samar saad
19-02-2010, 03:31 AM
كم نلوم قلوبناجلست افكر فى كلامك لى يا قلبى . عندما كنت تعاتبنى على جحود مشاعرى . على دموع عينى التى تعصى وتأبى بأن تنزل من أجل أحد . على عقلى الذى لا يفكر بشيئا غير كيف كان وكيف سيكون , على التفكير فى كيف سينظرون الناس لى عندما أكون بينهم , على التفكير فى احلامى وطموحاتى , فأتى يوما جلست فيه على سريرى ووضعت رأسى على وسادتى , فأغمضت عيناى وأطلقت العنان لخيالى , وراودنى حلما جميلا , وجدت فيه ذلك الفتى الذى تعلقت بحبه عندما كنت فتاه صغيرة , ذلك الفتا الذى أحبنى ثم أختارنا الفراق وبعدنى عنه , رأيت نفسى فوق جسر عالى واسفله شلالات من المياه وخلفى غابه مخيفه , تملأها الاشجار الكثيفه المتشابكه ,فوجدته يأتى من بعيد من بين هذه الاشجار وهو هائم من كثرة الحزن , استمعت الى أهات قلبه من بعيد , فخفق قلبى بشدة عندما رأيته وأنا اريد أن اسأله من الذى فعل بك هذا ,وكيف اصبحت على هذا الحال , فرأيته يقترب منى وهو ينظر لى بكل شوق وعتاب ,وفجأه رأيته يخرج من جيبه وردة , وردة أوراقها سوداء كأنها محترقه من شدة الشوق , فأخذتها من بين يديه وانا انظر لها فتذكرت تلك الورده ,فهذه الورده قد اعطيتها له منذ الصغر , فقلت له ما الذى حدث لها وكيف صارت بهذا الحال , فنظر لى كأنه يقول بأنى السبب فيما حدث لها , وقال لى : أنتى لم تعطفى عليها بحبك كى ترويها وترحميها من ذلك العذاب , فنظرت فى عينيه ثم نظرت فى الارض من خجلى , فتعمتد ان ادير ظهرى له وانا انظر اسفل الجسر على مياهه الزرقاء النقية , وفجأه يمسكنى من ذراعى بكل قوة وقسوة وهو يعاتبنى بحرقه وهو يصرخ فى وجهى بشدة , لماذا تخليتى عن حبى بكل هذه السهوله , لماذا رحلتى عنى , لماذا لم اعد اعرف من انتى , لماذا وانتى تعرفين ما اخفيه بداخلى , فنظرت له وانا صامته والدموع تكاد تتساقط من عينى , ثم قلت له : وماذا تخفى بداخلك فلتقل لى ماذا , فسكت قليلا وهولا يعرف ماذا يقول , فقلت له : هل من الصعب ان تقول ما بداخلك ام تعتقد بأنها اهانة لكرامتك او ضعف منك , فسكت وهو ينظر فى الارض , فحدثته وانا اصيح فى وجهه : لماذا تأتى وتعاتبنى لماذا , لماذا تفارقنى وعندما تأتى تحاول أوهامى بحبك لا داعى لذلك فلقد نسيت ذلك الحب , فقال لى : لماذا نسيتى بكل هذه السهوله , تعبت من الاستماع الى كلامه فظل يتحدث وانا انظر حاولى واحاول ان لا استمع اليه , وعندما عاودت الاستماع الى كلماته وقد فاتنى الكثير منها فوجدته يقول لى : هل تقبلين اذا شاركتك حياتك المستقبليه , فنظرت له وانا صامته فنظر لى ثم حدثنى : هل توافقين , فقلت له : كيف يكون ذلك , فقال لى : ماذا , فقلت له : كيف تسالنى هذا السؤال بعد كل هذا الغياب كيف وقد نسيتنى ونسيت حبى , فقال لى : انتى لا تعلمين شيئا أنه أمر القدر , القدر هو من اختار لنا الفراق , فنظرت له نظرة حيرة من امره , فنظرت حولى فوجدت فى نهاية الجسر شق كبير , ففكرت فى الهرب منه واثناء ما انا افكر ضغطت بيدى على الورده التى اعطاها لى فتألمت كثيرا فنظرت الى يدى وجدتها تنزف دماء , فمسك يدى بسرعه وهو يضغط على الجرح ثم نظر لى فوجدت عيناه تقول لى أرأيتى لقد جاء كى يطيب لكى جروحك , جروحه التى تركها فيكى عندما رحل , فسحبت يدى من بين يديه بكل قسوة وتجمعت فى عيناى نظرة القسوة فنظر لى بدهشة ثم هربت وانا اجرى بهروله , فجرى خلفى وهو يصيح وينده على بأعلى صوته , فدخلت وسط الاشجار اجرى وانا اتخبطت بين الاشجار وانا ابكى من كثرة العذاب وهو يجرى خلفى كالمجنون ويتحدث بأعلى صوته : لا ترحلى عنى لا تفارقينى حتى وان كنت قد جئت بعد الفراق , استمع الى كلماته وانا اظل اركد بسرعه شديد ة , وفجاءه اقتربت من نهاية الجسر فأقتربت منه بكل هدوء وانا استمع الى صوت مياهه المخيفه التى تجرى بشده ثم نظرت خلفى فوجدته على وشك الاقتراب منى , فنظرت له نظرة الوداع وكأن حبى قد تجمع فيها مرة اخرى لكنى كنت خائفه على العودة له , ثم نظرة الى المياه , واقتربت من المياه شيئا فشيئا , ثم اغمضت عينى وفكرت فى وداعه لاخر مرة ثم قذفت بنفسى من فوق الجسر , فجرى بسرعه وهو يشاهد سقوطى الاليم فظل يبكى وهو يرانى قد ضعت من بين يديه ثم اخذ يحدث نفسه : ياليت الدقائق تعود وياليت الزمن يعود مرة اخرى كى اثبت لها كم احببتها . فأنا فى كل مرة السبب فى ضياعها .......................... فكم نلوم قلوبنا ملكة الاحساس