farouk
25-04-2007, 01:16 PM
الدوائر الإسرائيلية تفتح النار على الفنانين العرب
غزة ــ أحمد إبراهيم:
فتح الهجوم الإسرائيلي الحاد على الفنان الكوميدي المصري عادل إمام ملف العلاقة السلبية والمتوترة بين تل أبيب من جهة والفنانين العرب من جهة أخرى·
وبات من الواضح أن هناك حالة من الاحتقان الشديد بين الطرفين خاصة بعد فيلم '' السفارة في العمارة '' الذي قام عادل أمام ببطولته أخيراً وألقى الضوء من خلاله على المشاكل التي يتعرض لها سكان العمارة الموجود بها السفارة الإسرائيلية ، الأمر الذي دفع بإسرائيل إلى تقديم احتجاج رسمي لدى الخارجية المصرية عن هذا الفيلم الذي اعتبرته يمثل هجوماً حاداً واستهزاء سافراً بأعضاء سفارتها في القاهرة ·
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمختلف توجهاتها هجوماً حاداً على عادل إمام وكافة المشاركين في هذا الفيلم حتى إن إذاعة صوت إسرائيل وصفته في تقرير أخير لها بالضفدع المصري وهو التشبيه الذي بات مرادفاً لعادل في كافة الدوائر الفنية الإسرائيلية·
اللافت أن الهجوم الإسرائيلي على الفنانين العرب لم يقتصر فقط عند وسائل الإعلام بل وصل إلى مراكز الأبحاث والدراسات العلمية الإسرائيلية أيضاً ·
المعهد الفني للدراسات العربية في إسرائيل أصدر دراسة في الثامن والعشرين من شهر يوليو بعنوان '' الفنانون العرب'' وهي الدراسة التي تنقسم إلى فصلين أساسيين الأول بعنوان '' فنانون معادون للسامية '' والثاني بعنوان '' مغنيون معادون للسامية'' ، والتي تلقي الضوء على أسباب كراهية إسرائيل للفنانين العرب خاصة مع اتخاذ كافة هؤلاء الفنانون لمواقف وتصويرهم لأعمال تهاجم إسرائيل وتكشف سياستها العنصرية ·
بداية تكشف الدراسة وفي فصلها الأول عن أبرز الفنانين العرب الذي كرهتهم إسرائيل بداية من عادل إمام الذي أوضحت الدراسة في فصلها الأول أن استهزاء إمام بالإسرائيليين لا تقتصر فقط على فيلم السفارة في العمارة بل أن له تاريخ طويل من الأعمال الكارهة لإسرائيل ، ومثال ذلك مسلسله الشهير '' دموع في عيون وقحة'' الذي قام ببطولته مع الممثلة معالي زايد ومحمود الجندي وأسامة عباس ومصطفى فهمي ، وهو المسلسل الذي جسد فيه عادل إمام قصة واقعية لعامل مصري حاولت إسرائيل تجنيده ليعمل لصالحها وأعطته أحد أخطر أجهزة الإرسال الخاصة بها إلا أنه سلم هذا الجهاز إلى المخابرات المصرية التي كان هذا العامل يعمل في الأساس معها·
شارونيات
وتوضح الدراسة إن إمام أظهر الإسرائيليين في هذا المسلسل بالكارهين للعرب والمحبين للاستيلاء على كافة الأراضي العربية وقتل العرب بلا رحمة، الأمر الذي اعتبرته الدراسة يتطلب وقفه مع أعماله الكارهة لإسرائيل خاصة وأنه حالياً يعمل كسفير للأمم المتحدة وبالتالي يجب فصله من هذا المنصب خاصة وأنه وبهذه الأعمال المعادية لإسرائيل ينتهك قواعد هذا المنصب·
ولم تتوقف العلاقات السلبية بين الإسرائيليين والفنانين العرب عند إمام فقط بل وصلت أيضاً للفنان الكويتي داود حسين الذي انتقدته الدوائر الإسرائيلية واليهودية الإعلامية عبر العالم بعد مسلسله الشهير '' شارونيات'' الذي عرض على عدد من الشاشات الفضائية العربية منذ قرابة عامين وهو المسلسل الذي وصل الانتقادات الموجهة إليه إلى ساحة الأمم المتحدة حيث طالب مندوب إسرائيل الدائم في الأمم آنذاك وقف عرض هذا المسلسل معتبراً إياه من ابرز المسلسلات المعادية للسامية ·
ولم يقتصر الأمر عند الفنان داود حسين بل وصل إلى العديد من الفنانين المصريين الآخرين الذي كان أبرزهم الفنان محمد صبحي الذي وصفته جمعية محبي الفنون اليهودية في القدس والتي تعتبر واحدة من أشهر الجماعات الفنية اليهودية التي ترى أن الصراع بين إسرائيل والعرب في المستقبل لن يكون صراعا بالأسلحة أو الإمكانيات العسكرية بل سيمتد ليصل إلى الفنون المختلفة الأخرى ·
وتوضح هذه الجماعة في بيان لها أن صبحي أجرم في حق إسرائيل خاصة بعد مسلسلة الشهير '' فارس بلا جواد'' وهو المسلسل الذي يعرض لأسطورة '' بروتوكولات حكماء صهيون '' وهي البروتوكولات التي تدعو اليهود إلى السيطرة على مفاتيح الاقتصاد والسياسية والفنون في العالم حتى يتحقق لهم التفوق الدائم في العالم وهو ما سينعكس إيجابياً عليهم وعلى إسرائيل·
ولقد طالبت هذه الجماعة بضرورة معاقبة صبحي بمنعه من الاشتراك في أي من المهرجانات الفنية العالمية معتبرين إياه أحد أبرز الفنانين الكارهين لإسرائيل بلا سبب وهو ما يتوجب فرض عقوبات صارمة عليه تبدأ بمنعه من الاشتراك في أي من المهرجانات العالمية وحتى منع عرض أعماله في أي فضائية أو قناة عالمية·
رأفت الهجان
ومن صبحي إلى الفنان المصري محمود عبد العزيز الذي انتقدته الدراسة بدورها بسبب أدواره التي أهانت إسرائيل بقوة مثل مسلسل رأفت الهجان الذي يلقي الضوء على واحد من أبرز العملاء المصريين الذي زرعتهم القاهرة في تل أبيب وهو جان بيتون اليهودي المصري الذي هاجر إلى إسرائيل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي واستطاع أن يجند العديد من الإسرائيليين في شبكات تجسس عملت جميعها على نقل المعلومات السرية والحساسة إلى القاهرة ، وهو ما أنعكس إيجابياً على القاهرة في العديد من المواجهات التي اندلعت بعد ذلك وكان أبرزها حرب الاستنزاف وحرب 1973 التي استعادت مصر بعدها شبه جزيرة سيناء ·
وأوضحت الدراسة أن عبد العزيز لم يكتف بهذا الدور بل قام أيضاً بدور وصفته ب'' المستفز '' لإسرائيل في فيلم إعدام ميت والذي جسد فيه شخصية ضابط مصري نجح في التسلل لسيناء والذهاب إليها بدلاً من أحد العملاء المصريين لإسرائيل والذي تم القبض عليه ·
واستطاع عبد العزيز أن يقوم بمهمة في منتهى الخطورة وهي زيارة مفاعل ديمونا الذي يعتبر أحد أخطر الأماكن في إسرائيل والتأكد من أن إسرائيل لا تقوم بصناعة الأسلحة النووية وذلك حتى تطمئن مصر وتستطيع دخول الحرب ضد إسرائيل ·
ووصفت الدراسة عبد العزيز بالمعادي لليهود والذي يظهر في صورة الممثل الذي يكشف المؤامرات الإسرائيلية الهادفة إلى الاعتداء على المصريين والإضرار بهم·
بالإضافة إلى دور الفنان المصري يحيى الفخراني الذي قام وفي نفس الفيلم بدور ضابط المخابرات الإسرائيلية '' أبو جودا'' والذي شبهته الدراسة بالممثل الكاره للعرب بصورة دائمة ، داعية إلى ضرورة معاقبة أي ممثل عربي يظهر ضباط المخابرات الإسرائيلية في هذه الصورة السلبية ، بجانب العديد من الأعمال الفنية الأخرى التي عرضت سواء في مصر أو العديد من الدول العربية الأخرى عبر شاشاتها الفضائية ، وفي هذا الصدد تهاجم الدراسة وبضراوة قناة المنار اللبنانية معتبرة أنها أسوأ قناة معادية لإسرائيل خاصة مع برامجها المستفزة لمشاعر اليهود وعرضها وبصورة دورية العمليات العسكرية التي قامت بها المقاومة اللبنانية ضد الجيش الإسرائيلي ·
وتمتدح قرار العديد من الدول الأوروبية بمنع بث هذه القناة عبر أقمارها الصناعية ، وهو القرار الذي رأت أنه من أحن القرارات التي خدمت إسرائيل وراعت مشاعر شعبها·
غناء
وتنتقل الدراسة وفي فصلها الثاني إلى إلقاء الضوء على ابرز المغنيين العرب الذين عادوا إسرائيل وأنشدوا أغاني فنية تعاديها ·
ومن أبرز هؤلاء المطربين المطرب الشعبي المصري '' شعبان عبد الرحيم '' الذي انتقدته الدوائر الإعلامية الإسرائيلية بشدة بعد أغنيته الشهيرة '' أنا بكره إسرائيل'' وهي الأغنية التي لاقت نجاحاً كبيراً ليس فقط في مصر بل في العديد من الدول العربية بل وبين العرب في أوروبا وأميركا·
وتوضح أن '' عبد الرحيم'' وبهذه الأغنية زرع في قلب كل عربي ما أسمته بجذور '' كراهية إسرائيل'' وهي الجذور التي باتت متأصلة في نفوس هؤلاء العرب منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الحالية في سبتمبر عام 2000 حتى الآن·
وتضيف أن مشكلة أغنية '' أنا بكره إسرائيل'' لا تتوقف فقط عند سماع المصريين أو العرب لها بل أنها باتت أغنية شعبية في العديد من الأوساط العربية والإسلامية في العالم كله وهو ما رأت أنه يندرج تحت بند الحرب الفنية التي تشنها الدول العربية وعلى رأسها مصر ضد إسرائيل ، وهي الحرب التي أكدت الدراسة شراستها خاصة مع الإمكانيات الفنية الكبيرة التي توليها الدول العربية بالفنون ورصدها للعديد من الميزانيات الضخمة من أجل تطوير إمكانياتها الفنية وإقامة العشرات من القنوات الفضائية الشهيرة من أجلها
بجانب المغني المصري محمد فؤاد الذي وجهت له الدراسة انتقادات لاذعة بسبب أغنيته '' أفرحي يا أم الشهيد'' والتي عرضها في فيلمه '' رحله حب'' الذي قام ببطولته مع الفنان أحمد حلمي · وتوضح الدراسة أن فؤاد الذي يمتلك شعبية كبيرة ليس فقط في الدول العربية بل بين الفلسطينيين وقع في خطأ كبير للغاية خاصة مع الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها فؤاد بين الفلسطينيين والعرب في إسرائيل ، وهو ما رأت الدراسة أنه يمثل دعوة لكراهية إسرائيل والتحريض على القيام بالعمليات العسكرية ضد المدنيين الإسرائيليين ·
المثير أن الدراسة ومع الانتقادات التي وجهتها لهؤلاء الفنانين امتدحت عدداً منهم وأبرزهم المغنيان المصريان '' حكيم '' و'' مدحت صالح'' بجانب المخرج المصري الراحل'' حسام الدين مصطفى'' وجميعهم ممن سافروا إلى إسرائيل وأحيوا حفلات وحضروا مهرجانات فنية وسينمائية بها· وتوضح الدراسة أن هؤلاء الفنانين كانت لديهم شجاعة كبيرة ساعدتهم على القيام بما لا يجرؤ عليه أي فنان مصري أو عربي آخر وهو السفر لإسرائيل ورؤيتها على أرض الواقع والتأكد من الجو الديمقراطي الذي تعيش فيه والحرية التي يحظى بها مواطنيها· وبالتالي تكشف هذه الدراسة أسباب العلاقات السلبية بين تل أبيب والفنانين العرب ، وهي العلاقات التي يبدو أنها لن تعرف الهدوء مهما حاولت إسرائيل خاصة مع تمسك هؤلاء الفنانين بالثوابت الوطنية العربية ورفضهم التعامل مع إسرائيل·
جريده الاتحاد الامارتيه ....عدد 3/8
غزة ــ أحمد إبراهيم:
فتح الهجوم الإسرائيلي الحاد على الفنان الكوميدي المصري عادل إمام ملف العلاقة السلبية والمتوترة بين تل أبيب من جهة والفنانين العرب من جهة أخرى·
وبات من الواضح أن هناك حالة من الاحتقان الشديد بين الطرفين خاصة بعد فيلم '' السفارة في العمارة '' الذي قام عادل أمام ببطولته أخيراً وألقى الضوء من خلاله على المشاكل التي يتعرض لها سكان العمارة الموجود بها السفارة الإسرائيلية ، الأمر الذي دفع بإسرائيل إلى تقديم احتجاج رسمي لدى الخارجية المصرية عن هذا الفيلم الذي اعتبرته يمثل هجوماً حاداً واستهزاء سافراً بأعضاء سفارتها في القاهرة ·
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمختلف توجهاتها هجوماً حاداً على عادل إمام وكافة المشاركين في هذا الفيلم حتى إن إذاعة صوت إسرائيل وصفته في تقرير أخير لها بالضفدع المصري وهو التشبيه الذي بات مرادفاً لعادل في كافة الدوائر الفنية الإسرائيلية·
اللافت أن الهجوم الإسرائيلي على الفنانين العرب لم يقتصر فقط عند وسائل الإعلام بل وصل إلى مراكز الأبحاث والدراسات العلمية الإسرائيلية أيضاً ·
المعهد الفني للدراسات العربية في إسرائيل أصدر دراسة في الثامن والعشرين من شهر يوليو بعنوان '' الفنانون العرب'' وهي الدراسة التي تنقسم إلى فصلين أساسيين الأول بعنوان '' فنانون معادون للسامية '' والثاني بعنوان '' مغنيون معادون للسامية'' ، والتي تلقي الضوء على أسباب كراهية إسرائيل للفنانين العرب خاصة مع اتخاذ كافة هؤلاء الفنانون لمواقف وتصويرهم لأعمال تهاجم إسرائيل وتكشف سياستها العنصرية ·
بداية تكشف الدراسة وفي فصلها الأول عن أبرز الفنانين العرب الذي كرهتهم إسرائيل بداية من عادل إمام الذي أوضحت الدراسة في فصلها الأول أن استهزاء إمام بالإسرائيليين لا تقتصر فقط على فيلم السفارة في العمارة بل أن له تاريخ طويل من الأعمال الكارهة لإسرائيل ، ومثال ذلك مسلسله الشهير '' دموع في عيون وقحة'' الذي قام ببطولته مع الممثلة معالي زايد ومحمود الجندي وأسامة عباس ومصطفى فهمي ، وهو المسلسل الذي جسد فيه عادل إمام قصة واقعية لعامل مصري حاولت إسرائيل تجنيده ليعمل لصالحها وأعطته أحد أخطر أجهزة الإرسال الخاصة بها إلا أنه سلم هذا الجهاز إلى المخابرات المصرية التي كان هذا العامل يعمل في الأساس معها·
شارونيات
وتوضح الدراسة إن إمام أظهر الإسرائيليين في هذا المسلسل بالكارهين للعرب والمحبين للاستيلاء على كافة الأراضي العربية وقتل العرب بلا رحمة، الأمر الذي اعتبرته الدراسة يتطلب وقفه مع أعماله الكارهة لإسرائيل خاصة وأنه حالياً يعمل كسفير للأمم المتحدة وبالتالي يجب فصله من هذا المنصب خاصة وأنه وبهذه الأعمال المعادية لإسرائيل ينتهك قواعد هذا المنصب·
ولم تتوقف العلاقات السلبية بين الإسرائيليين والفنانين العرب عند إمام فقط بل وصلت أيضاً للفنان الكويتي داود حسين الذي انتقدته الدوائر الإسرائيلية واليهودية الإعلامية عبر العالم بعد مسلسله الشهير '' شارونيات'' الذي عرض على عدد من الشاشات الفضائية العربية منذ قرابة عامين وهو المسلسل الذي وصل الانتقادات الموجهة إليه إلى ساحة الأمم المتحدة حيث طالب مندوب إسرائيل الدائم في الأمم آنذاك وقف عرض هذا المسلسل معتبراً إياه من ابرز المسلسلات المعادية للسامية ·
ولم يقتصر الأمر عند الفنان داود حسين بل وصل إلى العديد من الفنانين المصريين الآخرين الذي كان أبرزهم الفنان محمد صبحي الذي وصفته جمعية محبي الفنون اليهودية في القدس والتي تعتبر واحدة من أشهر الجماعات الفنية اليهودية التي ترى أن الصراع بين إسرائيل والعرب في المستقبل لن يكون صراعا بالأسلحة أو الإمكانيات العسكرية بل سيمتد ليصل إلى الفنون المختلفة الأخرى ·
وتوضح هذه الجماعة في بيان لها أن صبحي أجرم في حق إسرائيل خاصة بعد مسلسلة الشهير '' فارس بلا جواد'' وهو المسلسل الذي يعرض لأسطورة '' بروتوكولات حكماء صهيون '' وهي البروتوكولات التي تدعو اليهود إلى السيطرة على مفاتيح الاقتصاد والسياسية والفنون في العالم حتى يتحقق لهم التفوق الدائم في العالم وهو ما سينعكس إيجابياً عليهم وعلى إسرائيل·
ولقد طالبت هذه الجماعة بضرورة معاقبة صبحي بمنعه من الاشتراك في أي من المهرجانات الفنية العالمية معتبرين إياه أحد أبرز الفنانين الكارهين لإسرائيل بلا سبب وهو ما يتوجب فرض عقوبات صارمة عليه تبدأ بمنعه من الاشتراك في أي من المهرجانات العالمية وحتى منع عرض أعماله في أي فضائية أو قناة عالمية·
رأفت الهجان
ومن صبحي إلى الفنان المصري محمود عبد العزيز الذي انتقدته الدراسة بدورها بسبب أدواره التي أهانت إسرائيل بقوة مثل مسلسل رأفت الهجان الذي يلقي الضوء على واحد من أبرز العملاء المصريين الذي زرعتهم القاهرة في تل أبيب وهو جان بيتون اليهودي المصري الذي هاجر إلى إسرائيل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي واستطاع أن يجند العديد من الإسرائيليين في شبكات تجسس عملت جميعها على نقل المعلومات السرية والحساسة إلى القاهرة ، وهو ما أنعكس إيجابياً على القاهرة في العديد من المواجهات التي اندلعت بعد ذلك وكان أبرزها حرب الاستنزاف وحرب 1973 التي استعادت مصر بعدها شبه جزيرة سيناء ·
وأوضحت الدراسة أن عبد العزيز لم يكتف بهذا الدور بل قام أيضاً بدور وصفته ب'' المستفز '' لإسرائيل في فيلم إعدام ميت والذي جسد فيه شخصية ضابط مصري نجح في التسلل لسيناء والذهاب إليها بدلاً من أحد العملاء المصريين لإسرائيل والذي تم القبض عليه ·
واستطاع عبد العزيز أن يقوم بمهمة في منتهى الخطورة وهي زيارة مفاعل ديمونا الذي يعتبر أحد أخطر الأماكن في إسرائيل والتأكد من أن إسرائيل لا تقوم بصناعة الأسلحة النووية وذلك حتى تطمئن مصر وتستطيع دخول الحرب ضد إسرائيل ·
ووصفت الدراسة عبد العزيز بالمعادي لليهود والذي يظهر في صورة الممثل الذي يكشف المؤامرات الإسرائيلية الهادفة إلى الاعتداء على المصريين والإضرار بهم·
بالإضافة إلى دور الفنان المصري يحيى الفخراني الذي قام وفي نفس الفيلم بدور ضابط المخابرات الإسرائيلية '' أبو جودا'' والذي شبهته الدراسة بالممثل الكاره للعرب بصورة دائمة ، داعية إلى ضرورة معاقبة أي ممثل عربي يظهر ضباط المخابرات الإسرائيلية في هذه الصورة السلبية ، بجانب العديد من الأعمال الفنية الأخرى التي عرضت سواء في مصر أو العديد من الدول العربية الأخرى عبر شاشاتها الفضائية ، وفي هذا الصدد تهاجم الدراسة وبضراوة قناة المنار اللبنانية معتبرة أنها أسوأ قناة معادية لإسرائيل خاصة مع برامجها المستفزة لمشاعر اليهود وعرضها وبصورة دورية العمليات العسكرية التي قامت بها المقاومة اللبنانية ضد الجيش الإسرائيلي ·
وتمتدح قرار العديد من الدول الأوروبية بمنع بث هذه القناة عبر أقمارها الصناعية ، وهو القرار الذي رأت أنه من أحن القرارات التي خدمت إسرائيل وراعت مشاعر شعبها·
غناء
وتنتقل الدراسة وفي فصلها الثاني إلى إلقاء الضوء على ابرز المغنيين العرب الذين عادوا إسرائيل وأنشدوا أغاني فنية تعاديها ·
ومن أبرز هؤلاء المطربين المطرب الشعبي المصري '' شعبان عبد الرحيم '' الذي انتقدته الدوائر الإعلامية الإسرائيلية بشدة بعد أغنيته الشهيرة '' أنا بكره إسرائيل'' وهي الأغنية التي لاقت نجاحاً كبيراً ليس فقط في مصر بل في العديد من الدول العربية بل وبين العرب في أوروبا وأميركا·
وتوضح أن '' عبد الرحيم'' وبهذه الأغنية زرع في قلب كل عربي ما أسمته بجذور '' كراهية إسرائيل'' وهي الجذور التي باتت متأصلة في نفوس هؤلاء العرب منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الحالية في سبتمبر عام 2000 حتى الآن·
وتضيف أن مشكلة أغنية '' أنا بكره إسرائيل'' لا تتوقف فقط عند سماع المصريين أو العرب لها بل أنها باتت أغنية شعبية في العديد من الأوساط العربية والإسلامية في العالم كله وهو ما رأت أنه يندرج تحت بند الحرب الفنية التي تشنها الدول العربية وعلى رأسها مصر ضد إسرائيل ، وهي الحرب التي أكدت الدراسة شراستها خاصة مع الإمكانيات الفنية الكبيرة التي توليها الدول العربية بالفنون ورصدها للعديد من الميزانيات الضخمة من أجل تطوير إمكانياتها الفنية وإقامة العشرات من القنوات الفضائية الشهيرة من أجلها
بجانب المغني المصري محمد فؤاد الذي وجهت له الدراسة انتقادات لاذعة بسبب أغنيته '' أفرحي يا أم الشهيد'' والتي عرضها في فيلمه '' رحله حب'' الذي قام ببطولته مع الفنان أحمد حلمي · وتوضح الدراسة أن فؤاد الذي يمتلك شعبية كبيرة ليس فقط في الدول العربية بل بين الفلسطينيين وقع في خطأ كبير للغاية خاصة مع الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها فؤاد بين الفلسطينيين والعرب في إسرائيل ، وهو ما رأت الدراسة أنه يمثل دعوة لكراهية إسرائيل والتحريض على القيام بالعمليات العسكرية ضد المدنيين الإسرائيليين ·
المثير أن الدراسة ومع الانتقادات التي وجهتها لهؤلاء الفنانين امتدحت عدداً منهم وأبرزهم المغنيان المصريان '' حكيم '' و'' مدحت صالح'' بجانب المخرج المصري الراحل'' حسام الدين مصطفى'' وجميعهم ممن سافروا إلى إسرائيل وأحيوا حفلات وحضروا مهرجانات فنية وسينمائية بها· وتوضح الدراسة أن هؤلاء الفنانين كانت لديهم شجاعة كبيرة ساعدتهم على القيام بما لا يجرؤ عليه أي فنان مصري أو عربي آخر وهو السفر لإسرائيل ورؤيتها على أرض الواقع والتأكد من الجو الديمقراطي الذي تعيش فيه والحرية التي يحظى بها مواطنيها· وبالتالي تكشف هذه الدراسة أسباب العلاقات السلبية بين تل أبيب والفنانين العرب ، وهي العلاقات التي يبدو أنها لن تعرف الهدوء مهما حاولت إسرائيل خاصة مع تمسك هؤلاء الفنانين بالثوابت الوطنية العربية ورفضهم التعامل مع إسرائيل·
جريده الاتحاد الامارتيه ....عدد 3/8