محمد محمد حجاج
12-03-2010, 02:31 PM
توقف حالا يامن تظن في الناس
فهذه عواقب سوء الظن
1 -
الوقوع في المعاصي والسيئات:
فقد يؤدي سوء الظن بصاحبه حين يريد أن يتحقق أو يتأكد من صحة ما ظن، أن يقع في سلسلة طويلة من المعاصي والسيئات، تسلم كل واحدة إلى التي تليها، مثل: التجسس أو التحسس، الغيبة، النميمة، التحاسد، التباغض، التدابر، التقاطع، الفرقة، وهلم جراً.
وقد لفت القرآن الكريم والسنة النبوية النظر إلى هذا الأثر وهذه العاقبة حين ذكرا سلاسل المعاصي والسيئات مقترنة بسوء الظن في قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ( الحجرات: 12)، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا"
2 -
القعود عن أعمال البر والطاعات فضلا عن القلق والاضطراب النفسي:
إذ الوقوع في سلاسل المعاصي والسيئات التي ذكرنا تكون سبباً في سواد القلب فيمرض فيقسو أو يموت فيقفل، ويختم عليه فيكون القعود عن الطاعات وأعمال البر، فضلا عن القلق والاضطراب النفسي وصدق الله العظيم: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم }( البقرة: 225)، {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}( المائدة: 13)
ويتأكد القلق والاضطراب النفسي من جانب آخر، وهو أن سيئ الظن يوجه كل ظنونه إلى ما يحمي به نفسه وعرضه وماله، وعشيرته، فتراه يتوهم أن الناس يتآمرون عليه لقتله أو هتك عرضه أو سلب ماله أو أنهم يحتقرونه، ولا يلقون له بالا ولا يقيمون له وزنا، ومن ثم يحيا قلقا من داخله، لا ينعم بأمن ولا باطمئنان نفسي: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، (طه: 124)، {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعداّ} (الجن).
3 -
الحسرة والندامة :
فقد ينتهي سوء الظن بصاحبه بعد البحث ومحاولة التحقق أو التأكد إلى عكس ما توهم، وهنا تكون
د لفت القرآن الكريم والسنة النبوية النظر إلى هذا الأثر وهذه العاقبة حين ذكرا سلاسل المعاصي والسيئات مقترنة بسوء الظن في قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ( الحجرات: 12)، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا" . (21)
ولكن للداء علاج وهو
علاج سوء الظن:
العلاج معروف، ويمكن تلخيصه في الخطوات التالية:
1 -
بناء العقيدة السليمة القائمة على تحسين الظن بالله، وبرسوله وبالمؤمنين الصالحين، فإن هذه العقيدة تحرسنا أن نظن ظن السوء بالآخرين من غير مبرر، ولا مقتضى، وحتى لو كان فإننا نبادر بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
2 -
التربية على تغذية هذه العقيدة بما يثبتها في النفس وينميها، وذلك بترك المعاصي والسيئات والمواظبة على فعل الطاعات وأعمال البر، فإن التربية بهذه الصورة تجعلنا نتورع أن نقع في سوء الظن بمن ليس له أهلا، وإن وقعنا فالتوبة والندم.
3 -
التنشئة على الالتزام بآداب الإسلام في الحكم على الأشياء والأشخاص من: الاعتماد على الظاهر وترك السرائر إلى الله وحده الذي يعلم السر وأخفى، ومن طلب الدليل والبرهان، ومحض ذلك الدليل وهذا البرهان، بل والتأكد من عدم تعارض وتضارب الأدلة مع بعضها البعض، فإن التنشئة بهذه الصورة تحرس الإنسان من التورط في سوء الظن بغير مبرر ولا موجب.
4-
التنشئة على الالتزام بآداب الإسلام في النجوى من عدم تناجي اثنين فما فوقهما دون الآخر حتى يوجد معه من يناجيه أو يختلط الجميع بالناس، ومن كون هذه النجوى في الطاعة والمعروف دون المعصية والمنكر، ومن كونها في أمر مهم لا يصح أن يقضى فيه إلا بعيدا عن سمع وبصر المرجفين، والمفسدين في الأرض.
5 -
تجنب الوقوع في الشبهات ثم الحرص على دفع هذه الشبهات إن وقعت خطأ أو عن غير قصد، وقد مرت بنا قصته صلى الله عليه وسلم مع الأنصاريين، حين كان يودع أم المؤمنين صفية، وهو معتكف، وأسرعا السير واستوقفهما قائلا: "إنها صفية بنت حيي" . (أبوداود)
وقاس العلماء على ذلك عدة صور فقالوا:
- إذا كنت في خلوة مع محرم لك، أو مع أهلكك، ورآك الغير الذي تخشى عليه الشيطان، وجب أن تقول له: هذه أهلي كيلا تعين عليه الشيطان.
- وإذا كنت قد صليت في بيتك، ثم جئت المسجد، فوجدت الناس يصلون فصل معهم وتكون الصلاة الثانية نافلة لك، لئلا يتخذ الناس قعودك وهم يصلون ذريعة لإساءة الظن بك وأنك لست من المصلين. جاء في الحديث: عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام شاب، فلما صلى إذا رجلان لم يصليا في ناحية المسجد فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال: "ما منعكما أن تصليا معنا"، قالا: قد صلينا في رحالنا، فقال: " لا تفعلوا، إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام، ولم يصل فليصل معه فإنها له نافلة . (إحكام الأحكام)
وأمثلة البعد عن مواطن التهم في الإسلام كثيرة جدا، غاية ما في الأمر أنه يجب أن يكون هذا المعنى آكد، وأشد في حق العلماء والمربين، لأنهم أسوة وقدوة لغيرهم من الناس، وأي سلوك أو تصرف
محسوب عليهم.
قول ابن دقيق العيد: "وهذا -أي التحرز من كل ما يوقع في التهم - متأكد في حق العلماء ومن يقتدي بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم، وقد قالوا: إنه ينبغي للحاكم أن يبين وجه الحكم للمحكوم عليه إذا خفي عليه، وهو من باب نفي التهمة بالنسبة إلى الجور في الحكم" .
6-
الحرص على سلامة البيئة، ولا سيما في مجتمع الأصدقاء، فإن ذلك له دور كبير في علاج سوء الظن وحماية النفس من أن تتورط فيه من جديد .
7 -
مجاهدة النفس وقمع الهوى والشهوات، حتى تعرف النفس أنه ليس من السهل توجيه تهمة لأحد من الناس لمجرد ظن أو تخمين لا دليل عليه ولا برهان، وما في الدنيا شيء أعظم من أن يكون هوانا تبعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول سبحانه : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران: 31).
8 -
معاملة التائبين من الناس بحاضرهم لا بماضيهم، وإذا كان الملك الذي أساء هؤلاء وأجرموا في حقه قد تجاوز وعفا فنحن في التجاوز والعفو أولى وأحق، ولا سيما ونحن في المعاصي مثلهم وربما أشد.
9 -
دوام النظر في كتب السيرة والتاريخ، ولا سيما تاريخ المسلمين، فإنها مليئة بصور حية عن الظن السيء وآثاره وطريق الخلاص منه، بحيث يسهل على النفس التخلص من هذا الداء.
10 -
التذكير الدائم بعواقب سوء الظن في الدنيا والآخرة، وعلى الفرد، والجماعة، فان الإنسان كثيرا ما ينسى، وعلاج هذا النسيان بالتذكير، كما قال سبحانه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (الذاريات)، {فذكر إن نفعت الذكرى} (الأعلى).أسألكم الدعاء (منقول بتصرف)
فهذه عواقب سوء الظن
1 -
الوقوع في المعاصي والسيئات:
فقد يؤدي سوء الظن بصاحبه حين يريد أن يتحقق أو يتأكد من صحة ما ظن، أن يقع في سلسلة طويلة من المعاصي والسيئات، تسلم كل واحدة إلى التي تليها، مثل: التجسس أو التحسس، الغيبة، النميمة، التحاسد، التباغض، التدابر، التقاطع، الفرقة، وهلم جراً.
وقد لفت القرآن الكريم والسنة النبوية النظر إلى هذا الأثر وهذه العاقبة حين ذكرا سلاسل المعاصي والسيئات مقترنة بسوء الظن في قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ( الحجرات: 12)، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا"
2 -
القعود عن أعمال البر والطاعات فضلا عن القلق والاضطراب النفسي:
إذ الوقوع في سلاسل المعاصي والسيئات التي ذكرنا تكون سبباً في سواد القلب فيمرض فيقسو أو يموت فيقفل، ويختم عليه فيكون القعود عن الطاعات وأعمال البر، فضلا عن القلق والاضطراب النفسي وصدق الله العظيم: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم }( البقرة: 225)، {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}( المائدة: 13)
ويتأكد القلق والاضطراب النفسي من جانب آخر، وهو أن سيئ الظن يوجه كل ظنونه إلى ما يحمي به نفسه وعرضه وماله، وعشيرته، فتراه يتوهم أن الناس يتآمرون عليه لقتله أو هتك عرضه أو سلب ماله أو أنهم يحتقرونه، ولا يلقون له بالا ولا يقيمون له وزنا، ومن ثم يحيا قلقا من داخله، لا ينعم بأمن ولا باطمئنان نفسي: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، (طه: 124)، {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعداّ} (الجن).
3 -
الحسرة والندامة :
فقد ينتهي سوء الظن بصاحبه بعد البحث ومحاولة التحقق أو التأكد إلى عكس ما توهم، وهنا تكون
د لفت القرآن الكريم والسنة النبوية النظر إلى هذا الأثر وهذه العاقبة حين ذكرا سلاسل المعاصي والسيئات مقترنة بسوء الظن في قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ( الحجرات: 12)، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا" . (21)
ولكن للداء علاج وهو
علاج سوء الظن:
العلاج معروف، ويمكن تلخيصه في الخطوات التالية:
1 -
بناء العقيدة السليمة القائمة على تحسين الظن بالله، وبرسوله وبالمؤمنين الصالحين، فإن هذه العقيدة تحرسنا أن نظن ظن السوء بالآخرين من غير مبرر، ولا مقتضى، وحتى لو كان فإننا نبادر بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
2 -
التربية على تغذية هذه العقيدة بما يثبتها في النفس وينميها، وذلك بترك المعاصي والسيئات والمواظبة على فعل الطاعات وأعمال البر، فإن التربية بهذه الصورة تجعلنا نتورع أن نقع في سوء الظن بمن ليس له أهلا، وإن وقعنا فالتوبة والندم.
3 -
التنشئة على الالتزام بآداب الإسلام في الحكم على الأشياء والأشخاص من: الاعتماد على الظاهر وترك السرائر إلى الله وحده الذي يعلم السر وأخفى، ومن طلب الدليل والبرهان، ومحض ذلك الدليل وهذا البرهان، بل والتأكد من عدم تعارض وتضارب الأدلة مع بعضها البعض، فإن التنشئة بهذه الصورة تحرس الإنسان من التورط في سوء الظن بغير مبرر ولا موجب.
4-
التنشئة على الالتزام بآداب الإسلام في النجوى من عدم تناجي اثنين فما فوقهما دون الآخر حتى يوجد معه من يناجيه أو يختلط الجميع بالناس، ومن كون هذه النجوى في الطاعة والمعروف دون المعصية والمنكر، ومن كونها في أمر مهم لا يصح أن يقضى فيه إلا بعيدا عن سمع وبصر المرجفين، والمفسدين في الأرض.
5 -
تجنب الوقوع في الشبهات ثم الحرص على دفع هذه الشبهات إن وقعت خطأ أو عن غير قصد، وقد مرت بنا قصته صلى الله عليه وسلم مع الأنصاريين، حين كان يودع أم المؤمنين صفية، وهو معتكف، وأسرعا السير واستوقفهما قائلا: "إنها صفية بنت حيي" . (أبوداود)
وقاس العلماء على ذلك عدة صور فقالوا:
- إذا كنت في خلوة مع محرم لك، أو مع أهلكك، ورآك الغير الذي تخشى عليه الشيطان، وجب أن تقول له: هذه أهلي كيلا تعين عليه الشيطان.
- وإذا كنت قد صليت في بيتك، ثم جئت المسجد، فوجدت الناس يصلون فصل معهم وتكون الصلاة الثانية نافلة لك، لئلا يتخذ الناس قعودك وهم يصلون ذريعة لإساءة الظن بك وأنك لست من المصلين. جاء في الحديث: عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام شاب، فلما صلى إذا رجلان لم يصليا في ناحية المسجد فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال: "ما منعكما أن تصليا معنا"، قالا: قد صلينا في رحالنا، فقال: " لا تفعلوا، إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام، ولم يصل فليصل معه فإنها له نافلة . (إحكام الأحكام)
وأمثلة البعد عن مواطن التهم في الإسلام كثيرة جدا، غاية ما في الأمر أنه يجب أن يكون هذا المعنى آكد، وأشد في حق العلماء والمربين، لأنهم أسوة وقدوة لغيرهم من الناس، وأي سلوك أو تصرف
محسوب عليهم.
قول ابن دقيق العيد: "وهذا -أي التحرز من كل ما يوقع في التهم - متأكد في حق العلماء ومن يقتدي بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم، وقد قالوا: إنه ينبغي للحاكم أن يبين وجه الحكم للمحكوم عليه إذا خفي عليه، وهو من باب نفي التهمة بالنسبة إلى الجور في الحكم" .
6-
الحرص على سلامة البيئة، ولا سيما في مجتمع الأصدقاء، فإن ذلك له دور كبير في علاج سوء الظن وحماية النفس من أن تتورط فيه من جديد .
7 -
مجاهدة النفس وقمع الهوى والشهوات، حتى تعرف النفس أنه ليس من السهل توجيه تهمة لأحد من الناس لمجرد ظن أو تخمين لا دليل عليه ولا برهان، وما في الدنيا شيء أعظم من أن يكون هوانا تبعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول سبحانه : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران: 31).
8 -
معاملة التائبين من الناس بحاضرهم لا بماضيهم، وإذا كان الملك الذي أساء هؤلاء وأجرموا في حقه قد تجاوز وعفا فنحن في التجاوز والعفو أولى وأحق، ولا سيما ونحن في المعاصي مثلهم وربما أشد.
9 -
دوام النظر في كتب السيرة والتاريخ، ولا سيما تاريخ المسلمين، فإنها مليئة بصور حية عن الظن السيء وآثاره وطريق الخلاص منه، بحيث يسهل على النفس التخلص من هذا الداء.
10 -
التذكير الدائم بعواقب سوء الظن في الدنيا والآخرة، وعلى الفرد، والجماعة، فان الإنسان كثيرا ما ينسى، وعلاج هذا النسيان بالتذكير، كما قال سبحانه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (الذاريات)، {فذكر إن نفعت الذكرى} (الأعلى).أسألكم الدعاء (منقول بتصرف)