مشاهدة النسخة كاملة : سلسله تصحيح التاريخ الاسلامى الذى زوره الشيعه


مستر/ عصام الجاويش
04-05-2010, 07:03 PM
امر معروف لكل مسلم مثقف ان التاريخ الاسلامى معظم مؤريخه من الروافض الذين زوروا هذا التاريخ وصدقهم الكثير من العوام وفى هذه السلسله نحاول تصحيح هذه الاخطاء والبدايه مع حادث الغدير للدكتور جمال المراكبى

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدًا
عبد الله ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين وعلى رسل الله أجمعين، وبعد:

فإن المد الرافضي في عصرنا صار أمرًا مقلقًا لكل صاحب سُنَّة فقد أصبح لهم دعاة
وعملاء يجوبون القرى ويشككون عوام المسلمين في ثوابت الدين، وصحفيون يبثون
سمومهم في بعض الصحف الصفراء وأصبح لهم دعاة يحسنون التلفيق والتزوير ويدخلون
على عوام المسلمين بيوتهم من خلال شاشات الفضائيات التي تروج لمذاهبهم وتشكك
المسلمين في أصول السنة وما أجمع عليه أهل الفضل من سلف الأمة،
وبعض عوام
المسلمين خاصة ممن تغلب عليهم الكثير من البدع يرون هذه القنوات قنوات دينية
يأخذون منها الدين والعقائد والأحكام الشرعية (مثل قناة الأنوار الكويتية،
وقناة الفرات العراقية، وقناة الكوثر الإيرانية وغيرها الكثير، وإنما ذكرتها
لنحذر منها ونحذر عوام المسلمين من الاغترار بها).

ومن المسائل التي كثر الكلام عنها في هذه القنوات في هذه الأيام مسألة النص على
خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكيف أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لأصحابه يوم الغدير (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وما رتبوه على
ذلك من اعتبار علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالنص الواضح الجلي، وكيف تآمر الصحابة رضوان الله عليهم ـ بزعم هؤلاء الروافض على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فحرموه حقه الشرعي في ولاية
أمر المسلمين الذي أوجبه الله تعالى له، وحرموا الأمة المسلمة من الخليفة
الشرعي في ولاية أمر المسلمين الذي يقوم فيهم مقام النبي صلى الله عليه وسلم،
وهو المعصوم الذي لا يخطئ هو وسائر الأئمة من بعده كما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المعصوم بوحي السماء
كما قال الله عز وجل وَمَا يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى
[النجم: 3-5].


وأن هؤلاء الصحابة حملهم الحقد عليه والحسد له ولبني هاشم أن تجتمع النبوة
والخلافة والإمامة فيهم وهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، فما كان منهم إلا أنهم جحدوا وصية رسول الله صلى
الله عليه وسلم التي أشهدهم عليها يوم الغدير ونكصوا على أعقابهم وارتدوا على
أدبارهم، وحملهم على ذلك عصبية جاهلية وحقد دفين على آل بيت النبي الكريم صلوات
ربي وسلامه عليهم، وكان الذي تولى كبر هذا الإفك شيخا قريش أبو بكر وعمر ومن
بعدهم عثمان وسائر المهاجرين والأنصار، ولهذا استحق الشيخان أن يكونا عند هؤلاء
الأفاكين والمزورين صنمي قريش والجبت والطاغوت،
وأن تكون ابنتاهما عائشة وحفصة
من ألد أعداء آل البيت لأنهما خانتا الله ورسوله كما كان من امرأة نوح وامرأة
لوط عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام!!

سبحان الله العظيم، ما هذا الكذب والبهتان الذي يروج له هؤلاء الروافض ويريدون أن يلبسوا به على عوام المسلمين كذبًا وزورًا.


وقديمًا قال الإمام الشافعي: «ما رأيت أحدًا أشهد بالزور من الرافضة». [سير أعلام النبلاء جـ10 ص89]

لقد افتعل هؤلاء المزورون الوقيعة بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم، وبين آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكموا على خير قرون هذه الأمة بأنهم شر القرون على الإطلاق، وطعنوا على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين زكاهم المولى تبارك وتعالى في كتابه ورضي عنهم ورضوا

عنه فكذبوا القرآن وكذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكذبوا على أهل بيته الطيبين الطاهرين، وافتعلوا باسمهم صراعات أدت إلى سفك الدماء وانتهاك الحرمات على مدى تاريخ الأمة.

فما هي قصة الغدير؟ وماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته في غدير خم؟

روى مسلم في صحيحه ـ ك فضائل الصحابة ب من فضائل علي رضي الله عنه برقم 4425:
«عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيتَ يا زيد خيرًا كثيرًا؛ رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدِّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خُمّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: «أما بعد؛ ألا أيها الناس فإنما أنا

بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أُذَكِّركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي،
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: نساؤه من أهل بيته؛ ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال: نعم». [والحديث رواه الإمام أحمد في أول مسند الكوفيين برقم 18464 بنحو من لفظ مسلم]


ورواه الدارمي في فضائل القرآن برقم 3182:

«عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيبه
وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به فحث عليه ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاث مرات».

وروى الإمام أحمد في مسنده في باقي مسند الأنصار برقم 22461:

«عن رياح بن الحارث قال جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا؛ قال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم غدير خُمٍّ يقول: «من كنت مولاه فإن هذا مولاه»، قال رياح: فلما مضوا تبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري، حدثنا أبو أحمد حدثنا حنش عن رياح بن الحارث قال: رأيت قومًا من الأنصار قدموا على علي في الرحبة فقال: من القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين فذكر معناه».

وروى ابن ماجة في المقدمة برقم 118:

«عن عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه، سعد فذكروا عليًا فنال منه، فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ وسمعته يقول: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»،

وسمعته يقول: «لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله». [الصحيحة (4/335) ورواه مسلم بنحو من هذا اللفظ مطولاً]

وروى أحمد في مسند العشرة برقم 906:

عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يُثيْع قالا: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام، قال: فقام مِنْ قِبَل سعيد ستة ومِنْ قِبَلِ زيد ستة فشهدوا أنهم
سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم: «أليس
الله أولى بالمؤمنين»؟ قالوا: بلى، قال: «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه».


هذه هي خطبة الغدير كما رواها أئمة السُّنَّة في الصحاح والمسانيد وقد أفردها
بعضهم بالتصنيف كما فعل ابن جرير الطبري، وابن عساكر.

ولو كان الصحابة رضوان الله عليهم قد جحدوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
فَلِمَ لم يكتموا أمر هذه الوصية ويمنعوا هذه الروايات؟ ولماذا تناقلها علماء
السنة جيلاً بعد جيل يتعبدون لله عز وجل بحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
ممتثلين وصيته صلى الله عليه وسلم «أذكركم الله في أهل بيتي»؟
لقد عاش آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في كنف الخلفاء الراشدين بخير حال،
حتى وقعت الفتنة واقتتل الصحابة في الجمل وصفين، وتعرض بعض أهل البيت لكثير من
الفتن بعد زوال الخلافة الراشدة، واستغل هؤلاء الروافض هذه الأجواء لبث سمومهم
في الأمة الإسلامية فطعنوا على خير قرون الأمة، متوسلين بذلك للطعن في دين الله
عز وجل، لأن الصحابة هم نقلة هذا الدين قرآنًا وسنةً،

(قال أبو داود السجستاني:
لما أتى الرشيد بشاكر رأي الزنادقة ليضرب عنقه قال: أخبرني لِمَ تعلمون المتعلم
منكم أول ما تعلمونه الرفض والقدر؟ قال: أما قولنا بالرفض، فإننا نريد الطعن
على الناقلة، فإذا بطلت الناقلة أوشك أن نبطل المنقول، وأما قولنا بالقدر فإنا
نريد أن نجوز إخراج بعض أفعال العباد لإثبات قدر الله، فإذا جاز أن يخرج البعض
جاز أن يخرج الكل).
[تاريخ بغداد جـ5 ص66]

لقد زعم بعض الأفاكين أن الصحابة حرفوا القرآن وحذفوا آيات الولاية والوصية

لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه وللأئمة من بعده، فضلا عن تحريف أقوال النبي
صلى الله عليه وسلم وسنته.

ومن الكذب الذي يروج له هؤلاء المزورون أن قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة: 67].
نزلت في غدير خم، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن عليًا هو الخليفة من

بعده كما يزعم هؤلاء الأفاكون.

وزعموا أن قول الله تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة: 55]
، نزلت في علي رضي الله عنه وأنه تصدق بخاتمه

وهو راكع في الصلاة، وأن الآية نص على ولاية علي وإمامته. ومن تتبع إفك هؤلاء يجد العجب العجاب كقولهم إن آية الإكمال نزلت يوم الغدير،

وهي قول الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا
ومعلوم أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة في الموقف وأن النبي صلى الله عليه وسلم

أشهد الناس على البلاغ فقال: ألا هل بلغت؟ فقالوا نعم، فقال: «اللهم اشهد».

</b></i>

مستر/ عصام الجاويش
04-05-2010, 07:37 PM
حقيقة هارون الرشيد لمن لا يعرف حقيقته الحقيقية

الرجاء القراءة لله
هذا الرجل ظلم من بعض وسائل الاعلام والشيعه عليهم من الله مايستحقون
فيجب علينا كمسلمين أن نعرف حقيقته ورد أعتباره ونصره


هذا الرجل أمير المؤمنين
لم يكون كما صوره الفن
صاحب شيشة أو كثير سهرات مع النساء
هذا الرجل كان (يحج) عاماً و(يجاهد) عاماً
السيره الذاتيه:
أسمه بالكامل : هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس
الكنية : أبو جعفر
ترتيبه في تولي الخلافة : الخامس
تاريخ الميلاد : 148
فترة الخلافة بالهجري : 170 -193
فترة الخلافة بالميلادي: 786 -809 م
تاريخ الوفاة : 193

يعتبر عصر هارون الرشيد واسطة العقد بالنسبة للخلافة الاسلامية أو قل بالنسبة للتاريخ الاسلامي الوسيط كله ، فقد اكتملت للدولة ألوان من العظمة و القوة و المجد العلمي ، و كانت الدولة مهيبة الجانب ، فاحترمتها الدول المجاورة و هابتها .
استخلف هارون الرشيد بعهد من أبيه عند موت أخيه الهادي ليلة السبت لأربع عشرة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين ومائة .


ما قبل الخلافة


نشأ الرشيد في بيت ملك، وأُعد ليتولى المناصب القيادية في الخلافة، وعهد به أبوه الخليفة "المهدي بن جعفر المنصور" إلى من يقوم على أمره تهذيبًا وتعليمًا وتثقيفًا، وحسبك أن يكون من بين أساتذة الأمير الصغير "الكسائي"، والمفضل الضبي، وهما مَن هما علمًا ولغة وأدبًا، حتى إذا اشتد عوده واستقام أمره، ألقى به أبوه في ميادين الجهاد، وجعل حوله القادة الأكفاء، يتأسى بهم، ويتعلم من تجاربهم وخبراتهم، فخرج في عام (165 هـ= 781م) على رأس حملة عسكرية ضد الروم، وعاد محملاً بأكاليل النصر، فكوفئ على ذلك بأن اختاره أبوه وليًا ثانيًا للعهد بعد أخيه موسى الهادي.
وكانت الفترة التي سبقت خلافته يحوطه في أثنائها عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، من أمثال "يحيى بن خالد البرمكي"، و"الربيع بن يونس"، و"يزيد بن مزيد الشيباني" و"الحسن بن قحطبة الطائي"، و"يزيد بن أسيد السلمي"، وهذه الكوكبة من الأعلام كانت أركان دولته حين آلت إليه الخلافة، ونهضوا معه بدولته حتى بلغت ما بلغت من التألق والازدهار.


تولّيه الخلافة

تمت البيعة للرشيد بالخلافة في (14 من شهر ربيع الأول 170هـ= 14 من سبتمبر 786م)، بعد وفاة أخيه موسى الهادي، وبدأ عصر زاهر كان واسطة العقد في تاريخ الدولة العباسية التي دامت أكثر من خمسة قرون، ارتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ الرخاء ربوع الدولة.
وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف تمتد من وسط أسيا حتى المحيط الأطلنطي، مختلفة البيئات، متعددة العادات والتقاليد، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحازمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال شاقة، ومتابعة الأمور مجهدة، وساعده على إنجاز مهمته أنه أحاط نفسه بكبار القادة والرجال من ذوي القدرة والكفاءة، ويزداد إعجابك بالرشيد حين تعلم أنه أمسك بزمام هذه الدولة العظيمة وهو في نحو الخامسة والعشرين من عمره، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وازدهار حضارتها.

هارون الرشيد مجاهدًا

كانت شهرة هارون الرشيد قبل الخلافة تعود إلى حروبه وجهاده مع الروم، فلما ولي الخلافة استمرت الحروب بينهما، وأصبحت تقوم كل عام تقريبًا، حتى إنه اتخذ قلنسوة مكتوبًا عليها: غاز وحاج.
وقام الرشيد بتنظيم الثغور المطلة على بلاد الروم على نحو لم يعرف من قبل، وعمرها بالجند وزاد في تحصيناتها، وعزل الجزيرة وقنسرين عن الثغور، وجعلها منطقة واحدة، وجعل عاصمتها أنطاكية، وأطلق عليها العواصم، لتكون الخط الثاني للثغور الملاصقة للروم، ولأهميتها كان لا يولي عليها إلا كبار القادة أو أقرب الأقربين إليه، مثل "عبد الملك بن صالح" ابن عم أبي جعفر المنصور أو ابنه "المعتصم".
وعمّر الرشيد بعض مدن الثغور، وأحاط كثيرًا منها بالقلاع والحصون والأسوار والأبواب الحديدية، مثل: قلطية، وسميساط، ومرعش، وكان الروم قد هدموها وأحرقوها فأعاد الرشيد بناءها، وأقام بها حامية كبيرة، وأنشأ الرشيد مدينة جديدة عرفت باسم "الهارونية" على الثغور.
وأعاد الرشيد إلى الأسطول الإسلامي نشاطه وحيويته، ليواصل ويدعم جهاده مع الروم ويسيطر على الملاحة في البحر المتوسط، وأقام دارًا لصناعة السفن، وفكّر في ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وعاد المسلمون إلى غزو سواحل بحر الشام ومصر، ففتحوا بعض الجزر واتخذوها قاعدة لهم، مثلما كان الحال من قبل، فأعادوا فتح "رودس" سنة (175هـ= 791م)، وأغاروا على أقريطش "كريت" وقبرص سنة (190هـ= 806م).

غير أن أهم غزوات الرشيد ضد الروم كانت في سنة ( 190 هـ= 806م)، حين قاد جيشًا ضخماً عدته 135 ألف جندي ضد نقفور الذي هاجم حدود الدولة العباسية، فاستولى المسلمون على حصون كثيرة، كانت قد فقدت من أيام الدولة الأموية، مثل "طوانة" بثغر "المصيصة"، وحاصر "هرقلة" وضربها بالمنجنيق، حتى استسلمت، وعاد نقفور إلى طلب الهدنة، وخاطبه بأمير المؤمنين، ودفع الجزية عن نفسه وقادته وسائر أهل بلده، واتفق على ألا يعمر هرقلة مرة أخرى .

بلاط الرشيد محط أنظار العالم

ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطه تخطب وده، وتطلب صداقته، وكانت سفارة "شارلمان" ملك الفرنجة من أشهر تلك السفارات، وجاءت لتوثيق العلاقات بين الدولتين، وذلك في سنة ( 183هـ= 779م)؛ فأحسن الرشيد استقبال الوفد، وأرسل معهم عند عودتهم هدايا قيمة، كانت تتألف من حيوانات نادرة، منها فيل عظيم، اعتبر في أوروبا من الغرائب، وأقمشة فاخرة وعطور، وشمعدانات، وساعة كبيرة من البرونز المطلي بالذهب مصنوعة في بغداد، وحينما تدق ساعة الظهيرة، يخرج منها اثنا عشر فارسًا من اثنتي عشرة نافذة تغلق من خلفهم، وقد تملك العجب شارلمان وحاشيته من رؤية هذه الساعة العجيبة، وظنوها من أمور السحر.

الرشيد وأعمال الحج

نظم العباسيون طرق الوصول إلى الحجاز، فبنوا المنازل والقصور على طول الطريق إلى مكة، طلبًا لراحة الحجاج، وعُني الرشيد ببناء السرادقات وفرشها بالأثاث وزودها بأنواع الطعام والشراب، وبارته زوجته "زبيدة" في إقامة الأعمال التي تيسر على الحجيج حياتهم ومعيشتهم، فعملت على إيصال الماء إلى مكة من عين تبعد عن مكة بنحو ثلاثين ميلاً، وحددت معالم الطريق بالأميال، ليعرف الحجاج المسافات التي قطعوها، وحفرت على طولها الآبار والعيون .


وفاة الرشيد

كان الرشيد على غير ما تصوره بعض كتب الأدب، دينا محافظًا على التكاليف الشرعية، وصفه مؤرخوه أنه كان يصلي في كل يوم مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا، ويتصدق من ماله الخاص، ولا يتخلف عن الحج إلا إذا كان مشغولاً بالغزو والجهاد، وكان إذا حج صحبه الفقهاء والمحدثون.
وظل عهده مزاوجة بين جهاد وحج، حتى إذا جاء عام (192 هـ= 808م) فخرج إلى "خرسان" لإخماد بعض الفتن والثورات التي اشتعلت ضد الدولة، فلما بلغ مدينة "طوس" اشتدت به العلة، وتُوفي في (3 من جمادى الآخر 193هـ= 4 من إبريل 809م) بعد أن قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، عدت العصر الذهبي للدولة العباسية

مستر/ عصام الجاويش
04-05-2010, 07:40 PM
ارجو من الاخوه الزملاء ان تكون المشاركات اضافه لما هو موجود وليس شكر

أبو إسراء A
04-05-2010, 09:35 PM
رفع الله قدرك واعلى شأنك ونفع بك المسلمين
وجعله فى ميزان حسناتك امين
أخى الحبيب جزاك الله خيرا