أريــــ الجنة ــــد
28-06-2010, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
ماذا تقول لك الأبراج ؟؟؟؟
ماذا يقول لك الطالع ؟؟؟
ماذا تقول لك النجوم ؟؟؟
( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
النمل(65)
لقد شاعت وانتشرت في هذه الأيام قضية الأبراج والحظ وما سيحمله إليك المستقبل وما يقوله لك الطالع وهذا من شر ما ابتلي به المسلمون اليوم حتى أنه لم تعد تخلو وسيلة من وسائل الإعلام من هذه الآفة الخطيرة لتبثها على الناس لتفسد على المسلمين عقيدتهم حتى بتنا نسمع من يسأل من المسلمين هؤلاء العرافين والمنجمين عن قضايا الزواج وهل هناك زوج في المستقبل القريب وهل هناك تحسنات في الأمور المالية وهل أحوال الفلك مواتية لمشروع اقتصادي ناجح وبماذا تنصح الكواكب والنجوم أصحاب برج ..... وكأن الكواكب والنجوم هي المتصرف في هذا الكون تخط أقدار الناس وترسم مستقبلهم ثم تخبر هؤلاء المنجمين والعرافين بالحظ السعيد الذي ينتظر هؤلاء السائلين الذين يجب أن يعلموا أنهم بذلك على خطر عظيم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
( من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) فتح الباري لابن حجر العسقلاني باسناد جيد
يقول الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح :
( والكهانة - بفتح الكاف ويجوز كسرها - ادعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب، والأصل فيها استراق السمع من كلام الملائكة، فيلقيه في أذن الكاهن، والكاهن لفظ يطلق على العراف، والذي يضرب بالحصى، والمنجم، ويطلق على من يقوم بأمر آخر ويسعى في قضاء حوائجه، وقال في ” المحكم ”: الكاهن القاضي بالغيب، وقال في ” الجامع ”: العرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهنا، وقال الخطابي: الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطباع نارية، فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذه الأمور، وساعدتهم بكل ما تصل قدرتهم إليه، وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم، وهي على أصناف: منها ما يتلقونه من الجن، فإن الجن كانوا يصعدون إلى جهة السماء فيركب بعضهم بعضا إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام فيلقيه إلى الذي يليه، إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن فيزيد فيه، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين، وأرسلت عليهم الشهب، فبقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب، إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ( إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) الصافات (10) ، وكانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرة جدا ، وأما في الإسلام فقد ندر ذلك جدا حتى كاد يضمحل ولله الحمد، ثانيها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره مما لا يطلع عليه الإنسان غالبا، أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد، ثالثها ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس، وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه، رابعها ما يستند إلى التجربة والعادة، فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك، ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وكل ذلك مذموم شرعا ) .
ولمن يقول أن هؤلاء الكهنة ربما يصيبون في بعض الأمور فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي لنا ذلك :
«عن عروةَ عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: سألَ ناسٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: ليس بشيء فقالوا: يارسول الله، إنهم يحدِّثوننا أحياناً بشيء فيكون حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلكَ الكلمةُ من الحق يَخطفها الجنيُّ فيَقرُّها في أُذنِ وَليِّهِ، فيَخلطونَ معها مائةَ كذبة» رواه البخاري .
وعن عُروةَ بنِ الزُّبيرِ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنها سمعتْ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الملائكةَ تنزلُ في العَنان ـ وهو السحابُ ـ فتذكر الأمرَ قُضيَ في السماءَ، فتَسْترقُ الشياطين السمعَ فتَسمعُه فتوحيه إِلى الكُهّانِ، فيَكذبونَ معها مائةِ كذبةٍ من عندِ أنفُسِهم» رواه البخاري
قال القرطبي: ( يجب على من قدر على ذلك من محتسب وغيره أن يقيم من يتعاطى شيئا من ذلك من الأسواق وينكر عليهم أشد النكير وعلى من يجيء إليهم ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يجيء إليهم ممن ينسب إلى العلم، فإنهم غير راسخين في العلم بل من الجهال بما في إتيانهم من المحذور ) .
( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف (188)
نسأل الله أن يسلّم لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يهدينا سبيل الرشاد وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
منقول
ماذا تقول لك الأبراج ؟؟؟؟
ماذا يقول لك الطالع ؟؟؟
ماذا تقول لك النجوم ؟؟؟
( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
النمل(65)
لقد شاعت وانتشرت في هذه الأيام قضية الأبراج والحظ وما سيحمله إليك المستقبل وما يقوله لك الطالع وهذا من شر ما ابتلي به المسلمون اليوم حتى أنه لم تعد تخلو وسيلة من وسائل الإعلام من هذه الآفة الخطيرة لتبثها على الناس لتفسد على المسلمين عقيدتهم حتى بتنا نسمع من يسأل من المسلمين هؤلاء العرافين والمنجمين عن قضايا الزواج وهل هناك زوج في المستقبل القريب وهل هناك تحسنات في الأمور المالية وهل أحوال الفلك مواتية لمشروع اقتصادي ناجح وبماذا تنصح الكواكب والنجوم أصحاب برج ..... وكأن الكواكب والنجوم هي المتصرف في هذا الكون تخط أقدار الناس وترسم مستقبلهم ثم تخبر هؤلاء المنجمين والعرافين بالحظ السعيد الذي ينتظر هؤلاء السائلين الذين يجب أن يعلموا أنهم بذلك على خطر عظيم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
( من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) فتح الباري لابن حجر العسقلاني باسناد جيد
يقول الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح :
( والكهانة - بفتح الكاف ويجوز كسرها - ادعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب، والأصل فيها استراق السمع من كلام الملائكة، فيلقيه في أذن الكاهن، والكاهن لفظ يطلق على العراف، والذي يضرب بالحصى، والمنجم، ويطلق على من يقوم بأمر آخر ويسعى في قضاء حوائجه، وقال في ” المحكم ”: الكاهن القاضي بالغيب، وقال في ” الجامع ”: العرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهنا، وقال الخطابي: الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطباع نارية، فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذه الأمور، وساعدتهم بكل ما تصل قدرتهم إليه، وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم، وهي على أصناف: منها ما يتلقونه من الجن، فإن الجن كانوا يصعدون إلى جهة السماء فيركب بعضهم بعضا إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام فيلقيه إلى الذي يليه، إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن فيزيد فيه، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين، وأرسلت عليهم الشهب، فبقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب، إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ( إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) الصافات (10) ، وكانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرة جدا ، وأما في الإسلام فقد ندر ذلك جدا حتى كاد يضمحل ولله الحمد، ثانيها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره مما لا يطلع عليه الإنسان غالبا، أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد، ثالثها ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس، وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه، رابعها ما يستند إلى التجربة والعادة، فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك، ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وكل ذلك مذموم شرعا ) .
ولمن يقول أن هؤلاء الكهنة ربما يصيبون في بعض الأمور فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي لنا ذلك :
«عن عروةَ عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: سألَ ناسٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: ليس بشيء فقالوا: يارسول الله، إنهم يحدِّثوننا أحياناً بشيء فيكون حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلكَ الكلمةُ من الحق يَخطفها الجنيُّ فيَقرُّها في أُذنِ وَليِّهِ، فيَخلطونَ معها مائةَ كذبة» رواه البخاري .
وعن عُروةَ بنِ الزُّبيرِ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنها سمعتْ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الملائكةَ تنزلُ في العَنان ـ وهو السحابُ ـ فتذكر الأمرَ قُضيَ في السماءَ، فتَسْترقُ الشياطين السمعَ فتَسمعُه فتوحيه إِلى الكُهّانِ، فيَكذبونَ معها مائةِ كذبةٍ من عندِ أنفُسِهم» رواه البخاري
قال القرطبي: ( يجب على من قدر على ذلك من محتسب وغيره أن يقيم من يتعاطى شيئا من ذلك من الأسواق وينكر عليهم أشد النكير وعلى من يجيء إليهم ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يجيء إليهم ممن ينسب إلى العلم، فإنهم غير راسخين في العلم بل من الجهال بما في إتيانهم من المحذور ) .
( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف (188)
نسأل الله أن يسلّم لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يهدينا سبيل الرشاد وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
منقول