ا/توفيق عزت
15-07-2010, 12:48 AM
د.أحمد أبومطر ل "الجمهورية":
عصابة "حماس" أساءت للفلسطينيين قبل المصريين.. عندما أزالت نصب الشهداء
رفات الأبطال ضمت جثة البطل أحمد عبدالعزيز الذي أسس طلائع الفدائيين
بصراحة شديدة.. لا أمل في المصالحة.. وما يحدث مماطلات!
حوار محمد علي إبراهيم:
أثارت حماس مشاعر غضب المصريين وسخطهم عندما أزالت نصب الشهداء المصريين في غزة.. انها "علامة" علي أن المتحكمين في قطاع غزة الآن لا يريدون أن يوجد ما يربطهم بمصر حتي لو كان دم الشهداء الأبرار الذين لقوا وجه ربهم دفاعا عن فلسطين وشعبها. ومنهم البطل أحمد عبدالعزيز أول وأشهر شهيد في التاريخ العسكري الحديث.
لم يصدر عن حركة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر رفض لهذه الإزالة.. لم يبادر كتاب حماس في الصحف القومية أو الخاصة بالتنديد بإزالة هذا الرمز.. لم يقل أحد ان هذا عمل عدائي ضد القاهرة التي تتكبد مشقة اتمام المصالحة الفلسطينية.. اتهم السادة الصحفيون الاشاوس القاهرة بتجويع الفلسطينيين أثناء إغلاق معبر رفح رغم انه ليس المعبر المسئول عن ادخال المساعدات والمعونات. ورغم فتحه منذ 50 يوما. غير أنه لا أحد "وضع في عينيه ذرة ملح" وانتقد إزالة رمز الفداء والتضحية المصري.. الحمساوية لا يريدون أي ذكر لمصر في القطاع.. ربما ينصاعون لأوامر سوريا أو إيران لكن الحقيقة ستظهر في النهاية رغما عنهم.
د.أحمد أبومطر الباحث السياسي والخبير في الشأن الفلسطيني يستأنف في الجزء الثاني من حواره مع الجمهورية تداعيات إزالة النصب التذكاري لشهداء مصر. وإصرار الحمساوية علي رفض المصالحة. كما يفجر مفاجأة كبري عن كتاب "طريق النحل" الذي ألفه أحد المنشقين عن حزب الله وهو رامي عليق وبه الكثير من الأسرار والاعترافات التي يجب أن يعرفها القاريء.. وإلي نص الحوار:
الجمهورية
في البداية أود أن أسألكم عن قضية خطيرة.. وكالات الأنباء أذاعت قيام حركة حماس بتدمير النصب التذكاري للشهداء المصريين. وكان لذلك وقع سيئ للغاية علي الشعب المصري. لأن المصريين يعتبرون أن التضحيات التي قدمها الشهداء المصريون مسجلة وراسخة في الوجدان العربي كله. وإزالة النصب التذكاري اعتبر إهانة بالغة من حماس لمصر.
الدكتور أحمد أبومطر
أنا أعتقد أن هذه الإهانة لم توجه للشعب المصري فقط ولا للشهداء المصريين الأبرار فقط ولكن نفس الاستياء حدث في غزة وأنا سمعت بنفسي كم كان حجم الاستياء.. لأن هؤلاء الشهداء تضم رفاتهم رفاة البطل اللواء أحمد عبدالعزيز الذي أسس بداية طلائع الفدائيين المصريين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.. أنا لا أعرف أي سبب أيديولوجي أو سياسي أو أخلاقي.. فأنت تختلف مع دولة من حقك الاختلاف لأن الاختلاف السياسي له تفسيراته ولكن ما هو تفسير إزاحة النصب التذكاري وبما فيها إزاحة رفات الشهداء المصريين الذين ضحوا من أجل الشعب الفلسطيني.. أنا لا أقولها مجاملة أنا أقولها كابن مخيم رفح.. لأننا كنا نفتخر ونحن أطفال أو في بداية عهد الشباب ونذهب إلي خان يونس لنفتخر ونتشرف بأن نلف وندور حول هذا النصب الذي جاءت عصابة حماس الإجرامية لترفعه.. ولكنها رفعته كمكان ولكن لم ترفعه من وجدان الشعب الفلسطيني.
الجمهورية
هناك اعتقاد أن حماس حققت ما تريده من عملية احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وهناك أنباء متواترة تقول إن إسرائيل تستعد لزيادة عدد الأسري الفلسطينيين الذين سوف تفرج عنهم لمواجهة الضغط الداخلي الشعبي الإسرائيلي لإطلاق سراح هذا الجندي.. هل تعتقد أن السياسة التي تنتهجها حماس سياسة ناجحة أم أنها مزايدات قبل الانتخابات القادمة؟
الدكتور أحمد أبومطر
أنا أقول وهذا ليس رأيي فقط.. ليت وسائل الإعلام العربية بما فيها المصرية تسمع لما يقوله شعبنا في داخل قطاع غزة.. كل ما أقوله أنا كناقد ومحلل سياسي لا يرقي ليصبح 5% من المعاناة التي يتكلم عنها قطاعات الشعب الفلسطيني بكاملها عن ابتزازات حماس..
أولاً: بالنسبة لمسألة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ففي منتهي الإهانة أن تطرح حماس أنها تريد الإفراج عن ألف أسير فلسطيني مقابل أسير واحد وهو جلعاد شاليط.. ولذلك أنا سميته في إحدي مقالاتي "بالأسير المدلل" أليس إهانة للأسري الفلسطينيين أن تبادل جلعاد شاليط بألف أسير فلسطيني؟! وهذا معناه أن الأسير الإسرائيلي يساوي ألف أسير فلسطيني!! أنا في رأيي هذه مزايدات حماسية لإطالة الوقت للاستمرار في السيطرة علي قطاع غزة.. وأنا قلته في لقاءات كثيرة ويكرره كل من هو قادم من القطاع وهو أن الانقسام الفلسطيني الذي أوجدته حركة حماس بعد انقلابها العسكري في بداية عام 2007 لا عودة عنه وهي مستعدة لأية علاقات إسرائيلية من تحت الطاولة لكي تستمر في الاستيلاء علي السلطة والكرسي والشعب.
الجمهورية
فيما يتردد الآن عن المصالحة الفلسطينية.. أن هناك من يقول إن حماس راغبة في توقيع ورقة المصالحة المصرية بدون قيد أو شرط وهناك من يزعم بأن حماس لا تريد التوقيع وأنها تماطل حتي تكسب وقتاً وحتي تستطيع إيران التخلص من العقوبات المفروضة عليها فيما يخص الملف النووي الإيراني وأن الورقة الفلسطينية قد تفقد مدلولها عند إيران.. ما تعليقك؟!
الدكتور أحمد مطر
أنا أميل والوقائع داخل فلسطين تميل إلي الرأي الثاني وهو أن حماس تماطل وأنا لا أريد أن أقدم تحليلاً سياسياً ولكني أقدم تصريحاً رسمياً للدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي هو في حكم المنحل أو المجمد وهو أحد أفراد حركة حماس.. قال بالحرف الواحد يوم الثلاثاء الماضي إن الجهود العربية والفلسطينية التي بذلت مؤخراً بشأن تحقيق المصالحة الداخلية بين حركة فتح وحماس وصلت لطريق مسدود وأضاف أنه لا يوجد أي أمل في إجراء مصالحة فلسطينية في هذا الوقت بالذات وهذا يؤيد تحليلك بأنها مجرد مماطلات نتيجة الضغوط السورية والإيرانية تحديداً. مماطلات وكما أقول من خلال الورقة المصرية وفي التصريح السابق يواصل عزيز الدويك ويتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومصر بالتراجع عن تحقيق المصالحة الوطنية!!.. كيف تتراجع ومصر تصر ليل نهار والوزير عمر سليمان زار قطاع غزة عدة مرات أكثر من زيارة أي فلسطيني لقطاع غزة. ولماذا كل الفصائل وقعت علي ورقة المصالحة المصرية؟! أساساً الخلل في موقف حماس.. أنتم حماس وفتح لو أردتم المصالحة الفلسطينية هل تحتاجون لأي وساطة؟ هل تحتاجون لوساطة مصرية أو غير مصرية؟ ورغم ذلك بذلت مصر واستضافت حركة حماس في جولات من الحوار لا تقل عن عشرين جولة وعندما توقع فتح وما لا يقل عن 15 فصيلاً فلسطينياً بما فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولا توقع حماس علي الورقة.. إذاً الخلل في الأجندة الإقليمية لحماس وليست الورقة المصرية.
الجمهورية
مصر فتحت معبر رفح منذ حوالي 42 يوماً أو أكثر وكان هذا أحد مطالب حركة حماس حتي يخف الضغط الإسرائيلي علي الجانب الفلسطيني.. الآن معبر رفح مفتوح.. فلماذا لم يتم توقيع المصالحة؟ المطلب الأساسي لحركة حماس هو فتح المعبر والحركة تختزل القضية الفلسطينية في فتح المعبر ومتناسين الستة معابر الأخري.. فما دام المعبر مفتوحاً الآن فلماذا لا يتم التوقيع علي ورقة المصالحة؟ وبالعكس مصر دعت حرس الرئيس الفلسطيني والاتحاد الأوروبي أن يديروا المعبر ومع ذلك يرفضون.
الدكتور أحمد أبومطر
مثلما قلناه من تحليل سابق وهو أن حماس تزايد وإذا أردت الحقيقة أنا لدي إحساس كما أسمع ممن يخرجون من قطاع غزة أن من مصلحة حماس إقفال المعبر. كي تصر علي اتهام مصر وكي تأخذ دلائل علي دعم الأجندة الإيرانية السورية وكي تنمي ثروة الأنفاق يقول القادمون من قطاع غزة بالحرف الواحد إن قطع الكهرباء لعدد من الساعات تحددها حماس نفسها وليس له علاقة بالمازوت ولا علاقة بتشغيل أجهزة الكهرباء هدف حماس استمرار الضغط علي الشعب الفلسطيني لكي يبتزوه.. فمثلاً أحدهم ذكر لي حادثاً أثناء فترة امتحانات الثانوية العامة أعلنت حماس أنها سوف تخفض عدد قطع ساعات الكهرباء من 8 ساعات يومياً إلي عدد أقل وفوجئوا قبل الامتحانات بيوم بتمديد قطع الكهرباء إلي 12 ساعة في فترة الامتحانات.. أنا في رأيي أن هناك معاناة ولكن حماس تبالغ في تصوير المعاناة وأنها دائماً ترمي بورقة المعاناة علي الجانب المصري وعلي جانب السلطة الفلسطينية والسؤال: لماذا لم تكن هناك معاناة قبل انقلابكم العسكري قبل ثلاث سنوات؟ ولماذا كانت المعابر مفتوحة ليل نهار؟ ولماذا كان التبادل التجاري عبر إسرائيل ليل نهار؟ أنتم الآن تستفيدون من استمرار الحصار لكي تبرروا سيطرتكم علي السلطة.
الجمهورية
في مصر نتكلم عن أن حركة حماس تزعم أن هناك وقتاً سوف يغلق فيه المعبر وبالتالي تعود للتشكيك في مصر مرة أخري.. وما إلي ذلك.
الدكتور أحمد أبومطر
ما أقوله.. في داخل قلوب وعقول قيادة حماس فتح المعبر الآن لمدة أكثر من 35 يوماً ليس في مصلحة حماس.. حماس تريد ورقة مزايدة علي الجانب المصري وعلي السلطة الفلسطينية والورقة الوحيدة هي إغلاق المعبر ولكن استمرار الحكومة المصرية في فتح المعبر هذا سوف يفقد حماس ورقة من أوراق المزايدة.. أما اليوم حماس من قلبها وعقلها تريد إغلاق المعبر لكي يستمر وجود الورقة التي تمكنها من المزايدة علي مصر ومصر ليست طرفاً رسمياً في ورقة اتفاقية المعابر عام 2005 والأطراف هي الاتحاد الأوروبي والجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية. وأقول لهم أعيدوا الاتحاد الأوروبي والذي انسحب تلقائياً وأعيدوا السلطة الفلسطينية لكي يفتح المعبر باستمرار كما هو مفتوح الآن وأعود كما قلت لماذا لا يأتون علي ذكر المعابر الإسرائيلية الستة التي أغلقتها إسرائيل؟
الجمهورية
هذا ما نقوله في مصر.. لماذا كل التركيز علي معبر رفح؟
الدكتور أحمد أبومطر
لأنه يوجد أجندات إيرانية خاصة تضغط عليها إيران لاستمرار التمكير وكما قال أحد بعض الباحثين اللبنانيين لتطوير الأزمة. لأن إيران في أزمة حقيقية خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي اتخذه قبل ثلاثة أسابيع وقرار توسيع العقوبات والذي صوتت ودعمته روسيا هذه نقطة مهمة يجب التركيز عليها وقبل يومين صدر قرار الاتحاد الأوروبي الجديد بمنع ما لا يقل عن 27% من الطيران الإيراني من النزول في الأجواء الأوروبية.. لذلك أنا أقول حماس تستغل المعبر وتستغل فتحه وإغلاقه وموضوع الكهرباء والتمويل لاستمرار هذه الورقة التي تخدم من خلالها الاجندة الإيرانية وأعود وأقول ليتكم تسمعون 1% مما أسمعه من القادمين من قطاع غزة.
الجمهورية
نريد الحديث ولو قليلا عن حزب الله.. مؤخرا صدر كتاب طريق النحل لبعض المنشقين عنه.. فما تقييم سيادتكم لذلك؟
الدكتور أحمد أبومطر
هذا الكتاب للقيادي في حزب الله رامي عليق فهو أحدث صدمة كبيرة وهو ليس قيادياً عادياً ولكنه قيادي أول في الجهاد الأمني والعسكري. هذا الكتاب لم يتجرأ عليه سياسي لبناني طوال الأربعين عاما الماضية منذ تأسيس حزب الله أو منذ الوجود السوري في لبنان.. رامي عليق دخل حزب الله وهو شاب في الخامسة عشرة من عمره وارتقي في السلم الهيكلي في الحزب ليصبح أحد المسئولين الأمنيين في الحزب وبعد أن شاهد بأم عينه ما يقوم به حزب الله في أجندة إقليمية خاصة سورية وإيرانية أعلن انشقاقه وكتب هذا الكتاب واستضافته قبل أسابيع قليلة إحدي الفضائيات وكتب كل هذا النقد الذي يرقي إلي حد الفضائح. أنا أرصد بعض فقرات من الكتاب.. تصور يقول رامي عليق لا أنسي لحظة التقيت أحد الأصدقاء المسئولين في حزب الله منذ أكثر من عقد مضي بعد عودتي من مطار دمشق ساخطا إذ قال بأسي وكأننا لم نوجد إلا لنموت في الجنوب تعبيرا عن تعففه من طبيعة الدور الذي يقوم به الحزب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ويقول أيضا كذلك لا أنسي حديث مسئول آخر فيما جاء عن ضرورة وضع سلاح الحزب في إطار مؤسساتي حزبي واضح وعدم تركه تحت سيطرة أفراد من العسكر يمكنهم التفرد بقرار استعماله وهذا السؤال هو ما تسأله كل الأحزاب اللبنانية.. لماذا حزب الله وحده الذي من حقه أن يحمل سلاحا؟ وسلاح المقاومة منذ ثلاثة أعوام منذ تطبيق القرار 1701 لم يطلق حزب الله رصاصة واحدة علي إسرائيل. إذا سلاح المقاومة في يد حزب الله هو مجرد شماعة ليعلقوا عليها سيطرتهم علي الداخل بدليل اجتياحهم الإجرامي في مايو 2008 حيث دمروا كل المؤسسات الإعلامية المناوئة لهم بما فيها مؤسسات شيعية.
الجمهورية:
سلاح حزب الله ضد اللبنانيين
الدكتور أحمد أبومطر
أنا في رأيي سلاح حزب الله تحول في السنوات الأخيرة إلي سلاح موجه للداخل اللبناني لاستمرار سيطرة الحزب وإرهابه للداخل. فأي دولة في العالم أوروبية أو اسكندنافية تسمح لحزب داخلي محلي أن ينشر كاميرات تصنت وتصوير داخل مطار الدولة؟!.. هذا لا يجوز وهذا يجعلنا نتساءل هل حزب الله حزب سياسي في داخل دولة أم دويلة داخل دولة؟ لا.. حزب الله يثبت أنه دويلة داخل دولة ويستمر علي هذا طويلا لكي يصبح هو الدولة بكاملها.. وأريد أن أقرا جملة أخيرة من كتاب رامي عليق طريق النحل لأنه كتاب مهم ولا يمكن تلخيصه يقول رامي عليق لا أنسي كيف رفع مسئول آخر صوته معترضا علي تحالف المسئولين السوريين الذين لا يؤمن جانبهم ولا يتمتعون بالحد الأدني من الأخلاقية والاحترام في التعامل مع الآخرين ولا ينفكون ينهبون ثرواتنا وغير ذلك مما يصب في الخانة نفسها كفانا ذوبانا في أولويات الاخرين ومصالحهم بعيدا عن اعتباراتنا الوطنية والاجتماعية والتي لا يصح إلا أن تأتي من كوننا امتدادا لبعضنا البعض. هذا الكلام لو قاله أي صحفي عربي أو مصري لاتهموه بكل التهم ولكن أن يقول هذا الكلام قيادي في معسكر حزب الله أمضي ما لا يقل عن 25 عاما في حزب الله!!
الجمهورية:
بالنسبة للوضع الراهن في حزب الله.. هل تعتقد أنه عند حدوث اعتداء إسرائيلي لايران أو ضربة إجهاضية لإيران ألا تعتقد أن حزب الله في هذا التوقيت سيقوم بالرد علي إسرائيل وتكبيدها خسائر مع ملاحظة ما يتردد بقوة أن سوريا تعطي أسلحة متقدمة لحزب الله من خلال إيران.. فما رأيكم في هذا؟
الدكتور أحمد أبومطر
في رأيي كتحليل سياسي كون حزب الله أداة إيرانية فإذا شن هجوم أياً كان نوعه علي إيران. فمن باب تخفيف الضغط علي إيران فإن حزب الله سوف يفتح الجبهة اللبنانية ولا يهمه حينئذ تدمير البنية التحتية اللبنانية لأن شغله الشاغل هو تخفيف الضغط علي الجبهة الإيرانية وهذا يقود إلي مسألة جانبية تؤيد كلامي وهو وفاة الأمام الشيخ محمد حسين فضل الله قبل أيام فهل لاحظ أحد منكم أن حزب الله لم ينع هذا الشيخ أتدري لماذا؟ رغم أن الشيخ محمد حسين فضل الله كان المرشد الأول لحزب الله عند تأسيسه وذلك لأن الشيخ ممن لا يعترفون بنظرية ولي الفقيه الإيرانية وكان ضد سيطرة الحرس الثوري الإيراني علي حزب الله ولذلك تمت إزاحته ووضع الموسوي بعده ثم وضع السيد حسن نصر الله.. وهذه المعلومة وحدها تؤكد أن هناك قيادات في حزب الله سابقة في الانشقاق عن رامي عليق وكانت ضد أن يصبح ويكون حزب الله أداة تحت يد الحرس الثوري الإيراني الذي تثبت كل الوقائع أن ضباطه موجودون حتي هذه اللحظة في الضاحية الجنوبية وفي جنوب لبنان.. نعم حزب الله لا يهمه البنية التحتية اللبنانية ولا الجبهة الداخلية اللبنانية وسيفجرها إذا تعرضت إيران لأي عدوان خارجي.
الجمهورية:
بالنسبة للعلاقة الخاصة بين حزب الله وسوريا ألا تشعر أن هذه العلاقة تأثرت إلي حد ما مؤخراً؟
الدكتور أحمد أبومطر
هي علاقة ليست استراتيجية. هي علاقة مصالح من قبل النظام السوري وعند أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي هي مستمرة بأكثر من طريقة. أنا متأكد أن أي تقدم في المفاوضات السورية الإسرائيلية سيصاحبه ضغط لهذه الجزئية وإذا تمت عملية المفاوضات السورية الإسرائيلية بنجاح وهذا لا يريده النظام السوري وهو يقولها علنا وأنا عندما أقول ذلك ليس من باب النقد للنظام السوري فالنظام السوري من حقه أن يصل إلي سلام مع إسرائيل مقابل أن يتم الانسحاب من كافة أراضي الجولان المحتل كما انسحبت إسرائيل من كافة الأراضي المصرية المحتلة ولكن علي حزب الله أن يعرف أن العلاقة ليست استراتيجية وعند أول تقدم في المباحثات السورية الإسرائيلية لن نسمع شيئاً اسمه حزب الله.
الدور التركي
الجمهورية:
في رأيك التنسيق الحالي بين حزب الله وما يشاع علي أنه تأييد تركي للمقاومة بوجه عام مثل حزب الله وحماس وهناك بعض الكتاب والصحفيين في العالم العربي يرون المد التركي بديلا عن الدور المصري ووريثا له وتحول إلي أنه أصبح الدور المسيطر والدور الإقليمي الأكبر في القضية الفلسطينية.
الدكتور أحمد أبومطر
هؤلاء الكتاب والسياسيون. والمفكرون الذين يتبنون هذا التحليل هو تفكير عاطفي لا علاقة له بالواقع بدليل تصريحات أوردوجان نفسه قبل عشرة أيام بعد كل هذا الضجيج الذي حدث بعد تعرض سفن الحرية للاعتداء من قبل إسرائيل أعلن بالحرف الواحد علاقتنا الاستراتيجية مع إسرائيل ستبقي استراتيجية والمشكلة في تعنت نتنياهو.. هذه تصريحات أوردوجان نفسه لذلك نقول لا يجب أن نعلق أحلاماً كبيرة علي الدور التركي لأن تركيا لن تضحي بعلاقتها مع إسرائيل. تركيا أرادت أن تدخل إلي الساحة الإقليمية بعد فقد الأمل في دخول الاتحاد الأوروبي وارادت أن تزايد ولكن الشعوب العربية والأقلام الواعية مازالت تتذكر المعاناة العربية خلال الولاية العثمانية وأعجبني بعض الكتاب القوميين العرب أنهم كتبوا عن حجم الاستيطان الصهيوني في زمن السلطان عبدالحميدالثاني الذي تشير المعلومة أن السلطان كان ضد إقامة الدولة الصهيونية ليس صحيحا وهناك من أثبت بوقائع ووثائق فلسطينية أن إقامة المستوطنات كانت بدايتها في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني وبموافقته ولذلك أنا أري الدور التركي بكلمتين أخيرتين هو دور عاطفي للعب علي العواطف العربية بدليل المواقف التركية.. الآن تلخص الموقف التركي في جملة واحدة المشكلة أن تقوم اسرائيل بتقديم اعتذار عما حدث لاسطول الحرية فإذا كان هناك دور تركي جدي أعتقد أن نتنياهو سوف يعتذر وأنا أقول لم تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية أي تراجع أو تذبذب وهي مجرد مواقف عصبية تذكرني بمواقف أحمدي نجاد الذي يجعجع منذ عشرين عاما خطابات وراء خطابات والعلاقات الإيرانية الإسرائيلية من تحت الطاولة مازالت مستمرة وعلي ما يرام.
الجمهورية:
حضرتك تحب تضيف شيئاً
الدكتور أحمد أبومطر
أحب أضيف أن علي حركة حماس إذا كانت جادة في وصف نفسها بالإسلامية أو أنها مقاومة إسلامية حقا.. أن تتقي الله في ما تقوم به ضد الشعب الفلسطيني من فرض ضرائب وإنشاء أنفاق وابتزاز وآخر شيء سمعته تألمت منه هو قطع رواتب كل من هو ليس حماسياً مع أن بعضهم تأتي رواتبهم من الضفة من السلطة الفلسطينية أنا أقول إنها إن كانت حركة مقاومة فلتنس أي دور عربي في المصالحة فهل فصائل شعب واحد تحتاج إلي تدخل شقيق عربي ليصالح شقيق علي شقيقه؟! وأقول إن استمرار هذا ليس في مصلحة الدولة الفلسطينية المستقلة أو لمصلحة الشعب الفلسطيني
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/tahkeek/detail00.asp
عصابة "حماس" أساءت للفلسطينيين قبل المصريين.. عندما أزالت نصب الشهداء
رفات الأبطال ضمت جثة البطل أحمد عبدالعزيز الذي أسس طلائع الفدائيين
بصراحة شديدة.. لا أمل في المصالحة.. وما يحدث مماطلات!
حوار محمد علي إبراهيم:
أثارت حماس مشاعر غضب المصريين وسخطهم عندما أزالت نصب الشهداء المصريين في غزة.. انها "علامة" علي أن المتحكمين في قطاع غزة الآن لا يريدون أن يوجد ما يربطهم بمصر حتي لو كان دم الشهداء الأبرار الذين لقوا وجه ربهم دفاعا عن فلسطين وشعبها. ومنهم البطل أحمد عبدالعزيز أول وأشهر شهيد في التاريخ العسكري الحديث.
لم يصدر عن حركة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر رفض لهذه الإزالة.. لم يبادر كتاب حماس في الصحف القومية أو الخاصة بالتنديد بإزالة هذا الرمز.. لم يقل أحد ان هذا عمل عدائي ضد القاهرة التي تتكبد مشقة اتمام المصالحة الفلسطينية.. اتهم السادة الصحفيون الاشاوس القاهرة بتجويع الفلسطينيين أثناء إغلاق معبر رفح رغم انه ليس المعبر المسئول عن ادخال المساعدات والمعونات. ورغم فتحه منذ 50 يوما. غير أنه لا أحد "وضع في عينيه ذرة ملح" وانتقد إزالة رمز الفداء والتضحية المصري.. الحمساوية لا يريدون أي ذكر لمصر في القطاع.. ربما ينصاعون لأوامر سوريا أو إيران لكن الحقيقة ستظهر في النهاية رغما عنهم.
د.أحمد أبومطر الباحث السياسي والخبير في الشأن الفلسطيني يستأنف في الجزء الثاني من حواره مع الجمهورية تداعيات إزالة النصب التذكاري لشهداء مصر. وإصرار الحمساوية علي رفض المصالحة. كما يفجر مفاجأة كبري عن كتاب "طريق النحل" الذي ألفه أحد المنشقين عن حزب الله وهو رامي عليق وبه الكثير من الأسرار والاعترافات التي يجب أن يعرفها القاريء.. وإلي نص الحوار:
الجمهورية
في البداية أود أن أسألكم عن قضية خطيرة.. وكالات الأنباء أذاعت قيام حركة حماس بتدمير النصب التذكاري للشهداء المصريين. وكان لذلك وقع سيئ للغاية علي الشعب المصري. لأن المصريين يعتبرون أن التضحيات التي قدمها الشهداء المصريون مسجلة وراسخة في الوجدان العربي كله. وإزالة النصب التذكاري اعتبر إهانة بالغة من حماس لمصر.
الدكتور أحمد أبومطر
أنا أعتقد أن هذه الإهانة لم توجه للشعب المصري فقط ولا للشهداء المصريين الأبرار فقط ولكن نفس الاستياء حدث في غزة وأنا سمعت بنفسي كم كان حجم الاستياء.. لأن هؤلاء الشهداء تضم رفاتهم رفاة البطل اللواء أحمد عبدالعزيز الذي أسس بداية طلائع الفدائيين المصريين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.. أنا لا أعرف أي سبب أيديولوجي أو سياسي أو أخلاقي.. فأنت تختلف مع دولة من حقك الاختلاف لأن الاختلاف السياسي له تفسيراته ولكن ما هو تفسير إزاحة النصب التذكاري وبما فيها إزاحة رفات الشهداء المصريين الذين ضحوا من أجل الشعب الفلسطيني.. أنا لا أقولها مجاملة أنا أقولها كابن مخيم رفح.. لأننا كنا نفتخر ونحن أطفال أو في بداية عهد الشباب ونذهب إلي خان يونس لنفتخر ونتشرف بأن نلف وندور حول هذا النصب الذي جاءت عصابة حماس الإجرامية لترفعه.. ولكنها رفعته كمكان ولكن لم ترفعه من وجدان الشعب الفلسطيني.
الجمهورية
هناك اعتقاد أن حماس حققت ما تريده من عملية احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وهناك أنباء متواترة تقول إن إسرائيل تستعد لزيادة عدد الأسري الفلسطينيين الذين سوف تفرج عنهم لمواجهة الضغط الداخلي الشعبي الإسرائيلي لإطلاق سراح هذا الجندي.. هل تعتقد أن السياسة التي تنتهجها حماس سياسة ناجحة أم أنها مزايدات قبل الانتخابات القادمة؟
الدكتور أحمد أبومطر
أنا أقول وهذا ليس رأيي فقط.. ليت وسائل الإعلام العربية بما فيها المصرية تسمع لما يقوله شعبنا في داخل قطاع غزة.. كل ما أقوله أنا كناقد ومحلل سياسي لا يرقي ليصبح 5% من المعاناة التي يتكلم عنها قطاعات الشعب الفلسطيني بكاملها عن ابتزازات حماس..
أولاً: بالنسبة لمسألة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ففي منتهي الإهانة أن تطرح حماس أنها تريد الإفراج عن ألف أسير فلسطيني مقابل أسير واحد وهو جلعاد شاليط.. ولذلك أنا سميته في إحدي مقالاتي "بالأسير المدلل" أليس إهانة للأسري الفلسطينيين أن تبادل جلعاد شاليط بألف أسير فلسطيني؟! وهذا معناه أن الأسير الإسرائيلي يساوي ألف أسير فلسطيني!! أنا في رأيي هذه مزايدات حماسية لإطالة الوقت للاستمرار في السيطرة علي قطاع غزة.. وأنا قلته في لقاءات كثيرة ويكرره كل من هو قادم من القطاع وهو أن الانقسام الفلسطيني الذي أوجدته حركة حماس بعد انقلابها العسكري في بداية عام 2007 لا عودة عنه وهي مستعدة لأية علاقات إسرائيلية من تحت الطاولة لكي تستمر في الاستيلاء علي السلطة والكرسي والشعب.
الجمهورية
فيما يتردد الآن عن المصالحة الفلسطينية.. أن هناك من يقول إن حماس راغبة في توقيع ورقة المصالحة المصرية بدون قيد أو شرط وهناك من يزعم بأن حماس لا تريد التوقيع وأنها تماطل حتي تكسب وقتاً وحتي تستطيع إيران التخلص من العقوبات المفروضة عليها فيما يخص الملف النووي الإيراني وأن الورقة الفلسطينية قد تفقد مدلولها عند إيران.. ما تعليقك؟!
الدكتور أحمد مطر
أنا أميل والوقائع داخل فلسطين تميل إلي الرأي الثاني وهو أن حماس تماطل وأنا لا أريد أن أقدم تحليلاً سياسياً ولكني أقدم تصريحاً رسمياً للدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي هو في حكم المنحل أو المجمد وهو أحد أفراد حركة حماس.. قال بالحرف الواحد يوم الثلاثاء الماضي إن الجهود العربية والفلسطينية التي بذلت مؤخراً بشأن تحقيق المصالحة الداخلية بين حركة فتح وحماس وصلت لطريق مسدود وأضاف أنه لا يوجد أي أمل في إجراء مصالحة فلسطينية في هذا الوقت بالذات وهذا يؤيد تحليلك بأنها مجرد مماطلات نتيجة الضغوط السورية والإيرانية تحديداً. مماطلات وكما أقول من خلال الورقة المصرية وفي التصريح السابق يواصل عزيز الدويك ويتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومصر بالتراجع عن تحقيق المصالحة الوطنية!!.. كيف تتراجع ومصر تصر ليل نهار والوزير عمر سليمان زار قطاع غزة عدة مرات أكثر من زيارة أي فلسطيني لقطاع غزة. ولماذا كل الفصائل وقعت علي ورقة المصالحة المصرية؟! أساساً الخلل في موقف حماس.. أنتم حماس وفتح لو أردتم المصالحة الفلسطينية هل تحتاجون لأي وساطة؟ هل تحتاجون لوساطة مصرية أو غير مصرية؟ ورغم ذلك بذلت مصر واستضافت حركة حماس في جولات من الحوار لا تقل عن عشرين جولة وعندما توقع فتح وما لا يقل عن 15 فصيلاً فلسطينياً بما فيها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولا توقع حماس علي الورقة.. إذاً الخلل في الأجندة الإقليمية لحماس وليست الورقة المصرية.
الجمهورية
مصر فتحت معبر رفح منذ حوالي 42 يوماً أو أكثر وكان هذا أحد مطالب حركة حماس حتي يخف الضغط الإسرائيلي علي الجانب الفلسطيني.. الآن معبر رفح مفتوح.. فلماذا لم يتم توقيع المصالحة؟ المطلب الأساسي لحركة حماس هو فتح المعبر والحركة تختزل القضية الفلسطينية في فتح المعبر ومتناسين الستة معابر الأخري.. فما دام المعبر مفتوحاً الآن فلماذا لا يتم التوقيع علي ورقة المصالحة؟ وبالعكس مصر دعت حرس الرئيس الفلسطيني والاتحاد الأوروبي أن يديروا المعبر ومع ذلك يرفضون.
الدكتور أحمد أبومطر
مثلما قلناه من تحليل سابق وهو أن حماس تزايد وإذا أردت الحقيقة أنا لدي إحساس كما أسمع ممن يخرجون من قطاع غزة أن من مصلحة حماس إقفال المعبر. كي تصر علي اتهام مصر وكي تأخذ دلائل علي دعم الأجندة الإيرانية السورية وكي تنمي ثروة الأنفاق يقول القادمون من قطاع غزة بالحرف الواحد إن قطع الكهرباء لعدد من الساعات تحددها حماس نفسها وليس له علاقة بالمازوت ولا علاقة بتشغيل أجهزة الكهرباء هدف حماس استمرار الضغط علي الشعب الفلسطيني لكي يبتزوه.. فمثلاً أحدهم ذكر لي حادثاً أثناء فترة امتحانات الثانوية العامة أعلنت حماس أنها سوف تخفض عدد قطع ساعات الكهرباء من 8 ساعات يومياً إلي عدد أقل وفوجئوا قبل الامتحانات بيوم بتمديد قطع الكهرباء إلي 12 ساعة في فترة الامتحانات.. أنا في رأيي أن هناك معاناة ولكن حماس تبالغ في تصوير المعاناة وأنها دائماً ترمي بورقة المعاناة علي الجانب المصري وعلي جانب السلطة الفلسطينية والسؤال: لماذا لم تكن هناك معاناة قبل انقلابكم العسكري قبل ثلاث سنوات؟ ولماذا كانت المعابر مفتوحة ليل نهار؟ ولماذا كان التبادل التجاري عبر إسرائيل ليل نهار؟ أنتم الآن تستفيدون من استمرار الحصار لكي تبرروا سيطرتكم علي السلطة.
الجمهورية
في مصر نتكلم عن أن حركة حماس تزعم أن هناك وقتاً سوف يغلق فيه المعبر وبالتالي تعود للتشكيك في مصر مرة أخري.. وما إلي ذلك.
الدكتور أحمد أبومطر
ما أقوله.. في داخل قلوب وعقول قيادة حماس فتح المعبر الآن لمدة أكثر من 35 يوماً ليس في مصلحة حماس.. حماس تريد ورقة مزايدة علي الجانب المصري وعلي السلطة الفلسطينية والورقة الوحيدة هي إغلاق المعبر ولكن استمرار الحكومة المصرية في فتح المعبر هذا سوف يفقد حماس ورقة من أوراق المزايدة.. أما اليوم حماس من قلبها وعقلها تريد إغلاق المعبر لكي يستمر وجود الورقة التي تمكنها من المزايدة علي مصر ومصر ليست طرفاً رسمياً في ورقة اتفاقية المعابر عام 2005 والأطراف هي الاتحاد الأوروبي والجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية. وأقول لهم أعيدوا الاتحاد الأوروبي والذي انسحب تلقائياً وأعيدوا السلطة الفلسطينية لكي يفتح المعبر باستمرار كما هو مفتوح الآن وأعود كما قلت لماذا لا يأتون علي ذكر المعابر الإسرائيلية الستة التي أغلقتها إسرائيل؟
الجمهورية
هذا ما نقوله في مصر.. لماذا كل التركيز علي معبر رفح؟
الدكتور أحمد أبومطر
لأنه يوجد أجندات إيرانية خاصة تضغط عليها إيران لاستمرار التمكير وكما قال أحد بعض الباحثين اللبنانيين لتطوير الأزمة. لأن إيران في أزمة حقيقية خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي اتخذه قبل ثلاثة أسابيع وقرار توسيع العقوبات والذي صوتت ودعمته روسيا هذه نقطة مهمة يجب التركيز عليها وقبل يومين صدر قرار الاتحاد الأوروبي الجديد بمنع ما لا يقل عن 27% من الطيران الإيراني من النزول في الأجواء الأوروبية.. لذلك أنا أقول حماس تستغل المعبر وتستغل فتحه وإغلاقه وموضوع الكهرباء والتمويل لاستمرار هذه الورقة التي تخدم من خلالها الاجندة الإيرانية وأعود وأقول ليتكم تسمعون 1% مما أسمعه من القادمين من قطاع غزة.
الجمهورية
نريد الحديث ولو قليلا عن حزب الله.. مؤخرا صدر كتاب طريق النحل لبعض المنشقين عنه.. فما تقييم سيادتكم لذلك؟
الدكتور أحمد أبومطر
هذا الكتاب للقيادي في حزب الله رامي عليق فهو أحدث صدمة كبيرة وهو ليس قيادياً عادياً ولكنه قيادي أول في الجهاد الأمني والعسكري. هذا الكتاب لم يتجرأ عليه سياسي لبناني طوال الأربعين عاما الماضية منذ تأسيس حزب الله أو منذ الوجود السوري في لبنان.. رامي عليق دخل حزب الله وهو شاب في الخامسة عشرة من عمره وارتقي في السلم الهيكلي في الحزب ليصبح أحد المسئولين الأمنيين في الحزب وبعد أن شاهد بأم عينه ما يقوم به حزب الله في أجندة إقليمية خاصة سورية وإيرانية أعلن انشقاقه وكتب هذا الكتاب واستضافته قبل أسابيع قليلة إحدي الفضائيات وكتب كل هذا النقد الذي يرقي إلي حد الفضائح. أنا أرصد بعض فقرات من الكتاب.. تصور يقول رامي عليق لا أنسي لحظة التقيت أحد الأصدقاء المسئولين في حزب الله منذ أكثر من عقد مضي بعد عودتي من مطار دمشق ساخطا إذ قال بأسي وكأننا لم نوجد إلا لنموت في الجنوب تعبيرا عن تعففه من طبيعة الدور الذي يقوم به الحزب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ويقول أيضا كذلك لا أنسي حديث مسئول آخر فيما جاء عن ضرورة وضع سلاح الحزب في إطار مؤسساتي حزبي واضح وعدم تركه تحت سيطرة أفراد من العسكر يمكنهم التفرد بقرار استعماله وهذا السؤال هو ما تسأله كل الأحزاب اللبنانية.. لماذا حزب الله وحده الذي من حقه أن يحمل سلاحا؟ وسلاح المقاومة منذ ثلاثة أعوام منذ تطبيق القرار 1701 لم يطلق حزب الله رصاصة واحدة علي إسرائيل. إذا سلاح المقاومة في يد حزب الله هو مجرد شماعة ليعلقوا عليها سيطرتهم علي الداخل بدليل اجتياحهم الإجرامي في مايو 2008 حيث دمروا كل المؤسسات الإعلامية المناوئة لهم بما فيها مؤسسات شيعية.
الجمهورية:
سلاح حزب الله ضد اللبنانيين
الدكتور أحمد أبومطر
أنا في رأيي سلاح حزب الله تحول في السنوات الأخيرة إلي سلاح موجه للداخل اللبناني لاستمرار سيطرة الحزب وإرهابه للداخل. فأي دولة في العالم أوروبية أو اسكندنافية تسمح لحزب داخلي محلي أن ينشر كاميرات تصنت وتصوير داخل مطار الدولة؟!.. هذا لا يجوز وهذا يجعلنا نتساءل هل حزب الله حزب سياسي في داخل دولة أم دويلة داخل دولة؟ لا.. حزب الله يثبت أنه دويلة داخل دولة ويستمر علي هذا طويلا لكي يصبح هو الدولة بكاملها.. وأريد أن أقرا جملة أخيرة من كتاب رامي عليق طريق النحل لأنه كتاب مهم ولا يمكن تلخيصه يقول رامي عليق لا أنسي كيف رفع مسئول آخر صوته معترضا علي تحالف المسئولين السوريين الذين لا يؤمن جانبهم ولا يتمتعون بالحد الأدني من الأخلاقية والاحترام في التعامل مع الآخرين ولا ينفكون ينهبون ثرواتنا وغير ذلك مما يصب في الخانة نفسها كفانا ذوبانا في أولويات الاخرين ومصالحهم بعيدا عن اعتباراتنا الوطنية والاجتماعية والتي لا يصح إلا أن تأتي من كوننا امتدادا لبعضنا البعض. هذا الكلام لو قاله أي صحفي عربي أو مصري لاتهموه بكل التهم ولكن أن يقول هذا الكلام قيادي في معسكر حزب الله أمضي ما لا يقل عن 25 عاما في حزب الله!!
الجمهورية:
بالنسبة للوضع الراهن في حزب الله.. هل تعتقد أنه عند حدوث اعتداء إسرائيلي لايران أو ضربة إجهاضية لإيران ألا تعتقد أن حزب الله في هذا التوقيت سيقوم بالرد علي إسرائيل وتكبيدها خسائر مع ملاحظة ما يتردد بقوة أن سوريا تعطي أسلحة متقدمة لحزب الله من خلال إيران.. فما رأيكم في هذا؟
الدكتور أحمد أبومطر
في رأيي كتحليل سياسي كون حزب الله أداة إيرانية فإذا شن هجوم أياً كان نوعه علي إيران. فمن باب تخفيف الضغط علي إيران فإن حزب الله سوف يفتح الجبهة اللبنانية ولا يهمه حينئذ تدمير البنية التحتية اللبنانية لأن شغله الشاغل هو تخفيف الضغط علي الجبهة الإيرانية وهذا يقود إلي مسألة جانبية تؤيد كلامي وهو وفاة الأمام الشيخ محمد حسين فضل الله قبل أيام فهل لاحظ أحد منكم أن حزب الله لم ينع هذا الشيخ أتدري لماذا؟ رغم أن الشيخ محمد حسين فضل الله كان المرشد الأول لحزب الله عند تأسيسه وذلك لأن الشيخ ممن لا يعترفون بنظرية ولي الفقيه الإيرانية وكان ضد سيطرة الحرس الثوري الإيراني علي حزب الله ولذلك تمت إزاحته ووضع الموسوي بعده ثم وضع السيد حسن نصر الله.. وهذه المعلومة وحدها تؤكد أن هناك قيادات في حزب الله سابقة في الانشقاق عن رامي عليق وكانت ضد أن يصبح ويكون حزب الله أداة تحت يد الحرس الثوري الإيراني الذي تثبت كل الوقائع أن ضباطه موجودون حتي هذه اللحظة في الضاحية الجنوبية وفي جنوب لبنان.. نعم حزب الله لا يهمه البنية التحتية اللبنانية ولا الجبهة الداخلية اللبنانية وسيفجرها إذا تعرضت إيران لأي عدوان خارجي.
الجمهورية:
بالنسبة للعلاقة الخاصة بين حزب الله وسوريا ألا تشعر أن هذه العلاقة تأثرت إلي حد ما مؤخراً؟
الدكتور أحمد أبومطر
هي علاقة ليست استراتيجية. هي علاقة مصالح من قبل النظام السوري وعند أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي هي مستمرة بأكثر من طريقة. أنا متأكد أن أي تقدم في المفاوضات السورية الإسرائيلية سيصاحبه ضغط لهذه الجزئية وإذا تمت عملية المفاوضات السورية الإسرائيلية بنجاح وهذا لا يريده النظام السوري وهو يقولها علنا وأنا عندما أقول ذلك ليس من باب النقد للنظام السوري فالنظام السوري من حقه أن يصل إلي سلام مع إسرائيل مقابل أن يتم الانسحاب من كافة أراضي الجولان المحتل كما انسحبت إسرائيل من كافة الأراضي المصرية المحتلة ولكن علي حزب الله أن يعرف أن العلاقة ليست استراتيجية وعند أول تقدم في المباحثات السورية الإسرائيلية لن نسمع شيئاً اسمه حزب الله.
الدور التركي
الجمهورية:
في رأيك التنسيق الحالي بين حزب الله وما يشاع علي أنه تأييد تركي للمقاومة بوجه عام مثل حزب الله وحماس وهناك بعض الكتاب والصحفيين في العالم العربي يرون المد التركي بديلا عن الدور المصري ووريثا له وتحول إلي أنه أصبح الدور المسيطر والدور الإقليمي الأكبر في القضية الفلسطينية.
الدكتور أحمد أبومطر
هؤلاء الكتاب والسياسيون. والمفكرون الذين يتبنون هذا التحليل هو تفكير عاطفي لا علاقة له بالواقع بدليل تصريحات أوردوجان نفسه قبل عشرة أيام بعد كل هذا الضجيج الذي حدث بعد تعرض سفن الحرية للاعتداء من قبل إسرائيل أعلن بالحرف الواحد علاقتنا الاستراتيجية مع إسرائيل ستبقي استراتيجية والمشكلة في تعنت نتنياهو.. هذه تصريحات أوردوجان نفسه لذلك نقول لا يجب أن نعلق أحلاماً كبيرة علي الدور التركي لأن تركيا لن تضحي بعلاقتها مع إسرائيل. تركيا أرادت أن تدخل إلي الساحة الإقليمية بعد فقد الأمل في دخول الاتحاد الأوروبي وارادت أن تزايد ولكن الشعوب العربية والأقلام الواعية مازالت تتذكر المعاناة العربية خلال الولاية العثمانية وأعجبني بعض الكتاب القوميين العرب أنهم كتبوا عن حجم الاستيطان الصهيوني في زمن السلطان عبدالحميدالثاني الذي تشير المعلومة أن السلطان كان ضد إقامة الدولة الصهيونية ليس صحيحا وهناك من أثبت بوقائع ووثائق فلسطينية أن إقامة المستوطنات كانت بدايتها في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني وبموافقته ولذلك أنا أري الدور التركي بكلمتين أخيرتين هو دور عاطفي للعب علي العواطف العربية بدليل المواقف التركية.. الآن تلخص الموقف التركي في جملة واحدة المشكلة أن تقوم اسرائيل بتقديم اعتذار عما حدث لاسطول الحرية فإذا كان هناك دور تركي جدي أعتقد أن نتنياهو سوف يعتذر وأنا أقول لم تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية أي تراجع أو تذبذب وهي مجرد مواقف عصبية تذكرني بمواقف أحمدي نجاد الذي يجعجع منذ عشرين عاما خطابات وراء خطابات والعلاقات الإيرانية الإسرائيلية من تحت الطاولة مازالت مستمرة وعلي ما يرام.
الجمهورية:
حضرتك تحب تضيف شيئاً
الدكتور أحمد أبومطر
أحب أضيف أن علي حركة حماس إذا كانت جادة في وصف نفسها بالإسلامية أو أنها مقاومة إسلامية حقا.. أن تتقي الله في ما تقوم به ضد الشعب الفلسطيني من فرض ضرائب وإنشاء أنفاق وابتزاز وآخر شيء سمعته تألمت منه هو قطع رواتب كل من هو ليس حماسياً مع أن بعضهم تأتي رواتبهم من الضفة من السلطة الفلسطينية أنا أقول إنها إن كانت حركة مقاومة فلتنس أي دور عربي في المصالحة فهل فصائل شعب واحد تحتاج إلي تدخل شقيق عربي ليصالح شقيق علي شقيقه؟! وأقول إن استمرار هذا ليس في مصلحة الدولة الفلسطينية المستقلة أو لمصلحة الشعب الفلسطيني
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/tahkeek/detail00.asp