tarek elhamy
17-06-2010, 10:07 PM
أحمد جلال يكتب .. إسرائيل تشاهد المونديال مجاناً شالوم يا حكومة مصر!
كان حدثا غريبا ومثيرا للغيظ ذلك الذى أدى لحرمان المشاهد المصرى والعربى من متابعة لقاء الافتتاح بين جنوب إفريقيا والمكسيك الذى انتهى بالتعادل الإيجابى بهدف لكل منهما، وكذا لقاء الأرجنتين ونيجيريا فى ثانى أيام المونديال والذى انتهى لصالح الأرجنتين بهدف للا شيء، ورغم أن تفسيرات عديدة حاولت التوصل لأسباب حملات القرصنة التى تعرضت لها قناة الجزيرة، إلا أن هناك شيئاً آخر كان أكثر جدارة بالاهتمام من تتبع هؤلاء الذين قرروا التشويش على تردد القناة التى خلفت شبكة art السعودية فى تشفير مباريات المونديال عبر منطقة الشرق الأوسط.. إذ كشف تقرير وكالة بلومبرج الاقتصادية العالمية الذى نشرته جريدة «المصرى اليوم» فى صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضى عن مفاجأة أراها كارثية وتمثل إدانة كبيرة للحكومات العربية التى استباحت أموال مواطنيها وتركتهم يدفعون مبالغ ضخمة للحصول على حقوق بث المونديال عبر شاشة قناة الجزيرة.. فى حين أن دولا أخرى مجاوره فى منطقة الشرق الأوسط تحصل على حقوق بث المونديال بالكامل مجاناً دون أن يدفع مواطنوها مليما واحدا للتمتع بميزة متابعة كأس العالم!
ووفقا لتقرير منظمة بلومبرج الذى جمعته من بيانات رسمية معتمدة من جهات البث والإذاعة فإن المواطن الخليجى بالكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والإمارات يدفع 100 دولار لمشاهدة 64 مباراة.. فى حين يدفع المواطن المصرى مبلغ 94 دولاراً، بينما تحصل إسرائيل، وهى بالمناسبة سبب تسمية كلمة الشرق الأوسط على حقوق بث المباريات مجاناً وكذا تركيا التى تبث قناة trt المباريات لها مجاناً.. ولا يخفى على أحد أن الصين تمثل حوالى ثلث سكان الكرة الأرضية ويحصل المواطن الصينى الذى تحترمه حكومته على حقوق بث المونديال مجانا ونفس الأمر ينطبق على المواطن الإيرانى.
كل هؤلاء يحصلون على حقوق بث المونديال مجاناً.. بينما يدفع المصريون 94 دولاراً لمشاهدة المونديال.. ما يدفع للتساؤل: هل الأحوال الاقتصادية للمصريين أفضل من هؤلاء جميعاً؟!.. هل متوسط دخل الفرد المصرى أفضل منه فى الصين أو إيران أو حتى تركيا؟!.. ولماذا تحصل إسرائيل على حقوق بث المونديال مجاناً بينما نتكبد نحن المصريين كل هذه المبالغ الضخمة؟!
94 دولاراً يدفعها المصريون بما يعادل 500 جنيه من أجل مشاهدة الجزيرة الرياضية لمدة شهر فى حين أن دخل المواطن المصرى وفقا لدراسة أعدها مجلس أمناء هيئة الاستثمار المصرى «وهو بالمناسبة جهة حكومية رسمية» لا يتجاوز 98 جنيهاً شهرياً أى أقل من معدل خط الفقر الذى يصل إلى 656 جنيهاً شهرياً للأسرة.. إنها معادلة صعبة ويعمق صعوبتها أن المواطن فى أوروبا والدول المتقدمة التى يفوق معدل دخل الفرد فيها نظيره المصرى أضعافاً مضاعفة.. يجد إلى جواره حصانة المشرع القانونى الذى يحظر التمييز بين المواطنين فى مشاهدة المباريات بمعنى أنه يجرم الاحتكار والتشفير ليمكن عموم المواطنين الراغبين من متابعة كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية دون تمييز بين ميسورى الحال ومحدودى الدخل وفقا لما ذكره عمرو حمزاوى مدير الأبحاث بمركز كارنيجى للشرق الأوسط الذى يشير أيضاً إلى أن المشرع الأوروبى يعتبر مشاهدة مباريات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية بمثابة «صالح عام» يتعين على الحكومة توفيره لجميع المواطنين دون قيود تخلقها القدرات المالية إعمالاً لمبدأ المساواة بين المواطنين.
هكذا يحترم الأوروبيون بنى جنسهم من البشر.. وهكذا يلقى بنا المسئولون فى مصر على قارعة الطريق ويعتبرون أن دفع بضعة ملايين للجزيرة من أجل مشاهدة 22 مباراة من أصل 64 فى كأس العالم إنجاز قومى لا يضاهيه شيء.. شالوم يا حكومة نظيف!
* أحمد جلال مدير تحرير جريدة شووت
كان حدثا غريبا ومثيرا للغيظ ذلك الذى أدى لحرمان المشاهد المصرى والعربى من متابعة لقاء الافتتاح بين جنوب إفريقيا والمكسيك الذى انتهى بالتعادل الإيجابى بهدف لكل منهما، وكذا لقاء الأرجنتين ونيجيريا فى ثانى أيام المونديال والذى انتهى لصالح الأرجنتين بهدف للا شيء، ورغم أن تفسيرات عديدة حاولت التوصل لأسباب حملات القرصنة التى تعرضت لها قناة الجزيرة، إلا أن هناك شيئاً آخر كان أكثر جدارة بالاهتمام من تتبع هؤلاء الذين قرروا التشويش على تردد القناة التى خلفت شبكة art السعودية فى تشفير مباريات المونديال عبر منطقة الشرق الأوسط.. إذ كشف تقرير وكالة بلومبرج الاقتصادية العالمية الذى نشرته جريدة «المصرى اليوم» فى صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضى عن مفاجأة أراها كارثية وتمثل إدانة كبيرة للحكومات العربية التى استباحت أموال مواطنيها وتركتهم يدفعون مبالغ ضخمة للحصول على حقوق بث المونديال عبر شاشة قناة الجزيرة.. فى حين أن دولا أخرى مجاوره فى منطقة الشرق الأوسط تحصل على حقوق بث المونديال بالكامل مجاناً دون أن يدفع مواطنوها مليما واحدا للتمتع بميزة متابعة كأس العالم!
ووفقا لتقرير منظمة بلومبرج الذى جمعته من بيانات رسمية معتمدة من جهات البث والإذاعة فإن المواطن الخليجى بالكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والإمارات يدفع 100 دولار لمشاهدة 64 مباراة.. فى حين يدفع المواطن المصرى مبلغ 94 دولاراً، بينما تحصل إسرائيل، وهى بالمناسبة سبب تسمية كلمة الشرق الأوسط على حقوق بث المباريات مجاناً وكذا تركيا التى تبث قناة trt المباريات لها مجاناً.. ولا يخفى على أحد أن الصين تمثل حوالى ثلث سكان الكرة الأرضية ويحصل المواطن الصينى الذى تحترمه حكومته على حقوق بث المونديال مجانا ونفس الأمر ينطبق على المواطن الإيرانى.
كل هؤلاء يحصلون على حقوق بث المونديال مجاناً.. بينما يدفع المصريون 94 دولاراً لمشاهدة المونديال.. ما يدفع للتساؤل: هل الأحوال الاقتصادية للمصريين أفضل من هؤلاء جميعاً؟!.. هل متوسط دخل الفرد المصرى أفضل منه فى الصين أو إيران أو حتى تركيا؟!.. ولماذا تحصل إسرائيل على حقوق بث المونديال مجاناً بينما نتكبد نحن المصريين كل هذه المبالغ الضخمة؟!
94 دولاراً يدفعها المصريون بما يعادل 500 جنيه من أجل مشاهدة الجزيرة الرياضية لمدة شهر فى حين أن دخل المواطن المصرى وفقا لدراسة أعدها مجلس أمناء هيئة الاستثمار المصرى «وهو بالمناسبة جهة حكومية رسمية» لا يتجاوز 98 جنيهاً شهرياً أى أقل من معدل خط الفقر الذى يصل إلى 656 جنيهاً شهرياً للأسرة.. إنها معادلة صعبة ويعمق صعوبتها أن المواطن فى أوروبا والدول المتقدمة التى يفوق معدل دخل الفرد فيها نظيره المصرى أضعافاً مضاعفة.. يجد إلى جواره حصانة المشرع القانونى الذى يحظر التمييز بين المواطنين فى مشاهدة المباريات بمعنى أنه يجرم الاحتكار والتشفير ليمكن عموم المواطنين الراغبين من متابعة كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية دون تمييز بين ميسورى الحال ومحدودى الدخل وفقا لما ذكره عمرو حمزاوى مدير الأبحاث بمركز كارنيجى للشرق الأوسط الذى يشير أيضاً إلى أن المشرع الأوروبى يعتبر مشاهدة مباريات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية بمثابة «صالح عام» يتعين على الحكومة توفيره لجميع المواطنين دون قيود تخلقها القدرات المالية إعمالاً لمبدأ المساواة بين المواطنين.
هكذا يحترم الأوروبيون بنى جنسهم من البشر.. وهكذا يلقى بنا المسئولون فى مصر على قارعة الطريق ويعتبرون أن دفع بضعة ملايين للجزيرة من أجل مشاهدة 22 مباراة من أصل 64 فى كأس العالم إنجاز قومى لا يضاهيه شيء.. شالوم يا حكومة نظيف!
* أحمد جلال مدير تحرير جريدة شووت