مشاهدة النسخة كاملة : فقدنا برحيل سيد طنطاوي عالماً جليلاً ورمزاً من رموز أمتنا الإسلامية


مستر خالد غباشى
11-03-2010, 09:33 PM
مثقفون وأدباء ينعون شيخ الأزهر الراحل:

فقدنا برحيل سيد طنطاوي عالماً جليلاً ورمزاً من رموز أمتنا الإسلامية

http://www.alriyadh.com/2010/03/11/img/142683262486.jpg
الشيخ محمد بن ناصر العبودي
الرياض – محمد المرزوقي
الرحالة والمفكر الشيخ محمد بن ناصر العبودي، وصف رحيل سيد طنطاوي – رحمه الله – بالفاجعة، بوصفه صديقا عرفه في الكثير من المناسبات، واجتمع إليه فيها داخل المملكة وخارجها، مؤكدا على أن غياب طنطاوي مما يؤسف ويحزن.
وقال الشيخ العبودي: عرفت سيد طنطاوي صديقا، وأخا كريما، وقريبا عزيزا.. وما أقوله اليوم بعد رحيله ليس لأنه بالأزهر، وليس لان مرده لقاءاتنا به في رابطة العالم الإسلامي، لكنني عرفته معرفة حقة عن قرب، فوجدته يتصف بعدد من الصفات التي تلفت إليه الانتباه، فهو يتحلى بالتواضع العجيب، وأقول العجيب لأني هنا أريد أن أسوق بين أيدي القراء مثالا على ذلك، فعندما استقبلته ذات يوم في مطار الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة، وكان حينها في استضافة رابطة العالم الإسلامي، تعجبت من قدومه بمفرده، وعندما سألته وقلت له: تعودنا يا شيخ أن نجد من يرافق شيوخ الأزهر في حلهم وترحالهم، فقال لي: إن معي ربي سيهدين.
وأضاف الشيخ العبودي بأن طنطاوي إلى جانب ذلك يتميز بمتابعته لأحوال المسلمين في أماكن كثيرة من العالم، مشيرا إلى حرصه الشديد واهتمامه بظروف العالم الإسلامي، وما يستجد به من أحداث تؤثر بدورها في أوضاع المسلمين.. مشيرا إلى أن مسألة الاختلاف معه – رحمه الله – تظل مسألة متعلقة بتفسير النص العلمي، لا بمبدأ من مبادئ الإسلام.
واختتم الشيخ العبودي حديثه قائلا: لم يفصلني عن سيد طنطاوي زمن بعيد، فقد التقيته منذ عهد قريب، ذلك العالم الذي تميز بغزارة العلم وسعة الاطلاع، وبعمق واع بالعصر ومعطياته، فقد تميز بمرونة علمية تحوي الواقع المعاش وتحتويه.. منبها العبودي إلى أن مرونة طنطاوي لا تعني الانفلات، أو عدم الرؤية العلمية إلى النصوص الشرعية وروحها.




http://www.alriyadh.com/2010/03/11/img/922034151122.jpg
حمد القاضي


أما عضو مجلس الشورى الأستاذ حمد القاضي فقد اعتبر نبأ وفاة سيد طنطاوي صدمة حزن، ومرارة ألم بفقد عالم جليل ورمز من رموز عالمنا العربي، مؤكدا على حالة فقد وفقدان صدم بها الأزهر، وفجع بها العالم الإسلامي.
ومضى القاضي قائلا: عندما تفقد أمتنا علما إسلاميا، يجسد صورة من صور سماحة الإسلام، نشعر جميعا بالخسارة الكبيرة، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى مثل هذه الرموز الإسلامية، وخاصة في هذا العصر الذي يتهم فيه الدين الإسلامي بالإرهاب، والمسلمين بالإقصاء، بينما الدين دين الحوار والانفتاح على الآخر.
ووصف القاضي رحيل العالم الجليل طنطاوي، بأنه رحيل رجل قاد مؤسسة إسلامية كبيرة، انتقل إلى جوار ربه وهو على رأس هرمها عالما ومنافحا عن الإسلام والمسلمين، ساعيا إلى نشر الإسلام عبر الأزهر بكل سماحة وإنسانية، وبلغة تحترم الرأي والرأي الآخر، وتؤمن بالحوار منهجا إسلاميا ومسلكا دعويا.. مختتما حديثه بالدعاء لطنطاوي بالرحمة والغفران.
من جانب آخر، أكد الدكتور محمد يونس بأن رحيل سيد طنطاوي، رحيل جاء بعد عمر حافل مع العلم والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، مشيدا بما قام به طنطاوي من جهد يذكر فيشكر، لكونه العالم والفقيه، ولكونه رائدا في قيادة الأزهر بوصفه مؤسسة دينية قدمت ومازالت تقدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين.
وقال يونس: لقد مضى طنطاوي وخلف تراثا معرفيا هائلا.. مضى وهو ينال الاحترام الحقيقي لما قدمه في الأزهر، فقد أجمع الكثيرون على احترامه عالما وإنسانا، وأجمع الكثير على وسطيته وحسن اشتغاله بما قدم من علم ومعرفة تخلد جهده في أذهان الأجيال القادمة.



http://www.alriyadh.com/2010/03/11/img/154481167456.jpg
د. مسفر القحطاني


وأوضح د. محمد ما يتمز به نشاط سيد طنطاوي في مؤسسة الأزهر، من تميز ومثابرة، وذلك من خلال تطوير الأزهر عبر تطوير الكثير من بنيته المعرفية.. مشيرا إلى أن هناك من يخالفه في بعض ما ذهب إليه في بعض المسائل محل الخلاف أو الاجتهاد، إلا أنه في كل الأحوال كان عالما معتدلا وسطيا، لديه القدرة على تقبل الرأي الآخر، والتحاور معه بمنهجية راسخة في العلم، إلى جانب ما تميز به من التواصل مع الآخر، بوصفه - رحمه الله - عالما منفتحا على الثقافات الأخرى، ومستوعبا لمستجدات العالم اليوم، إضافة إلى ما اتصف به من تخليص مؤسسة الأزهر من الفكر الأحادي الذي ظل لفترة يرفض الآخر ويقصيه.
من جانب آخر أكد د. يونس على ضرورة وأهمية الاعتناء بما تركه طنطاوي بين أيدينا من تراث ثقافي وعلم ومعرفة، تستحق منا الاحتفاء بها، والاعتناء بما قدمه فيها، مشيرا إلى أهمية الاحتفاء به ولو بعد موته، سيرا على ما تعارف عليه العالم العربي بالاحتفاء بمبدعيه ومفكريه بعد رحيلهم.. مختتما حديثه بأن سيد طنطاوي ممن زرعوا سنبلة ليحصد من بعدهم السنابل.
أما الدكتور مسفر القحطاني، فقد استهل حديثه داعيا لطنطاوي بالغفران والثواب بالجنان قائلا: كان عالما على رأس مؤسسة إسلامية، لها أكبر الأثر في العالم منذ ما يقرب من عشرة قرون، منذ أن عرف الناس الأزهر ومؤسساته التي حرصت على تعليم الناس ودعوتهم إلى الإسلام في أقطار شتى من أنحاء العالم، الذي يجعل من الأزهر وعلمائه صوتا دعويا له نخبوية حتى في الأقليات الإسلامية، وقد عرفنا العالم الراحل على قمة هذه المؤسسة رمزا من رموز نشاطها الخيري، وعطائها التعليمي، وسعيها الدعوي الحثيث.ومضى د. القحطاني مشيرا إلى ما حظي به طنطاوي من محبين كثر، وإلى ما رافق هؤلاء من معارضين شأنه في ذلك شأن الإنسانية عطفا على علمهم واجتهادهم البشري، مؤكدا أن هذا لا يشوب ما أسهم به – رحمه الله – ولا يقلل بأي حال من جهوده المثمرة، وعطائه المتواصل إيمانا منه برسالة أخذ على عاتقه النهوض بها، ومدى إيمانه العميق بما استوجبته هذه الرسالة من عمل لا يعرف الكلل ولا الملل، ومثابرة وإخلاص تميز الفترة الزمنية التي قضاها بالأزهر.
أما الدكتور حافظ المغربي فقد عبر عن رحيل سيد طنطاوي بأنه رجل السمت الهادئ الذي رحل عنا في هدوئه وسكينته، مشيرا إلى ما كان يتسم به طنطاوي من سمت العلماء ووقارهم، وخلق الطيبين، مما جعله محبوبا مقبولا حتى عند من يختلفون معه في بعض ما يطرحه من مسائل.
وقال د. حافظ: هناك مكانة لكل من أخذ على كاهله مسؤولية الأزهر، إلا أن الحديث عندما نقصره على فقيدنا وشيخنا العلامة فسنجده العالم الذي كان صابرا مثابرا في سبيل الدعوة، تفانيا في تمثيل الأزهر خير تمثيل، إلا أنه كان ذا قدرات إقناعية، تنطلق بقناعاته فيما يتبناه من نشاط دعوي، اتسم بالتسامح، ولغة الحوار في خطابه، وحسن التعامل في أسلوبه الدعوي.

http://www.alriyadh.com/2010/03/11/article505407.html

حسين مصطفى 11
11-03-2010, 09:47 PM
رحم الله الدكتور طنطاوى وأدخله فسيح جناته