أنين المذنبين
21-02-2010, 08:52 AM
http://www13.0zz0.com/2010/02/21/06/343831734.jpg
فى حجرتى المُظلمة
يمضى اليومُ بفرحه وحزنهِ وينتهِى كما ينتهِى
ثمّ يعودُ الإنسانُ إلى غرفته الخاصة فى الليل
ويجلسُ وحدهُ فيها يتأمل ويتفكر فيما جرى
ويحسُ ساعتها أنه يعيشُ وحده بين أربعِ
أعمدةٍ تحطوهُ وتكنفهُ وحيداً
وكتبُه ومذكراته وأقلامه أمامهُ
يقولون لهُ أقترب أيُّهَا البعيدُ مالك تبتعد
حيناً فحيناً أمَ آنَ لكَ أن تعودَ !
فِى هذه الغرفة التى تحوى ذكريات الإنسانِ
تمنّى لو كانَت هى مأواهُ يعيشُ فيها بعيداً عن النّاس
يأنسُ بكتبهِ حينَ يقلّبُ صفحتها فيغذى روحهُ بالقراءة
بعيداً عن هذه التفاهات التى لا قيمةَ لها بحال
كَم نظّم هذا الإنسانُ وقتُهُ لكى يأنسُ بكِ أيتها الكتبُ
ولكنْ !
إنّها العزيمةُ الفاطرة والكســل وحبّ الشهوات !
ما أجمل أن يكونَ للإنسان غرفة تكون هى صومعة فكره وعذاء روحه ورواء وجدانه المريض
يخلو بهذه الغرفة بعيداً متسلقاً جبال الكتبِ
متعلقاً بحبال الأقلامِ والأوراق !
فى هذه الغرفة يكتبُ الشعر وينثر السطور
ويتأمّلُ فى المعانى والصور لكى يستقيم تعبيره
ومَا أجمل إنْ أطرقَ مفكراً قليلاً وضوء غرفته خافت
يسبح فى بحارِ الأدبِ يرّكّب اللفظ مع أخيه اللفظ
حتى تخرجُ لها صورةٌ !
ثمّ يمضى بهذه الصورة إلى أبياتِ الأدبِ
لكى تقوّم له صورته إن كانَ بها خلل
|ما أجملها من لحظات|
ما أجملّ الإنسان الذّى يحبّ الخلوة وتحبه الخلوة
يكونُ منعزلاً عن تلكَ الدنيا بفكره وإن كان يحيا فيها
يطرقُ أبوابَ العلمِ فى منازلهِ العميقة
نعم ! إنه العلم الذى خلى بهِ الأدباء والمفكرون
فأحبهم وأشبهم من نهره العميق الذى يروى
كلّ ظمأنٍ منه يروى كلّ متعمقاً فى الجهل فى وحله الكئيب !
فمَا خرجَ لنا الأدباء ليعلمونا إلا بعد أن روى ظمئهم
فكما حكى مثلا "العقادُ"عن نفسه فى حياته
فى الأقصر كان يعيش فى صومعة الفكر بين تلك الكتب فى هذه المكتبات ببلده !
وأمثاله الكثير ممَن كانوا يعيشون فى هذه الحجرات المظلمة التى أضاءت بنور المعرفة فكانَ ربما يعيشُ الواحدُ منهم على زبالة من النور ولكنَّ النّورَ أكثرُ من ذلك !
ولكم كانَ أحدهم يُقضى ليله ونهاره على قطعة ضئيلة من الجبن ومن العيشِ العفن ولا يُبالِى !
لِمَ؟
لأنَّ الروحَ إذا غذيّت بالعلم لم يبالى الجسد
إذْ الأصلُ فى الجسد هو روحه فإذا كانت مُدَنَّسة
فى طينِ الجهلِ فكبّر عليه وأتركه !
والله الموفق وهو المستعانُ
فى حجرتى المُظلمة
يمضى اليومُ بفرحه وحزنهِ وينتهِى كما ينتهِى
ثمّ يعودُ الإنسانُ إلى غرفته الخاصة فى الليل
ويجلسُ وحدهُ فيها يتأمل ويتفكر فيما جرى
ويحسُ ساعتها أنه يعيشُ وحده بين أربعِ
أعمدةٍ تحطوهُ وتكنفهُ وحيداً
وكتبُه ومذكراته وأقلامه أمامهُ
يقولون لهُ أقترب أيُّهَا البعيدُ مالك تبتعد
حيناً فحيناً أمَ آنَ لكَ أن تعودَ !
فِى هذه الغرفة التى تحوى ذكريات الإنسانِ
تمنّى لو كانَت هى مأواهُ يعيشُ فيها بعيداً عن النّاس
يأنسُ بكتبهِ حينَ يقلّبُ صفحتها فيغذى روحهُ بالقراءة
بعيداً عن هذه التفاهات التى لا قيمةَ لها بحال
كَم نظّم هذا الإنسانُ وقتُهُ لكى يأنسُ بكِ أيتها الكتبُ
ولكنْ !
إنّها العزيمةُ الفاطرة والكســل وحبّ الشهوات !
ما أجمل أن يكونَ للإنسان غرفة تكون هى صومعة فكره وعذاء روحه ورواء وجدانه المريض
يخلو بهذه الغرفة بعيداً متسلقاً جبال الكتبِ
متعلقاً بحبال الأقلامِ والأوراق !
فى هذه الغرفة يكتبُ الشعر وينثر السطور
ويتأمّلُ فى المعانى والصور لكى يستقيم تعبيره
ومَا أجمل إنْ أطرقَ مفكراً قليلاً وضوء غرفته خافت
يسبح فى بحارِ الأدبِ يرّكّب اللفظ مع أخيه اللفظ
حتى تخرجُ لها صورةٌ !
ثمّ يمضى بهذه الصورة إلى أبياتِ الأدبِ
لكى تقوّم له صورته إن كانَ بها خلل
|ما أجملها من لحظات|
ما أجملّ الإنسان الذّى يحبّ الخلوة وتحبه الخلوة
يكونُ منعزلاً عن تلكَ الدنيا بفكره وإن كان يحيا فيها
يطرقُ أبوابَ العلمِ فى منازلهِ العميقة
نعم ! إنه العلم الذى خلى بهِ الأدباء والمفكرون
فأحبهم وأشبهم من نهره العميق الذى يروى
كلّ ظمأنٍ منه يروى كلّ متعمقاً فى الجهل فى وحله الكئيب !
فمَا خرجَ لنا الأدباء ليعلمونا إلا بعد أن روى ظمئهم
فكما حكى مثلا "العقادُ"عن نفسه فى حياته
فى الأقصر كان يعيش فى صومعة الفكر بين تلك الكتب فى هذه المكتبات ببلده !
وأمثاله الكثير ممَن كانوا يعيشون فى هذه الحجرات المظلمة التى أضاءت بنور المعرفة فكانَ ربما يعيشُ الواحدُ منهم على زبالة من النور ولكنَّ النّورَ أكثرُ من ذلك !
ولكم كانَ أحدهم يُقضى ليله ونهاره على قطعة ضئيلة من الجبن ومن العيشِ العفن ولا يُبالِى !
لِمَ؟
لأنَّ الروحَ إذا غذيّت بالعلم لم يبالى الجسد
إذْ الأصلُ فى الجسد هو روحه فإذا كانت مُدَنَّسة
فى طينِ الجهلِ فكبّر عليه وأتركه !
والله الموفق وهو المستعانُ