مشاهدة النسخة كاملة : حديثُ مع النَّفسِ عندَ الغروبِ


أنين المذنبين
11-02-2010, 10:25 PM
فى ذاتَ مرةٍ كنتُ واقفاً بِشرفةِ شقتى وكانَ هذا الوقتُ وقتُ غروب الشمسِ والنهارُ مودع فرفعت رأسى أنظرُ إلى السماءِ فرأيتُ الشمس مودعةً والسّواد مختلط بالحمرة كأنما اختلطا ببعضٍ
وفى كلِّ ذلك أراقبُ الشمسَ فى إختفائها وإنتشار الليل بوسعتهِ
فتذكرّتُ قول الشاعر:
ولقد ذكرتكِ والنّهارُ مودعُ ....الخ
فسألتُ نفسى سؤالاً عجيباً جداً فقلت لنفسى مَنْ انَا ؟؟!! فقالت لى نفسى ! مَنْ أنتَ؟ ألا تعرفُ مَنْ أنتَ ؟ فقلتُ لها نعم من انا ؟
قالتْ لِى أنتَ الذى طُعِنتَ بخناجرِ الغدرِ على ملحمةِ الشّوقِ
أنتَ الذى شَربتَ نهرِ المرِّ فِى الغربة ! أنتَ الذى صاحَ قلبُكَ باللآم مِنْ شدة الهجيرِ ! أنتَ الذى أحسستَ غربتَكَ بينَ بنى جنسِكَ !
أنتَ الذى ذُبِحتَ على مذابحِ الليلِ وأنت تبحثُ عن الضياءَ هنالكَ بعيداً عندَ القمرِ تلتمسُ هنالكَ مؤنساً بدلاً مِنْ بنى جنسكَ
وظلّت نفسِى تطعننى هى الاخرى وتنغصُ علىّ وتذكرنِى بآلام مضت وأنا فِى كلِّ هذا أنظر إلى الشمس مشفقاً وأقولُ فى نفسى
الليلُ آتٍ بغصصهِ وبجراحتهِ فماذا أنا فاعلُ؟ والليلُ ينتشرُ شيئاً فشيئاً ونفسِى تجيبنى عن مَنْ انا؟ وقليلاً أُذّنَ للمغربِ فأحسستُ بضياءٍ معَ أنّ الليلَ مقبلٌ فانطلقتُ إلى المسجدِ وسجدتُ هنالكَ لربِّ الورى وسألتُه عن السعادة فى هذهِ الحياةِ ولكنْ ! مذنبٌ طاغٍ أنَّى يُستجابُ لهُ!

فهل عندكم حلٌ للخروجِ ممّا أنا فيهِ؟؟

أنين المذنبين
13-02-2010, 03:27 AM
الله المستعان