توفيق رفعت عجيز
17-01-2010, 12:05 AM
أولياء الأمور.. خائفون علي طلاب الثانوية العامة
تأييد تام لسياسة الحزم.. وطالبوا بالتأني في إعلان مواقف الوزير
المعلمون ارتاحوا للكلام عن توزيع المناهج.. والإداريون يستبشرون خيراً
سيد جاد ومحمود حافظ
أثارت تصريحات الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم في الصالون الثقافي لدار الأوبرا ردود فعل واسعة في الشارع التعليمي.
انهالت التليفونات والفاكسات والإيميلات علي "عقول تتفتح" يرغب أصحابها في إعلان موقفهم علي أول تصريحات يعلنها الوزير الجديد بخصوص امتحانات الثانوية العامة هذا العام والكادر الخاص للمعلمين والتعليم الفني وغيرها.
اختلف أولياء الأمور والطلاب وخبراء التعليم في تقييم أقوال الوزير فمنهم من أعلن تأييده الكامل للسياسة التي ينوي الدكتور بدر تنفيذها ومنهم من حذر من التسرع في اتخاذ قرارات قد يندم عليها مستقبلا ومنهم من أكد أن وزارة التربية والتعليم كانت بالفعل تحتاج الي وزير "حمش" ينفذ سياسات "جامدة" بحسم لإعادة الانضباط الي العملية التعليمية.
لكن الاجماع الوحيد كان حول تصريحاته بأن شكل امتحانات الثانوية العامة هذا العام سوف يكون مختلفا حيث ساد الرعب والقلق أولياء الأمور.
نالت تصريحات الوزير استحسان أولياء الأمور الذين أكدوا ضرورة حساب المتقاعسين عن أداء عملهم وتحسين أحوال المدارس والمتابعة الميدانية علي أرض الواقع ومتابعة سلبيات منظومة التقويم الشامل وتأهيل المدرسين وتدريبهم علي التكنولوجيا وعودة السنة الواحدة للثانوية والكشف عن السلبيات الموجودة.
إلا أن بعضهم اعترض علي الشكل الجديد لامتحانات الثانوية العامة مؤكدين أنها أثارت الرعب والقلق في نفوسهم في وقت مبكر وانه لابد من تدريب الطلاب وتغيير المناهج قبل البدء في شكل جديد وإصلاح حال العملية التعليمية أولاً.
التغيير
أكد حسن محمود ولي أمر الطالب سيد بالصف الأول الثانوي أن تصريحات الوزير الجديد حول امتحانات الثانوية ووجود شكل جديد لها لابد ان يسبقه تغيير في المناهج وان يتدرب الطلاب علي مثل هذه النوعية من الأسئلة أما أن تكون فجأة فذلك سيضع الطالب وأولياء الأمور في مأزق وسيفقد الطالب المزيد من الدرجات وستكون الامتحانات هي الأسوأ في تاريخ الثانوية العامة.
أوضحت مني عبدالخالق ولي أمر الطالب محمد بالصف الثالث الإعدادي أنه لابد من تطبيق آليات الثواب والعقاب كما صرح الوزير لأن ذلك سيؤدي الي تحسين حال العملية التعليمية وعودة الانضباط الي المدارس والتزام المدرسين والطلاب وجعل المدرسة جاذبة.
أضافت أنها تؤيد تصريحات الوزير بان تقيس الامتحانات الفهم والتحليل والاستيعاب ولكن ليس بشكل تعجيزي للطلاب وانما للتفرقة بين الطالب المتفوق وغيره مع ضرورة اجراء تغيير في شكل مضمون الكتاب المدرسي وطرق التدريس داخل الفصل حتي يتعود الطالب علي هذه النوعية من الأسئلة.
تمنت أن تحوز جميع المراحل التعليمية اهتمام الوزير دون التركيز فقط علي الثانوية العامة.
أشار فتحي خالد ولي أمر التلميذة ندي بالصف الخامس الابتدائي الي انه مع الوزير في ضرورة تعديل منظومة التقويم الشامل واستفادة الطالب منه بشكل حقيقي وليس مجرد عبء علي كاهل أولياء الأمور وإنما مساعدة التلاميذ علي الابداع والابتكار وذلك يحتاج الي مجهود كبير لبث هذه الثقافة لدي المدرسين والذين يتخذون مثل هذه الأساليب في استغلال أولياء الأمور والتلاميذ ومص دمائهم.
أكدت سوزان حسين ولي أمر الطالب مراد أحمد بالصف الثاني الثانوي علي أن الشكل الجديد لامتحانات الثانوية العامة أثار الرعب في نفوسنا فهذا القطاع الذي تعود عليه الطلاب في بداية الدخول الي التعليم ولا يمكن تغييره بهذه السهولة لأن ذلك سيظلم الطلاب ولابد من معالجة المشكلات القائمة والتركيز عن الكيف دون الكم ولكن الإعداد الجيد للمدارس أولا وتدريب المدرسين وتأهيلهم واستخدام الأساليب التربوية الحديثة حتي نعيد الطلاب الي المدارس مرة أخري.
أبدي أشرف عبدالرحمن ولي أمر الطالب محمد بالصف الثالث الثانوي موافقته علي تصريحات الوزير بأن تقسيمة المناهج والتوزيع الخاطيء السبب في اللجوء الي الدروس الخصوصية حيث ان المدرس مجبر بانجاز كم معين من المقررات في وقت محدد لا يستطيع ان يزيد أو ينقص عنه وإلا تعرض للمجازاة لذلك فإنه لابد من المرونة للمدرسين وعدم تحجيمهم حتي يحصلوا علي المعلومة المفيدة.
أكد علاء مراد ولي أمر الطالب فؤاد بالصف الثالث الإعدادي أنه يتفق مع د. أحمد زكي بدر حول عودة الثانوية العامة إلي نظام السنة الواحدة للتخفيف علي أولياء الأمور وافراز العديد من العلماء والشخصيات البارزة مطالبا بضرورة الاستفادة بتجارب الدول المتقدمة بما يتماشي مع ظروفنا واحتياجاتنا وأن يرتبط التعليم بسوق العمل.
لا للشعارات
قال إبراهيم محمد ولي أمر الطالب أحمد بالصف الأول الثانوي إننا لا نريد شعارات أو كلام جميل ونريد التطبيق الفعلي وأن نلمس تطوير وتغيير في حال العملية التعليمية التي تدهورت بشكل كبير لذلك فإن أفضل التصريحت للوزير هي أنه لا مكان للمتقاعسين الذين يجلسون في مكاتبهم ولا ينزلون إلي أرض الواقع لاكتشاف السلبيات ويقولون في النهاية إن كل شيء تمام!!
أعرب سعيد عاطف ولي أمر الطالب محمود دبلوم صناعي 3 سنوات عن سعادته بتصريحات الوزير بأنه لابد أن يكون التعليم الفني علي قمة الأولويات لإحداث التطور الصناعي وربطه بسوق العمل وعدم استغلال العديد من الامكانيات والأجهزة الموجودة بالمدارس والاعتراف بوجود نقص في الخريجين وعدم الاهتمام أو التدريب العملي داخل الورش وأن هناك فرقاً بيننا وبين الدول المتقدمة في الاهتمام بالفنيين ورعايتهم وأنه لابد من توحيد نظام التعليم الفني وسد العجز في العمالة وتدريب المدرسين.
التقويم
طالبت إيمان محمود ولي أمر التلميذ محمد بالصف الثالث الإبتدائي بإلغاء نظام التقويم الشامل لأنه ارهاق وعبء كبير لأولياء الأمور معربة عن سعادتها لعقاب العديد من الذين استغلوا مادتي المكتبات والكمبيوتر في عقد امتحانات تحريرية والخروج عن المسموح به وهي خطوة جيدة من وزير يريد أن يطبق من الثواب والعقاب وأن الإدارة الجيدة أهم شيء في تطوير العملية التعليمية والحفاظ علي مستقبل أبنائنا من المتخاذلين والفاسدين وأنه كما قال لا مكان لمن يخاف المواجهة ويبرر السلبيات ويلقي الضوء عليها حتي نستطيع علاجها وحلها.
يري ياسر هاني ولي أمر أن الكلام عن الثانوية العامة مازال مبكراً ولا ينبغي إثارة خوف وقلق أولياء الأمور كما يحدث كل عام لذلك فإنه من الضروري التركيز علي إصلاح حال التعليم والمدارس وإعادة دور المدرسة الحقيقي ووجود خطة جادة لتنفيذ الأنشطة بمدارسنا.
أشار ضياء حسن ولي أمر إلي أننا كنا نريد من الوزير توضيح حول أزمة أنفلونزا الخنازير وانتشارها في المدارس وهل سيتم تعديل خطة العمل أم الاستمرار فيها؟!!
المعلمون
أوضح أشرف بدوي مدرس لغة عربية ان كلام د. أحمد زكي بدر حول توزيع المناهج يدل علي وعيه بالمشاكل التي يعاني منها المدرسين والطلاب فتقسيمة وتوزيع المقررات تطالب وتجبر المدرس علي المشي خطوة بخطوة وحتي وقت متأخر وان المدرس في كل الحالات مخطئ لذلك لابد من خطة جيدة تسمح للمدرس بالمرونة الكاملة في التعامل مع المنهج بحيث يحصل الطالب علي الاستيعاب الجيد ويتدرب علي الاسئلة ويدرس المنهج بشكل جيد.
يشاركه في الرأي فتحي عبدالعال مدير مدرسة بأن تصريحات الوزير تصب في صالح المعلم والطالب علي السواء وتعين المدرس علي اعطاء الطالب كل مالديه وتعطي الحصة قيمتها بدلا من الالتزام بقالب روتيني معين.
اجمع عماد سيد ومصطفي محمد وايمن محمود "مدرسين" علي راحتهم الشديدة لكلام د. أحمد زكي بدر والصراحة في الكشف عن السلبيات ومايعاني منه المدرس والطالب معا مؤكدين ضرورة اعادة توزيع المناهج بشكل فعال يصب في صالح العملية التعليمية ويجعل المدرسة جاذبة للطلاب ويقضي علي الدروس الخصوصية.
أشاد عدد من الاداريين العاملين في التربية والتعليم بتصريحات الوزير حول الكادر الخاص وحل مشاكلهم في القريب العاجل.
اوضحت آمال حسن "موجهة مكتبات" ان تصريحات د. أحمد زكي بدر اسعدتنا كثيرا وأعاد البسمة الي وجوهنا لاننا كنا نشعر بالظلم من الحرمان من حقنا في الحصول علي الكادر.
اشار عبدالحميد محمود "اخصائي مسرح" الي انه سعيد جدا بتصريحات الوزير لان عدم المساواة بث الضغينة في قلوب الزملاء وان عملنا لايقل اهمية عن المدرس ولابد من المساواة بين جميع افراد العملية التعليمية.
قال حمدي علي "محاسب" ان هذه التصريحات اعادت الامل لدينا لانه قرار تأخر كثيرا وان ظروفنا الاجتماعية تحتاج الي تحسن لاننا لانعطي دروسا خصوصية ولكننا تقوم بمجهود كبير في العملية التعليمية ولا يجب التفرقة بين الزملاء لاننا جميعا في قالب واحد والتطوير الجماعي مهم.
شفافية
اتفق اساتذة الجامعات مع الدكتور احمد زكي بدر ووصفوه بالشجاعة والجرأة لما اعلنه عن تدهور حالة وزارة التربية والتعليم ولما قاله بشأن الجودة والتعليم الفني وامتحان الثانوية العامة هذا العام والتغير وكشف الصحافة للسلبيات لمحاسبة المقصرين.
طالبوا باضافات الدراسات المتأنية للقرارات المتخذة لتفعيل استراتيجية التعليم والوصول الي قمة التطور لمسايرة التقدم العالمي والقدرة علي المنافسة العالمية.
وافق د. حسن شحاته استاذ المناهج بتربية عين شمس علي كل ما ادلي به الوزير من تصريحات مؤكدا انه جسد جميع المشاكل التي تواجه التعليم باسلوب بسيط والجديد في الحوار ان الوزير قدم الاليات التي يجب اتباعها لتنفيذ وتفعيل استراتيجية التعليم وبسرعة مع المتابعة الجادة والمستمرة.
اضاف ان تغيير السياسات مطلوب وخاصة في مجال التعليم الفني لتنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية بتخريج فنيين مهرة ذات مواصفات تتفق مع سوق العمل.
وفي رأيه ان حوار الوزير عبارة عن عدة رسائل موجهة الي ولي الامر والطالب والمدرس لاعادة النظر في التربية والتعليم وتطوير المناهج وارتباطها ببيئة المتعلمين وتحقيق الاهداف المرجوة من الامتحانات في تحديد مستوي الطلاب والاستفادة من تجارب الدول الاخري المتقدمة علميا ومايناسبنا وهذا ما اكده الوزير في مقولته "نحن نفكر عالميا ونطبق محليا" فمراعاة الوضع الثقافي اساس في اتخاذ القرار التربوي السليم والذي يصب في مصلحة الطالب.
أيد د. محمد زيدان استاذ المحاسبة بتجارة المنوفية تصريحات الوزير عن التغيير في منظومة التعليم قبل الجامعي مؤكداً أن الامتحانات وخاصة لطلاب الثانوية العامة ليس فقط لقياس القدرة الاستيعابية ولكن القدرة التحليلية والابتكارية لأن الاعتماد علي الحفظ يجعلنا نحصل علي طالب فاشل في المرحلة الجامعية.
اضاف انه ايضا لابد ان يعتمد الطالب علي أكثر من مصدر للحصول علي المعلومات وليس فقط الكتاب المدرسي.
كما أيد وجود معايير وأسس ومحفزات للاقبال علي التعليم الفني وربط الخريج بسوق العمل ورفع مهاراته من خلال التدريب بالورش والمصانع للوصول إلي التنمية الاقتصادية المطلوبة.
قال إنه يجب ان نحقق الجودة عملياً والبعد عن الورق حتي نستطيع النهوض ليس فقط بالشكل المؤسسي ولكن ايضا بالطالب والمدرس علي السواء ونصل إلي المنافسة العالمية.
أكد الدكتور وحيد عامر استاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للعلوم الإدارية والتجارة الخارجية أن الوزير نجح في تصوير حال التعليم وأنه وضع العلاج لهذا الحال يبدأ من القاع أو منذ دخول المدرسة وأن يتم الاهتمام بالطالب والمدرس ولا مانع من الاقتباس من الدول الأخري بما يتناسب مع ظروف المجتمع والبيئة.
أشار إلي انه يجب الاهتمام بالجودة وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية وبخصوص التعليم الفني فالذي قاله الوزير يحتاج إلي وضع قواعد علمية لتنفيذه والتنبؤ بنتائجه وعلي الوزير محاولة تغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم الفني وربط التطبيق النظري مع العملي والتخطيط بين القوي العاملة ووزارة التعليم في هذا الشأن.
وبخصوص الثانوية العامة فإن كلام الوزير صحيح بشأن مواصفات الامتحان في الاستفادة من ان يكون طالب الثانوية العامة حاصلا علي أعلي المجاميع ويفشل في المجال الجامعي فالالتزام بالمواصفات سوف يؤدي لعملية فرز وينصف الطلاب المتفوقين ويبعدهم عن الدروس الخصوصية.
وبخصوص طلب الوزير للصحفيين بكشف السلبيات قال إنه مطلب جيد ودليل علي ان الوزير ينوي المتابعة والمتابعة البناءة التي تعين الوزير علي محاسبة المقصرين في أداء عملهم.
غير تربويين
أشار الدكتور علي الشخيبي استاذ التربية بجامعة عين شمس إلي انه لا توجد زيادة كبيرة في اعداد المدرسين كما أكد الدكتور أحمد زكي بدر وزير التعليم في اللقاء الجماهيري بدار الاوبرا ولكن سوء التوزيع هو اساس المشكلة.
اضاف ان اعداد المدرسين تتمركز أكثر في القاهرة بعكس ماهو موجود بالمناطق النائية والقري والصعيد وهو ما يجعلهم يلجأون إلي الاعتماد علي مدرسين غير مؤهلين ويخل بالعملية التعليمية.
أوضح ان المدرسين غير التربويين موجودون من زمان ونسبة كبيرة منهم خرجوا للمعاش ولكي تعيد هيكلة هذا الموضوع لابد من اعادة توزيع المدرسين علي المستوي القومي ونوفر لهم الامكانات سواء مساكن أو غيره.
أكد الشخيبي ان التقويم الشامل لايوجد به مشاكل أو عيوب ولكن تغيير طريقة تنفيذه وتطبيقه يمكن الاستفادة به علي أعلي مستوي وبأكبر قدر وذلك لان المدرسين استغلوا التلاعب بدرجات الطلاب لصالح الدروس الخصوصية.
أكد ان دعوة الدكتوربدر لمحاسبته علي ادائه ومجهوده أمر يحسد عليه فأي شخص له سلبيات ولكن إذا كثرت سلبياته عن ايجابياته لابد من مساءلته ومحاكمته.
قالت الدكتورة إنشاد عزالدين استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب المنوفية انها توافقت مع الدكتور زكي بدر في موضوع التربية الاخلاقية لأنها اساس صلاح التعليم في مصر والالتزام بمفهوم واسم الوزارة التربية قبل التعليم.
طالبت بالالتزام بتطبيق نظام السنة الواحدة في الثانوية العامة لانه يخفف عبئاً كبيراً عن كاهل الأسرة المصرية.
أشارت إلي ان الدراسات العلمية اثبتت ان نظام السنة الواحدة افضل من الثلاث سنوات الذي طرح في مشروع تطوير الثانوية العامة الذي يطبق في .2011
وطالبت بتحقيق العدالة الاجتماعية في امتحانات الثانوية العامة هذا العام حتي نتفادي الفساد الذي حدث في السنوات الماضية فلابد ان تدار بحكمة وعدل.
تأييد تام لسياسة الحزم.. وطالبوا بالتأني في إعلان مواقف الوزير
المعلمون ارتاحوا للكلام عن توزيع المناهج.. والإداريون يستبشرون خيراً
سيد جاد ومحمود حافظ
أثارت تصريحات الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم في الصالون الثقافي لدار الأوبرا ردود فعل واسعة في الشارع التعليمي.
انهالت التليفونات والفاكسات والإيميلات علي "عقول تتفتح" يرغب أصحابها في إعلان موقفهم علي أول تصريحات يعلنها الوزير الجديد بخصوص امتحانات الثانوية العامة هذا العام والكادر الخاص للمعلمين والتعليم الفني وغيرها.
اختلف أولياء الأمور والطلاب وخبراء التعليم في تقييم أقوال الوزير فمنهم من أعلن تأييده الكامل للسياسة التي ينوي الدكتور بدر تنفيذها ومنهم من حذر من التسرع في اتخاذ قرارات قد يندم عليها مستقبلا ومنهم من أكد أن وزارة التربية والتعليم كانت بالفعل تحتاج الي وزير "حمش" ينفذ سياسات "جامدة" بحسم لإعادة الانضباط الي العملية التعليمية.
لكن الاجماع الوحيد كان حول تصريحاته بأن شكل امتحانات الثانوية العامة هذا العام سوف يكون مختلفا حيث ساد الرعب والقلق أولياء الأمور.
نالت تصريحات الوزير استحسان أولياء الأمور الذين أكدوا ضرورة حساب المتقاعسين عن أداء عملهم وتحسين أحوال المدارس والمتابعة الميدانية علي أرض الواقع ومتابعة سلبيات منظومة التقويم الشامل وتأهيل المدرسين وتدريبهم علي التكنولوجيا وعودة السنة الواحدة للثانوية والكشف عن السلبيات الموجودة.
إلا أن بعضهم اعترض علي الشكل الجديد لامتحانات الثانوية العامة مؤكدين أنها أثارت الرعب والقلق في نفوسهم في وقت مبكر وانه لابد من تدريب الطلاب وتغيير المناهج قبل البدء في شكل جديد وإصلاح حال العملية التعليمية أولاً.
التغيير
أكد حسن محمود ولي أمر الطالب سيد بالصف الأول الثانوي أن تصريحات الوزير الجديد حول امتحانات الثانوية ووجود شكل جديد لها لابد ان يسبقه تغيير في المناهج وان يتدرب الطلاب علي مثل هذه النوعية من الأسئلة أما أن تكون فجأة فذلك سيضع الطالب وأولياء الأمور في مأزق وسيفقد الطالب المزيد من الدرجات وستكون الامتحانات هي الأسوأ في تاريخ الثانوية العامة.
أوضحت مني عبدالخالق ولي أمر الطالب محمد بالصف الثالث الإعدادي أنه لابد من تطبيق آليات الثواب والعقاب كما صرح الوزير لأن ذلك سيؤدي الي تحسين حال العملية التعليمية وعودة الانضباط الي المدارس والتزام المدرسين والطلاب وجعل المدرسة جاذبة.
أضافت أنها تؤيد تصريحات الوزير بان تقيس الامتحانات الفهم والتحليل والاستيعاب ولكن ليس بشكل تعجيزي للطلاب وانما للتفرقة بين الطالب المتفوق وغيره مع ضرورة اجراء تغيير في شكل مضمون الكتاب المدرسي وطرق التدريس داخل الفصل حتي يتعود الطالب علي هذه النوعية من الأسئلة.
تمنت أن تحوز جميع المراحل التعليمية اهتمام الوزير دون التركيز فقط علي الثانوية العامة.
أشار فتحي خالد ولي أمر التلميذة ندي بالصف الخامس الابتدائي الي انه مع الوزير في ضرورة تعديل منظومة التقويم الشامل واستفادة الطالب منه بشكل حقيقي وليس مجرد عبء علي كاهل أولياء الأمور وإنما مساعدة التلاميذ علي الابداع والابتكار وذلك يحتاج الي مجهود كبير لبث هذه الثقافة لدي المدرسين والذين يتخذون مثل هذه الأساليب في استغلال أولياء الأمور والتلاميذ ومص دمائهم.
أكدت سوزان حسين ولي أمر الطالب مراد أحمد بالصف الثاني الثانوي علي أن الشكل الجديد لامتحانات الثانوية العامة أثار الرعب في نفوسنا فهذا القطاع الذي تعود عليه الطلاب في بداية الدخول الي التعليم ولا يمكن تغييره بهذه السهولة لأن ذلك سيظلم الطلاب ولابد من معالجة المشكلات القائمة والتركيز عن الكيف دون الكم ولكن الإعداد الجيد للمدارس أولا وتدريب المدرسين وتأهيلهم واستخدام الأساليب التربوية الحديثة حتي نعيد الطلاب الي المدارس مرة أخري.
أبدي أشرف عبدالرحمن ولي أمر الطالب محمد بالصف الثالث الثانوي موافقته علي تصريحات الوزير بأن تقسيمة المناهج والتوزيع الخاطيء السبب في اللجوء الي الدروس الخصوصية حيث ان المدرس مجبر بانجاز كم معين من المقررات في وقت محدد لا يستطيع ان يزيد أو ينقص عنه وإلا تعرض للمجازاة لذلك فإنه لابد من المرونة للمدرسين وعدم تحجيمهم حتي يحصلوا علي المعلومة المفيدة.
أكد علاء مراد ولي أمر الطالب فؤاد بالصف الثالث الإعدادي أنه يتفق مع د. أحمد زكي بدر حول عودة الثانوية العامة إلي نظام السنة الواحدة للتخفيف علي أولياء الأمور وافراز العديد من العلماء والشخصيات البارزة مطالبا بضرورة الاستفادة بتجارب الدول المتقدمة بما يتماشي مع ظروفنا واحتياجاتنا وأن يرتبط التعليم بسوق العمل.
لا للشعارات
قال إبراهيم محمد ولي أمر الطالب أحمد بالصف الأول الثانوي إننا لا نريد شعارات أو كلام جميل ونريد التطبيق الفعلي وأن نلمس تطوير وتغيير في حال العملية التعليمية التي تدهورت بشكل كبير لذلك فإن أفضل التصريحت للوزير هي أنه لا مكان للمتقاعسين الذين يجلسون في مكاتبهم ولا ينزلون إلي أرض الواقع لاكتشاف السلبيات ويقولون في النهاية إن كل شيء تمام!!
أعرب سعيد عاطف ولي أمر الطالب محمود دبلوم صناعي 3 سنوات عن سعادته بتصريحات الوزير بأنه لابد أن يكون التعليم الفني علي قمة الأولويات لإحداث التطور الصناعي وربطه بسوق العمل وعدم استغلال العديد من الامكانيات والأجهزة الموجودة بالمدارس والاعتراف بوجود نقص في الخريجين وعدم الاهتمام أو التدريب العملي داخل الورش وأن هناك فرقاً بيننا وبين الدول المتقدمة في الاهتمام بالفنيين ورعايتهم وأنه لابد من توحيد نظام التعليم الفني وسد العجز في العمالة وتدريب المدرسين.
التقويم
طالبت إيمان محمود ولي أمر التلميذ محمد بالصف الثالث الإبتدائي بإلغاء نظام التقويم الشامل لأنه ارهاق وعبء كبير لأولياء الأمور معربة عن سعادتها لعقاب العديد من الذين استغلوا مادتي المكتبات والكمبيوتر في عقد امتحانات تحريرية والخروج عن المسموح به وهي خطوة جيدة من وزير يريد أن يطبق من الثواب والعقاب وأن الإدارة الجيدة أهم شيء في تطوير العملية التعليمية والحفاظ علي مستقبل أبنائنا من المتخاذلين والفاسدين وأنه كما قال لا مكان لمن يخاف المواجهة ويبرر السلبيات ويلقي الضوء عليها حتي نستطيع علاجها وحلها.
يري ياسر هاني ولي أمر أن الكلام عن الثانوية العامة مازال مبكراً ولا ينبغي إثارة خوف وقلق أولياء الأمور كما يحدث كل عام لذلك فإنه من الضروري التركيز علي إصلاح حال التعليم والمدارس وإعادة دور المدرسة الحقيقي ووجود خطة جادة لتنفيذ الأنشطة بمدارسنا.
أشار ضياء حسن ولي أمر إلي أننا كنا نريد من الوزير توضيح حول أزمة أنفلونزا الخنازير وانتشارها في المدارس وهل سيتم تعديل خطة العمل أم الاستمرار فيها؟!!
المعلمون
أوضح أشرف بدوي مدرس لغة عربية ان كلام د. أحمد زكي بدر حول توزيع المناهج يدل علي وعيه بالمشاكل التي يعاني منها المدرسين والطلاب فتقسيمة وتوزيع المقررات تطالب وتجبر المدرس علي المشي خطوة بخطوة وحتي وقت متأخر وان المدرس في كل الحالات مخطئ لذلك لابد من خطة جيدة تسمح للمدرس بالمرونة الكاملة في التعامل مع المنهج بحيث يحصل الطالب علي الاستيعاب الجيد ويتدرب علي الاسئلة ويدرس المنهج بشكل جيد.
يشاركه في الرأي فتحي عبدالعال مدير مدرسة بأن تصريحات الوزير تصب في صالح المعلم والطالب علي السواء وتعين المدرس علي اعطاء الطالب كل مالديه وتعطي الحصة قيمتها بدلا من الالتزام بقالب روتيني معين.
اجمع عماد سيد ومصطفي محمد وايمن محمود "مدرسين" علي راحتهم الشديدة لكلام د. أحمد زكي بدر والصراحة في الكشف عن السلبيات ومايعاني منه المدرس والطالب معا مؤكدين ضرورة اعادة توزيع المناهج بشكل فعال يصب في صالح العملية التعليمية ويجعل المدرسة جاذبة للطلاب ويقضي علي الدروس الخصوصية.
أشاد عدد من الاداريين العاملين في التربية والتعليم بتصريحات الوزير حول الكادر الخاص وحل مشاكلهم في القريب العاجل.
اوضحت آمال حسن "موجهة مكتبات" ان تصريحات د. أحمد زكي بدر اسعدتنا كثيرا وأعاد البسمة الي وجوهنا لاننا كنا نشعر بالظلم من الحرمان من حقنا في الحصول علي الكادر.
اشار عبدالحميد محمود "اخصائي مسرح" الي انه سعيد جدا بتصريحات الوزير لان عدم المساواة بث الضغينة في قلوب الزملاء وان عملنا لايقل اهمية عن المدرس ولابد من المساواة بين جميع افراد العملية التعليمية.
قال حمدي علي "محاسب" ان هذه التصريحات اعادت الامل لدينا لانه قرار تأخر كثيرا وان ظروفنا الاجتماعية تحتاج الي تحسن لاننا لانعطي دروسا خصوصية ولكننا تقوم بمجهود كبير في العملية التعليمية ولا يجب التفرقة بين الزملاء لاننا جميعا في قالب واحد والتطوير الجماعي مهم.
شفافية
اتفق اساتذة الجامعات مع الدكتور احمد زكي بدر ووصفوه بالشجاعة والجرأة لما اعلنه عن تدهور حالة وزارة التربية والتعليم ولما قاله بشأن الجودة والتعليم الفني وامتحان الثانوية العامة هذا العام والتغير وكشف الصحافة للسلبيات لمحاسبة المقصرين.
طالبوا باضافات الدراسات المتأنية للقرارات المتخذة لتفعيل استراتيجية التعليم والوصول الي قمة التطور لمسايرة التقدم العالمي والقدرة علي المنافسة العالمية.
وافق د. حسن شحاته استاذ المناهج بتربية عين شمس علي كل ما ادلي به الوزير من تصريحات مؤكدا انه جسد جميع المشاكل التي تواجه التعليم باسلوب بسيط والجديد في الحوار ان الوزير قدم الاليات التي يجب اتباعها لتنفيذ وتفعيل استراتيجية التعليم وبسرعة مع المتابعة الجادة والمستمرة.
اضاف ان تغيير السياسات مطلوب وخاصة في مجال التعليم الفني لتنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية بتخريج فنيين مهرة ذات مواصفات تتفق مع سوق العمل.
وفي رأيه ان حوار الوزير عبارة عن عدة رسائل موجهة الي ولي الامر والطالب والمدرس لاعادة النظر في التربية والتعليم وتطوير المناهج وارتباطها ببيئة المتعلمين وتحقيق الاهداف المرجوة من الامتحانات في تحديد مستوي الطلاب والاستفادة من تجارب الدول الاخري المتقدمة علميا ومايناسبنا وهذا ما اكده الوزير في مقولته "نحن نفكر عالميا ونطبق محليا" فمراعاة الوضع الثقافي اساس في اتخاذ القرار التربوي السليم والذي يصب في مصلحة الطالب.
أيد د. محمد زيدان استاذ المحاسبة بتجارة المنوفية تصريحات الوزير عن التغيير في منظومة التعليم قبل الجامعي مؤكداً أن الامتحانات وخاصة لطلاب الثانوية العامة ليس فقط لقياس القدرة الاستيعابية ولكن القدرة التحليلية والابتكارية لأن الاعتماد علي الحفظ يجعلنا نحصل علي طالب فاشل في المرحلة الجامعية.
اضاف انه ايضا لابد ان يعتمد الطالب علي أكثر من مصدر للحصول علي المعلومات وليس فقط الكتاب المدرسي.
كما أيد وجود معايير وأسس ومحفزات للاقبال علي التعليم الفني وربط الخريج بسوق العمل ورفع مهاراته من خلال التدريب بالورش والمصانع للوصول إلي التنمية الاقتصادية المطلوبة.
قال إنه يجب ان نحقق الجودة عملياً والبعد عن الورق حتي نستطيع النهوض ليس فقط بالشكل المؤسسي ولكن ايضا بالطالب والمدرس علي السواء ونصل إلي المنافسة العالمية.
أكد الدكتور وحيد عامر استاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للعلوم الإدارية والتجارة الخارجية أن الوزير نجح في تصوير حال التعليم وأنه وضع العلاج لهذا الحال يبدأ من القاع أو منذ دخول المدرسة وأن يتم الاهتمام بالطالب والمدرس ولا مانع من الاقتباس من الدول الأخري بما يتناسب مع ظروف المجتمع والبيئة.
أشار إلي انه يجب الاهتمام بالجودة وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية وبخصوص التعليم الفني فالذي قاله الوزير يحتاج إلي وضع قواعد علمية لتنفيذه والتنبؤ بنتائجه وعلي الوزير محاولة تغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم الفني وربط التطبيق النظري مع العملي والتخطيط بين القوي العاملة ووزارة التعليم في هذا الشأن.
وبخصوص الثانوية العامة فإن كلام الوزير صحيح بشأن مواصفات الامتحان في الاستفادة من ان يكون طالب الثانوية العامة حاصلا علي أعلي المجاميع ويفشل في المجال الجامعي فالالتزام بالمواصفات سوف يؤدي لعملية فرز وينصف الطلاب المتفوقين ويبعدهم عن الدروس الخصوصية.
وبخصوص طلب الوزير للصحفيين بكشف السلبيات قال إنه مطلب جيد ودليل علي ان الوزير ينوي المتابعة والمتابعة البناءة التي تعين الوزير علي محاسبة المقصرين في أداء عملهم.
غير تربويين
أشار الدكتور علي الشخيبي استاذ التربية بجامعة عين شمس إلي انه لا توجد زيادة كبيرة في اعداد المدرسين كما أكد الدكتور أحمد زكي بدر وزير التعليم في اللقاء الجماهيري بدار الاوبرا ولكن سوء التوزيع هو اساس المشكلة.
اضاف ان اعداد المدرسين تتمركز أكثر في القاهرة بعكس ماهو موجود بالمناطق النائية والقري والصعيد وهو ما يجعلهم يلجأون إلي الاعتماد علي مدرسين غير مؤهلين ويخل بالعملية التعليمية.
أوضح ان المدرسين غير التربويين موجودون من زمان ونسبة كبيرة منهم خرجوا للمعاش ولكي تعيد هيكلة هذا الموضوع لابد من اعادة توزيع المدرسين علي المستوي القومي ونوفر لهم الامكانات سواء مساكن أو غيره.
أكد الشخيبي ان التقويم الشامل لايوجد به مشاكل أو عيوب ولكن تغيير طريقة تنفيذه وتطبيقه يمكن الاستفادة به علي أعلي مستوي وبأكبر قدر وذلك لان المدرسين استغلوا التلاعب بدرجات الطلاب لصالح الدروس الخصوصية.
أكد ان دعوة الدكتوربدر لمحاسبته علي ادائه ومجهوده أمر يحسد عليه فأي شخص له سلبيات ولكن إذا كثرت سلبياته عن ايجابياته لابد من مساءلته ومحاكمته.
قالت الدكتورة إنشاد عزالدين استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب المنوفية انها توافقت مع الدكتور زكي بدر في موضوع التربية الاخلاقية لأنها اساس صلاح التعليم في مصر والالتزام بمفهوم واسم الوزارة التربية قبل التعليم.
طالبت بالالتزام بتطبيق نظام السنة الواحدة في الثانوية العامة لانه يخفف عبئاً كبيراً عن كاهل الأسرة المصرية.
أشارت إلي ان الدراسات العلمية اثبتت ان نظام السنة الواحدة افضل من الثلاث سنوات الذي طرح في مشروع تطوير الثانوية العامة الذي يطبق في .2011
وطالبت بتحقيق العدالة الاجتماعية في امتحانات الثانوية العامة هذا العام حتي نتفادي الفساد الذي حدث في السنوات الماضية فلابد ان تدار بحكمة وعدل.