عاشقة الاسلام والمسلمين
25-06-2010, 01:07 PM
مبروك للشقيق الأمريكى
فعلا المأساة اتسعت، واكتملت، بعد أن سجد بعضنا لله شكرا على انتصار المنتخب الأمريكى الشقيق على العدو الجزائرى.
نجحوا إذن هؤلاء الذين كنا نحسبهم مجموعة من الصغار التافهين فى تحويل مشاعر الغضب لهزيمة المنتخب المصرى أمام نظيره الجزائرى فى أم درمان إلى طاقة كراهية شريرة من قبل قطاعات لا ينبغى أن يستهان بها من الشباب المصرى لكل ما هو جزائرى وبالعكس.
نجحت جيوش العتمة والجهل إذن فى زراعة مساحات هائلة ومخيفة من محصول الكراهية بين نسبة ليست هينة من الشعبين حتى جاء يوم أغبر وقف فيه شبان مصريون على أطراف أصابعهم طوال تسعين دقيقة قلقا وذعرا من تحقيق انتصار جزائرى على منتخب أمريكا، هل هناك أفدح من أن يتمنى عربى انتصارا أمريكيا على عربى آخر؟
إن أسوأ ما فى الموضوع أن ما كنا نظنه مهارشات صبيانية مجنونة بين بعض المسطحين الممسكين بالميكرفونات والأقلام هنا وهناك صار تيارا جارفا وروحا شريرة تسرى فى وجدان أعداد ليست قليلة على الجانبين.
غير أننا لا ينبغى أن نحمل الصغار المسئولية كلها، ذلك أنهم كانوا أشبه بالديكة التى يتصارع من خلالها الكبار من الطرفين، ربما من باب التسلية، والأرجح من باب التغطية على ملفات داخلية وخارجية تسبب لهم حرجا، وغير مستبعد أنهم أرادوها فرصة لتصفية مسائل شخصية.
لكن الثابت أن أحدا من الكبار على الجانبين لم يكن جادا أو مهموما بالقدر الكافى لإيقاف تلك الفضيحة الحضارية، أرادوها ملهاة فتحولت إلى مأساة، وحين اكتشفوا فداحة الانتشار المريع لفيروس ك ( كراهية) بين الشعبين جاء تدخلهم هزيلا ومن باب تلافى الانتقادات وليس استشعارا للخطر، بدليل أن من أشعلوا الحريق من الطرفين لا يزالون فى مواقعهم مطمئنين تحت رعاية أصحاب الفخامة، لم نسمع أن أحدا عوقب على دوره فى زراعة الحقد بين شعبين شقيقين، ولم نسمع أن أحدا دعا علماء الاجتماع والنفس من البلدين للقاءات مشتركة يبحثون فيها عن طريقة تنتشل الأجيال المقبلة من مستنقعات الكراهية للشقيق والدعاء من أجل انتصار العدو.
وليت السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية يتدخل لمحاصرة المأساة كى لا تنتشر أكثر ثم يخصص القمة العربية الثقافية التى بدأ الحديث عنها للبحث فى ترميم العلاقة بين الشعبين فى زمن بائس صرنا نتحدث فيه عن الحاجز النفسى بين المصريين والجزائريين ونرقص فرحا لأن الشقيق الأمريكى سجل هدفا أخرج به خصمنا الجزائرى من كأس العالم.
بقلم/ وائل قنديل (الشروق الجديد)
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=254718
فعلا المأساة اتسعت، واكتملت، بعد أن سجد بعضنا لله شكرا على انتصار المنتخب الأمريكى الشقيق على العدو الجزائرى.
نجحوا إذن هؤلاء الذين كنا نحسبهم مجموعة من الصغار التافهين فى تحويل مشاعر الغضب لهزيمة المنتخب المصرى أمام نظيره الجزائرى فى أم درمان إلى طاقة كراهية شريرة من قبل قطاعات لا ينبغى أن يستهان بها من الشباب المصرى لكل ما هو جزائرى وبالعكس.
نجحت جيوش العتمة والجهل إذن فى زراعة مساحات هائلة ومخيفة من محصول الكراهية بين نسبة ليست هينة من الشعبين حتى جاء يوم أغبر وقف فيه شبان مصريون على أطراف أصابعهم طوال تسعين دقيقة قلقا وذعرا من تحقيق انتصار جزائرى على منتخب أمريكا، هل هناك أفدح من أن يتمنى عربى انتصارا أمريكيا على عربى آخر؟
إن أسوأ ما فى الموضوع أن ما كنا نظنه مهارشات صبيانية مجنونة بين بعض المسطحين الممسكين بالميكرفونات والأقلام هنا وهناك صار تيارا جارفا وروحا شريرة تسرى فى وجدان أعداد ليست قليلة على الجانبين.
غير أننا لا ينبغى أن نحمل الصغار المسئولية كلها، ذلك أنهم كانوا أشبه بالديكة التى يتصارع من خلالها الكبار من الطرفين، ربما من باب التسلية، والأرجح من باب التغطية على ملفات داخلية وخارجية تسبب لهم حرجا، وغير مستبعد أنهم أرادوها فرصة لتصفية مسائل شخصية.
لكن الثابت أن أحدا من الكبار على الجانبين لم يكن جادا أو مهموما بالقدر الكافى لإيقاف تلك الفضيحة الحضارية، أرادوها ملهاة فتحولت إلى مأساة، وحين اكتشفوا فداحة الانتشار المريع لفيروس ك ( كراهية) بين الشعبين جاء تدخلهم هزيلا ومن باب تلافى الانتقادات وليس استشعارا للخطر، بدليل أن من أشعلوا الحريق من الطرفين لا يزالون فى مواقعهم مطمئنين تحت رعاية أصحاب الفخامة، لم نسمع أن أحدا عوقب على دوره فى زراعة الحقد بين شعبين شقيقين، ولم نسمع أن أحدا دعا علماء الاجتماع والنفس من البلدين للقاءات مشتركة يبحثون فيها عن طريقة تنتشل الأجيال المقبلة من مستنقعات الكراهية للشقيق والدعاء من أجل انتصار العدو.
وليت السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية يتدخل لمحاصرة المأساة كى لا تنتشر أكثر ثم يخصص القمة العربية الثقافية التى بدأ الحديث عنها للبحث فى ترميم العلاقة بين الشعبين فى زمن بائس صرنا نتحدث فيه عن الحاجز النفسى بين المصريين والجزائريين ونرقص فرحا لأن الشقيق الأمريكى سجل هدفا أخرج به خصمنا الجزائرى من كأس العالم.
بقلم/ وائل قنديل (الشروق الجديد)
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=254718