مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن فعلا شعب جبان ؟ أدخل وقول رأيك بصراحة


aly almasry
11-07-2010, 11:46 AM
ما الفرق بين المٍرأة التي تقع في براثن الرذيلة مرات ومرات و تترك نفسها لغواية الشيطان ولا تجد أي غضاضة أن يطلق عليها أحط الألقاب ونعتها بأنها عاهرة وما شابه ذلك ....
وبين الشعوب التي تترك نفسها لشخص أو مجموعة من الأشخاص تنتهك براءتها وتفقدها كرامتها وتغتصب حقوقها ليل نهار دون عقد شرعي وشهود عدول حقيقيون أمام الله وأمام صناديق انتخابات نظيفة ... ؟
ربما يكون إجراء المقارنة في حد ذاته صادم للكثير .. لكن قد يكون في إجراء المقارنات أحياناً تشخيص جيد للحالة وتداعياتها ..
لو نظرنا للحالة الأولي قد يكون الفعل محدود التأثير رغم خطورته وبشاعته لكن في الحالة الثانية الفعل متعدي علي الأمة بأسرها ..
جلست أتخيل حوار مع مجموعة من الشعوب التي تدعي أنها مقهورة ومغلوبة علي أمرها فكان علي النحو التالي :

س : عزيزتي الشعوب : تمتلكين من الشباب ومقومات الجمال ومن الثروات والتاريخ والحسب والنسب الكثير فلماذا ترضي بأن يكون من يحكمك بل يمتلكك أناس سيئى السمعة فاقدي الضمير والأخلاق ألا يعتبر هذا انحطاط من قدرك وعبث بمقدراتك وتاريخك بل ومقامرة بحياتك ..؟

ج : يمكن أن تفسر هذا بالكسل وعدم الوعي والخوف ...فنحن يا سيدي شعوب استسلمت للجهل وهو
أبو الكبائر في السياسة ..ونعتقد أن الأنظمة تكرس هذا الجهل وتحميه بل وتنميه لأنه هو سبب بقائها للآن ..

س : لا أستوعب إجابتكم... أقول لكم أن هذه الأنظمة تنتهككم..... تستغلكم ...هم يطيحون بكرامتكم وشرفكم لماذا لا تنتفضون وتطلبون حكماً شرعياً مثل غالبية دول العالم فهذه العلاقة لاتصل حتى للعلاقة العرفية فلا شهود ولا موافقة إلا من طرف واحد ..!!

ج : يا سيدي أنت لا تريد أن تفهم .. الاستعمار قديماً رفع شعار "فرق تسد" أما هذه الأنظمة فترفع شعار "جوع تسد" .. "أبطش تسد" ... "أفسد تسد" .. فأصبحت الشعوب تلهث وراء لقمة العيش وهي خائفة مرتعدة من بطش هذه الأنظمة فما بين بطون خاوية وظهور ألهبها السوط انحنت الشعوب وركعت للظلم والقهر والفقر والضنك ..يا سيدي أدعوك لقراءة رواية جورج اورويل مزرعة الحيوانات ..!

س : ألا ترون أن هذه الأنظمة لم تكتفي بارتباطها بكم في علاقة غير شرعية بل هداها شيطانها إلي استدعاء قوي خارجية من أصدقائها للعبث معكم وتقديمكم قرباناً لكي يرضوا عنهم ..؟!

ج : يا سيدي الإمام علي بن أبي طالب قال لو كان الفقر رجلاً لقتلته فما بالك عندما يجتمع الفقرمع الخوف مع الجهل ... عندها تكون اللامبالاة والسلبية سيدة الموقف فلن تفرق إن كان من يتآمر علينا هم بنو جلدتنا أم أعوانهم من الخارج ..!

س : لماذا لا تنظروا في المرآة وترون كيف أصبحت بلادكم .. كيف تخلفت ودول عديدة أقل منكم أصبح في الصدارة .. لا أفهم حقيقية بلادكم رايحة علي فين ..؟ لقد أصبحت قاحلة بعدما أصابها شؤم الظلم والاستبداد والفساد وما يقابله من سلبية واستكانة وضعف ...
فلقد أصابتها الشيخوخة المبكرة مما حدث فيها وأصبحت لا تتحمل أي (نزلات) في الشارع أو حتى حديث عن (حمي )النزاهة والشفافية المنتشرة في جميع بلاد العالم وأي كلام عن (الصحة ) والعافية يجعل مفاصلها تسيب ..
أصبحت بلادكم تأكل أولادها العلماء والشرفاء إما بالهجرة وهروبهم خارج البلد أو استضافتها لهم في حضن معتقلاتها وسجونها ...!!
أصبحت بلادكم شاهده علي أسوأ علاقة غير شرعية في التاريخ ....علاقة السلطة برأس المال ....
أصبح الحكم فيها حاجه كده (بيتي) .... مثل الأكل (البيتي) ..والقعده (البيتي) .... تغير الوزارات في ساعة طراوة في حجرة السفرة ...ويعتقل المئات في وقفة في المطبخ مع (طشة الملوخيه) .... وتغلق النقابات في سهره حلوه ليلة الخميس ...!!
أصبحت بلادكم يتيمة وحزينة بعد أن فقدت الكثير من أبنائها في حوادث كان يمكن أن تكون من حوادث الخيال العلمي ... فهذه سقطت بها دورة المياة وهي تقضي حاجاتها في القطار ..!!
وهؤلاء اقتحم عليهم القطار منازلهم وهم نائمين أو وهم يتناولون طعام الإفطار..!!
وهؤلاء أكلهم سمك القرش في البحر وهم عائدين بعد طول غربة ..!!
وآخرين ماتوا في محروقين في قطار أو قصر ثقافة .... !!
أصبحت بلادكم عاجزة لعدم استطاعتها أن تهش من علي وجهها المشرق الصبوح ذباب الفاسدين والمفسدين الذي سرطنوها وفيرسوها وسرقوا خيرها و ينهشون في لحمها.
أصبحت بلادكم عقيمة ... بعد أن كانت ولَاده أنجبت الكثير من العظماء
أصبحت بلادكم بليدة تجلس علي تخته في أخر الأمم حتي العربية منها بعد أن كانت منارة لكل الدول وأصبح مجموعها لا يؤهلها إلا أن ترسل بناتها للعمل كخادمات عند من علمتهم وربتهم ...!!
أصبحت بلادكم كئيبة من كثر أحزانها علي ما يحدث فيها فهي لم تكن أن تتخيل أن يفعل فيها كل هذا ممن يحكمونها وأبناءها صامتين يشاهدون ولا يتحركون ..!
أصبحت بلادكم فقيرة تتسول لقمتها وقوتها بعد أن كان خيرها يوزع علي جميع أشقائها ... من كثرة الفساد والنهب والسرقات .
أصبحت بلادكم كسيرة بعد طول عز ... فالسلام خيارها البلدى و الصوب والإستراتيجي ... وأصبحت لا تعرف في اللغة العربية إلا حصة الإملاء وبلغات غير عربية ...
أصبحت بلادكم أم جاحده في عيون 9 مليون عانس و7 مليون عاطل... و ظهر نتيجة ذلك عدم انتماء وحب لها... كانت نتيجته مروعه... في إهمال وتسيب في كل المجالات بل وصل الأمر لعماله بعض شبابها لأعدائها
ج : كفاية أرجوك .... أتفق معك بلادنا أصبحت كئيبة لغالبية شعبها إلا أن أصحاب القصور واليخوت والحسابات المليارية فيعتقدون أنها جنة الله في الأرض ... لكن تبقي نقطة مهمة يا سيدي أود أن ألفت نظرك إليها أن الشعوب قد تضعف ..قد تستكين لكنها لا تموت .. فنحن قلبنا نظيف ينبض بحب الله وقد نتأخر كثيراً لكننا وكما يقال نحرث حتى نستأصل الظلم من جذوره وهناك أولاد أعزاء من شعبنا في أعيننا وفي قلوبنا من مختلف القوي الوطنية يقاومون ..يحاولون ..يغيرون ..يصلحون ..لكي ننهض جميعاً ..

س : أرجوكم لا تتهربوا من أسئلتي بردود إنشائية مثل اجتثاث الظلم والصبر والمقاومة فما أراه هو أن الأمر يزداد سوءا يوم بعد يوم ... قليل من الإيجابية ..لو تحرك 10 % من شعوبكم لانتهت هذه العلاقة الآثمة هناك ملايين من الشباب يتمنون تراب بلادكم في علاقة نظيفة شرعية .. أنتم لا تعرفون قدر بلادكم والله مهرها غالي ..

ج : نحن لا نتهرب ولكنك أنت أجبت علي السؤال ... نحن فعلاً لا نعرف قدر بلادنا .. ربما لأننا مظلومين فيها وأنت تقول أن مهرها غالي ..والكثير يبخل بأن يشارك ولو بفاعلية سواء كانت وقفة أو مظاهرة أو اعتصام أو حتي صرخة لكي نكمل هذا المهر ونتخلص من هذه الأنظمة المستبدة التي تحكمنا لذلك أنتهز فرصة هذا الحوار ونطلقها دعوة عالية وقوية لجميع أفراد شعوبنا :
يلانغير في كل مكان في بلادنا

هيثم أبو خليل - بتاريخ: 2010-07-10