مشاهدة النسخة كاملة : من يستطيع لوم الفلسطينى الذى يشارك فى هدم الاقصى ؟؟


بحر الاحزان
04-05-2010, 08:48 PM
كنت دائماً أتساءل بداخلي كلما وقعت عيني على كلمة "فلسطين" أننا قد ظلمناها مرتين؛ مرة عندما نقف مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان إسرائيلي ونكتفي بالشجب والإدانة، والبسطاء منا يرون في "حسبي الله ونِعم الوكيل" هي كل دورهم تجاه الشعب الفلسطيني.

والمرة الثانية: ظلمنا فلسطين عندما اختصرناها في القضية الفلسطينية، ونسينا أن لشعبها مشكلات أخرى غير أنه محتل.. مشاكل البطالة، والعنوسة، والعنف، وتشرّد الأطفال، والأميّة، ومشاكل الطعام، والمستشفيات، والدواء، والمواصلات، والبلطجة، وسوء مستوى المعيشة بشكل عام، فكانت النتيجة أنه كلما حدث قصف أو حتى حرب مثل حرب غزة نشط لدينا الصليب الأحمر والهلال الأحمر متحمساً لإرسال المعونات حتى يعم الهدوء من جديد، وتعود فلسطين لدينا هي القضية الفلسطينية.. ويعود الشعب الفلسطيني أيضاً إلى مأساته اليومية التي لا يتذكّرها أحد.هذه المقدّمة الطويلة ليست لخاطر جاء لي في لحظة شرود، ولكن هذا ما تبادر لذهني عندما قرأت حوار مفتي القدس الشيخ "عكرمة صبري" مع جريدة "الشباب" وهو يقول: "بعض الشباب الفلسطيني يُشارك اليهود في الحفر حول الأقصى؛ بسبب البطالة والجهل". ضع أنت خمسين علامة تعجّب، ولكني لن أضعها.. أتعرف لماذا؟

لأنني لا أستطيع لا أنا ولا أنت أن نلوم هذا الشاب الفلسطيني الذي قرّر -بمحض أرادته- أن يُشارك في أعمال الحفر التي يقوم بها اليهود حول المسجد الأقصى؛ لأنه ببساطة لم تهتمّ حكومته ولا أي حكومة عربية به وببطالته وبفقره وحاجته التي دفعته إلى المشاركة في هدم مسجده مع اليهود.

ما زلتَ متعجباً؟ أعرف أجابتك، ولكني أريد أن تفهم وجهة نظري؛ فببساطة شديدة هذا الشاب معذور؛ فبجانب الجهل والبطالة المنتشرة وأضف عليها عدم إدراك خطورة ما يقوم به، فهو على حق إذا أراد لنفسه الحياة حتى لو ماتت القدس وهُدِمت لآخر حجر؛ فإسرائيل تعطيه ما لم تعطِ له حكومته ولا أي حكومة عربية من التي تنفق على المهرجانات والحفلات والأفراح ما لم تنفقه عليه ولا على غيره من المحتاجين، إلا إذا ضربت إسرائيل مدينته كل يوم بالصواريخ واجتاحت البيوت بالدبابات حتى تهتم الكاميرات بالتصوير، وتنقل الصورة للعالم الذي يقف متفرجاً مكتفياً بكلمات الشجب والإدانة تارة، ويحاول أن يجمع جنيهات قليلة من الفقراء والبسطاء تارة أخرى؛ لكي يرسل إليه الخيم والدواء في طائرات تلقي عليهم المعونات الغذائية من أعلى دون أن تكلّف نفسها -في أغلب الأحيان- مشقة الوصول إلى أماكن المنكوبين.

هل ترى معي الصورة مثلما أراها الآن؟ هل تُدرِك أن الشعب الفلسطيني لم تكن أبداً مشكلته هي القضية الفلسطينية، بل مشكلته بجانب القضية السياسية والاحتلال الإسرائيلي هي مشاكل كل الشعوب؟ وهنا تستطيع أن تفتح قوساً وتضيف كل المشاكل التي نعاني منها كشعب، وبمنتهى البساطة تستطيع أن تقول إنها هي نفسها ما يعاني منه الشعب الفلسطيني، دون أن تكون بحاجة إلى أن تقوم بمغامرة في قلب المدن الفلسطينية.

نفس الأمر ينطبق على اهتمامنا نحن، وإعلامنا في الفترة الأخيرة بغزة بعد الحرب الأخيرة على حساب التركيز على مخططات إسرائيل لهدم المسجد الأقصى؛ بحثاً عن الهيكل المزعوم، ففلسطين منذ حرب غزة أصبحت أيضاً مختصرة في غزة، وكأن حفر إسرائيل لما يقرب من 300 نفق تحت المسجد الأقصى لم يعد يهمنا، وأن أهميته انخفضت في جدول أعمالنا، وغزة هي فقط ما تبقى من فلسطين لدينا!!

فالواضح فعلاً وبعد كل هذه السنوات الطويلة منذ عام 1948 أن فلسطين في قلوبنا مجرد شعار أجوف لا يعني أكثر من لفظه المنطوق، والحقيقة أنه لا مكان لفلسطيني واحد في قلوبنا حتى ولو بأضعف الإيمان؛ لأننا ببساطة -وهذه وجهة نظري- اختصرناه في قضيته السياسية، ونجحنا كل هذه السنوات أن نلغي كونه إنساناً يعاني ويتألّم ويشكو من مشاكلنا التي نصرخ بها كل يوم ونقف بسببها في المظاهرات، ونجلس بالشهور أمام مجلس الشعب في اعتصامات لا تنتهي، أما الفلسطيني فليذهب إلى مجلس الأمن أو إلى أمريكا حتى يحل قضيته، وهي الاحتلال الإسرائيلي وحسب، وكأنه إذا أنهت إسرائيل احتلالها لفلسطين اليوم سيصبح الفلسطيني أسعد مخلوق على الأرض؛ لأنه ببساطة في تصوّرنا لن يتبقّى له أي مشكلة يعاني منها.. أما نحن فلنا الله!!

سأترك لك الحرية في أن تقول رأيك بكل صراحة، ولكن قبل أن تمضي أريد أن تقرأ معي هذا التصريح لمفتي القدس، وهو يقول: "الأقصى يبكي من قلة عدد المصلين؛ فقد كان يصلي بالمسجد نحو 350 ألف مصلٍّ. والآن أصبح يصلي فيه 10 آلاف فقط؛ نتيجة منع قوات الاحتلال الناس من الوصول للمسجد!!"، وأضف إلى ذلك أنها منعتهم من الوصول للمسجد؛ لأنها نجحت بأن تجعلهم يساعدونها في هدمه مقابل طعامهم، والسبب أننا تخلينا عنهم وتركنا لإسرائيل مسئولية إطعامهم، والنتيجة أننا نبكي الأقصى المهدد بالانهيار، وندعو الله على إسرائيل بالفناء.. وكفى!!!!

™Myth D™
04-05-2010, 09:04 PM
جزاك اللّة كل خير اخى

BaNZeR
04-05-2010, 11:45 PM
والمرة الثانية: ظلمنا فلسطين عندما اختصرناها في القضية الفلسطينية، ونسينا أن لشعبها مشكلات أخرى غير أنه محتل.. مشاكل البطالة، والعنوسة، والعنف، وتشرّد الأطفال، والأميّة، ومشاكل الطعام، والمستشفيات، والدواء، والمواصلات، والبلطجة، وسوء مستوى المعيشة بشكل عام، فكانت النتيجة أنه كلما حدث قصف أو حتى حرب مثل حرب غزة نشط لدينا الصليب الأحمر والهلال الأحمر متحمساً لإرسال المعونات حتى يعم الهدوء من جديد،
سؤال واحد ...
ليه منذكرش القضية المصرية كما نذكر القضية الفلسطينية
فهم كما وضحت في موضوعك لا يزيدون عنا إلا بموضوع الاحتلال
بل ربما كانت ظروفنا من حيث البطالة والعنف والتشرد والطعام أكثر سوءً

الكثير يلقي علينا العبء - وأعلم أنك لم تكن تقصد مصر وحدها - كمصريين ونحن ربما نكون احوج لبعض الرعاية منهم !
بغض النظر عن الطبقة الحاكمة اللى تعتبر مش جزء من الشعب
بس الشعب عندنا فعلاً مشاكله كتير
الكويس فيهم يإما متشرد في اكتر من شغلانة ... يإما طفش من البلد .... ياما بلطجي او مرتشي ... ياما بيتاجر في المخدرات او بيهرب اثار
اما اللى عايش عيشة طبيعية فده ربنا يكون في عونه !


بالمناسبة ده مقال ليك ولا منقول ؟

glagola
04-05-2010, 11:46 PM
شكرا على وجهة نظرك ولكنى اعارضك فى نقاط بسيطه فى قولك....................
فهو على حق إذا أراد لنفسه الحياة حتى لو ماتت القدس وهُدِمت لآخر حجر؛ فإسرائيل تعطيه ما لم تعطِ له حكومته ولا أي حكومة عربية
فالفلسطينى اراد لنفسه الموت و الاستشهاد فى سبيل وطنه
ويظل يكافح فى اخر نفس له
فمهما عرضت عليه اسرائيل من اغراءات لم تعطِ لهم حكومتهم ولا اى حكومه عربية يأبى ويدافع عن روحه فلسطين