مشاهدة النسخة كاملة : بكينا للتكليف وبكوا للنخفيف


بنت سيبويه
05-03-2010, 09:39 PM
بكوا للتخفيف وبكينا للتكليف
ذكر المفسرون أن عددا من أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم –كانوا فقراء
لا يجدون ظهرا يجاهدون عليه ,
فأتوا النبى –صلى الله عليه وسلم- ليحملهم عليه "وكان ذلك فى غزوة تبوك ,
وما أدراكم ما غزوة تبوك .
وكان يكفى الصحابة الكرام أن يعذروا إلى الله عز وجل بذلك ويعودوا إلى بيوتهم ولا ذنب عليهم ,
فلا المال يملكون ولا الظهر يستطيعون .
لكن الداعية الصادق يؤلمه خلو قوافل الطائعين منه , ويحزنه أن ينظر الله عز وجل إلى أفواج
المجاهدين وليس فيهم, فمشوا من عند النبى – صلى الله عليه وسلم – وعيونهم ملآى بالدموع
أو كما حكى القرآن عنهم (تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا)(التوبة:92) ياالله!!
لما خلت الجيوب من الأموال والبيوت من الطعام والمتاع ,وشحت الظهور التى ستحملهم
ورأوا أخوانهم يسبقونهم فى الدعوة والجهاد ويسابقونهم إلى الجنة هطلت دموعهم الساخنة
على خدودهم وليت شعرى على أى شىء يبكون ؟!
لكن الله عز وجل يعلم صدق نيتهم , أما النبى –صلى الله عليه وسلم- فقد عذرهم بل واعتذر لهم
فحجتهم عند الله معلومة , وأسباب غيابهم مفهومة ,فما لدعاة اليوم –إلا من رحم الله منهم-
تخلو منهم الساحات , ويتأخرون عن التكليفات , يفتقدون كثيرا , ويغيبون طويلا فاتتهم مئات
القوافل ,وهم بين لاه وغافل , ومعهم الأموال ويبخلون ,وعندهم الأوقات ويضنون ,
ويصرخ فيهم مربوهم أن هلموا ولا يجيبون , أفى الجنة زهدوا أم طال الطريق عليهم
فملوا وقعدوا ؟!
مالكم يا دعاة اليوم ؟!
أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – لم يخرجوا مرة بعذر فبكوا ,وأنتم تغيبون كل مرة
بغير عذر وماحزنتم أو تألمتم !!
أصحاب محمد معذورون من الله ورسوله ولا يعذرون أنفسهم , وأنتم مقصرون عندهما
وما تعتذرون !!
وتبوك الأمس كان الجيشعشرات الألوف , وما كان ينقصه غياب رجل أو رجلين
أو خمسة , توك اليوم ينقها ألاف المجاهدين حتى يخرج جيشها .
وتبوك الأمس جهزها عثمان , وأنفق عليها الصديق كل ماله والفاروق نصف ماله ,
وتبوك اليوم يشبع مجاهدوها وتنتفخ بطونهم ,
وأخوانهم فى فلسطين والعراق يتضورون جوعا !!
تبوك بالأمس لم ينتظرأصحابها نضج الثمار , ولم يغرهم حسن الزوجات ,
ولا لوعة الشوق إلى الأولاد , فخرجوا وتركوا الدين وحده إلا من قلة مؤمنة
تدافع عنه.
دعاة اليوم
جاء فى الصحيحين أن هولاء الفقراء بعد ما بكوا ومشوا جاء للنبى – صلى الله عليه وسلم-
بعض المال والظهور فحملهم عليها وقال "والله ما حملتكم ولكن الله حملكم .." أعرفتم لم أبى
الله عز وجل إلا أن يكون أمثالهم فى الجيش رغم فقرهم ؛لأن الله عز وجل اطلع على صدقهم
فحملهم ولم يخلفهم عن ركب إخوانهم .
بينما غيرهم يغيب عن الميدان ألف مرة ولا يشغل الأمر باله,أتدرون لماذا ؟!
لأن الله عز وجل علم أنهم لا يرغبون فيه فلم يرغب فيهم ؛ولذا لم يبال بهم حضروا أم غابوا
بعكس ما حدث لأهل تبوك عندما حزنوا على غياب القوافل منهم ,
فهل تفهم ذلك قبل فوات الأوان؟!

مسلمة متفائلة
22-08-2010, 08:06 PM
بارك الله فيكِ استاذتنا الفاضلة