رسالة إلى د. أحمد زكى بدر
٥/ ٣/ ٢٠١٠بين تيار دينى يهمس ليل نهار فى أذن المواطن بأنه هو الأجدر بإذن الله على إخراجه من الفقر والعوز والتخلف والتهميش، دون أن يتقدم بهذه الوصفة السحرية التى خصه بها الله من دون الناس دون مقابل الذى هو السلطة أولاً، وبين تيار شعبوى منقول جواً يقدم للمواطن وصفة ضمنية بأن البديل - أى بديل للوضع الحالى - سيكون أفضل، ويدعم السطحية وعدم الدخول فى أى تفاصيل غير تفاصيل الفضائح والفساد ويجر شعوب المنطقة إلى مذبحهم، فلحساب من يعمل هذا التيار؟!
وبين حكومات غارقة لأذنيها فى مشاكل يومية طبيعية تراكمية ومختلقة تجعلها عاجزة عن التفكير أو التقاط الأنفاس، لممارسة أى دور فاعل فى هذه السوق الصاخبة بالانفعالات!! المشاركة الوحيدة لهذه الحكومات فى هذا الصخب تأتى من المنفلتين والفاشلين من أعضائها!! أبحث فى جنبات الأوطان عن صوت العقل والتفكير والتدبر لأكتشف أنه قد شبع موتاً منذ سنين، ضمن عملية تعليم ممنهجة لا يجتازها إلا الأكثر حفظاً وتسميعاً، فقتلت وعلى عشرات السنين ملكات التفكير فى أوطان وشعوب بأكملها.. عملية غسيل مخ إلزامية لم ينج منها إلا من تسرب..
رسالتى هذه إلى د. أحمد زكى بدر أسأله أن يفسح المجال لنمو عقول أبناء المستقبل.. وهذا هو صمام الأمان لهذا الوطن.. فكل شىء تقدم بشكل متباين فى بلادنا إلا التفكير!! وصفة قالها على بن أبى طالب كرم الله وجهه: «لا علم كالتفكير.. ولا حسب كالتواضع.. ولا مظاهرة أوثق من المشاورة!».