤخذ من نص القرآن ومما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد بلغ إحصاؤنا منها إلى ما نذكر ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1))، ثم ذكر رحمه الله أربعة وثمانين اسما استخرجها من القرآن والسنة ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
أما الفريق الثالث: فهو فريق وسط تولى وجهته ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن انتهج نهجهما من أصحاب الطريقة السلفية أو من المتكلمين الأشعرية ؛ فلم يقل بقول ابن حزم، ولم يتوسع في الاشتقاق كما فعل الفريق الأول؛ بل اتفقوا جميعا على أن الأسماء الحسنى توقيفية على النص، لكن أحدا منهم لم يستطع جمعها بتمامها أو حصرها من الكتاب والسنة، وبقي الباحث مترددا في فهم إجاباتهم عن كون أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة تتجاوز أو لا تتجاوز تسعة وتسعين اسما؛ فيراهم يأخذون بالروايتين الثابتتين معا، رواية أبي هريرة t ورواية عبد الله بن مسعود t .
سئل ابن تيمية عمن قال لا يجوز الدعاء إلا بالتسعة والتسعين اسما ولا يقول يا حنان يا منان، ولا يقول يا دليل الحائرين، فهل له أن يقول ذلك؟ فأجاب بأن هذا القول وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين كأبي محمد بن حزم وغيره، فإن جمهور العلماء على خلافه، وعلى ذلك مضى سلف الأمة وأئمتها، وهو الصواب لوجوه:
أحدها: أن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي e وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث، وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه وقد روى في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف، وهذا القائل الذي حصر أسماء الله في تسعة وتسعين لم يمكنه استخراجها من القرآن، وإذا لم يقم على تعيينها دليل يجب القول به لم يمكن أن يقال هي التي يجوز الدعاء بها دون غيرها، لأنه لا سبيل إلى تمييز المأمور من المحظور؛ فكل اسم يجهل حاله يمكن أن يكون من المأمور ويمكن أن يكون من المحظور، وإن قيل لا تدعوا إلا باسم له ذكر في الكتاب والسنة قيل هذا أكثر من تسعة وتسعين .
الثاني: أنه إذا قيل بتعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث مثل الرب فإنه ليس في حديث الترمذي وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم .. وكذلك اسم المنان في الحديث الذي قال فيه النبي e لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، وهذا رد لقول من زعم أنه لا يمكن في أسمائه المنان .. وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة وثبت الدعاء بها بإجماع المسلمين، وليس من هذه التسعة والتسعين .. وتتبع هذا يطول .
الثالث: ما احتج به الخطابي وغيره وهو حديث ابن مسعود t عن النبي e أنه قال: ما أصاب عبدا قط .. قال الخطابي فهذا يدل على أن له أسماء استأثر بها ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3)) .
لقد كانت الإشكالية المطروحة دائما لدى الباحثين السابقين هي عدم التوصل إلى شروط نصية أو ضوابط نقلية إلزامية يؤدي تطبيقها إلى إحصاء تسعة وتسعين اسما فقط من القرآن وصحيح السنة، أو على نص ما أشار إليه ابن تيمية أعلاه أنه لا سبيل إلى تمييز المأمور من المحظور؛ فكل اسم يجهل حاله يمكن أن يكون من المأمور، ويمكن أن يكون من المحظور ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4)) .
وقد حاول بعض المعاصرين خوض التجربة دون التزام شروط نصية معلنة، فحاول استخرج الأسماء الثابتة في الكتاب والسنة باجتهاده؛ فتوصل بعضهم إلى ما يزيد عن التسعة والتسعين اسما أو ما يقل عن ذلك، وسوف نفصل نتيجة ما وصلوا إليه عند الحديث عن شروط الإحصاء، لكن الملاحظ أن الزيادة أو النقص فيما وصلوا إليه لا تتجاوز خمسة أسماء، وكأن الدائرة تضيق لتنير طريق السعي إلى تحقيق مقتضى حديث أبي هريرة t، والذي نص فيه النبي e على تسعة وتسعين اسما، أو مائة إلا واحدا ووعد من أحصاها بدخول الجنة .

1. [/URL] انظر المحلى لابن حزم 8/31، والفصل في الملل والنحل 2/112.

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1) انظر السابق 8/31 .

3. مجموع الفتاوى 22/481، 22/482، 22/483 بتصرف .

4. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref4"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3) السابق 22/482 .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:35 PM
— الجمع بين رواية ابن مسعود ورواية أبي هريرة:
وما نود التنبيه إليه مما تجتمع الأدلة عليه في هذه القضية ومن خلال اعتقاد السلف المبني على النصوص القرآنية والنبوية أنه لا شك في أن جملة أسماء الله تعالى الكلية تعد أمرا من الأمور الغيبية التي استأثر الله بها، وأنها غير محصورة في عدد معين وهذا نص ظاهر في رواية ابن مسعود t، ولا يفهم من حديث أبي هريرة t الذي ورد فيه النص على تسعة وتسعين اسما حصرها جميعها بمجموعها الكلي؛ لأن المقصود بإحصاء هذا العدد إحصاء الأسماء الحسنى التي تعرف الله U بها إلى عباده في كتابه وفي سنة رسوله e ، ولا يدل على حصر أسماء الله الكلية في هذا العدد، ولو كان المراد الحصر لقال النبي e : إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة أو نحو ذلك؛ فمعنى الحديث أن هذا العدد الذي تعرف الله به إلى عباده في كتابه وفي سنة رسوله e من جملة أسماء الله U ومن شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة؛ فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة؛ فالمراد إذا الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر أسماء الله الكلية ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
قال ابن القيم: ( الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد؛ فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما في الحديث الصحيح أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، فجعل أسماءه ثلاثة أقسام: قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه، وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده، وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه، ولهذا قال: استأثرت به، أي انفردت بعلمه ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
وقد أظهرت نتيجة هذا البحث أن ما تعرف الله به إلى عباده من أسمائه الحسنى التي وردت في كتابه وفي سنة رسوله e هي الأسماء التسعة والتسعون المذكورة في العدد النبوي المخصوص، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في المقدمة؛ فالأمر أصبح الآن مرهونا بشروط أو قواعد أو ضوابط أو أسس ــ سمها ما شئت ــ يستطيع من خلالها كل باحث من العامة أو الخاصة أن يطبقها بدقة على كل نص عند إحصائه للأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة وسيصل إن شاء الله إلى النتيجة ذاتها .
— ظهور الأسماء الحسنى مرتبط بمقتضى الحكمة الإلهية :
الإحصاء في اللغة معناه الحفظ والجمع والعد والإحاطة، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى: } يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ { [المجادلة:6]، وقال: } لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً { [الجن:28]، قال ابن منظور: ( الإِحْصَاءُ العَدُّ والحِفْظ وأَحْصَيْت الشيءَ عَدَدته وأَحْصَى الشيءَ أَحاط به ) ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3)) .
من الواضح اتفاق العلماء على أن أسماء الله الكلية لا تحصى ولا تعد؛ فهو سبحانه الذي يعلم عددها، أما تخصيص بعضها بتسعة وتسعين اسما وتأكيد النبي e بقوله مائة إلا واحدا فالعلة في ذلك والله أعلم أن كل مرحلة من مراحل الخلق يُظهر فيها الحق سبحانه وتعالى من أسمائه وصفاته ما يناسب الغاية من وجودها، ويحقق كمال الحكمة في تكوينها، ويظهر دلائل التوحيد في إبداعها، ففي مرحلة الدنيا وما فيها من شهوات وأهواء وشبهات واختلاف وتباين في الآراء، وتقليب الأمور للإنسان على أنواع الابتلاء، وحكمة الله في تكليفه بالشرائع والأحكام، وتمييز الحلال من الحرام، في هذه المرحلة تعرف الله U إلى عباده بجملة من أسمائه وصفاته تناسب حاجة الإنسان وضرورياته، فيبدي لربه أقصى طاقاته وإمكانياته في تحقيق التوحيد بمقتضى هذه الأسماء، تلك الأسماء هي المعنية بقول النبي e : ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا ) ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4)) .

1. [/URL] انظر بتصرف شرح سنن ابن ماجه للسيوطي ص 275، وانظر أيضا مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 6/381، والفتاوى الكبرى 1/218 .

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1) بدائع الفوائد 1/171، وانظر أيضا شفاء العليل ص 277 .

3. لسان العرب 14/184 .

4. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref4"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3) البخاري في الشروط، باب إن لله مائة اسم إلا واحدا 6/2691 (6957) .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:36 PM
· شروط الإحصاء وجهود المعاصرين في جمع الأسماء:
علمنا أنه لم يصح عن النبي e تعيين الأسماء الحسنى أو سردها في نص واحد وأن سر الأسماء في حديث الترمذي مما جمعه الوليد بن مسلم باجتهاده أو عن شيوخه من أهل الحديث، وقد ذكر ابن الوزير اليماني أن تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني، وقد عدم النص المتفق على صحته في تعيينها؛ فينبغي في تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
ويضاف إلى ما ذكره ابن الوزير ضرورة استخراج الشروط أو القواعد أو الضوابط المنهجية التي حملتها النصوص القرآنية والنبوية في تمييز الأسماء الحسنى والتعرف على العلة في إحصاء كل اسم منها؛ لأن كثيرا من الذين اعتمدوا في منهجهم على تتبع الأسماء الحسنى التي نص عليها الكتاب ووردت في صحيح السنة استبعدوا أسماء يقتضي منهجهم إدخالها، وأدخلوا أسماء يقتضي المنهج إخراجها، فالعملية البحثية الاستقصائية الشاملة المبنية على تتبع ما ورد في الكتاب والسنة ينبغي أن تكون محكومة بضوابط علمية وشروط منهجية يجب التزامها في عملية الجمع والإحصاء .
ومن أفضل من جمع الأسماء الحسنى حتى عصرنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه القيم ــ القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ــ حيث اعتمد في منهج الإحصاء على تتبع ما ورد في القرآن وصحيح السنة من غير أن يذكر شروطا معلنة أو ضوابط محددة، غير أنه استبعد أسماء كان ينبغي إدخالها على مقتضى منهجه في الحصر كاسم الله الديان والمسعر والرازق والستير والمالك، مع أن اسم الله الديان ثبت في نص صحيح، وإن كان معلقا عند البخاري إلا أنه موصول ثابت صحيح عند غيره كما سيأتي بيانه .
وكذلك اسم الله المسعر والرازق وردا مع القابض الباسط في أكثر من حديث صحيح، فأدخل الشيخ اسمين اثنين واستبعد اثنين دون ذكر علة أو سبب، وكذلك اسم الله الستير ورد مع اسمه الحيِيِّ في نص واحد صحيح فأدخل أحدهما واستبعد الآخر دون بيان السبب في ذلك، واسم الله المالك ورد مطلقا في السنة ومضافا في القرآن ولم يدخله الشيخ في الأسماء، وأدخل اسم الله العالم والحافظ والمحيط والحفي مع أن هذه الأسماء إنما وردت مضافة أو مقيدة، والشيخ رحمه الله نبه على علة تردده في إدخال اسم الله الحفي فقال: ( وإن كان عندنا تردد في إدخال الحفي لأنه إنما ورد مقيداً في قوله تعالى عن إبراهيم u: } إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً { [مريم:47] ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2))، مما يشعر بمفهوم المخالفة أن العالم والحافظ والمحيط أسماء وردت مطلقة وهي ليست كذلك .
كما أن إدخال هذه الأسماء المضافة أو المقيدة يؤدي إلى ضرورة إدخال جميع الأسماء التي تركها الشيخ رحمه الله كالبديع والفاطر والنور والغافر والسريع والواسع والفالق والجامع والقابل والزارع والمنزل والبالغ والجاعل والكاتب والمتم والحاسب والخليفة والصاحب والمقلب والمحيي والماهد والمرسل والمبتلي والمخرج والهادي والمخزي والمستعان والشديد والعلام والكفيل والمنتقم، وغير ذلك من الأسماء المضافة أو المقيدة، والقصد أن الشيخ رحمه الله لم يبين منهجا يلتزمه في الجمع والإحصاء غير أنه اعتمد على مجرد ورود النص فقط، وهذا وحده لا يكفي لتمييز التسعة والتسعين كما ذكرنا آنفا، وقد وافق جمعه أربعة وتسعين اسما مما ورد في بحثنا .
وكذلك الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في كتابه قطف الجنى الداني استبعد اسم الله المسعر والقابض والباسط والرازق، أو بمعنى آخر استبعد الأسماء التي وردت في الحديث الصحيح الذي رواه أصحاب السنن من حديث أنس t أنه قال: ( قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ غَلاَ السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e : إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ، وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ ) ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3)) .
1. [/URL] العواصم والقواصم 7/228 .

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1) القواعد المثلي ص16، نشر دار الأرقم، الطبعة الأولى، الكويت سنة 1406هـ .

3. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3"] رواه الترمذي في البيوع، باب ما جاء في التسعير 3/605 (1314)، وأبو داود في كتاب الإجارة، باب في التسعير 3/272 (3451)، وابن ماجه في التجارات، باب من كره أن يسعر 2/741 (2200)، وأحمد في المسند 3/286 (14089)، وانظر تصحيح الشيخ الألباني للحديث في غاية المرام ص194(323) .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:39 PM
ويصعب القول بأن الشيخ حفظه الله لم يصل علمه إلى وجود الحديث في السنن أو أنه لم يصح عنده؛ لأنه ذكر في جمعه وإحصائه اسم الله المحسن استنادا إلى الحديث الذي رواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني من حديث أنس بن مالك t أن رسول الله e قال: ( إذا حَكمْتم فاعْدِلوا، وإذا قَتَلتم فأحْسِنوا؛ فإنَّ الله عَز وجَل محْسِن يحبُ الإحْسَان ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
والمنهج العلمي يقتضي المساواة في الحكم، لأنه طالما أدخل الباحث في جمعه وإحصائه اسما واحدا محتجا فيه بحديث صحيح رواه الطبراني؛ فإنه من باب أولى لا ينبغي أن يترك حديثا ثابتا صحيحا رواه أصحاب السنن لا سيما وهو مشتمل على أربعة أسماء وردت مطلقة معرفة، ودالة بالمطابقة على ذات الله وأوصاف الكمال التي اتصف بها رب العزة والجلال، وإلا اعتبر ذلك خللا علميا وقصورا منهجيا .
كما أن هذا الحديث الذي تركه الشيخ حفظه الله من الشهرة بمكان فهو الدليل الوحيد على اسمين مشهورين ضمن ما أدرجه الوليد بن مسلم عند الترمذي من الأسماء التي يحفظها الناس منذ أكثر من ألف عام، وهما القابض والباسط؛ فلم يردا في القرآن أو السنة اسمين إلا في هذا الحديث .
ومن الأسماء التي تركها الشيخ عبد المحسن أيضا اسم الله الجواد والمالك مع ثبوت هذه الأسماء في صحيح السنة، وأدخل حفظه الله في المقابل اسم الله الهادي والحافظ والكفيل والغالب والمحيط مع كونها وردت مضافة أو مقيدة، ويلزمه على ذلك إحصاء جميع ما تركه من أنواع المضاف المقيد في القرآن والسنة، وعلى أي حال فقد وافق جمعه ثلاثة وتسعين اسما من الأسماء التي وردت في بحثنا ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
وفي أطروحته العلمية المتميزة التي تناول فيها دراسة أسماء الله الحسنى استبعد الشيخ عبد الله صالح الغصن حفظه الله اسم الله المعطي والمالك والسيد والمسعر وأدخل بدلا منها اسمه العالم والهادي والمحيط والحافظ والحاسب، مع أن ما استبعده ثابت صحيح مطلق، وما أدخله في جمعه وإحصائه مضاف أو مقيد ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3)) .
ويبدوا أن ضابط التقييد والإطلاق عنده فيه نظر حيث يقول في الفصل الثاني المعنون بضوابط في تمييز الأسماء الحسنى عن غيرها، البند الرابع: ( ما ورد مقيدا أو مضافا من الأسماء في القرآن أو السنة فلا يكون اسما بهذا الورود مثل اسم المنتقم فلم يرد إلا مقيدا في قوله تعالى: } إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ { [السجدة:22]، وفي قوله: } إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ { [إبراهيم:47]، وما ورد مضافا مثل قوله تعالى: } عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ { [الرعد:9]، وقوله تعالى: } اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا { [البقرة:257]، فلا يؤخذ الاسم من هذا الورود المضاف لكن يؤخذ من آيات أخر، فيؤخذ اسم العالم من قوله تعالى: } وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ { [الأنبياء:81]، ويؤخذ اسم الله الولي من قوله تعالى: } وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ { [الشورى:28]، وإذا ورد في الكتاب والسنة اسم فاعل يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل فهذا لا يكون من الأسماء الحسنى لأن الأسماء الحسنى معانيها كاملة الحسن تدل على الذات، ولا تدل على معنى خاص؛ مثل مجري السحاب هازم الأحزاب الزارع الذارئ المسعر ) ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4)) .
ومما يلاحظ أنه حفظه الله جعل كل اسم مضاف أو مقيد غير داخل في جمعه وإحصائه كمنهج ملزم للتعرف على الأسماء الحسنى، وهذا بالفعل شرط من الشروط المعتمدة في البحث والتي قام عليها الدليل، لكن الشيخ حفظه الله لم يطبق هذا المنهج في جميع الأسماء التي جمعها أو حتى الفقرة السابقة التي ذكرها، فمن الأسماء التي أدخلها اسم الله العالم والهادي والمحيط والحافظ والحاسب وهي مضافة أو مقيدة، أما العالم والمحيط فالتقييد اللفظي بالباء ظاهر فيهما، وهذه الأسماء مقيدة أيضا بحال الكمال لاحتمال معنى الباء الحلول والظرفية كما في قوله: } وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ { [الأنبياء:81]، وقوله U: } وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً { [النساء:126] .
وأما اسمه الهادي فقد ورد في جميع المواضع مقيدا بالإضافة كما في قوله: } وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيرا ً { [الفرقان:31]، والمعنى كفاك ربك هاديا لك ونصيرا، نصب على الحال أو التمييز أي يهديك وينصرك فلا تبال بما عاداك ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5))، وما قيل في اسم الله الهادي يقال أيضا في اسمه الحاسب؛ فقد ورد مقيدا في قوله: } وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ { [الأنبياء:47]، وقوله: } أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ { [الأنعام:62]، وأما اسم الله الحافظ فلم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في نصوص كثيرة كقوله: } إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { [الحجر:9]، وقوله عز وجل: } فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [يوسف:64] .

1. [/URL] الطبراني في المعجم الكبير الأحاديث من (7114) إلى (7123)، وانظر تصحيح الألباني للحديث في صحيح الجامع (494)، وانظر قطف الجنى الداني ص90 .

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1) قطف الجنى الداني ص85 : ص92 .

3. أسماء الله الحسنى ص186:175، نشر دار الوطن الرياض الطبعة الأولى 1417 .

4. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3) السابق ص137:136 .

5. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref5"] انظر تفسير القرطبي 13/28، وتفسير ابن كثير 3/318، وتفسير الطبري 19/10 .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:40 PM
وأما ما ذكره في استبعاد اسم الفاعل الذي يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل وأنه لا يكون من الأسماء الحسنى وتعليله ذلك بأن الأسماء الحسنى معانيها كاملة الحسن تدل على الذات ولا تدل على معنى خاص، ثم ضرب لذلك أمثلة بمجري السحاب وهازم الأحزاب والزارع والذارئ والمسعر فهذا أمر فيه نظر؛ لأن الأسماء الحسنى جميعها تدل بالمطابقة على الذات والوصف معا؛ فهي علمية ووصفية وليست أعلاما مجردة، وهي مترادفة باعتبار دلالتها على الذات ومتنوعة باعتبار دلالتها على الصفات .
كما أن اسم الفاعل هو ما يدل على التجدد والحدوث دون النظر إلى العموم أو الخصوص كالخالق والقاهر والرازق والشاكر والمالك والقادر وغير ذلك من الأسماء المشتقة من الأفعال؛ فهذه أسماء تحدث أثارها في المخلوقات بمقتضيات الزمان والمكان وإظهار حكمة الله في ابتلاء كل إنسان .
وكذلك المسعر اسم عام لا يظهر أثره في سلعة واحدة بل في كل السلع تدبيرا ورزقا وقبضا وبسطا لكل ما يتفاعل معه الإنسان في بيعه وشرائه، وليس الاسم مرتبطا بسلعة معينة أو مقيدا بزمان مخصوص أو بمكان دون آخر بحيث يمكن القول إنه نوع من الأفعال ليس بعام ولا شامل، كما أن الاسم لا يظهر أثره في البيع والشراء فقط بل يتعلق أيضا بمشيئة الله في إظهار أثر عدله وحكمه في الآخرة، وذلك بتسعير النار وزيادتها على من كفر بربه وتمادى في شركه ومات ظالما لنفسه مصرا على ذنبه دون إنابة أو توبة، قال تعالى: } وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً { [الإسراء:97] .
أما الأمثلة الأخرى التي ذكرها كمجري السحاب وهازم الأحزاب والزارع والذارئ فالعلة في عدم إحصائها ليس كما ذكر في كونها نوعا من الأفعال ليس بعام أو شامل وإنما لكونها مضافة كما في مجري السحاب وهازم الأحزاب، أو مقيدة كما في الذارع حيث ورد مقيدا بما يحرثون كما قال الله تعالى: } أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ { [الواقعة:63/64] .
وكذلك الذاريء لم يرد في القرآن اسما وإنما ورد فعلا، وورد في السنة بلفظ مقيد رواه أحمد من حديث عبد الله بن عباس t أنه قال: ( لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللهِ e : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَة وَالسَّلاَمُ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارِئٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1))، فاللفظ ظاهر على تقيده على فرض صحة الحديث، والمعنى أخرج منه ما هو ذارؤه من البشر، وإن كان اللفظ الثابت الصحيح ليس فيه اسم الذارئ أصلا فالرواية الصحيحة المرفوعة: ( إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ، إِنَّ اللهَ U لَمَّا خَلَقَه مَسَحَ ظَهْرَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ مِنْ ذَرَارِىَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فعَرضهُمْ عَلَيْهِ ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
وقد حرصت على لقاء الشيخ الدكتور الغصن حفظه الله أو الاتصال به هاتفيا لأسأله عن علة واضحة لاستبعاده اسم الله المسعر؟ ولماذا أدخل في جمعه وإحصاءه ثلاثة أسماء واستثنى المسعر من حديث أنس t الذي اشتمل على أربعة أسماء هي المسعر القابض الباسط الرازق، في حين أن الشيخ ابن عثيمين أدخل القابض والباسط واستثنى المسعر والرازق؟!
وبعد جهد كبير عثرت على هاتفه وتمكنت من الاتصال به وكان في دولة أخرى وأخبرني أنه لا يعرف علة أو ضابطا لذلك، وأنه لا دليل لديه على عدم اعتبار المسعر اسما، وقد عده ابن حزم والقرطبي، وذكر لي أيضا أن الأمر في إحصاء الأسماء ما زال غامضا يفتقر إلى مزيد من الدراسة، فجزاه الله خير الجزاء ونفعنا وإياه ببحثه المتميز في دراسة الأسماء، فقد اتفق معنا في خمسة وتسعين اسما .
وفي دراسته المتميزة عن صفات الله الواردة في الكتاب والسنة جمع الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف حفظه الله مائة اسم غير لفظ الجلالة، وقد تتبع في منهجيته ما ورد في النص بلفظ الاسم، وإن لم يبين ضابطا معلنا في جمعه من حيث الإطلاق أو عدمه أو دلالة الاسم على كمال الوصف أو غير ذلك مما سيأتي بيانه في شروط الإحصاء .
وقد ظهر ذلك في تردده بين الطبعة الأولى والثانية حيث تراجع عن بعض الأسماء التي وافقت معنا شروط الإحصاء وأدخل فيها ما لم يوافقها، فقال حفظه الله: ( أما الأسماء الحسنى فقد أضفت ثلاثة أسماء ترجح لي بالدليل أنها من أسماء الله U وهي الديان والمقيت والهادي، وتوقفت في اسمين فلم أوردهما في هذه الطبعة وهما العالم والوارث ) ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3))، ولم يبين الشيخ ماهية الدليل الذي ترجح لديه غير أنه أدخل الهادي في الطبعة الثانية وهو مقيد كما تقدم، وتوقف في العالم وهو مصيب في توقفه لأنه ورد مقيدا بالإضافة، لكن اسم الله الوارث الذي استبعده يتفق مع ضوابط الإحصاء كما سيأتي بيانه .
أما الأسماء التي عدها ولم تتوافق مع شروط الإحصاء فهي الأعز والحافظ والمحيط والهادي، وقد تقدم الحديث عن التقيد في الحافظ والمحيط والهادي، أما الأعز فلم يرد مرفوعا، وإنما ورد موقوفا على ابن مسعود t وابن عمر رضي الله عنهما: ( رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم ) ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4))، واعتباره الموقوف في حكم المرفوع عند بعض المحدثين لا يكفي لإثباته، وشأنه في ذلك شأن القراءة الشاذة التي صحت عن عمر بن الخطاب t ورواها الإمام البخاري في صحيحه عندما قرأ الحي القيوم في آية الكرسي: الحي القيام ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5))، وهي من حيث الصحة أثبت من رواية الأعز، ومع ذلك ذكر الشيخ حفظه الله الأعز اسما والقيام وصفا وغض الطرف عن اعتبار القيام اسما مع وضوح العلمية فيه كوضوح الشمس ([6] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn6)) .

1. [/URL] المسند 1/371 (3519)، وانظر تعليق الحافظ ابن كثير على الحديث في تفسيره 1/335 .

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1) مسند الإمام أحمد 1/251 (2270)، وانظر ظلال الجنة (204) .

3. صفات الله الواردة في الكتاب والسنة ص8، ط2 نشر دار الهجرة الرياض 1422هـ .

4. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3) انظر مصنف ابن أبي شيبة 4/68، وصححه الألباني موقوفا في مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من البدع ص53 .

5. البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة نوح 4/ 1872 .

6. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref6"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref5) صفات الله الواردة في الكتاب والسنة ص347 .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:42 PM
أما ما لم يدخله الشيخ السقاف حفظه الله مما ثبت من الأسماء اسم الله المسعر والوارث والمالك، وهي أسماء ثابتة تتوافق مع ضوابط الإحصاء كما سيأتي بيانها، وأيا كان الأمر فقد بذل الشيخ جهدا مباركا مشكورا يشهد له كل منصف، بل يعد ما توصل إليه الشيخ في كتابه من نتائج أقرب ما يكون إلى بحثنا من حيث الاتفاق في إحصاء الأسماء حيث اتفق معنا في ستة وتسعين اسما .
والقصد أن الأمر في إحصاء الأسماء الحسنى يتطلب منهجا علميا دقيقا مبنيا على قواعد أو ضوابط أو أسس تحدد الشروط اللازمة لإحصاء الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة .
وهؤلاء العلماء الأجلاء من أفضل ما يعتمد على أبحاثهم في تمييز الأسماء الحسنى والتعرف عليها حتى الآن، حيث يدور إحصاؤهم جميعا حول تسعة وتسعين اسما، وهي دائرة قريبة جدا كما هو ملاحظ مهدت الطريق لاستخراج الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة .
غير أن الأمر في إحصاء الأسماء الحسنى لا يكفي فيه كما سبق مجرد تتبع اللفظ الثابت في النص الصحيح، بل لا بد من مراعاة الضوابط العلمية الأخرى التي يمكن من خلالها تمييز الاسم عن الوصف والفعل، ومتى يراد به في النص العلمية ومتى يراد به الوصفية؟ هذا مع تحري دلالة الاسم على مطلق الكمال والحسن، ومراعاة ما إذا كان الوصف مطلقا في الدلالة على الكمال أو مخصصا مقيدا بالإضافة؛ أو محمولا على وجه الكمال فقط عند انقسام المعنى وتطرق الاحتمال، حيث يكون المعنى عند تجرده كمالا في حال ونقصا في حال، وهل قضية اشتقاق الأسماء الحسنى من الأوصاف والأفعال تعود إلى اجتهاد الشخص أو إلى ثبوت النص؟
ومن ثم لا بد من تحديد الضوابط اللازمة للتعرف على أسماء الله الحسنى بحيث يكون البحث والتمييز المعتمد عليها سهلا ميسرا في مقدور العامة والخاصة أن يصلوا بأنفسهم إلى تسعة وتسعين اسما إذا طبقوها بدقة، ولا يكون الأمر مقتصرا فقط على تمييز الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، بل لا بد أيضا من بيان الأسماء التي لم تنطبق عليها شروط الإحصاء مع ذكر العلة في استبعادها، فيقال هذا اسم والعلة كذا وهذا ليس باسم والعلة كذا وكذا، وفوق ذلك وقبله يتطلب البحث كما ذكر ابن الوزير اليماني توفيقا ربانيا في جمع النصوص واستيفائها والالتزام بمنهجية البحث والدقة في تطبيقها .
وبعد بحث طويل وجهد كبير في استخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء الإلهية التي تعرف الله U بها إلى عباده يمكن حصر هذه القواعد أو تلك الضوابط في خمسة شروط لازمة لكل اسم من الأسماء الحسنى دل عليها بوضوح شديد قوله U: } وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا { [الأعراف:180]، وقوله: } قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الإسراء:110]، وحديث أبي هريرة t في الصحيحين مرفوعا: ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1))، أما كيفية استخراج الشروط من هذه الأدلة فبيانها مفصلا على النحو التالي:

1. تقدم تخريجه .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:43 PM
رواية الترمذي في جامعه:
قال الإمام الترمذي: ( حدثنا إبْرَاهيمُ بنُ يَعْقُوب الجوزجاني، أَخبرنا صَفْوَانُ بنُ صَالِح، أخبرنا الوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ، أخبرنا شُعَيْبُ بنُ أبي حَمْزَةَ عَن أبي الزِّنَادِ عَن الأَعْرَجِ عَن أبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e : إنَّ لله تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْماً مِائَةً غيرَ وَاحِدَةٍ مَنْ أَحْصَاها دَخَلَ الجَنَّة، هُوَ الله الذِي لا إلَهَ إلاّ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِك القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّر الخَالِقُ البَارِيءُ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الْوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَق الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِي المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المنتَقِمُ العَفُوُّ الرَّؤُوف مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُور ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
بداية من قول الراوي في الحديث هو الله الذي لا إله إلا هو إلى آخر ما ورد فيه ليس من كلام النبي e ، وإنما هي أسماء من جمع الراوي أو نقله عن اجتهاد الآخرين ثم إدراجه لها في الحديث، ولذلك فإن فيها ما ثبت وما لم يثبت، وفيها ما لا ينطبق عليه شروط الإحصاء، وبيان ذلك كالتالي:
عدد الأسماء الواردة في هذا الحديث ثمانية وتسعون اسما بالإضافة إلى لفظ الجلالة وليست تسعة وتسعين تضاف إلى لفظ الجلالة كما أظهرها البحث الحاسوبي وكما دل عليه ظاهر الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة t أن رسول الله e قال: ( إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
أما الأسماء الحسنى التي ثبتت بنص الكتاب والسنة في حديث الترمذي فعددها تسعة وستون اسما بغير لفظ الجلالة وهي على ترتيب ورودها: الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط السميع البصير الحكم اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد الحي القيوم الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن المتعالي البر التواب العفو الرءوف المالك الغني الوارث .
أما الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء فعددها تسعة وعشرون اسما وهي: الخافضُ الرافع المعزُّ المذِل العَدْلُ الجَلِيلُ البَاعِثُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَالِي المنتَقِمُ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُور .
وهذه الأسماء منها اثنان وعشرون ليست من الأسماء الحسنى ولكنها أفعال وأوصاف لا يصح الاشتقاق منها وهي: الخافضُ المعزُّ المذِل العَدْلُ الجَلِيلُ البَاعِثُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُمِيتُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَالِي ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ البَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُور، وكذلك سبعة أسماء مقيدة أو مضافة تذكر على الوضع الذي ورد في النص وهي: الرَّافِعُ المُحْيِي المنتَقِمُ الجَامِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ .

1. [/URL]الترمذي في كتاب الدعوات 5/530، وانظر ضعيف الجامع (1945) .

2. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref2"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)أخرجه البخاري في الشروط، باب إن لله مائة اسم إلا واحدا 6/2691 (6957)، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها 4/2063 (2677) .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:44 PM
: رواية ابن ماجة في سننه .
قال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة: ( حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللهِ e قَالَ: إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهِيَ اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْمَلِكُ الْحَقُّ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ اللطِيفُ الْخَبِيرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْعَلِيمُ الْعَظِيمُ الْبَارُّ الْمُتْعَالِ الْجَلِيلُ الْجَمِيلُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْقَادِرُ الْقَاهِرُ الْعَلِيُّ الْحَكِيمُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ الْغَنِيُّ الْوَهَّابُ الْوَدُودُ الشَّكُورُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ التَّوَّابُ الرَّبُّ الْمَجِيدُ الْوَلِيُّ الشَّهِيدُ الْمُبِينُ الْبُرْهَانُ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْوَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْوَكِيلُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْمُعْطِي الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ النُّورُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ الْوِتْرُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
بعد حذف المكرر في الحديث وهما اسم الله الرحيم واسمه الصمد، وعلى اعتبار أن لفظ الجلالة ضمن الأسماء الحسنى، فإن عدد الأسماء الواردة عند ابن ماجة في هذا الحديث مائة اسم .
أما الأسماء الحسنى التي ثبتت بنص الكتاب والسنة في هذا الحديث فعددها ستون اسما بغير لفظ الجلالة وهي على ترتيب ورودها: الواحد الصمد الأول الآخر الظاهر الباطن الخالق البارئ المصور الملك الحق السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن الرحيم اللطيف الخبير السميع البصير العليم العظيم المتعال الجميل الحي القيوم القادر القاهر العلي الحكيم القريب المجيب الغني الوهاب الودود الشكور العفو الغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد المبين الرءوف الوارث القوي القابض الباسط الرزاق المتين الوكيل المعطي الوتر الأحد .
وأما الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء فعددها تسعة وثلاثون اسما وهي على ترتيب ورودها: الْبَارُّ الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْبُرْهَانُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الشَّدِيدُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْوَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ ذُو الْقُوَّةِ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ النُّورُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ .
— تفصيل العلة في عدم ثبوتها أو إحصائها .
تقدم الحديث عن تفصيل العلة في عدم إحصاء معظم تلك الأسماء، والذي تقدم ذكره منها واحد وعشرون اسما، وهي على ترتيب ورودها في الحديث كما يلي: الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الْمُبْدِيُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي النُّورُ .
أما بقية الأسماء التي لم تذكر فعددها ثمانية عشر اسما، وهي على ترتيب ورودها في الحديث: الْبَارُّ الرَّاشِدُ الْبُرْهَانُ الشَّدِيدُ الْوَاقِي ذُو الْقُوَّةِ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ .
وأما بيان العلة في عدم إحصائها ضمن الأسماء الحسنى وكيف أنها لم توافق الشروط قسنذكرها على ترتيب ورودها، وأولها اسم الله البار والراشد والبرهان، هذه الأسماء لم ترد في القرآن أو صحيح السنة، والذي ثبت في القرآن البر بدلا من البار كما قال تعالى: } إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ { [الطور:28]، ولعل من أدرجها يقصد البر ولكن حدث وهم أو تصحيف، فالآية صريحة في الدلالة على الاسم، قال ابن الأثير: ( في أسماء الله تعالى البر دون البار، وهو العطوف على عباده ببره ولطفه، والبر والبار بمعنى واحد وإنما جاء في أسماء الله تعالى البر دون البار ) ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
وكذلك الراشد لم يرد في القرآن أو السنة اسما أو وصفا أو فعلا، وأغلب الظن أيضا أن من أدرجه أخذه من المعنى المفهوم في قول الله تعالى: } وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ { [الأنبياء:51]، أما البرهان فلم يرد في القرآن اسما ولا فعلا، وليس لمن أدرج الأسماء إلا اجتهاده في الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً { [النساء:174]، وقوله: } وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ { [يوسف:24] .
أما اسم الشديد والواقي وذو القوة، فلم يرد اسم الله الشديد في القرآن إلا مقيدا بالإضافة على كثرة المواضع التي ذكر فيها، وذلك كقول الله تعالى: } غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ِ{ [غافر:3]، وقد علمنا أنه من شروط الإحصاء أن يفيد الاسم المدح والثناء بنفسه، أما المقيد فلا بد أن يذكر بما قيد به، ولو أطلق للزم من أطلقه أن يسمي الله القابل والغافر وغير ذلك من الأسماء المقيدة، وأما التسمية بالواقي فلم يرد في القرآن أو السنة اسما، ومن أدرجه في الحديث استند إلى الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: } وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ِ{ [الرعد:34]، أو الاشتقاق من الفعل في قول الله U: } فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا ِ{ [الإنسان:11]، فأخذ الواقي من قوله فوقاهم، ويلزم بالضرورة اللاقي أو الملاقي لقوله ولقاهم، لكن دورنا تجاه الأسماء الإحصاء وليس الإنشاء .
وأما ذو القوة فالقوة صفة لا تقوم نفسها ولا بد من قيامها بموصوفها، وذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى كما أن الراوي ذكر القوي ضمن الأسماء المدرجة في الحديث، فأغلب الظن عندي والله أعلم أنه لما أورد الرزاق ثم من بعده المتين ذكر الوصف بين الاسمين ولم يحذفه لهيبة كلام الله عنده فرتبها كما ورد في قوله: } إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ { [الذاريات:58] .
وتسمية الله U القائم والدائم والحافظ لا تتوافق مع ضوابط الإحصاء، فالقائم والدائم اسمان مقيدان، ورد القائم في قوله تعالى: } أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ { [الرعد:33]، وكذلك الحافظ لم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في نصوص كثيرة كقوله U: } إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظ { [الطارق:4]، وقوله: } إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { [الحجر:9]، وقد تقدم الحديث عنه ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3))، أما الدائم فلم أجد له دليلا في الكتاب والسنة، وربما أدخله الراوي اجتهادا منه في حمله على معنى البقاء الذي في قوله تعالى: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ { [الرحمن:27]، ولكن هذا لا يعد حجة في إثبات الاسم .
وأما اسم الفاطر فلم يرد في القرآن أو السنة مطلقا، وإنما ورد مقيدا بالإضافة في ستة مواضع من القرآن منها قوله تعالى: } الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً { [فاطر:1]، ويلزم من أدرج الأسماء في الحديث تسمية الله بالجاعل لأنه ورد مع الفاطر في موضع واحد، وكذلك الكافي ورد مقيدا في قوله تعالى: } أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ { [الزمر:36]، أما السامع فلم أجد له دليلا إلا الاشتقاق من الفعل سمع كما في قوله تعالى: } قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ { [المجادلة:1]، مع أن الاسم الصريح في الآية السميع وليس السامع، وتسمية الله بالأبد لا دليل عليها من كتاب أو سنة وأغلب الظن عندي أن من أدرج الأسماء في الحديث حمل الأبد على معنى البقاء في قوله: } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ { [الرحمن:27]، أما اسمه العالم فلم يرد في القرآن أو السنة إلا مقيدا بالإضافة كما ورد في قوله: } عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ { [الرعد:9] .
وأما تسمية الله بالصادق فقد تقدم الحديث عنه عند ذكر الشروط وأنه ورد مقيدا في مقابل تكذيب اليهود وافترائهم وادعاءاتهم الباطلة كما قال تعالى: } ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ { [الأنعام:146] ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4))، كما أن الاسم عند التجرد والإطلاق منقسم المعنى؛ فالصدق يستعمل في الحق والخير أو الشر والباطل كما في قوله تعالى عن قوم سبأ: } وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ { [سـبأ:20]، ولذلك فإن الذي ثبت هو اسم الله المؤمن، وأما قول الله تعالى: } وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ { [الحجر:64]، فلا دليل فيه لأن هذا من كلام الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط u، وأما اسم المنير فهو اجتهاد ممن أدرج الأسماء في حديث ابن ماجة، ولم يرد اسما في القرآن أو السنة، ولعله اشتق ذلك من قوله تعالى: } اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ { [النور:35]، أو لأن الله أنزل على نبيه كتابا منيرا، أو جعل القمر في السماء منيرا كما جاء في قوله تعالى: } تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً { [الفرقان:61] .
وكذلك التام لم يرد في القرآن أو صحيح السنة، وربما اشتقه من أدرجه من معنى الغني بالنفس الذي دل عليه اسمه الغني، أو المعنى الوارد في قوله تعالى: } وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ { [الصف:8]، أو قوله: } ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ { [الأنعام:154]، وهذه كلها لا تعد حجة في إثبات الاسم، وأما القديم فلم يرد اسما ولا وصفا، وأغلب الظن أن الراوي اجتهد وأخذه من المعنى الذي ورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص t أن النبي e كان إذا دخل المسجد قال: ( أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5)) .

1. [/URL]ابن ماجة في كتاب الدعاء، باب أسماء الله 2/1269 (3860)، ضعيف الجامع (1943) .

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)لسان العرب 4/52 .

3. انظر ص45 .

4. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref4"] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3) انظر ص72 .

5. أبو داود في الصلاة، باب فيما يقوله عند دخوله المسجد 1/127 (466)، وانظر صحيح الجامع (4715) .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:44 PM
رواية الحاكم في المستدرك .
روى الحاكم النيسابوري بسنده عن عبد العزيز بن حصين بن الترجمان قال: حدثنا أيوب السختياني وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة t عن النبي e قال: إن لله تسعة وتسعين أسما من أحصاها دخل الجنة، الله الرحمن الرحيم الإله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق الباريء المصور الحليم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان البديع الودود الغفور الشكور المجيد المبديء المعيد النور الأول الآخر الظاهر الباطن الغفار الوهاب القادر الأحد الصمد الكافي الباقي الوكيل المجيد المغيث الدائم المتعال ذو الجلال والإكرام المولى النصير الحق المبين الباعث المجيب المحيي المميت الجميل الصادق الحفيظ الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلام العلي العظيم الغني المليك المقتدر الأكرم الرءوف المدبر المالك القدير الهادي الشاكر الرفيع الشهيد الواحد ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الخلاق الكفيل الجليل الكريم، قال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصرا دون ذكر الأسامي الزائدة فيها ([1] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn1)) .
عدد الأسماء في هذا الحديث أربعة وتسعون اسما مع لفظ الجلالة ودون اعتبار التكرار الوارد في اسم الله المجيد، وقد سقط من النص أربعة أسماء أوردها البيهقي في الاعتقاد، وهي على ترتيب ورودها عنده: البادي العفو الحميد المحيط ([2] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn2)) .
أما الأسماء الحسنى التي ثبتت بنص الكتاب والسنة في هذا الحديث فعددها سبعون اسما مع إضافة الأسماء التي لم تذكر في الحديث وبغير لفظ الجلالة، وهي على ترتيب ورودها: الرحمن الرحيم الإله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق الباريء المصور الحليم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير المنان الودود الغفور الشكور المجيد الأول الآخر الظاهر الباطن الغفار الوهاب القادر الأحد الصمد الوكيل المتعال المولى النصير الحق المبين المجيب الجميل الحفيظ الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب الوتر الرزاق العلي العظيم الغني المليك المقتدر الأكرم الرءوف المالك القدير الشاكر الشهيد الواحد الخلاق الكريم العفو الحميد .
وأما الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء فعددها سبعة وعشرون اسما وبيانها كالتالي: الحنان البديع المبديء المعيد النور الكافي الباقي المغيث الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر العلام المدبر الهادي الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل الجليل البادي المحيط .
— تفصيل العلة في عدم ثبوتها أو إحصائها .
تقدم الحديث عن تفصيل العلة في عدم إحصاء معظم تلك الأسماء وبينا السبب في ذلك والذي تقدم ذكره منها ستة عشر اسما، وهي على ترتيب ورودها البديع المبديء المعيد النور الكافي الباقي الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر الهادي الجليل، أما بقية الأسماء فعددها أحد عشر اسما، وهي على ترتيب ورودها في الحديث: الحنان المغيث العلام المدبر الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل البادي المحيط، وأما العلة في عدم ثبوتها، فأولها اسم الحنان حيث لم يثبت في القرآن أو صحيح السنة، وإنما ورد في حديث ضعيف كما قال الخطابي: ( ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم وإن لم تثبت به الرواية عن رسول الله e الحنان ) ([3] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn3)) .
وقال الشيخ علوي السقاف: ( والخلاصة أنَّ عد بعضهم الحنان من أسماء الله تعالى فيه نظر لعدم ثبوته ) ([4] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn4)) ، وقد ورد في المسند بسند ضعيف عن أَنس t أنه قال: ( كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللهِ e في الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّى، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ جَلَسَ وَتَشَهَّدَ ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَنَّانُ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ ) ([5] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn5))، وفي لفظ عند ابن حبان: ( الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ) ([6] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn6))، وزيادة الحنان في الروايات شاذة .
أما تسمية الله بالمغيث فلم يرد في القرآن اسما، وأغلب الظن أن من أدرجه في الحديث اشتقه باجتهاده من مما ورد عند البخاري من حديث أَنس t قال: ( دَخَلَ رَجُل الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَرَسُولُ اللهِ e قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ e قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ e يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ أَغِثْنَا اللهُمَّ أَغِثْنَا، اللهُمَّ أَغِثْنَا ) ([7] (http://www.thanwya.com/vb/#_ftn7)) .
والعلام اسم لم يرد في القرآن والسنة على سبيل الإطلاق وإنما ورد مقيدا بالإضافة في أربعة مواضع من القرآن كقول الله تعالى: } قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ ِ{ [سبأ:48]، وأما المدبر فلم يثبت في القرآن والسنة اسما، وإنما ورد فعلا في أربعة مواضع من القرآن كقوله تعالى: } يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ { [الرعد:2]، وهذا لا يكفي لإثبات الاسم لأن دورنا تجاه الأسماء الحسنى الإحصاء وليس الاشتقاق والإنشاء، والذي أدرج المدبر اشتقاقا من الآية السابقة يلزمه قياسا أن يدرج المفصل لأنه الفعلين وردا معا .
وكذلك اسم الرفيع لم يرد في القرآن إلا مقيدا وفي موضع واحد وهو قوله: } رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ِ{ [غافر:15]، ومن شروط الإحصاء أن يفيد الاسم المدح والثناء بنفسه فلا بد أن يكون مطلقا، أما ذو الطول وذو المعارج وذو الفضل فالأمر فيه كما تقدم عند الحديث عن ذي القوة، فهذه كلها أوصاف، وذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى .
وأما تسمية بالكفيل فهو اسم لم يرد في القرآن إلا مقيدا وفي موضع واحد كما قال تعالى: } وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ { [النحل:91]، والإطلاق شرط في الجمع والإحصاء، أما تسمية الله بالبادي فلم أجد دليلا عليه في القرآن أو ما ثبت في السنة وربما اشتقه من أدرج الأسماء من قول الله تعالى: } وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون َ{ [الزمر:47]، أو من قوله: } إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ { [البروج:13]، كما تقدم في المبديء، وأما المحيط فقد تقد الحديث أنه لم يرد مطلقا، وإنما ورد مقيدا بالباء في آيات كثيرة كقوله تعالى: } وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ { [البقرة:19] .
هذه أغلب الأسماء التي اشتهرت على ألسنة العامة والخاصة منذ أكثر من ألف عام استندوا فيها إلى الروايات السابقة التي أدرجت فيها الأسماء عند الإمام الترمذي وابن ماجة والحاكم، وإن كانت رواية الترمذي هي الأكثر شهرة وانتشارا في العالم الإسلامي وقد بينت ما ثبت منها وما لم يثبت مع ذكر العلة في ذلك .
وإذا كانت التقنية الحديثة وظهور الموسوعات الإلكترونية التي استخدمتها في استقصاء نصوص القرآن والسنة لم تظهر إلا في هذا العصر فإن السابقين الذين اجتهدوا في استخراج الأسماء الحسنى حتى وصل إحصاء بعضهم إلي خمسة وتسعين اسما ثابتا متوافقا مع شروط الإحصاء دون استخدام الكمبيوتر أو الكتاب الإلكتروني، هؤلاء هم أهل الفضل والسبق، وما قدموه يعد مرجعا أساسيا في إخراج هذا البحث، فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء .

1. [/URL]مستدرك الحاكم 1/63 (42) .

2. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref1)الاعتقاد للبيهقي ص51 .

3. انظر صفات الله الواردة في القرآن لعلوي السقاف ص 125 .

4. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref3)السابق ص 125 .

5. المسند للإمام أحمد 3/158 (12632) .

6. (http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref5)صحيح ابن حبان 3/175 (893) .

7. [URL="http://www.thanwya.com/vb/#_ftnref7"]البخاري في الاستسقاء، باب الاستسقاء في المسجد الجامع 1/343 (967) .

خالد مسعد .
30-12-2009, 01:46 PM
نلتقي باذن الله مع الجزء الثالث من كتاب أسماء الله الحسني الثابتة بالأدلة والبراهين

ومع تفصيل كامل لأسماء الله الحسني والدليل عليها من الكتاب والسنة

ولا تنسي أعزك الله انه يمكنك دائما تحميل الدراسة من الجزء الأول من هذا الموضوع

والله الموفق والهادي الى سواء السبيل