علاء كامل علي
17-07-2010, 11:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الحقوق الزوجية([1] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn1))
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
أولاً: حقوق الزوجة على زوجها:
يجب للزوجة على زوجها حقوق كثيرة ثبتت لها بقول الله تعالى: }وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ{([2] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn2)) ولقوله r: «إن لكم على نسائكم حقًا ولنسائكم عليكم حقًا». رواه الترمذي وصححه ومن هذه الحقوق:
أولاً: نفقتها من طعام وشراب وكسوة وسكن بالمعروف وأن يكون ذلك حلالاً لا إثم فيه ولا شبهة فلا يجوز أن يهدم دينه ويهلك نفسه بالإنفاق عليها من المال الخبيث والكسب الحرام كما ثبت عن رسول الله r أنه قال كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به([3] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn3)) فعلى الزوج أن يطعم نفسه وأهله وأولاده حلالاً حتى يؤجر على ذلك لقول الرسول r «إذا أنفق الرجل على أهله نفقه يحتسبها فهي له صدقة». متفق عليه ومعنى يحتسبها أي يقصد بها وجه الله والتقرب إليه وهذا هو أهم ما يجب على الزوج.
ثانيًا: أن يعلمها الضروري من أمور دينها إن كانت لا تعلم ذلك أو يأذن لها أن تحضر مجالس العلم لتتعلم ذلك ويحرم عليه منعها إلا أن يسأل هو ويخبرها لقول الله تعالى في سورة التحريم: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا{([4] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn4)) ولقوله r: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان (أي أسيرات) عندكم» متفق عليه.
ثالثًا: أن يلزمها بتعاليم الإسلام وآدابه فيمنعها أن تتبرج ويحول بينها وبين الاختلاط بغير محارمها من الرجال ويأمرها بإطالة ملابسها إن كانت قصيرة ويأمرها بتوسيعها إن كانت ضيقة ويبين لها ما قال الرسول r صنفان من أهل النار لم أرهما كذا وكذا([5] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn5)).
رابعًا: العدل فيجب على الزوج أن يعدل بين أزواجه فإن الله تعالى عندما أباح للرجل الزيادة على الواحدة قيد ذلك بالعدل لقول الله تعالى: }إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ{([6] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn6)) ولقوله تعالى: }فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً{([7] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn7)) ويكون العدل في أمور كثيرة أذكر منها الطعام والشراب والكسوة والسكن والمبيت وقد سأل رجل
النبي r فقال: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: «أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت» حديث حسن رواه أبو داود، وقال معنى لا تقبح أي لا تقل قبحك الله. كما ثبت عن رسول الله r أنه قال: «من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة أحد شقيه ساقطًا أو مائلاً»([8] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn8)).
خامسًا: أن لا يفشى سرها وأن لا يذكر عيبًا فيها إذ هو الأمين عليها والمطالب برعايتها لقوله r: «إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها» رواه مسلم.
سادسًا: أن يأمر أهله وأولاده وسائر من في رعايته بالصلاة والمحافظة عليها لقول الله تعالى: }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا{ سورة طه من آية 132. ولقول الرسول r: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع» حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن.
سابعًا: أن يسمح لها بالخروج إذا احتاجت إليه كزيارة أهلها وأقاربها وجيرانها وكذلك إذا استأذنته بالخروج إلى صلاة الجماعة وكان خروجها شرعيًا بحيث لا تمس طيبًا ولا تخرج بزينة تفتن بها الرجال فمن السنة أن يأذن لها ولكنه ينبغي أن ينصحها بأن صلاتها في بيتها أفضل لها.
ثامنًا: على الزوج أن يتحمل أذى زوجته ويتغافل عن كثير مما يبدر منها رحمة بها وشفقة عليها وقد أمر الله تعالى بمعاشرة النساء بالمعروف كما أمر بمصاحبة الوالدين فقال تعالى في الوالدين }وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا{ سورة لقمان آية 15. وقال تعالى: }وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ{ [19 النساء].
تاسعًا: أن لا يسمح لها أن تشتري مجلات خليعة أو تقرأ القصص الفاسقة وأن لا يسمح لزوجته بالاختلاط بالنساء ذوات السمعة السيئة إذ هو الراعي المسؤول عنها والمكلف بحفظها وصيانتها لقوله تعالى: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ{([9] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn9))
ولقوله r: «الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته».
متفق عليه.
عاشرًا: على الزوج أن لا يسهر خارج المنزل إلى ساعة متأخرة من الليل لما صح عن رسول الله r أنه قال: لأبي الدرداء لما بلغ قيام الليل وصيام النهار وإهمال أهله قال له r: «إن لأهلك عليك حقًا»([10] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn10)) كذلك في الرجال من لا يحفظ حق زوجته إلا ما دام راغبًا فيها ومتعلقا ًبها فإذا كبرت أو مرضت أو افتقرت طلقها أو أعرض عنها ونسي ما كان بينهما ألم يسمع قول الله تعالى: }وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{([11] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn11)).
ثانيًا: حقوق الزوج على زوجته
وللزوج على زوجته حقوق ثابتة لقول الله تعالى: }وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ{([12] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn12)) ولقوله r: «إن لكم على نسائكم حقًا»([13] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn13)) وهذه الحقوق هي:
أولاً: طاعته في المعروف فتطيعه في غير معصية الله تعالى وبالمعروف فلا تطيعه فيما لا تقدر عليه أو يشق عليها لقوله تعالى: }فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً{([14] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn14)).
ثانيًا: صيانة عرض الزوج والمحافظة على شرفها ورعاية ماله وسائر شؤون منزله لقوله تعالى: }فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ{([15] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn15)) وقول الرسول r: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها» متفق عليه.
ثالثًا: تلزم بيت زوجها فلا تخرج منه إلا بإذنه ورضاه لقوله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ{([16] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn16)) سورة الأحزاب.
رابعًا: السفر معه إذا شاء ذلك ولم تكن قد اشترطت عليه في عقدها عدم السفر إذ سفرها معه من طاعته الواجبة عليها.
خامسًا: تسليم نفسها له متى طلبها للاستمتاع بها لقوله r: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأت فبات غضبانًا عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح» متفق عليه.
سادسًا: استئذانه في صوم التطوع إذا كان حاضرًا غير مسافر لقوله r: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» متفق عليه.
سابعًا: أن تحسن القيام على تربية أولادها منه في صبر فلا تغضب على أولادها أمامه ولا تدعوا عليهم ولا تسبهم فإن ذلك قد يؤذيه منها ولربما استجاب الله دعاءها عليهم فيكون مصابها بذلك عظيم لقوله r: «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» رواه مسلم.
ثامنًا: لا تضيعي فراغك سدى ولا تشغليه باللهو بل عليك بالقرآن وتلاوة آياته وبالأخص سورة النور لما فيها من الآداب الواجب إحاطة علم كل فتاة بها وكذلك سورة الأحزاب وبسيرة الرسول r وصحابته لقول الله تعالى: }وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا{([17] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn17)) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض آداب خروج المرأة من البيت([18] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn18))
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
الأصل للمرأة أن تجلس في البيت قال الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ{([19] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn19)).
وقال الله تعالى: }وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ{([20] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn20)) في هذه الآية الكريمة نص واضح على وجوب بحجب النساء عن الرجال وتسترهن وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة شروطًا منها:
1- الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات كما صح عن النبي r أنه قال: «أذن لكن في الخروج لحاجتكن»([21] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn21)).
2- الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم.
3- أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجهها لأن الوجه مجمع المحاسن وأن لا يكون حجابها خفيفًا ولا ضيقًا ولا قصيرًا بل يكون سميكًا وأن يكون خاليًا من الألوان المغرية والزينة الظاهرة ولا متعطرة ولا تلبس ملابس الرجال ولا غيرها مما هو خاص بهم وقد ورد في الأحاديث الصحيحة اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
4- وقال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ{([22] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn22)) وقوله تعالى: }وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ{([23] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn23)) إلى آخر الآية الكريمة.
5- وأن تغض نظرها في سيرها فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلام فلا تلين بصوتها ولا تخضع به لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض، قال تعالى: }فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا{([24] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn24)) ولقوله تعالى: }وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ{([25] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn25)).
6- ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر منها كما ثبت عن النبي r أنه قال: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية»([26] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn26)).
7- تمشي متواضعة في أدب وحياء ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت الفتنة، قال تعالى: }وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ{([27] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn27)).
8- لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة.
9- وإذا دخلت على صديقة لها تزورها فلا تضع ثيابها فقد يكون في البيت رجل يتلصص عليها أو يكون في المجلس امرأة سوء فتصفها لمن يرغب فيها ولا ريب أنه محرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية لزوجها فقد يدعو ذلك إلى الإثم كما صح عن الرسول r أنه قال: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها»([28] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn28)) أي لا تصف لزوجها ما رأت من حسن المرأة.
10- ولا تسافر المرأة سفر يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها لقول الرسول r: «لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها» وهو زوجها أو من تحرم عليه متفق عليه. وقال رجل: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال انطلق فحج مع امرأتك([29] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn29))، وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب الحرام إنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة([30] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn30))
الحمد لله العليم والصلاة والسلام على محمد r وبعد:
فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء واختلاطهن وخلوتهن بالرجال الأجانب وتغييرهن لخلق الله تعالى وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، قال الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ{([31] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn31)) نهى سبحانه في هذه الآيات نساء النبي أمهات المؤمنين وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وأمرهن أن يلزمن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنى، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، وقال عز وجل }وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ{([32] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn32)) ففي هذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وقد أوضح سبحانه أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد لهن عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة، ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء كما صح عن رسول الله r أنه قال: «لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم»([33] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn33)) وهو زوجها أو من تحرم عليه، فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى واليهود واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم، ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد وقد صح عن النبي r أنه قال: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء»([34] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn34)).
وقال: «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»([35] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn35))، فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله وامتثلوا أمر الله وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة، أيها الأخوات بهذا التبرج الذميم قد خرجت المرأة المسلمة من السنن الإسلامية والآداب الدينية وبهذا التبرج قد خسرت نفسها وأضاعت كرامتها ولوثت سمعتها وأزالت الثقة منها وأصبح حال المرأة أسوأ من حالها أيام الجاهلية فإنا لله وإنا إليه راجعون، عباد الله مالكم تركتكم بناتكم وأخواتكم وزوجاتكم يخرجن إلى الأسواق خالعات جلباب الحياء ومتزينات ومتعطرات ولابسات الملابس الضيقة الخفيفة القصيرة والتي تحدد أجزاء الجسم ورافعات العباءة إلى منتصف ظهورهن كاشفات الصدور والنحور ومبديات السيقان والنهود وغيرها وذاهبات بهذا الشكل الفاضح إلى الأفراح والأسواق ويمشي الرجل اليوم إلى جنب المرأة المتكشفة المتعرية جنبًا إلى جنب في الشوارع ويتضاحكان بلا حياء ولا خجل وتمد يدها إلى البائع بلا حياء ولا خجل وتتلكم معه، أيتها الأخوات المسلمات إنه يحرم على المرأة المسلمة اختلاطها بالرجال الذين ليسوا من محارمها وخلوتها بهم وتبرجها أمامهم وإبداء محاسنها، يا أيها المسلمون اتقوا الله في نسائكم فكيف تسمحون لنسائكم يذهبن إلى بعض أهل المعارض وغيرهم الذين يجعلون لدكاكينهم أبوابًا مسترة بالزجاج والأقمشة وتدخل الفتاة عند صاحب المعرض يخلو بها لا يراهم أحد لقد حرم الله سبحانه وتعالى هذا العمل إنه لا يجوز خلوة الرجل مع المرأة ولو كان أخا زوجها فكيف يخلو بها صاحب المعرض المستور لقد احتاط الإسلام للمرأة من الأقارب وجعل
النبي r مخالطة القريب كالموت حين قال: «إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت» رواه البخاري. والحمو هو أخو الزوج وأقاربه كابن العم ونحوه فإذا كان أقارب الزوج موتًا وهلاكًا للمرأة فكيف بالأجنبي، وكذلك التساهل في اختلاط الفتيان بالفتيات وإتاحة المجال للخلوة في البيت مع بعضهم البعض هذا مما ينشأ عنه الفساد الكثير ومتى تكشفت الفتاة في الأسواق والشوارع وصافحت ومازحت تساهلت بعرضها وتسامحت. لقد حذر الرسول r عن الخلوة فقال: «لا يخلو رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان»(* (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn36)).
كذلك حذر عليه أفضل الصلاة والتسليم من مس يد امرأة لا تحل له فقال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له»([36] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn37)) والمخيط كالإبرة.
وقال r: «ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم من نطفة وضعها رجل في فرج لا يحل له»([37] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn38)). وإن كنت أيتها المؤمنة تخافين من عقاب الله وعذابه الشديد لا تتزيني ولا تتبرجي أمام الناس ولا تلبسي الملابس الفاضحة ولا مغيرة لخلق الله ولا متشبهة بنساء الكفرة من النصارى وأشباههم.
وأما ما عليه بعض النساء اليوم من وضع المكياج والمناكير والمساحيق وتلويث أظافيرها وغير ذلك من التغير الواضح ولا أدري لماذا لم يعجبهن خلق الله تعالى ولقد قال سبحانه: }فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ{([38] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn39)) وما الداعي إلى التبديل يا معشر النساء إذا كان هذا هو التقدم فلا أهلاً ولا مرحبًا به الذي يجعل الرب غاضبًا علينا فويل لهذه المتعلمة المتجاهلة التي لا تستطيع أن تعصى هواها وتستطيع أن تعصي خالقها ومولاها وهي تسمع آيات الله تتلى عليها وتفهم أمره المؤكد بالاحتشام ثم تصر على تبرجها متكبرة كأنها لم تسمعها ألم تسمع وعيد الله لها ولأمثالها في قوله تعالى: }وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ{ سورة الجاثية الآيتان 6/7.
فهذه الظالمة لنفسها التي عرفت الحق ورأت نورًا ثم عصت الله على علم وتغافلت عن أمره على فهم تلك التي ينطبق عليها قول الله تعالى: }أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ{([39] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn40)) سورة الجاثية إلى آخر الآية فيا لهذه المتبرجة من ضالة غافلة تبيع الجنة بثمن بخس وتشتري الجحيم بثمن غالي. مهلاً أيتها الساخرات الضاحكات بالصالحات فإن تضحكن من هذا فسوف يضحكن منكن غدًا بين يدي أحكم الحاكمين. قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ{([40] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn41)) سورة المطففين إلى آخر السورة.
أيها الأب كيف أهملت تربية ابنتك الدينية ولم تفكر في سعادتها الأبدية وسعيت على تعليمها العادات والتقاليد الفاسدة وتركتها أيها الأب ترتفع في المدارس على غير هدى تتعلم ما لا ينفعها ولكن يضرها. ولقد حذر النبي r النساء من لبس الملابس الخفيفة التي تشف عما تحتها ولا تسترها عن أعين الناظرين فقد وصف صنفًا من أهل النار يوم القيامة بقوله r: «ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». رواه مسلم. معنى كأسنمة البخت: أي يكبرن رؤوسهن بنحو عصابة وغير ذلك وثبت عن النبي r أنه قال: «اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء»([41] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn42)) وذلك بسبب قلة طاعتهن لله ولرسوله ولأزواجهن وكثرة تبرجهن والتبرج هو أنه إذا أرادت الخروج لبست أفخر ملابسها وخرجت تفتن الناس بنفسها فإن هي سلمت لم يسلم الناس منها.
منقول للأفادة
[/URL]([1]) من رسالة (نصائح دينية) تأليف دخيل بن مفرج الحجيلي.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref1)([2]) سورة البقرة آية (227).
([3]) رواه الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن أبي بكر بلفظ (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) وصححه الألباني.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref3)([4]) سورة التحريم آية 6.
([5]) جزء من حديث رواه مسلم وأحمد ولفظه (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref5)([6]) سورة النحل، آية 90.
([7]) سورة النساء، آية 3.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref7)([8]) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي عن أبي هريرة.
([9]) سورة النساء آية 34.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref9)([10]) جزء من حديث أخرجه البخاري.
([11]) سورة البقرة آية 237.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref11)([12]) سورة البقرة آية 228.
([13]) رواه الترمذي وصححه.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref13)([14]) سورة النساء، آية 34.
([15]) سورة النساء، آية 34.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref15)([16]) سورة الأحزاب، آية 32.
([17]) سورة الأحزاب، آية 34.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref17)([18]) المصدر السابق.
([19]) سورة الأحزاب، آية 33.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref19)([20]) سورة الأحزاب، آية 53.
([21]) جزء من حديث أخرجه البخاري.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref21)([22]) سورة الأحزاب آية 59.
([23]) سورة النور، آية 31.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref23)([24]) سورة الأحزاب، آية 32.
([25]) سورة النور، آية 31.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref25)([26]) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
([27]) سورة النور، آية 31.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref27)([28]) رواه البخاري وأحمد والترمذي وأبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه.
([29]) رواه البخاري ومسلم.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref29)([30]) المصدر السابق.
([31]) سورة الأحزاب، أية 33.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref31)([32]) سورة الأحزاب، آية 53.
([33]) متفق عليه.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref33)([34]) رواه البخاري ومسلم.
([35]) رواه مسلم.
( (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref35)*) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه.
([36]) رواه الطبراني. وصححه الألباني.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref37)([37]) رواه ابن أبي الدنيا. وضعفه الألباني.
([38]) سورة الروم آية 30.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref39)([39]) سور الجاثية آية 23.
([40]) سورة المطففين آية 29.
[URL="http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref42"] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref41)([41]) أخرجه مسلم وأحمد والترمذي.
بعض الحقوق الزوجية([1] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn1))
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
أولاً: حقوق الزوجة على زوجها:
يجب للزوجة على زوجها حقوق كثيرة ثبتت لها بقول الله تعالى: }وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ{([2] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn2)) ولقوله r: «إن لكم على نسائكم حقًا ولنسائكم عليكم حقًا». رواه الترمذي وصححه ومن هذه الحقوق:
أولاً: نفقتها من طعام وشراب وكسوة وسكن بالمعروف وأن يكون ذلك حلالاً لا إثم فيه ولا شبهة فلا يجوز أن يهدم دينه ويهلك نفسه بالإنفاق عليها من المال الخبيث والكسب الحرام كما ثبت عن رسول الله r أنه قال كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به([3] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn3)) فعلى الزوج أن يطعم نفسه وأهله وأولاده حلالاً حتى يؤجر على ذلك لقول الرسول r «إذا أنفق الرجل على أهله نفقه يحتسبها فهي له صدقة». متفق عليه ومعنى يحتسبها أي يقصد بها وجه الله والتقرب إليه وهذا هو أهم ما يجب على الزوج.
ثانيًا: أن يعلمها الضروري من أمور دينها إن كانت لا تعلم ذلك أو يأذن لها أن تحضر مجالس العلم لتتعلم ذلك ويحرم عليه منعها إلا أن يسأل هو ويخبرها لقول الله تعالى في سورة التحريم: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا{([4] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn4)) ولقوله r: «ألا واستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان (أي أسيرات) عندكم» متفق عليه.
ثالثًا: أن يلزمها بتعاليم الإسلام وآدابه فيمنعها أن تتبرج ويحول بينها وبين الاختلاط بغير محارمها من الرجال ويأمرها بإطالة ملابسها إن كانت قصيرة ويأمرها بتوسيعها إن كانت ضيقة ويبين لها ما قال الرسول r صنفان من أهل النار لم أرهما كذا وكذا([5] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn5)).
رابعًا: العدل فيجب على الزوج أن يعدل بين أزواجه فإن الله تعالى عندما أباح للرجل الزيادة على الواحدة قيد ذلك بالعدل لقول الله تعالى: }إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ{([6] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn6)) ولقوله تعالى: }فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً{([7] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn7)) ويكون العدل في أمور كثيرة أذكر منها الطعام والشراب والكسوة والسكن والمبيت وقد سأل رجل
النبي r فقال: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: «أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت» حديث حسن رواه أبو داود، وقال معنى لا تقبح أي لا تقل قبحك الله. كما ثبت عن رسول الله r أنه قال: «من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة أحد شقيه ساقطًا أو مائلاً»([8] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn8)).
خامسًا: أن لا يفشى سرها وأن لا يذكر عيبًا فيها إذ هو الأمين عليها والمطالب برعايتها لقوله r: «إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها» رواه مسلم.
سادسًا: أن يأمر أهله وأولاده وسائر من في رعايته بالصلاة والمحافظة عليها لقول الله تعالى: }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا{ سورة طه من آية 132. ولقول الرسول r: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع» حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن.
سابعًا: أن يسمح لها بالخروج إذا احتاجت إليه كزيارة أهلها وأقاربها وجيرانها وكذلك إذا استأذنته بالخروج إلى صلاة الجماعة وكان خروجها شرعيًا بحيث لا تمس طيبًا ولا تخرج بزينة تفتن بها الرجال فمن السنة أن يأذن لها ولكنه ينبغي أن ينصحها بأن صلاتها في بيتها أفضل لها.
ثامنًا: على الزوج أن يتحمل أذى زوجته ويتغافل عن كثير مما يبدر منها رحمة بها وشفقة عليها وقد أمر الله تعالى بمعاشرة النساء بالمعروف كما أمر بمصاحبة الوالدين فقال تعالى في الوالدين }وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا{ سورة لقمان آية 15. وقال تعالى: }وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ{ [19 النساء].
تاسعًا: أن لا يسمح لها أن تشتري مجلات خليعة أو تقرأ القصص الفاسقة وأن لا يسمح لزوجته بالاختلاط بالنساء ذوات السمعة السيئة إذ هو الراعي المسؤول عنها والمكلف بحفظها وصيانتها لقوله تعالى: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ{([9] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn9))
ولقوله r: «الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته».
متفق عليه.
عاشرًا: على الزوج أن لا يسهر خارج المنزل إلى ساعة متأخرة من الليل لما صح عن رسول الله r أنه قال: لأبي الدرداء لما بلغ قيام الليل وصيام النهار وإهمال أهله قال له r: «إن لأهلك عليك حقًا»([10] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn10)) كذلك في الرجال من لا يحفظ حق زوجته إلا ما دام راغبًا فيها ومتعلقا ًبها فإذا كبرت أو مرضت أو افتقرت طلقها أو أعرض عنها ونسي ما كان بينهما ألم يسمع قول الله تعالى: }وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{([11] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn11)).
ثانيًا: حقوق الزوج على زوجته
وللزوج على زوجته حقوق ثابتة لقول الله تعالى: }وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ{([12] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn12)) ولقوله r: «إن لكم على نسائكم حقًا»([13] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn13)) وهذه الحقوق هي:
أولاً: طاعته في المعروف فتطيعه في غير معصية الله تعالى وبالمعروف فلا تطيعه فيما لا تقدر عليه أو يشق عليها لقوله تعالى: }فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً{([14] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn14)).
ثانيًا: صيانة عرض الزوج والمحافظة على شرفها ورعاية ماله وسائر شؤون منزله لقوله تعالى: }فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ{([15] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn15)) وقول الرسول r: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها» متفق عليه.
ثالثًا: تلزم بيت زوجها فلا تخرج منه إلا بإذنه ورضاه لقوله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ{([16] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn16)) سورة الأحزاب.
رابعًا: السفر معه إذا شاء ذلك ولم تكن قد اشترطت عليه في عقدها عدم السفر إذ سفرها معه من طاعته الواجبة عليها.
خامسًا: تسليم نفسها له متى طلبها للاستمتاع بها لقوله r: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأت فبات غضبانًا عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح» متفق عليه.
سادسًا: استئذانه في صوم التطوع إذا كان حاضرًا غير مسافر لقوله r: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» متفق عليه.
سابعًا: أن تحسن القيام على تربية أولادها منه في صبر فلا تغضب على أولادها أمامه ولا تدعوا عليهم ولا تسبهم فإن ذلك قد يؤذيه منها ولربما استجاب الله دعاءها عليهم فيكون مصابها بذلك عظيم لقوله r: «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» رواه مسلم.
ثامنًا: لا تضيعي فراغك سدى ولا تشغليه باللهو بل عليك بالقرآن وتلاوة آياته وبالأخص سورة النور لما فيها من الآداب الواجب إحاطة علم كل فتاة بها وكذلك سورة الأحزاب وبسيرة الرسول r وصحابته لقول الله تعالى: }وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا{([17] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn17)) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض آداب خروج المرأة من البيت([18] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn18))
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
الأصل للمرأة أن تجلس في البيت قال الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ{([19] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn19)).
وقال الله تعالى: }وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ{([20] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn20)) في هذه الآية الكريمة نص واضح على وجوب بحجب النساء عن الرجال وتسترهن وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة شروطًا منها:
1- الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات كما صح عن النبي r أنه قال: «أذن لكن في الخروج لحاجتكن»([21] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn21)).
2- الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم.
3- أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجهها لأن الوجه مجمع المحاسن وأن لا يكون حجابها خفيفًا ولا ضيقًا ولا قصيرًا بل يكون سميكًا وأن يكون خاليًا من الألوان المغرية والزينة الظاهرة ولا متعطرة ولا تلبس ملابس الرجال ولا غيرها مما هو خاص بهم وقد ورد في الأحاديث الصحيحة اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
4- وقال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ{([22] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn22)) وقوله تعالى: }وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ{([23] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn23)) إلى آخر الآية الكريمة.
5- وأن تغض نظرها في سيرها فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلام فلا تلين بصوتها ولا تخضع به لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض، قال تعالى: }فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا{([24] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn24)) ولقوله تعالى: }وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ{([25] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn25)).
6- ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر منها كما ثبت عن النبي r أنه قال: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية»([26] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn26)).
7- تمشي متواضعة في أدب وحياء ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت الفتنة، قال تعالى: }وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ{([27] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn27)).
8- لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة.
9- وإذا دخلت على صديقة لها تزورها فلا تضع ثيابها فقد يكون في البيت رجل يتلصص عليها أو يكون في المجلس امرأة سوء فتصفها لمن يرغب فيها ولا ريب أنه محرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية لزوجها فقد يدعو ذلك إلى الإثم كما صح عن الرسول r أنه قال: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها»([28] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn28)) أي لا تصف لزوجها ما رأت من حسن المرأة.
10- ولا تسافر المرأة سفر يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها لقول الرسول r: «لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها» وهو زوجها أو من تحرم عليه متفق عليه. وقال رجل: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال انطلق فحج مع امرأتك([29] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn29))، وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب الحرام إنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما ينبغي أن يحذره المسلم والمسلمة([30] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn30))
الحمد لله العليم والصلاة والسلام على محمد r وبعد:
فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء واختلاطهن وخلوتهن بالرجال الأجانب وتغييرهن لخلق الله تعالى وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءها ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، قال الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ{([31] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn31)) نهى سبحانه في هذه الآيات نساء النبي أمهات المؤمنين وهن من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال وأمرهن أن يلزمن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنى، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، وقال عز وجل }وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ{([32] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn32)) ففي هذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وقد أوضح سبحانه أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد لهن عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة، ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء كما صح عن رسول الله r أنه قال: «لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم»([33] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn33)) وهو زوجها أو من تحرم عليه، فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي نسائكم وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى واليهود واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم، ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد وقد صح عن النبي r أنه قال: «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء»([34] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn34)).
وقال: «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»([35] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn35))، فيا معشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله وامتثلوا أمر الله وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة، أيها الأخوات بهذا التبرج الذميم قد خرجت المرأة المسلمة من السنن الإسلامية والآداب الدينية وبهذا التبرج قد خسرت نفسها وأضاعت كرامتها ولوثت سمعتها وأزالت الثقة منها وأصبح حال المرأة أسوأ من حالها أيام الجاهلية فإنا لله وإنا إليه راجعون، عباد الله مالكم تركتكم بناتكم وأخواتكم وزوجاتكم يخرجن إلى الأسواق خالعات جلباب الحياء ومتزينات ومتعطرات ولابسات الملابس الضيقة الخفيفة القصيرة والتي تحدد أجزاء الجسم ورافعات العباءة إلى منتصف ظهورهن كاشفات الصدور والنحور ومبديات السيقان والنهود وغيرها وذاهبات بهذا الشكل الفاضح إلى الأفراح والأسواق ويمشي الرجل اليوم إلى جنب المرأة المتكشفة المتعرية جنبًا إلى جنب في الشوارع ويتضاحكان بلا حياء ولا خجل وتمد يدها إلى البائع بلا حياء ولا خجل وتتلكم معه، أيتها الأخوات المسلمات إنه يحرم على المرأة المسلمة اختلاطها بالرجال الذين ليسوا من محارمها وخلوتها بهم وتبرجها أمامهم وإبداء محاسنها، يا أيها المسلمون اتقوا الله في نسائكم فكيف تسمحون لنسائكم يذهبن إلى بعض أهل المعارض وغيرهم الذين يجعلون لدكاكينهم أبوابًا مسترة بالزجاج والأقمشة وتدخل الفتاة عند صاحب المعرض يخلو بها لا يراهم أحد لقد حرم الله سبحانه وتعالى هذا العمل إنه لا يجوز خلوة الرجل مع المرأة ولو كان أخا زوجها فكيف يخلو بها صاحب المعرض المستور لقد احتاط الإسلام للمرأة من الأقارب وجعل
النبي r مخالطة القريب كالموت حين قال: «إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت» رواه البخاري. والحمو هو أخو الزوج وأقاربه كابن العم ونحوه فإذا كان أقارب الزوج موتًا وهلاكًا للمرأة فكيف بالأجنبي، وكذلك التساهل في اختلاط الفتيان بالفتيات وإتاحة المجال للخلوة في البيت مع بعضهم البعض هذا مما ينشأ عنه الفساد الكثير ومتى تكشفت الفتاة في الأسواق والشوارع وصافحت ومازحت تساهلت بعرضها وتسامحت. لقد حذر الرسول r عن الخلوة فقال: «لا يخلو رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان»(* (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn36)).
كذلك حذر عليه أفضل الصلاة والتسليم من مس يد امرأة لا تحل له فقال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له»([36] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn37)) والمخيط كالإبرة.
وقال r: «ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم من نطفة وضعها رجل في فرج لا يحل له»([37] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn38)). وإن كنت أيتها المؤمنة تخافين من عقاب الله وعذابه الشديد لا تتزيني ولا تتبرجي أمام الناس ولا تلبسي الملابس الفاضحة ولا مغيرة لخلق الله ولا متشبهة بنساء الكفرة من النصارى وأشباههم.
وأما ما عليه بعض النساء اليوم من وضع المكياج والمناكير والمساحيق وتلويث أظافيرها وغير ذلك من التغير الواضح ولا أدري لماذا لم يعجبهن خلق الله تعالى ولقد قال سبحانه: }فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ{([38] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn39)) وما الداعي إلى التبديل يا معشر النساء إذا كان هذا هو التقدم فلا أهلاً ولا مرحبًا به الذي يجعل الرب غاضبًا علينا فويل لهذه المتعلمة المتجاهلة التي لا تستطيع أن تعصى هواها وتستطيع أن تعصي خالقها ومولاها وهي تسمع آيات الله تتلى عليها وتفهم أمره المؤكد بالاحتشام ثم تصر على تبرجها متكبرة كأنها لم تسمعها ألم تسمع وعيد الله لها ولأمثالها في قوله تعالى: }وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ{ سورة الجاثية الآيتان 6/7.
فهذه الظالمة لنفسها التي عرفت الحق ورأت نورًا ثم عصت الله على علم وتغافلت عن أمره على فهم تلك التي ينطبق عليها قول الله تعالى: }أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ{([39] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn40)) سورة الجاثية إلى آخر الآية فيا لهذه المتبرجة من ضالة غافلة تبيع الجنة بثمن بخس وتشتري الجحيم بثمن غالي. مهلاً أيتها الساخرات الضاحكات بالصالحات فإن تضحكن من هذا فسوف يضحكن منكن غدًا بين يدي أحكم الحاكمين. قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ{([40] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn41)) سورة المطففين إلى آخر السورة.
أيها الأب كيف أهملت تربية ابنتك الدينية ولم تفكر في سعادتها الأبدية وسعيت على تعليمها العادات والتقاليد الفاسدة وتركتها أيها الأب ترتفع في المدارس على غير هدى تتعلم ما لا ينفعها ولكن يضرها. ولقد حذر النبي r النساء من لبس الملابس الخفيفة التي تشف عما تحتها ولا تسترها عن أعين الناظرين فقد وصف صنفًا من أهل النار يوم القيامة بقوله r: «ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا». رواه مسلم. معنى كأسنمة البخت: أي يكبرن رؤوسهن بنحو عصابة وغير ذلك وثبت عن النبي r أنه قال: «اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء»([41] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftn42)) وذلك بسبب قلة طاعتهن لله ولرسوله ولأزواجهن وكثرة تبرجهن والتبرج هو أنه إذا أرادت الخروج لبست أفخر ملابسها وخرجت تفتن الناس بنفسها فإن هي سلمت لم يسلم الناس منها.
منقول للأفادة
[/URL]([1]) من رسالة (نصائح دينية) تأليف دخيل بن مفرج الحجيلي.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref1)([2]) سورة البقرة آية (227).
([3]) رواه الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن أبي بكر بلفظ (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) وصححه الألباني.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref3)([4]) سورة التحريم آية 6.
([5]) جزء من حديث رواه مسلم وأحمد ولفظه (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref5)([6]) سورة النحل، آية 90.
([7]) سورة النساء، آية 3.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref7)([8]) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والنسائي عن أبي هريرة.
([9]) سورة النساء آية 34.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref9)([10]) جزء من حديث أخرجه البخاري.
([11]) سورة البقرة آية 237.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref11)([12]) سورة البقرة آية 228.
([13]) رواه الترمذي وصححه.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref13)([14]) سورة النساء، آية 34.
([15]) سورة النساء، آية 34.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref15)([16]) سورة الأحزاب، آية 32.
([17]) سورة الأحزاب، آية 34.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref17)([18]) المصدر السابق.
([19]) سورة الأحزاب، آية 33.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref19)([20]) سورة الأحزاب، آية 53.
([21]) جزء من حديث أخرجه البخاري.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref21)([22]) سورة الأحزاب آية 59.
([23]) سورة النور، آية 31.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref23)([24]) سورة الأحزاب، آية 32.
([25]) سورة النور، آية 31.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref25)([26]) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
([27]) سورة النور، آية 31.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref27)([28]) رواه البخاري وأحمد والترمذي وأبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه.
([29]) رواه البخاري ومسلم.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref29)([30]) المصدر السابق.
([31]) سورة الأحزاب، أية 33.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref31)([32]) سورة الأحزاب، آية 53.
([33]) متفق عليه.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref33)([34]) رواه البخاري ومسلم.
([35]) رواه مسلم.
( (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref35)*) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه.
([36]) رواه الطبراني. وصححه الألباني.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref37)([37]) رواه ابن أبي الدنيا. وضعفه الألباني.
([38]) سورة الروم آية 30.
(http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref39)([39]) سور الجاثية آية 23.
([40]) سورة المطففين آية 29.
[URL="http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref42"] (http://www.thanwya.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=32#_ftnref41)([41]) أخرجه مسلم وأحمد والترمذي.