مشاهدة النسخة كاملة : بين التوكل وفعل السبب


خالد مسعد .
13-03-2010, 09:00 PM
هذا الكون الفسيح يسير بدقة متناهية وانتظام مدهش للعقول ، تنقضي الأعمار فيه نظراً وتأملاً ، الأمر الذي يدعو للإيمان بالخالق الذي أتقن كل شيء خلقه ، والتسبيح بحمده والخضوع لملكوته . وقد مضت سنة الله في كونه أنه جارٍ على نواميس وقوانين وأسباب تحكمه وتسيره ، بأمره تعالى وإذنه ومشيئته ، فالله خالق كل شيء وهو مسبب الأسباب .
ولو شاء سبحانه لجعل الضياء من غير شمس ، والنور من غير قمر ، والولد من غير نكاح ، وإشعال النار من غير معالجة ، وماء السماء من غير سحاب ، والشفاء من المرض بمجرد الأمنية من غير دعاء ولا دواء ، ولكن رحمته تعالى بعباده اقتضت أن يكون لكل شيء سببا ، إذ لو كان الأمر مجهولاً لطاشت عقول ، وطغت نفوس ، ولما عرف الناس لمصالحهم سبيلاً واضحاً .
إن الإيمان بأسباب الحياة المادية هو من صميم الإيمان والتصديق بربنا العظيم ؛ إذ هو خالقها وموجدها والآذن لها بالتأثير ، وفي شمولية نظرة الإسلام للأسباب يقول الإمام ابن تيمية : " السبب المأمور به أو المباح لا ينافي وجوب التوكل على الله في وجود السبب ، بل الحاجة والفقر إلى الله ثابتة مع فعل السبب ، إذ ليس في المخلوقات ما هو وحده سبب تام لحصول المطلوب ، ولهذا لا يجب أن تقترن الحوادث بما قد يجعل سببا إلا بمشيئة الله تعالى ، فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
فمن ظن الاستغناء بالسبب عن التوكل فقد ترك ما أوجب الله عليه من التوكل ، وأخل بواجب التوحيد ، ولهذا يخذل أمثال هؤلاء إذا اعتمدوا على الأسباب .
ومن أخذ يدخل في التوكل تاركاً لما أمر به من الأسباب فهو أيضاً جاهلٌ ظالم عاصٍ لله بترك ما أمره ، فإن فعل المأمور به عبادة لله ، وقد قال تعالى : { فاعبده وتوكل عليه}.
وليس من فعل شيئا أمر به ، وترك ما أمر به من التوكل بأعظم ذنبا ممن فعل توكلا أمر به وترك فعل ما أمر به من السبب ؛ إذ كلاهما مخل ببعض ما وجب عليه ، وهما مع اشتراكهما في جنس الذنب فقد يكون هذا ألوم ، وقد يكون الآخر ، مع أن التوكل في الحقيقة من جملة الأسباب ، وقد روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه : حسبي الله ونعم الوكيل ، فقال النبي : إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس ، فإن غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل ".مجموع الفتاوى ( 18 / 179 – 181 باختصار ) .
إن التصديق بالأسباب جزء من منظومة الإيمان ، لأن فيها من أسرار عظمة الخالق ورحمته وحكمته وإتقان صنعه ما يبهر الناظر ويزيده إيمانا .
ويجيء الدعاء واللُّجُوء إلى الله في طليعة الأسباب المودعة في الكون ، تحصيلاً للمطلوب ، وعصمةً من المرهوب ، و تحقيقاً للسعادة الكبرى والطمأنينة العظمى .
الدعاء وسيلة المؤمن وحليته وحيلته قبل كل وسيلة وحلية وحيلة ، فإنه إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن ، فكم من الناس من اتكأ على السبب المادي الكوني – المشروع - تاركاً السبب الروحي الوجداني فوقع في ورطات الأمور ومنقلِبات الأحوال ، كمن استغنى عن دعاء الله في جعل النكاح مباركاً اتكالاً على كون النكاح سبباً للولد ، فقد يبطل الله هذا القانون الكوني فيه ، كأن يجعله عقيماً ، أو يموت ولده ، أو تمحق بركته حتى يتمنى موته _ نسأل الله العافية_.
ومثل هذا المثال كثير ، فإن العبد مطلوبٌ منه عقلاً و شرعاً أن يؤمن بالأسباب ، ولكن من غير غفلة عن مسببها سبحانه ، بل يأوي بقلبه بكليته على رب هذه الأسباب وموجدها ، ويقدم الاتكال عليه وطلب توفيقه وعونه على ما تلمسه يده من الحقائق المادية .
والدعاء مع عظيم نفعه ليس إلا سبباً ، فإن عارض سبباً كونياً آخر لم يقع أثره ، بل ربما صار نوعاً من الاعتداء ، كدعاء العزب بالولد ، والمبتور بنبات الجارحة ، وذو الطباع الحادة بحسن الخلق في ساعة من الزمن من غير دربة وتعويد وصبر و مصابرة .
إن الإيمان بالله وفعل السبب كجناحي طائر ، لا بد من اقترانهما وتعاضدهما وكفاءة أدائهما ، وليس بينهما تعارض ولا تضاد ، بل إن الإيمان بأحدهما – بحق – يستلزم الإيمان بالآخر .
ولما كان أصل الإيمان بالأسباب هو الإيمان بالله تعالى مسببها ، صار أحد ذينك الجناحين أقوى ، فقد يجيب الله تعالى من دعاه بصدق وتوكل عليه بحق في كشف ملمّات ومدلهمات كشفاً ربانياً من غير سببٍ مادي مع جريان العادة الغالبة أن كشف مثل تلك الأمور لا بد فيه من أسباب مادية ، مثل معافاة الربّ عبدَه من غير تداوٍ بسبب مادي ، أو رزقه إياه رزقاً مدراراً بمحض فضله من غير كدٍّ ولا تعب ، والشواهد على ذلك تطول ، وهذا من جنس كرامات الأولياء ، وأعلى منها معجزات الأنبياء والتي أبطل بعضُها أسباباً كونية – كرامة من الله لأنبيائه وبياناً بأن أسباب الكون لا تقوم بنفسها - مثل كون النار برداً وسلاماً ، و نبع الصخر بالماء ، وإسالة عين القطر ، وشق القمر نصفين .
وبعد هذه المقدمة حول الأسباب وعلاقتها بالإيمان ، يحسن بنا أن نعرج على مثالين من السنة النبوية ، تتجلى فيهما أنوار هذه الحقيقة ، ويدلان على أهمية السبب الرّوحي والمادي في كشف البلاء ودفعه ، وذلك في الجزأين القادمين ، بإذن الله تعالى .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

خالد مسعد .
13-03-2010, 09:03 PM
بيان وسطية الإسلام في نظرته إلى أسباب الحياة المادية ، حيث لم يهوّن من شأنها ويحقر مُسْتَجْلِبَها وينقص من تصديقه ، بل اعتبرها من صميم الإيمان بالله وداخلة في التصديق بربنا العظيمإذ هو سبحانه خالقها وموجدها والآذن لها بالتأثير، فمن عمل بها على مقتضى ذلك كان مؤمناً بالله مطيعاً لأمره . وهذا هو وسط الطرفين في هذه المسألة : طرفٌ ظن الاستغناء بالسبب عن التوكل ، فقد ترك ما أوجب الله عليه من التوكل ، وأخل بواجب التوحيد .
وطرفٌ أخذ يدخل في التوكل تاركاً لما أمر به من الأسباب ديانةً واعتقاداً أنها تنقص توكله ، فهو أيضاً جاهلٌ ظالم عاصٍ لله بترك ما أمره ، فإن فعل المأمور به عبادة لله .
ونورد في هذه الحلقة حديثاً شريفاً ، تتجلى فيه أهمية الأخذ بالأسباب المادية ، وأنها مما أمر به الشرع المطهر ، ولا تَضِيْرُ في تَوَكّل العبد أو تنقصه إذا كان معتقداً أن تأثيرها بأمر الله وإذنه لا تستقل بنفع ولا ضر .
فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ ، كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرُ ، فَسَلَّمْتُ ، ثُمَّ قَعَدْتُ ، فَجَاءَ الْأَعْرَابُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَتَدَاوَى ؟ فَقَالَ : تَدَاوَوْا ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً ، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ .(1)

من دلائل الحديث :
1 - دل الحديث على الأمر بالتداوي ، وتعليل ذلك بأن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء 0
2 - قوله صلى الله عليه وسلم في تعليل الأمر بالتداوي : ( فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء ) ومثله ما رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ). (2)
قال ابن القيم : " يجوز أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم : ( لكل داء دواء ) على عمومه حتى يتناول الأدواء القاتلة والأدواء التي لا يمكن لطبيب أن يبرئها ، ويكون الله عز وجل قد جعل لها أدوية تبرئها ، ولكن طوى علمها عن البشر ولم يجعل لهم إليه سبيلا ، لأنه لا علم للخلق إلا ما علمهم الله .
والثاني : أن يكون من العام المراد به الخاص ، ويكون المراد أن الله لم يضع داء يقبل الدواء إلا وضع له دواء ، فلا يدخل في هذا الأدواء التي لا تقبل الدواء ، وهذا كقوله تعالى في الريح التي سلطها على قوم عاد : ( تدمر كل شيء بأمر ربها )(3) ، أي كل شيء يقبل التدمير ومن شأن الريح أن تدمره ونظائره كثيرة .
قال : والأول أحسن المحملين في الحديث .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( لكل داء دواء ) تقوية لنفس المريض والطبيب ، وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه ، فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله ، تعلق قلبه بروح الرجاء ، وبردت عنده حرارة اليأس ، وانفتح له باب الرجاء .
وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء أمكنه طلبه ، والتفتيش عليه.
وأمراض الأبدان على وزان أمراض القلوب وما جعل الله للقلب مرضا إلا جعل له شفاء بضده فإن علمه صاحب الداء واستعمله وصادف داء قلبه أبرأه بإذن الله تعالى " . (4)
3 - قوله صلى الله عليه وسلم : ( غير داء واحد الهرم ) قال الخطابي : " فيه أنه جعل الهرم داء ، وإنما هو ضعف الكبر ، وليس هو من الأدواء التي هي أسقام عارضة للأبدان من قِبَل اختلاف الطبائع وتغير الأمزجة , وإنما شبهه بالداء لأنه جالب التلف ، كالأدواء التي قد يتعقبها الموت والهلاك ، وهذا كقول النمر بن تولب :
ودعوت ربي بالسلامة جاهداً .... ليُصِحّني فإذا السلامةُ داءُ
يريد : أن العمر لما طال به أداه إلى الهرم ، فصار بمنزلة المريض الذي قد أدنفه الداء وأضعف قواه ، وكقول حميد بن ثور الهذلي :
أرى بصري قد رابني بعد صحة ...وحسبك داءً أن تصح وتسلما ". (5)
4 - دلّ الحديث على الأمر بالتداوي ، وقد أوجبه جماهير العلماء إذا كان به حفظ النفس من الهلكة المحققة ، قال ابن تيمية : " من التداوي ما هو واجب ، وهو ما يعلم أنه يحصل به بقاء النفس لا بغيره ، كما يجب أكل الميتة عند الضرورة ، فإنه واجب عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء ، وقد قال مسروق : من اضطر إلى أكل الميتة فلم يأكل حتى مات دخل النار" . (6)
وتنازع العلماء في حكم التداوي فيما دون ذلك ، على أقوال أربعة :
الأول : أنّ ترك التداوي مباح ، بل هو فضيلة لمن قوي على الصبر ، وعلم من نفسه القدرة على ذلك ، واستدلوا بقصة المرأة السوداء التي كانت تصرع ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك )(7) ، فقد دلّ هذا الحديث على جواز ترك المعالجة والتداوي ، قال ابن تيمية : "وأما التداوي فليس بواجب عند جماهير الأئمة ، وإنما أوجبه طائفة قليلة ، كما قاله بعض أصحاب الشافعى وأحمد ، بل قد تنازع العلماء أيما أفضل : التداوى أم الصبر ؛ للحديث الصحيح حديث ابن عباس عن الجارية التي كانت تصرع ، ولأن خلقاً من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون ، بل فيهم من اختار المرض ، كأبَيّ بن كعب ، وأبي ذر ، ومع هذا فلم يُنكَر عليهم ترك التداوي ".
وقال في موضع آخر : " ومن نازع فيه [ أي في ضرورة التداوي ووجوبه ] خَصَمَتْه السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر على البلاء ، ودخول الجنة ، وبين الدعاء بالعافية ، فاختارت البلاء والجنة ، ولو كان رفعُ المرض واجباً لم يكن للتخيير موضع ، ومثله اختياره الحمى لأهل قباء ، وخصمَه حالُ أنبياء الله المبتلين الصابرين على البلاء ، حين لم يتعاطوا الأسباب الدافعة له مثل أيوب عليه السلام ، وغيره ، وخصمَه حالُ السلف الصالح فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين قالوا له : ألا ندعو لك الطبيب ، قال : قد رآني ، قالوا : فما قال لك : قال : إني فعال لما أريد ، ومثل هذا ونحوه يروى عن الربيع بن خيثم المخبت المنيب ، الذي هو أفضل الكوفيين ، أو كأفضلهم ، وعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الهادي المهدي ، وخلق كثير لا يحصون عدداً ، ولستُ أعلم سالفاً أوجب التداوي ، وإنما كان كثير من أهل الفضل والمعرفة يفضّل تركه تفضّلاً ، واختياراً لما اختار الله ، ورضي به ، وتسليماً له ، وهذا المنصوص عن أحمد ، وإن كان من أصحابه من يوجبه ، ومنهم من يستحبه ويرجحه كطريقة كثير من السلف استمساكا لما خلقه الله من الأسباب وجعله من سنته في عباده " . (8)
وخلاصة هذا القول أنّ ترك التداوي مباح ، بل هو فضيلة لمن قوي على الصبر ، وعلم من نفسه القدرة على ذلك 0
وليس معنى ذلك أنه لا يرقي نفسه بالرقى الشرعية ، والأوراد والتعاويذ ، بل ذلك مشروعٌ على كل حال .
الثاني : استحباب التداوي ، قال به بعض أهل العلم ، للنصوص الواردة فيه ، كحديثنا هذا : ( تداووا ، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء ، غير داء واحد الهرم ) ، ولهدي النبي صلى الله عليه وسلم في أنه كان يَتَداوَى ويُدَاوِي ، وقد أطال في نصرة هذا القول ابنُ القيم رحمه الله تعالى .(9)
وقال ابن الجوزي : " أرى أن التداوي مندوب إليه ، للحديث الصحيح : ( ما أنزل الله داء إلا و أنزل له دواء فتداووا ) ومرتبة هذه اللفظة الأمر ، و الأمر إما أن يكون واجبا أو ندبا ، و لم يسبقه حظر فيقال : هو إباحة .
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول : ( تعلمت الطب من كثرة أمراض رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما ينعت له ) (10) " .(11)
الثالث : أنه يستحب التداوي للأحاديث المشهورة فيه ، وإن ترك التداوي توكّلاً فهو فضيلة ، قاله النووي . (12)
الرابع : وجوب التداوي ، قال به بعض الحنابلة وبعض الشافعية ، وتمسكوا بالأمر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم : ( تداووا ) .
هذا ما تيسر إيراده ، والله أعلم بالصواب ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


(1) أخرجه أبو داود ( كتاب الطب ، باب في الحمية ، 4 / 3 ) ح ( 3855 ) ، قال سفيان ابن عيينة : " ما على وجه الأرض اليوم إسنادٌ أجود من هذا " .
وقال الترمذي : حديثٌ حسن صحيح .
وصححه ابن حبان والحاكم .
( 2 ) أخرجه مسلم ( كتاب السلام ، باب لكل داء دواء ) ح ( 2204 ) 0
( 3 ) سورة الأحقاف ، آية رقم ( 25 ) 0
( 4 ) زاد المعاد لابن القيم ( 4 / 12 ) باختصار 0
( 5 ) معالم السنن للخطابي ( 5 / 346 ) 0
( 6 ) مجموع الفتاوى لابن تيمية ( 18 / 12 ) 0
( 7 ) أخرجه البخاري ( كتاب المرضى ، بَاب فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ مِنْ الرِّيحِ ) ح ( 5652 ) ، ومسلم ( كتاب البر والصلة ، بَاب ثَوَابِ الْمُؤْمِنِ فِيمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ) ح ( 2576 ) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم 0
( 8 ) مجموع الفتاوى لابن تيمية ( 24 / 269 ) و ( 21 / 563 ) – باختصار - ، وينظر : زاد المعاد لابن القيم ( 4 / 70 ) ، المجموع شرح المهذّب للنووي (5 / 98 )0
( 9 ) ينظر : زاد المعاد لابن القيم ( 4 / 10 – 17 ) و ( 4 / 61 ) 0
( 10 ) قال الإمام أحمد : ( حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الزُّبَيْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا مَكَّةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، قَالَ : كَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ لِعَائِشَةَ : يَا أُمَّتَاهُ لَا أَعْجَبُ مِنْ فَهْمِكِ ، أَقُولُ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَا أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ ، أَقُولُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ أَوْ وَمِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ ، وَلَكِنْ أَعْجَبُ مِنْ عِلْمِكِ بِالطِّبِّ ، كَيْفَ هُوَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فَضَرَبَتْ عَلَى مَنْكِبِهِ ، وَقَالَتْ : أَيْ عُرَيَّةُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْقَمُ عِنْدَ آخِرِ عُمْرِهِ ، أَوْ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ، فَكَانَتْ تَقْدَمُ عَلَيْهِ وُفُودُ الْعَرَبِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، فَتَنْعَتُ لَهُ الْأَنْعَاتَ ، وَكُنْتُ أُعَالِجُهَا لَهُ ، فَمِنْ ثَمَّ ) مسند الإمام أحمد ( 7 / 99 ) ح ( 23859 ) 0
( 11 ) صيد الخاطر لابن الجوزي ( 99 ) باختصار 0
( 12 ) المجموع للنووي ( 5 / 98 )، وللاستزادة انظر : طرح التثريب ( 8 / 185 ) ، غذاء الألباب ( 1 / 457 ) 0


رائد بن حمد السليم / قسم السنة ، جامعة القصيم