ابو سند
01-06-2010, 12:27 AM
تعانق الرئيسان المصري والجزائري يوم امس اثناء لقائهما في مدينة نيس الفرنسية اثناء انعقاد القمة الافريقية الفرنسية، ولكن ما زال من المبكر القول بان هذا العناق الذي كان حارا، حسب وصف وكالة الانباء المصرية الرسمية، سيطوي صفحة الخلاف المتوترة بين البلدين.
الازمة بدأت عندما التقى منتخبا البلدين الكرويين في القاهرة والخرطوم في اطار تصفيات كأس العالم، وحدثت اعمال شغب بالغت وسائل الاعلام والصحافة تحديدا في تضخيمها، بل وصب المزيد من الزيت على نارها لزيادتها اشتعالا.
المصافحة ومن ثم العناق بين الزعماء العرب 'سنة حميدة'، فكم من مرة تعانق المتخاصمون بحرارة ايضا على هامش العديد من القمم العربية، الدورية او الطارئة، ولكن الخلافات ظلت على حالها بمجرد عودتهم الى بلادهم، بل انها ازدادت تعقيدا في معظم الحالات.
فالرئيس السوري بشار الاسد التقى نظيره المصري حسني مبارك مرتين، الاولى في الكويت ربيع العام الماضي، والثانية في الرياض، حيث بذل العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز جهودا كبيرة لازالة الخلافات بينهما، وجمعهما على مائدتي عشاء، ولكن بمجرد مغادرتهما عادت الخلافات الى وضعها السابق، واستمرت القطيعة بين البلدين والرئيسين ايضا.
الخطورة في الخلاف الجزائري ـ المصري لا تكمن فقط في سطحية اسبابه، وانما ايضا في النتائج السلبية التي ترتبت عليه، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
فبعد ان كانت العلاقات الجزائرية المصرية تتسم بالحميمية بسبب الروابط الخاصة والمتميزة بين البلدين التي تعود الى مرحلة النضال الجزائري من اجل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، تدهورت الى درجة الصفر او ما دونه، وانقلبت الى عداء مستحكم.
فبالاضافة الى اعتداءات متبادلة استهدفت افرادا ومؤسسات اقتصادية، جمدت الحكومة الجزائرية، حسب اعلان السيد حميد ثمار وزير الصناعة وترقية الاستثمار، صفقة قيمتها 750 مليون دولار مع شركة حديد عز المصرية التي يملكها احمد عز احد ابرز قيادات الحزب الوطني المصري الحاكم. اما شركة 'اوراسكوم تليكوم' التي يملكها رجل الاعمال المصري الشهير نجيب سويرس، فقالت ان الحكومة الجزائرية افسدت عليها صفقة بيع وحدتها في الجزائر 'جيزي' لشركة 'ام.تي.ان' بعد ان رفضت الحكومة الجزائرية دخول الشركة المذكورة الى الاسواق الجزائرية بعد اعلان رغبتها في شراء حصة اوراسكوم.
ويتحمل الاعلام ووسائطه في البلدين مسؤولية هذا التدهور، واذا كان من الانصاف القول بأن بعض الفنانين والمسؤولين المصريين لعبوا دوراً اكبر في تخريب العلاقات بين البلدين بسبب تطاولهم على الشعب الجزائري واستخدامهم الفاظاً غير مقبولة وخارجة عن الاعراف والتقاليد، فالاعلام الجزائري يتواضع كثيراً امام ضخامة الاعلام المصري وادواته، فقد انحسرت الحملات الجزائرية ضد مصر في صحيفة جزائرية واحدة خاصة، اذ لا توجد محطات جزائرية تلفزيونية خاصة على عكس مصر التي توجد فيها عشرات المحطات الخاصة، علاوة على تحكم بعض مذيعيها بمحطات تلفزيونية سعودية قوية وتوظيفها بالكامل ضد الجزائر.
المأمول ان يكون العناق الجزائري المصري الذي تم على مستوى القمة بداية لصفحة جديدة وحقيقية بين البلدين الشقيقين تطوي فصلاً سيئاً، وتعيد العلاقات، ولو بشكل تدريجي، الى وضعها الطبيعي.
فمن الخطأ ان تؤثر اقلام منفعلة، او مقدمو برامج تلفزيونية موتورون على علاقات تاريخية بين بلدين كانا دائماً يقفان في الخندق نفسه، ويحتاجان الى بعضهما البعض في ميادين كثيرة اقتصادية وتجارية وسياسية، خاصة في الميدان الافريقي الذي يجمعهما سوياً علاوة على الميدان العربي.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\31qpt99.htm&storytitle=ff%DA%E4%C7%DE%20%E3%C8%C7%D1%DF%20%E6% C8%E6%CA%DD%E1%ED%DE%C9%20%C7%E1%CD%C7%D1fff&storytitleb=%D1%C3%ED%20%C7%E1%DE%CF%D3&storytitlec=
الازمة بدأت عندما التقى منتخبا البلدين الكرويين في القاهرة والخرطوم في اطار تصفيات كأس العالم، وحدثت اعمال شغب بالغت وسائل الاعلام والصحافة تحديدا في تضخيمها، بل وصب المزيد من الزيت على نارها لزيادتها اشتعالا.
المصافحة ومن ثم العناق بين الزعماء العرب 'سنة حميدة'، فكم من مرة تعانق المتخاصمون بحرارة ايضا على هامش العديد من القمم العربية، الدورية او الطارئة، ولكن الخلافات ظلت على حالها بمجرد عودتهم الى بلادهم، بل انها ازدادت تعقيدا في معظم الحالات.
فالرئيس السوري بشار الاسد التقى نظيره المصري حسني مبارك مرتين، الاولى في الكويت ربيع العام الماضي، والثانية في الرياض، حيث بذل العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز جهودا كبيرة لازالة الخلافات بينهما، وجمعهما على مائدتي عشاء، ولكن بمجرد مغادرتهما عادت الخلافات الى وضعها السابق، واستمرت القطيعة بين البلدين والرئيسين ايضا.
الخطورة في الخلاف الجزائري ـ المصري لا تكمن فقط في سطحية اسبابه، وانما ايضا في النتائج السلبية التي ترتبت عليه، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
فبعد ان كانت العلاقات الجزائرية المصرية تتسم بالحميمية بسبب الروابط الخاصة والمتميزة بين البلدين التي تعود الى مرحلة النضال الجزائري من اجل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، تدهورت الى درجة الصفر او ما دونه، وانقلبت الى عداء مستحكم.
فبالاضافة الى اعتداءات متبادلة استهدفت افرادا ومؤسسات اقتصادية، جمدت الحكومة الجزائرية، حسب اعلان السيد حميد ثمار وزير الصناعة وترقية الاستثمار، صفقة قيمتها 750 مليون دولار مع شركة حديد عز المصرية التي يملكها احمد عز احد ابرز قيادات الحزب الوطني المصري الحاكم. اما شركة 'اوراسكوم تليكوم' التي يملكها رجل الاعمال المصري الشهير نجيب سويرس، فقالت ان الحكومة الجزائرية افسدت عليها صفقة بيع وحدتها في الجزائر 'جيزي' لشركة 'ام.تي.ان' بعد ان رفضت الحكومة الجزائرية دخول الشركة المذكورة الى الاسواق الجزائرية بعد اعلان رغبتها في شراء حصة اوراسكوم.
ويتحمل الاعلام ووسائطه في البلدين مسؤولية هذا التدهور، واذا كان من الانصاف القول بأن بعض الفنانين والمسؤولين المصريين لعبوا دوراً اكبر في تخريب العلاقات بين البلدين بسبب تطاولهم على الشعب الجزائري واستخدامهم الفاظاً غير مقبولة وخارجة عن الاعراف والتقاليد، فالاعلام الجزائري يتواضع كثيراً امام ضخامة الاعلام المصري وادواته، فقد انحسرت الحملات الجزائرية ضد مصر في صحيفة جزائرية واحدة خاصة، اذ لا توجد محطات جزائرية تلفزيونية خاصة على عكس مصر التي توجد فيها عشرات المحطات الخاصة، علاوة على تحكم بعض مذيعيها بمحطات تلفزيونية سعودية قوية وتوظيفها بالكامل ضد الجزائر.
المأمول ان يكون العناق الجزائري المصري الذي تم على مستوى القمة بداية لصفحة جديدة وحقيقية بين البلدين الشقيقين تطوي فصلاً سيئاً، وتعيد العلاقات، ولو بشكل تدريجي، الى وضعها الطبيعي.
فمن الخطأ ان تؤثر اقلام منفعلة، او مقدمو برامج تلفزيونية موتورون على علاقات تاريخية بين بلدين كانا دائماً يقفان في الخندق نفسه، ويحتاجان الى بعضهما البعض في ميادين كثيرة اقتصادية وتجارية وسياسية، خاصة في الميدان الافريقي الذي يجمعهما سوياً علاوة على الميدان العربي.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\31qpt99.htm&storytitle=ff%DA%E4%C7%DE%20%E3%C8%C7%D1%DF%20%E6% C8%E6%CA%DD%E1%ED%DE%C9%20%C7%E1%CD%C7%D1fff&storytitleb=%D1%C3%ED%20%C7%E1%DE%CF%D3&storytitlec=