عبدالله حسن رياش
23-06-2010, 02:07 PM
http://7bna.com/up/uploads/47bd6ffe13.gif (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
http://7bna.com/up/uploads/1c270b0752.gif (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كنتُ طفلا لم أتجاوز العاشرة من عمري يوم أن سمعتُ مارواه زيد بن ثابت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ نضَّر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه] . (1) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وقريبا من هذا مارُوي عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : [ خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه أوعى له من سامع ] ( 2 ) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد تلقيتُ هذا الحديث بعقل طِفْل لم يدْرك عمق المعاني النبوية الكريمة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فجالت الأفكار والتساؤلات في نفسي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف يمكن أن يكون مُبَلَغ أوعى من سامع ؟! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف يمكن لحامل فقه أن يحمل الفقه إلى من هو أفقه منه ؟! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كنتُ أنشدُ تطبيقا عمليا لهذا الحديث حتى يستقر في نفسي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ومضتْ بِضْع سنين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى إذا كنتُ يوما من الأيام في مجلس من مجالس الذِّكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وكان معي في هذا المجلس أحد الدعاة إلى الله ورهط من الصالحين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان هذا الداعية يجتهد في زيارة القرى والهِِجَرْ ليُعَطِرَ أسماع أهلها بآيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وكان يذكر لنا شيئا من قصص أهل القرى وأحاديثهم وأحوالهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وكان مما ذكره قصة عجيبة ملئتْ قلبي نوراً ويقينا (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عرفتُ بعد القصة لذَّة الذكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وبردْ اليقين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عشتُ مع القصة أمتع الأوقات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فإليكم أحداث القصة لتتلذذوا بها كما قد تلذذتْ وحتى يزيدكم الله بها إيمانا وتثبيتا : (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
بدأت أحداث القصة في إحدى القرى في بيت من بيوت الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
بعد أن أُديت فريضة من فرائض الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قام أحد الدعاة يُحدث المصلين عن فضل ذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لم يزلْ الشيخ متنقلا بين آيات الكتاب الكريم وأحاديث السنة المطهرة وأحوال السلف الصالح لترغيب عباد الله في ذكره سبحانه وتعالى ، والناس ينصتون إليه في لهفة وشوق إلى هذا الذكر الذي تعطشت له قلوبهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان ممن يجلس بين المصلين رجل كبير في السن أمي لايقرأ ولايكتب (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قد أقبل بوجهه وقلبه على كلام الشيخ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى بلغ الشيخ ماجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] ( 3 ) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وما إن سمع هذا الحديث حتى حفظه عن ظهر قلب (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ووقع في نفسه أيما موقع (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى استقر في قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فطرد عنه كل داء (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وبات الشوق إلى ذكر الله يخالج قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
خرج من المسجد وهو يردد هذه الكلمات المباركات [سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] ، ولم يزل كذلك حتى وصل بيته فنظر في حال أهله فوجد أنهم في إقبال على الدنيا وإدبار عن الآخرة ، فنادى في أهله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( إني لكم ناصح أمين ) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أنتم هاهنا في لهو ولعب وكأنكم لم تسمعوا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قالوا : وماالذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فساق لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ثم أردف قائلا (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
يازوجتي وياأبنائي ويابناتي أدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
هيا طهروا قلوبكم وثقلوا موازينكم بهاتين الكلمتين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فاستجاب أهله لنداءه المشفق عليهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ورطبتْ ألسنتهم بذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان الرجل يخرجُ بعد صلاة العصر فيغشى الناس في أسواقهم ومجالسهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
نظر إلى أحوال قومه فوجد أنهم في شُغلٍ عن ذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فنادى فيهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ياقومي : هل أدلكم على ماينفعكم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قالوا : نعم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فساق لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فلم يزل في قومه مُلحاً عليهم داعياً إياهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
إلى ترطيب ألسنتهم وتطهير قلوبهم بذكر الله عز وجل (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فاستجاب له قومه وأهله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عاش الرجل مستمسكا بهذا الذِّكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لم يكدْ لسانه يفتر عن تلك الكلمات المباركات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لم يكن يقابل أحدا إلا أقرأه حديث النبي الكريم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ودعاه إلى ذِكْرِ الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد امتلأ قلبه بنور هذا الذِّكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وفاض هذا الحب على اللسان (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قد أراد هذا الرجل لكل من عرفه أن يشعر باللذة التي شعر بها (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أراد للناس أن يأنسوا بذكر الله كما أنسْ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وتطمئن قلوبهم كما اطمئن قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ومضتْ بِضْع سنين والرجل على حاله لايغير ولايبدل (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كل من نظر إليه يتذكر من ساعته حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى إذا داهمه المرض وأُدخل المستشفى (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان المرض قد أنهك جسده فلم يعد يقدر على شيء (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
غير أن لسانه لم يزل متلذذا بالكلمات المباركات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان يدخل عليه الأطباء وفريق التمريض من العرب والعجم فينادي فيهم ويرغبهم في الذِّكر الذي اجتمع حبه في قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى إذا جاءت اللحظات الأخيرة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
والطبيب عند رأسه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان طبيبا من دولة عربيه وعلى دين النصارى (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فناداه يادكتور (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قال الدكتور : نعم ياعم . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قال الرجل : يادكتور قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ثم فاضت روحه إلى بارئها (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عندها ذُهل الطبيب (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ورقَّ قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد شاهد الطبيب في حياته العملية حالات احتضار كثيرة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
غير أن هذا المرة لم تكن كسابقاتها (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد مات الرجل المسن وهو يتحدث بكل ثقة وثبات وهدوء (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
الطبيب لم يتردد كثيرا فما هي إلا أيام وقد أخذ قراره الحكيم وشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
والآن ونحن في ختام القصة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عودوا معي إلى الحديثين اللذين افتتحت بهما قصتي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
تأملوا (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف سمع هذا الرجل بحديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعاه وبلغه كل من رأته عيناه ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف صلُحت حياته بحديث واحد ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف حسُنت خاتمتة بحديث واحد ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فهنيئاً لكل من باتت ألسنتهم رطبة من ذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد حدثتُ بهذه القصة خلق كثير (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
رأيت الدمع وهو يفيض من أعينهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
رأيت شفاههم وهي تذكر الله عز وجل (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
رأيت النور يتشقق من قسمات وجوههم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
واعلم يارعاك الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أن الذكر قد يبلغ في قلبك ماقد بلغ في قلوبِ القوم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
إن أردت أن تشعر بقدر اللذة التي كان يعيشها ذلك الرجل المسن (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أو أولئك اللذين نهجوا نهجه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فابدأ الآن ورطب لسانك بهذه الكلمات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وتذكر يارعاك الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أنَّ اللذة التي تنشدها لن تتحقق لك بقول هذه الكلمات لأيام معدودة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عش مع هذه الكلمات بقلبك أبدا ماحييت (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
واجعل قلبك يرتوي من فيضها الطاهر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
واجعل لسانك لايفتر من هذا الذكر المبارك (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عندها ستدرك قدر السعادة التي كان يعيشها ذلك الرجل رحمه الله تعالى . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
__________________________________________________ _____ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( 1 ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 404 ، والمراد بقوله (نضَّر الله ) دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة ، وقوله ( ليس بفقيه ) أي ليس عنده القدرة على استخلاص الأحكام والعلم الذي تضمتنه النصوص ، وقوله ( أفقه منه ) أي أقدر منه على التعرف على مراد الله وأحكامه وتشريعاته . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( 2 ) صححه الألباني – المصدر : صحيح ابن ماجه برقم 191 ، ومعنى الحديث : رب مبلغ عني أوعى أي أفهم لما أقول من سامع مني . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( 3 ) متفق عليه . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
منقوووول وتركت اسم كاتبه لروعة الموضوع
كتبه : عدنان بن علي المغربي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
يوم الأربعاء 19 – 12 -1429هـ الموافق 17 – 12 – 2008 م . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
http://7bna.com/up/uploads/1c270b0752.gif (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كنتُ طفلا لم أتجاوز العاشرة من عمري يوم أن سمعتُ مارواه زيد بن ثابت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ نضَّر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه] . (1) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وقريبا من هذا مارُوي عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : [ خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه أوعى له من سامع ] ( 2 ) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد تلقيتُ هذا الحديث بعقل طِفْل لم يدْرك عمق المعاني النبوية الكريمة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فجالت الأفكار والتساؤلات في نفسي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف يمكن أن يكون مُبَلَغ أوعى من سامع ؟! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف يمكن لحامل فقه أن يحمل الفقه إلى من هو أفقه منه ؟! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كنتُ أنشدُ تطبيقا عمليا لهذا الحديث حتى يستقر في نفسي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ومضتْ بِضْع سنين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى إذا كنتُ يوما من الأيام في مجلس من مجالس الذِّكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وكان معي في هذا المجلس أحد الدعاة إلى الله ورهط من الصالحين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان هذا الداعية يجتهد في زيارة القرى والهِِجَرْ ليُعَطِرَ أسماع أهلها بآيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وكان يذكر لنا شيئا من قصص أهل القرى وأحاديثهم وأحوالهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وكان مما ذكره قصة عجيبة ملئتْ قلبي نوراً ويقينا (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عرفتُ بعد القصة لذَّة الذكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وبردْ اليقين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عشتُ مع القصة أمتع الأوقات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فإليكم أحداث القصة لتتلذذوا بها كما قد تلذذتْ وحتى يزيدكم الله بها إيمانا وتثبيتا : (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
بدأت أحداث القصة في إحدى القرى في بيت من بيوت الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
بعد أن أُديت فريضة من فرائض الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قام أحد الدعاة يُحدث المصلين عن فضل ذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لم يزلْ الشيخ متنقلا بين آيات الكتاب الكريم وأحاديث السنة المطهرة وأحوال السلف الصالح لترغيب عباد الله في ذكره سبحانه وتعالى ، والناس ينصتون إليه في لهفة وشوق إلى هذا الذكر الذي تعطشت له قلوبهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان ممن يجلس بين المصلين رجل كبير في السن أمي لايقرأ ولايكتب (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قد أقبل بوجهه وقلبه على كلام الشيخ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى بلغ الشيخ ماجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] ( 3 ) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وما إن سمع هذا الحديث حتى حفظه عن ظهر قلب (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ووقع في نفسه أيما موقع (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى استقر في قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فطرد عنه كل داء (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وبات الشوق إلى ذكر الله يخالج قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
خرج من المسجد وهو يردد هذه الكلمات المباركات [سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] ، ولم يزل كذلك حتى وصل بيته فنظر في حال أهله فوجد أنهم في إقبال على الدنيا وإدبار عن الآخرة ، فنادى في أهله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( إني لكم ناصح أمين ) (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أنتم هاهنا في لهو ولعب وكأنكم لم تسمعوا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قالوا : وماالذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فساق لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ثم أردف قائلا (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
يازوجتي وياأبنائي ويابناتي أدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
هيا طهروا قلوبكم وثقلوا موازينكم بهاتين الكلمتين (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فاستجاب أهله لنداءه المشفق عليهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ورطبتْ ألسنتهم بذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان الرجل يخرجُ بعد صلاة العصر فيغشى الناس في أسواقهم ومجالسهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
نظر إلى أحوال قومه فوجد أنهم في شُغلٍ عن ذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فنادى فيهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ياقومي : هل أدلكم على ماينفعكم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قالوا : نعم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فساق لهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فلم يزل في قومه مُلحاً عليهم داعياً إياهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
إلى ترطيب ألسنتهم وتطهير قلوبهم بذكر الله عز وجل (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فاستجاب له قومه وأهله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عاش الرجل مستمسكا بهذا الذِّكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لم يكدْ لسانه يفتر عن تلك الكلمات المباركات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لم يكن يقابل أحدا إلا أقرأه حديث النبي الكريم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ودعاه إلى ذِكْرِ الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد امتلأ قلبه بنور هذا الذِّكر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وفاض هذا الحب على اللسان (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قد أراد هذا الرجل لكل من عرفه أن يشعر باللذة التي شعر بها (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أراد للناس أن يأنسوا بذكر الله كما أنسْ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وتطمئن قلوبهم كما اطمئن قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ومضتْ بِضْع سنين والرجل على حاله لايغير ولايبدل (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كل من نظر إليه يتذكر من ساعته حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى إذا داهمه المرض وأُدخل المستشفى (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان المرض قد أنهك جسده فلم يعد يقدر على شيء (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
غير أن لسانه لم يزل متلذذا بالكلمات المباركات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان يدخل عليه الأطباء وفريق التمريض من العرب والعجم فينادي فيهم ويرغبهم في الذِّكر الذي اجتمع حبه في قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
حتى إذا جاءت اللحظات الأخيرة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
والطبيب عند رأسه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كان طبيبا من دولة عربيه وعلى دين النصارى (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فناداه يادكتور (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قال الدكتور : نعم ياعم . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
قال الرجل : يادكتور قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ثم فاضت روحه إلى بارئها (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عندها ذُهل الطبيب (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
ورقَّ قلبه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد شاهد الطبيب في حياته العملية حالات احتضار كثيرة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
غير أن هذا المرة لم تكن كسابقاتها (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد مات الرجل المسن وهو يتحدث بكل ثقة وثبات وهدوء (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
الطبيب لم يتردد كثيرا فما هي إلا أيام وقد أخذ قراره الحكيم وشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
والآن ونحن في ختام القصة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عودوا معي إلى الحديثين اللذين افتتحت بهما قصتي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
تأملوا (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف سمع هذا الرجل بحديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعاه وبلغه كل من رأته عيناه ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف صلُحت حياته بحديث واحد ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
كيف حسُنت خاتمتة بحديث واحد ! (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فهنيئاً لكل من باتت ألسنتهم رطبة من ذكر الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
لقد حدثتُ بهذه القصة خلق كثير (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
رأيت الدمع وهو يفيض من أعينهم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
رأيت شفاههم وهي تذكر الله عز وجل (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
رأيت النور يتشقق من قسمات وجوههم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
واعلم يارعاك الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أن الذكر قد يبلغ في قلبك ماقد بلغ في قلوبِ القوم (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
إن أردت أن تشعر بقدر اللذة التي كان يعيشها ذلك الرجل المسن (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أو أولئك اللذين نهجوا نهجه (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
فابدأ الآن ورطب لسانك بهذه الكلمات (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
[سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ] (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
وتذكر يارعاك الله (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
أنَّ اللذة التي تنشدها لن تتحقق لك بقول هذه الكلمات لأيام معدودة (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عش مع هذه الكلمات بقلبك أبدا ماحييت (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
واجعل قلبك يرتوي من فيضها الطاهر (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
واجعل لسانك لايفتر من هذا الذكر المبارك (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
عندها ستدرك قدر السعادة التي كان يعيشها ذلك الرجل رحمه الله تعالى . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
__________________________________________________ _____ (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( 1 ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 404 ، والمراد بقوله (نضَّر الله ) دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة ، وقوله ( ليس بفقيه ) أي ليس عنده القدرة على استخلاص الأحكام والعلم الذي تضمتنه النصوص ، وقوله ( أفقه منه ) أي أقدر منه على التعرف على مراد الله وأحكامه وتشريعاته . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( 2 ) صححه الألباني – المصدر : صحيح ابن ماجه برقم 191 ، ومعنى الحديث : رب مبلغ عني أوعى أي أفهم لما أقول من سامع مني . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
( 3 ) متفق عليه . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
منقوووول وتركت اسم كاتبه لروعة الموضوع
كتبه : عدنان بن علي المغربي (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)
يوم الأربعاء 19 – 12 -1429هـ الموافق 17 – 12 – 2008 م . (http://www.ashfa.com/vb/t808.html)