مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الأول من مادة الفلسفة للصف الأول الثانوي


مصطفى العزونى
10-05-2010, 03:10 PM
الباب الأول
مبادئ الفلسفة
الفصل الأول مدخل إلى الفلسفة
1ـ نشأة الفلسفة .
2ـ تعريف الفلسفة .
3ـ أهمية الفلسفة في الارتقاء بالإنسان والمجتمع .
4ـ مقارنة بين خصائص الأسلوب الفلسفي والأسلوب العلمي .
5ـ أهمية تعلم الفلسفة والتفلسف .
الفصل الثاني مفاهيم فلسفية .
1ـ العدالة .
2ـ الضمير .
3ـ العولمة .

الفصل الأول
مدخل إلى الفلسفة

v نشأة الفلسفة :
ملامح الفكر الشرقي القديم :
كان للشرق القديم السبق إلى إقامة حضارات إنسانيه مزدهرة ناضجة حيث جمعت بين :
(1) العلم العملي : الذي يقوم على المشاهدات التجريبية
حيث توصل حكماء الشرق القديم إلى استخدام صناعات وابتداع فنون وعلوم عملية مثل :
( الرياضيات ـ الميكانيكا ـ الكيمياء ـ الفلك ـ ..... وغيرها ) .
(2) التفكير النظري الديني : الذي يستند إلى النظر العقلي حيث اهتدى حكماء الشرق القديم إلى
وجهات من النظر العقلية في :
ــ الكون وخالقه . ــ أصل الموجودات ومصيرها . ــ الخير والشر في الأفعال الإنسانية .
وغير ذلك من الموضوعات التي لا تزال مجالاً للبحث الفلسفي .
أبرز حكماء الشرق القديم :
في مصر في الهند في الصين في فارس
إخناتون بوذا كونفوشيوس زرادشت
نشأة الفلسفة عند قدماء اليونان :
ظهر الفكر الفلسفي في بلاد اليونان في الفترة ما بين القرن ( 4 ق . م ـ والقرن 6 ق . م ) على يد الحكماء الأوائل وفى مقدمتهم (( طاليس )) .
ظلت الفلسفة تنمو وتكتمل تدريجياً حتى بلغت قمة نضجها على يد : (( سقراط ـ أفلاطون ـ أرسطو )) .
أوجه التشابه والاختلاف بين فلاسفة اليونان وحكماء الشرق القديم :
ـ تناول فلاسفة اليونان نفس المجالات التي نظر فيها حكماء الشرق القديم من قبل .
ـ اختلف فلاسفة اليونان عن حكماء الشرق القديم في :
(1) بواعث ( دوافع ) التفكير : تمثل دافع تفكيرهم في متعة البحث العقلي وحده .
(2) طرق البحث : تم بحثهم عن طريق النظر العقلي الخالص .
(3) وجهات النظر ( الهدف ) : هدفهم كشف الحقيقة بصرف النظر عما يترتب على كشفها من تحقيق
لمطالب الحياة العملية أو إشباع لمقتضيات الحياة الدينية .
مثال (1) عند بحثهم في النجوم كان هدفهم التوصل إلى قوانين :
ـ تفسر ظهور واختفاء هذه النجوم .
ـ تعلل حركتها وسيرها .
مثال (2) عند تأملهم في الوجود كان هدفهم :
ـ معرفة طبيعة الوجود .
ـ معرفة مبدأ صدوره ونهاية مصيره .
ومما سبق نجد أن :
تفكير فلاسفة اليونان كان يخضع لمنطق ( العقل واستدلاله ) ، فتوصلوا إلى وضع قوانين ونظريات تفسر الظواهر وتعلل الموجودات دون أن يقصدوا من وراء ذلك تحقيق أي غرض عملي أو ديني .
لذلك : يعتقد المؤرخون أن الفلسفة بمعناها التقليدي قد نشأت عند اليونانيين القدماء .
تطور الفلسفة :
ـ تطورت الفلسفة : منذ نشأتها عند اليونانيين القدماء وحتى الآن تطوراً عظيماً حيث ظهرت مجموعة
كبيرة من الفلاسفة الذين أسهموا فى توجيه الحضارة الإنسانية والارتقاء بحياة البشر .
ـ نقلت الفلسفات المعاصرة مجال التفلسف :
من الوجود بأسبابه البعيدة ، ومبادئه الأولى .
إلى البحث العقلي عن أكثر الحقائق أهمية في حياة الإنسان الروحية والأخلاقية والاجتماعية .
ـ الفلسفة اليوم : لم تعد تكتفي بالمعرفة النظرية ، بل تحاول أيضاً تنظيم الحياة الإنسانية فهي لذلك لا تعلمنا كيف نفكر فقط بل تعلمنا أيضاً كيف نحيا .
تعريفات الفلسفة
التعريف اللغوي للفلسفة
ـ كلمة الفلسفة في أصلها اللغوي مأخوذة من كلمة يونانية قديمة تتكون من مقطعين هما :
· فيلو .. وتعنى .. ( حب أو محبة أو إيثار) .
· سوفيا .. وتعنى .. ( الحكمة ) .
· إذن : كلمة الفلسفة لغوياً تعنى : (( حب الحكمة )) أو (( محبة الحكمة )) .
وكلمة الفيلسوف لغوياً تعنى (( محب الحكمة )) .
ويعد الفيلسوف اليوناني ( فيثاغورث ) أول من استخدم لفظ ( فلسفة ) وحدد معناه .
وعارض ( فيثاغورث ) علماء عصره الذين كانوا يسمون أنفسهم (( حكماء )) قائلاً :
(( إن الإنسان مهما بذل من جهد فلن يبلغ غايته من الحكمة لأن صفة الحكمة لا تصدق على أي مخلوق بشرى وإنما
الحكمة لله وحده )) .
لذلك رأى ( فيثاغورث ) أن نطلق اسم (( فيلسوف )) أي : (( محب الحكمة )) بدلاً من (( حكيم )) على الإنسان الذي يسعى للوصول إلى الحكمة أو البحث عنها .
ـ وقد ظل هذا التعريف اللغوي للفلسفة سائداً منذ العصر اليوناني القديم وحتى الآن .
التعريف العام للفلسفة
اختلف الفلاسفة حول وضع تعريف محدد للفلسفة تلتقي عنده وجهات نظرهم جميعاً ،
وذلك بسبب : 1ـ اختلاف الفلاسفة : فلكل فيلسوف وجهة نظره الخاصة به في تعريف الفلسفة .
2ـ اختلاف العصور : فالفيلسوف مرآة عصره ، يمكنه تعريف الفلسفة في ضوء العصر الذي يعيش فيه .
ý وبالرغم من تعدد تعريفات الفلسفة إلا أنه هناك اتجاه عام يجمع بينهم وهو :
(1) بحث المشكلات الكبرى للإنسان والتفسير الشامل للعالم .
(2) دراسة طبيعة الإنسان ومستقبله ومصيره .
ü وفيما يلي سنتعرض لأهم تعريفات الفلسفة :
التعريف الأول :
الفلسفة : هي العلم الكلى الذي يبحث في أصول وغايات الكون والطبيعة والإنسان ، وغايته النهائية كشف
الحقيقة لذاتها .
ý وبناءاً على هذا التعريف فإن :
الفلسفة ... هي علم العلوم لأنها تبحث في الموجودات باعتبارها كلاً واحداً لا يتجزأ .
ý وبناءاً على هذا التعريف أيضاً فإن الفلسفة تهتم بالبحث في :
1ـ طبيعة وأصل الأشياء . 2ـ حقائق الموجودات .
وذلك رغبة في معرفة العلل البعيدة والمبادئ الأولى .



التعريف الثاني :
الفلسفة : هي وجهة نظر أو رؤية فكرية شاملة للحياة والإنسان والعالم .
ý وبناءاً على هذا التعريف فإن :
الفلسفة ... هي وجهة نظر شاملة للحياة والإنسان والعالم وبالتالي يمكن اعتبار كل إنسان فيلسوفاً
ـ إلى حد ما ـ لأن كل فرد له وجهة نظر خاصة به في الحياة والإنسان والعالم .
ý وبناءاً على هذا التعريف أيضاً فإن الفلسفة تهتم بالبحث في :
1ـ معنى الحياة . 2ـ مشكلات الإنسان الواقعية .
3ـ الاتجاه العملي نحو توجيه السلوك .
موقفنا من الفلسفة
· إننا في حاجة إلى أن نقف موقفاً نقدياً واعياً من الفلسفة التي يعيشها كل منا كل يوم ، بأن نسأل أنفسنا :
أـ ماذا وراء سلوكنا اليومي ؟
بـ ـ ماذا وراء أحكامنا المتناثرة التي نلقيها جزافاً هنا وهناك ؟ ماذا يجمعها ؟ .. ماذا يوحدها ؟ ..
ما قيمتها ؟ .. ما حقيقتها ؟
وبهذا الموقف النقدي من أنفسنا وفكرنا يمكننا أن :
1ـ نجدد حياتنا . 2ـ ننتقل بفلسفتنا الحياتية التي نعيشها إلى مرحلة الوعي والوضوح والنضج .

أهمية الفلسفة في الارتقاء بالإنسان والمجتمع


أهمية الفلسفة للإنسان


1ـ إشباع الرغبة الطبيعية لدى الإنسان للمعرفة .
2ـ تنمية قدرات التفكير وحل المشكلات .
3ـ تكوين وجهة نظر شخصية عن الحياة والإنسان .
4ـ تنمية وعى الإنسان وفهمه لذاته وعالمه .
5ـ إقامة الإيمان الديني على أساس عقلي .

أهمية الفلسفة للمجتمع
1ـ تحليل ونقد الواقع الاجتماعي وكشف مشكلاته .
2ـ تقديم حلول مقترحة للمشكلات الاجتماعية .
3ـ تحقيق ارتقاء المجتمع ونهضته .


أولاً : أهمية الفلسفة للإنسان
1ـ إشباع الرغبة الطبيعية لدى الإنسان للمعرفة
(1) تثير الفلسفة مشكلات وتساؤلات تتناول موضوعات تتعلق بالإنسان ووجوده وحريته وقيمه ،
(2) ونتيجة لحاجة الإنسان الطبيعية إلى المعرفة وحب الاستطلاع فهو يبحث عن إجابات لأي أسئلة تدخل في نطاق عقله دائم البحث .
(3) ورغم أن الفلسفة لا تقدم إجابات حاسمة لهذه التساؤلات ، إلا أن مجرد سعى الفلسفة وراء اكتشاف مبادئ عامة تجيب على هذه التساؤلات يشبع في الإنسان رغبته في المزيد من المعرفة والتأمل .
2ـ تنمية قدرات التفكير وحل المشكلات
· تؤدى الفلسفة إلى تنمية الروح الفلسفية النقدية لدى صاحبها والتي تتمثل في :
أ ـ استقلال الفكر المستنير الذي يرفض الوصاية عليه .
بـ ـ النقد العقلي الذي لا يسلم بشئ تسليماً أعمى .
جـ ـ تربية العقل على التساؤل والدهشة والتأمل واتخاذ القرار الأخلاقي الحر .
وحيث أن الروح الفلسفية تتميز بأنها .. تقوى إحساس الإنسان بمسئوليته عن مواجهة مشكلاته وبحثها وتنظيمها وإيجاد حلول لها .
إذن الفلسفة ... تكسب الإنسان كثير من القدرات والمهارات العقلية وتدربه على مواجهة المشكلات وإيجاد حلول لها .
3ـ تكوين وجهة نظر شخصية عن الحياة والإنسان
· كل منا يريد أن يفكر بنفسه .. لا أن يفكر له الآخرون .
وأحد أهداف الفلسفة هو التخلص من حالة الجمود العقلي التي نقبل فيها آراء لمجرد أنها كانت دائماً مقبولة أو لأن أشخاص يحظون بتقديرنا يسلمون بها .
ولكي نحقق هذا الهدف ( التخلص من حالة الجمود العقلي ) يجب أن نصبح على ألفة بالفلسفة وموضوعاتها وتاريخها وذلك لإكساب العقل الاتجاه النقدي الصحيح تجاه مسلماتنا ومعتقداتنا ،
وتدريجياً عن طريق فحص الآراء والأفكار التي تصلنا وإعادة بناءها من جديد نتمكن من أن نقيم لأنفسنا وجهة نظر شاملة متجانسة عن الحياة والإنسان والعالم مما يجنبنا التخبط والتلقائية ووجهات النظر الجزئية القاصرة .

4ـ تنمية وعى الإنسان وفهمه لذاته وعالمه
· تعمل الفلسفة على زيادة وعى الإنسان بالعالم الذي يعيش فيه حيث تساعده على :
أ ـ البحث في الوجود الذي يحيط به ، وفهم نفسه .
بـ ـ تحديد مكانه وغايته من حياته .
جـ ـ تحديد أهدافه ومثله العليا وغايات مجتمعه في ضوء دراسته الأخلاقية والسياسية .
5ـ إقامة الإيمان الديني على أساس عقلي
· تساعد الفلسفة على تنمية الوعي الديني والبرهنة على أن الحقائق الموحى بها من الله تتفق مع مبادئ العقل وتعبر عنه تعبيراً صحيحاً .
· قد يظن بعض الناس أن دراسة الفلسفة تؤدى إلى الكفر والإلحاد ومخالفة الوحي الإلهي ،
وهذا خاطئ لأن : أ ـ ليس هناك تناقض بين إخلاص الفيلسوف لتأملاته العقلية وبين كونه إنسان له عقيدة
دينية يدين بها .
بـ ـ الإسلام أطلق للناس حرية التفكير وجعل النظر العقلي الصحيح أساس الاعتقاد
الصحيح .
ü فالقرآن الكريم : أثنى على الذاكرين وهم يعملون عقولهم
ü فقال تعالى ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار * ) ( سورة آل عمران 190ـ 191 )

ü وأيضاً نعى القرآن الكريم على الغافلين الضالين
ü فقال تعالى ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون * ) ( سورة البقرة 170)
وبذلك نجد أن القرآن الكريم يناشد العقل ويطلب الاحتكام إليه ويحفزه إلى البحث ليستدل الإنسان ببديع الصنع على عظمة الصانع عزوجل .. وليتعلم ويبتكر وينتفع بما خلق الله في السماوات والأرض .


ثانياً : أهمية الفلسفة للمجتمع
1ـ تحليل ونقد الواقع الاجتماعي وكشف مشكلاته
· تسعى الفلسفة إلى تحليل الواقع الاجتماعي والبحث عن أمراضه ومشكلاته حتى نتمكن من تغييره أو إصلاحه ، وهذا يتحقق من خلال الوظيفة النقدية للفلسفة .
النقد الفلسفي : هو جهد يبذل للتوفيق بين جوانب الحياة الاجتماعية وبين الأفكار والأهداف العامة
للعصر والبحث في جذور المشكلات الاجتماعية وارتباطها بالواقع .
الهدف الأساسي للنقد الفلسفي :
أ ـ حث الناس على عدم الاستسلام لأي أفكار كاذبة قد يعتقدوا أنها فوق النقد أو لا تقبل التغيير .
بـ ـ تبصير الناس بالعلاقة بين حياتهم وحياة المجتمع ككل ، وبين نشاطهم الفردي وأهداف المجتمع العامة .
2ـ تقديم حلول مقترحة للمشكلات الاجتماعية
· يعانى الإنسان اليوم الكثير من المشكلات الثقافية والاجتماعية التي تتعلق بـ :
(( الحرية ـ الديمقراطية ـ علاقة الفرد بالدولة ـ الحياة ـ العدالة ـ العولمة )) وكل هذه المشكلات تحتاج لعقل الفيلسوف للوصول إلى حلول ممكنة لها ، لذلك تقوم الفلسفة بـ :
أ ـ اقتراح بدائل وحلول مقنعة للمشكلات الثقافية والاجتماعية .
بـ ـ البحث عما ينبغي أن يكون عليه تنظيم المجتمع لتتحقق أهدافه العليا كالحرية والديمقراطية ، ومن هنا يتحقق هدف أسمى للفلسفة وهو ... المحافظة على القيم والمبادئ والأهداف الرئيسية التى تقرها المجتمعات وتعتبرها أساس حضارتها وثقافتها .
3ـ تحقيق ارتقاء المجتمع ونهضته
· بغير الفلسفة لا تكون حضارة ..
فالفلسفة من أهم دعائم الحضارة الإنسانية ، وعن ذلك يقول الفيلسوف الفرنسي (( ديكارت )) في كتابه : ( مبادئ الفلسفة ) : (( إن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين ، وإنما تقاس حضارة الأمة وثقافتها بمقدار شيوع التفلسف الصحيح بها ، ولذلك فإن أجمل نعمة ينعم الله بها على مجتمع من المجتمعات أن يمنحه فلاسفة حقيقيين )) .
وبالرجوع إلى صور النهضة والتطور الاجتماعي والعلمي خلال التاريخ نجد كثير من الفلاسفة الذين حملوا مشاعل الفكر لهداية الإنسانية إلى قيم النهضة والتطور الاجتماعي ، مثل :
سقراط : ( فيلسوف يوناني )
ـ استطاع بنشاطه الفلسفي القائم على الحوار.. التصدي لفساد السوفسطائيين في المجتمع اليوناني القديم .
ـ علم شباب ( أثينا ) أن يرفض التسليم بالعادات الشائعة والخضوع الأعمى لأشكال الحياة التقليدية . أبو الوليد بن رشد : ( فيلسوف عربي 1126 م ـ 1198م )
ـ شارك في نقل آراء أرسطو إلى الفكر الأوروبي في الغرب من خلال شروحه العظيمة لمؤلفات أرسطو . ـ كان لمنهجه العقلي أثر بالغ في انتشار النزعة العقلية التي مهدت لحركة التنوير في أوروبا .
برتراند راسل : ( فيلسوف إنجليزي )
1ـ لم يتوقف تأثيره عند الرياضيات والمنطق والتحليل الفلسفي بل استطاع بكتاباته في المسائل
الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والتربوية أن يؤثر تأثيراً كبيراً في مناهضة التجارب الذرية .
2ـ دعي إلى استقلال الشعوب من الاستعمار ، وهاجم سياسة بلاده الاستعمارية .
3ـ أقام محكمة رمزية لمحاكمة رؤساء الدول الاستعمارية الذين يهددون السلام العالمي .
4ـ ندد برغبة أمريكا في السيطرة على العالم .
5ـ استطاع أن ينشر الدعوة إلى السلام العالمي في العالم كله .
ومن هذه الأمثلة وغيرها نصل إلى أهمية ممارسة التفلسف للنهوض بالمجتمع
( اقتصادياً ـ سياسياً ـ اجتماعياً ـ فكرياً ) .
مقارنة بين خصائص الأسلوب الفلسفي والأسلوب العلمي
· ظلت الفلسفة منذ نشأتها قديماً في بلاد اليونان أماً لجميع المعارف والعلوم حيث كانت تشمل كل المعارف الإنسانية من : ( إلهيات ـ طبيعيات ـ رياضيات ـ إنسانيات ـ فنون ) .
في بداية عصر النهضة انفصلت العديد من المعارف الإنسانية عن الفلسفة بسبب :
1ـ اكتشاف مناهج البحث العلمي 2ـ ظهور الحاجة إلى التخصص .
ومن المعارف التي انفصلت عن الفلسفة :
ـ الرياضيات واستخدمت منهج الاستنباط الرياضي .
ـ الطبيعيات والإنسانيات واستخدمتا المنهج التجريبي .
وبذلك لم يتبق للفلسفة إلا الموضوعات الشديدة التعقيد والتي يتعذر إخضاعها للمنهج التجريبي .
vوفيما يلي سنتعرض للمقارنة بين الأسلوب الفلسفي والأسلوب العلمي تابع الجدول الآتي : أ / مصطفى العزونى


وجه المقارنة
الأسلوب الفلسفي
الأسلوب العلمي
1ـ الموضوع
يتناول الموضوعات الكلية المجردة من المادة
( كالكون والإنسان ) في نظرة كلية شاملة .
أمثلة :
1) معرفة أصل الكون وطبيعته وغايته .
2) طبيعة المعرفة الإنسانية ومصدرها وحدودها
3) توضيح معاني الحرية والعدالة والحق
والخير والجمال .
4) رصد حركة الأحداث العالمية والتقدم العلمي والتكنولوجي وما يتبع ذلك من قضايا اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وأخلاقية ، وأثرها على الإنسان كثورة المعلومات والهندسة الوراثية والاستنساخ وفك شفرة الجينات البشرية .
يتناول الجزئيات الواقعية المادية المحسوسة والمشاهدة ، حيث :
ـ يقوم على التخصص .
ـ يعتمد على الملاحظة والتجربة والتقدير الكمي ( القياس ) .
ملحوظة : التقدير الكمي : يعنى أن كل
ما يوجد .. يوجد بمقدار .. وما يوجد بمقدار
يمكن قياسه .

أمثلة :
ـ النبات ـ الصوت ـ الضوء ـ الحركة ـ التفاعلات الكيميائية ـ طبقات الأرض ـ ما يجرى في جسم الكائن الحي من عمليات فسيولوجية ـ سلوك الإنسان والحيوان .
2ـ المنهج
يتبع منهج عقلي تأملي تحليلي نقدي :
(4) عقلي : لاعتماده على العقل .
(5) تأملي : لأنه يعكس رؤية الفيلسوف
الشخصية .
(6) تحليلي : لأنه ينفذ إلى المجهول ليوضح
ملامحه ويكشف عن سماته
ويتوصل إلى المبادئ الكامنة
خلف ظواهر الوجود الجزئية المتغيرة .
(7) نقدي :لأنه ينقد آراء السابقين مبيناً
نقاط قوتها أو ضعفها .
ينتهي بصياغة مذهب فلسفي متكامل ومنطقي .
يتبع منهج تجريبي له خطوات هي :
1) الشعور بوجود مشكلة .
2) تحديد المشكلة .
3) جمع البيانات والمعلومات عن المشكلة موضوع البحث .
4) فرض الفروض التي يمكن من خلالها تفسير الظاهرة أو المشكلة .
5) إجراء تجربة للتحقق من صحة الفروض .
6) التوصل إلى قانون عام يحل المشكلة ويكون له صفتا ( التعميم ، والتنبؤ ) .
3ـ الهدف
يهدف إلى معرفة العلل البعيدة
( العلل العقلية المجردة ) أو المبادئ الأولى للوجود غير المادي وماهيات الأشياء .
مثال : ( سقوط تفاحة من شجرة ) :
ـ الفيلسوف لا يقف عند معرفة العلل القريبة أو السبب المباشر لسقوط التفاحة وهو
( الجاذبية الأرضية ) ، ولكنه يسعى إلى العلل البعيدة وراء وجود الجاذبية الأرضية .
إذن سؤال الفلسفة هو : لماذا تحدث الظاهرة ؟
يهدف إلى اكتشاف العلل القريبة
( العلل المادية التي يمكن التحقق منها بالتجربة ) أو الأسباب المباشرة للأشياء وظواهر الوجود المادي .
مثال : ( سقوط تفاحة من شجرة ) :
ـ العالم( نيوتن ) توصل إلى سبب مادي مباشر لسقوط التفاحة هو :
( الجاذبية الأرضية ) ، مما أدى إلى اكتشاف قوانين الجاذبية الأرضية .
إذن سؤال العلم هو :
كيف تحدث الظاهرة ؟

4ـ طبيعة الحكم
الأسلوب الفلسفي ذاتي : ( علل ) ؟
ـ لأن رؤية الفيلسوف تتأثر بخبراته وتجاربه الشخصية وظروف عصره ومجتمعه ، ويعبر عن رؤيته في مذهب فلسفي متكامل .
ـ نتيجة لهذه الذاتية تتعدد وتختلف مذاهب الفلاسفة ، وهذا لا يعنى أنهم مخطئون أو على صواب وإنما يعنى السعي المستمر للكشف عن الحقيقة .
ـ يرى كل فيلسوف أنه على صواب والعبرة بمنطقية المذهب الفلسفي والقدرة على الإقناع .
الأسلوب العلمي موضوعي : (علل ) ؟
ـ لأنه يدرس موضوعات لها وجودها الخارجي المستقل عن الذات دون مشاعر أو رغبات أو أهواء .
ـ نتيجة لهذه الموضوعية : فإن العالم يقرر ما في الواقع وما تكشف عنه التجربة .
ـ يتفق العلماء على كل الحقائق العلمية
5ـ الأهمية
الوسيلة الوحيدة لفهم وتفسير الحقيقة المعنوية للظواهر بالبحث عن العلل البعيدة ، لذلك كان تاريخ الفلسفة تاريخاً لتقدم العقل البشرى في فهم وتفسير كل ما يتعذر الرجوع فيه للواقع وحسمه بالتجربة .
الوسيلة الوحيدة لفهم وتفسير الظواهر الطبيعية والبيولوجية والإنسانية والاجتماعية ،والتعبير عنها بقوانين لها صفتا ( التعميم ، والتنبؤ ) .





التكامل بين الفلسفة والعلم
· لم يحدث انفصالاً كاملاً بين العلم والفلسفة ولا ينبغي ذلك لمصلحتهما معاً ومصلحة التقدم البشرى، فاستقلال العلوم المختلفة عن الفلسفة نتيجة :
1ـ التخصص في موضوعات الدراسة . 2ـ اختلاف طرق البحث الملائمة .
ما هو إلا استقلال في زاوية النظر ومنهج البحث أثمر عن تعاون وتكامل بين الفلاسفة والعلماء ساعد على 1ـ كشف المجهول من العالم وظواهره .
2ـ كشف الأفاق المظلمة في طبيعة الإنسان وحياته .
وبالتالي أمكن استغلال قوانين العلم ومذاهب الفلسفة في خدمة البشرية .
· يلتحم الفيلسوف مع العَالِم ويعمل على سد الثغرات التي لم يتمكن العلم من ملئها حيث أن :
ـ العَالِم : يهتم بأجزاء من الصورة الكاملة لظواهر الوجود ويتوصل إلى عللها القريبة .
ـ الفيلسوف : يهتم بالكل أكثر من الجزء ويبحث عن العلل البعيدة وبذلك يصوغ صورة أكمل
لطبيعة الأشياء .
وهكذا .. فكلاً من الفلسفة والعلم يقدم للمعرفة الإنسانية في عمومها ما يفتقر إليه الآخر ، حيث أن :
ـ العلم : يثرى الفلسفة ونظرياتها .
ـ الفلسفة : تسبق العلم إلى غزو المناطق المجهولة فى دنيا الحقائق لتضئ له الطريق وتمكنه من ارتيادها بمناهجه التجريبية .
مثال : ( الماء أصل الوجود ) .
فقد توصل كل من الفيلسوف والعالم إلى نفس النتيجة .
ـ الفيلسوف اليوناني (( طاليس 624ـ 546 ق . م )) :
هو أول فيلسوف ظهر على وجه الأرض ، وقال أن الماء هو المادة الأولى وأصل الأشياء جميعاً وأقام على ذلك الدليل والبرهان .
ـ وجاء بعد ذلك علماء ( الفيزياء ) بعد طاليس بـ 25 قرناً :
واكتشفوا أن الذرة المائية أخف الذرات وأبسطها تركيباً حيث تحتوى على بروتون واحد وإلكترون واحد وأثبتوا أن الذرة المائية جزء مقوم مشترك في كل نويات الأجسام العنصرية بمعنى : أن تحليل هذه العناصر ينتهي إلى ذرات مائية ، وهذا تأكيد لقول ( طاليس ) .
أهمية تعلم الفلسفة والتفلسف
أهمية تعلم الفلسفة ...
الفلسفة تعنى : جملة المعارف والمذاهب التي توصل إليها الفلاسفة في الكشف عن الحقيقة من خلال المنهج العقلي التأملي التحليلي النقدي ولا ينازعها في ذلك أي علم من العلوم ،لأن الفلسفة :
(1) تكسب دارسها النظرة الكلية الشاملة والمتعمقة للأمور .
(2) تعلم دارسها أن الحقيقة أكبر من أن يدركها عقل واحد فيكتسب فضيلتي: التواضع ، والتسامح
ويبتعد عن النظرة الأحادية أو التعصب لفكرة معينة أو رفض الآخر .
(3) توقظ عقل دارسها ، فبعكس العلوم التي يختزن دارسها ما ثبت صحته فهى تضع دارسها دائماً
موضع من يسأل .. هل هذا صحيح ؟ ولماذا كان ذلك ولم يكن غير ذلك ؟
( أنها الشك الذي يولد اليقين ) .
(4) تقيم في دارسها محكمة عادلة تفصل في صحة أحكام ( الأنا ) و( الآخر ) وذلك لأنها بمثابة
الامتحان النقدي للعقل النظري .
أهمية التفلسف ...
التفلسف يعنى : استخدام منهج الفلسفة في تناول أمور حياتنا الشخصية ، وفهم واقعنا
الاجتماعي ( قضاياه ـ مشكلاته ) .
فالهدف الأساسي من تعلم الفلسفة ( التفلسف ) :
هو اكتساب مهارات التفكير الفلسفي بأن نتعلم كيف نفكر ونحسن استخدام عقولنا ؟
أهمية تعلم الفلسفة لإنسان العصر :
يعيش الإنسان في هذا العصر ( العولمة ـ المعلوماتية ـ الغزو الثقافي ـ الاكتشافات العلمية المثيرة ) وما يترتب عليه من مشكلات وقضايا فلسفية ( اقتصادية ـ سياسية ـ اجتماعية ـ أخلاقية ) لم تعرفها البشرية من قبل ، حيث ولدت أزمان غير مسبوقة وموجات غريبة من الرفض والسخط والعنف والشعور بالغربة والفراغ والملل ..... مما فرض على إنسان العصر أنماطاً جديدة من التفكير والسلوك ، ليعيد النظر في كل شيء بعقل فلسفي ( تأملي ـ تحليلي ـ نقدي ) .


تدريبات على الفصل الأول

أسئلة الصواب والخطأ :
حدد الصواب والخطأ في العبارات الآتية ، مع التعليل :
1) يرى البعض أن الفلسفة نشأت على يد بعض حكماء الشرق القديم .
2) رفض فيثاغورث إطلاق لقب حكيم على نفسه .
3) الفلسفة وجهات نظر فردية تحمل طابع أصحابها .
4) أدى استقلال العلم عن الفلسفة إلى الانفصال الكامل بينهما .
5) اهتم حكماء الشرق القديم بموضوعات لا تزال مجالاً للبحث الفلسفي .
6) قصدت الفلسفة اليونانية القديمة لإشباع مقتضيات دينية .
7) تكتفي الفلسفة اليوم بالمعرفة النظرية .
8) تعريفات الفلسفة منفصلة ولا يوجد ما يجمعها .
9) تعد الفلسفة علم العلوم .
10) يمكن اعتبار كل إنسان له وجهة نظر نقدية في الحياة فيلسوفاً .
11) تشبع الفلسفة الرغبة الطبيعية لدى الإنسان للمعرفة .
12) لا تفيد الفلسفة في تكوين وجهة نظر شخصية عن الحياة .
13) تساهم الفلسفة في نقد الواقع الاجتماعي .
14) لا تقدم الفلسفة حلول مقترحة للمشكلات التي تواجه الإنسان .
15) تسهم الفلسفة في ارتقاء المجتمع ونهضته .
16) تسعى الفلسفة لمعرفة أصل الكون وحقيقته .
17) يتفق العلماء عند تناولهم لأي ظاهرة .
18) يختلف الفلاسفة عند تناولهم لأي مشكلة .
19) بين الفلسفة والعلم اختلاف لا خلاف .
20) الفلسفة تبعد الفرد عن النظرة الأحادية والتعصب .
أسئلة (( علل )) :
1) كان للشرق القديم السبق إلى إقامة حضارة إنسانية .
2) يعتقد المؤرخين أن الفلسفة بمعناها التقليدي نشأت عند اليونانيين القدماء .
3) الفلسفة هي العلم الكلى للكون والطبيعة .
4) تنمى الفلسفة الروح النقدية عند دارسيها .
5) انفصال العديد من المعارف عن الفلسفة في بداية عصر النهضة .
6) منهج الفلسفة تأملي ـ عقلي ـ تحليلي ـ نقدي .
7) بالفلسفة تقاس حضارة الأمة وثقافتها .
8) الأسلوب الفلسفي ذاتي .
9) الأسلوب العلمي موضوعي .
10) الفلسفة هي علم العلوم .
أسئلة المقارنة :
قارن بين :
1) الفكر الفلسفي في الشرق القديم وعند قدماء اليونان .
2) الأسلوب الفلسفي والأسلوب العلمي من حيث الموضوع والمنهج والهدف .
3) معنى الفلسفة قبل (( فيثاغورث )) وبعده .
4) الفلسفة والتفلسف .
أسئلة متنوعة :
1) تؤدى الفلسفة دوراً مهماً في حياة الفرد ..... ( ناقش هذه العبارة ) .
2) تساعد الفلسفة في إقامة الإيمان الديني على أساس عقلي .... ( وضح بمثال ) .
3) اذكر بعض الأمثلة التي تلقى الضوء على جهود الفلاسفة في تحقيق ارتقاء المجتمع ونهضته .
4) تكلم عن مظاهر التكامل بين الفلسفة والعلم ؟
5) حدد التعريف اللغوي لكلمة الفلسفة ؟
6) اذكر أمثلة لبعض حكماء الشرق القديم ؟
7) كيف نشأت الفلسفة عند قدماء اليونان ؟
8) جمعت الحضارات الشرقية القديمة بين العلم العملي والتفكير الديني .... ( وضح ) ؟
9) اختلف مجال التفلسف في الفلسفات المعاصرة عن الفلسفات القديمة .... ( وضح ) ؟
10) على الرغم من تعدد تعريفات الفلسفة إلا أن هناك ما يجمعها .... ( عقب برأيك ) ؟
11) الفلسفة وجهة نظر أو رؤية شاملة للحياة والإنسان والعالم .... ( اشرح هذا التعريف ) ؟
12) للفلسفة أهمية في تنمية وعى الإنسان وفهمه لذاته وعالمه .... ( عقب برأيك ) ؟
13) يظن البعض أن الفلسفة ما هي إلا كفر وإلحاد .... ( هل تؤيد ؟ ولماذا ؟ ) .
14) ما المقصود بالنقد الفلسفي ؟
15) انسب العبارة التالية لقائلها ، ثم اشرحها ...( الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين )
16) اذكر بعض المعارف التي انفصلت عن الفلسفة في بداية عصر النهضة ؟
17) حدد خطوات المنهج التجريبي ؟
18) لكل من الأسلوب العلمي والأسلوب الفلسفي أهمية .... ( وضح ) ؟
19) ما المقصود بالتفلسف ؟
20) ما أهمية تعلم الفلسفة ؟ وما هو الهدف الأساسي من تعلم الفلسفة ؟
الفصل الثاني
مفاهيم فلسفية
تمهيد :
ـ الفلسفة : هي تساؤل عن معنى الحياة الإنسانية .. تساعدنا على معرفة كيف ينبغي لنا أن نحيا .
ـ والفيلسوف : هو الذي يقوم بهذه المهمة بتحليل المفاهيم والقضايا التي يعبر بها الناس عن واقع حياتهم ومشكلاتهم
وآمالهم . لذلك تعتبر المفاهيم الفلسفية هي الركائز والأسس التي يقوم عليها التفكير الفلسفي .
· وسوف نتعرض في هذا الفصل لبعض المفاهيم الفلسفية :
1ـ العدالة 2ـ الضمير 3ـ العولمة
1ـ العدالــة
العدالة من أهم القيم الأخلاقية في حياة الإنسان الاجتماعية .. فهي تساعد على تحضر المجتمع الإنساني ورفاهيته ، حيث يرى بعض الفلاسفة أن الأصل في قيام المجتمعات يقوم على ميزان العدالة ... فالأفراد في حالتهم البدائية الأولى لم ينعموا بحياة مطمئنة إذ كانوا في حالة حرب مستمرة يفتك وينهب فيها بعضهم بعض وعندما أرادوا السلام اتفقوا على إقامة مجتمع يحقق العدالة بينهم .. أي أنهم عندما أرادوا إقامة مجتمع ... ( فرضت العدالة نفسها ) . لذلك اهتم حكماء وفلاسفة الحضارات القديمة خاصة الفكر المصري واليوناني القديم بتوضيح معنى العدالة .
- العدالة في الفكر المصري واليوناني القديم:
ـ اختلف مفهوم العدالة من فيلسوف إلى آخر ومن عصر إلى عصر آخر ، في الفكر المصري واليوناني
القديم .
1ـ العدالة في الفكر المصري القديم :
كانت العدالة عند قدماء المصريين : رمزاً أخلاقياً بل إنها كانت تمثل أرفع القيم واسماها وأكثرها تأثيراً في الحياة الدنيا والآخرة . فالعدالة عند قدماء المصريين : تتضمن المساواة في:
1- المعاملات الإنسانية. 2- أمام القانون. 3- الحياة الآخرة.
وهى الحكم العادل ، والسياسات الحكومية العادلة ( أي إقامة العدل بين جميع المواطنين ) .
لذلك : وضع المصريون القدماء فكرة المقارنة بين العدالة والموازين ( لأول مرة في تاريخ الأخلاق ) .
ـ وصور المصريون القدماء ( العدالة ) على أنها امرأة معصوبة العينين بيدها ميزان وقد ظلت صورتها وهى معصوبة العينيين وفى يدها الميزان رمزاً للعدالة حتى يومنا هذا .



2ـ العدالة في الفكر اليوناني القديم:

? اختلف مفهوم العدالة في الفكر اليوناني القديم ، فـ :
(1) عند السوفسطائيين : العدالة هي مصلحة الأقوى .
بمعنى أن : القوانين الأساسية للدولة يضعها الأقوى لمصلحته دائماً .
وبذلك نجد أن العدالة : ( نسبية ، غير ثابتة ) فهي تختلف من نظام لآخر ، ومن مجتمع لآخر .
(2) عند أفلاطون : العدالة هي فضيلة فردية واجتماعية معاً .
بمعنى أن : الفرد يأخذ ما له ( حقه ) ويعطى ما عليه ( واجبه ) فعلى الدولة أن تحافظ للفرد على طبقته ، وعلى الفرد أن يتقن أداء وظيفته في الدولة .
وبذلك نجد أن العدالة : ( ثابتة ، خالدة ) ... فهي أساس قيام الحياة الاجتماعية للفرد والمجتمع .
معنى العدالـة .....
? لكلمة العدالة معنيان أحدهما شكلي والآخر جوهري ( حقيقي ) :
1ـ المعنى الشكلي للعدالة :
ـ هي العمل وفق القواعد والقوانين الاجتماعية المقررة .
ـ ووفقاً لهذا المعنى : فالعدالة ... هي مراعاة قاعدة ( أخلاقية أو اجتماعية ) مقررة مهما كانت تلك القاعدة ( أي : المحافظة على القوانين والقواعد المقررة ) .
فلكي تسود العدالة في أي مجتمع يجب أن :
ـ تتواجد قواعد خاصة بالسلوك والعلاقات الإنسانية .. والإنسان العادل : هو من يمتثل لتلك القواعد .
مثال :
القاضي العادل : هو الذي يطبق القانون بدقة .
والمعلم العادل : هو الذي يعطى كل تلميذ درجاته المستحقة طبقاً للقواعد المقررة للامتحانات .
2ـ المعنى الجوهري ( الحقيقي ) للعدالة :
ـ هي مثل أخلاقي أعلى.
ـ ووفقاً لهذا المعنى : فالعدالة ... هي معيار أخلاقية القواعد أو القاعدة التي يجب أن تتماشى معها ( تقوم عليها ) جميع القواعد لكي تكون أخلاقية ( أي : وضع القواعد الأخلاقية ) .
ـ فلكي تسود العدالة في أي مجتمع يجب أن :
ـ تفرض الشروط على القواعد لكي تكون أخلاقية فتكون العدالة الجوهرية دائماً دعوة إلى مثل أعلى للعدالة يتصوره دعاة التغيير الاجتماعي والأخلاقي .
مثال : (( العدالة هي المساواة )) .... وهذا التصور شائع للعدالة الجوهرية .

العدالة والقانون :
إن جميع القيم الإنسانية ومنها العدالة يسعى الناس إلى تجسيدها في قوانين المجتمع .
فغاية القانون : في أي مكان هو تحقيق العدالة. لذلك ارتبطت فكرة القانون على الدوام بفكرة العدالة ، والقانون الذي يطبق على الجميع بدون محاباة أو تمييز .. هو تجسيد للعدالة القانونية .
لذلك فالعدالة القانونية هي: مساواة الجميع أمام القانون (المساواة في المعاملة) في جميع الحالات وعلى جميع الأشخاص دون خوف أو محاباة أو تمييز بين غنى وفقير أو قوى وضعيف .
العدالة الاجتماعية :
? العدالة الاجتماعية تهدف إلى التوفيق بين :
1ـ حاجات الإنسان وقدراته . 2ـ ما يحتاج إليه الإنسان وما يستطيع أن يقدمه للمجتمع .
فالعدالة الاجتماعية لا تهدف إلى : القضاء على الفوارق الطبيعية بين الناس كـ ( الذكاء ـ القوة ـ الجمال ـ القدرات الفردية ) التي تؤدى بدورها إلى فروق أخرى في ( الثراء ـ الشهرة ـ النجاح الاجتماعي ـ النفوذ السياسي ) .
بل تهدف إلى : الحد من إساءة استخدام هذه الفوارق وتنظيم الموارد الاقتصادية المشتركة ، وبالتالي فالهدف الحقيقي للعدالة الاجتماعية هو : تعويض البشر عن الضعف والهزيمة وقلة الحيلة تجاه القوة والغلبة والسلطة .
فبفضل العدالة الاجتماعية يتحقق الاستقرار الاجتماعي وتتقدم حياة البشر اقتصادياً واجتماعياً .
? الأمور التي تساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية :
(1) تحقيق تكافؤ الفرص عند تساوى القدرات والمواهب .
(2) توفير الأسباب المؤدية إلى المساواة مثل ( التعليم ـ الصحة ـ الثقافة العامة ـ التأمين الاجتماعي ضد الكوارث والأمراض والشيخوخة ) .
(3) تحقيق ظروف عامة لحياة متشابهة بالنسبة لجميع المواطنين .
العدالة في الإسلام :
للعدالة في الفكر الإسلامي مكانة رفيعة ، فالعدل صفة من صفات الذات الإلهية .
العدالة في الإسلام فريضة واجبة على أولى الأمر ( الحكام والولاة ) تجاه الرعية والمحكومين :
قال تعالى : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل * ) ( سورة النساء 58) .
قال تعالى : ( وإن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى * ) ( سورة النحل 90) .
العدالة في الفكر الإسلامي تعنى : المساواة وإعطاء كل ذي حق حقه ، فمبدأ الإخاء والمساواة أوضح ما يكون في العقيدة الإسلامية ، فهناك مساواة في الحقوق والواجبات بين :
(1) جميع المسلمون ، فكلهم مسئول أمام القانون الإلهي العادل عما قدمت يداه ، كما في قوله تعالى :
( ومن يعمل سوءاًًً يجزَ به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً * ) ( سورة النساء 123) .
(2) الرجل والمرأة ، الغنى والفقير ، الرئيس والمرءوس ، فلا فضل لرئيس على مرءوس إلا بالعلم والتقوى ، كما في قوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم * ) ( سورة الحجرات 13) .
مثال للعدالة في الإسلام :
كان عمرو بن العاص ـ رحمه الله ـ والياً على مصر ، واشترك ابنه في ميدان السباق ، فنازعه بعض المصريين ، فغضب
ابن الوالي فضرب المصري وهو يقول : ( خذها وأنا ابن الأكرمين ) ، فشكا والد المصري إلى عمر بن الخطاب ، فاستدعى
عمر ( رضي الله عنه ) الوالي وابنه ، ولما تحقق من صحة الشكوى قال للمصري : ( اضرب ابن الأكرمين ) ، ثم أمره أن
يضرب الوالي أيضاً ، لأن ابنه لم يجرؤ على ضرب الناس إلا بسلطان أبيه ، وصاح عمر بالوالي مغضباً : ( متى استعبدتم
الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ ) .
وفى هذا الموقف نجد أن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ( العادل ) وقف بجانب المصري المظلوم ، ليحق الحق ويبطل الباطل والظلم .
2ـ الضميـر :
مفهوم الضمير :
الضمير : هو قوة فطرية كامنة داخل الإنسان تلزمه بضبط نزواته وتحد من جموح أهوائه وشهواته ، وتوجهه إلى حيث ينبغي أن يسير .
وطبقاً لهذا التعريف : يتميز الإنسان عن الحيوان بوجود الضمير :
ـ فالحيوان ينساق وراء شهواته ويستجيب لأهوائه .
ـ والإنسان تكمن فيه قوة فطرية تحد من جموح أهوائه وشهواته .
? الضمير بطبيعته يدين الرذائل كالخيانة والكذب ، ويمتدح الفضائل كالأمانة والصدق ، وبهذا
? فالضمير : قوة حدسية تلقائية فيما يصدر عنه من أحكام خلقية ، لا تنشأ عن تفكير متعمد .
? يعتبر الضمير من حقائق الطبيعة البشرية ، لذلك فهو عاملاً مشتركاً بين جميع الناس وإن تفاوت نصيبهم منه قوة وضعفاً .
وظائف الضمير : (( في رأى الفيلسوف الإنجليزي بطلر ))
ـ الضمير يمثل القوة العليا في الإنسان ، وفى رأى الفيلسوف الإنجليزي بطلر يقوم الضمير بوظيفتين :
(1) وظيفة عقلية نظرية . (2) وظيفة آمرة ناهية .
vوسنتعرض لكل منهما بشئ من التفصيل :

1ـ الوظيفة العقلية النظرية للضمير :
? الضمير يمثل مبدأً فكرياً موضوعه أفعال الناس ونواياهم ، وحين يحكم الضمير على هذه الأفعال فإنه ينظر إليها من زاوية الصواب والخطأ .
فاستخدامنا لكلمات مثل ( الصواب ـ الخطأ ) و ( الخير ـ الشر ) يدل على أن هناك ملكة عقلية تعرف الأفعال التي تشير إليها هذه المسميات وإلا أصبحت بغير معنى مثل كلمات ( الأبيض ـ الأسود ) بالنسبة لفاقد البصر .
? تمييزنا الواضح بين :
ـ الفعل الصواب والفعل الخطأ . ـ الأذى المتعمد والأذى غير المتعمد .
ـ الأذى الذي يلحق بشخص عقاباً على جرم ارتكبه والأذى الذي يقع على شخص برئ .
يدل على وجود ملكة عقلية ( أو جانب معرفي ) وهو الضمير الذي يدين الفعل الخطأ ويميز بين الخير والشر .
2ـ الوظيفة الآمرة الناهية للضمير :
? للضمير سلطة داخلية قوية ملزمة ، فهي :
ـ تأمر بعمل الفعل الذي تستحسنه . ـ تنهى عن الفعل الذي تستهجنه .
فعندما يصف الضمير فعلاً بأنه خاطئ ، فإنه يصدر أمراً بالنهى عن فعله .
? قد يكون للدوافع الجزئية وحب الذات والغيرية ( حب الآخر ) سلطة معينة على الإنسان ، وهذا صحيح ، ولكن الفرق بين هذه السلطة وسلطة الضمير يكمن في :
ـ مدى القوة والاحترام الذي ينبغي أن نعطيه لكليهما .
ـ دور كل منهما في تحقيق الطبيعة المثالية للإنسان .
فالإنسان الذي يريد أن يحقق طبيعته المثالية لابد ألا يسمح أن يكون حب الذات أو الغيرية على مستوى واحد من حيث القوة مع الضمير ، فلو نشب صراع بين حب الذات والغيرية ، فالضمير وحده هو الذى يحكم بينهما .
نقد مذهب (( بطلر )) :
? بالرغم من سمو المذهب الخلقي لبطلر إلا أنه واجه بعض الانتقادات أهمها :
(1) أنه لم يذكر السمة المشتركة بين الأفعال الخيرة التي تميزها وتضفى عليها هذه الصفة الخيرية ، حتى نستطيع أن نستخدمها كمعيار للصواب والخطأ .
(2) أنه يقول إن الضمير قوة عامة مشتركة بين الناس جميعاً ، بالرغم من أننا نلاحظ أن الضمير ليس واحداً في كل الناس بدليل اختلاف أحكامهم على الفعل الإنساني الواحد فالبعض قد يمتدح ما يذمه غيرهم من أفعال .
3ـ العولمة والهوية الثقافية :
مقدمة عن تاريخ العولمة :
? العولمة حلم إنساني قديم قد يتطلع إليه الفلاسفة والحكماء والأنبياء ، حيث كانوا يأملون فى مبدأ أو عقيدة دينية واحدة :
ـ تحرر نفوس البشر من الحدود المحلية والقومية البحتة .
ـ تكون متاحة لجميع الناس في كل مكان .
وبذلك ابتكروا الصلة بين ضمير الفرد والإنسانية كلها .
? وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المفهوم ، حيث حث الناس على أن :
1) يتعارفوا فيما بينهم ، بقوله تعالى :
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير * ) ( سورة الحجرات 13) .
2) يتعاونوا على البر والتقوى ، لا على الإثم والعدوان ، بقوله تعالى :
( تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان * ) ( سورة المائدة 2) .

? مرت العولمة منذ ظهورها بمراحل مختلفة ، اتخذت أشكالاً متنوعة مثل :
3) الإمبراطوريات القديمة . * ثورة التصنيع .
ولكن العولمة المعاصرة اتخذت اتجاهاً جديداً وسريعاً منذ نهاية الثمانينات ، وسنتعرض فيما يلي لأهم التساؤلات عن موضوع العولمة في محاولة للإجابة عليها .
تعريف العولمة :
? بالرغم من عدم اتفاق المفكرون على تعريف واحد للعولمة إلا أنه يمكن تعريف العولمة في ضوء التعريف الأكثر انتشاراً كالتالي :
العولمة : هي حرية انتقال وتدفق المعلومات ورؤوس الأموال والسلع والتكنولوجيا والأفكار والمنتجات
الإعلامية والثقافية والبشر أنفسهم ، بين جميع المجتمعات الإنسانية .
? في ضوء التعريف السابق نجد أن :
1) العالم يتقلص ويزداد اقتراباً وصغراً يوماً بعد يوم .
2) المسافات بين الدول في طريقها إلى الاختفاء .
3) الأماكن البعيدة أصبحت أكثر قرباً من بعضها .
4) المسافات الجغرافية تتقلص ، ومعها المسافات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية .
لذلك أصبحت :
ـ الحركة بين القارات والمجتمعات أسرع وأكثر سهولة .
ـ الثقافات أكثر تأثيراً في بعضها .
ـ الاقتصاديات أكثر ترابطاً وتنوعاً .
وخلاصة القول : إن العالم في عصر العولمة أصبح (( قرية صغيرة )) .
قوى العولمة :
? قوى العولمة : هي مجموعة العوامل التي ساعدت على ظهور بداية عصر العولمة ، وشاركت فى إزالة الحدود بين المجتمعات .
? القوى والعوامل التي ساعدت على ظهور العولمة :
(1) ظهور العديد من المخترعات التي ألغت الفواصل الزمانية والمكانية بين البشر ، مثل :
( الهاتف ـ التليفزيون ـ شبكات الإنترنت ـ أجهزة الكمبيوتر ـ الطائرات الأسرع من الصوت )
(2) سيولة تدفق المعلومات عبر شبكات الإنترنت بين قارات العالم ، جعل بإمكان أي فرد في أي بقعة من العالم أن يترك مجتمعه المحلى ويصبح عالمياً حيث يمكنه عبر شبكات الإنترنت :
ـ معرفة الأحداث في نفس لحظة وقوعها .
ـ التسوق عبر هذه الشبكات .
ـ تلقى رسائله ومكالماته التليفونية .
(3) ظهور الاتفاقات الدولية ، مثل :
ـ اتفاقية إنشاء الأمم المتحدة .
ـ اتفاقية صندوق البنك الدولي والنقد الدولي .
ـ اتفاقية الجات ، حيث أكد الموقعين على هذه الاتفاقية عزمهم على تحقيق انسجام على المستوى العالمي للسياسات المتبعة في الميادين التجارية والنقدية والمالية ، وذلك لتحقيق العولمة الاقتصادية .
مظاهر ( مجالات ) العولمة :

? للعولمة عدة مظاهر ( مجالات ) منها :
(1) العولمة الاقتصادية وهى أكثر مجالات العولمة اكتمالاً .
(2) العولمة الثقافية .
(3) العولمة السياسية .
وفيما يلي توضيح لكل من هذه المجالات :

العولمة الاقتصادية :
? المقصود بها : تقارب وتداخل اقتصاديات العالم .
? وأيضاً فهي تعنى : بلوغ العالم مرحلة الانتقال الحر لرأس المال والسلع والخدمات التي أصبحت
تتدفق عبر الشركات الدولية الكبرى .
نتائجها : فقد الدول السيطرة على اتجاهات الأوراق المالية والتجارية والعالمية .
العولمة الثقافية :
? المقصود بها : انفتاح الثقافات على بعضها .
? ويقصد بها أيضاً : بلوغ البشرية مرحلة الحرية الكاملة لانتقال الأفكار والاتجاهات القيمية
والسلوكية والمعلومات والبيانات والأذواق بأقل القيود السياسية والجغرافية
التقليدية .
نتائجها : ربط العالم بقيم وسلوكيات وعادات مشتركة تتجاوز الحدود .
العولمة السياسية :
? المقصود بها : انحسار السيادة القومية وسقوط الحدود الجغرافية .
? ويقصد بها أيضاً : الانتشار الحر السريع للأخبار والأحداث والقرارات والتشريعات والسياسات على
المستوى العالمي .
نتائجها : ظهور مجال سياسي عالمي جديد بدلاً من المجال المحلى ، وذلك في ظل بروز قوى إقليمية
وعالمية أصبحت تنافس الدولة ، وتسعى لإدارة شئون العالم مستقبلاً .
إيجابيات وسلبيات العولمة :
? العولمة ـ كغيرها من الحالات الحضارية ـ مليئة بالإيجابيات والسلبيات .
? نتيجة .. لشدة التداخل بين إيجابيات وسلبيات العولمة ، اختلف مواقف المفكرين تجاه العولمة :
ـ فالبعض يدعو للمشاركة في العولمة للاستفادة من إيجابيتها المعرفية والاقتصادية الواضحة .
ـ والبعض الآخر يرفضها ، من أجل حماية الذاتية الحضارية والهوية الثقافية التي تبدو مهددة من
قبل العولمة .
v وفيما يلي أهم إيجابيات وسلبيات العولمة :

( أ ) ـ إيجابيات العولمة ...
(1) لأن: العولمة ارتبطت بالثورة العلمية والمعلوماتية ،
فإنها: تؤدى إلى فتح مجالات معرفية واسعة أمام البشرية وتمكن جميع الدول من الاستفادة من نتائج الإنجازات العلمية والتكنولوجية .
(2) لأن : العولمة تعنى التدفق الحر للسلع والخدمات ،
فإنها : تزيد من فرص النمو والرفاهية في جميع أرجاء العالم .
(3) لأن: العولمة تعنى التدفق الحر للبيانات والمعلومات والأفكار والمفاهيم
( أي اقتراب الثقافات من بعضها ) ، فإنها تسخر ذلك لـ :
أ ـ التعرف على الاختلاف بين الثقافات . بـ ـ احترام الخصوصية الثقافية .
جـ ـ تعزيز التنوع الثقافي العالمي .
(4) لأن: العولمة تعنى بروز نظام عالمي جديد أكثر اهتماماً بـ :
أ ـ قضايا البيئة وحقوق الإنسان .
بـ ـ التصدي لقضايا الانفجار السكاني وتزايد الفقر .
جـ ـ إيجاد الحلول للاختلالات الاجتماعية .
فإنها: تجعل النظام العالمي أكثر استقراراً وأقل توتراً من النظام العالمي القديم .
( ب ) ـ سلبيات العولمة ...
(1) لأن : العولمة تعنى مزيداً من تطور الهندسة الوراثية وهندسة الجينات ، وتوظيف ذلك التطور تجارياً وعنصرياً وعسكرياً ،
فإنها : تزيد من استنفار ( استبعاد ) القيم الإنسانية التي تبدو مهددة في ظل غياب القيود الأخلاقية على المستجدات في تكنولوجيا الهندسة الوراثية .

(2) لأن : العولمة تعنى زيادة توظيف الشركات الاحتكارية لقدراتها المالية والتنظيمية ،
فإنها : تؤدى إلى استغلال الشركات لثروات الشعوب والتغلغل في اقتصاديات الدول النامية .

(3) لأن : العولمة تتضمن زيادة الفجوة الاقتصادية والحضارية بين الدول الغنية والدول الفقيرة ،
فإنها : تؤدى إلى زيادة غنى الدول الغنية وزيادة فقر الدول الفقيرة .



(4) لأن : العولمة قد تتضمن هيمنة ثقافة واحدة ،
فإنها : تقوم بتهميش الثقافات الأخرى بمساعدة وسائلها الإعلامية المتقدمة تكنولوجياً وبذلك تهدد الخصوصية الثقافية للمجتمعات النامية .

(5) لأن : العولمة قد تتضمن صدام بين الحضارات وصراع المناطق الحضارية المختلفة ،
فإنها : تؤدى إلى حروب عنيفة ودامية وربما أكثر دموية من حروب التاريخ السابقة .

(6) لأن : العولمة تعنى المزيد من إحساس الإنسان المعاصر بالغربة عن واقعه وحياته ،
فإنها : تفقد الإنسان السيطرة على التحولات الحياتية والفكرية السريعة فيعجز جهازه النفسي والعقلي عن مجاراة المستجدات العلمية والتكنولوجية .
كيفية تعامل الدول النامية مع العولمة :
? العولمة ظاهرة غير مكتملة الملامح ... لأنها عملية مستمرة تكشف كل يوم عن وجه جديد من وجوهها المتعددة ..
والسؤال الذي يفرض نفسه ... هو كيف تتعامل المجتمعات النامية مع العولمة ؟
v وتتلخص الإجابة عن هذا السؤال كالتالي :
(1) ضرورة تعامل المجتمعات النامية مع العولمة وفقاً لمصالحها الوطنية .

(2) ضرورة اهتمام المجتمعات النامية بإصلاح أداء أنظمتها الاقتصادية وزيادة إنتاجيتها لخدمة الاقتصاد والمجتمع لتتمكن من مواكبة التطور العالمي والمنافسة العالمية .

(3) ضرورة اهتمام المجتمعات النامية بإعادة النظر في مناهج التعليم والثقافة والإعلام لتحصين مواطنيها ضد هيمنة وسائل الإعلام السائدة التي تمتلكها الشركات العالمية .

(4) أخذ المجتمعات النامية بوسائل التطور والتقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة القادرة على استثمار الطاقات البشرية وبذلك يمكنها استعادة المساهمة في بناء الحضارة العالمية .
في ضوء كل ذلك ، يمكن مواجهة مخاطر العولمة وإضعاف آثارها السلبية بأقدام ثابتة ، من خلال جهود ضخمة تقوم بها كل شعوب المجتمعات النامية .


تدريبات على الفصل الثاني

أسئلة الصواب والخطأ :
حدد الصواب والخطأ في العبارات الآتية ، مع التعليل :
1) العدالة عند السوفسطائيين ثابتة ، وعند أفلاطون متغيرة .
2) المعنى الشكلي للعدالة هي مثل أخلاقي أعلى .
3) تهدف العدالة الاجتماعية إلى القضاء على الفوارق الطبيعية .
4) المساواة أساس فكرة العدالة في الإسلام .
5) الضمير قوة حدسية لا تميز الإنسان عن الحيوان .
6) الضمير حقيقة من حقائق الوجود البشرى .
7) تعد العولمة السياسية أكثر مظاهر العولمة اكتمالاً .
8) العولمة تؤدى إلى استبعاد القيم الإنسانية .
9) العولمة الاقتصادية هي انحسار السيادة القومية وسقوط الحدود الجغرافية .
10) تقتصر العولمة على المجال السياسي فقط .
11) يتميز الإنسان عن الحيوان بوجود الضمير .
12) المعنى الجوهري للعدالة هو العمل وفق القواعد والقوانين الاجتماعية المقررة .
13) مفهوم العدالة عند اليونانيين هو نفس مفهوم العدالة عند القدماء المصريين .
14) المفاهيم الفلسفية هي الركائز والأسس التي يقوم عليها التفكير الفلسفي .
15) العولمة السياسية هي انفتاح الثقافات على بعضها .
أسئلة علل :
1) حرص المجتمعات الديمقراطية على تحقيق مبدأ المساواة .
2) اختلاف مواقف المفكرين تجاه العولمة .
3) وجود ارتباط وثيق بين القانون والعدالة .
4) مبدأ الإخاء والمساواة أوضح ما يكون في العقيدة الإسلامية .
5) أطلق على ابن رشد الشارح الأكبر .
6) للعدالة في الفكر الإسلامي مكانة رفيعة .
أسئلة المقارنة :
قارن بين :
1) العدالة عند السوفسطائيين والعدالة عند أفلاطون .
2) العدالة بالمعنى الشكلي والعدالة بالمعنى الجوهري .
3) العولمة الاقتصادية والعولمة السياسية .
4) العدالة القانونية والعدالة الاجتماعية .
5) العدالة في الفكر المصري القديم والفكر اليوناني .
أسئلة متنوعة :
1) حدد مفهوماً لكلٍ من :
( العولمة ـ الضمير ـ العدالة الاجتماعية ـ العولمة الاقتصادية ـ العولمة الثقافية ـ العولمة السياسية
ـ قوى العولمة ـ العدالة القانونية ـ العدالة في الإسلام ) .
2) ناقش فكرة العدالة كما يراها أفلاطون .
3) وضح بإيجاز القوى والعوامل التي ساعدت على ظهور العولمة .
4) وضح كيفية تعامل المجتمعات النامية مع العولمة .
5) ميز بين وظيفتي الضمير عند ( بطلر ) .
6) وضح موقفك النقدي لمفهوم الضمير عند ( بطلر ) .
7) العدالة من أهم القيم الأخلاقية في حياة الإنسان .... ( برهن بمثال ) .
8) حدد الهدف النهائي للقانون .
9) للعدالة الاجتماعية عدة أمور تساعد في تحقيقها ... ( اذكرها ) .
10) العدالة صفة من صفات الله في الإسلام ... ( فسر ) .
11) وضح بمثال العدالة في الإسلام .
12) في ضوء دراستك لمذهب ( بطلر ) الأخلاقي .. حدد وظيفة الضمير في كل موقف مما يلي :
(1) عندما يميز الضمير بين الصواب والخطأ .
(2) عندما يصف الضمير فعلاً بأنه خاطئ وينهى عن فعله .
13) متى يحقق الإنسان طبيعته المثالية .


14) هل تؤيد ؟ ولماذا ؟
(1) العالم في عصر العولمة أصبح قرية صغيرة .
(2) للعولمة مظهر واحد فقط .
(3) تشير العولمة الثقافية إلى الانفتاح الثقافي .
15) اذكر ثلاثة من إيجابيات العولمة .
16) للعولمة سلبيات ... ( عقب برأيك ) .
17) ما النتائج المترتبة على :
(1) العولمة الاقتصادية . (2) العولمة الثقافية . (3) العولمة السياسية .
18) ما المقصود بالعدالة في الفكر المصري القديم .
19) ما المقصود بالمعنى الشكلي والجوهري للعدالة .
20) ما هو الهدف الحقيقي للعدالة الاجتماعية .
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............

1

اختبار على الباب الأول
أولاً : أجب عن السؤال الآتي : ( إجباري لجميع الطلبة )
السؤال الأول :
(1) الفلسفة هي علم العلوم ... فسر ؟
(2) ميز بين وظيفتي الضمير عند بطلر ؟
(3) كيف نشأت الفلسفة عند قدماء اليونان ؟
(4) اذكر الأمور التي تساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية ؟
ثانياً : أجب عن سؤالين فقط مما يأتي :
السؤال الثاني : ( أجب عن ثلاث نقاط فقط )
بين صحة أو خطأ العبارات التالية ... مع التعليل :
(1) تعد العولمة السياسية أكثر مظاهر العولمة اكتمالاً .
(2) الفيلسوف محب للحكمة وليس حكيماً .
(3) المعنى الشكلي للعدالة هي مثل أخلاقي أعلى .
(4) تؤدى الفلسفة إلى تحليل ونقد الواقع الاجتماعي وكشف مشكلاته .
السؤال الثالث : ( أجب عن ثلاث نقاط فقط )
(1) قارن بين خصائص كل من الأسلوب الفلسفي والأسلوب العلمي ، من حيث المنهج .
(2) (( للفلسفة دورها في إقامة الإيمان الديني على أساس عقلي )) .. هل تؤيد ؟ ولماذا ؟
(3) للفكر الشرقي القديم ملامحه ... اشرح ؟
(4) كيف تتعامل المجتمعات النامية مع العولمة ؟
السؤال الرابع : ( أجب عن ثلاث نقاط فقط )
(1) قام ابن رشد بدور إيجابي في تحقيق ارتقاء المجتمع ونهضته ... وضح ؟
(2) حدد مفهوم الضمير ؟
(3) برهن بمثال على أن هناك تكاملاً بين الفلسفة والعلم ؟
(4) اذكر ثلاث من سلبيات العولمة ؟

2

اختبار على الباب الأول
أولاً : أجب عن السؤال الآتي : ( إجباري لجميع الطلبة )
السؤال الأول :
(1) بين دور سقراط في تحقيق ارتقاء المجتمع ؟
(2) حدد التعريف اللغوي للفلسفة ؟
(3) وضح بإيجاز القوى والعوامل التي ساعدت على ظهور العولمة ؟
(4) ما العلاقة بين العدالة والقانون ؟
السؤال الثاني :

ثانياً : أجب عن سؤالين فقط مما يأتي :
( أجب عن ثلاث نقاط فقط )
(1) وضح موقفك النقدي لمفهوم الضمير عند بطلر ؟
(2) للفلسفة دوركبير في تنمية وعى الإنسان وفهمه لذاته وعالمه، هل تتفق مع هذا الرأي ؟ ولماذا ؟
(3) الفلسفة تسبق العلم إلى غزو المناطق المجهولة في دنيا الحقائق ... عقب ؟
(4) وضح بمثال العدالة في الإسلام ؟
السؤال الثالث : ( أجب عن ثلاث نقاط فقط )
علل لما يأتي :
(1) يتبع الأسلوب الفلسفي المنهج العقلي التحليلي النقدي .
(2) حرص المجتمعات الديمقراطية على تحقيق مبدأ المساواة .
(3) أهمية تعلم الفلسفة .
(4) اختلاف مواقف المفكرين تجاه العولمة .
السؤال الرابع : ( أجب عن ثلاث نقاط فقط )
(1) جمع الفكر الشرقي القديم بين العلم العملي والتفكير النظري الديني ... برهن ؟
(2) للعولمة مظهر ثقافي ... دلل ؟
(3) تعمل الفلسفة على إشباع الرغبة الطبيعية لدى الإنسان للمعرفة .... ناقش ؟
(4) قارن بين العدالة عند أفلاطون والعدالة عند السوفسطائيين ؟

Mr. Medhat Salah
10-05-2010, 04:25 PM
جزاك الله خيرا

مصطفى العزونى
28-05-2010, 11:30 AM
جزاك الله خيرا