_the_sad_smile_
21-02-2007, 09:51 AM
منذ سنوات طويلة والمسئولون في مصر يكررون تصريحات ووعود كثيرة ومتنوعة بحل مشكلات مصيرية تواجه مجتمعنا، وعندما يفكر المرء قليلا في هذه التصريحات يجد نفسه يتساءل: أليس هذا الكلام هو نفسه ما كنا – ولا زلنا – نسمعه طوال عشرات السنين الماضية؟
ورغم تغير الرؤساء والوزراء والمحافظين، إلا أن التصريحات لم تتغير، ويبدو أننا سنعيش أعواما أخرى نسمع نفس التصريحات دون أن نرى تطبيقا على أرض الواقع، ودون أن نرى حلولا فعلية للكثير من المشكلات التي تعتبر من أخطر ما يمكن، ويظل المسئولون أعواما طويلة يرددون نفس العبارات وكأننا ندور في حلقة مفرغة، فمنذ متى ونحن نتحدث عن ضرورة القضاء على الأمية، وعن الخطط التي وضعتها الحكومة لذلك، ومنذ متى ونحن نتحدث عن مشكلة الانفجار السكاني وحتمية السيطرة على الزيادة السكانية ونستمع كل يوم إلى المسئولين وهم يتكلمون عن البرامج والمشروعات التي أعدت لوقف النمو السكاني، ومنذ متى ونحن نتحدث عن مشكلة البطالة وعن ملايين الشباب العاطلين عن العمل، ومنذ متى ونحن نتحدث عن الاكتفاء الذاتي من القمح وما في ذلك من أهمية للعباد والبلاد، ومنذ متى ونحن نتحدث عن سداد ديون مصر، ونتحدث عن استصلاح الصحراء، ونتحدث عن القضاء على الدروس الخصوصية، ونتحدث عن أزمة المرور، ونتحدث عن هزائم المنتخب الوطني لكرة القدم، ونتحدث عن الفساد ونتحدث عن البيروقراطية، ونتحدث عن نقص الصادرات، ونتحدث عن الديمقراطية، ونتحدث عن الدروس الخصوصية ونتحدث و نتحدث ونتحدث، دون حلول جذرية، ودون أن نلمس علاجا نهائيا لهذه المشكلات فنجدها مستمرة بشكل مستفز، وكأنها قدر كتب علينا ولا يمكنا تغييره....
لماذا لم تتمكن الحكومات المختلفة والمتتابعة من القضاء على أي من هذه المشكلات العديدة التي تعتبر مشكلات خطيرة أو قضية حياة أو موت.....
إن المرء ليتعجب والله كيف يمكن لبلد مثل مصر أن تتحمل كل هذه المشكلات التي يكفي بعضها فقط لإسقاط إمبراطوريات بأكملها، لماذا لم نتمكن من التغلب على هذه المشكلات، هل نحن أقل من دول كثيرة واجهتها تحديات جسام وتمكنت من التغلب عليها تماما، هل نحن أقل من الهند التي كانت من أفقر دول العالم ثم أصبحت تصدر إلى العالم في عام 2003 وحده بمبلغ 55 مليار دولار منها ما يقرب من 10 مليار دولار صادرات من برمجيات الكمبيوتر فقط، وسجلت العام الماضي نموا اقتصاديا بلغ بنسبة 18 في المائة ، هل نحن أقل من الصين التي أنجزت حتى الآن مشاريع مذهلة للتحديث تم من خلالها مضاعفة الناتج الاقتصادي ثماني مرات خلال الـ 25 سنة الماضية، ووصل معدل النمو الاقتصادي فيها على مدى 35 عاما الماضية إلى ما يقارب الـ 12%، ودون أن ينخفض عن 7% في أسوأ الظروف الاقتصادية الدولية، ومن المتوقع أن يبلغ حجم التجارة الخارجية لعام 2004 نحو 600 مليار دولار لتتصدر الصين قائمة الدول المصدرة للمنتجات على مستوى العالم، مما ينبأ بأن الصين ستصبح ثاني أكبر قوة تجارية في العالم بعد الولايات المتحدة خلال سنوات قليلة إذا ما حافظت على معدل النمو الاقتصادي الحالي. هل نحن أقل من باكستان التي خرجت في بدايات السبعينيات مهزومة من حربها مع الهند، وعندما قامت الهند بتنفيذ التجربة النووية الأولى لها في عام 1974 عزمت باكستان على تنفيذ برنامج نووي كبير وشامل؛ ليوفر لباكستان ما تحتاجه بشدة من الطاقة اللازمة للنشاطات الصناعية والزراعية والطبية، وفي الوقت نفسه يوفر هذا البرنامج التدريب والتقنية التي تسمح بإنتاج الأسلحة النووية بالإضافة إلى التغطية السياسية المطلوبة.
وحددت باكستان للمشروع فترة زمنية تقدر بخمس سنوات، ولكن نظراً لتسرب أنباء المفاعل النووي بدأت الدول الغربية تأخذ حذرها من باكستان في تصدير المواد اللازمة للمشروع، وتعرضت باكستان لضغوط كثيرة من عدة دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى في النهاية إلى الانتهاء من المشروع بعد عشر سنوات في عام 1984، ولكنها تمكنت في النهاية من تنفيذ ما كانت تهدف وتخطط إليه، وفي 17 مايو عام 1998 عندما عقد علماء الذرة الهنود مؤتمراً صحفياً في مدينة نيودلهي وأعلنوا فيه قيام الهند بإجراء خمسة اختبارات نووية، جاء رد باكستان بعد 11 يوما فقط في يوم 28 مايو، فقد قامت بإجراء خمسة تفجيرات نووية في وقت واحد، وعندما شكك بعض المراقبون في قدرات باكستان النووية، قامت باكستان في يوم 30 مايو بتفجير قنبلة نووية أخرى بعد يومين فقط من التجارب الأولى، وبذلك أصبحت التجارب النووية الباكستانية ست تجارب في مقابل خمس أجرتها الهند، وتمكنت تلك الدولة الفقيرة أن تبدأ من الصفر وان تحقق ما عجزت دول كثيرة عنه،و حينها قال عبد القدير خان (أبو القنبلة النووية الباكستانية) عن هذا التجربة الرائعة: " لقد كان أمامنا هدف، وكان لابد من النجاح بسرعة ودقة، ذلك أن أمامنا عدو يتربص بنا ويهدد بلادنا كل يوم... لقد كانت المعركة قاسية للغاية وليست سهلة".
هل يختلف وضعنا الآن في مصر عن تلك الحالة التي يصفها عبد القادر خان؟
أليس أمامنا عدو يتربص بنا ويهدد بلادنا كل يوم؟
لماذا نفشل بإمكانياتنا الكبيرة فيما نجح فيه الآخرين بإمكانياتهم القليلة؟
منقول
ورغم تغير الرؤساء والوزراء والمحافظين، إلا أن التصريحات لم تتغير، ويبدو أننا سنعيش أعواما أخرى نسمع نفس التصريحات دون أن نرى تطبيقا على أرض الواقع، ودون أن نرى حلولا فعلية للكثير من المشكلات التي تعتبر من أخطر ما يمكن، ويظل المسئولون أعواما طويلة يرددون نفس العبارات وكأننا ندور في حلقة مفرغة، فمنذ متى ونحن نتحدث عن ضرورة القضاء على الأمية، وعن الخطط التي وضعتها الحكومة لذلك، ومنذ متى ونحن نتحدث عن مشكلة الانفجار السكاني وحتمية السيطرة على الزيادة السكانية ونستمع كل يوم إلى المسئولين وهم يتكلمون عن البرامج والمشروعات التي أعدت لوقف النمو السكاني، ومنذ متى ونحن نتحدث عن مشكلة البطالة وعن ملايين الشباب العاطلين عن العمل، ومنذ متى ونحن نتحدث عن الاكتفاء الذاتي من القمح وما في ذلك من أهمية للعباد والبلاد، ومنذ متى ونحن نتحدث عن سداد ديون مصر، ونتحدث عن استصلاح الصحراء، ونتحدث عن القضاء على الدروس الخصوصية، ونتحدث عن أزمة المرور، ونتحدث عن هزائم المنتخب الوطني لكرة القدم، ونتحدث عن الفساد ونتحدث عن البيروقراطية، ونتحدث عن نقص الصادرات، ونتحدث عن الديمقراطية، ونتحدث عن الدروس الخصوصية ونتحدث و نتحدث ونتحدث، دون حلول جذرية، ودون أن نلمس علاجا نهائيا لهذه المشكلات فنجدها مستمرة بشكل مستفز، وكأنها قدر كتب علينا ولا يمكنا تغييره....
لماذا لم تتمكن الحكومات المختلفة والمتتابعة من القضاء على أي من هذه المشكلات العديدة التي تعتبر مشكلات خطيرة أو قضية حياة أو موت.....
إن المرء ليتعجب والله كيف يمكن لبلد مثل مصر أن تتحمل كل هذه المشكلات التي يكفي بعضها فقط لإسقاط إمبراطوريات بأكملها، لماذا لم نتمكن من التغلب على هذه المشكلات، هل نحن أقل من دول كثيرة واجهتها تحديات جسام وتمكنت من التغلب عليها تماما، هل نحن أقل من الهند التي كانت من أفقر دول العالم ثم أصبحت تصدر إلى العالم في عام 2003 وحده بمبلغ 55 مليار دولار منها ما يقرب من 10 مليار دولار صادرات من برمجيات الكمبيوتر فقط، وسجلت العام الماضي نموا اقتصاديا بلغ بنسبة 18 في المائة ، هل نحن أقل من الصين التي أنجزت حتى الآن مشاريع مذهلة للتحديث تم من خلالها مضاعفة الناتج الاقتصادي ثماني مرات خلال الـ 25 سنة الماضية، ووصل معدل النمو الاقتصادي فيها على مدى 35 عاما الماضية إلى ما يقارب الـ 12%، ودون أن ينخفض عن 7% في أسوأ الظروف الاقتصادية الدولية، ومن المتوقع أن يبلغ حجم التجارة الخارجية لعام 2004 نحو 600 مليار دولار لتتصدر الصين قائمة الدول المصدرة للمنتجات على مستوى العالم، مما ينبأ بأن الصين ستصبح ثاني أكبر قوة تجارية في العالم بعد الولايات المتحدة خلال سنوات قليلة إذا ما حافظت على معدل النمو الاقتصادي الحالي. هل نحن أقل من باكستان التي خرجت في بدايات السبعينيات مهزومة من حربها مع الهند، وعندما قامت الهند بتنفيذ التجربة النووية الأولى لها في عام 1974 عزمت باكستان على تنفيذ برنامج نووي كبير وشامل؛ ليوفر لباكستان ما تحتاجه بشدة من الطاقة اللازمة للنشاطات الصناعية والزراعية والطبية، وفي الوقت نفسه يوفر هذا البرنامج التدريب والتقنية التي تسمح بإنتاج الأسلحة النووية بالإضافة إلى التغطية السياسية المطلوبة.
وحددت باكستان للمشروع فترة زمنية تقدر بخمس سنوات، ولكن نظراً لتسرب أنباء المفاعل النووي بدأت الدول الغربية تأخذ حذرها من باكستان في تصدير المواد اللازمة للمشروع، وتعرضت باكستان لضغوط كثيرة من عدة دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى في النهاية إلى الانتهاء من المشروع بعد عشر سنوات في عام 1984، ولكنها تمكنت في النهاية من تنفيذ ما كانت تهدف وتخطط إليه، وفي 17 مايو عام 1998 عندما عقد علماء الذرة الهنود مؤتمراً صحفياً في مدينة نيودلهي وأعلنوا فيه قيام الهند بإجراء خمسة اختبارات نووية، جاء رد باكستان بعد 11 يوما فقط في يوم 28 مايو، فقد قامت بإجراء خمسة تفجيرات نووية في وقت واحد، وعندما شكك بعض المراقبون في قدرات باكستان النووية، قامت باكستان في يوم 30 مايو بتفجير قنبلة نووية أخرى بعد يومين فقط من التجارب الأولى، وبذلك أصبحت التجارب النووية الباكستانية ست تجارب في مقابل خمس أجرتها الهند، وتمكنت تلك الدولة الفقيرة أن تبدأ من الصفر وان تحقق ما عجزت دول كثيرة عنه،و حينها قال عبد القدير خان (أبو القنبلة النووية الباكستانية) عن هذا التجربة الرائعة: " لقد كان أمامنا هدف، وكان لابد من النجاح بسرعة ودقة، ذلك أن أمامنا عدو يتربص بنا ويهدد بلادنا كل يوم... لقد كانت المعركة قاسية للغاية وليست سهلة".
هل يختلف وضعنا الآن في مصر عن تلك الحالة التي يصفها عبد القادر خان؟
أليس أمامنا عدو يتربص بنا ويهدد بلادنا كل يوم؟
لماذا نفشل بإمكانياتنا الكبيرة فيما نجح فيه الآخرين بإمكانياتهم القليلة؟
منقول