عزازى عبده محمود
26-06-2010, 07:59 PM
قصة قصيرة
الأستاذ والتلميذة الموهوبة
الأستاذ ( سعيد ) هو حديث أهل القرية لما عرف عنه من دماثة الخلق وطيبة القلب وأدبه الرفيع فهو يعامل جميع التلاميذ في المدرسة الابتدائية – التي يعمل بها – بحب وحنان كأنهم أولاده . ذات يوم دخل الأستاذ سعيد الفصل
كعادته حيا التلاميذ واطمأن على أحوالهم ولكن فكره وباله مشغول بتلميذته
في الفصل ( إيمان ) فهو متحير في معرفة حكايتها فهو متأكد أنها تلميذة متفوقة وذكية ورقيقة الإحساس والمشاعر ومع ذلك دائما ما تهمل في عمل
واجباتها وتحصل على درجات ضعيفة في الاختبارات الشهرية وأغلب الأوقات
يبدو عليها الحزن الأستاذ ( سعيد ) حاول معرفة السر الكامن وراء حكاية تلميذته ( إيمان )بسؤالها ولكنه لم يتوصل إلى سبب مقنع . في أحد الأيام وبعد صلاة المغرب في مسجد القرية ساقته قدماه إلى منزل الحاج ( عزيز )
والد (إيمان) جلس الأستاذ ( سعيد ) مع الحاج ( عزيز ) وبعد فترة من الحديث في أمور القرية العامة سأل الأستاذ ( سعيد ) عن (إيمان ) فرد الحاج
( عزيز ) قائلا : (إيمان ) مشهتنفع في المدرسة طيلة الوقت تمسك الألوان وكراسة الرسم وليس وراءها إلا الرسم . وبالتالي أوسعها ضربا وأمزق كراسة الرسم وأكسر الألوان ونبهت عليها ألا ترسم مرة أخرى وان رأيتها ترسم سوف أعاقبها بقسوة كان هذا كلام الحاج ( عزيز ) . هز الأستاذ
( سعيد) رأسه قائلا : الآن عرفت سر وسبب حزن ( إيمان ) وضعف مستواها . يا حاج ( عزيز ) أرجوك لا تضرب ( إيمان ) مطلقا بسبب الرسم
اتركها لي وسوف ترى بنفسك تفوق ( إيمان ) . أرسل الأستاذ سعيد لمناداة
( إيمان ) وكان قد بعث أخيها الأصغر لإحضار كراسة رسم وألوان حضرت
(إيمان ) قابلها الأستاذ ( سعيد ) بترحاب وبوجه بشوش وقال لها بأسلوب تربوي ( إيمان ) هل تعرفين سبب حضوري اليوم لمنزلكم عرفت أنك بنت
موهوبة في الرسم وأسمع دائما عن جمال ما ترسميه فحضرت كي أشاهد
ما قمت برسمه ارتعشت (إيمان ) واقشعر بدنها واصطكت أسنانها خوفا ورعبا من والدها الذي حذرها من قبل من الرسم حاول الأستاذ ( سعيد ) تهدئتها وطمأنتها وأخذ يخبرها أن والدها يحبها ويخاف عليها وقال لها :
الرسم فن جميل ولكي تنمي موهبتك وتتقنيها يجب أن تصقليها بالعلم والدراسة وذلك لن يتحقق إلا بالتفوق الدراسي والجد في تحصيل واستذكار
الدروس وأنا لا أطلب منك التوقف عن الرسم ولكن تحديد أوقات يومية بعد
انتهاء المذاكرة لممارسة هوايتك المفضلة الرسم ولكن عاهديني على التفوق
في دراستك أكمل الأستاذ ( سعيد ) كلامه قائلا : بالمناسبة هناك مسابقة فنية
في الرسم بين المدارس على مستوى الإدارة وسوف أرشحك يا ( إيمان ) لتمثيل المدرسة . طارت ( إيمان ) من الفرحة والسعادة تغمر قلبها وعزمت على التفوق في دراستها حتى تحقق وعدها للأستاذ ( سعيد ) وحتى تنمى
موهبتها بالعلم والدراسة وتلتحق بكلية الفنون الجميلة وتصبح فنانة مشهورة
تعرض لوحاتها في أشهر المعارض وذهبت ( إيمان ) لمسابقة التربية الفنية
ومثلت مدرستها وكانت المفاجأة السارة أن فازت لوحتها بالمركز الأول وشرفت مدرستها وقررت إدارة المدرسة تكريمها وأقامت لها حفلا ودعت
إليه والدها وفى الحفل تحدثت ( إيمان ) وشكرت أستاذها ( سعيد ) فهو صاحب الفضل عليها في اكتشافها وإعادتها لحب المدرسة والتفوق ونفس
الكلام أكده الحاج ( عزيز ) والد ( إيمان ) ومن يومها و(إيمان ) تتقدم في دراستها وتكون من الأوائل كل عام وهى لا تنسى هوايتها المحببة الرسم وفى
أحد الأيام قدمت للأستاذ ( سعيد ) هدية وهى فرحة شكرها الأستاذ سعيد على
هديتها الرقيقة التى كانت عبارة عن لوحة مرسومة رسمتها ( إيمان ) للأستاذ ( سعيد )
وهكذا استطاع ( الأستاذ سعيد ) بحنكة وبراعة اكتشاف موهبة جديدة وإحساس مرهف لطفلة في عمر الزهور كاد والدها أن يطفئها بغير عمد .
مع تحيات /
عزازى عبده محمود العوضى
كفر كشك – فاقوس –شرقية
مدرسة كفرالعلماء للتعليم الأساسي
الأستاذ والتلميذة الموهوبة
الأستاذ ( سعيد ) هو حديث أهل القرية لما عرف عنه من دماثة الخلق وطيبة القلب وأدبه الرفيع فهو يعامل جميع التلاميذ في المدرسة الابتدائية – التي يعمل بها – بحب وحنان كأنهم أولاده . ذات يوم دخل الأستاذ سعيد الفصل
كعادته حيا التلاميذ واطمأن على أحوالهم ولكن فكره وباله مشغول بتلميذته
في الفصل ( إيمان ) فهو متحير في معرفة حكايتها فهو متأكد أنها تلميذة متفوقة وذكية ورقيقة الإحساس والمشاعر ومع ذلك دائما ما تهمل في عمل
واجباتها وتحصل على درجات ضعيفة في الاختبارات الشهرية وأغلب الأوقات
يبدو عليها الحزن الأستاذ ( سعيد ) حاول معرفة السر الكامن وراء حكاية تلميذته ( إيمان )بسؤالها ولكنه لم يتوصل إلى سبب مقنع . في أحد الأيام وبعد صلاة المغرب في مسجد القرية ساقته قدماه إلى منزل الحاج ( عزيز )
والد (إيمان) جلس الأستاذ ( سعيد ) مع الحاج ( عزيز ) وبعد فترة من الحديث في أمور القرية العامة سأل الأستاذ ( سعيد ) عن (إيمان ) فرد الحاج
( عزيز ) قائلا : (إيمان ) مشهتنفع في المدرسة طيلة الوقت تمسك الألوان وكراسة الرسم وليس وراءها إلا الرسم . وبالتالي أوسعها ضربا وأمزق كراسة الرسم وأكسر الألوان ونبهت عليها ألا ترسم مرة أخرى وان رأيتها ترسم سوف أعاقبها بقسوة كان هذا كلام الحاج ( عزيز ) . هز الأستاذ
( سعيد) رأسه قائلا : الآن عرفت سر وسبب حزن ( إيمان ) وضعف مستواها . يا حاج ( عزيز ) أرجوك لا تضرب ( إيمان ) مطلقا بسبب الرسم
اتركها لي وسوف ترى بنفسك تفوق ( إيمان ) . أرسل الأستاذ سعيد لمناداة
( إيمان ) وكان قد بعث أخيها الأصغر لإحضار كراسة رسم وألوان حضرت
(إيمان ) قابلها الأستاذ ( سعيد ) بترحاب وبوجه بشوش وقال لها بأسلوب تربوي ( إيمان ) هل تعرفين سبب حضوري اليوم لمنزلكم عرفت أنك بنت
موهوبة في الرسم وأسمع دائما عن جمال ما ترسميه فحضرت كي أشاهد
ما قمت برسمه ارتعشت (إيمان ) واقشعر بدنها واصطكت أسنانها خوفا ورعبا من والدها الذي حذرها من قبل من الرسم حاول الأستاذ ( سعيد ) تهدئتها وطمأنتها وأخذ يخبرها أن والدها يحبها ويخاف عليها وقال لها :
الرسم فن جميل ولكي تنمي موهبتك وتتقنيها يجب أن تصقليها بالعلم والدراسة وذلك لن يتحقق إلا بالتفوق الدراسي والجد في تحصيل واستذكار
الدروس وأنا لا أطلب منك التوقف عن الرسم ولكن تحديد أوقات يومية بعد
انتهاء المذاكرة لممارسة هوايتك المفضلة الرسم ولكن عاهديني على التفوق
في دراستك أكمل الأستاذ ( سعيد ) كلامه قائلا : بالمناسبة هناك مسابقة فنية
في الرسم بين المدارس على مستوى الإدارة وسوف أرشحك يا ( إيمان ) لتمثيل المدرسة . طارت ( إيمان ) من الفرحة والسعادة تغمر قلبها وعزمت على التفوق في دراستها حتى تحقق وعدها للأستاذ ( سعيد ) وحتى تنمى
موهبتها بالعلم والدراسة وتلتحق بكلية الفنون الجميلة وتصبح فنانة مشهورة
تعرض لوحاتها في أشهر المعارض وذهبت ( إيمان ) لمسابقة التربية الفنية
ومثلت مدرستها وكانت المفاجأة السارة أن فازت لوحتها بالمركز الأول وشرفت مدرستها وقررت إدارة المدرسة تكريمها وأقامت لها حفلا ودعت
إليه والدها وفى الحفل تحدثت ( إيمان ) وشكرت أستاذها ( سعيد ) فهو صاحب الفضل عليها في اكتشافها وإعادتها لحب المدرسة والتفوق ونفس
الكلام أكده الحاج ( عزيز ) والد ( إيمان ) ومن يومها و(إيمان ) تتقدم في دراستها وتكون من الأوائل كل عام وهى لا تنسى هوايتها المحببة الرسم وفى
أحد الأيام قدمت للأستاذ ( سعيد ) هدية وهى فرحة شكرها الأستاذ سعيد على
هديتها الرقيقة التى كانت عبارة عن لوحة مرسومة رسمتها ( إيمان ) للأستاذ ( سعيد )
وهكذا استطاع ( الأستاذ سعيد ) بحنكة وبراعة اكتشاف موهبة جديدة وإحساس مرهف لطفلة في عمر الزهور كاد والدها أن يطفئها بغير عمد .
مع تحيات /
عزازى عبده محمود العوضى
كفر كشك – فاقوس –شرقية
مدرسة كفرالعلماء للتعليم الأساسي