مشاهدة النسخة كاملة : نساء أعلى من قمم الجبال


أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
16-04-2010, 03:23 PM
الحلقة الأولى " أم سلمة "
هذه أول مرة أتحدث فيها عن المرأة واتعجب ممن يقولون أن المرأة نصف المجتمع لكنى أرى أن المرأة هى المجتمع كله فإن كانت المرأة نصف المجتمع عددا فهى تلد النصف الأخر
والمرأة فى شرع الإسلام لها مكانة متميزة فى دين المصطفى صلى الله عليه وسلم وشريعته الغراء التى لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها
وكم من نموذج مشرف للمرأة المسلمة الحقة وليست للمرأة التى ألقت بنفسها فى زورق الخارجين والحاقدين على امتنا أو من اللائى يكيدون لفتيات هذا الدين
وأقدم نموذجاً واحداً من هذه النماذج :
السيدة أم سلمة زوجة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
والذى دفعنى عن الحديث عن موقف أم سلمه هو المثل الخاطئ الذى يقول " شورة المرة تخرب البيت سنة "
هذا مثل لا يجوز فى شرعه الله والدليل هو ما نحكيه عن أم سلمه رضوان الله عليها
فى صلح الحديبية كان الحبيب محمد خارج هو وصحابته يريدون أداء العمرة وحدث ما حدث من كفار قريش فى منعهم للنبى من أداء العمرة هذا العام على أن يعود لأداء العمرة ولكن فى الموسم القادم
وهنا تم عقد صلح يسمى بصلح الحديبية بموجب هذا الصلح يرجعه النبى إلى المدينة ثم يأتى فى العام القادم لأداء العمرة
وبالفعل عاد النبى صلى الله عليه وسلم
ولكن الصحابة تضايقوا من ذلك حيث أمرهم النبى بالتحلل و*** الهدى
فما كان من الصحابة إلا أن خالفوا كلام النبى ورفضوا فعل ذلك
هذا ليس عصيانا بعدم قبول الكلام ولكن إظهاراً لعدم الرضا الذى هم عليه
فحزن النبى وقال لأم سلمة التى كانت معه فى هذه الرحلة هلك الصحابة لقد أمرتهم بالتحلل و*** الهدى والتقصير والحلق فلم يفعلوا


انظروا إلى كلام أم سلمه
" يا رسول الله هذا يوم فعل وليس قول اخرج لأصحابك فتحلل وا*** هديك واحلق أو قصر فمتى فعلت ذلك ورآك الصحابة فعلوا مثلك "
وبالفعل نفذ النبى ما أشارت به السيدة المبرورة أم سلمة
وحينما رأى الصحابة ذلك نفذوا أوامر النبى صلى الله عليه وسلم

هذا كلام امرأة من قمم نساء هذا الدين
فأين من يدعون بأن الإسلارم حجّر عقل المرأة
اتقوا الله
أتمنى ان تنال هذه الحلقة رضاكم وإعجابكم
وإن كان كذلك سوف نتابع هذه الحلقات فى كل مرة عن سيدة من سيدات صنعن التاريخ

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
17-04-2010, 01:58 AM
يبدو ان هذا الكلام لم ينل إعجابكم
على العموم عذراً على إقحامى نفسى فى الحديث عن المرأة

الأستاذة ام فيصل
17-04-2010, 02:51 AM
يبدو ان هذا الكلام لم ينل إعجابكم
على العموم عذراً على إقحامى نفسى فى الحديث عن المرأة



الف شكر ابو بسمله على المعلومات القيمه وعلى الموضوع الذي تناولته
جزاك الله الخير كله
اكيد الموضوع رائع واصبر شويه على الردود المهم حضرتك تقدم عمل قيم ومفيد
واحنا ننتظر بقية اعمالك
بورك فيك وجعلها الله في ميزان اعمالك

سأثبت الموضوع لاهميته

alea2009
17-04-2010, 02:13 PM
جزاكى الله كل خير

Retaa
18-04-2010, 01:07 AM
شكرا وجزاك الله كل حير
نتمنى المزيد من المعلومات

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
20-04-2010, 03:54 PM
جزاكى الله كل خير
السلام عليكم
جزاكم الله اعظم الجزاء على مروركم العطر

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
20-04-2010, 03:55 PM
شكرا وجزاك الله كل حير
نتمنى المزيد من المعلومات

السلام عليكم
جزاكم الله اعظم الجزاء على مروركم العطر

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
27-04-2010, 07:07 AM
الحلقة الثانية
صفية بنت حُييّ بن أخطب

أم المؤمنين


إنك لبنتُ نبيّ وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ "
" فبِمَ تفخرُ عليكِ000
حديث شريف
هي صفيـة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن سعيد ، من ذرية نبي الله هارون عليه
السلام من سبط اللاوي بن يعقوب -نبي الله إسرائيل- بن اسحاق بن إبراهيم
عليه السـلام ، ولِدَت -رضي اللـه عنها- بعد البعثة بثلاثة أعوام ، وكانت
شريفـة عاقلة ، ذات حسبٍ وجمالٍ ، ودين وتقوى ، وذات حِلْم ووقار000

فتح خيبر لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم الى خيبر ( معقل اليهود )000و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى القموص ( حصن بني أبي الحُقين ) ففتحه ، وجيء بسبايا الحصن ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضي الله عنه- ، فمرّ بهما على ***ى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت التراب على وجهها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( أغربوا هذه الشيطانة عني )000وصفية ثابتة الجأش رزينة ، فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال :( أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تَمُرُّ بالمرأتين على ***اهما ؟)000

رؤيا البشارة وقبل ذلك كانت صفيـة قد رأت أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها ، فذكرت ذلك لأمهـا فلطمت وجهها وقالـت :( إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب )000فلم يزل الأثر في وجهها حتى أُتيَ بها الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلمّا سألها عنه أخبرته ، فكبرت في نفسه حين سمع منها هذه البشارة التي زفُها الله تعالى إليها في هذه الرؤيا الصالحة ، وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها ، وأعلمها بأن الله تعالى قد حقق رؤياها000
وقد قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( هلْ لك فيّ ؟)000يرغّبها بالزواج منه ، فأجابت :( يا رسول الله ، قد كنتُ أتمنى ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام )000فأعتقها -صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُها000

الزواج المبارك ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، وكانت التي جمّلتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشّطتها وأصلحت من أمرها ، أم سليم بنت مِلحان أم أنس بن مالك ، فبات بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له ، وبات أبو أيوب خالد بن زيد متوشحاً سيفه يحرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطيف بالقبة حتى أصبح رسول الله ، فلما رأى مكانه قال :( مالك يا أبا أيوب ؟)000قال :( يا رسول اللـه ، خفت عليك من هذه المـرأة ، وكانت امرأة قد ***ـت أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك )000فزعموا أن رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني )000

قدوم المدينة لمّا قدمت صفية -رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت في بيت الحارث بن نعمان فسمع نساء الأنصار ، فجئن ينظرن الى جمالها ، وجاءت السيدة عائشة متنقبة ، فلما خرجت ، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال :( كيف رأيت يا عائشة ؟)000قالت :( رأيتُ يهودية )000فقال -صلى الله عليه وسلم- :( لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسُنَ إسلامها )000

بيت النبوة وما أن حلّت صفية -رضي الله عنها- بين أمهات المؤمنين شريكة لهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى أثارت حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ، فقدمت لهنّ بعض الحلي من الذهب كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ لفاطمة -رضي الله عنها-000
ومن بعض المواقف التي حصلت بين الضرائر ، بلغ صفية أن حفصة قالت لها :( بنت يهودي )000فبكت فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي فقال :( ما شأنك ؟)000قالت :( قالت لي حفصة إني بنت يهودي )000فقال لها النبي :(إنك لبنتُ نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ عليكِ )000ثم قال :( اتق الله يا حفصة )000
وقد حج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية جملها ، فبكت وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم- لمّا أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس ، فلمّا كان عند الرواح ، قال لزينب :( أفقري أختك جملاً )000أي أعيريها إياه للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً ، فقالت :( أنا أفقِرُ يهوديتك ؟!)000فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلّمها حتى رجع الى المدينة ، ومحرّم وصفر فلم يأتها ، ولم يقسم لها ويئست منه ، حتى جاء ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في حُسْنِ معاشرته لـ(صفية) يبدلها الغم سروراً ، والغربة أنساً000

فضلها كانت -رضي الله عنها- صادقة في قولها ، وقد شهد لها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعندما اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضـه الذي توفـي فيه ، قالت صفيـة :( إني واللـه لوددت أن الذي بك بـي )000فغَمَـزْنَ أزواجه ببصرهـن فقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( مضمِضْنَ )000أي طهّرن أفواهكنّ من الغيبة000قُلْنَ :( من أي شيء ؟)000فقال :( من تغامزكنّ بها ، والله إنها لصادقة )000

كما أن صفية -رضي الله عنها- كانت حليمة تعفو عند المقدرة ، فقد ذهبت جارية لها الى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقالت :( إن صفية تُحبّ السبت وتصِل اليهود )000فبعث إليها عمر فسألها عن ذلك ، فقالت :( أمّا السبت فإني لم أحِبّه منذ أبدلني الله به الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحِماً فأنا أصلها )000فلم يجب عمر000ثم قالت للجارية :( ما حملك على هذا ؟)000قالت :( الشيطان )000 فقالت :( اذهبي فأنت حرة )000

كما اتصفت -رضي الله عنها- بعمق الفهم ودقة النظر ، فقد اجتمع نفر في حُجرةِ صفية ، فذكروا الله وتلو القرآن وسجدوا ، فنادتهم صفية -رضي الله عنها- :( هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟)000فقد طالبتهم بالخشوع لله تعالى والخوف منه وهذا ما تدل عليه الدموع000

محنة عثمان لقد شاركت صفية -رضي الله عنها- في محنة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد قَدِمت على بغلةٍ مع كنانة مولاها لترد عن عثمان ، فلقيهم الأشتر النخعي ، فضرب وجْه البغلة ، فلما رأت فظاظته ووحشيته قالت :( رُدّوني لا يفضحني )000ثم وضعت حسناً -رضي الله عنه- بين منزلها ومنزل عثمان ، فكانت تنقل إليه الطعام والماء000

وفاتها توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين000

الأستاذة ام فيصل
27-04-2010, 10:46 PM
بارك الله فيك اخي ابو بسمله وجزاك الخير كله

دينا دونا
30-04-2010, 05:27 PM
ان شاء الله يكوون في ميزان حساناتك

ثانكس كتيررر علي المعلومات القيمة والفووق رائعه

اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسوول الله

تقبل مروري
ننتظر جديدك :)

أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
17-06-2010, 11:01 AM
الحلقة الثالثة

حفصة بنت عمر

أم المؤمنين


هي التي كانت تُساميني من أزواج "
" النبي -صلى الله عليه وسلم-0
السيدة عائشة
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ، ولدت قبل المبعث بخمسة
أعـوام ، وتزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، بعد أن
توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي ) الذي توفي من آثار جراحة
أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى الإسـلام هاجر الى الحبشـة وعاد الى
المدينة وشهد بدراً وأحداً000فترمَّلت ولها عشرون سنة000

الزواج المبارك تألم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنته الشابة كثيراً ، ولألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد ، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر -رضي الله عنه- فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقال :( بدا لي اليوم ألا أتزوج )000فوَجَد عليهما وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال له :( يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة )000ومع أن عمر -رضي الله عنه- من الهمّ لم يفهم معنى كلام الرسـول الكريـم ، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها ، ونال عمر شرف مصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) ، وبعد أن تمّ الزواج لقي أبو بكر عمر -رضي الله عنهما- فاعتذر له وقال :( لا تجـدْ عليّ ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سِرّه ، ولو تركها لتزوّجتها )000

بيت الزوجية ودخلت حفصة بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ، بعد سودة وعائشة ، أما سودة فرحّبت بها راضية ، وأمّا عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر ، وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ، الذي تقتطع فيه حفصة ثلث أيامها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 ولكن هذه الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ، فلم يسعها إلا أن تصافيها الودّ ، وتُسرّ حفصة لودّ ضرتها عائشة ، وعندها حذّر عمر بن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ، ومن مسايرة حفصة لعائشة المدللة ، فقال لها :( يا حفصة ، أين أنت من عائشة ، وأين أبوكِ من أبيها ؟)000

الجرأة الأدبية
سمع عمر -رضي الله عنه- يوما من زوجته أن حفصة تراجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالكلام ، فمضى إليها غاضباً ، وزجرها قائلاً :( تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله ، يا بُنيّة ! لا يغرنّك هذه التي أعجبها حسنها وحبُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إياها ، والله لقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا أنا لطلّقك )000
ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها ، كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا ما يجعلها تبدي رأيها ولو بين يدي الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقد رويَ أن الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قد ذكر عند حفصة أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة فقال :( لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها )000فقالت حفصـة :( بلى يا رسـول الله )000فانتهـرها ، فقالت حفصـة الآية الكريمة000 قال تعالى :"( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماً مقضياً ")000

فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 قال الله تعالى :"( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً ")000



الطـلاق
طلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حفصة طلقةً رجعية ، وذلك لإفشائها سِرّاً استكتمها إيّاه ، فلم تكتمه ، وقصة ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلا يوماً بمارية -رضي الله عنها- في بيت حفصة ، فلمّا انصرفت مارية دخلت حفصة حجرتها وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- :( لقد رأيت من كان عندك ، يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئت إلى أحدٍ من أزواجك في يومي ، وفي دوري وفي فراشي )000ثم استعبرت باكية ، فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- باسترضائها فقال :( ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها ؟)000قالت :( بلى )000فحرّمها وقال لها :( لا تذكري ذلك لأحدٍ )000ورضيت حفصة بذلك ، وسعدت ليلتها بقرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا أصبحت الغداةَ ، لم تستطع على كتمان سرّها ، فنبّأت به عائشة ، فأنزل الله تعالى قوله الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامة 000 قال الله تعالى :"( وإذْ أسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجه حَديثاً ، فلمّا نَبّأتْ بِهِ وأظهَرَهُ اللّهُ عليه عَرَّفَ بعضَه وأعْرَض عن بَعْضٍ فلمّا نَبّأهَا بِهِ قالت مَنْ أنْبَأكَ هَذا قال نَبّأنِي العَلِيمُ الخَبيرُ ")000سورة التحريم آية ( 3 )000

فبلغ ذلك عمر فحثا التراب على رأسه وقال :( ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها )000فنزل جبريل -عليه السلام- من الغَدِ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال :( إن الله يأمرك أن تُراجِعَ حفصة رحمة بعمر )000وفي رواية أن جبريل قال :( أرْجِع حفصة ، فإنها صوّامة قوّامة ، وإنها زوجتك في الجنة )000

اعتزال النبي لنسائه
اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له ، فذهب مسرعاً الى بيت حفصة ، فوجدها تبكي فقال :( لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد طلّقك ؟ إنه كان قد طلّقك مرةً ، ثم راجعك من أجلي ، فإن كان طلّقك مرّة أخرى لا أكلمك أبداً )000

ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في جنبه ، فقال عمر :( أطلقت يا رسول الله نساءك ؟)000فرفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال :( لا)000فقال عمر :( الله أكبر )000ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر :( الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت :( ما تُنْكِر أن راجعتك ؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل )000فقلت :( قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟)000فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
فقال عمر :( يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت :( لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك )000فتبسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية ، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له000
وكان -صلى الله عليه وسلم- أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم-000والآية التي تليها في أمهات المؤمنين000 قال تعالى :( إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً )000سورة التحريم آية ( 4 - 5 )000

فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ 000 قال تعالى :( سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير )000



وارِثة المصحف لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة ) بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد أبي بكر الصدّيق بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته -صلى الله عليه وسلم-000ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ ينسخون منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- :( أن أرسلي إلينا بالصُّحُفِ ننسخها في المصاحف )000فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل أمانة ، وصانتها ورعتها000

وفاتها وبقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، وشيّعها أهل المدينة الى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن-

الأستاذة ام فيصل
18-06-2010, 10:08 PM
سلمت يداك وجزاك الله الخير كله
وجعلها في ميزان اعمالك
مشكوره جهودك المبذوله

بنت الريف
07-07-2010, 01:14 AM
تسلم إيديك أستاذ ياسر
شكرا كتير على المعلومات القيمة التى أمدتنا بها
منتظرين باقى الحلقات
ربنا يوفقك

mahmoudasus
07-07-2010, 01:51 AM
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com2d207da4d7.gif (http://www.3mda.org)
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com7d19c3b279.gif (http://www.3mda.org)

love ur life
28-08-2010, 09:17 PM
جزاك الله الجنه

أطيب قلب
03-09-2010, 08:40 PM
جزاك الله خيرا

_وهج_
24-09-2010, 09:09 PM
تسلم ايدك وجزاك اللة خير

أمل الحياه
29-09-2010, 08:49 PM
تسلم ايدك وجزاك اللة خير

shima'a
03-02-2011, 09:12 PM
جزاكم الله خيرا

شعبان رجب
06-08-2011, 09:21 PM
جزاكالله خير

بوسى اشرف
25-11-2011, 08:17 PM
بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

د.عبدالله محمود
15-12-2011, 06:51 PM
يبدو ان هذا الكلام لم ينل إعجابكم
على العموم عذراً على إقحامى نفسى فى الحديث عن المرأة
أخى الحبيب كلامك أحلى من الشهد المصفى
وأغلى من الدرر
ونسألكم المزيد
جعله الله فى ميزان حسناتك ، وبارك فيك

sahar2012
23-12-2011, 08:27 AM
ما أروع ما قدمت


شــــــــــكـــــراً لـــــــــكــــــــ


دمت متألقاً بموضوعاتك الهادفة والقيمة

abomokhtar
23-12-2011, 09:22 AM
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.
تزوجت قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق بن عائذ المخزومي وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.
كانت ذات مال وتجارة تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن محمد بن عبد الله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة فرغبت في الزواج منه وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعين. ولم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به.
فقد عاد إليها صلى الله عليه وسلم من غار حراء وهو يرتجف وحدثها عما جرى له في أول لقاء مع الوحي وقال: (لقد خشيت على نفسي) فقالت له في ثقة ويقين: (إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) وكانت بعد ذلك الزوجة المثالية التي تخفف عنه ما يعانيه من أذى قومه تثبته وتصدّقه وتهون عليه أمر الناس، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الملاذ والسكن والوزير.
بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وقال عنها: خير نساء العالمين: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.
توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات في شهر رمضان ودفنت بالحجون في مكة وحزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً.
وكان كثير الذكر لها بعد موتها ولم يسأم من الثناء عليها حتى غارت السيدة عائشة وقالت: لقد عوضك الله من كبيرة السن فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً عظيماً حتى تمنت أن يذهب الله غضب رسوله ولا تعود لذلك أبداً. تقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما *** الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة. فيقول: إنها كانت وكان لي منها ولد. وزادت غيرتها ذات يوم فقالت له: هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء) [مسند أحمد 6/118 ـ ابن حجر في فتح الباري 7/140، 9/327 ـ ابن كثير في البداية والنهاية 3/126].
http://www.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=98786&secid=21&vid=2

د.عبدالله محمود
24-12-2011, 01:10 AM
جزاكم الله خيراً

الأستاذة / أم أمل
24-12-2011, 06:08 AM
جزاكم الله خيرا

صوت العقل
29-12-2011, 02:56 PM
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الجميل

الاستاذة نجلاء علي
11-01-2012, 08:30 PM
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك موضوع رائع

مروه
16-01-2012, 11:14 PM
بجد موضوع أكثر من رائع

جزاك الله خيرا

yassen1996
05-06-2012, 12:30 AM
الله ربى لا اريد سواه

مخلصة
05-08-2012, 10:20 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم

Fine ARts
09-08-2012, 11:56 AM
دا طبييييع :)

الأستاذه أمل
20-02-2013, 11:42 PM
يبدو ان هذا الكلام لم ينل إعجابكم
على العموم عذراً على إقحامى نفسى فى الحديث عن المرأة

بالعكس والله الف شكر هو تاخير رد مش اكتر الف الف شكر على الموضوع الرائع

سوزان محمد احمد
17-03-2013, 12:43 AM
حلوووووو جدا الموضوع

مسز إيمي
17-03-2013, 09:15 PM
شكرا على المعلومات
جعلها في ميزان حسناتك
ومنتظرين المزيد

&عيون الورد&
20-08-2013, 10:05 PM
موضوع قيم جدااااااااااااااا
جزااااااااااااااااااكم الله خيرااااااااااااااا وبارك فى حضراتكم

دموع الفرح
01-10-2013, 11:22 PM
جزاك الله كل الخير استاذ ياسر
موضوع قيم ومفيد جدااااااااااااااااا
تسلم ايد حضرتك
وربنا يجعله في ميزان حسنات حضرتك

رفح رفح
01-12-2013, 09:12 PM
الحلقة الأولى " أم سلمة "
هذه أول مرة أتحدث فيها عن المرأة واتعجب ممن يقولون أن المرأة نصف المجتمع لكنى أرى أن المرأة هى المجتمع كله فإن كانت المرأة نصف المجتمع عددا فهى تلد النصف الأخر
والمرأة فى شرع الإسلام لها مكانة متميزة فى دين المصطفى صلى الله عليه وسلم وشريعته الغراء التى لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها
وكم من نموذج مشرف للمرأة المسلمة الحقة وليست للمرأة التى ألقت بنفسها فى زورق الخارجين والحاقدين على امتنا أو من اللائى يكيدون لفتيات هذا الدين
وأقدم نموذجاً واحداً من هذه النماذج :
السيدة أم سلمة زوجة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
والذى دفعنى عن الحديث عن موقف أم سلمه هو المثل الخاطئ الذى يقول " شورة المرة تخرب البيت سنة "
هذا مثل لا يجوز فى شرعه الله والدليل هو ما نحكيه عن أم سلمه رضوان الله عليها
فى صلح الحديبية كان الحبيب محمد خارج هو وصحابته يريدون أداء العمرة وحدث ما حدث من كفار قريش فى منعهم للنبى من أداء العمرة هذا العام على أن يعود لأداء العمرة ولكن فى الموسم القادم
وهنا تم عقد صلح يسمى بصلح الحديبية بموجب هذا الصلح يرجعه النبى إلى المدينة ثم يأتى فى العام القادم لأداء العمرة
وبالفعل عاد النبى صلى الله عليه وسلم
ولكن الصحابة تضايقوا من ذلك حيث أمرهم النبى بالتحلل و*** الهدى
فما كان من الصحابة إلا أن خالفوا كلام النبى ورفضوا فعل ذلك
هذا ليس عصيانا بعدم قبول الكلام ولكن إظهاراً لعدم الرضا الذى هم عليه
فحزن النبى وقال لأم سلمة التى كانت معه فى هذه الرحلة هلك الصحابة لقد أمرتهم بالتحلل و*** الهدى والتقصير والحلق فلم يفعلوا


انظروا إلى كلام أم سلمه
" يا رسول الله هذا يوم فعل وليس قول اخرج لأصحابك فتحلل وا*** هديك واحلق أو قصر فمتى فعلت ذلك ورآك الصحابة فعلوا مثلك "
وبالفعل نفذ النبى ما أشارت به السيدة المبرورة أم سلمة
وحينما رأى الصحابة ذلك نفذوا أوامر النبى صلى الله عليه وسلم

هذا كلام امرأة من قمم نساء هذا الدين
فأين من يدعون بأن الإسلارم حجّر عقل المرأة
اتقوا الله
أتمنى ان تنال هذه الحلقة رضاكم وإعجابكم
وإن كان كذلك سوف نتابع هذه الحلقات فى كل مرة عن سيدة من سيدات صنعن التاريخ

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة

رفح رفح
01-12-2013, 09:17 PM
الحلقة الثانية
صفية بنت حُييّ بن أخطب

أم المؤمنين


إنك لبنتُ نبيّ وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ "
" فبِمَ تفخرُ عليكِ000
حديث شريف
هي صفيـة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن سعيد ، من ذرية نبي الله هارون عليه
السلام من سبط اللاوي بن يعقوب -نبي الله إسرائيل- بن اسحاق بن إبراهيم
عليه السـلام ، ولِدَت -رضي اللـه عنها- بعد البعثة بثلاثة أعوام ، وكانت
شريفـة عاقلة ، ذات حسبٍ وجمالٍ ، ودين وتقوى ، وذات حِلْم ووقار000

فتح خيبر لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم الى خيبر ( معقل اليهود )000و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى القموص ( حصن بني أبي الحُقين ) ففتحه ، وجيء بسبايا الحصن ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضي الله عنه- ، فمرّ بهما على ***ى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت التراب على وجهها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( أغربوا هذه الشيطانة عني )000وصفية ثابتة الجأش رزينة ، فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال :( أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تَمُرُّ بالمرأتين على ***اهما ؟)000

رؤيا البشارة وقبل ذلك كانت صفيـة قد رأت أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها ، فذكرت ذلك لأمهـا فلطمت وجهها وقالـت :( إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب )000فلم يزل الأثر في وجهها حتى أُتيَ بها الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلمّا سألها عنه أخبرته ، فكبرت في نفسه حين سمع منها هذه البشارة التي زفُها الله تعالى إليها في هذه الرؤيا الصالحة ، وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها ، وأعلمها بأن الله تعالى قد حقق رؤياها000
وقد قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( هلْ لك فيّ ؟)000يرغّبها بالزواج منه ، فأجابت :( يا رسول الله ، قد كنتُ أتمنى ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام )000فأعتقها -صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُها000

الزواج المبارك ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، وكانت التي جمّلتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشّطتها وأصلحت من أمرها ، أم سليم بنت مِلحان أم أنس بن مالك ، فبات بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له ، وبات أبو أيوب خالد بن زيد متوشحاً سيفه يحرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويطيف بالقبة حتى أصبح رسول الله ، فلما رأى مكانه قال :( مالك يا أبا أيوب ؟)000قال :( يا رسول اللـه ، خفت عليك من هذه المـرأة ، وكانت امرأة قد ***ـت أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك )000فزعموا أن رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :( اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني )000

قدوم المدينة لمّا قدمت صفية -رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت في بيت الحارث بن نعمان فسمع نساء الأنصار ، فجئن ينظرن الى جمالها ، وجاءت السيدة عائشة متنقبة ، فلما خرجت ، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال :( كيف رأيت يا عائشة ؟)000قالت :( رأيتُ يهودية )000فقال -صلى الله عليه وسلم- :( لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسُنَ إسلامها )000

بيت النبوة وما أن حلّت صفية -رضي الله عنها- بين أمهات المؤمنين شريكة لهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى أثارت حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ، فقدمت لهنّ بعض الحلي من الذهب كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ لفاطمة -رضي الله عنها-000
ومن بعض المواقف التي حصلت بين الضرائر ، بلغ صفية أن حفصة قالت لها :( بنت يهودي )000فبكت فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي فقال :( ما شأنك ؟)000قالت :( قالت لي حفصة إني بنت يهودي )000فقال لها النبي :(إنك لبنتُ نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ عليكِ )000ثم قال :( اتق الله يا حفصة )000
وقد حج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية جملها ، فبكت وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم- لمّا أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس ، فلمّا كان عند الرواح ، قال لزينب :( أفقري أختك جملاً )000أي أعيريها إياه للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً ، فقالت :( أنا أفقِرُ يهوديتك ؟!)000فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلّمها حتى رجع الى المدينة ، ومحرّم وصفر فلم يأتها ، ولم يقسم لها ويئست منه ، حتى جاء ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في حُسْنِ معاشرته لـ(صفية) يبدلها الغم سروراً ، والغربة أنساً000

فضلها كانت -رضي الله عنها- صادقة في قولها ، وقد شهد لها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعندما اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضـه الذي توفـي فيه ، قالت صفيـة :( إني واللـه لوددت أن الذي بك بـي )000فغَمَـزْنَ أزواجه ببصرهـن فقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( مضمِضْنَ )000أي طهّرن أفواهكنّ من الغيبة000قُلْنَ :( من أي شيء ؟)000فقال :( من تغامزكنّ بها ، والله إنها لصادقة )000

كما أن صفية -رضي الله عنها- كانت حليمة تعفو عند المقدرة ، فقد ذهبت جارية لها الى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقالت :( إن صفية تُحبّ السبت وتصِل اليهود )000فبعث إليها عمر فسألها عن ذلك ، فقالت :( أمّا السبت فإني لم أحِبّه منذ أبدلني الله به الجمعة ، وأما اليهود فإن لي فيهم رحِماً فأنا أصلها )000فلم يجب عمر000ثم قالت للجارية :( ما حملك على هذا ؟)000قالت :( الشيطان )000 فقالت :( اذهبي فأنت حرة )000

كما اتصفت -رضي الله عنها- بعمق الفهم ودقة النظر ، فقد اجتمع نفر في حُجرةِ صفية ، فذكروا الله وتلو القرآن وسجدوا ، فنادتهم صفية -رضي الله عنها- :( هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟)000فقد طالبتهم بالخشوع لله تعالى والخوف منه وهذا ما تدل عليه الدموع000

محنة عثمان لقد شاركت صفية -رضي الله عنها- في محنة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد قَدِمت على بغلةٍ مع كنانة مولاها لترد عن عثمان ، فلقيهم الأشتر النخعي ، فضرب وجْه البغلة ، فلما رأت فظاظته ووحشيته قالت :( رُدّوني لا يفضحني )000ثم وضعت حسناً -رضي الله عنه- بين منزلها ومنزل عثمان ، فكانت تنقل إليه الطعام والماء000

وفاتها توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين000


رااااااااااااااااااااااااااااااائعة