ابو سند
06-05-2010, 11:16 AM
القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ طالب حسن مصطفى الشهير بأبي عمر المصري والإمام السابق لمسجد ميلانو والذي تم اختطافه من إيطاليا بواسطة المخابرات الأمريكية في فبراير عام 2003، ونقل سرا عن طريق الجو من قاعدة أفيانو الأمريكية في شمال شرق إيطاليا مرورا بقاعدة رامشتاين في ألمانيا الى مصر واستمر في السجون المصرية إلى أن تم الإفراج عنه عام 2007.
وكان قد حصل على أحكام لصالحه من احدى المحاكم الإيطالية بسجن 23 يعملون لصالح المخابرات الأمريكية بمدد مختلفة بسبب اختطافه، على أحكام بالتعويض بمبلغ مليون يورو له ونصف مليون يورو لزوجته.
طالب قيادات الجماعة الإسلامية بالسماح لأعضائها بالتظاهر من أجل الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن الزعيم الروحي للجماعة والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة من إحدى المحاكم الأمريكية بسبب تفجير وقع بمركز التجارة العالمي عام 1993، يومي 2، 3 مايو استغلالا لتغطية وسائل الإعلام لمظاهرات المعارضة.
وأكد المصري أن أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن أسندت إليه ملف الإفراج عنه.
كما دعا الى تغيير الجماعة الإسلامية الى العمل التظاهري الحاشد وطالب قادتها بنقل امكانيات الجماعة المادية بشأن قضية الدكتور عمر له وأن يكون أفرادها معه وبعد ذلك يتم توجيه رسائل للرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكية والتحرك للسفارة الأمريكية بالقاهرة والاعتصام أمامها بوفد من أسرة الدكتور عمر وعدد من القيادات الإسلامية، وإرسال رسائل لزعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري للمشاركة السلمية في حملته التي سيقودها من أجل الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن.
ولكن مر يوما 2، 3 مايو ولم يحدث أي شيء فما هي الأسباب التي أدت لفشلها وما هو موقف قيادات الجماعة الإسلامية من تلك المحاولة، وهل منعت أعضائها من المشاركة فيها، وهل أبو عمر المصري ينتمي إليها، وهل كانت هناك ممارسات أمنية أدت لإجهاض تلك الحملة، وهل طرح اسمي زعيمي القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري سيخدم تلك القضية أم سيضرها خاصة وأنهما من أقبح الوجوه لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي بيدها قرار الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن، وهل هذه محاولة لجر الجماعة الإسلامية وتوريطها في صدام بشكل أو بآخر مع الأجهزة الأمنية لصالح جهات ما، هذا ما طرحناه على أبو عمر المصري وأهم أصحاب القرار في الجماعة الإسلامية وهما الدكتور ناجح إبراهيم والشيخ عصام دربالة.
وعن اسباب دعوته لهذه الحملة قال أبو عمر المصري لـ'القدس' 'إن الدكتور عمر عبدالرحمن موجود في السجون الأمريكية منذ 17 عاما ولا يوجد جديد في ملفه ولم يتم تحريك القضية بشكل ايجابي من أي جهة، وبعد حصولي على أحكام لصالحي من المحاكم الايطالية ضد الجهات الأمريكية، استدعتني أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن يوم 25 نيسان/ابريل الماضي وعرضوا عليَّ أن أتولى ملف الدكتور عمر لأن أقرب الناس له تخلوا عنه، فأخبرتهم أن مواقفي يمكن أن تتعارض مع مواقف قيادات الجماعة الإسلامية، فأصروا على أن أتولى قضية الدكتور عمر وأن أكون المسؤول عنها وصاحب القرار فيها'.
* وهل عرضت الأمر على قيادات الجماعة الإسلامية؟
* نعم أرسلت لقيادات الجماعة مقترحاتي وأخبرتهم انني سأقوم بعمل غير تقليدي وسيكون ضخما قويا سيؤدي الى تفعيل قضية الدكتور عمر عبدالرحمن بشكل غير مسبوق وربما سيكون ذلك سببا مباشرا في الإفراج عنه بعد أن ساءت صحته بشكل كبير وأوشك على الهلاك، وأردت أن أستغل يومي 2 و 3 مايو وعرضت على عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية مشاركتي في هذا العمل فأبدوا استعدادهم لذلك ولكنهم اشترطوا موافقة قادة الجماعة، ولكن الدكتور ناجح إبراهيم رفض ذلك بشدة، وأخبرني بأن لديهم التزامات تمنعهم من المشاركة في مثل هذا العمل'.
* وهل أنت تنتمي إلى الجماعة الإسلامية؟
* أنا لا أنتمي إلى الجماعة الإسلامية ولا إلى أي جماعة أو حزب سياسي، ولكني أعمل مع جميع التيارات والحركات الإسلامية بما يتوافق مع عقيدتي ومنهجي ويخدم الإسلام والمسلمين'.
* ولكنك اعتقلت مع الجماعة الإسلامية عامي 1988 و1989.
* عندما أعتقلت مع الجماعة الإسلامية عامي 1988 و1989 لم أكن أنتمي إليهم ولكن المعتقلات في ذلك الوقت كان بها أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة وصحبتهم لأن الظروف جمعتني بهم ولكني لم أنضم إليهم.
* هل تعرضت لضغوط أمنية لاثنائك عن تلك الحملة؟
* لا مطلقاً لم أتعرض لأي ضغوط من أي نوع من أي جهة سواء أمنية أو غير ذلك، ولكن قادة الجماعة هم الذين تعرضوا لضغوط أمنية جعلتهم يمتنعون عن المشاركة في حملتي.
* وماذا ستفعل بعد أن فشلت حملتك ورفضت الجماعة مشاركتك هذا العمل؟
* سأعمل بمفردي ولن أترك قضية الشيخ عمر عبدالرحمن لأنه في محنة شديدة ولا يجد من يقف بجواره ويسانده في محنته بعد أن تخلى عنه أقرب الناس إليه.
* ألا ترى أن عزمك على مشاركة زعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في حملتك للإفراج عن الدكتور عمر سيضر بالقضية ولا يفيدها لأنهما من أشد أعداء الولايات المتحدة الأمريكية حكومة وشعباً؟
* لا بل على العكس فإضافة اسم الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري لتلك الحملة سيفيدها جدا وسيعطيها زخما إعلاميا كبيرا، خاصة إذا تم تغيير لهجتهم تجاه الولايات المتحدة الأمريكية الى لهجة سلمية مثل 'تمنيهم الإفراج عن الشيخ وعودته إلى بلده سالما' فسيكون خطابهم فريدا من نوعه وسيفيد قضيتنا ولن يضرها'.
* ألا ترى أن دعوتك لأفراد الجماعة الإسلامية بعمل مظاهرات حاشدة في وسط القاهرة هي محاولة لتوريطها في صدام مع الأمن لصالح أطراف ما؟
* لا طبعا هذا غير صحيح وكان غرضي هو أن يشارك أفراد الجماعة بشكل شخصي وليس جماعيا أي ان كل فرد هو صاحب قراره من يقتنع بالمشاركة معنا فليشارك ومن لا يريد المشاركة فهذا أمر يخصه، والجماعة الإسلامية لا تكون لها صلة بالموضوع أي لا توافق ولا ترفض وتترك حرية الاختيار لأفرادها ولا تمنعهم من المشاركة'.
وواجهنا الدكتور ناجح إبراهيم أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوراها ورئيس تحرير موقعها الالكتروني بما قاله أبو عمر المصري وسألناه هل أبو عمر كان ينتمي الى الجماعة؟
فقال الدكتور ناجح 'انه لا ينتمي الى الجماعة وقد صرح بذلك وهو حر فيما يراه مناسبا لنفسه'.
* هناك اتهامات لكم بأنكم تخليتم عن زعيمكم وشيخكم الدكتور عمر عبدالرحمن وتقاعستم عن نصرته؟
* نحن لن نتخلى أبدا عن فضيلة الدكتور عبدالرحمن وهو أول ملف تحدثت بشأنه في مبادرة وقف العنف وسعينا لإعادته إلى بلده ولكن ملف الدكتور عمر شائك ومعقد وليس يسيرا أو سهلا كما يتصور البعض، لأنه غير مسجون في مصر، وليس هناك اتفاقية تسليم متهمين بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وهذا الملف لا يستطيع أفراد أو جماعات إنهاءه بل يحتاج إلى دولة وحكومة رسمية تتفاوض بشأنه مع أمريكا للافراج عنه، وهل يتصور أحد بعد أن تمكنا بفضل الله وحده من الإفراج عن عشرين ألف شخص كانوا موجودين بالسجون والمعتقلات المصرية، أن يكون لدينا قدرة على الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن ونتقاعس عن ذلك، فهذا كلام غير منطقي وغير معقول وأيضا غير مسؤول.
* هل أعطيتم أوامر لأفراد الجماعة بعدم المشاركة في هذا العمل؟
* لا مطلقا لم يحدث ذلك فلا يتصور أحد أن أفراد الجماعة دمى نحن نحركها فجميعهم على قدر المسؤولية ويستطيعون تقييم الأمور جيدا، فلم نأمرهم ولم ننههم لأنهم ليسوا معوقين فكريا ولا ذهنيا ويعرفون جيدا الصواب من الخطأ وما ينفعهم وما يضرهم ولا ينساقوا وراء أي أحد.
* قال أبو عمر المصري أن انضمام أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري الى حملته سيعطيها زخما وسيكون لانضمامها أثرا ايجابي.
* هذا كلام غير صحيح بالمرة وغير عملي فانضمام أسامة بن لادن والشيخ الظواهري ومطالبتهما بالإفراج عن الدكتور عمر سيضر الدكتور عمر ولن يفرج عنه مطلقا لأن استجابة أمريكا لهم فيه دعما لهم'.
* ألا ترى أن دعوة أعضاء الجماعة للتظاهر هي محاولة لتوريط الجماعة في عمل ضد الدولة لصالح أطراف ما؟
* لا فأنا أعرف أبو عمر المصري جيدا، فالمسألة شو إعلامي فقط فهو لا يجد ما يخرجه ويقدمه للإعلام، فيقوم بين الحين والآخر باختراع شيء جديد فتارة يقول انه حصل على حكم بالتعويض ضد الحكومة الأمريكية ومستعد للتنازل عنه مقابل الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن ويتصور أن الإدارة الأمريكية بحاجة إلى أمواله وهو لم يقبض هذه الأموال ولن يستطيع الحصول عليها أبدا، ثم يصرح بعد ذلك بأنني لم أشكره على تلك المبادرة فأشكره على ماذا، أنا ممكن أشكره في حالة واحدة فقط وهي عندما يتمكن من الإفراج عن شيخنا وزعيمنا الدكتور عمر عبدالرحمن فسنشكره جميعا ونعترف بفضله في ذلك، ولكنه يفترض افتراضات ثم يبني عليها افتراضات أخرى وهكذا فهو يفترض أنه قبض التعويض وأن الحكومة الأمريكية شحاتة ولا يجدون ما يأكلون وبحاجة إلى أمواله فأخذتها وأطلقت سراح الشيخ عمر، ونحن لا نرد على افتراضات أو نتجاوب مع أشياء وهمية لا أساس لها من الصحة.
ولقد حاول أبو عمر المصري ترشيح نفسه في مجلس الشورى قبل ذلك ثم ادعى أنه قبل الانتخابات بثلاثة أيام اتصلت به قيادة أمنية كبيرة وقالت له 'افتكر إن عندك بنت وأفهمها زي ما تفهما' فهو يفعل كل ذلك من أجل الظهور الإعلامي فقط لا غير.
ويقول الشيخ عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وأحد مؤسسيها عن دعوة أبو عمر المصري الجماعة للتظاهر من أجل الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن: 'ان أبو عمر المصري فعل ذلك من تلقاء نفسه وأعلن عن حملته دون الرجوع إلينا وهو اجتهاد شخصي منه لأنه يحب الدكتور عمر عبدالرحمن ومتعاطف معه، ولكن لا يعبر عن رأي الجماعة، لأن الجماعة لها حساباتها الخاصة وهي تعمل من أجل فك أسر الشيخ عمر عبدالرحمن بالصورة التي تراها مناسبة لها والظروف المحيطة بها'.
أكد الشيخ عصام دربالة ان ما فعله أبو عمر المصري، ليس الطريقة المثلى لخدمة ملف الدكتور عمر عبدالرحمن فرغم أن القضية صحيحة ولا يختلف معه أحد في أنه لا بد من السعي من أجل الإفراج عن شيخنا الدكتور عمر إلا أنه بدعوته للتظاهر في وسط القاهرة ودعوته للشيخ أسامد بن لادن والدكتور أيمن الظواهري المشاركة في ذلك هو سلوك لوسائل غير منتجة لتحقيق الهدف المرجو منها بل وستزيد الأمور تعقيدا، وفي النهاية نقول ان مطلب المصري صحيح ولكن طريقته لتحقيق هذا المطلب غير صحيحة.
ونحن لم نتخل عن الشيخ عمر عبدالرحمن مطلقا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمر على آل ياسر وهم يعذبون في مكة وهو لا يملك لهم من الأمر شيئاً ولا يستطيع رفع العذاب عنهم فكان يقول لهم 'صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة' ونحن يعز علينا أن نرى شيخنا الدكتور عمر في السجون الأمريكية ونحن لا نملك له من الأمر شيئا ولا نستطيع نصرته وتفريج الكرب عنه ولا نملك إلا الدعاء له ونقول له 'صبرا يا شيخنا فإن موعدك الجنة'.
وكان قد حصل على أحكام لصالحه من احدى المحاكم الإيطالية بسجن 23 يعملون لصالح المخابرات الأمريكية بمدد مختلفة بسبب اختطافه، على أحكام بالتعويض بمبلغ مليون يورو له ونصف مليون يورو لزوجته.
طالب قيادات الجماعة الإسلامية بالسماح لأعضائها بالتظاهر من أجل الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن الزعيم الروحي للجماعة والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة من إحدى المحاكم الأمريكية بسبب تفجير وقع بمركز التجارة العالمي عام 1993، يومي 2، 3 مايو استغلالا لتغطية وسائل الإعلام لمظاهرات المعارضة.
وأكد المصري أن أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن أسندت إليه ملف الإفراج عنه.
كما دعا الى تغيير الجماعة الإسلامية الى العمل التظاهري الحاشد وطالب قادتها بنقل امكانيات الجماعة المادية بشأن قضية الدكتور عمر له وأن يكون أفرادها معه وبعد ذلك يتم توجيه رسائل للرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة الأمريكية والتحرك للسفارة الأمريكية بالقاهرة والاعتصام أمامها بوفد من أسرة الدكتور عمر وعدد من القيادات الإسلامية، وإرسال رسائل لزعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري للمشاركة السلمية في حملته التي سيقودها من أجل الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن.
ولكن مر يوما 2، 3 مايو ولم يحدث أي شيء فما هي الأسباب التي أدت لفشلها وما هو موقف قيادات الجماعة الإسلامية من تلك المحاولة، وهل منعت أعضائها من المشاركة فيها، وهل أبو عمر المصري ينتمي إليها، وهل كانت هناك ممارسات أمنية أدت لإجهاض تلك الحملة، وهل طرح اسمي زعيمي القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري سيخدم تلك القضية أم سيضرها خاصة وأنهما من أقبح الوجوه لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي بيدها قرار الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن، وهل هذه محاولة لجر الجماعة الإسلامية وتوريطها في صدام بشكل أو بآخر مع الأجهزة الأمنية لصالح جهات ما، هذا ما طرحناه على أبو عمر المصري وأهم أصحاب القرار في الجماعة الإسلامية وهما الدكتور ناجح إبراهيم والشيخ عصام دربالة.
وعن اسباب دعوته لهذه الحملة قال أبو عمر المصري لـ'القدس' 'إن الدكتور عمر عبدالرحمن موجود في السجون الأمريكية منذ 17 عاما ولا يوجد جديد في ملفه ولم يتم تحريك القضية بشكل ايجابي من أي جهة، وبعد حصولي على أحكام لصالحي من المحاكم الايطالية ضد الجهات الأمريكية، استدعتني أسرة الدكتور عمر عبدالرحمن يوم 25 نيسان/ابريل الماضي وعرضوا عليَّ أن أتولى ملف الدكتور عمر لأن أقرب الناس له تخلوا عنه، فأخبرتهم أن مواقفي يمكن أن تتعارض مع مواقف قيادات الجماعة الإسلامية، فأصروا على أن أتولى قضية الدكتور عمر وأن أكون المسؤول عنها وصاحب القرار فيها'.
* وهل عرضت الأمر على قيادات الجماعة الإسلامية؟
* نعم أرسلت لقيادات الجماعة مقترحاتي وأخبرتهم انني سأقوم بعمل غير تقليدي وسيكون ضخما قويا سيؤدي الى تفعيل قضية الدكتور عمر عبدالرحمن بشكل غير مسبوق وربما سيكون ذلك سببا مباشرا في الإفراج عنه بعد أن ساءت صحته بشكل كبير وأوشك على الهلاك، وأردت أن أستغل يومي 2 و 3 مايو وعرضت على عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية مشاركتي في هذا العمل فأبدوا استعدادهم لذلك ولكنهم اشترطوا موافقة قادة الجماعة، ولكن الدكتور ناجح إبراهيم رفض ذلك بشدة، وأخبرني بأن لديهم التزامات تمنعهم من المشاركة في مثل هذا العمل'.
* وهل أنت تنتمي إلى الجماعة الإسلامية؟
* أنا لا أنتمي إلى الجماعة الإسلامية ولا إلى أي جماعة أو حزب سياسي، ولكني أعمل مع جميع التيارات والحركات الإسلامية بما يتوافق مع عقيدتي ومنهجي ويخدم الإسلام والمسلمين'.
* ولكنك اعتقلت مع الجماعة الإسلامية عامي 1988 و1989.
* عندما أعتقلت مع الجماعة الإسلامية عامي 1988 و1989 لم أكن أنتمي إليهم ولكن المعتقلات في ذلك الوقت كان بها أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة وصحبتهم لأن الظروف جمعتني بهم ولكني لم أنضم إليهم.
* هل تعرضت لضغوط أمنية لاثنائك عن تلك الحملة؟
* لا مطلقاً لم أتعرض لأي ضغوط من أي نوع من أي جهة سواء أمنية أو غير ذلك، ولكن قادة الجماعة هم الذين تعرضوا لضغوط أمنية جعلتهم يمتنعون عن المشاركة في حملتي.
* وماذا ستفعل بعد أن فشلت حملتك ورفضت الجماعة مشاركتك هذا العمل؟
* سأعمل بمفردي ولن أترك قضية الشيخ عمر عبدالرحمن لأنه في محنة شديدة ولا يجد من يقف بجواره ويسانده في محنته بعد أن تخلى عنه أقرب الناس إليه.
* ألا ترى أن عزمك على مشاركة زعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في حملتك للإفراج عن الدكتور عمر سيضر بالقضية ولا يفيدها لأنهما من أشد أعداء الولايات المتحدة الأمريكية حكومة وشعباً؟
* لا بل على العكس فإضافة اسم الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري لتلك الحملة سيفيدها جدا وسيعطيها زخما إعلاميا كبيرا، خاصة إذا تم تغيير لهجتهم تجاه الولايات المتحدة الأمريكية الى لهجة سلمية مثل 'تمنيهم الإفراج عن الشيخ وعودته إلى بلده سالما' فسيكون خطابهم فريدا من نوعه وسيفيد قضيتنا ولن يضرها'.
* ألا ترى أن دعوتك لأفراد الجماعة الإسلامية بعمل مظاهرات حاشدة في وسط القاهرة هي محاولة لتوريطها في صدام مع الأمن لصالح أطراف ما؟
* لا طبعا هذا غير صحيح وكان غرضي هو أن يشارك أفراد الجماعة بشكل شخصي وليس جماعيا أي ان كل فرد هو صاحب قراره من يقتنع بالمشاركة معنا فليشارك ومن لا يريد المشاركة فهذا أمر يخصه، والجماعة الإسلامية لا تكون لها صلة بالموضوع أي لا توافق ولا ترفض وتترك حرية الاختيار لأفرادها ولا تمنعهم من المشاركة'.
وواجهنا الدكتور ناجح إبراهيم أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوراها ورئيس تحرير موقعها الالكتروني بما قاله أبو عمر المصري وسألناه هل أبو عمر كان ينتمي الى الجماعة؟
فقال الدكتور ناجح 'انه لا ينتمي الى الجماعة وقد صرح بذلك وهو حر فيما يراه مناسبا لنفسه'.
* هناك اتهامات لكم بأنكم تخليتم عن زعيمكم وشيخكم الدكتور عمر عبدالرحمن وتقاعستم عن نصرته؟
* نحن لن نتخلى أبدا عن فضيلة الدكتور عبدالرحمن وهو أول ملف تحدثت بشأنه في مبادرة وقف العنف وسعينا لإعادته إلى بلده ولكن ملف الدكتور عمر شائك ومعقد وليس يسيرا أو سهلا كما يتصور البعض، لأنه غير مسجون في مصر، وليس هناك اتفاقية تسليم متهمين بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وهذا الملف لا يستطيع أفراد أو جماعات إنهاءه بل يحتاج إلى دولة وحكومة رسمية تتفاوض بشأنه مع أمريكا للافراج عنه، وهل يتصور أحد بعد أن تمكنا بفضل الله وحده من الإفراج عن عشرين ألف شخص كانوا موجودين بالسجون والمعتقلات المصرية، أن يكون لدينا قدرة على الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن ونتقاعس عن ذلك، فهذا كلام غير منطقي وغير معقول وأيضا غير مسؤول.
* هل أعطيتم أوامر لأفراد الجماعة بعدم المشاركة في هذا العمل؟
* لا مطلقا لم يحدث ذلك فلا يتصور أحد أن أفراد الجماعة دمى نحن نحركها فجميعهم على قدر المسؤولية ويستطيعون تقييم الأمور جيدا، فلم نأمرهم ولم ننههم لأنهم ليسوا معوقين فكريا ولا ذهنيا ويعرفون جيدا الصواب من الخطأ وما ينفعهم وما يضرهم ولا ينساقوا وراء أي أحد.
* قال أبو عمر المصري أن انضمام أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري الى حملته سيعطيها زخما وسيكون لانضمامها أثرا ايجابي.
* هذا كلام غير صحيح بالمرة وغير عملي فانضمام أسامة بن لادن والشيخ الظواهري ومطالبتهما بالإفراج عن الدكتور عمر سيضر الدكتور عمر ولن يفرج عنه مطلقا لأن استجابة أمريكا لهم فيه دعما لهم'.
* ألا ترى أن دعوة أعضاء الجماعة للتظاهر هي محاولة لتوريط الجماعة في عمل ضد الدولة لصالح أطراف ما؟
* لا فأنا أعرف أبو عمر المصري جيدا، فالمسألة شو إعلامي فقط فهو لا يجد ما يخرجه ويقدمه للإعلام، فيقوم بين الحين والآخر باختراع شيء جديد فتارة يقول انه حصل على حكم بالتعويض ضد الحكومة الأمريكية ومستعد للتنازل عنه مقابل الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن ويتصور أن الإدارة الأمريكية بحاجة إلى أمواله وهو لم يقبض هذه الأموال ولن يستطيع الحصول عليها أبدا، ثم يصرح بعد ذلك بأنني لم أشكره على تلك المبادرة فأشكره على ماذا، أنا ممكن أشكره في حالة واحدة فقط وهي عندما يتمكن من الإفراج عن شيخنا وزعيمنا الدكتور عمر عبدالرحمن فسنشكره جميعا ونعترف بفضله في ذلك، ولكنه يفترض افتراضات ثم يبني عليها افتراضات أخرى وهكذا فهو يفترض أنه قبض التعويض وأن الحكومة الأمريكية شحاتة ولا يجدون ما يأكلون وبحاجة إلى أمواله فأخذتها وأطلقت سراح الشيخ عمر، ونحن لا نرد على افتراضات أو نتجاوب مع أشياء وهمية لا أساس لها من الصحة.
ولقد حاول أبو عمر المصري ترشيح نفسه في مجلس الشورى قبل ذلك ثم ادعى أنه قبل الانتخابات بثلاثة أيام اتصلت به قيادة أمنية كبيرة وقالت له 'افتكر إن عندك بنت وأفهمها زي ما تفهما' فهو يفعل كل ذلك من أجل الظهور الإعلامي فقط لا غير.
ويقول الشيخ عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وأحد مؤسسيها عن دعوة أبو عمر المصري الجماعة للتظاهر من أجل الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن: 'ان أبو عمر المصري فعل ذلك من تلقاء نفسه وأعلن عن حملته دون الرجوع إلينا وهو اجتهاد شخصي منه لأنه يحب الدكتور عمر عبدالرحمن ومتعاطف معه، ولكن لا يعبر عن رأي الجماعة، لأن الجماعة لها حساباتها الخاصة وهي تعمل من أجل فك أسر الشيخ عمر عبدالرحمن بالصورة التي تراها مناسبة لها والظروف المحيطة بها'.
أكد الشيخ عصام دربالة ان ما فعله أبو عمر المصري، ليس الطريقة المثلى لخدمة ملف الدكتور عمر عبدالرحمن فرغم أن القضية صحيحة ولا يختلف معه أحد في أنه لا بد من السعي من أجل الإفراج عن شيخنا الدكتور عمر إلا أنه بدعوته للتظاهر في وسط القاهرة ودعوته للشيخ أسامد بن لادن والدكتور أيمن الظواهري المشاركة في ذلك هو سلوك لوسائل غير منتجة لتحقيق الهدف المرجو منها بل وستزيد الأمور تعقيدا، وفي النهاية نقول ان مطلب المصري صحيح ولكن طريقته لتحقيق هذا المطلب غير صحيحة.
ونحن لم نتخل عن الشيخ عمر عبدالرحمن مطلقا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يمر على آل ياسر وهم يعذبون في مكة وهو لا يملك لهم من الأمر شيئاً ولا يستطيع رفع العذاب عنهم فكان يقول لهم 'صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة' ونحن يعز علينا أن نرى شيخنا الدكتور عمر في السجون الأمريكية ونحن لا نملك له من الأمر شيئا ولا نستطيع نصرته وتفريج الكرب عنه ولا نملك إلا الدعاء له ونقول له 'صبرا يا شيخنا فإن موعدك الجنة'.