faten forever
08-07-2010, 01:19 PM
مادفعنى لنقل هذه المقاله هى الأخبار المتواتره التى نسمعها عن حالات الانتحار
والتى تطالعنا بها الصحف يوميا
تجنيب الأبناء مخاطر إرتكاب الإنتحار
أ . د / محمد زياد حمدان
مقدمة
إن أخطر ما يمكن للأبناء مواجهته في معاناتهم النفسية هو شعورهم بالإحباط والإكتئاب، ومن ثم الرغبة في الخلاص من الدنيا السيئة وعذاباتها،، بإرتكاب الإنتحار. إن شعور الأبناء نتيجة الصعوبات الحادة التي يعيشونها بعدم جدوى الحياة.. وإن لا فرق بينها وبين الموت، يبدأون جدياً بالتفكير بالإنتحار، والحديث إيجابياً عن قصصه والأشخاص الذين يرتكبونه. وإن عدم إنتباه الأسرة لذلك، مع إستمرار الضغوط النفسية الأبناء وتذمرهم من معاناتهم، يوصلهم على الأرجح إلى إرتكاب المحظور بالإنتحار.
ومع أن مشكلة الإنتحار لا تشكل ظاهرة حتى الآن في بيئاتنا الأسرية العربية، إلا أن الظروف الصعبة التي يعيشها الأبناء هذه الأيام، مرافقاً ذلك إهمال الأسرة أو إنشغالها رغماً عن إرادتها غالباً في الكفاح اليومي لتوفير سبل البقاء، وإنغماس الأبناء بالنتيجة في شِلل منحرفة للأقران.. حيث تناول الكحول والمخدرات والفحش الجنسي ، مع بعض حالات الإنتحار التي تصل إلى السمع هنا وهناك،، توفر كلها للأسرة والمدرسة والجهات الإجتماعية المسؤولة، أجراس خطر تحذيرية بأن عاصفة الموت بالإنتحار قد تكون قادمة.
وما لم تتدارك هذه الجهات جميعاً العوامل والظروف اليائسة التي تدفع الأبناء إلى الموت الإجباري وهم لم يروا بعد من الدنيا شيئاً يذكر، ولم يرتكبوا خطأ فاحشاً يوصلهم إلى طريق مسدود في حياتهم الغضّة التي لم تقطع خُمس العمر بعد بينما هم في سن 14 – 24 ربيعاً.. فإن الرغبة في الإنتحار تجرف حياتهم لا محالة.
أما في الغرب بوجه عام، والولايات المتحدة الأمريكية خاصة، فتشكل حوادث الإنتحار مصدر قلق ورعب للأسرة والمدرسة والسلطة في آن. ولننظر إلى الإحصاءات الرسمية والميدانية المتخصصة التالية:
1-كل 17 دقيقة يموت شخص بواسطة الإنتحار.
2-الإنتحار يودي سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية بحياة أكثر من (30000) ثلاثين ألف إنسان.
3-عدد الشباب اليافع (المراهقين) والراشدين الشباب بأوائل العشرينات من العمر قد تضاعف ثلاث مرات خلال الأربعين سنة الماضية.. أي منذ الستينات من القرن العشرين الذي مضى بالتو.
4-الإنتحار يشكل السبب الرئيسي الثالث لموت الشباب بعمر 15 – 24 سنة.
5-الإنتحار يشكل السبب الرئيسي الحادي عشر للموت عموماً في الولايات المتحدة الأمريكية.
6-نسبة 1 إلى 5 من تلاميذ المدرسة الثانوية يفكرون جدياً بالإنتحار.
7-مجموع الأفراد الذين يحاولون الإنتحار من الشباب اليافع (المراهقين) يصل إلى (400000) أربعمائة ألف ، منهم حوالي (5200) خمسة آلاف ومائتين شاباً يرتكبون فعلياً هذا السلوك القسري من الموت.
8-الانتحار يشكل السبب الرئيسي الثامن للموت لدى الذكور، والتاسع عشر للموت لدى الإناث، وفي إحصائيات أخرى تصل النسبة 4 أولاد : 1 بنات.
9-حوادث الانتحار فاقت نظيراتها حوادث القتل بنسبة 3:5.
10-أقوى العوامل المُسبّبة للانتحار لدى الشباب كانت على التوالي: الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تناول الكحول والمخدرات والسلوك العدواني.
عوامل أسرية وراء الانحراف السلوكي والاكتئاب وارتكاب الانتحار
إن الأسرة هي أهم مؤسسة اجتماعية (فهي أكثر أهمية وحسماً لتربية الأبناء وتنمية صحتهم النفسية من المدرسة على سبيل المثال) بالدور والتأثير في تكوين شخصيات الأبناء واستقرارهم وثقتهم وتقديرهم بأنفسهم.
وعندما تُهمل الأسرة طوعاً أو قسراً في أداء دورها الحاسم في تنشئة هؤلاء الأبناء، فإن رحلة عذاب الأبناء وشقائهم النفسي تبدأ بالتفاقم لا محالة، مُنتهياً بهم الأمر إلى طريق مسدود من التحمّل والصبر بارتكاب الانتحار.
إن عينة من عوامل الإهمال الأسري أو تخليها عن دورها الإيجابي في رعاية الأبناء وتنمية صحتهم النفسية - السلوكية، تبدو بالتالي:
1-الحرمان النفسي المبكر من الأمومة.
إن غياب الأم خارج الأسرة بالعمل لساعات طوال أحياناً، أو بالانشغال في علاقات اجتماعية غير مُبرّرة أحياناً عديدة أخرى، تاركة الأبناء لأنفسهم دون عطف
وحنان وعناية يختارون لحياتهم ما تتيحه الظروف البيئية المحيطة من وسائل التكنولوجيا المعاصرة (كالإنترنت والفضائيات التليفزيونية ومواد وألعاب الفيديو)، أو شلل ومجموعات الأقران، أو الخادمات الأدنى ثقافة وتوافقاً نفسياً واجتماعياً، وأضعف قدرة انفعالية في التعامل عما يحتاجه الأبناء فعلياً لتربيتهم والاستجابة لحاجاتهم الشخصية المتنوعة.. تؤدي بهم في الغالب إلى فراغ الوقت، وضياع التركيز والهدف والانحراف، وارتكاب ما تدفعهم مشاعرهم الغاضبة الجامحة سلباً إليه بالعدوان على حياة أو ممتلكات الغير، أو على حياتهم بالانتحار.
إن الأم الواعية الجادة في رسالة أمومتها، تستطيع تعويض الأبناء حنان الأب المفقود نتيجة الموت أو الانكسار الأسري لأسباب عديدة أخرى، ولكن الأبناء لا يمكنهم تعويض حنان الأم من أي مصادر أخرى بما فيها الأب.
إن العلاقة البيولوجية والنفسية والاجتماعية والحياتية التي تأسست خلال عيش الأبناء لمدة تسعة أشهر في رحمها، واعتمادهم الكامل (بعد الله طبعاً) في الحياة والنمو والبقاء أثناء ذلك، ثم في غذاء الجسم والنفس بالحنان والضمّ للصدر طيلة فترة الرضاعة التي تمتد من عدة أشهر إلى أكثر من عشرين شهراً في العادة،، تجعل من عاطفة الأمومة وحنانها عوامل حاسمة لصحة الأبناء النفسية: عقلاً وانفعالات بحد سواء، وتقيهم دون شك من معاناة وانحرافات عديدة بما فيها سلوك الانتحار.
2-الرفض الأسري للأبناء أطفالاً وشباباً يافعين (مراهقين)، الأمر الذي يدفعهم إلى كراهية أنفسهم في الحالات المتطرفة وشعورهم بعدم القيمة، وأنهم مجرد رقم أو شيء زائد لا معنى له أو دور في الأسرة ومن ثم في البيئة في الخارج.
3-الحماية الزائدة للأبناء في التفكير وقضاء الحاجات اليومية والتعامل مع الغير داخل وخارج الأسرة بما في ذلك المدرسة والأقران، الأمر الذي يسلبهم دورهم وشعورهم بقيمة الحياة، وتقديرهم لأنفسهم مسهلاً كل ذلك انحرافهم، ولجوءهم أحياناً إلى الانتحار.
4-الاستجابة الزائدة لطلبات ورغبات الأبناء.. توصل هذه الاستجابة الزائدة عند استمرارها إلى فراغ الأبناء وضياعهم النفسي والسلوكي مرة أخرى،، أو عند انقطاعها لظروف أو قرارات أسرية إلى الغضب العارم والعنف وأذى النفس بالانتحار.
5-الإلحاح الزائد على الأبناء للكمال في السلوك أو التفوق في الدراسة.. في حين شعورهم بقدراتهم أدنى بكثير مما تطلبه الأسرة منهم. وعندما يصل الأبناء مع الأسرة إلى طريق مسدود، لا يستطيعوا معه الاستمرار، فيتوقفون عن ذلك بالانتحار.
6-التوجيه الخاطئ والقدوة الوالدية الخاطئة للأبناء بتناقض التعليماتوالتوجيهات للأبناء من موقف إلى آخر، أو توجيه الأبناء لممارسة السلوك أو خُلق أو قيمة أو تجنبهما، ثم تعمد بعد دقائق إلى سلوكها أو مخالفتها أمامهم.
كما قد تقوم الأسرة أحياناً دون قصد بتعليم أو توجيه الأبناء بمعلومات خاطئة أو ضارة.. حيث يوصلهم ذلك في الحالتين إلى عدم الرضا، والغضب واليأس والرغبة في الانحراف أو / والانتحار لعدم جدواها أو سوء نتائجها عليهم.
7-التمييز بين الأبناء والتوزيع غير العادل من الأسرة للمكافأة والعقاب فيما بينهم، الأمر الذي يُشْعر المظلوم من الأبناء بالحرمان والظلم والرغبة أحياناً بالانتحار.
8-النزاعات والخلافات الأسرية المتواصلة، التي تدفع الأبناء إلى الخارج طلباً للتعويض النفسي والشعور بالحماية والانتحار. إن وقوع الأبناء فرائس سهلة لشرور الأقران والشلل المنحرفة، وشعورهم بالإحباط وخيبات الأمل من الحياة يقودهم أحياناً إلى ارتكاب الانتحار.
9-التفاعلات المَرَضية للوالدين مع الأبناء، وتكون هذه في نوعين: تفاعلات مرضية نتيجة معاناة الأب أو / والأم من أمراض نفسية حادة، ثم مصادمات عنيفة قاسية وعدوانية مع الأبناء. تنعكس نتائج هذه التفاعلات السلبية على الأبناء بسوء صحتهم النفسية، وشعورهم نتيجة ذلك بالرغبة في الانتحار.
10-افتقار المتابعة الأسرية للأبناء في مداخلاتهم وأنشطتهم اليومية، وعلاقاتهم الشخصية مع العالم الخارجي من أقران وآخرين، الأمر الذي يحفزهم عن التصرف كما يحلو لهم، أو ما تمليها الظروف المتقلبة عليهم من انحراف ورغبات في الانتحار أحياناً.
أساليب مستخدمة في ارتكاب الانتحار
إن الأساليب الملاحظة في الواقع لارتكاب الانتحار، والتي يستخدمها بعض الأفراد (ومنهم الأبناء) الذين يعانون من إحباط واكتئاب ماديين، وإخلالات شديدة في صحتهم النفسية، تبدو في الأمثلة التالية:
1-استعمال الأسلحة النارية.
2-استعمال الأدوات الحادة مثل السكاكين والأمواس وغيرها.
3-السقوط من ارتفاعات الأبنية أو المواقع العمرانية والطبيعية الأخرى.
4-تناول السموم.
5-تناول كميات كبيرة من المخدرات.
6-تناول كميات كبيرة من بعض الأدوية مثل الأسبرين أو المُنوّمات.
7-القيادة الجنونية للسيارة بغرض التعرض للحوادث والموت.
8-الغرق في الماء بالبحر أو برك السباحة أو حوض الحمام أو غيرها.
9-التعرض عمداً لحريق أو إشعال النار بالجسم باستخدام سوائل سريعة الاشتعال مثل البنزين.
10-شنق الجسم بحبل مثبت في ارتفاع كاف.
11-الامتناع عن الشراب أو / والطعام حتى الموت.
12-رمي الجسم أمام سيارات مُسرعة.
13-الاختناق بقطعة قماش أو حبل مشدود حول الرقبة.
14-ضرب الرأس بعنف ضد جسم صلب مثل حائط أو قطعة حديد.
15-مسك التيار الكهربائي عن طريق قطعة حديد غالباً.
16-تناول كمية كبيرة نسبياً من المواد الكيماوية مثل "الكلوركس" أو غيره مما شابه.
17-الحرمان المتعمد القاسي من الراحة والنوم.
18-التَعرّض لآلات صناعية حادة مثل المناشير الآلية ومعدات المعامل.
مؤشرات تحذيرية لرغبة الأبناء في الانتحار
يلاحظ على الأبناء المضغوطين نفسياً والذين يمتلكون استعداداً أو ميلاُ للتفكير بالانتحار وارتكابه، مؤشرات، منها:
1-إلحاح الأبناء على الأسرة وطلباتهم المتكررة، منها تسديد، أو الاستجابة لحاجات محددة يعيشونها، دون سماع الأسرة أو تحركها لتلبية هذه الحاجات.
2-شعور الأبناء بخيبة الأمل واليأس والإحباط والاكتئاب نتيجة إهمال الأسرة، وعدم استجابتها لآمالهم وحاجاتهم.
3-التذمر والشكوى من الظلم وسوء الحياة. يشعر الأبناء هنا بأن الأسرة أو / والحياة
التي يعيشونها والناس حولهم، هم ظالمون، لا يكترثون برغباتهم وحاجاتهم وإنهم يديرون شؤونهم بمنأى عن ظروف ومعاناة الأبناء، وبالتالي لا جدوى من حياتهم في الدنيا بالرغبة في الانتحار.
4-الانعزال عن مواقف ومداخلات الأسرة والأقران، واللجوء إلى الصمت والسرحان معظم الوقت. وفي بعض الحالات المتطرفة لفقدان العناية والمتابعة الأسرية، بدء الأبناء بالإدمان على الكحول والمخدرات.
5-البدء بالحديث المتكرر إيجابياً عن الموت وآلات ووسائل الموت وحوادث الانتحار المعلنة في الأخبار أو البيئة المحيطة.
ونؤكد هنا، بأن إغفال الأسرة ملاحظة واحد أو أكثر من هذه المؤشرات التحذيرية على الأبناء، واعتقادها بأن الأمور معهم تسير كما تبدو في الظاهر على ما يرام، فتفاجأ (بهذا الغياب الإدراكي) بفقدان أحد أعزائها الأبناء بالانتحار.. وتبدأ رحلة الندم والبكاء والشعور بالذنب والاكتئاب.
وعليه، يتوقع من الأسرة وعي ما يجري مع الأبناء والمتابعة المستمرة لشؤونهم وأحوالهم وتطوراتهم وعلاقاتهم عموماً.. وخارج البيئة الأسرية بوجه خاص. مع الاستجابة الفاعلة الجادة لحاجاتهم وشكواهم أولاً بأول، دون تركهم يعانون بأنفسهم، وصولاً لطريق مسدود هو الانتحار.
دور الأسرة في وقاية الأبناء من الانتحار
إن الأسرة هي أساس كل فرق إيجابي في تربية وصحة الأبناء النفسية عند عنايتها وقيامها بمسؤولياتها تجاههم، أو سلبي عند إهمالها وانشغالها عنهم. يتوقع من الأسرة في تنميتها للأبناء سلوكياً ونفسياً ومتابعة حاجاتهم، القيام بما يلي:
1-الانتباه المستمر لحاجات واهتمامات ومشاغل الأبناء اليومية.
2-الحب المتواصل غير المشروط للأبناء بالتغاضي عن أخطائهم السلوكية أحياناً.
3-توضيح السلوك المناسب عملياً للأبناء مع تعزيزهم عند التنفيذ السلوكي.
4-الابتعاد عن التناقض في التعليمات والسلوك والميول من موقف إلى آخر خلال التعامل مع الأبناء.
5-الابتعاد لأقصى درجة ممكنة عن العنف والنزاعات الأسرية.
6-تجنيب الأبناء مشاهدة العنف والانحراف في برامج الإعلام، وإذا كان معقولاً.
7-تجنيب الأبناء مشاهدة العنف والانحراف في برامج الإعلام، وإذا كان معقولاً خبرة الأبناء لما يجري من حروب مثلاً، فلتعمد الأسرة إلى مصاحبتهم والاستعداد لتوضيح والإجابة الأمينة على أسئلتهم واستفساراتهم أثناء ذلك.
8-تعليم الأبناء مبادئ وأساليب الوقاية ذاتياً من العنف والاضطرابات النفسية – السلوكية، وفي التعامل السوي مع الآخرين.
9-التعزيز الإيجابي (والسلبي كلما لزم) لسلوك الأبناء.
10-الحزم في التعامل مع الأبناء عند المخاطرة بصحبتهم وسلامتهم.
11-تعويد الأبناء التفاهم مع الغير وتفهمهم واحترام دور وسلطة الكبار (دون الخوف منهم)، وذلك منذ نعومة أظفارهم.
12-الحديث فورياً مع الأبناء حول القضايا المُحيّرة لهم، دون أي تأجيل أبداً. يتوقع من الأسرة الجلوس مع الأبناء في مكان ووقت الحدث، والتفاهم معهم وحل مشاكلهم فوراً أولاً بأول.
13-احترام رسالة المدرسة في البيت عن طريق الحديث إيجابياً عن المعلمين والتعليم، مع الاهتمام بتوفير حاجات الأبناء من مواد قرطاسية وكتب ومجلات، وتشجيع القراءة والحوار حول ما يفكرون ويلاحظون ويشعرون.
14-تنمية إحساس الأبناء بالعائلة، وأهمية الأمان والحب والعناية التي توفرها لهم، تجنباً للانخراط في شلل الانحراف، والوقوع في مآزق نفسية لاضطرابات القلق والاكتئاب والرغبة في الموت والانتحار.
دور المدرسة في وقاية الأبناء / التلاميذ من الانتحار
يمكن للمدرسة بإدارتها ومعلميها وبما يتوفر لهم من معارف وثقافة عامة في التربية وعلم النفس والصحة النفسية،، القيام بدور هام في مساعدة الأسرة للخروج من صعوباتها مع الأبناء، خاصة عند إضطرابهم ومعاناتهم من أمراض نفس سلوكية، حيث الأسرة المحلية تفتقر عموماً لمثل هذه المعارف والثقافات النفسية والسلوكية العيادية. يمكن للكوادر المدرسية القيام بالمهام الثقافية والاستشارية والعيادية التالية:
1-توعية الناشئة المدرسية بمخاطر الانحراف السلوكي وخاصة في مجال تناول الكحول والمخدرات، والانضمام للشلل السرية، والتدخين، وارتباطها باضطرابات نفسية مثل اليأس والإحباط والاكتئاب والرغبة في الانتحار.
2-تطوير قناعة التلاميذ بواسطة اللقاءات والندوات والمناقشات، ودورها الآمن الفعال في تنمية معرفتهم وثقافتهم لفهم مضارها السلوكية والأكاديمية التحصيلية، ثم طرق الوقاية منها.
3-تنمية الوعي والثقافة العيادية للأسرة حول مفهوم الاضطرابات النفسية ومضارها، وإمكانية علاجها تماماً كما تعرفه تواً حول الأمراض والإصابات الجسمية التي تواجهها عادياً مع الأبناء. وأن لا عار أو شعور بالخجل من مراجعة الطبيب النفسي والعيادات العلاجية السلوكية النفسية للتغلب على صعاب الأبناء وشفائها تماماً،، كما يجري في عيادات الصحة الجسمية المعروفة.
ومن هنا لا يجب من الأسرة الشعور بالخجل من حالات الأبناء، كما لا يتوقع كفاحها لإخفاء الأمر عن الناس أو البيئة المحيطة.. إن المرض أو الاضطراب النفسي – السلوكي هما كالمرض الجسمي، يمكن أن يحدث كما يمكن علاجه والشفاء منه.
4-مساعدة الأسرة في إيجاد الخدمة النفسية العيادية المناسبة، ومن ثم إرشادها في توجيه أنواع الأسئلة المناسبة حول عملية العلاج النفسي – السلوكي للأبناء، وإنجاز التحليل والتقييم العلاجي لحالاتهم تمهيداً لبدء عملية العلاج المطلوب. يتناول التقييم العيادي النفسي لحالات الأبناء في الغالب الجوانب التالية:
·وصف المشاكل والأعراض النفسية والسلوكية لحالات الأبناء.
·جمع معلومات كافية راهنة حول صحة وأمراض وعلاج الأبناء والأسرة عموماً بخصوص صحتهم الجسمية والنفسية على السواء.
·جمع معلومات عن تاريخ الأسرة العيادي والصحي.
·جمع معلومات حول نمو الأبناء.
·جمع معلومات حول مدارس الأبناء وأصدقائهم وأقرانهم المقربين منهم.
·جمع معلومات حول علاقات الأسرة داخلياً معاً ثم مع الآخرين في الخارج.
·إجراء مقابلة عيادية نفسية مع الأبناء المعنيين بالتحليل والعلاج.
·إجراء تحاليل معملية كلما لزم، مثل: فحص الدم، وصور أشعة، وإجراء اختبارات نفسية وتربوية وخاصة بالكلام واللغة.
5- متابعة الأسرة والأبناء (كلما أمكن) من خلال المرشد الطلابي أو / و المشرف الاجتماعي أو الطبيب المدرسي في عملية العلاج ورحلة الشفاء وتناول الأدوية الموصوفة يومياً، أو حسب المواعيد المحددة للتحقق من سلامة الأبناء وصحة تناولهم للوصفات الدوائية، والوصول إلى النتائج الشفائية المطلوبة (من : كتاب/ صحة الأبناء في الأسرة والمدرسة كتيب/ الصحة النفسية والسلوكية للأبناء.*****
منقول
والتى تطالعنا بها الصحف يوميا
تجنيب الأبناء مخاطر إرتكاب الإنتحار
أ . د / محمد زياد حمدان
مقدمة
إن أخطر ما يمكن للأبناء مواجهته في معاناتهم النفسية هو شعورهم بالإحباط والإكتئاب، ومن ثم الرغبة في الخلاص من الدنيا السيئة وعذاباتها،، بإرتكاب الإنتحار. إن شعور الأبناء نتيجة الصعوبات الحادة التي يعيشونها بعدم جدوى الحياة.. وإن لا فرق بينها وبين الموت، يبدأون جدياً بالتفكير بالإنتحار، والحديث إيجابياً عن قصصه والأشخاص الذين يرتكبونه. وإن عدم إنتباه الأسرة لذلك، مع إستمرار الضغوط النفسية الأبناء وتذمرهم من معاناتهم، يوصلهم على الأرجح إلى إرتكاب المحظور بالإنتحار.
ومع أن مشكلة الإنتحار لا تشكل ظاهرة حتى الآن في بيئاتنا الأسرية العربية، إلا أن الظروف الصعبة التي يعيشها الأبناء هذه الأيام، مرافقاً ذلك إهمال الأسرة أو إنشغالها رغماً عن إرادتها غالباً في الكفاح اليومي لتوفير سبل البقاء، وإنغماس الأبناء بالنتيجة في شِلل منحرفة للأقران.. حيث تناول الكحول والمخدرات والفحش الجنسي ، مع بعض حالات الإنتحار التي تصل إلى السمع هنا وهناك،، توفر كلها للأسرة والمدرسة والجهات الإجتماعية المسؤولة، أجراس خطر تحذيرية بأن عاصفة الموت بالإنتحار قد تكون قادمة.
وما لم تتدارك هذه الجهات جميعاً العوامل والظروف اليائسة التي تدفع الأبناء إلى الموت الإجباري وهم لم يروا بعد من الدنيا شيئاً يذكر، ولم يرتكبوا خطأ فاحشاً يوصلهم إلى طريق مسدود في حياتهم الغضّة التي لم تقطع خُمس العمر بعد بينما هم في سن 14 – 24 ربيعاً.. فإن الرغبة في الإنتحار تجرف حياتهم لا محالة.
أما في الغرب بوجه عام، والولايات المتحدة الأمريكية خاصة، فتشكل حوادث الإنتحار مصدر قلق ورعب للأسرة والمدرسة والسلطة في آن. ولننظر إلى الإحصاءات الرسمية والميدانية المتخصصة التالية:
1-كل 17 دقيقة يموت شخص بواسطة الإنتحار.
2-الإنتحار يودي سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية بحياة أكثر من (30000) ثلاثين ألف إنسان.
3-عدد الشباب اليافع (المراهقين) والراشدين الشباب بأوائل العشرينات من العمر قد تضاعف ثلاث مرات خلال الأربعين سنة الماضية.. أي منذ الستينات من القرن العشرين الذي مضى بالتو.
4-الإنتحار يشكل السبب الرئيسي الثالث لموت الشباب بعمر 15 – 24 سنة.
5-الإنتحار يشكل السبب الرئيسي الحادي عشر للموت عموماً في الولايات المتحدة الأمريكية.
6-نسبة 1 إلى 5 من تلاميذ المدرسة الثانوية يفكرون جدياً بالإنتحار.
7-مجموع الأفراد الذين يحاولون الإنتحار من الشباب اليافع (المراهقين) يصل إلى (400000) أربعمائة ألف ، منهم حوالي (5200) خمسة آلاف ومائتين شاباً يرتكبون فعلياً هذا السلوك القسري من الموت.
8-الانتحار يشكل السبب الرئيسي الثامن للموت لدى الذكور، والتاسع عشر للموت لدى الإناث، وفي إحصائيات أخرى تصل النسبة 4 أولاد : 1 بنات.
9-حوادث الانتحار فاقت نظيراتها حوادث القتل بنسبة 3:5.
10-أقوى العوامل المُسبّبة للانتحار لدى الشباب كانت على التوالي: الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تناول الكحول والمخدرات والسلوك العدواني.
عوامل أسرية وراء الانحراف السلوكي والاكتئاب وارتكاب الانتحار
إن الأسرة هي أهم مؤسسة اجتماعية (فهي أكثر أهمية وحسماً لتربية الأبناء وتنمية صحتهم النفسية من المدرسة على سبيل المثال) بالدور والتأثير في تكوين شخصيات الأبناء واستقرارهم وثقتهم وتقديرهم بأنفسهم.
وعندما تُهمل الأسرة طوعاً أو قسراً في أداء دورها الحاسم في تنشئة هؤلاء الأبناء، فإن رحلة عذاب الأبناء وشقائهم النفسي تبدأ بالتفاقم لا محالة، مُنتهياً بهم الأمر إلى طريق مسدود من التحمّل والصبر بارتكاب الانتحار.
إن عينة من عوامل الإهمال الأسري أو تخليها عن دورها الإيجابي في رعاية الأبناء وتنمية صحتهم النفسية - السلوكية، تبدو بالتالي:
1-الحرمان النفسي المبكر من الأمومة.
إن غياب الأم خارج الأسرة بالعمل لساعات طوال أحياناً، أو بالانشغال في علاقات اجتماعية غير مُبرّرة أحياناً عديدة أخرى، تاركة الأبناء لأنفسهم دون عطف
وحنان وعناية يختارون لحياتهم ما تتيحه الظروف البيئية المحيطة من وسائل التكنولوجيا المعاصرة (كالإنترنت والفضائيات التليفزيونية ومواد وألعاب الفيديو)، أو شلل ومجموعات الأقران، أو الخادمات الأدنى ثقافة وتوافقاً نفسياً واجتماعياً، وأضعف قدرة انفعالية في التعامل عما يحتاجه الأبناء فعلياً لتربيتهم والاستجابة لحاجاتهم الشخصية المتنوعة.. تؤدي بهم في الغالب إلى فراغ الوقت، وضياع التركيز والهدف والانحراف، وارتكاب ما تدفعهم مشاعرهم الغاضبة الجامحة سلباً إليه بالعدوان على حياة أو ممتلكات الغير، أو على حياتهم بالانتحار.
إن الأم الواعية الجادة في رسالة أمومتها، تستطيع تعويض الأبناء حنان الأب المفقود نتيجة الموت أو الانكسار الأسري لأسباب عديدة أخرى، ولكن الأبناء لا يمكنهم تعويض حنان الأم من أي مصادر أخرى بما فيها الأب.
إن العلاقة البيولوجية والنفسية والاجتماعية والحياتية التي تأسست خلال عيش الأبناء لمدة تسعة أشهر في رحمها، واعتمادهم الكامل (بعد الله طبعاً) في الحياة والنمو والبقاء أثناء ذلك، ثم في غذاء الجسم والنفس بالحنان والضمّ للصدر طيلة فترة الرضاعة التي تمتد من عدة أشهر إلى أكثر من عشرين شهراً في العادة،، تجعل من عاطفة الأمومة وحنانها عوامل حاسمة لصحة الأبناء النفسية: عقلاً وانفعالات بحد سواء، وتقيهم دون شك من معاناة وانحرافات عديدة بما فيها سلوك الانتحار.
2-الرفض الأسري للأبناء أطفالاً وشباباً يافعين (مراهقين)، الأمر الذي يدفعهم إلى كراهية أنفسهم في الحالات المتطرفة وشعورهم بعدم القيمة، وأنهم مجرد رقم أو شيء زائد لا معنى له أو دور في الأسرة ومن ثم في البيئة في الخارج.
3-الحماية الزائدة للأبناء في التفكير وقضاء الحاجات اليومية والتعامل مع الغير داخل وخارج الأسرة بما في ذلك المدرسة والأقران، الأمر الذي يسلبهم دورهم وشعورهم بقيمة الحياة، وتقديرهم لأنفسهم مسهلاً كل ذلك انحرافهم، ولجوءهم أحياناً إلى الانتحار.
4-الاستجابة الزائدة لطلبات ورغبات الأبناء.. توصل هذه الاستجابة الزائدة عند استمرارها إلى فراغ الأبناء وضياعهم النفسي والسلوكي مرة أخرى،، أو عند انقطاعها لظروف أو قرارات أسرية إلى الغضب العارم والعنف وأذى النفس بالانتحار.
5-الإلحاح الزائد على الأبناء للكمال في السلوك أو التفوق في الدراسة.. في حين شعورهم بقدراتهم أدنى بكثير مما تطلبه الأسرة منهم. وعندما يصل الأبناء مع الأسرة إلى طريق مسدود، لا يستطيعوا معه الاستمرار، فيتوقفون عن ذلك بالانتحار.
6-التوجيه الخاطئ والقدوة الوالدية الخاطئة للأبناء بتناقض التعليماتوالتوجيهات للأبناء من موقف إلى آخر، أو توجيه الأبناء لممارسة السلوك أو خُلق أو قيمة أو تجنبهما، ثم تعمد بعد دقائق إلى سلوكها أو مخالفتها أمامهم.
كما قد تقوم الأسرة أحياناً دون قصد بتعليم أو توجيه الأبناء بمعلومات خاطئة أو ضارة.. حيث يوصلهم ذلك في الحالتين إلى عدم الرضا، والغضب واليأس والرغبة في الانحراف أو / والانتحار لعدم جدواها أو سوء نتائجها عليهم.
7-التمييز بين الأبناء والتوزيع غير العادل من الأسرة للمكافأة والعقاب فيما بينهم، الأمر الذي يُشْعر المظلوم من الأبناء بالحرمان والظلم والرغبة أحياناً بالانتحار.
8-النزاعات والخلافات الأسرية المتواصلة، التي تدفع الأبناء إلى الخارج طلباً للتعويض النفسي والشعور بالحماية والانتحار. إن وقوع الأبناء فرائس سهلة لشرور الأقران والشلل المنحرفة، وشعورهم بالإحباط وخيبات الأمل من الحياة يقودهم أحياناً إلى ارتكاب الانتحار.
9-التفاعلات المَرَضية للوالدين مع الأبناء، وتكون هذه في نوعين: تفاعلات مرضية نتيجة معاناة الأب أو / والأم من أمراض نفسية حادة، ثم مصادمات عنيفة قاسية وعدوانية مع الأبناء. تنعكس نتائج هذه التفاعلات السلبية على الأبناء بسوء صحتهم النفسية، وشعورهم نتيجة ذلك بالرغبة في الانتحار.
10-افتقار المتابعة الأسرية للأبناء في مداخلاتهم وأنشطتهم اليومية، وعلاقاتهم الشخصية مع العالم الخارجي من أقران وآخرين، الأمر الذي يحفزهم عن التصرف كما يحلو لهم، أو ما تمليها الظروف المتقلبة عليهم من انحراف ورغبات في الانتحار أحياناً.
أساليب مستخدمة في ارتكاب الانتحار
إن الأساليب الملاحظة في الواقع لارتكاب الانتحار، والتي يستخدمها بعض الأفراد (ومنهم الأبناء) الذين يعانون من إحباط واكتئاب ماديين، وإخلالات شديدة في صحتهم النفسية، تبدو في الأمثلة التالية:
1-استعمال الأسلحة النارية.
2-استعمال الأدوات الحادة مثل السكاكين والأمواس وغيرها.
3-السقوط من ارتفاعات الأبنية أو المواقع العمرانية والطبيعية الأخرى.
4-تناول السموم.
5-تناول كميات كبيرة من المخدرات.
6-تناول كميات كبيرة من بعض الأدوية مثل الأسبرين أو المُنوّمات.
7-القيادة الجنونية للسيارة بغرض التعرض للحوادث والموت.
8-الغرق في الماء بالبحر أو برك السباحة أو حوض الحمام أو غيرها.
9-التعرض عمداً لحريق أو إشعال النار بالجسم باستخدام سوائل سريعة الاشتعال مثل البنزين.
10-شنق الجسم بحبل مثبت في ارتفاع كاف.
11-الامتناع عن الشراب أو / والطعام حتى الموت.
12-رمي الجسم أمام سيارات مُسرعة.
13-الاختناق بقطعة قماش أو حبل مشدود حول الرقبة.
14-ضرب الرأس بعنف ضد جسم صلب مثل حائط أو قطعة حديد.
15-مسك التيار الكهربائي عن طريق قطعة حديد غالباً.
16-تناول كمية كبيرة نسبياً من المواد الكيماوية مثل "الكلوركس" أو غيره مما شابه.
17-الحرمان المتعمد القاسي من الراحة والنوم.
18-التَعرّض لآلات صناعية حادة مثل المناشير الآلية ومعدات المعامل.
مؤشرات تحذيرية لرغبة الأبناء في الانتحار
يلاحظ على الأبناء المضغوطين نفسياً والذين يمتلكون استعداداً أو ميلاُ للتفكير بالانتحار وارتكابه، مؤشرات، منها:
1-إلحاح الأبناء على الأسرة وطلباتهم المتكررة، منها تسديد، أو الاستجابة لحاجات محددة يعيشونها، دون سماع الأسرة أو تحركها لتلبية هذه الحاجات.
2-شعور الأبناء بخيبة الأمل واليأس والإحباط والاكتئاب نتيجة إهمال الأسرة، وعدم استجابتها لآمالهم وحاجاتهم.
3-التذمر والشكوى من الظلم وسوء الحياة. يشعر الأبناء هنا بأن الأسرة أو / والحياة
التي يعيشونها والناس حولهم، هم ظالمون، لا يكترثون برغباتهم وحاجاتهم وإنهم يديرون شؤونهم بمنأى عن ظروف ومعاناة الأبناء، وبالتالي لا جدوى من حياتهم في الدنيا بالرغبة في الانتحار.
4-الانعزال عن مواقف ومداخلات الأسرة والأقران، واللجوء إلى الصمت والسرحان معظم الوقت. وفي بعض الحالات المتطرفة لفقدان العناية والمتابعة الأسرية، بدء الأبناء بالإدمان على الكحول والمخدرات.
5-البدء بالحديث المتكرر إيجابياً عن الموت وآلات ووسائل الموت وحوادث الانتحار المعلنة في الأخبار أو البيئة المحيطة.
ونؤكد هنا، بأن إغفال الأسرة ملاحظة واحد أو أكثر من هذه المؤشرات التحذيرية على الأبناء، واعتقادها بأن الأمور معهم تسير كما تبدو في الظاهر على ما يرام، فتفاجأ (بهذا الغياب الإدراكي) بفقدان أحد أعزائها الأبناء بالانتحار.. وتبدأ رحلة الندم والبكاء والشعور بالذنب والاكتئاب.
وعليه، يتوقع من الأسرة وعي ما يجري مع الأبناء والمتابعة المستمرة لشؤونهم وأحوالهم وتطوراتهم وعلاقاتهم عموماً.. وخارج البيئة الأسرية بوجه خاص. مع الاستجابة الفاعلة الجادة لحاجاتهم وشكواهم أولاً بأول، دون تركهم يعانون بأنفسهم، وصولاً لطريق مسدود هو الانتحار.
دور الأسرة في وقاية الأبناء من الانتحار
إن الأسرة هي أساس كل فرق إيجابي في تربية وصحة الأبناء النفسية عند عنايتها وقيامها بمسؤولياتها تجاههم، أو سلبي عند إهمالها وانشغالها عنهم. يتوقع من الأسرة في تنميتها للأبناء سلوكياً ونفسياً ومتابعة حاجاتهم، القيام بما يلي:
1-الانتباه المستمر لحاجات واهتمامات ومشاغل الأبناء اليومية.
2-الحب المتواصل غير المشروط للأبناء بالتغاضي عن أخطائهم السلوكية أحياناً.
3-توضيح السلوك المناسب عملياً للأبناء مع تعزيزهم عند التنفيذ السلوكي.
4-الابتعاد عن التناقض في التعليمات والسلوك والميول من موقف إلى آخر خلال التعامل مع الأبناء.
5-الابتعاد لأقصى درجة ممكنة عن العنف والنزاعات الأسرية.
6-تجنيب الأبناء مشاهدة العنف والانحراف في برامج الإعلام، وإذا كان معقولاً.
7-تجنيب الأبناء مشاهدة العنف والانحراف في برامج الإعلام، وإذا كان معقولاً خبرة الأبناء لما يجري من حروب مثلاً، فلتعمد الأسرة إلى مصاحبتهم والاستعداد لتوضيح والإجابة الأمينة على أسئلتهم واستفساراتهم أثناء ذلك.
8-تعليم الأبناء مبادئ وأساليب الوقاية ذاتياً من العنف والاضطرابات النفسية – السلوكية، وفي التعامل السوي مع الآخرين.
9-التعزيز الإيجابي (والسلبي كلما لزم) لسلوك الأبناء.
10-الحزم في التعامل مع الأبناء عند المخاطرة بصحبتهم وسلامتهم.
11-تعويد الأبناء التفاهم مع الغير وتفهمهم واحترام دور وسلطة الكبار (دون الخوف منهم)، وذلك منذ نعومة أظفارهم.
12-الحديث فورياً مع الأبناء حول القضايا المُحيّرة لهم، دون أي تأجيل أبداً. يتوقع من الأسرة الجلوس مع الأبناء في مكان ووقت الحدث، والتفاهم معهم وحل مشاكلهم فوراً أولاً بأول.
13-احترام رسالة المدرسة في البيت عن طريق الحديث إيجابياً عن المعلمين والتعليم، مع الاهتمام بتوفير حاجات الأبناء من مواد قرطاسية وكتب ومجلات، وتشجيع القراءة والحوار حول ما يفكرون ويلاحظون ويشعرون.
14-تنمية إحساس الأبناء بالعائلة، وأهمية الأمان والحب والعناية التي توفرها لهم، تجنباً للانخراط في شلل الانحراف، والوقوع في مآزق نفسية لاضطرابات القلق والاكتئاب والرغبة في الموت والانتحار.
دور المدرسة في وقاية الأبناء / التلاميذ من الانتحار
يمكن للمدرسة بإدارتها ومعلميها وبما يتوفر لهم من معارف وثقافة عامة في التربية وعلم النفس والصحة النفسية،، القيام بدور هام في مساعدة الأسرة للخروج من صعوباتها مع الأبناء، خاصة عند إضطرابهم ومعاناتهم من أمراض نفس سلوكية، حيث الأسرة المحلية تفتقر عموماً لمثل هذه المعارف والثقافات النفسية والسلوكية العيادية. يمكن للكوادر المدرسية القيام بالمهام الثقافية والاستشارية والعيادية التالية:
1-توعية الناشئة المدرسية بمخاطر الانحراف السلوكي وخاصة في مجال تناول الكحول والمخدرات، والانضمام للشلل السرية، والتدخين، وارتباطها باضطرابات نفسية مثل اليأس والإحباط والاكتئاب والرغبة في الانتحار.
2-تطوير قناعة التلاميذ بواسطة اللقاءات والندوات والمناقشات، ودورها الآمن الفعال في تنمية معرفتهم وثقافتهم لفهم مضارها السلوكية والأكاديمية التحصيلية، ثم طرق الوقاية منها.
3-تنمية الوعي والثقافة العيادية للأسرة حول مفهوم الاضطرابات النفسية ومضارها، وإمكانية علاجها تماماً كما تعرفه تواً حول الأمراض والإصابات الجسمية التي تواجهها عادياً مع الأبناء. وأن لا عار أو شعور بالخجل من مراجعة الطبيب النفسي والعيادات العلاجية السلوكية النفسية للتغلب على صعاب الأبناء وشفائها تماماً،، كما يجري في عيادات الصحة الجسمية المعروفة.
ومن هنا لا يجب من الأسرة الشعور بالخجل من حالات الأبناء، كما لا يتوقع كفاحها لإخفاء الأمر عن الناس أو البيئة المحيطة.. إن المرض أو الاضطراب النفسي – السلوكي هما كالمرض الجسمي، يمكن أن يحدث كما يمكن علاجه والشفاء منه.
4-مساعدة الأسرة في إيجاد الخدمة النفسية العيادية المناسبة، ومن ثم إرشادها في توجيه أنواع الأسئلة المناسبة حول عملية العلاج النفسي – السلوكي للأبناء، وإنجاز التحليل والتقييم العلاجي لحالاتهم تمهيداً لبدء عملية العلاج المطلوب. يتناول التقييم العيادي النفسي لحالات الأبناء في الغالب الجوانب التالية:
·وصف المشاكل والأعراض النفسية والسلوكية لحالات الأبناء.
·جمع معلومات كافية راهنة حول صحة وأمراض وعلاج الأبناء والأسرة عموماً بخصوص صحتهم الجسمية والنفسية على السواء.
·جمع معلومات عن تاريخ الأسرة العيادي والصحي.
·جمع معلومات حول نمو الأبناء.
·جمع معلومات حول مدارس الأبناء وأصدقائهم وأقرانهم المقربين منهم.
·جمع معلومات حول علاقات الأسرة داخلياً معاً ثم مع الآخرين في الخارج.
·إجراء مقابلة عيادية نفسية مع الأبناء المعنيين بالتحليل والعلاج.
·إجراء تحاليل معملية كلما لزم، مثل: فحص الدم، وصور أشعة، وإجراء اختبارات نفسية وتربوية وخاصة بالكلام واللغة.
5- متابعة الأسرة والأبناء (كلما أمكن) من خلال المرشد الطلابي أو / و المشرف الاجتماعي أو الطبيب المدرسي في عملية العلاج ورحلة الشفاء وتناول الأدوية الموصوفة يومياً، أو حسب المواعيد المحددة للتحقق من سلامة الأبناء وصحة تناولهم للوصفات الدوائية، والوصول إلى النتائج الشفائية المطلوبة (من : كتاب/ صحة الأبناء في الأسرة والمدرسة كتيب/ الصحة النفسية والسلوكية للأبناء.*****
منقول