مشاهدة النسخة كاملة : العفة فى الأسلام


مسترسمير إبراهيم
18-04-2010, 12:43 PM
:dكان مرثد بن أبِي مرثد (رضي الله عنه) يحمِل الأسرى مِن مكة حتى يأتِي بِهِم المدِينة، فيستنقذ الذين قال الله تعالى فيهم {.. والمستضعفِين من الرجالِ والنساء والوِلدانِ الذِين يقولون ربنا أخرِجنا مِن هـذِهِ القريةِ الظالِمِ أهلها واجعل لنا مِن لدنك ولِياً واجعل لنا مِن لدنك نصِيراً}(النساء- 75)، وكانت امرأةٌ بغِي (تعمل في الدعارة) بِمكة يقال لها عناقٌ، وكانت صدِيقةً له، أيام الجاهلية، وإِنه كان وعد رجلاً مِن أسارى مكة يحمِله، قال مرثد: فجِئت حتى انتهيت إِلى ظِل حائِط مِن حوائِطِ مكة فِي ليلة مقمِرة، فجاءت عناقٌ، فأبصرت سواد ظِلي بِجنبِ الحائِطِ، فلما انتهت إِلي، قالت: مرثدٌ؟!
فقلت: مرثدٌ.
فقالت: مرحبًا وأهلاً، هلم فبِت عِندنا الليلة.
قلت: يا عناق .. حرم الله الزنا.
قالت: يا أهل الخِيامِ.. هذا الرجل يحمِل أسراكم!
قال مرثد: فتبِعنِي ثمانِيةٌ، وسلكت الخندمة، فانتهيت إِلى كهف أو غار، فدخلت، فجاءوا، حتى قاموا على رأسِي، فبالوا! فظل بولهم على رأسِي وأعماهم الله عني! ثم رجعوا، ورجعت إِلى صاحِبِي فحملته، وكان رجلاً ثقِيلاً، حتى انتهيت إِلى الإذخرِ، ففككت عنه كبله، فجعلت أحمِله ويعيِينِي حتى قدِمت المدِينة، فأتيت رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فقلت: يا رسول اللهِ، أنكِح عناقًا؟
فأمسك رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فلم يرد علي شيئًا، حتى نزلت: {الزانِي لا ينكِح إلا زانِيةً أو مشرِكةً والزانِية لا ينكِحها إلا زان أو مشرِكٌ وحرم ذلِك على المؤمِنِين}(النور: 3) فقال رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «يا مرثد {الزانِي لا ينكِح إِلا زانِيةً أو مشرِكةً والزانِية لا ينكِحها إِلا زان أو مشرِكٌ} فلا تنكِحها» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

غار العفة لا دار الفسقة
لقد رفض مرثد أن ينصاع لطلب هذه الداعرة، رغم ظلمة الليل، وشدة الموقف، وهو في أمس الحاجة إلى مخبأ يواري فيه نفسه وصاحبه الأسير، ولكنه (رضي الله عنه) قالها صريحة لطالبة المتعة: يا عناق.. حرم الله الزنا ولعله استحضر في نفسه آيات بينات تربى عليها في تلك المجموعات المكية الإيمانية: {ولا تقربوا الزنى إِنه كان فاحِشةً وساء سبِيلاً }( الإسراء32)، {والذِين يجتنِبون كبائِر الإِثمِ والفواحِش وإِذا ما غضِبوا هم يغفِرون}(الشورى37) {قل إِنما حرم ربي الفواحِش ما ظهر مِنها وما بطن والإِثم والبغي بِغيرِ الحق وأن تشرِكوا بِاللهِ ما لم ينزل بِهِ سلطاناً وأن تقولوا على اللهِ ما لا تعلمون} (الأعراف33).
بخ.. بخ! لقد نجا مرثد من فعلة شنعاء، ووكسة صلعاء، لو كان قد واقعها، لا قدر الله، لتأففت من ريح الركس الطيور في وكناتها، والوحوش في أوكارها، والإبل في معاطنها، والشاء في مراتعها.

عدل إلهي
ويأبى الله أن يذوق المؤمن عسيلة الفاجرة، أو يذوق العربيد عسيلة العفيفة {الزانِي لا ينكِح إلا زانِيةً أو مشرِكةً والزانِية لا ينكِحها إلا زان أو مشرِكٌ وحرم ذلِك على المؤمِنِين}(النور- 3) {الخبِيثات لِلخبِيثِين والخبِيثون لِلخبِيثاتِ والطيبات لِلطيبِين والطيبون لِلطيباتِ أولئِك مبرؤون مِما يقولون لهم مغفِرةٌ ورِزقٌ كرِيمٌ}(النور- 26).

وصايا عملية
1- أن تحرص على نشر قيمة العفة والحجاب، من خلال الكتيبات والأشرطة والملصقات وغيرها من الوسائل.
2- أن تحذر أهلك وجيرانك من عواقب التبرج والعري والعشق المحرم والاختلاط والانحلال الأخلاقي، لاسيما مع ما تقوم به بعض وسائل الإعلام من نشر الميوعة والفجور والعهر والفجر، في إطار مسلسل تلفزيوني هابط، أو فيلم سينمائي ساقط، ومقاطع استعراضية (فيديو كليب) تظهر فيها امرأة متهتكة متمايلة، تكشف أكثر مما تستر، وقد قال أعداء هذا الدين: كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا تفعله المدافع والصواريخ.
3- أن تحذر الشباب من إطلاق البصر ومن العادة السرية، فمن فعل الأولى أوشك أن يقع في الثانية، ومن ملك خطراته ملك بصره ومن ملك بصره ملك زمام نفسه.
4- أن تحرص على الزواج أو الصوم بنية الاستعفاف، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «من استطاع الباءة فليتزوج فإِنه أغض لِلبصرِ وأحصن لِلفرجِ ومن لم يستطِع فعليهِ بِالصومِ فإِنه له وِجاءٌ»(البخاري).
5- وأخيرًا، إذا أردت أن يصطفيك الله لمهمة، وإذا أردت أن يجتبيك الله لرسالة، فاحرص على العفة - كما اصطفى الله عثمان بن طلحة - وتعلم فضائلها، وتعرف على فوائدها وثمراتها، والتي من أهمها: النجاة من الأمراض الجنسية، والظفر بالصحة وسلامة الجسم، وطهارة النفس والمجتمع، وقوة الإرادة والعزيمة، والسعادة الزوجية، وصيانة البيوت، والطمأنينة وراحة البال، وفوق كل هذا الفوز برضا الله وجنته.

محمد محمد حجاج
19-04-2010, 06:04 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ورزقنا جميعا العفة