أنين المذنبين
17-03-2010, 11:44 PM
http://store0.up-00.com/Mar10/12N62184.jpg
- صورة أكبرُ من أن أعبرَ عنها أكبرُ من أن أصفها ربما لا يعجبكم ظاهرها ولكن داخلها الحنان والحبّ كلّه ...
- هذا أحمد مَاتَ أبوهُ وهو فى هَذَا السنّ الصغير وأظفاره مازالت ناعمة ولا يعرفُ شيئًا فى هذهِ الحياة وماتَ من كانَ عشّ أحلامهِ وظلّ حنانه ومأوى حبّه
هذه دموعه نزلت حزنًا لفقدانِ والده العزيز تنزلُ فى الصباح وفى الليلِ السحيق ، هذه هى دموع اليتم على خديهِ الجميل تحملُ رسائلَ الأشواق إلى أبيه بأن يعود إليه ولكن لن يعود ! هذه العبرات تريد ان تصرخ فى الأفاقِ وفى المدى بقولِ الـ "آه" ولكن صوته فاتر لأنه مازال صغيرًا كأنه الراهب فى صومعته يبكى فى خفاءٍ وسكون .
ماتَ أبوه وهو فى هذا السنّ الصغير فماذا يفعل ؟ هل من يدى الخير تمدُّ يداها إليه تحملهُ من حجرات الحزنِ إلى روضِ الفرح والسعادة ؟ هَل من يمد يدَ المعونة بكفالته ورعايته والمحافظة على تفوقه فى الدراسة ؟
لا لا بكلّ أسفٍ شُرّد فى الحياة بعد وفاة أبيه صبح يلّف فى الشوارع والعواصم عن عملٍ هاهنا وهنالك عند هذا وذاك وهذا يدفعه بيده وهذا يدفعه بلسانه وهو ساكنٌ صامتٌ ، وبعد جهد كبير وجد عملًا عند شخصٍ بدراهمَ معدودة يُهان بسببها ويلعن ويقذف بما ليس فيه وبما ليس فى عرض أمّه وأبيه ! هو ليسَ له ذنبٌ فى هذا كلّه مالِ لطفولتهِ البريئة بهذه الألفاظ هى غريبةٌ عليه هذه الألفاظ يستوحشها فقد كان أبوه لا يسمعه إلا الطيب من اللفظ فلما سمع هذه الألفاظ البذيئة التى لا يفهم معناها ويضحكُ منها بسذاجتهِ الطفولية الجميلة ،، ويعطيه هذاالشخص هذه الدراهم فى نهاية نهاره بعد هذه الأقوال ليعودَ بها إلى أمّه " الحنان" أمّه " الآلام " أمّه التى نحل جسدها من كثرة البكاء وقلة الغذاء حزنًا على زوجها الذى قد تخطفته يدُ الردى فى غيابات الظّلم ، فيعودُ بهما فيدخلُ على نفسها بعضًا من أطياف السعادة المفقودة هو يحسب كذلك بطفولته الساذجة وإنما هى فى محرابِ الحزنِ عليه بعد أبيه فقد شُرّد ولم يذهب إلى تعليمهِ الأبتدائى بعد ولن ترى عينه هذا التعليم مرة اخرى وسيظلّ فى هذه الدوامة مدى حياته كلها ويضحك منه أصحابه وذوه ،، هؤلاء يشكون ضيقَ الحياةِ عليهما لأنهم ذو يدىن قصيرتين لا يملكونَ شيئًا فى هذه الحياة إلا تسبيحة فى ليلٍ بعيد ، وإلا دمعةٍ على فقيدهم الذى كانَ يعمل باحثًا عن الرزق ليكفيهم من مدّى الأيدى إلى الأقارب والبّعّد ، تأويهما هذه الخيمة فى هذه الفلوات المنعزلة عن بيوتِ الأخرين هذه الخيمة التى إن أتت عليها ريحٌ عاصف فى ليلٍ أو نهارٍ نقلتها ونقلتهما معًا إلى اللاشئ ، هذه الخيمة التى فراشها قطعة من القماش البالى المرقع تلفحهماالشتاء بلسعاتها الأليمة التى تيقظهما من النّوم يحتاجونا إلى غطاء يحميهما فى هذا البردِ الشديد ،، طعامهما كسرةً من خبزٍ وبعضٍ من جبنٍ قديم لا يرونَ غيرهما فى أيّامهما جميعًا حتّى فى المناسبات حتّى فى الأعياد حتّى فى الأفرح ! معذرة فلا يجدونَ إلى الأفراحِ سبيلًا ! معذرة أظنهم إن سًئلوا عن ما معنى السعادة ؟ كانوا مندهشين أو سازجين لأنهم لا يعرفون معنى هذا المطلح !
أمّا شربهما فمعلومٌ معلوم ! فهو السواد أقصد الماء !
هذا كلّه ليسَ يمثلُ لهم شيئًا بجانبِ ما أذكره فهؤلاء يعانون شيئًا أكبر من ذلك هو معاملة الناس لهم أخوانى أخواتى كلُّ يعاملهم بشدة فهم لا يمتلكان لأموال ولا السيّارات ولا يجدان لفظا حانيًا يبعثُ في سواكنِ أنفسهما صبح الخير والسعادة هذه أكبرُ مشكلة متمثلة لهم يريدانِ الكلمة الجميلة فقط لا اكثر لا يحتاجنِ إلى أموالٍ من أحد لا لا بل عِندهم من هو أكبر من هذا كلّه عندهم الله اللطيف الذى يسمع النجوى ولو فى بطنِ الحوت هؤلاء ربما يبتانِ ودموعًا على خديهما من قسوة الناس عليهما لا يجدون قريبًا يصلهما ولا بعيدا يزورهما ، هما كالضرير فى هذه الحياة متَّكأينَ على عصى الأمل والرجاء. هذا الطفل الصغير وأمّه الكبيرة لا يجدانِ من يسألوا عنهما ولو بكلمةٍ حسنة ولو ببسمة مرسومة على الشفاه تحملُ عنهما ما هم فيهِ من نكدٍ وضيقٍ وحزن ..
أخوانى الفضلاء أخواتى اللؤلؤيّات هذه دعوة أنينية تدعوكم للمشاركة ولو ببسمة إلى هؤلاءِ الغرباء فى دنيا الناس تخففون بها عليهم من الآلامهم وعيشتهم الضنكة
هؤلاء أحبائى أرقُّ من الطيورِ قلوبًا ..هل ظننا أننا كنّا مثلهم نمدُّ أيدينا فى الشوارع لهذا وهذا ..هذا الكلام لن يحسَّ بهِ إلا لمن كانَ لهُ قلب ينبضُ بالإحساسِ بالأخرين.
- صورة أكبرُ من أن أعبرَ عنها أكبرُ من أن أصفها ربما لا يعجبكم ظاهرها ولكن داخلها الحنان والحبّ كلّه ...
- هذا أحمد مَاتَ أبوهُ وهو فى هَذَا السنّ الصغير وأظفاره مازالت ناعمة ولا يعرفُ شيئًا فى هذهِ الحياة وماتَ من كانَ عشّ أحلامهِ وظلّ حنانه ومأوى حبّه
هذه دموعه نزلت حزنًا لفقدانِ والده العزيز تنزلُ فى الصباح وفى الليلِ السحيق ، هذه هى دموع اليتم على خديهِ الجميل تحملُ رسائلَ الأشواق إلى أبيه بأن يعود إليه ولكن لن يعود ! هذه العبرات تريد ان تصرخ فى الأفاقِ وفى المدى بقولِ الـ "آه" ولكن صوته فاتر لأنه مازال صغيرًا كأنه الراهب فى صومعته يبكى فى خفاءٍ وسكون .
ماتَ أبوه وهو فى هذا السنّ الصغير فماذا يفعل ؟ هل من يدى الخير تمدُّ يداها إليه تحملهُ من حجرات الحزنِ إلى روضِ الفرح والسعادة ؟ هَل من يمد يدَ المعونة بكفالته ورعايته والمحافظة على تفوقه فى الدراسة ؟
لا لا بكلّ أسفٍ شُرّد فى الحياة بعد وفاة أبيه صبح يلّف فى الشوارع والعواصم عن عملٍ هاهنا وهنالك عند هذا وذاك وهذا يدفعه بيده وهذا يدفعه بلسانه وهو ساكنٌ صامتٌ ، وبعد جهد كبير وجد عملًا عند شخصٍ بدراهمَ معدودة يُهان بسببها ويلعن ويقذف بما ليس فيه وبما ليس فى عرض أمّه وأبيه ! هو ليسَ له ذنبٌ فى هذا كلّه مالِ لطفولتهِ البريئة بهذه الألفاظ هى غريبةٌ عليه هذه الألفاظ يستوحشها فقد كان أبوه لا يسمعه إلا الطيب من اللفظ فلما سمع هذه الألفاظ البذيئة التى لا يفهم معناها ويضحكُ منها بسذاجتهِ الطفولية الجميلة ،، ويعطيه هذاالشخص هذه الدراهم فى نهاية نهاره بعد هذه الأقوال ليعودَ بها إلى أمّه " الحنان" أمّه " الآلام " أمّه التى نحل جسدها من كثرة البكاء وقلة الغذاء حزنًا على زوجها الذى قد تخطفته يدُ الردى فى غيابات الظّلم ، فيعودُ بهما فيدخلُ على نفسها بعضًا من أطياف السعادة المفقودة هو يحسب كذلك بطفولته الساذجة وإنما هى فى محرابِ الحزنِ عليه بعد أبيه فقد شُرّد ولم يذهب إلى تعليمهِ الأبتدائى بعد ولن ترى عينه هذا التعليم مرة اخرى وسيظلّ فى هذه الدوامة مدى حياته كلها ويضحك منه أصحابه وذوه ،، هؤلاء يشكون ضيقَ الحياةِ عليهما لأنهم ذو يدىن قصيرتين لا يملكونَ شيئًا فى هذه الحياة إلا تسبيحة فى ليلٍ بعيد ، وإلا دمعةٍ على فقيدهم الذى كانَ يعمل باحثًا عن الرزق ليكفيهم من مدّى الأيدى إلى الأقارب والبّعّد ، تأويهما هذه الخيمة فى هذه الفلوات المنعزلة عن بيوتِ الأخرين هذه الخيمة التى إن أتت عليها ريحٌ عاصف فى ليلٍ أو نهارٍ نقلتها ونقلتهما معًا إلى اللاشئ ، هذه الخيمة التى فراشها قطعة من القماش البالى المرقع تلفحهماالشتاء بلسعاتها الأليمة التى تيقظهما من النّوم يحتاجونا إلى غطاء يحميهما فى هذا البردِ الشديد ،، طعامهما كسرةً من خبزٍ وبعضٍ من جبنٍ قديم لا يرونَ غيرهما فى أيّامهما جميعًا حتّى فى المناسبات حتّى فى الأعياد حتّى فى الأفرح ! معذرة فلا يجدونَ إلى الأفراحِ سبيلًا ! معذرة أظنهم إن سًئلوا عن ما معنى السعادة ؟ كانوا مندهشين أو سازجين لأنهم لا يعرفون معنى هذا المطلح !
أمّا شربهما فمعلومٌ معلوم ! فهو السواد أقصد الماء !
هذا كلّه ليسَ يمثلُ لهم شيئًا بجانبِ ما أذكره فهؤلاء يعانون شيئًا أكبر من ذلك هو معاملة الناس لهم أخوانى أخواتى كلُّ يعاملهم بشدة فهم لا يمتلكان لأموال ولا السيّارات ولا يجدان لفظا حانيًا يبعثُ في سواكنِ أنفسهما صبح الخير والسعادة هذه أكبرُ مشكلة متمثلة لهم يريدانِ الكلمة الجميلة فقط لا اكثر لا يحتاجنِ إلى أموالٍ من أحد لا لا بل عِندهم من هو أكبر من هذا كلّه عندهم الله اللطيف الذى يسمع النجوى ولو فى بطنِ الحوت هؤلاء ربما يبتانِ ودموعًا على خديهما من قسوة الناس عليهما لا يجدون قريبًا يصلهما ولا بعيدا يزورهما ، هما كالضرير فى هذه الحياة متَّكأينَ على عصى الأمل والرجاء. هذا الطفل الصغير وأمّه الكبيرة لا يجدانِ من يسألوا عنهما ولو بكلمةٍ حسنة ولو ببسمة مرسومة على الشفاه تحملُ عنهما ما هم فيهِ من نكدٍ وضيقٍ وحزن ..
أخوانى الفضلاء أخواتى اللؤلؤيّات هذه دعوة أنينية تدعوكم للمشاركة ولو ببسمة إلى هؤلاءِ الغرباء فى دنيا الناس تخففون بها عليهم من الآلامهم وعيشتهم الضنكة
هؤلاء أحبائى أرقُّ من الطيورِ قلوبًا ..هل ظننا أننا كنّا مثلهم نمدُّ أيدينا فى الشوارع لهذا وهذا ..هذا الكلام لن يحسَّ بهِ إلا لمن كانَ لهُ قلب ينبضُ بالإحساسِ بالأخرين.