مشاهدة النسخة كاملة : حوار هاديء مع أختي المسلمة الجزء الثاني


محمد(o)
10-03-2010, 05:25 PM
حوار هاديء مع أختي المسلمة الجزء الثاني

تذكير المرأة بدورها

- كنت قد وعدتك يا بسمة أن أحدثك عما يجب عليك عمله أمام هذه المخاطر
بسمة: نعم أفيديني أفادك الله.
- إن كل واحدة منا لها دور داخل بيتها يتمثل في حمايته من كل ما يضره والعمل على جلب كل ما ينفعه ويصلحه
وهذا جزء من مسؤوليتها التي سيسألها الله عنها فقد جاء في الحديث الصحيح: "والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" ... الحديث،
ومعنى راعية أي حافظة مؤتمنة ملتزمة صلاح ما أؤتمنت على حفظه فهي مطالبة بالعدل فيه والقيام بمصالحه.
ورعاية المرأة تكون بتدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك وفي الحديث الآخر ((ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة)).
إن دور المرأة المسلمة اليوم في عملية التربية والإصلاح مهمش بمعنى أنها فرطت وقصرت في القيام بدورها المطلوب منها فوظيفتها لا تزيد على الطباخة والغسيل والكواية والتنظيف وما زاد من وقتها فهو خارج البيت.
كم تعرفين من الأمهات من تحرص على جعل بيتها إسلامي، تتدارس مع زوجها كتاب الله وسنة رسول الله -http://www.manhag.net/mam/images/salla-icon.gif تجلس مع أبنائها تعلمهم كتاب الله تحفظهم أحاديث رسول الله http://www.manhag.net/mam/images/salla-icon.gif، تعودهم على السنن والآداب الشرعية، تحذرهم من المنكرات والمحرمات تتحدث مع أبيهم عن كيفية تربيتهم وتجنيبهم مزالق الأخطار مستشعرة أنهم أمانة في عنقها وعنق زوجها.. قل من يفعل ذلك- إلا من رحم الله-.
بسمة: كلامك صحيح وأنا أول المقصرات.

- لقد آن لك أن تعرفي أن عليك واجبات وحقوق منها أن تحمي بيتك من هذا الدش،
ومن حقك أن تقولي بكل صراحة ووضوح نعم للصحيح ولا وألف لا للخطأ يا بسمة
ما رأيك لو أن أباً أحضر لأبنائه طعاماً فاسداً قد انتهت مدة صلاحيته وأراد أن يطعمهم إياه أترين أن الأم تسكت وتشاركهم هذا الطعام؟! أم أنها سترمي ذلك الطعام وتبعده عن البيت وتنكر على أبيهم اشتراءه لهذا الطعام الفاسد؟!
لا شك أنها ستفعل ذلك لأن هذا الطعام يؤدي إلى موتها وموت أبنائها وانتهاء حياتهم.
والمثال نفسه ينطبق على من يحضر لزوجته وأبنائه مثل هذه الأجهزة المدمرة للحياء والفضيلة والفارق فقط أن هذا يؤدي إلى قتل عقولهم وأرواحهم بدل أجسادهم وموت القلوب والعقول أشد من موت الأجساد.
والأم التي تسكت على هذا المنكر فهي إنما ترضى لعقلها وعقول أبنائها الموت والانتهاء.

بسمة: إذاً أرجوك أخبريني من أين أبدأ وكيف أعمل؟
- عليك يا أخيتي الإنكار بكل ما تستطيعين جربي كل الوسائل واسلكي كل السبل.. استخدمي أسلوب اللين والرقة مرة، وأسلوب الشدة مرة أخرى،
لا تنسي التذكير بالله والتخويف من غضبه وعقابه، التذكير بالنار وحرها، والقبر وظلمته، ويوم القيامة وأهواله وشدته. تحدثي مع زوجك عن مسؤوليته عن بيته وأبنائه وعن حمايته لهم من كل ما يضرهم، اضربي له الأمثالى التي تقرب الصور إلى ذهنه، ذكريه بسؤال الله له عن الأمانات التي ائتمنها عنده، أمانة سمعه وبصره وماله ووقته وزوجه وولده..
ابحثي عن الأوقات المناسبة لتكرري عليه الحديث بأساليب مختلفة وإن عجزت فاستعيني بالأقارب وكل من له كلمة تسمع لمعينك على نصح الزوج.
ولا تنسي أخيرأ باب الله المفتوح.. الدعاء.. الدعاء بالليل والنهار ووقت الغروب والأسحار،

أتذكرين يا بسمة قصة (العودة) تلك القصة التي قرأناها في المجموعة الأولى من الزمن القادم؟
أرأيت كيف استخدمت تلك المرأة الصالحة كل السبل والوسائل لهداية زوجها، وعندما أعيتها الحيل لجأت إلى باب الرحمن الذي لا تغلق دونه الأبواب، فقررت أن تخصه بالدعاء في قيام الليل منذ الليلة الأولى لسفره ، فحقق الله عز وجل لها ما أرادت وما هي إلا أيام حتى عاد إليها زوجها تائباً باكياً نادماً، بعد موت صاحبه فجأة واعتباره بهذه النهاية.

كوني شجاعة في اتخاذ هذا القرار، قوليها بمليء فمك لا.. لا أريد الدش في بيتي.. ومن حقي أن أمنع ما يفسد عين أبنائي ونفسي ولك الخيار يا زوجي إما أنا أو هو!! وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس " وضعي نصب عينيك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ". وسيعوضك الله بما يعينك على الاستفادة من وقتك واستغلال ساعات عمرك بما ينفعك في الدار الآخرة {يَومَ لَا يَنفَع مَالٌ وَلَا بَنونَ * إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ} [ سورة الشعراء 88- 89]

بسمة: وإذا كان الأبناء هم الذين يحضرون الدش فما العمل؟
- إن علينا أن نأخذ الأمر بجدية فالمسألة ليست سهلة إن كل أم لها على أبنائها سلطة وينبغي أن يكون لها كلمة مسموعة فكم تعبت في تربية هؤلاء الأبناء حتى شبوا وصاروا رجالاً ثم يأتون في النهاية ويفرضون أوامرهم عليها!!
منذ متى وكلمة الابن تمشي على كلمة أمه وأبيه؟! إنها التربية الرخوة والتفويط والدلال نريدك أماً كأم عبدالعزيز تلك المرأة الصالحة التي رأت ابنها يحاول إدخال الدش إلى بيتها فأسرعت وأحضرت عباءتها ولبستها وتجزت نحو الباب تريد الخروج من البيت... فترجاها ابنها أن ترجع ووعدها ألا يرى فيه إلا الأخبار.. فلم يزدها كلامه إلا تمسكاً بموقفها.
قالت له: هي كلمة واحدة ليس عندي غيرها: إما أنا وإما هذا الدش لا نجتمع أنا وهو في بيت واحد وإن أدخلته فسيكون هذا آخر يوم لي في هذا البيت.
وبالطبع فخسارة هذا الجهاز خير له من خسارة أمه..
فما كان منه إلا أن رده من حيث أتى به وسجل هذا الموقف الخالد في صحائف أم عبدالعزيز لتلقاه يوم البعث والنشور عند رب عزيز غفور .
إنها أم قوية حازمة وكلنا بحاجة لحزم مثل حزمها وعزم كمثل عزمها.