مستر/ عصام الجاويش
09-04-2010, 12:12 AM
حديث الذبابة
استهزأ المعترضون وغيرُهم بكلامِ النَّبِيِّ r حول الحديثِ المشهورِ باسم (حديث الذبابة) ، وطعنوا فيه طعونًا كثيرةً ؛ الحديث في صحيح البخاري كِتَاب ( بَدْءِ الْخَلْقِ) بَاب (إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَفِي الْأُخْرَى شِفَاءً) برقم 3073 حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ t يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ r: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالْأُخْرَى شِفَاءً ".
· الرد على الشبهة
أولاً: إن هذا الحديثَ ليس فيه إلزام من النَّبِيِّ r لنا بأن الذباب إذا وقع في شرابِنا أو إنائِنا أن نغمسه فيه، هناك نفوسُ لا تحتمل ذلك الأمر ، وأنا واحدٌ منهم ؛ يقولI : ] وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [ (الحج78)،ويقولI: ]لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ (البقرة 286 (، ويقول I:] يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) [(النساء).
وعليه إذا وقع الذبابُ في إناءِ شخصٍ يشمئز منه ، ولا يمكنه تناول ما فيه ؛ فإن اللهَ I لا يكلف نفسًا إلا وسعها...
ثم إن هذا الحديثَ لم يدع أحدًا إلى صيدِ الذبابِ ووضعِه عنوة في الإناءِ ، ولم يشجع على تركِ الآنية مكشوفة حتى يسقط الذبابُ فيها....
ولم يمنع(الحديث) أحدًا من الأطباءِ والقائمين على منظمةِ الصحةِ من التصدي للذباب في موطنه ومحاربته وإبادته ؛ ولكن الحديث يحكي لنا كيف يتعامل الإنسان معه في موقفٍ معينٍ وافق عليه الطب الحديث كما ستيقدم معنا - إن شاء اللهI -
قال ابنُ حجرٍ في الفتح: قَالَ أَبُو الطَّيِّب الطَّبَرِيُّ : لَمْ يَقْصِد النَّبِيّ r بِهَذَا الْحَدِيث بَيَان النَّجَاسَة وَالطَّهَارَة ، وَإِنَّمَا قَصَدَ بَيَان التَّدَاوِي مِنْ ضَرَر الذُّبَاب ، وَكَذَا لَمْ يَقْصِد بِالنَّهْيِ عَنْ الصَّلَاة فِي مَعَاطِن الْإِبِل وَالْإِذْن فِي مَرَاح الْغَنَم طَهَارَة وَلَا نَجَاسَة وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْخُشُوع لَا يُوجَد مَعَ الْإِبِل دُون الْغَنَم . قُلْت : وَهُوَ كَلَام صَحِيح . إذًا الْعِلَّة فِي الذُّبَاب قَاصِرَة وَهِيَ عُمُوم الْبَلْوَى ، وَهَذِهِ مُسْتَنْبَطَة من قولهr فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الْآخَرِ دَاءً . أهـ
قلتُ : بالمثال يتضح المقال: لو أن هناك شخصًا أراد أن يشرب كوبًا من اللبن فسقطت فيه ذبابة ماذا يفعل ؟ الجواب : هو بالخيار بين أمرين: إما أن يشرب كوب اللبن بعد غمس الذبابة وأخراجها منه، فلا يضره شيء ، بل يأخذ الأجرَ على تصديقه لحديث النَّبِيِّ r ، وإما أن يمتنع عن شربه إن كانت نفسه لا تطيق ذلك فلا إثم عليه. لكن القضية هي لو أن هناك رجلاً بائعا لبنًا يُحضر اللبن بكمياتٍ كبيرة ٍجدًا ، وسقطت ذبابة في هذه الكميات الكبيرة ماذا يفعل هذا البائع أو التاجر ؟ هل يخسر هذه الكميات الكبيرة من اللبن ،ويخسر تجارته ؛ يلقى بها أم أنه يغمس الذبابة ثم يخرجها مرة أخرى ؟
الجواب: لاشك أنه يغمسها ثم يخرجها مرة أخرى.
ثانيًا : إن المعترضين وغيرهم يعترضون على هذا الحديثِ ، ويشمئزون مما فيه ، ولا يعترضون ويشمئزون من بعضِ الأدويةِ المصنوعةِ من العفن، مثل: المضادات الحيوية كالبنسلين ، الستربتومايسين .... يأخذونها إذا مرضوا على الرحب والسعة ؛ لأنها ليست من كلامِ النَّبِيِّ ، هذا وإن دل يدل على مدى حقدِهم وكرهِهِم للرسولِ الأمين r ....
إن كل ما في الحديثِ أن الذبابَ يحمل الأمراضَ في إحدى جناحيه ،وزوال ضرره يكون بغمسه في الإناء الذي وقع فيه ثم إخراجه لتفادي الأضرار .
ثالثًا : إن هذا الحديثَ فيه دلالة من دلائلِ صدقِ نبوتِه r ؛ هو من المعجزاتِ التي أتى بها النبيُّ r فهؤلاء المعترضون يضحكون على جهلِهم ، ولا يعرفون ما قاله العلماءُ والأطباءُ قديمًا وحديثًا في شأنِ هذا الحديث
أولاً : أذكرُ ما قاله العلماءُ القدامى من علماءِ السلفِ - رحمهم اللهُ - :
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَكَلَّمَ عَلَى هَذَا الْحَدِيث مَنْ لَا خَلَاق لَهُ فَقَالَ : كَيْف يَجْتَمِع الشِّفَاء وَالدَّاء فِي جَنَاحَيْ الذُّبَاب ، وَكَيْف يَعْلَم ذَلِكَ مِنْ نَفْسه حَتَّى يُقَدِّم جَنَاح الشِّفَاء ، وَمَا أَلْجَأَهُ إِلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : وَهَذَا سُؤَال جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْحَيَوَان قَدْ جَمَعَ الصِّفَات الْمُتَضَادَّة . وَقَدْ أَلَّفَ اللَّه بَيْنهَا وَقَهَرَهَا عَلَى الِاجْتِمَاع وَجَعَلَ مِنْهَا قُوَى الْحَيَوَان ، وَإِنَّ الَّذِي أَلْهَمَ النَّحْلَة اِتِّخَاذ الْبَيْت الْعَجِيب الصَّنْعَة لِلتَّعْسِيلِ فِيهِ ، وَأَلْهَمَ النَّمْلَة أَنْ تَدَّخِر قُوتهَا أَوَان حَاجَتهَا ، وَأَنْ تَكْسِر الْحَبَّة نِصْفَيْنِ لِئَلَّا تَسْتَنْبِت ، لَقَادِر عَلَى إِلْهَام الذُّبَابَة أَنْ تُقَدِّم جَنَاحًا وَتُؤَخِّر آخَر . وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : مَا نُقِلَ عَنْ هَذَا الْقَائِل لَيْسَ بِعَجِيبٍ ، فَإِنَّ النَّحْلَة تُعَسِّل مِنْ أَعْلَاهَا وَتُلْقِي السُّمّ مِنْ أَسْفَلهَا ، وَالْحَيَّة الْقَاتِل سُمّهَا تَدْخُل لُحُومهَا فِي التِّرْيَاق الَّذِي يُعَالَج بِهِ السُّمّ ، وَالذُّبَابَة تُسْحَق مَعَ الْإِثْمِد لِجَلَاءِ الْبَصَر . وَذَكَرَ بَعْض حُذَّاق الْأَطِبَّاء أَنَّ فِي الذُّبَاب قُوَّة سُمِّيَّة يَدُلّ عَلَيْهَا الْوَرَم وَالْحَكَّة الْعَارِضَة عَنْ لَسْعه ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ السِّلَاح لَهُ ، فَإِذَا سَقَطَ الذُّبَاب فِيمَا يُؤْذِيه تَلَقَّاهُ بِسِلَاحِهِ ، فَأَمَرَ الشَّارِع أَنْ يُقَابِل تِلْكَ السُّمِّيَّة بِمَا أَوْدَعَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الْجَنَاح الْآخَر مِنْ الشِّفَاء فَتَتَقَابَل الْمَادَّتَانِ فَيَزُول الضَّرَر بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى . وَاسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ : " ثُمَّ لِيَنْزِعهُ " عَلَى أَنَّهَا تَنْجُس بِالْمَوْتِ كَمَا هُوَ أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ ، وَالْقَوْل الْآخَر كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَة ، أَنَّهَا لَا تَنْجُس ، وَاَللَّه أَعْلَم . أهـ
يتضح مما سبق : أن هذا الحديثَ إعلان بالغيب عن وجود سم في الذباب ، وهو شيء لم يكشفه العلم الحديث بصفة قاطعة إلا في القرنين الأخيرين (التاسع عشر والعشرين) الميلاديين ، وقبل ذلك كان من الممكن للعلماء أن يكذّبوا الحديثَ النبوي لعدم ثبوتِ وجود شيء ضار في الذباب، وبعد اكتشاف الجراثيم يعودون فيصححون الحديث!
ليس من حق أحدٍ أن يرفض هذا الحديث ، أو أي حديث نبوي آخر، لمجرد عدم موافقتِه للعلم الحالي . فالعلم يتطور ويتغير، بل ويتقلب كذلك؛ فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بوصفٍ معينٍ بأنه صحيح، ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ....
ثانيًا : إن العلمَ الحديث يثبت صحة حديثِ النَّبِيِّ r الذي يرفضه المعترضون ... علماءٌ غيرُ مسلمين ؛علماءٌ أستراليون يستخرجون مضادات حيوية من الذبابِ ... وصدق رسولُ اللهِ r فهذا آخر اكتشاف لجناحِ الذبابةِ في موقع أي بي سي http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm (mk:*MSITStore:E:\yyyyyyyyyyyyyyy\nour-el7aq4.chm::/sbeelalislam/external.html?link=http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm) ترجمة – محمود أبا شيخ
إنَّ ظهر الذباب هو آخر مكان نتوقع أن نجد فيه مضادات حيوية , ومع ذلك هذا المكان بالتحديد الذي يركز عليه فريق من الباحثين الاستراليين
وذلك بناءً علي نظرية حتمية امتلاك الذباب مضادات للجراثيم فعالة للحفاظ علي حياتها في بيئة الروث واللحم أو الفواكه المتعفنة, والفريق من قسم علوم الأحياء بجامعة ماكوري يقوم حاليا بدراسة للتعرف علي خاصية تلك المضادات واختلافها في المراحل المختلفة لنمو الذباب.
وقالت السيدة جوان كلارك : إن بحثنا جزء صغير من أبحاث وجهود عالمية للحصول علي مضادات حيوية جديدة , ونعتقد أننا نبحث حيث لم يبحث فيه أحد من قبل.
السيدة جوان كلارك هي التي تولت تقديم الاكتشاف نيابة عن الباحثين في مؤتمر جمعية علم الأحياء المجهري عقد في ماربون، ويعتبر هذا الموضوع جزء من رسالة الدكتوراه التي تحضرها
العلماء قاموا باختبار أربعة أصناف من الذباب : الذبابة المنزلية , ذبابة اللحم , ذبابة الفواكة والكنترول .. والنوع الأخير من صنف ذبابة الفاكهة في كوينسلاند وتضع بيضها علي الفواكة الطازجة.احتياج هذه اليرقات للمضادات أقل من الأصناف الأخرى لقلة ملاقاتها للجراثيم.
الذباب تمر بعدة أطوار في دورة حياتها بداية من مرحلة اليرقة ثم مرحلة الشرنقة إلى أن تدخل مرحلة الحشرة الكاملة أو طور البلوغ , وخلال طور الشرنقة الذباب يكون محاطا بغلاف محمي ولا تتغذي . وأضافت السيدة جوان كلارك أنهم توقعوا قلة إنتاج المضادات في هذا الطور.
ولكن خلال طور الشرنقة لم تظهر الأصناف الأربعة خصائص المضادات الحيوية سوى صنف كنترول هو التابع لصنف الفواكة في كوينسلاند بينما جميع الأصناف أفرزت مضادات في طور البلوغ ؛ لأنها في هذا الطور تكون في حاجة إلي حماية مضادات الجرثومية لكثرة تحركها وملاقاة الحشرات الأخرى
خصائص المضادات وجدت في جميع الأنواع الأربع، وذكرت جوان أن المضادات تظهر أيضا في أحشاء الذبابة كما تظهر خارج الجسم وسبب تركيزنا علي خارج الجسم هو فقط للسهولة عملية الاستخراج
ويتم استخلاص المضادات عن طريق وضع الذبابة في الكحول الأثيلي، ثم يتم استخلاص مادة المضاد الخام بتمرير مركب المحلول خلال مرشح ( فبلتر). وعند وضع المضاد الحيوي المستخرج من الذباب في محلول ملوث بشتى أنواع البكتيريا مثل أي كولاي , جولدين ستاف ( معروف أيضًا بستافلوكوكس ) وخميرة الكانديدا ومعديات أخرى .. وفي كل الحالات لوحظ فعالية المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب )
وأضافت السيدة جوان كلارك قائلة :" إننا حاليا نحاول التعرف علي مكونات المضاد الحيوي لإنتاجه كيميائيا. ولأن المركب ليس مستخرجا من بكتيريا لن يكن سهلا للبكتيريا أن تكوّن مناعة ضد المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب ) ونأمل أن يكون لهذه المضادات فعالية علاجية لمدة طويلة .أهـ
ولمزيد (http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm.ولمذيد) من الأبحاث والمعلومات في هذا الشأن يستطيع القارئ أن يرجع إلي موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة سيجد ما يسره - إن شاء الله - .أهـ بتصرف يسير.
رابعًا : إنني سمعتُ تسجيلاً صوتيًا موثقًا للأب بيشوي حلمي يقول: لو وقعت ذبابة في كأس الدم بعد التقديس لازم الكاهن يأكلها!! ويبدو أنها ورطة ، فبماذا يجيب المعترضون على ذلك ؟؟ مضطرين
من كتاب ) "رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه الصلاة والسلام-")
تأليف/ أكرم حسن مرسي
من دعاةِ الجمعيةِ الشرعيةِ بالجيزة
استهزأ المعترضون وغيرُهم بكلامِ النَّبِيِّ r حول الحديثِ المشهورِ باسم (حديث الذبابة) ، وطعنوا فيه طعونًا كثيرةً ؛ الحديث في صحيح البخاري كِتَاب ( بَدْءِ الْخَلْقِ) بَاب (إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَفِي الْأُخْرَى شِفَاءً) برقم 3073 حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ t يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ r: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالْأُخْرَى شِفَاءً ".
· الرد على الشبهة
أولاً: إن هذا الحديثَ ليس فيه إلزام من النَّبِيِّ r لنا بأن الذباب إذا وقع في شرابِنا أو إنائِنا أن نغمسه فيه، هناك نفوسُ لا تحتمل ذلك الأمر ، وأنا واحدٌ منهم ؛ يقولI : ] وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [ (الحج78)،ويقولI: ]لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا[ (البقرة 286 (، ويقول I:] يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) [(النساء).
وعليه إذا وقع الذبابُ في إناءِ شخصٍ يشمئز منه ، ولا يمكنه تناول ما فيه ؛ فإن اللهَ I لا يكلف نفسًا إلا وسعها...
ثم إن هذا الحديثَ لم يدع أحدًا إلى صيدِ الذبابِ ووضعِه عنوة في الإناءِ ، ولم يشجع على تركِ الآنية مكشوفة حتى يسقط الذبابُ فيها....
ولم يمنع(الحديث) أحدًا من الأطباءِ والقائمين على منظمةِ الصحةِ من التصدي للذباب في موطنه ومحاربته وإبادته ؛ ولكن الحديث يحكي لنا كيف يتعامل الإنسان معه في موقفٍ معينٍ وافق عليه الطب الحديث كما ستيقدم معنا - إن شاء اللهI -
قال ابنُ حجرٍ في الفتح: قَالَ أَبُو الطَّيِّب الطَّبَرِيُّ : لَمْ يَقْصِد النَّبِيّ r بِهَذَا الْحَدِيث بَيَان النَّجَاسَة وَالطَّهَارَة ، وَإِنَّمَا قَصَدَ بَيَان التَّدَاوِي مِنْ ضَرَر الذُّبَاب ، وَكَذَا لَمْ يَقْصِد بِالنَّهْيِ عَنْ الصَّلَاة فِي مَعَاطِن الْإِبِل وَالْإِذْن فِي مَرَاح الْغَنَم طَهَارَة وَلَا نَجَاسَة وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْخُشُوع لَا يُوجَد مَعَ الْإِبِل دُون الْغَنَم . قُلْت : وَهُوَ كَلَام صَحِيح . إذًا الْعِلَّة فِي الذُّبَاب قَاصِرَة وَهِيَ عُمُوم الْبَلْوَى ، وَهَذِهِ مُسْتَنْبَطَة من قولهr فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الْآخَرِ دَاءً . أهـ
قلتُ : بالمثال يتضح المقال: لو أن هناك شخصًا أراد أن يشرب كوبًا من اللبن فسقطت فيه ذبابة ماذا يفعل ؟ الجواب : هو بالخيار بين أمرين: إما أن يشرب كوب اللبن بعد غمس الذبابة وأخراجها منه، فلا يضره شيء ، بل يأخذ الأجرَ على تصديقه لحديث النَّبِيِّ r ، وإما أن يمتنع عن شربه إن كانت نفسه لا تطيق ذلك فلا إثم عليه. لكن القضية هي لو أن هناك رجلاً بائعا لبنًا يُحضر اللبن بكمياتٍ كبيرة ٍجدًا ، وسقطت ذبابة في هذه الكميات الكبيرة ماذا يفعل هذا البائع أو التاجر ؟ هل يخسر هذه الكميات الكبيرة من اللبن ،ويخسر تجارته ؛ يلقى بها أم أنه يغمس الذبابة ثم يخرجها مرة أخرى ؟
الجواب: لاشك أنه يغمسها ثم يخرجها مرة أخرى.
ثانيًا : إن المعترضين وغيرهم يعترضون على هذا الحديثِ ، ويشمئزون مما فيه ، ولا يعترضون ويشمئزون من بعضِ الأدويةِ المصنوعةِ من العفن، مثل: المضادات الحيوية كالبنسلين ، الستربتومايسين .... يأخذونها إذا مرضوا على الرحب والسعة ؛ لأنها ليست من كلامِ النَّبِيِّ ، هذا وإن دل يدل على مدى حقدِهم وكرهِهِم للرسولِ الأمين r ....
إن كل ما في الحديثِ أن الذبابَ يحمل الأمراضَ في إحدى جناحيه ،وزوال ضرره يكون بغمسه في الإناء الذي وقع فيه ثم إخراجه لتفادي الأضرار .
ثالثًا : إن هذا الحديثَ فيه دلالة من دلائلِ صدقِ نبوتِه r ؛ هو من المعجزاتِ التي أتى بها النبيُّ r فهؤلاء المعترضون يضحكون على جهلِهم ، ولا يعرفون ما قاله العلماءُ والأطباءُ قديمًا وحديثًا في شأنِ هذا الحديث
أولاً : أذكرُ ما قاله العلماءُ القدامى من علماءِ السلفِ - رحمهم اللهُ - :
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَكَلَّمَ عَلَى هَذَا الْحَدِيث مَنْ لَا خَلَاق لَهُ فَقَالَ : كَيْف يَجْتَمِع الشِّفَاء وَالدَّاء فِي جَنَاحَيْ الذُّبَاب ، وَكَيْف يَعْلَم ذَلِكَ مِنْ نَفْسه حَتَّى يُقَدِّم جَنَاح الشِّفَاء ، وَمَا أَلْجَأَهُ إِلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : وَهَذَا سُؤَال جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْحَيَوَان قَدْ جَمَعَ الصِّفَات الْمُتَضَادَّة . وَقَدْ أَلَّفَ اللَّه بَيْنهَا وَقَهَرَهَا عَلَى الِاجْتِمَاع وَجَعَلَ مِنْهَا قُوَى الْحَيَوَان ، وَإِنَّ الَّذِي أَلْهَمَ النَّحْلَة اِتِّخَاذ الْبَيْت الْعَجِيب الصَّنْعَة لِلتَّعْسِيلِ فِيهِ ، وَأَلْهَمَ النَّمْلَة أَنْ تَدَّخِر قُوتهَا أَوَان حَاجَتهَا ، وَأَنْ تَكْسِر الْحَبَّة نِصْفَيْنِ لِئَلَّا تَسْتَنْبِت ، لَقَادِر عَلَى إِلْهَام الذُّبَابَة أَنْ تُقَدِّم جَنَاحًا وَتُؤَخِّر آخَر . وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : مَا نُقِلَ عَنْ هَذَا الْقَائِل لَيْسَ بِعَجِيبٍ ، فَإِنَّ النَّحْلَة تُعَسِّل مِنْ أَعْلَاهَا وَتُلْقِي السُّمّ مِنْ أَسْفَلهَا ، وَالْحَيَّة الْقَاتِل سُمّهَا تَدْخُل لُحُومهَا فِي التِّرْيَاق الَّذِي يُعَالَج بِهِ السُّمّ ، وَالذُّبَابَة تُسْحَق مَعَ الْإِثْمِد لِجَلَاءِ الْبَصَر . وَذَكَرَ بَعْض حُذَّاق الْأَطِبَّاء أَنَّ فِي الذُّبَاب قُوَّة سُمِّيَّة يَدُلّ عَلَيْهَا الْوَرَم وَالْحَكَّة الْعَارِضَة عَنْ لَسْعه ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ السِّلَاح لَهُ ، فَإِذَا سَقَطَ الذُّبَاب فِيمَا يُؤْذِيه تَلَقَّاهُ بِسِلَاحِهِ ، فَأَمَرَ الشَّارِع أَنْ يُقَابِل تِلْكَ السُّمِّيَّة بِمَا أَوْدَعَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الْجَنَاح الْآخَر مِنْ الشِّفَاء فَتَتَقَابَل الْمَادَّتَانِ فَيَزُول الضَّرَر بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى . وَاسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ : " ثُمَّ لِيَنْزِعهُ " عَلَى أَنَّهَا تَنْجُس بِالْمَوْتِ كَمَا هُوَ أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيِّ ، وَالْقَوْل الْآخَر كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَة ، أَنَّهَا لَا تَنْجُس ، وَاَللَّه أَعْلَم . أهـ
يتضح مما سبق : أن هذا الحديثَ إعلان بالغيب عن وجود سم في الذباب ، وهو شيء لم يكشفه العلم الحديث بصفة قاطعة إلا في القرنين الأخيرين (التاسع عشر والعشرين) الميلاديين ، وقبل ذلك كان من الممكن للعلماء أن يكذّبوا الحديثَ النبوي لعدم ثبوتِ وجود شيء ضار في الذباب، وبعد اكتشاف الجراثيم يعودون فيصححون الحديث!
ليس من حق أحدٍ أن يرفض هذا الحديث ، أو أي حديث نبوي آخر، لمجرد عدم موافقتِه للعلم الحالي . فالعلم يتطور ويتغير، بل ويتقلب كذلك؛ فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بوصفٍ معينٍ بأنه صحيح، ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ....
ثانيًا : إن العلمَ الحديث يثبت صحة حديثِ النَّبِيِّ r الذي يرفضه المعترضون ... علماءٌ غيرُ مسلمين ؛علماءٌ أستراليون يستخرجون مضادات حيوية من الذبابِ ... وصدق رسولُ اللهِ r فهذا آخر اكتشاف لجناحِ الذبابةِ في موقع أي بي سي http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm (mk:*MSITStore:E:\yyyyyyyyyyyyyyy\nour-el7aq4.chm::/sbeelalislam/external.html?link=http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm) ترجمة – محمود أبا شيخ
إنَّ ظهر الذباب هو آخر مكان نتوقع أن نجد فيه مضادات حيوية , ومع ذلك هذا المكان بالتحديد الذي يركز عليه فريق من الباحثين الاستراليين
وذلك بناءً علي نظرية حتمية امتلاك الذباب مضادات للجراثيم فعالة للحفاظ علي حياتها في بيئة الروث واللحم أو الفواكه المتعفنة, والفريق من قسم علوم الأحياء بجامعة ماكوري يقوم حاليا بدراسة للتعرف علي خاصية تلك المضادات واختلافها في المراحل المختلفة لنمو الذباب.
وقالت السيدة جوان كلارك : إن بحثنا جزء صغير من أبحاث وجهود عالمية للحصول علي مضادات حيوية جديدة , ونعتقد أننا نبحث حيث لم يبحث فيه أحد من قبل.
السيدة جوان كلارك هي التي تولت تقديم الاكتشاف نيابة عن الباحثين في مؤتمر جمعية علم الأحياء المجهري عقد في ماربون، ويعتبر هذا الموضوع جزء من رسالة الدكتوراه التي تحضرها
العلماء قاموا باختبار أربعة أصناف من الذباب : الذبابة المنزلية , ذبابة اللحم , ذبابة الفواكة والكنترول .. والنوع الأخير من صنف ذبابة الفاكهة في كوينسلاند وتضع بيضها علي الفواكة الطازجة.احتياج هذه اليرقات للمضادات أقل من الأصناف الأخرى لقلة ملاقاتها للجراثيم.
الذباب تمر بعدة أطوار في دورة حياتها بداية من مرحلة اليرقة ثم مرحلة الشرنقة إلى أن تدخل مرحلة الحشرة الكاملة أو طور البلوغ , وخلال طور الشرنقة الذباب يكون محاطا بغلاف محمي ولا تتغذي . وأضافت السيدة جوان كلارك أنهم توقعوا قلة إنتاج المضادات في هذا الطور.
ولكن خلال طور الشرنقة لم تظهر الأصناف الأربعة خصائص المضادات الحيوية سوى صنف كنترول هو التابع لصنف الفواكة في كوينسلاند بينما جميع الأصناف أفرزت مضادات في طور البلوغ ؛ لأنها في هذا الطور تكون في حاجة إلي حماية مضادات الجرثومية لكثرة تحركها وملاقاة الحشرات الأخرى
خصائص المضادات وجدت في جميع الأنواع الأربع، وذكرت جوان أن المضادات تظهر أيضا في أحشاء الذبابة كما تظهر خارج الجسم وسبب تركيزنا علي خارج الجسم هو فقط للسهولة عملية الاستخراج
ويتم استخلاص المضادات عن طريق وضع الذبابة في الكحول الأثيلي، ثم يتم استخلاص مادة المضاد الخام بتمرير مركب المحلول خلال مرشح ( فبلتر). وعند وضع المضاد الحيوي المستخرج من الذباب في محلول ملوث بشتى أنواع البكتيريا مثل أي كولاي , جولدين ستاف ( معروف أيضًا بستافلوكوكس ) وخميرة الكانديدا ومعديات أخرى .. وفي كل الحالات لوحظ فعالية المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب )
وأضافت السيدة جوان كلارك قائلة :" إننا حاليا نحاول التعرف علي مكونات المضاد الحيوي لإنتاجه كيميائيا. ولأن المركب ليس مستخرجا من بكتيريا لن يكن سهلا للبكتيريا أن تكوّن مناعة ضد المضاد الحيوي ( المستخرج من الذباب ) ونأمل أن يكون لهذه المضادات فعالية علاجية لمدة طويلة .أهـ
ولمزيد (http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm.ولمذيد) من الأبحاث والمعلومات في هذا الشأن يستطيع القارئ أن يرجع إلي موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة سيجد ما يسره - إن شاء الله - .أهـ بتصرف يسير.
رابعًا : إنني سمعتُ تسجيلاً صوتيًا موثقًا للأب بيشوي حلمي يقول: لو وقعت ذبابة في كأس الدم بعد التقديس لازم الكاهن يأكلها!! ويبدو أنها ورطة ، فبماذا يجيب المعترضون على ذلك ؟؟ مضطرين
من كتاب ) "رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه الصلاة والسلام-")
تأليف/ أكرم حسن مرسي
من دعاةِ الجمعيةِ الشرعيةِ بالجيزة