مشاهدة النسخة كاملة : المسند تعريفه وعوارضه


خالد مسعد .
23-02-2010, 05:26 PM
المسند
تعريفه وعوارضه (المسند): هو المحكوم به، فعلاً كان، أم خبراً، أم نحوهما.

ويعرضه الذكر والحذف، والتعريف والتنكير، والتقديم والتأخير، وغيرها.

ذكر المسند وحذفه:

أما ذكره فلأغراض، أهمها:

1 ـ كونه الأصلي ولا داعي للعدول عنه، قال تعالى: { آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} (النمل: من الآية59).

2 ـ اذا ضعف التعويل على دلالة القرينة فيجب الذكر، كقوله: (خير مال المرء ما أنفقه...).

3 ـ ضعف تنبه السامع، نحو: (زيدٌ قائم و عمرو قائم).

4 ـ الردّ على المخاطب، فيكون الذكر أحسن، قال تعالى حكاية عن منكر البعث: { مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}(يّـس: من الآية78)؟! فردّه الله تعالى: { قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}(يّـس: من الآية79).

5 ـ إفادة التجدّد بإتيان الفعل، كقوله: (يحمد الله كل عبد فقيه...).

6 ـ إفادة الثبوت والدوام بإتيان الاسم، قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}(الأنعام: من الآية73).

وأمّا حذفه فلأمور، أهمّها:

1 ـ الإحتراز عن العبث، لقرينة مذكورة، قال تعالى: { أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } (التوبة: من الآية3) أي رسوله بريءٌ أيضاً.

2 ـ الإحتراز عن العبث، لقرينة مقدّرة، كما لو قيل لك: (ما صنع بالكبش؟) فتقول: (الكبش) ـ مع الإشارة إليه ـ مذبوحاً، فإنّ المراد: ذُبح الكبش.

3 ـ ضيق المقام عن الإطالة، كقوله:

نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
أي: نحن بما عندنا راضون.

4 ـ إتباع الإستعمال الوارد، قال تعالى: { لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} (سـبأ: من الآية31) أي: لولا أنتم موجودون.

تعريف المسند وتنكيره:

وأمّا تعريفه فلأمور:

1 ـ إفادة السامع حكماً معلوماً على أمر معلوم، وذلك يفيد النسبة المجهولة، فمن عرف زيداً بشخصه، وعرف أنّ له صديقاً، ولكن لم يعرف أنّ زيداً هو صديقه، قيل له: (زيد صديقك) وهذا يفيد النسبة، وإن لم يفد الخبر ـ لكونه معلوماً -.

2 ـ قصر المسند على المسند إليه حقيقة، كقوله: (عليّ عليه السلام أمير المؤمنين صريحة...).

3 ـ قصر المسند على المسند إليه ادّعاءً، كقوله: (وأخو كليب عالم الأنساب...).

وأمّا تنكيره، فلأنّ الأصل في المسند أن يكون نكرة، لإفادة العلم بشيء مجهول، لكن قد يرجّحها أمور:

1 ـ إرداة عدم العهد والحصر، كقوله: (مجاهد عبد، وسلمى أمة...).

2 ـ إرادة التفخيم، قال تعالى: { هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة: من الآية2) بناءً على كونه خبراً.

3 ـ إرادة التحقير، كقوله: (وما هندة شيئاً، ولكن رجالها...).

4 ـ إتباع المسند اليه في التنكير، كقوله: (رجل عالم وآخر فقيه...).

تقديم المسند وتأخيره:

وأمّا تأخيره عن المسند إليه، فلأنّ الأصل في المسند التأخير، لأنه حكم على شيء، والمحكوم عليه مقدم طبعاً.
لكن قد يتقدّم لأمور:

1 ـ كونه عاملاً نحو: (جاء زيد).

2 ـ كونه ممّا له الصدارة في الكلام نحو: (أين زيد؟).

3 ـ التخصيص بالمسند اليه، قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الشورى: من الآية49).

4 ـ التنبيه على أنه خبر لا صفة ـ من بدء الكلام ـ كقوله يصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

لـه هــمم لامـنتهى لكبارهـا وهمّتـه الصغرى أجلّ من الدهر

له راحة لو أنّ معشار جودها على البرّ كان البرّ أندى من البحر

فلو قال: (همم له) أو (راحة له) توهم بادي الأمر أنّ (همم) أو (راحة) صفة.

5 ـ التشويق للمتأخّر، إذا كان المقدّم مشوّقاً له، قال تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (آل عمران:190)
6 ـ التفاؤل، كقوله:

سعدت بغرّة وجهك الأيام وتــزيّنت بلقائك الأعوام

7 ـ التطيّر، كقوله: (شاهت بلقياك الوجوه وإنّما...).

8 ـ قصر المسند إليه على المسند، قال تعالى: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } (الكافرون:6) أي دينكم مقصور عليكم وديني مقصور عليّ.

9 ـ المساءاة، كقوله:

ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى عدواً له ما مـن صداقته بدّ

10 ـ تعجيل التعجّب، أو التعظيم، أو المدح، أو الذمّ، أو الترحّم، أو الدعاء، أو الإغراء، أو المسرّة، أو ما أشبه ذلك.

كقوله: (ومعجب كل فتى بوالده...).

وقوله: (عظيم أنت يا ربّ الفصاحة...).

وقوله: (كريم علاء الدين عند الملمات...).

وقوله: (بئس أخو القوم الذي أن يحضر...).

وقوله: (ومسكين أبوه لدى المجاعة...).

وقوله: (بخير رجعت من السفر...).

وقوله: (أسير العدل أنت أبا ظليم...).

وقوله: (لله درّك).

أقسام المسند:

المسند إما مفرد وإمّا جملة، والمفرد على قسمين:

1 ـ فعل، نحو: (قام زيد).

2 ـ اسم، نحو: (زيد أسد).

والجملة على ثلاثة أقسام:

1 ـ اسمية، نحو: (زيد أبوه منطلق).

2 ـ فعلية، نحو: (زيد يصلّي).

3 ـ ظرفية، إما جاراً أو مجروراً، نحو: (محمد في الدار)، أو لا، نحو: (عليّ عندك).

أقسام الجملة:

ثم إن الجملة على ثلاثة أقسام:

1 ـ السببية، وهي ما تكون من متعلقات المسند إليه، نحو: (حسين انتصر ابنه).

2 ـ المؤكدة، وهي ما تكون مؤكدة للحكم، نحو: (جعفر يفقه) لتكرر الإسناد.

3 ـ المخصصة، وهي ما تكون مخصصة للحكم بالمسند إليه، نحو: (أنا سعيتُ في حاجتك) أي: الساعي فيها أنا وحدي لا غير.

تقسيم المسند:

ثم المسند إما جامد وإمّا مشتق:

1 ـ فالجامد، هو الذي لايؤوّل بالمشتق، ولايكون مشتقّاً، نحو: (فارقليطا اسم).

2 ـ والمشتق، نحو: (حسان شاعر)، ويلحق به المؤوّل، نحو: (جعفر أسد) أي شجاع.

=========
كتاب البلاغة : (المعاني . البيان . البديع) للشيرازي.

سيبويه امين
16-07-2010, 12:43 AM
ما أجمل علم البلاغة الذي يبرز لنا جماليات اللغة

أبو مودة
01-08-2010, 10:56 AM
الله يكرمك