مشاهدة النسخة كاملة : المهمة المستحيلة


المفكرة
31-05-2010, 06:47 PM
طراخ .. طيخ ..
طيخ .. طراخ ..
هكذا أنهى يوسف ابن أختي امتحانات (شهادة !) الصف الثالث الابتدائي بعد جدل حميم حول المذاكرة و الإلتزام و الجدية في أداء الإمتحانات .
إفراج (ليوسف) و قبله مصطفى ، أخوه الأصغر ، (طبعاً هذا يعني سجن يومي في فض شجاراتهما) ، على أي ، أختي تستحق بعض الراحة حتى لا تفقد صوابها .

(قلب الموضوع ، زعابيب خلاف و رياح شقاق حتى يبلغ السيل الربى ، و الربى نواحي واطئة جداً و السيل عنيف)

بعد عاصفة من البكاء و الزعيق و محاولة تأديبهما قررت أن عقابهما هو حرمان الصحبة و إعادتهما إلى أمهما مع وكل أمر التأديب لوالديهما .

أفاجىء بعاصفة أكبر من البكاء .
يتأثران جداً بموقفي هذا ، فيقرران إغلاق زر السخف و احترام وجودي بينهما ، اضغط زر الطاعة .
حقاً ، لا أعرف لماذا يؤدبهما إعراضي عنهما على هذا النحو . فللأولاد في بيتهما حجرة جميلة و بها ألعاب من اختيارهما .
لازال بهما من البراءة ما يجعل البقاء مع خالتو أكثر دفئاً و تواءماً مع احتياجات نفس هي للطفولة و البراءة أقرب منها للإجرام .
طبعاً يوسف يعترض على قرار الصعود لبيته بلوعة كعادته :
_ ظلم مبين . لا أحد يسمعني في المدرسة أو البيت .
له حق فالمناهج الدراسية طويلة تشغل المدرس عن الطلاب .
أما البيت فلا وقت فيه لشيء .
و كالعادة تصالحنا جميعاً بلعب بنك الحظ سوياً (يوسف يعشق النقود و السلطة و لديه سلسلة مفاتيح بها ما يقرب من خمسين مفتاح للبيت و الجراج و البوابات و السرداب و السطح و شقق الجميع و الغرف...الخ و مضى زمن طويل ونحن نحضر يوسف بلحمه الذي بدون شحم كلما احتجنا لمفتاح فيفتح لنا ثم يستعيد المفتاح ثانية و قد تنازل عن بعضها بصعوبة شديدة عندما انتقلنا للسكنى فيه).
يرهقني مدى الضغط الذي فوق رأسيهما . و يدمي قلبي كيف تكيفا معه بالشد ، يترصدان لبعضهما و لي و يتصيدان الأخطاء .
يصبغ السوء كل ما يقع بينهما . يتداولان ألفاظاً ما عهدناها في بيتنا ، لا ، لا يرضي الله عن هذا الكلام .
لا والله ، ما هكذا تربوا في بيتهم أو بيوت الأقارب و الأصحاب .
دخيل هذا الطبع ، ليس الأصل .
يغيب عن مدرستهم طاقم إشراف الدور . يختلف الأولاد في المدرسة فلا يحكم بينهم عاقل ، يتركون لأهوائهم و قوتهم البدنية يحلون خلافاتهم بأيديهم و ألسنتهم . تتغير الطباع ، تصبغها الخشونة و الجرأة مهما صغرت أعمارهم .

تالياً ، أخذت العائلة للتسوق في مركز تجاري كبير به ألعاب كثيرة يحبها الأولاد ، عسى أن يفرج هذا عنهم قليل مما هم فيه .

طوال المشوار و مصطفى يلهج بحبي ، يغني بصوت مرتفع : أحبك .
و ما أدراكم ، ما صوت مصطفى ، صداع و انعدام تركيز أثناء القيادة ، كل ما هنالك أن لا أحد بوسعه أن يصمد أمام فيض الحب الغامر .
يوسف الآن ودود و ذكي و يحب مساعدة الجميع. لعبا طويلاً حتى علت بشرتيهما ورود الحيوية .
توقف والدي لشراء السمك فحملت مصطفى ليتفرج على الاستكوزا و الجمبري و سمك القرش و السبيط و الجندوفلي و تحدثنا طويلاً عن تلك الأشياء: أسماؤها و أين تعيش...الخ.
اتسعت عيناه دهشة لرؤيتها أول مرة فالمأكولات البحرية هي آخر ما نشتهيه أو نشتريه. و قد غمرهما جدو بالطيبات لكل واحد منهما اثنان من كل شئ: عصير و شيكولاته و جاتوه و شيبسي و قد أكلا ذلك قبل أن ادفع ثمنه فشهيتهما عجيبة و بالذات مصطفى. و حين عدنا للبيت تعشيا للمرة الثالثة أو الرابعة!

المساء يحضر معه تعب كل عصب يحويني بينما هما يصرخان : لم نلعب بعد!
انصرف عنهما لمشاهدة مسلسل طبي أمريكي فيجلسان للمشاهدة معي :
قسم الطوارئ يستقبل ضحايا الحوادث . ينتهي المسلسل و قد تشبعا تماماً .
طبعاً لعبتهما التالية هي :
مستشفى الطوارىء (أكثر مما أنا فيه !)
يقلدان موقفاً أثار اهتمامهما في المسلسل و يأخذان في تمثيله. قام يوسف بتركيب عدة قطع بلاستيكية و ألصقها لتماثل كيس دم متصل بأنبوبة بحقنة لنقل دم للمصاب كما استولى على سماعة طبيب من جدو "والدي" (والدي طبيب متقاعد) ليستخدمها في اللعبة.
و إذ انقطعت الكهرباء فقد حان وقت لعبة عنكبوت الظلام المخيف (أنا طبعاً) الذي يدغدغ بأذرعه المتعددة ظهريهما حين لا يتوقعانه، لكنهما قبضا علي و قيدا يداي و أنقذني منهما عودة الكهرباء و الساعة التي دقت الثامنة فاستدعتهما أمهما للنوم.

مصطفى لا يريد الصعود و اختبئ تحت الطاولة حيث حجمه الصغير لا يسمح لأحد بالوصول إليه . حسناً ، يكفي لعب و الله .
_ مصطفى لنلعب لعبة الصاروخ .
جاء إلي فأخذت أبرمج الصاروخ "مصطفى" بأصابعي بالضغط على أزرار وهمية موجودة على صدره مما دغدغه و أضحكه . صعد مصطفى على منصة الصواريخ ( أنا طبعاً مع مراعاة أن المنصة لا تحمل أوزاناً أكثر من 22 كيلو _ وزن مصطفى لمتاعب في فقرات الظهر)
العد التنازلي ...
انطلاق
حين نلعب هذه اللعبة فإنني أحمله و أجري به و نهاجم يوسف و نقع عليه و نأخذ في دغدغته حتى يضحك (لو كان مزاجه رايق و إلا فسيتهمنا في قرف بالتخلف) أما اليوم فقد انطلق الصاروخ عائداً إلى أمه .

smsma81
02-06-2010, 06:05 PM
ربنا يخلي التنين مصطفي ويوسف من الواضح انهم قمه من لنشاط والطاقه .

fatakat400
03-06-2010, 05:25 PM
جزاك الله خيرا

الأستاذة ام فيصل
03-06-2010, 10:02 PM
ربنا يحفظهم ويخليهم ليك
الخاله ديما تكون حبيبة اولاد الاخت يحبوها كتير وتحبهم
الموضوع جميل وهو يصف حال كثير من العائلات
شكرا على افكارك الجميله
تقبلي تحياتي

المفكرة
04-06-2010, 07:43 PM
ربنا يخلي التنين مصطفي ويوسف من الواضح انهم قمه من لنشاط والطاقه .


السلام عليكم
مرحباً بك في عالم الأطفال حيث لا منطق سوى اللعب.
كل الصغار طاقتهم مرتفعة و أفعالهم تصيب المرأة بتعب وسرور.
عالم الأطفال عالم المرح و الشقاء يشكلان وجهي عملة واحدة.

المفكرة
04-06-2010, 07:44 PM
جزاك الله خيرا

جزانا و إياكم و حفظ الأطفال من كل مكروه.

المفكرة
04-06-2010, 07:58 PM
ربنا يحفظهم ويخليهم ليك
الخاله ديما تكون حبيبة اولاد الاخت يحبوها كتير وتحبهم
الموضوع جميل وهو يصف حال كثير من العائلات
شكرا على افكارك الجميله
تقبلي تحياتي

بارك الله فيك ، أسعدني مرورك و تقبلي تحياتي.

المفكرة
20-07-2010, 07:19 PM
جنيه + جنيه = ....... خير عميم بغير حساب بإذن الرزّاق الفتاح العليم
- مطعم ، هذا ما افتتحته ، ما رأيك؟
تلك كلمات ابن أختي ، ذي الأحد عشر ربيعاً.
- رائع ، ماذا تقدم؟
يطلعني على قائمة بها شاي و قهوة و نسكافيه و ساندوتشات البرجر و الجبن و الآيس كريم و أسعار شاردة لا تتناسب مع تكلفة تلك الأشياء لو قمت إلى المطبخ أعدها في دقائق .
و لأن ما يأتي إلي يكون عادة بحاجة لإصلاح، فإنني شرعت بتعديل قائمته باجتهاد.
- لا أحد في الأسرة يشرب القهوة عداي ، أزلها من القائمة فأنا لن أسلم مداد يومي إليك تصنعه كيف تشاء.
ثمن لتر الحليب 7 جنيهات و تصنع أربعة أكواب من النسكافيه ، سأعطيك كيس سكر و النسكافيه لن يكلف الكثير، إذاً التكلفة الأساسية للبن ، 7 تقسيم أربعة ، ما الناتج؟
أضف جنيهاً ربحاً لثمن التكلفة و هذا يسري على باقي مواد اللائحة ، و بذلك تضع سعراً مقبولاً .
في الغد نتسوق معاً و تشتري ما يلزمك لصنع عدة أصناف. لك مني مئة جنيه لمشروعك .
في مركز التسوق ، يضع الفتى سبعة علب لبن من ذوات اللتر في عربته .
- هذا لتر و هو مكافيء للكيلو ، أي أربع أكواب تقريباً ، و ثمن العلب كلها 49 جنيه ، هذا نصف رأسمالك ، ثم إن تسويق 7 كيلو لبن في البيت غير ممكن ، اكتفي بأربعة ، جزء منها للآيس كريم و جزء منها لمخفوق الحليب و جزء منها للبن الممزوج بالنسكافيه. كم تكلفة أربعة علب لبن ؟ كم كوب لبن بها ؟ كم تكلفة كوب اللبن بالنسكافيه على هذا النحو؟ بدون الحساب لا يمكن أن تفتح مشروع لبيع الماء في الشارع فضلاً عن مشروع للأغذية به الكثير من المكونات.
- لا لن نشتري أو نبيع العصائر المعلبة ، انظر إلى العبوة . أترى كلمة نكتار ؟ أتعلم ماذا تعني؟
تعني أن العصير الطبيعي ربع كمية العبوة فقط و الباقي ماء !
النكهة الصناعية تعطي الطعم و الرائحة في هذه العلبة. لا عظيم فائدة في تلك العبوة.
البرتقال ، شراب صيفي رائع ، غني بالبوتاسيوم و فيتامين سي ، تخيله طبيعياً ، معصور و مثلج في يوم صيفي حار.
هذه المرة يسأل على نحو ما علمته:
- بكم كيلو البرتقال و كم كوباً من العصير يصنع و كم تكون التكلفة و السعر و الربح؟
- 6 – 2 – 3 – 4 – 2
- الخبز ،لننتقي الأسمر عوضاً عن الأبيض لأن القمح الكامل أعظم فائدة و أقل ضرراً من الأبيض.
- لا لن نشتري اللحم المعلب ، بل ننتقي مقطع اللحم من قطاع اللحوم البلدية ثم نفرمه و نصنع صنفك المفضل، قارن تكلفة العلبة الجاهزة باللحم من الجزار، احسب كمية اللحم بالجرام و ثمنها و عدد وحدات البرجر و التكلفة و الربح و ثمن البيع.
في البيت ، ندعو أهل البيت لوجبة من تجهيز مطعم الشيف يوسف و مساعده (أخوه الأصغر)
أقسم لهما ما يقدران عليه بعيداً عن سكين حامية أو نار متوهجة أو كهرباء صاعقة مثل تجهيز السفرة و عصر البرتقال ثم رفع الطعام و غسيل الصحون و تجميع البقايا و ما إلى ذلك.
- كانت وجبة هنية. أعقبها حساب طويل ثم استلم نقوده مني.
دام عمر المطعم خمسة أيام ، تم إغلاقه خلالها عدة مرات ثم فتحه لأسباب بسيطة أهمها تقلب مزاج صاحبه و قلة خبرته بالطعام و الشراء و البيع.
جنى 150 جنيه منها مئة مني غير المائة الأولى التي زودته بها.
لماذا تحركت الأمور وفق ما أريد بفضل ربي؟
استعدادي لبذل المال لتصبح الأماني حقائق.
بالهناء و الشفاء.

ZIKA*STAR
20-07-2010, 07:27 PM
موضوع اكثر من رائع

تقبلي مروري وانتظري قدومي


والى الامام

المفكرة
03-08-2010, 06:29 PM
مرحباً بك زيكا و للأمام دوماً.

المفكرة
03-08-2010, 06:31 PM
ماما ليان
تلقت ليان حين أكملت ثلاث سنوات من العمر دمية على هيئة طفل رضيع يصدر صوتاً بالضغط على صدره، يبكي فتطعمه ليان من قنينة بلاستيكة فيكف عن البكاء ثم تضعه في عربة صغيرة و تدفعه حول البيت.
يذهب معها في مشاوير كثيرة ، يزور معها الأهل ، يسكبان المرح في أرجاء بيتنا.
تخبرني ليان أنها أمه.
أنتهي من حضرة الصلاة فتفاجئني ليان بقراءة الفاتحة مكتملة لصغيرها .
أصفق لها طويلاً فرحاً بما حفظته و حين تحضر أمها لإعادتها للبيت أخبرها بما سمعته من الصغيرة.
تخبرني أختي أنها تقرأ لليان الفاتحة بصوت مرتفع قبل النوم . لابد أن ذلك ما جعلها تحفظ الفاتحة و ترددها ل(دميتـ/ابنـ)ها.

http://www.ward61.com/w61/Portals/1/fatiha.gif

الأستاذة ام فيصل
03-08-2010, 07:02 PM
بارك الله بام ليان وحفظ ليان ونور الله طريقها

المفكرة
04-08-2010, 07:21 PM
بارك الله بام ليان وحفظ ليان ونور الله طريقها


و لكِ و لأبناء المسلمين جميعاً مثل ذلك ، اللهم آمين .
كلماتكِ ضياء مشرق.

المفكرة
21-11-2010, 11:24 PM
خطوات ليان الصغيرة تقترب مني بخفة ، تملأ عينيها الدموع ، بين العبرات و النهنهات ، تشكو لي كيف أغلق بودي (ابن خالتها الذي يصغرها بعام) باب البيت الذي يفضي للحديقة و كم ضايقها ذلك. أسمع صوت الضيق الذي أصابها به دور البرد المؤذي الذي تلبسها.
بعد أن تحدث أخبارها ، أحملها و أهدىء من روعها و أخبرها أنه لا ينبغي أن يضايقها أحد و أن الأمور ستسير كما تود ، فقط سنعرج بالمطبخ و نتناول العسل .
نجلس في المطبخ، تتناول ملعقة صغيرة من العسل ، فوراً يسري النشاط فيها فتطلب المزيد و المزيد. تدب فيها الحيوية مع قطرات العسل .
_ تريد ماء ، لكن ستختار الكوب الذي تتناول فيه الماء .
تنشغل بالأكواب المختلفة الأشكال و الأحجام المرتبة في خزانة المطبخ . تستعرض الأكواب ثم يعجبها واحد ، أملأه ماء ، أسمي الله فتشرب. نصل إلى الحديقة و قد أزال فضل الله من العسل الزعل و الهم و المرض و نسينا المشكلة و حلها . عندها تحدثني مجدداً:
_ أيمكن أن تحضري لي الألعاب من البيت كي ألعب مع بودي؟!

المفكرة
27-12-2010, 05:59 PM
تضم الإبهام و الصغرى و تبرز ثلاثة أصابع صغيرة ، ما يساوي عمرها الصغير على هذا الكوكب.
تقول لي ليان : هكذا ، قصي على هذا العدد من الحكايات.
بالفعل أفتح القصة المصورة و أقرأ حكاية بنت أخطأت بتناول الحلوى قبل العشاء و عاقبها والدها بأن منع عنها الحلوى بعد العشاء.
أنهي القصة ثم أسألها عن أحداثها و أبطالها و هدفها فأجد الصغيرة قد وعت كثيرا منها!
***************

نقاء الروح
27-12-2010, 07:07 PM
ما شاء الله ..
حفظهم الله ورعاهم ..
اسلوب حضرتك رائع جدا ..
والاروع هم ابطالها ..

الأستاذة ام فيصل
28-12-2010, 01:26 AM
خطوات ليان الصغيرة تقترب مني بخفة ، تملأ عينيها الدموع ، بين العبرات و النهنهات ، تشكو لي كيف أغلق بودي (ابن خالتها الذي يصغرها بعام) باب البيت الذي يفضي للحديقة و كم ضايقها ذلك. أسمع صوت الضيق الذي أصابها به دور البرد المؤذي الذي تلبسها.
بعد أن تحدث أخبارها ، أحملها و أهدىء من روعها و أخبرها أنه لا ينبغي أن يضايقها أحد و أن الأمور ستسير كما تود ، فقط سنعرج بالمطبخ و نتناول العسل .
نجلس في المطبخ، تتناول ملعقة صغيرة من العسل ، فوراً يسري النشاط فيها فتطلب المزيد و المزيد. تدب فيها الحيوية مع قطرات العسل .
_ تريد ماء ، لكن ستختار الكوب الذي تتناول فيه الماء .
تنشغل بالأكواب المختلفة الأشكال و الأحجام المرتبة في خزانة المطبخ . تستعرض الأكواب ثم يعجبها واحد ، أملأه ماء ، أسمي الله فتشرب. نصل إلى الحديقة و قد أزال فضل الله من العسل الزعل و الهم و المرض و نسينا المشكلة و حلها . عندها تحدثني مجدداً:
_ أيمكن أن تحضري لي الألعاب من البيت كي ألعب مع بودي؟!


ماجمل براءة الاطفال وسرعة نسيناهم للزعل والغضب لسه مانخرطوا في المجتمع الذي
يعقد اطيب واحد يارب امحننا طيبة الاطفال واجعل نعمة النسيان من نصيبنا
ربنا يحفظهم لك ويبارك بعمرك ويحفظك ليهم قبلاتي للاطفال الحلوين
تحياتي

المفكرة
28-12-2010, 05:32 PM
ما شاء الله ..

حفظهم الله ورعاهم ..
الاروع هم ابطالها ..


جزاك الله خيرا، صدقت الأطفال أروع أبطال في حياة أهاليهم لذلك وجب منهم تدثيرهم بغطاءين من المودة و الرعاية.
في حفظ الله.

المفكرة
28-12-2010, 05:36 PM
ما أجمل براءة الاطفال وسرعة نسيناهم للزعل والغضب لسه مانخرطوا في المجتمع الذي
يعقد اطيب واحد يارب امحننا طيبة الاطفال واجعل نعمة النسيان من نصيبنا
ربنا يحفظهم لك ويبارك بعمرك ويحفظك ليهم قبلاتي للاطفال الحلوين
تحياتي


لازالوا صغارا تحوطهم طبقات الحماية المتعددة. برجاء حين ترسلون أبناءكم للمدارس و الحضانات و قبل أن تلقوهم في اليم أن تحصنوهم بالدعاء و الرقية.
في حفظ الله.

ranod
19-01-2011, 03:55 PM
ما شاء الله لا قوه الا بالله
ربي يحفظهم وابنائي وابناء المسلمين اجمعين امين
ويحفظ هذا الفكر الراقي الواعي
استمتع بالقراءه وكاني معكم في البيت والسوق وكاني مع كل طفل وكبير في اسرتك حماكم الله من كل شر
لي ملحوظه من حياتي الشخصيه فانا أرقي ابنائي قبل النوم وفاجئتني ابنتي في يوم وهي تقرا ايه الكرسي كامله ما شاء الله وبالتجويد والغنات والمدود مثلما افعل معها فالاطفال يحفظون كل ما نلقيه علي مسامعهم
جزاكي الله خيرا

المفكرة
19-01-2011, 04:23 PM
ما شاء الله لا قوه الا بالله
ربي يحفظهم وابنائي وابناء المسلمين اجمعين امين
ويحفظ هذا الفكر الراقي الواعي
استمتع بالقراءه وكاني معكم في البيت والسوق وكاني مع كل طفل وكبير في اسرتك حماكم الله من كل شر
لي ملحوظه من حياتي الشخصيه فانا أرقي ابنائي قبل النوم وفاجئتني ابنتي في يوم وهي تقرا ايه الكرسي كامله ما شاء الله وبالتجويد والغنات والمدود مثلما افعل معها فالاطفال يحفظون كل ما نلقيه علي مسامعهم
جزاكي الله خيرا


اللهم آمين.
جزاكم الله خيرا و أكرمكم.
ما تقولينه حق. تبقى الأم المعلم الأول لأبنائها مهما كبروا مع تغير المادة التعليمية المطلوب بثها و الإسلوب الذي تقدم به.
تحياتي للجميع.

المفكرة
19-01-2011, 04:38 PM
المهمة المستحيلة
آخر أيام الإجازة ، منذ الغد تنسل تلك الوديعة الطيبة من أحشائي و تتركني مع تلك المتنمرة ، تحاسب بالكلمة و تجازي المحسن بالإحسان و تعاقب المسيء إن استطاعت.
كيف أقضي آخر لحظات مع نفسي الغالية أودعها ، أستودعها الله ؟
كتاب جميل أعيد قراءته فلا قبل لي بقراءة جديد ، بل هناك الكثير من المشتروات لم تقض َ و كل تلك المشاوير و الزيارات ، عزمت فلم أمض ِ فيما عزمت ، أجلس إلى ورقة صغيرة أخطط ، أهم بالنية ، لا تكتمل .... يقطعها رنين جرس ، تلك أختي ، أيمكن أن تترك لي الولدين بينما تمضي في حاجاتها ؟
لا أتردد ، بالطبع . و لم لا ، قدري منذ الصغر ، يتركون الصغار في رعايتي و يمضون ، يعودون آخر اليوم و الأمور على أحسن حال ، بل أكثر ، اشتقت لهم ، رجوته أن يحضرهم، أتوشح رداء الأمومة في وجودهم يتلون بالصداقة و اللعب ، يزخرفه المرح ، شيء من فرح و سعادة تحضر إذ يتواجدون ، تترك المكان إذ يغادرون.
حان موعد صلاة الظهر ، و حضر الشيطان ، ربنا يستر ، يا كريم سندك ، أكبر الولدين في الثامنة من عمره و للشيطان في نفسه حظ تصعب معه المجاهدة ، أما الصغير فلازال في الخامسة ، لين العريكة ، ابن أمه ، أحيانًا إذ أحمله يتخذ وضع الرضاعة ، يعجبه الحضن الدافيء ، لم تفطمه المشقات بعد.
توضأت و توضأ معي مصطفى الصغير ، أما يوسف و هو المقصود بهذه الدعوة فلا حياة لمن تنادي ، حسنًا أشحذ سلاحي و استعد للمعركة ، أكيل المديح للصغير دون الكبير ، ما أروعك يا صغيري ، كم أنت مميز ، مكانك في قلبي يزداد يوماً بعد يوم ، يا بطلي المفضل ، روح الحياة و سكـّرها ... الكلام لك كي تسمعي يا جارة .
امتلأت عينا يوسف جدية و قرر أن يراقبنا إذ نصلي ، يعطينا درجات و يحكم بيننا في مسابقة "من الأكثر اتقانًا للصلاة" ، حسناً نحن نتحرك نحو الهدف ، سنصل بإذنه ....
لكن صغيري صغير ، و عقله يطلب منه أن يتصرف تصرفات عجيبة أثناء الصلاة فتراه يلتفت يمنة و يسرة و يخرج منها ليعود إليها و قد ينام قليلًا على الأرض عوضًا عن السجود ، أما ركوعه فهو الأغرب ، إذ يمد كفاه يمس بهما قدماه فيثني جسمًا غضًا لم يقيده المرض أو العجز .
اليوم غير مسموح بكل ذلك اللعب ، فالمراقب العام حاسم و لا يتسامح في غلطة ، ربنا يستر، فقد يقلب هذا إلى شجار لا تحمد عقباه ....
أسلم في التشهد على عباد الله الصالحين ثم أسلم على من حولي من كيانات ، ثم ألتفت إلى قائدي المبجل ،
_ أتحسبون تلك صلاة ، سأريكم كيف تكون الصلاة كأحسن ما يكون .
(الحمد لله وقع في حبلي ، اصطدته ، أشجع صيادة رأيتموها ، خضت في وحل الصبيان هذا للركب)
الآن نجلس نتعلم من قائدنا الملهم ، طفل له عقل مدير ، يعطي أوامر ، لا يقبل منها شيئًا ، يلقيها في وجهي ، يصفعني بها ، حدة طبع ، لكنه لا يستعصي علي بإذنه ، عندي مفاتيح كثيرة .
منافسة إذًا و أنا الحكم ، طبعًا يوسف عاقل و متزن و عقله لا يحركه في تصرفات غريبة . لكن الصغير صغير ، يجب مراعاة فروق التوقيت ، كما أنه ودود و سريع الإستجابة ، الأول في كل شيء منذ زمن بعيد ، كما أنه مستقل ، و يجيد ارتداء ثيابه بنفسه !
و إذ لمس الصغير تقدم الكبير، سبق بخطوة ، سأل : هذه الصلاة التي أديناها ، ما رقمها ؟
قلت : اثنان ، فورًا وجدته يصلي الفجر .
الآن حان موعد إعلان الحكم (ربنا يستر) فما أقوله الآن قد يتسبب في أزمة دولية تستلزم تحكيم أجنبي و هلما جرا ، و أنا لا أرص كلمات كي أسلي قارىء ، بل هو لب الحق ، ما يحصل كما يحصل على الأرض مأوى البشر .
الأول هو يوسف لأنه صلى باتقان ، لكن مصطفى هو الأول أيضًا لأنه صلى قبل يوسف كما أنه صلى الفجر بعد الظهر .
الآن الأكبر يدخل المنافسة على واسع ، قام فصلى الفجر . آه وقعت في مأزق ! هات حلًا يا ربي الحليم . ما سأقوله قد يجر علينا النكد لساعة مثلًا و قد تعقبه أعمال انتقامية تؤدي لتخريب أجهزة و قطيعة بين الأسرتين ، و بالطبع سأكون أول من يتم إلغائه من قائمة الأقارب ، ناولني حكمة يا حكيم .
احضر يا جدل و ناولني لسانًا لنصف ساعة : ثلاثين دقيقة ، و أنت يا قلب و أنت يا رعاية لكما موقعكما من الإعراب فأفصحا .
نطقت الحكيمة ، انظروا نور وجهها : يوسف الأول في اتقان الصلاة بينما مصطفى الأول على مرتبة سرعة الاستجابة ، لكل حكم معايير جمة ، و لكل مسابقة مستويات عمرية متنوعة، حسنًا مرت هذه بسلام ، له الحمد ، طبعًا أعلن يوسف أن خالتو تأتي في المكانة الأخيرة! مكافأة كل منهما 100 جنيه زيادة عند بدء لعبة بنك الحظ .
الصبيان الجشع في بشر ، و عوضًا عن اللعب بنقود حقيقية ، وقعا بسببها في متاعب خطيرة ، اخترع شخص نابه بنك الحظ ، نمتلك العالم بأوراق مزيفة (العالم الحقيقي لا يختلف عن ذلك البتة)، ساعة و أنا في هذا العته ، أحكم بينهما فأنفذ أحكامًا يجدان منها ألف مخرج ، نزلا على حكمي بصعوبة ، فألزمت كليهما بدفع ما عليه للآخر .
يوشك الصغير على الإفلاس بينما الكبير يحكم نصف العالم ، رأسمالي مخضرم ، يشتري و يبني ، ثم وقع المحظور ، أدار النرد فوقعت قسمته في بلد لأخيه به سوق ، أيدفع له 300 جنيه ؟ لا لن يفعل ، بل يفسد اللعبة كلها يبعثر كل شيء يهدد بالأذى (تهديد ينفذ ، كم أتلف مما غلى ثمنه عن عمد انتقامًا ممن لم يطاوعه فيما يريد) .
أحطته بذراعي ، احتويته ، لأمنعه من إيذاء أخيه الأصغر و حينها سيعاقب في بدنه ، أمر لا تطيقه أعصابي ، أن تمسه شعرة حزن ، أحجز عنه المشاكل ، يصمم أن يواقعها .
لا بأس بغضبه ، أعرف أنه لا يقدر عليه ، جزء من كيان الذكور ، أتحمله إذ أكون قربهم ، وراثة مؤكد ، كما أنه صغير لم يحكم نفسه بعد .
قلت لصغيري ، لنلعب وحدنا دونه ، لكن الكبير مصمم على المضي في هذا الطريق ، لا لن يهدأ ، بل لن يتوقف حتى يدمر اللعبة ثم بعدها سينظر فيما يستحق التدمير ، يسحق به أعصابنا كي نعترف أننا أخطأنا في حقه .
أرتب اللعبة ، أعيدها لصندوقها ، بينما الجدل على أشده ، لابد أن ينتزع اعترافًا مني أنني من أخطأت . لا أعرف لماذا ، لكن هذا زر الخطر و الإنذار في كياني ، يضغطه أحدهم فيستفز مني رداً لم أحب أن يخرج ، لكن أعصابي اليوم هادئة ، أوفرها للغد .
أقول له : لو انتظرت لوجدت لك مصرفًا . فهذا دأبي للحفاظ على ماء وجه كليهما مع دفع الغرامات و المخالفات دون أن أطرد العدالة من المكان ، للأسف فقد كنت على وشك إعلانه فائزًا و ملك العالم ، لكنه تسرع ، لازال يجادل ، لكن فورة غضبه تهدأ .
يغادرني الصبر ، يخبرني و هو مولي : أنت بحاجة لمن أقوى مني ، أرسل لك الأخ قدر ، يمسك الزمام منذ الآن ، دق جرس ، من يا ترى ، لنتسابق نحوه ، المنقذ اللذيذ ، لبن و قشطة و زبادي طبيعي ، النجدة وصلت .
دعوا عنكم اللعب ، كلمة السر : أرز بلبن ، أضع القدر على النار و أقلب ، أطهو بينما يوسف يعد بتناول طعام أعرض عنه منذ الصباح ، يعرض عنه أيامًا حتى يهزل جسمه و يسوء مزاجه ، بينما مصطفى أكل أكله و أكل أخيه و خبأنا باقي الطعام منه لأنه على حد تعبيره عندما يشوف اللحمة ينط عليها نط ! الكبير يعد بتناول الطعام ، فينكث في وعده ، شهية مختلطة قليلًا ، مضخمة بالنكد و الشعور بالقرف من المعتاد .
يوسف يختفي في فراغ بين الخزائن العلوية يأكل الزبادي. بينما أقلب اللبن على النار و مصطفى يناقش أمور الحياة و الشغل (المدرسة) و الإقتصاد و غيره ، وجهة نظر الصغير ، أنقلها لكم على لساني هي الآتي : لا بأس بالصغار ، قلوبهم خضراء ، و هم يحسنون فيم يوكل إليهم، لكن من فضلكم ، أفسحوا لهم المزيد من المجال للحركة ، و رجاء حار لا تنهروهم بصوت عالي، فهم يخافون من ذلك جدًا ، (أنا يفزعني الصوت العالي و لو كان في تلفزيون) أختم على الإعلان ، أصدق على البيان الرسمي .
أمر آخر يقلقه ، فمدرسته تنهر الأولاد بشدة فيخيفه صوتها العالي و يستوحش منها رغم أن الكلام غير موجه إليه ،لم تحل شكوى أختي للمدير أي أمر ، قلت : لو أظهرت لها حبًا يا صغير فستتحمل مدرستك مناوشات الصبيان بصدر رحب ، أعرف قلب النساء الأخضر تجاه الأطفال ، اقتنع بطلي الصغير و اقترح أن نرسم لها كارت به قلب و عبارات حب ، أضاء وجهه السرور ، و هو المطلوب و للمولى الحمد.
رحلت سورة الغضب عن الكبير إذ سكن الطعام في معدته ،أيمكن أن نعيد اللعبة مرة أخرى؟ مرفوض تمامًا فهذا عقاب فركشة اللعبة بسخف ، إذًا لنلعب لعبة أخرى ..... حسناً الشطرنج، لعبة مناسبة له فهو يعرفها دون أخيه ، فرصته في الفوز مضمونة !
المسرح الجديد فوق رف في المطبخ ، بينهما رقعة الشطرنج ، و مصطفى يتصرف في لعبة العقل كأحد أفلام الأكشن ، على وجه التحديد (Power Rangers) التي يعشقها و يتوه به الخيال
فلا يعرف أي شخصياتها يكون ، يرتفع الجندي الأبيض ثم يلطم الملك الأسود بينما صيحة Power Rangers تتردد في الأرجاء فتهوي نصف قطع اللعبة ،
_ يا خالتووو ... الحقي ! تصلني الإستغاثة فأترك التقليب كي أنجد المستغيث .
_ لا يا فتافيت السكر ، حركة الجندي على هذا النحو . رويدًا فهو صغير ، أول مرة يرى هذه اللعبة، لكنه يتعلمها والله ، ألم أقل لكم كم يبدع الصغار !
فوز الكبير ساحق و لله الحمد ، فهذا طعامه ، تزهق روحه بدونه ، لكن النتيجة لصالح الصغير في مسابقة الطعام : يوسف نصف طبق من الأرز باللبن و مصطفى طبقين كاملين (هذا غير طبقي أرز بالخضار و طبقي سلطة و نصف اللحم في الطبق و علبتي زبادي في الغداء منذ أقل من ساعة!)
و إذ شبعا ، حان وقت الصوصوة ( غناء العصافير ) ، أمي تفرض حظر التجول في الشقة فهي تنوي استضافة أشخاص مهمين و قد انتهى الجميع من أعمال النظافة ، و لن يقلب لها أحد نظام البيت ، و منعًا للمشاكل حبستهما في حجرتي ، و شغلتهما بحل مسابقات المجلات ، استقطع مكانًا بينهما ، أكاد انعصر ، احتلا كل المكان و تركا لي فتفوتة (تلك أصغر وحدة لقياس الحجم ، يستخدمها مصطفى)، كلما خطر ببالي شاغل و هممت به، بدّدت أصواتهما كل نية و محت كل عزيمة ، يتسلقان كتفي و حجري صعودًا وهبوطًا بحثًا عن شيء و أخيه و لاشيء و ابن عمه ، جرس الباب يدق معلنًا انتهاء المهمة ، بعد أن صلينا المغرب في جماعة و له الحمد عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته .
الآن وقت العقل ، أخفف الإثارة، فللكبار قوانين أخرى ، يغمرنا القادمون بفيض حلوى لذيذة جاتوه يذوب في الفم ، فأصعد بنصيب وافر لأخي و أختي فسكناهما فوقنا .
رحبت بي زوجة أخي بطبق من فطائر ساخنة شهية محشوة بالأطايب ، جبن نابلسي من نابلس الجميلة و السبانخ و الزعتر الطازج من أرض الفداء ، و تناولت مني الجاتوه ، اشتهيتها ، لذيذة والله ، و إذ دخلت عند أختي أعطيها الجاتوه ، استولى الأولاد على الفطائر و الجاتوه ، بالهناء و الشفاء .

ranod
20-01-2011, 01:49 PM
سَلِمت الانامل والفكر

المفكرة
21-01-2011, 07:48 PM
جزاكم الله خيرًا و سدد خطاكم.

المفكرة
21-01-2011, 08:05 PM
الملك و الوزيرة
جاء صغيري زائرًا . مددت يدي أسلم عليه و اقتربت كي أضمه بخفة، فأحس بنيتي. رفع صوته مستنكراً: "توقفي، فأنا لم أعد صغيراً. أنا ذاهب للصف الثاني." (روضة ما قبل المدرسة فحبيبي في الخامسة من عمره) فامتنعت و حز في نفسي أن يكبر قبل أوانه. أعرف أنه يكبر عمّا قريب فكلهم يكبرون ، يتركون العش، فطام لا أتعجله بعد.
_ قال: تعالي نلعب.
_ قلت: أترغب في بعض الكيك؟
تحمس و ألقى قصائد شعر في جوعه و ولعه بالكيك الذي أصنعه.
هيا إذًا إلى المطبخ. حماسه يشحن طاقتي. طاقة لا تكفي اليوم لأتم مشروعًا كهذا بمفردي. وقف يتحدث عن ألعابه و قبضة مندستر و وحوش اليوجي يو المرعبة، و القتال و التنانين المرعبة و السيوف و الأسلحة التي يصنعها من بقايا الألعاب القديمة..
وضعت له المكونات في طبق عميق فأخذ يقلبها و هو يواصل حديثه. و إذ شعر أنه أجاد أعلن نفسه "ملك الكيك". و أنا انحنيت للملك، قلت له يا صاحب الفخامة.. فضحك.
بعد قليل منّ علي بمنصب الوزارة (استوزرني لأخدمه).
انتهينا من صنعها و أخذنا في تقسيمها فأخذ ثلاثة أنصبة فشهيته بحجم شعوره بأنه كبير. و وضعنا الباقي في أطباق قام بتوزيعها على أهل البيت و كم فخرت به إذ أعطى الخادمة باحترام قال لها تفضلي يا خالة تذوقي ما صنعته. (قال ذلك بلغة فصيحة يسمعها من التلفزيون أحياناً و مني تارة أخرى).
و إذ جلس الجميع يستمتعون بالطعام الشهي، أخبر والده بفخر أنه صنع الكيك. قدمت له طبق الكيك فهو الآن متعب من صنعه. طلب منه أبوه أن يشكرني فرفض قائلاً: أنا الملك و هي الوزيرة، واجبها أن تخدمني و ليس علي شكرها. ضحك والده فخرًا بابنه أما أنا فلم أعترض! أأشكو ولي نعمتي؟!
و صغيري إذ انتهى من اللعب أمسى صغيرًا مرة ثانية (سنه هذا أمر متقلب بحسب ما يناسبه). فاستلقى على الفراش و قال هيا اقرأي لي قصة، و إذ استرخى قليلاًً ، سألني ألا يمكن أن أتناول طعام العشاء في الفراش و تطعميني بيديك فأنا متعب. لم أقبل، قلت له: سيتسخ الفراش فهيا للمطبخ، و ستأكل بيديك فبوسعك أن تؤدي تلك الوظيفة بنفسك و لأنك تكبر فلنبدأ اليوم إذًا.
في اليوم التالي، خرجت للتسوق و قد استقبلني الصغير لدى عودتي و انفجر بغضب ... "لماذا تأخرت؟ أكنت بحاجة لساعتين للتسوق؟ ألم تعلمي أنني قضيت وقتًا طويلًا في انتظارك؟"
و أنا اعتذرت فقد عدت على جناح السرعة ، بعد أن أنهيت بعض الأمور الضرورية.

ranod
22-01-2011, 08:58 AM
اسعد الله صباحك بكل الخير

المفكرة
25-01-2011, 08:48 PM
و صباحك يا جميلة ، أهلًا بك في عالم الأمومة و الأطفال حيث العقل يتداخل مع الإحساس و الحزم يمتزج بالمودة و الخليط الناتج أمور جميلة و أخرى عصيبة.

المفكرة
25-01-2011, 09:08 PM
وجد صغيري على مكتبي عدة كتب. بعضها ملون به صور تجذب عين الكبير قبل الصغير ، تبسط العلوم للأطفال و تحتها رأى ذو الأعوام الخمسة و الطموح الغامر كتاب الكيمياء الحيوية الضخم ذا الألف و مئة صفحة التي تعج بألآف الصيغ و المعادلات الكيميائية.
طالبني بما أستقبل به حضوره . تحية ترحيب بطفل فائق الاِنتباه ، أحكي له قصة من ثنايا الكتب.
هذه المرة لفت انتباهه سفر الكيمياء، و رجاني بحرارة أن أقرأه عليه ، تجاهلت طلبه هذه المرة. رفض أملاه مزاجي المتقرح إثر عودتي من عملي و إجهاد عقلي أعجزني عن تبسيط علم معقد لعقل لم تكتمل لبنات المعرفة لديه.
و قد جلست إلى جواره إذ يؤدي واجبه في كتابة أربعة من حروف اللغة عدة مرات ، عمل أنجزه في ساعة و هو لا يعجزه أن ينهيه في دقائق .
ساعة قضيناها نحنو على الكتاب نتأكد أن الخط في موضعه فإن لم يكن ، فصبر جميل من نفس راضية مسحت العوج و أبدلته بالعدل .
يسأل أجميل هو؟ أجمل مما قبله ؟ أي الحروف أبهى؟ قفي يا ساعة بعد دقيقتين و أعيدي شريط الأسئلة ، حرص يزينه فيبدو نبيهًا فأحبه أكثر ، يتملكني وعي بوجوده معي فيصبغ الحمد نفسي بالرضى بخالق الخلق.
*************************

المفكرة
25-03-2011, 07:20 PM
الغرباء
لأن الانفلات زاد هذه الأيام أو لأننا نسكن منطقة نائية بعض الشيء ، يغلق سكانها أبوابهم على شأنهم أو لأن التغيير أزعج من اعتادوا الرتابة و قرنوها بالاستقرار ، لكل هذه الأشياء أو لبعضها ، لا يُسمح لي بمغادرة المنزل بعد الغروب.
و لأن كل ممنوع مرغوب و لأنهم انشغلوا عنّي بما يجري من أحداث و ما لا يجري فإنهم حين احتاجوا قرص أسبرين ، قررت الانطلاق عبر بوابة البيت ، عبر الشارع تجاه الصيدلية القاطنة أمامي مباشرة ، أشتري منها الدواء. أزيح من الخوف أرتالًا ترزح في النفس تقيد خطوات حقها الإنسياب عبر الحياة كي تنساب الحياة عبرها.
تتقافز الحيوية في خطوات ابنة أختي ذات الأربعة أعوام و هي تعلن أنها آتية معي.
أغلق البوابة ورائنا انطلاقًا نحو الشارع ، تسألني الصغيرة في براءة: لمَ أغلقتِ البوابة؟
_ لأمنع الغرباء من الدخول.
_ منْ الغرباء؟
_ من لا نريد لهم أن يدخلوا بيتنا بغير إذن.
_ أجل الغرباء هم الصراصير ، بعضهم صغير و بعضهم كبير، رأيت واحدًا في الحمام فخفت منه و صرخت!
الصراصير، هذا فقط ما يخيف ابنة أربعة أعوام !
********
- تمسح عيناي المشهد حولي ، ليس هناك ما يخيف و لا حتى الصراصير.
********

المفكرة
03-04-2011, 07:06 PM
فراشة
وجدتها شابة أمريكية و هي تتنزه في طبيعة رب العالمين الرحبة. جناحها كسرته سيارة اصطدمت بسرب الفراش المهاجر للجنوب الدافىء.
أخذت الشابة الفراشة و أعتنت بها في دفء صندوق صغير و أطعمتها بيديها الكمثرى المهروسة و الماء و ضمدت الكسر بجبيرة ورقية صغيرة.
حين استعادت الفراشة القدرة على الرفرفة ، أعطت الشابة الصندوق لسائق شاحنة متجه للجنوب كي ينقل الفراشة التي فاتتها رحلة العائلة ، هناك حيث تنعم بالدفء و صحبة قريناتها من الفراش الملكي.
تلك كانت القصة التي قرأتها لليان ابنة الأربعة أعوام من النسخة العربية لمجلة الناشونال جيوغرافيك ثم سألتها عن أبطال الحكاية و أحداثها فكانت التفاصيل واضحة في ذهنها و هي تعيد علي ما رويته لها.
**********

المفكرة
13-09-2011, 10:26 PM
عبير الورد
يطلعنا عبير الورد على خطأ ارتكبته ليان فقد سكبت زجاجة زيت الورد العطري حين أرادت أن تضع القليل منها فانسكبت الزجاجة و انتشر العطر في البيت. تخبرها جدتها أنها أخطأت إذ فعلت ، بين أنحاء نفسي تهمس الرائحة الزكية أن ليان أحسنت بخطأها ذلك.

المفكرة
12-10-2011, 09:48 PM
كوب لبن في المكان الخطأ
صرخات الصغير المستمرة جعلتني أسرع تجاهه ، حسبته في خطر ما ،
لا على الإطلاق! فقط يصرخ احتجاجًا على محاولات أمه و جدته الملحة أن يشرب كوب اللبن .
لا ،لا يريده ، يقول لهما : أكلت عم قريب و لازلت شبعان.
لا لم يشربه بعد إلحاح طويل منهما و صراخ امتد لساعة.
أتلفت الرطوبة و الحرارة كوب اللبن خارج الثلاجة في الوقت ذاته الذي توفي طفل آخر ليس بعيدًا من هنا ، مات جوعًا بين حسرات أمه و آهات جدته.
********

المفكرة
13-10-2011, 01:54 PM
الأميرة ليان و أختها الوردة البنفسجية
على أرجوحة في شرفة المنزل تجلس ليان التي صارت تحسن الأرجحة لكثرة ممارستها على الكراسي و الأراجيح في النادي و أماكن الترفيه المتنوعة . أضع إلى جوارها فيروز التي مضى من عمرها ستة أشهر أرضية أهلتها لبدأ التدريب على تلك الهواية الطفولية، الصغيرة تستمتع و تتعلم ما هو المرح . تمضي فترة ثم تتركنا ليان و تنزل خطوات السلم القصيرة فتحط بين أزهار الحديقة ، تخاطب الوردة البنفسجية قائلة:
مساء الخير يا أختي الوردة البنفسجية ، تغرب الشمس ويحل المساء عم قريب فنامي جيدًا.
*********
أول يوم دراسي
في نهاية أول يوم دراسي ، نسأل ليان: هل سررت في المدرسة؟
تجيب ليان و هي تمضي لحال لعبها: المدرسة جميلة ، بها مكان متسع أجري فيه.
*********

المفكرة
13-10-2011, 02:03 PM
أدَّ..أبَّ..أمَّ..
تحكي أختي لابنها الصغير حكاية فإذا بفيروز ابنة ستة أشهر تضيف تعليقاتها : أدَّ..أبَّ..أمَّ..
تتوقف حين تتوقف أمها عن الكلام و تكمل مناغاتها حين تكمل أمها الحديث. في الحقيقة فاجأتنا أحرفها المتدفقة بخفة فهذه أول مرة تناغي على هذا النحو المتصل.
صوت الصغيرة الرقيق و تنهداتها البريئة شغل انتباهي عن متابعة القصة التي تحكيها أمها.
************

المفكرة
04-12-2011, 08:47 PM
الأرنبة و الجزرة
تتطلع لمن حولها بعينين تتسعان دهشة لما يمضغون بأسنانهم ، لها حق فهم لا يتوقفون عن المضغ و هي صار لها من الأسنان سنتان في فكها الأسفل و ثالثة تشق فكها العلوي للخارج ، تضع الرضيعة أصبعها في فمها و تضغط عليه قليلا ثم تعاود النظر إليهم و هم يمضغون.
لا لن نحرمها أكثر من ذلك ، إليكِ قطعة طويلة و متماسكة من الجزر .
تمسك الصغيرة الجزرة بيدين صغيرتين لم تكتمل أعصابهما بعد لذلك فهي تارة تلوح بالجزرة و تارة تضعها في فمها و تارة تنقلها من يد لأخرى.
تعض الجزرة و تمصها و تشغل نفسها بها زمنًا طويلًا ، حتى تقع من يدها اللينة. هنا تتجمع سحابة ألم في نفسها و تهطل دموعًا و تمزجها صرخة مفاجأة تنبه الكبار حولها لفاجعتها.
لا تحزني هكذا يا صغيرتي ، تغسل أمها الجزرة جيدًا و تعيدها ليدها فتنتهي أزمتها ، تواصل مهمتها. تستغرق ساعة في قرض رقائق من الجزرة!

المفكرة
04-12-2011, 11:04 PM
وردتان
حين سمعت الأم نداء ابنتها الرضيعة من الحجرة المجاورة أدركت أنها قد تيقظت من نومها ، لم تصدر الصغيرة نداء آخر كعادتها و عندها توجهت الأم لابنتها ذات الأشهر التسعة لتجدها بالقرب من النافذة المغلقة تراقب وردة في الحديقة تتمايل مع نسائم الهواء ، وقع الحركة الانسيابي شغل أعصاب الصغيرة فسكنت للعالم الطبيعي، وردتان تجاوبتا سويًا!
************

نقاء الروح
06-12-2011, 03:53 PM
رائعة كعادتكِ استاذتي
بارك الله فيكِ وجزاكِ كل الخير ،

المفكرة
09-12-2011, 08:12 PM
في حفظ الله

المفكرة
09-12-2011, 08:15 PM
تنظيم
أصوات الصراخ تملأ المنزل و عويل ليان و خلافها مع بودي الذي يقارب الأربعة أعوام يحز في نفسي
أذهب إلى الحجرة حيث يتواجد الطفلان في رعاية أمي ، لأجد ليان منكبة على مسح لوح أبيض عليه شخابيط سجلتها بالقلم عليه.
_ أنهرها محذرة: ابتعدي عن الألوان كي لا تتسخ ملابسك.
فيزداد نكدها درجة.
حان وقت التفتيش على نظافة الأيدي.
يرينا بودي يديه فنلاحظ نظافتهما و نصفق له ، تاليًا تستعرض ليان يديها الملوثتين بالألوان فأشيح عنها بوجهي و أخبرها أن هذا المظهر غير مقبول.
يزداد بكاؤها و عنادها و تستمر في مسح اللوح بيديها.
تاليًا ، آخذ اللوح بعيدًا إلى حجرة أخرى و آخذ ليان لتغسل يديها بالماء و الصابون.
_ أخبرها أن يداها ستصبح أكثر نظافة من بودي إن هي فعلت.
_ تخبرني انها ماهرة في غسل يديها .
صابونتها المفضلة ذات لون وردي، يشغلها غسل يديها ، يتلاشى النكد مع رغوة الصابون التي تزول في الحوض.
حين أضعها في الحجرة تاليًا أرى الفوضى التي أحدثتها هي و بودي فالألوان مبعثرة على الأرض و كذلك الألعاب.
يا له من منظر !
تتدخل أمي مخبرة الجميع أن ليان فتاة جميلة و مرتبة و تحب تنظيم حجرتها و تعيد النظام لألعابها بعد انتهائها من اللعب!
_ لا أصدق ، غير حقيقي. الحجرة هنا ينقصها النظام.
تلمع عيناها الذكيتان بخطة واضحة المعالم ، تتجه إلى جدتها و تهمس في أذنها.
تخبرني أمي أن أترك الحجرة لدقائق و ستقوم ليان و بودي بتنظيم الألعاب.
دقائق ، لأعود و أجد الحجرة منظمة و الألعاب قد عادت أدراجها!
_ يعلو صوت الصغيرة : مفاجأة ، ما رأيك؟
_ الآن بوسعنا أن نلعب لعبة جديدة ، لا شجار فيها.

التائبة الى الرحمن
09-12-2011, 09:09 PM
بارك الله فيك

المفكرة
11-12-2011, 05:32 PM
جزاكم الله خيرا و سدد خطاكم.