محمد أسامة مبروك
25-07-2010, 07:37 PM
آخر الزمان منفرات ومبشرات
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد: ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة تتحدث عن آخر الزمان، وهذه الأحاديث تعطي تصوراً صحيحاً للمسلم لما سيحصل في المستقبل من خلال النصوص الشرعية. والمقصود بآخر الزمان هو آخر زمان الدنيا الذي يكون بين يدي الساعة، ولعل أوله بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)).
أيها المسلمون: سيظهر في آخر الزمان مساوئ نطق بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، محذراً أمته أن يقعوا في شيء من ذلك نسأل الله تعالى أن يعصمنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. عن أبي موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بين يدي الساعة أياماً ينـزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهَرْج)) [رواه البخاري] والهَرْج القتل.
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويُشْرَب الخمرُ، ويذهب الرجال وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد)) [رواه مسلم]. وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف)) [أخرجه البخاري] معلقاً.
فهذه الأحاديث معاشر الأحبة وما في معناها تدل على حصول بعض المساوئ التي تكون في آخر الزمان، ويرتبط بعضها ببعض من: فُشُوُّ الجهل، وقلة العلم، وقد بدأ النقص في العلم من بعد أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، وانتقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه - عز وجل -، ولا يزال ينقص إلى أن يُرفع بالكلية، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها)). وقد ظهر هذا النقص في هذا الزمن بصورة واضحة جداً حتى صار أكثر الناس يجهلون المعلوم من الدين بالضرورة، ومن تأمل النصوص ونظر في الواقع أدرك أن هذا النقص إنما هو نتيجة حتمية لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها موت العلماء، وقد فقدت الأمة أكبر علمائها العاملين، وأبرز دعاتها المشهورين في فترة قصيرة، ومن حكمة الله تعالى أن تعاقب موتهم، فقدنا الأول ثم فقدنا الثاني ثم فقدنا الثالث، فإنا لله وإنا إليه راجعون، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) [رواه مسلم].
ومن أسباب النقص أيضاً: عدم الإخلاص في طلب العلم، ويدل على ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اتُخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً...)) وفيه ((وتعلم العلم لغير الدين))، وقد حصل هذا عندما رُبط العلم الشرعي بالمال في كثير من البلاد، ورُبط العلم بالمناصب الرسمية، وأصبح الناس يطلقون على هذا بأنه عالم بحسب منصبه الرسمي، ولا تعرف ذاك ولا تستفتيه؛ لأنه ليس لديه منصب رسمي، فنَـزع الله من الأول الخشية والبركة والنفع والعمل إلا ما شاء الله، فمات العلم في القلوب، فهو لا يتجاوز التراقي والحناجر، فكما شهد هذا الزمن موت كثير من العلماء الربانيين الذين كانوا منارات يُهتدى بها من ظلمات الشهوات والشبهات، فقد شهد الرؤوس الجهال الذين يتجرؤون على الفتوى بغير علم والله المستعان.
وهناك الحرب ضد تعلم الدين، وسياسة تجهيل الشعوب بالإسلام تحت ستار مكافحة الإرهاب، ومن مظاهر ذلك تغيير المناهج، وتقليص مواد الدين في كثير من البلاد، وقفل المعاهد والمدارس الشرعية، ومضايقة أهل السنة ودعم أهل البدعة، ونحو ذلك مما يساهم في إبعاد الناس عن العلم الشرعي، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((سَيَلي أموركم بعدي رجال يُطفئون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فقلت: يا رسول الله! إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال: تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل؟! لا طاعة لمن عصى الله)). [حديث صحيح].
أيها المسلمون: ومن صور السوء في آخر الزمان فشو الزنى وكثرته حتى أصبحت تجارة البغاء تشكِّل ربحاً هائلاً ومورداً ضخماً من موارد المال في بعض البلاد التي أهلها مسلمون؛ وقد هيأ المجرمون وسائله ودواعيه حتى أصبح أسهل مما يتصور، ولا يزال يزداد ويكثر حتى تموت الغيرة في النفوس، وتسقط آخر مرتبة من مراتب الإنكار، فيُقارف الزنى علانية على قارعة الطريق، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفـسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها خلف هذا الحائط)).
ومن مظاهر السوء أيضاً: ظهور الأغاني والمعازف، فقد وقعت هذه العلامة في العصور السابقة، وهي الآن أشد انتشاراً وتنوعاً، وقد استهان بحرمتها كثير من الناس، بل ممن ينتسبون إلى أهل العلم نسأل الله السلامة، وبات التهديد بالمسخ والقذف والخسف قريباً، ما دامت الأمة لاهية تستحل ما حرَّم الله عليها من تعاطي أسباب الفسق والفجور، وقد ازداد هذا البلاء حتى تجاوز مرحلة السماع والاستمتاع إلى التقنين والتقعيد، والتخطيط والتنظيم، وجلب الخبراء، وفتح المعاهد، وصياغة المناهج، حتى أصبحت فناً يدرَّس وعملاً يمارس، فأي ظهور بعد هذا الظهور؟. ومثله انتشار الخمر في بلدان المسلمين وكثرة شربها وتداولها بين الناس، وحمايتها بالقوانين والأنظمة، حتى أصبحت أمراً مألوفاً يقدم مع الطعام، ويوزع في الفنادق، وهو نديم المسافر في رحلاته، ورفيق الضال في سهراته وخلواته، وتُلحق به المخدرات بجميع أنواعها التي ابتليت بها البشرية فأصبحت شبحاً يهدد أمن الدول وحياة الأفراد.
ومن أبشع صور الشر والفساد في آخر الزمان ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الاستخفاف بالدم وكثرة القتل قال - صلى الله عليه وسلم - في ما صح عنه: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستاً...)) وذكر منها: ((واستخفافاً بالدم)) وقد استُخِفّ اليوم بدم البشرية عندما تمكن المجرمون من قيادة الأمم، حيث أشعلوا الحروب الطاحنة في كل مكان بلا سبب ولا مبرر، واستخدموا أبشع الأسلحة المحرمة دولياً، واستُنـزفت خيرات وأموال دول وشعوب في هذه الحروب، كان بالإمكان أن تحل أزمات ومشاكل عشرات الدول والشعوب لو كان الساسة عقلاء، وقبل وبعد هذا يزعمون أنهم دعاة سلام.
نسأل الله - جل وتعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا)) [رواه مسلم].
إن المبادرة بالأعمال الصالحة هي التي تكون حصناً قوياً من الفتن العظيمة المظلمة التي تكون بين يدي الساعة، ومنها الفتنة في الدين حيث يضعف التمسك به ويعز الثبات عليه لدرجة أن العبد يتقلب بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر في اليوم الواحد، حتى إنه يصبح مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)). والمراد من الحديث بيان فساد آخر الزمان، حيث تختل المقاييس وتتقلب الموازين، فيتصدر الأمة من ليس لذلك بأهل، ويتزعم القبيلة أفسقُهم، ويسود القوم أرذلهُم، كما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اتُّخذ الفيء دولاً والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً...)) وفيه: ((وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرم الرجل مخافة شره)). ومن تأمل الواقع وأمعن في النصوص رأى سفينة الأمة تمخر عباب بحر متلاطم من الفتن والبلاء، يقودها الرجل التافه بمجموعة كاملة من الفسقة والمجرمين.
أيها المسلمون: إن ضعف المسلمين في كثير من المجالات، وبُعْدهم عن مراكز التأثير ومواقع القيادة، مكّن أعداء الإسلام من السيطرة التامة فأصبحوا قادة العالم وصنّاع القرار، يضعون من يشاءون في المكان الذي يشاءون، فيضمنون بذلك بقاء السيادة في أيديهم، وقد أخبر بذلك - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح مرفوعاً: ((ليأتين عليكم أمراء يقرِّبون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكوننّ عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً)).
ومن المظاهر المؤلمة ونحن في أواخر الزمان تداعي الأمم على الأمة الإسلامية، ونهب خيراتها، والعبث بعقول أبنائها، كما في حديث ثوبان - رضي الله عنه - عند الإمام أحمد وغيره قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينـزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)). وفي هذا الحديث إشارة إلى السر الحقيقي في ضعف المسلمين وتداعي الأمم عليها، وهو حب الدنيا وكراهية الموت، وقد تعلقت القلوب في هذا الزمن بالمال حتى عُبد الدينار والدرهم، وتَعَامل الناس بالربا، وانهَمَك الكثيرون بالحرث والزرع، وأَوغَلَ الناس في الترف، ونُسي الجهاد في سبيل الله، فتداعت علينا الأمم، ووقع الذل الذي لا يُرفع إلا بالعودة إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، ولن يكون ذلك إلا إذا تعلقت القلوب بالله تعالى وحده، وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الواقع، كما في حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)).
وقد عانت الأمة من ذل الاستعمار المفروض بالنار والحديد ردحاً من الزمن، وهي اليوم تعاني أشكالاً جديدة منه، بسبب ما خلفه الكفار في الأمة من ثقافاتهم وعاداتهم وقوانينهم التي تمارس من قِبل الأمة الغثائية بطيب نفس، أو تفرض عليهم فلا خيار لهم، والله المستعان.
فنسأل الله - جل وتعالى - أن يعجل بفرج أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فرجاً عاجلاً غير آجل...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه...
أما بعد: ورغم كثرة المساوئ التي تقع في آخر الزمان، فإن هناك فضائل ومبشرات كثيرة تفتح باب الأمل للمسلم، وتزيد في يقينه وثقته بنصر الله تعالى، وقد جاءت تلك المبشرات في كثير من النصوص النبوية، من ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى))، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [(33) سورة التوبة] أن ذلك تاماً! قال: ((إنه سيكون من ذلك ما شاء الله)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر)).
إنها بشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن الأمة ستعود إلى دينها بإذن الله تعالى، وسيدخل هذا الدين الحواضر والبوادي، وسيظـهر هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك يوم تكون الأمة أهلاً لذلك، تعمل للدين وتضحي من أجله.
ثم إن هناك نصوصاً كثيرة تبشر بعودة الجهاد في هذه الأمة في آخر الزمان، وهذا من أعظم المبشرات، من ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عندما سئل: أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية؟ وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مدينة هرقل تفتح أولاً)). يعني القسطنطينية، ومثله ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى ينـزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج لهم جيش من المدينة)) [رواه مسلم].
ومثله حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رســول الله. قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق)) [رواه مسلم].
وأيضاً حديث أبو هريرة - رضي الله عنه - المشهور قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه شجر اليهود)) [رواه مسلم].
فهذه النصوص الكثيرة تبشر بعودة الجهاد في سبيل الله، وكثرة الفتوحات، وتطهير الأرض من نجاسة اليهود والنصارى وخبثهم، ولعل ما نراه اليوم من جهاد في مناطق عدة يكون بارقة أمل، وبوابة إلى جهاد أعظم يؤذِن بنصر قريب وفرج عاجل إن شاء الله.
ومن المبشرات: ما رواه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت" ففي هذا الحديث بشارة عظيمة بوقوع خلافة راشدة على منهاج النبوة، تكون بعد الملك الجبري.
ومن أعظم المبشرات: ما رواه عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((تقوم الساعة والروم أكثر الناس)) يقول راو الحديث فقلت: أبصر ما تقول! قال: أقول ما سمعت من رسول الله. قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك" [رواه مسلم].
استنبط العلماء رحمهم الله تعالى من هذا الحديث أن الروم يسلمون في آخر الزمان، وذلك من المبشرات ولا شك؛ لأن هذه الصفات قلما توجد إلا في أصحاب الإيمان الصادق، ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده! لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء)) يعني فارس والروم.
ومن المبشرات: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة" [رواه مسلم]. إن صِـدْقُ الرؤيا من المبشرات في آخر الزمان كما في هذا الحديث، لكن بشرط الإيمان وصدق الحديث، ومن عظيم شأنها أنها جزء من النبوة، فهي دعوة للإيمان الصادق وصدق الحديث.
ومن المبشرات: ظهور المهدي في آخر الزمان، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تذهب الدنيا حتى يملك العربَ رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)) فهذا الحديث من المبشرات بالمهدي حيث تواترت النصوص بخروجه وصفاته ومدة حكمه، وأنه من مبشرات آخر الزمان.
ومن أعظم المبشرات: نزول عيسى بن مريم - عليه السلام - كما صح الخبر بذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: ((فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنـزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتُنـزع حُمة كُل ذاتِ حُمة، حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتضرب الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بدريهمات)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((طوبى لعيش بعد المسيح! يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاحَّ ولا تحاسد ولا تباغض)).
اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين.. اللهم أحينا إذا كانت الحياة خير لنا .
عذاب يوم الظلة
سيدنا شعيب عليه السلام
ذكره في القرآن :
ورد ذكر شعيب عليه السلام في القرآن عشر مرات ، وفي مواطن متفرقة من سورة الأعراف ، وهود ، والشعراء ، والعنكبوت ، وقد أرسله الله إلى مدين ، ويعرفون أيضا بـ (أصحاب الأيكة) لقوله تعالى : (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقّون ؟) ويرى بعض المفسرين أن (أصحاب الأيكة ) قوم آخرون غير أهل مدين ، أرسله الله إليهم بعد هلاك مدين فكذبوه فأخذهم عذاب (يوم الظلة) والصحيح أن أهل مدين هم أنفسهم أصحاب الأيكة ، لأن سورة الشعراء وضحت انهم كانوا يطففون المكيال والميزان ، وهذا وصف أهل مدين ، وسمّوا بأصحاب الأيكة لأن الأيكة هي الغوطة التي يكثر فيها الشجر ، وقد كانوا يجمعون بين التجارة والزراعة ،و أراضيهم كانت كثيرة الأشجار ، وافرة الثمار ، وفيها الحدائق والبساتين الغناء فلذلك سموا بأصحاب الأيكة .
نسبه عليه السلام :
هو (شعيب بن سيكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والتسليم ) وأمّه بنت لوط عليه السلام وقد كانت بعثته بعد (لوط) لقوله تعالى في قصة قومه (وما قوم لوط منكم ببعيد ) وقبل رسالة موسى لأن الله تعالى لمّا ذكر نوحا ثم هودا ثم صالحا ثم لوطا ثم شعيبا أعقب ذلك بقوله (ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه) فدلّ على أنّ (شعيبا) كان من قبل زمن موسى وهرون عليهما السلام . وقد اخطأ بعض المؤرخين فظنّ أن (شعيبا) كان زمنه بعد موسى بعدة قرون ، وهذا ينافي النص السابق ، وقد التبس الأمر عليهم بين (شعيب) وبين (شعيا) أحد الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم فطنوا أن (شعيا) هو شعيب ومن هنا جاء الخطأ كما نبّه عليه بعض المحققين من العلماء .
أين كانت مساكن أهل مدين ؟
كان أهل مدين قوما عربا يسكنون بلاد الحجاز ، مما يلي جهة الشام ، قريبا من (خليج العقبة) من الجهة الشمالية منه ، ويقول (الطبري) أن بين مصر وارض مدين ثماني ليال ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن (معان) وهي جنوب فلسطين . وأهل (مدين) ينسبون إلى أحد أولاد إبراهيم وهو (مدين ابن إبراهيم) وفي التوراة يسمى (مديان) وإنما سميت هذه القبيلة باسم (مدين) نسبة إليه حيث عاش بينهم وصاهرهم فصار له فيهم رهط و أسرة فسمّوا أهل مدين .
دعوة شعيب لقومه :
كان أهل مدين أهل تجارة وزراعة ، وكانوا أصحاب رفاهية ونعيم ، وقد كانوا على دينهم الذي ورثوه عن إبراهيم ، ولكنه لم يطل بهم العهد حتى غيّروا وبدلوا وكفروا بالله ، وانحرفوا عن الصراط المستقيم ، وقد فشت فيهم منكرات عديدة ، منها (التطفيف) في المكاييل والموازين ، فكانوا يبخسون الناس أشياءهم ، ويفسدون في الأرض ولا يصلحون .
وقد بعث الله إليهم (شعيبا) عليه السلام فدعاهم إلى توحيد الله وذكّرهم بعذابه ، ونهاهم عن تطفيف المكيال والميزان و أمرهم بالإصلاح وعدم الإفساد فآمن به قليل وكذّبه الأكثر ون ، وقد كان هؤلاء المكذّبون على غاية من الضلال والجحود ، يقعدون على الطرق يرصدون الناس الذين يأتون إلى شعيب ليصدوهم عن الدين ، ويمنعونهم عن الإيمان به ، وتوعدون من اتبعه بأنواع من التهديد والوعيد كما قال القرآن على لسان شعيب عليه السلام ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ) ولما ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة جاهر وه في العداء ، وادعوا أنهم لا يفقهون كلامه ، ولا يعرفون غرضه وتوعدوه بأنه لولا أن له أنصارا لقتلوه ثم هدّدوه وتوعدوه بالإخراج والطرد من القرية ، هو والذين آمنوا معه إلا أن يعودوا في ملتهم ، ويدخلون في دين قومهم .
العبرة من قصة شعيب :
العجب من هؤلاء القوم ، يأتيهم نبيهم الكريم بدعوة إنسانية كريمة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فيقولون له : ( ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ..) مع أن دعوته في غاية الظهور والبيان ، ويدعوهم إلى ترك عبادة غير الله فيتوعدونه بالطرد من القرية ، وإخراجه هو ومن آمن معه ، ويأمرهم بترك ذلك المنكر القبيح (تطفيف المكيال والميزان ) فيجيبونه باسخف جواب وأتفه كلام ، ساخرين منه ، متهكمين عليه في صلاته وعبادته .
عجب والله أن يهزأ الجاهل من العالم ، وأن يسخر المجنون من العاقل ، وان يصبح السفيه صاحب حجة وبيان يريد أن يظهر بها على خصمه الذي يدعوه إلى الفضيلة والطهر والعفاف ؟ متى كانت الاستفادة تعدّ نقصا ؟ ومتى كانت الفضيلة تعتبر عيبا يلام عليه الإنسان ؟ ولكنه منطق البغي والعدوان كما قال قوم لوط لنبيهم واتباعه من المؤمنين ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ..) كذلك كان موقف أهل مدين من شعيب عليه السلام (وقال الملأ الذّين كفروا من قومه لئن اتبعتهم شعيبا إنكم إذا لخاسرون )
هلاك قوم مدين :
ولقد كان من شدة حماقتهم أن يطلبوا إلى (شعيب) أن يسقط عليهم كسفا (قطعا) من السماء ، إن كان من الصادقين في دعوته ، فأخذهم عذاب (يوم الظّلة) بأن سلط الله عليهم الحر سبع أيام حتى غلت مياههم ، ثم ساق إليهم غمامة فاجتمعوا تحتها للاستظلال فرارا من شدة الحر . فلما تكامل عددهم في ظلها تزلزلت بهم الأرض ، وجاءتهم الصيحة وأمطرت عليهم السماء نارا فاحترقوا وصدق الله حيث يقول (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة إنه كان عذاب يوم عظيم ..) .
وقد عاش شعيب بعد هلاك قومه مدة من الزمن إلى أن توفاه الله تعالى ، وذلك في الفترة الواقعة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليه الصلاة والسلام ، ويغلب على الظن أن أحداث إهلاك قومه كانت بعد انتقال بني إسرائيل إلى مصر والله تعالى أعلم .
إلى القابضين على الجمر
اللهم احفظ الشباب والشابات من الفتن الطاحنات
فتن الشبهات والشهوات
http://www.sharemation.com/farzanehk/PE-259-0210.jpg
أولا : التصرفات والأفعال
ا - التماس عون الله عز وجل لك وذلك :
* بالطهارة الدائمة من الجنابة وإتقان الوضوء.
* بأداء الصلوات الخمس في المساجد ولا سيما الفجر والعصر.
* بأداء النوافل قدر المستطاع .
* بالدعاء والخضوع الدائم لله عز وجل.
* بالاستغفار الدائم في حالة وقوع المعصية وعدم اليأس من رحمته تعالى .
* بالإكثار من صلاة وصوم التطوع فهما خير معين على مقاومة الشهوات.
2- توفير سبل مرافقة الملائكة وذلك ...
* بإبعاد الصور والمجسمات من الغرفة والسيارة وأماكن التواجد.
* بعدم الانغماس في اللهو من غناء ورقص وأفلام وتدخين ومسكرات.
* بعدم التعرّي أو شبه التعرّي عند الانفراد في الغرفة ولا سيما للإناث.
* بطرد الشياطين من أماكن وجودهم بالأذكار الشرعية.
* بالتواجد في بيئة الملائكة كمجالس الذكر والصلاة وبقراءة القرآن وذكر الله.
3- تنظيف وتطهير خلايا المخ من العفن المتراكم فيها وذلك...
* بعدم السماح للعقل بالتفكير في أي خيال جنسي أو أي أمر محرك للشهوة.
* باجتناب سماع الأغاني وترديدها والرقص عليها .
* بالبعد عن مشاهدة الأفلام والصور الجنسية وكل محرك للشهوة .
* بالبدء في ملء حيز من الذاكرة لحفظ القرآن وغيره من المحفوظات النافعة ففي ذلك أجر وتطهير للذاكرة
* واستبدال للعفن المتراكم في الذاكرة بما هو نافع ومفيد .
* بالبدء في تخصيص جزء من العقل للتفكير في الأمور الهامة مثل واقع المسلمين في العالم والدعوة إلى الله ومساعدة الآخرين على الهداية ومحاربة المحرمات بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالتفكير في الفقراء والمساكين والأيتام ومشاركة الجمعيات الخيرية في أنشطتها واستغلال الوقت والفكر لمثل هذه الغايات السامية .
* بالذهاب للمقابر والمستشفيات والإطلاع والتدبر في واقع المرضى والموتى واستشعار نعمة الخالق وملأ التفكير بهذه المنبهات.
http://img123.imageshack.us/img123/2526/abumoaaz030ap0.png
4 - مقاومة فتنة النساء ؟ ..
ويقصد بذلك فتنة النساء للرجال وكذلك الفتن من عورات الرجال للنساء وذلك :
* بالبعد عن أماكن التجمعات المختلطة كالأسواق وغيرها إلا للضرورة القصوى وان كان ولابد فليتحرّ الرجال الأوقات التي يقل فيها تواجد النساء في هذه التجمعات مثل الصباح أو بداية العصر وكذلك الأمر بالنسبة للنساء.
* إذا حدث وتم مصادفة ما يفتن ليس للمرء أن ينظر إلى هذه الفتنة ويحدّق النظر فيها حتى وان كانت المرأة سافرة متبرجة أو كان في الرجل ما يلفت النظر في اللباس أو السيارة وغير ذلك ، يجب غض البصر فورا لكي يبدل الله هذه الفتنة بلذة إيمان يجدها العبد في قلبه (كما جاء في معنى الحديث ).
* بعدم السماح للمحيطين من أصدقاء أو أقارب بالحديث عن علاقاته الخاصة وكذا الأمر للفتيات سواء كانت هذه العلاقة شرعية أو محرمة وليطلب منهم وبشدة الكف عن ذلك وإلا فليتجنب مرافقتهم والحديث معهم.
* بتجنب النظر غير المباشر للنساء المتبرجات أو إلى مختلف عورات النساء والرجال المحرمة وذلك عبر التلفزيون أو المجلات ولا يتساهل الجميع في متابعة التلفاز و القنوات الفضائية.
* بالزواج ثم الزواج ثم الزواج بذات وذو الدين .
5 - عادات عند النوم ، احرص على ما يلي :
* عدم النوم وحيدا في معزل عن الآخرين أو في غياب عن أعينهم ففي ذلك سبيل ومدخل للشيطان وباعث على الخيال والتهيّج.
* النوم على وضوء وبملابس طاهرة وعلى فراش طاهر والحذر من النوم على جنابة.
* قراءة المعوذتين (3) وآية الكرسي ودعاء النوم ثم النوم على الشق الأيمن .
* عدم النوم على البطن ( الانبطاح ) فقد يكون ذلك محركا ومهيجا وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأنها ضجعة يبغضها الله سبحانه وتعالى .
* عدم الاستلقاء على الفراش إذا لم يتم الشعور بنعاس أو لم تكن هناك رغبة في النوم .
* النهوض سريعا عند الاستيقاظ وعدم التكاسل على الفراش حتى لا تتحرك الشهوة بعد النوم والراحة.
* عدم النوم عاريا أو شبه عاريا أو بملابس يسهل تعريّها .
* تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة في الملابس والأغطية فكل ذلك قد يحرك ا لشهوة عند أقل احتكاك.
* تجنب احتضان بعض الأشياء آلتي اعتاد عليها البعض اليوم كالوسادة أو الدمى كبيرة الحجم وغير ذلك.
* النوم على الفطرة وذلك بالنوم ليلا مبكرا والاستيقاظ لصلاة الصبح وتجنب النوم بين المغرب والعشاء أو النوم الطويل الذي يضيع الفروض في أوقاتها.
* حفظ الأدعية المأثورة أو ما تيسر منها وترديده عند النوم .
6 - عادات تتعلق بالطعام :-
* من المعلوم أن امتلاء المعدة بالطعام من أهم الأمور المحركة للشهوة ، لذلك يجب الحرص على تلافي الشبع وامتلاء المعدة .
* الحرص على صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم بعد يوم والمداومة على ذلك وعدم التوقف سريعا بحجة عدم الاستفادة ، ففي ذلك أجر وتغلب على شهوة الطعام .
* لا يكن إفطار الصائم وسحوره من الوجبات الدسمة مما لذّ وطاب من الدهون والسكريات والنشويات واللحوم ولتكن وجبات خفيفة وقليلة من هذه الأصناف قدر المستطاع .
* التقليل من عدد الوجبات وليس هناك داع لثلاث أو أربع وجبات دسمة يوميا بل تنظّم الوجبات ويقلّل عددها .
* الابتعاد عن الأطعمة التي تتركز فيها الأملاح بشكل كبير مثل المأكولات البحرية ( السمك والجمبري …الخ ) وكذلك المكسرات ( اللوز والفستق …الخ ).
* عدم الأكل إلا إذا تم الشعور بالجوع و ترك الطعام قبل أن يتم الشبع منه .
* تسمية الله قبل الأكل والأكل باليمين ومما يلي .
7 - عادات عند الاغتسال ( الاستحمام ):
* عدم نسيان دعاء الدخول إلى الحمام.
* الحرص على الاستحمام بأسرع وقت ممكن وعدم قضاء وقتا طويلا غرقا في الصابون وفي الدعك والفرك وملامسة الأعضاء المحركة للشهوة .
* عدم الانجراف وراء أي فكرة جنسية يبدأها الشيطان .
* عدم غسل العضو بماء بارد فذلك قد يؤدي إلى زيادة في التهيج والانتصاب وليستخدم الماء الفاتر.
* التنشيف سريعا بعد الانتهاء وارتداء الملابس والخروج فورا من الحمام .
8 - في استغلال الوقت :
* بدأ اليوم بالاستيقاظ لصلاة الصبح وتأديتها في جماعة للذكور ويستحب الاستيقاظ قبل ذلك بساعة لقيام الليل والدعاء والاستغفار للجميع.
* يلي ذلك قراءة ما تيسر من القرآن أو كتب الأدعية أو الكتب الهادفة والحفظ منها وان كان وقت الدراسة أو العمل لا يزال بعيدا تزاول رياضات خفيفة ويفضل عدم العودة إلى الفراش إلا إذا غلب النعاس فلا بأس و لوقت قصير .
* المضي إلى اليوم العملي ( مدرسة أو جامعة أو وظيفة أو أعمال منزلية). ويقصد في ذلك عبادة الله والابتعاد فيه عن زملاء السوء أو أصحاب القصص والمغامرات والإثارة الدنيوية الأخرى .
* فترة بعد الظهيرة تكون غالبا للغداء والراحة وقضاء بعض الأشغال اللازمة مع تجنب النوم بعد العصر إلى المغرب أو العشاء واستبداله بنومة خفيفة بعد صلاة الظهر (القيلولة) إن أمكن.
* فترة المساء من الضروري استغلالها استغلالا امثلا حيث يمكن للطالب أن ينخرط في دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والكومبيوتر أو أخرى ميدانية أو عمل نصف دوام نظرا لاحتياج الشباب في الوقت الراهن لذلك ، كما يمكن استغلال هذه الفترة لحضور ندوات ومحاضرات ودروس نافعة ومجالس ذكر وعبادة مع رفقاء خير وصلاح والحذر كل الحذر من التسكّع أو الانشغال بالتفاهات فالوقت في هذه الفترة طويل ويمكن استغلاله في الأنشطة المذكورة مجتمعة إن أحسنّا التخطيط له.
* تناول عشاء (خفيفا) مع الأهل ومحاولة النوم حوالي العاشرة مساء
استغلال الخميس والجمعة لزيارة الأهالي وممارسة أنشطة نافعة وأخرى رياضية مع رفقاء الخير أو في المراكز المدرسية وكذلك للقراءات الهادفة من القرآن والسيرة والحذر من قضاء الليل من فيلم إلى فيلم ومن أغنية إلى أغنية لكي لا يفسد جهاد الأسبوع.
* الذهاب إلى المكتبات الإسلامية وانتقاء ما تطيب له النفس من مواضيع و البدء في تغذية الروح بها وقضاء جزء من الوقت في الاستماع والقراءة .
* القيام بزيارة أسبوعية أو شهرية لبعض الحالات المرضيّة الصعبة في المستشفيات أو دور الأيتام والعجزة أو المعاقين وكذلك زيارة القبور فكل ذلك يذكر بنعمة الخالق ويكون خير معين على التغلب عليها إذا تم تذكر هذه المواقف .
9 - الأصدقاء :-
الأصدقاء من أهم الأسلحة التي تؤثر في المرء وقد قالوا قديما " أن الصاحب ساحب " وقالوا كذلك " من صاحب المصلين صلّى ومن صاحب المغنين غنّى " وجاء في شعر العرب " عن المرء لا تسل وسل عن قرينه إن القرين إلى المقارن ينسب ". ولذلك فان الأصدقاء إما أن يكونوا رفقاء سوء وبمرافقتهم لن يستطيع المرء فعل أي شي مما تقدم وهؤلاء يجب البعد عنهم واستبدالهم بالنوع الآخر وهو أصدقاء الخير والصلاح الذين يخافون الله ويشجعون ويعينون بعد الله على المشوار الجديد ومعهم ستكون الراحة والحب بعيدا عن مصالح الدنيا التي باتت تغلب على أي صداقة دنيوية أخرى ، وبعد أن ترى في نفسك القوة والحصانة عد بالتدريج وبشكل مدروس إلى النوع الأول ليس بهدف التسلية أو العودة لما كنت عليه بل لهدف أرقى وأسمى وهو هدف الدعوة والإصلاح لهم مستعينا بعون الله ثم برفقاء الخير الذين مضيت معهم في طريق الاستقامة .
10 - للمستقبل :
* عدم اليأس إذا وجدنا إن البداية صعبة أو إن النتائج غير مرضية ولنجعل التفاؤل والأمل هما الغالبان لأن من مداخل الشيطان على الإنسان اليأس .
* إذا قاوم صاحب المعاناة لفترة ثم هزم فلا يولد ذلك شعورا بأنه لا يستطيع للأبد بل ليعد وليبدأ الخطوات من جديد وما ذلك إلا دليل على أن الشيطان قد لمس فيه الصدق والصلاح فكرّس مجهوده ولا ننس دائما أن الله تعالى لم يخلقنا على الكمال لذلك كلما أخطأنا نعد ونستغفر ونطلب العون من الله عز وجل .
* عدم استعجال الشفاء فهو داء ليس سهلا ولا بأس من التدرج الصادق مع عدم إعطاء الشيطان فرصة لاستغلال هذا التدرج للدخول مرة ثانية من خلاله.
ماذا تفعل لو لم تستطع مقاومتها بعد كل خطوات العلاج السابقة :
لا تقلق أيها المعاني إذا وجدت أن هذا الأمر صعبا في البداية واعلم أنه من الطبيعي جدا انك ستقاوم مرة وتنهار مرة ، ستتمكن من طرد فكرة جنسية مرة ولكنها ستستحوذ عليك مرة أخرى وهكذا ... المعركة دائرة والإقلاع عنها لن يكون إلا بالتدريج وباستخدام الخطوات السابقة بشكل عام بالإضافة إلى ما يجب أن تفعله لو انهرت ووجدت نفسك فريسة لخيال جنسي لم تملك مقاومته ؟. لا بأس ولا تجعل الشيطان يستغل ذلك ويوهمك بأنك لن تقوى على المقاومة وأنك أصبحت عبدا لها بل على العكس تماما بمجرد أن تنتهي من القذف قم بالخطوات التالية .
* استغفر الله العظيم وتب إليه واعزم على عدم العودة وتوجه إلى الله بالدعاء واصدق النية في ذلك.
* اغتسل من الجنابة وتوضأ وصل صلاة نافلة أو استعد للصلاة المكتوبة.
* اسأل الحليم الكريم أن يعينك على مقاومة وساوس الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء بشكل عام ، وان يعينك على الإقلاع عن العادة السرية بشكل خاص وصريح ولا تستحي أن تطلب منه سبحانه ذلك فهو القادر وحده سبحانه على ذلك . اسأله تعالى أن يغنيك بالحلال عن الحرام وان يوفر لك من لذة الإيمان وحلاوته ما يغنيك ويريح فكرك وعواطفك عن أي لذة ومشاعر جنسية أو غرامية وان يبدل ذلك بحب الله ورسوله ، وان يبدلك خيرا من ذلك بالحور العين وبظل عرشه الكريم وكن واثقا من انه سيجيب هذا الدعاء طالما كنت مخلص النية وراغب فعلا في طريق الاستقامة والهداية وذلك تحقيقا لوعد من لا يخلف وعدا حيث قال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ). آية 69 العنكبوت.
ثانيا : قناعات فكرية وأمور أجعلها دائما نصب عينيك ...
فيما يلي عددا من الأمور وخلاصات تجارب الآخرين في هذا المجال والتي لو أدخلها مدمن العادة السرية (ولا سيما الذكور) إلى تفكيره وجعلها دائما نصب عينيه لن يتعب كثيرا في الخلاص من هذا الداء بإذن الله وهذه الأمور ...
تَذكَّر دائماً .
* أن كل مرة تفعل فيها العادة السرية في الصغر يترتب عليها نقص مقدار من القدرات الجنسية والاستمتاع الحقيقي في المستقبل .
* أن القدرة على الإقلاع عنها في سن مبكرة من ممارستها يكون أسهل بكثير من المضيّ شهورا وسنوات على ممارستها لذلك يجب إيقافها مبكرا وعدم الاستهانة بالآمر واعتقاد أنه يمكن إيقافها في الوقت الذي يريد الممارس فهذه هي مشكلة من هو غارق فيها لسنوات وسنوات يتمنى الخلاص منها ولا يستطيع .
* أن الرجل لو حصل على نساء العالم كلْه في ليلة واحدة فانه سيصبح في اليوم التالي يبحث عن المزيد والتجديد فهي رغبة لا تنتهي ولا تتوقف عند حد ، وطالما أن الأمر كذلك فما الفائدة إذا انتهى الأجل والمدمن يلهث وراء ذلك الإشباع المزعوم فلا هو حقق ما حلم به في الدنيا ولا كان مرضيا لله عز وجل وفاز بالحور العين في الجنة.
* أنه طالما انك تعلم أن تنفيذ الخيال الجنسي على أرض الواقع هو أمر محرم ومن الكبائر التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك، فعلام هذا التخيل ولماذا الركض وراء السراب والخيال الذي لن يخلّف إلا الندم والقهر؟
* أن النساء مهما اختلفت أشكالهن واغراءاتهن وكذلك الرجال ، إلا أن العملية الجنسية في الغالب واحدة فلماذا لا نقنع بالحلال والذي فيه متعة ولذة وأجر لا يعادلها شئ ولماذا العزوف عن الزواج .
* أن الجنس المحرم الذي يمارس اليوم (بالزنا مثلا) ما هو إلا دين يقترض الآن وسيردّ من الأهل أو الذرية طال الزمن أو قصر.
* قد يصور الشيطان أن العادة السرية عملية بسيطة وليس هناك داع للإقلاع عنها ، إلا أنه متى ما توصل المدمن إلى هذا الإحساس فانه سيكون عرضة لإدمانها ومن ثم يكون على مشارف الزنا وسلسلة أخرى من الكبائر فليتنبّه لذلك قبل أن تتمادى به الأحوال كما حدث مع الكثيرون.
* قد يصور الشيطان أيضا أن الاستمناء ضروري لإخراج الكميات الزائدة عن حاجة الجسم من المني (ولا سيما في سن المراهقة) حتى ينساق المراهق وراء هذه القناعة فلا يكون لديه لا كمية زائدة ولا حتى كمية لازمة ولو كان هناك فائض فعلي يضر بالجسم لتم التخلص منه بالاحتلام مثلا.
* ليتم الاقتناع بأن ما يقرأ ويشاهد من مواضيع وصور مثيرة للنساء والرجال في المجلات الهابطة ما هو إلا لسحب النقود وقد أبدع أصحاب هذه المطبوعات في الكذب والضحك على الناس بها وما هي إلا تزوير ومبالغة وتجميل لواقع عفن ومخز لهؤلاء المشاهير.
* أن واقع نساء الفساد والعرض والترويج إنما هو أشبه بوعاء قاذورات طلاءه الخارجي جميل جدا ويجذب الناظرين المخدوعين فيه ، إلا أن واقعه ومحتواه الداخلي في منتهى العفن . وعاء جمع القاذورات من هنا وهناك ومن كل من ألقى فيه قدرا من تلك الرذيلة والانحطاط . فهلاّ اقتنعت بهذه الحقيقة وتخلصت من انبهارك بهنّ .
* أن الأفلام الجنسية بكل أنواعها إنما تعمد أعداؤنا الإبداع في إنتاجها وتصويرها ودفع الملايين لإظهارها بصورة مغرية جدا ومن ثم لتصديرها إلى الشاب والفتاة المساكين لاستدراجهم إليها ومن ثم القضاء عليهم من خلالها فهل من ملق بنفسه لهم وبهذه السهولة.
* أن ما يرويه معظم الشباب من روايات وقصص ومغامرات مع أصناف من النساء والفتيات والغلمان وكذلك ما ترويه الفتيات الساقطات لصديقاتهن إنما معظمه من نسج خيالهم والبقية معظمها مبالغة جدا فيما تقول والقلة القليلة فقط من العصاة والذين استحوذ عليهم الشيطان وحققوا جزء يسيرا منها ولا شك أن جهارتهم بالسوء تضاعف عليهم الذنب ولاشك من أنهم سيتحملون وزر كل من يتأثر بكلامهم من المحافظين فليتجنب أمثال هؤلاء تماما.
* أن التخلص الآن من كل الصور والأفلام المحرمة التي في حوزة المدمن يعتبر خطوة هامة إذا بدأ بها ستوفر نصف المشوار وسيثبت بذلك أنه أخلص النية لله عز وجل وعندها سيبدله الله بخير منها وأجمل وأمتع فابدأ بها وتخلص مما لديك ولا تستقبل أيّ إنتاج جديد واقطع علاقتك مع الذين يمولوك بأحدث الإنتاج .
* أن المرأة إذا فقدت حياءها وانطلقت سافرة متبرجة متسكّعة تتحدى الملأ وتلاحق الرجال بنظراتها تكون قد فقدت كل معاني الأنوثة والجمال وعندها تكون عرضة للذئاب البشرية ينتهك عرضها وتلوك الألسنة بالحديث عنها وربما تأتي عليها لحظات تتمنى فيه الموت والهلاك بحثا عن ستر لمصائبها، وهي همسة في أذن أخواتي المسلمات.
* أن أي عورة من امرأة أو رجل وفرها الشيطان بالنظر أو بالحديث أو باللقاء ما هي إلا للاستدراج إلى بحر من سراب لو أبحر إليه سيجعله يلهث ويلهث وراءه ثم يبحث عن نجاة منه ولكن دون جدوى فهو يسحب للهلاك حتى تهلك فريسته بمحض إرادتها وتنحرف وهذا ما توعّد به إبليس لعنه الله على بني آدم ثم يقول يوم الحساب أني برئ مما تصنعون .
* أنه بمجرد أن يبدأ المدمن رحلة الكفاح هذه ويبدأ في تطبيق هذه النصائح أو حتى جزء منها قد يجد نشاط الشيطان يزداد وسيجده يوفر من الفرص المحرمة ما لم يوفره من قبل وما ذلك إلا دليل على أنه قد بدأ السير في الطريق الصحيح ولشعور الشيطان ( خزاه الله ) بذلك فانه سيحاول إغواءه اكثر مما مضى وللمعاني نقول فإياك أن تضعف واستمر على هذا الطريق متبعا كل النصائح المذكورة سابقا ولا تلق له بالا وتنبه لهذه المصيدة .
* أن الحياة المستقبلية تحتاج إلى جد وكفاح ومثابرة لا إلى عقل فاسد وخيال جنسي أوالى إنسان ضعيف مستعبد جعل كل وقته وجل همه كالحيوانات ، طعام و شراب ونوم وجنس.
* أن أي لذة دنيوية يحرم الإنسان نفسه منها خشية لله وابتغاء مرضاته سبحانه سيبدله الله عنها بلذة أخرى خيرا منها في الدنيا والآخرة تعوضه عنها بمئات المرات ويكفيه أن يشعر بلذة الأيمان والتي والله ما تولدت داخل قلب إلا أغنته عن ملايين من ممارسات العادة السرية أو الشهوات الجنسية ونقلته إلى عالم من الراحة والطمأنينة والسعادة التي حرم منها في السابق بسبب العادة السرية وليت الممارس يسأل أي شاب من أصدقائه الأخيار وسيخبره الكثير عن هذه الراحة والسعادة.
* أنه إذا جاهد الإنسان وثبت على ذلك سيكافأ بحور عين هنّ فوق كل وصف وحسنهنّ لا يمكن أن يخطر على قلب بشر وهن أجدر لنا بأن نتخيلهن ونسعى للظفر بهن وأن نعمل كل ما في وسعنا لأن نبدّل هذا الخيال الجنسي المحرم وهذه الشهوة الحيوانية براحة جنسية راقية وعظيمة مع الزوجة في الدنيا ومع الحور العين في الآخرة حيث اللذة والسعادة التي ليس لها نهاية ولا يعادلها لذة في العالم حتى ولو قمت بالجنس مع نساء العالم كله مجتمعات ، فلنتخيل الحور العين ولنتخيل عناقهن وقبلتهن وجماعهن بدلا عن أي خيال جنسي آخر وسيشعر بالفرق حتما وسيلاحظ لا شعوريا أنه قد بدأ محاولات الإطاحة بهن والشوق لعمل علاقة مع واحدة منهن ولا بأس في ذلك إذا كان الطريق إليه في العودة إلى الله وتصحيح العلاقة معه ابتغاء مرضاته والفوز بجناته سبحانه، وإياك أن تحرم نفسك هذه السعادة لكي لا تكون من الأغبياء الذين لا يميزون بين الرخيص والغالي ولا بين الغث والسمين بين طريق الحق وطريق الشيطان.
* وبعد ... لمدمن العادة السرية نقول.. إن الألف ميل تبدأ بخطوة ، ابدأ بالتدرج واستعن بالله ولا تعجز ولن تجد صعوبة أن شاء الله متى ما توفرت لديك العزيمة الصادقة لحماية وإنقاذ نفسك من هذا العذاب وأزفها إليك بشرى بأن نتائج التجربة مع من سبقوك تدفعك على التفاؤل جدا فهناك من بدأ في تطبيقها قبلك بمراحل وقد كانوا غارقين فيها حتى أنوفهم ولكن الله قد من عليهم الآن واصبحوا من خيار الناس وأسعدهم وما ذلك إلا تحقيقا لقول عز من قائل ...
( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ).
فقط أبدأ ولا تتردد وإذا شعرت بفائدة وظفرت بالراحة التي كنت تبحث عنها فإني أرجو منك أمرين
أولهما ... الدعاء لكاتب هذه الرسالة وكل من ساعد في إظهارها وتوزيعها بالعفو والعافية وحسن جزاء الدنيا والآخرة .
ثانيهما .. عدم البخل على كل من ترى أنه بحاجة الى قراءة هذه المادة من أصدقائك بإهدائه نسخة لعلك بذلك تساعد في نشر الوقاية والعلاج من هذا الداء اللعين وتكون قد شاركت في الأجر ونشر الخير وإصلاح مجتمعك.
وأخيراً ...
أسأل الله العلي القدير أن يقر أعيننا بصلاح مجتمعاتنا ذكورا وإناثا وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونزغ الشيطان والنفس والهوى وأن يثبتنا على الصلاح والتقوى انه وليّ ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول للامانة
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد: ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث كثيرة تتحدث عن آخر الزمان، وهذه الأحاديث تعطي تصوراً صحيحاً للمسلم لما سيحصل في المستقبل من خلال النصوص الشرعية. والمقصود بآخر الزمان هو آخر زمان الدنيا الذي يكون بين يدي الساعة، ولعل أوله بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)).
أيها المسلمون: سيظهر في آخر الزمان مساوئ نطق بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، محذراً أمته أن يقعوا في شيء من ذلك نسأل الله تعالى أن يعصمنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. عن أبي موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بين يدي الساعة أياماً ينـزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهَرْج)) [رواه البخاري] والهَرْج القتل.
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويُشْرَب الخمرُ، ويذهب الرجال وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد)) [رواه مسلم]. وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف)) [أخرجه البخاري] معلقاً.
فهذه الأحاديث معاشر الأحبة وما في معناها تدل على حصول بعض المساوئ التي تكون في آخر الزمان، ويرتبط بعضها ببعض من: فُشُوُّ الجهل، وقلة العلم، وقد بدأ النقص في العلم من بعد أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، وانتقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه - عز وجل -، ولا يزال ينقص إلى أن يُرفع بالكلية، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها)). وقد ظهر هذا النقص في هذا الزمن بصورة واضحة جداً حتى صار أكثر الناس يجهلون المعلوم من الدين بالضرورة، ومن تأمل النصوص ونظر في الواقع أدرك أن هذا النقص إنما هو نتيجة حتمية لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها موت العلماء، وقد فقدت الأمة أكبر علمائها العاملين، وأبرز دعاتها المشهورين في فترة قصيرة، ومن حكمة الله تعالى أن تعاقب موتهم، فقدنا الأول ثم فقدنا الثاني ثم فقدنا الثالث، فإنا لله وإنا إليه راجعون، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) [رواه مسلم].
ومن أسباب النقص أيضاً: عدم الإخلاص في طلب العلم، ويدل على ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اتُخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً...)) وفيه ((وتعلم العلم لغير الدين))، وقد حصل هذا عندما رُبط العلم الشرعي بالمال في كثير من البلاد، ورُبط العلم بالمناصب الرسمية، وأصبح الناس يطلقون على هذا بأنه عالم بحسب منصبه الرسمي، ولا تعرف ذاك ولا تستفتيه؛ لأنه ليس لديه منصب رسمي، فنَـزع الله من الأول الخشية والبركة والنفع والعمل إلا ما شاء الله، فمات العلم في القلوب، فهو لا يتجاوز التراقي والحناجر، فكما شهد هذا الزمن موت كثير من العلماء الربانيين الذين كانوا منارات يُهتدى بها من ظلمات الشهوات والشبهات، فقد شهد الرؤوس الجهال الذين يتجرؤون على الفتوى بغير علم والله المستعان.
وهناك الحرب ضد تعلم الدين، وسياسة تجهيل الشعوب بالإسلام تحت ستار مكافحة الإرهاب، ومن مظاهر ذلك تغيير المناهج، وتقليص مواد الدين في كثير من البلاد، وقفل المعاهد والمدارس الشرعية، ومضايقة أهل السنة ودعم أهل البدعة، ونحو ذلك مما يساهم في إبعاد الناس عن العلم الشرعي، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((سَيَلي أموركم بعدي رجال يُطفئون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فقلت: يا رسول الله! إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال: تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل؟! لا طاعة لمن عصى الله)). [حديث صحيح].
أيها المسلمون: ومن صور السوء في آخر الزمان فشو الزنى وكثرته حتى أصبحت تجارة البغاء تشكِّل ربحاً هائلاً ومورداً ضخماً من موارد المال في بعض البلاد التي أهلها مسلمون؛ وقد هيأ المجرمون وسائله ودواعيه حتى أصبح أسهل مما يتصور، ولا يزال يزداد ويكثر حتى تموت الغيرة في النفوس، وتسقط آخر مرتبة من مراتب الإنكار، فيُقارف الزنى علانية على قارعة الطريق، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفـسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها خلف هذا الحائط)).
ومن مظاهر السوء أيضاً: ظهور الأغاني والمعازف، فقد وقعت هذه العلامة في العصور السابقة، وهي الآن أشد انتشاراً وتنوعاً، وقد استهان بحرمتها كثير من الناس، بل ممن ينتسبون إلى أهل العلم نسأل الله السلامة، وبات التهديد بالمسخ والقذف والخسف قريباً، ما دامت الأمة لاهية تستحل ما حرَّم الله عليها من تعاطي أسباب الفسق والفجور، وقد ازداد هذا البلاء حتى تجاوز مرحلة السماع والاستمتاع إلى التقنين والتقعيد، والتخطيط والتنظيم، وجلب الخبراء، وفتح المعاهد، وصياغة المناهج، حتى أصبحت فناً يدرَّس وعملاً يمارس، فأي ظهور بعد هذا الظهور؟. ومثله انتشار الخمر في بلدان المسلمين وكثرة شربها وتداولها بين الناس، وحمايتها بالقوانين والأنظمة، حتى أصبحت أمراً مألوفاً يقدم مع الطعام، ويوزع في الفنادق، وهو نديم المسافر في رحلاته، ورفيق الضال في سهراته وخلواته، وتُلحق به المخدرات بجميع أنواعها التي ابتليت بها البشرية فأصبحت شبحاً يهدد أمن الدول وحياة الأفراد.
ومن أبشع صور الشر والفساد في آخر الزمان ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الاستخفاف بالدم وكثرة القتل قال - صلى الله عليه وسلم - في ما صح عنه: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستاً...)) وذكر منها: ((واستخفافاً بالدم)) وقد استُخِفّ اليوم بدم البشرية عندما تمكن المجرمون من قيادة الأمم، حيث أشعلوا الحروب الطاحنة في كل مكان بلا سبب ولا مبرر، واستخدموا أبشع الأسلحة المحرمة دولياً، واستُنـزفت خيرات وأموال دول وشعوب في هذه الحروب، كان بالإمكان أن تحل أزمات ومشاكل عشرات الدول والشعوب لو كان الساسة عقلاء، وقبل وبعد هذا يزعمون أنهم دعاة سلام.
نسأل الله - جل وتعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا)) [رواه مسلم].
إن المبادرة بالأعمال الصالحة هي التي تكون حصناً قوياً من الفتن العظيمة المظلمة التي تكون بين يدي الساعة، ومنها الفتنة في الدين حيث يضعف التمسك به ويعز الثبات عليه لدرجة أن العبد يتقلب بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر في اليوم الواحد، حتى إنه يصبح مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)). والمراد من الحديث بيان فساد آخر الزمان، حيث تختل المقاييس وتتقلب الموازين، فيتصدر الأمة من ليس لذلك بأهل، ويتزعم القبيلة أفسقُهم، ويسود القوم أرذلهُم، كما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اتُّخذ الفيء دولاً والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً...)) وفيه: ((وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرم الرجل مخافة شره)). ومن تأمل الواقع وأمعن في النصوص رأى سفينة الأمة تمخر عباب بحر متلاطم من الفتن والبلاء، يقودها الرجل التافه بمجموعة كاملة من الفسقة والمجرمين.
أيها المسلمون: إن ضعف المسلمين في كثير من المجالات، وبُعْدهم عن مراكز التأثير ومواقع القيادة، مكّن أعداء الإسلام من السيطرة التامة فأصبحوا قادة العالم وصنّاع القرار، يضعون من يشاءون في المكان الذي يشاءون، فيضمنون بذلك بقاء السيادة في أيديهم، وقد أخبر بذلك - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح مرفوعاً: ((ليأتين عليكم أمراء يقرِّبون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكوننّ عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً)).
ومن المظاهر المؤلمة ونحن في أواخر الزمان تداعي الأمم على الأمة الإسلامية، ونهب خيراتها، والعبث بعقول أبنائها، كما في حديث ثوبان - رضي الله عنه - عند الإمام أحمد وغيره قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينـزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)). وفي هذا الحديث إشارة إلى السر الحقيقي في ضعف المسلمين وتداعي الأمم عليها، وهو حب الدنيا وكراهية الموت، وقد تعلقت القلوب في هذا الزمن بالمال حتى عُبد الدينار والدرهم، وتَعَامل الناس بالربا، وانهَمَك الكثيرون بالحرث والزرع، وأَوغَلَ الناس في الترف، ونُسي الجهاد في سبيل الله، فتداعت علينا الأمم، ووقع الذل الذي لا يُرفع إلا بالعودة إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، ولن يكون ذلك إلا إذا تعلقت القلوب بالله تعالى وحده، وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الواقع، كما في حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)).
وقد عانت الأمة من ذل الاستعمار المفروض بالنار والحديد ردحاً من الزمن، وهي اليوم تعاني أشكالاً جديدة منه، بسبب ما خلفه الكفار في الأمة من ثقافاتهم وعاداتهم وقوانينهم التي تمارس من قِبل الأمة الغثائية بطيب نفس، أو تفرض عليهم فلا خيار لهم، والله المستعان.
فنسأل الله - جل وتعالى - أن يعجل بفرج أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فرجاً عاجلاً غير آجل...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه...
أما بعد: ورغم كثرة المساوئ التي تقع في آخر الزمان، فإن هناك فضائل ومبشرات كثيرة تفتح باب الأمل للمسلم، وتزيد في يقينه وثقته بنصر الله تعالى، وقد جاءت تلك المبشرات في كثير من النصوص النبوية، من ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى))، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [(33) سورة التوبة] أن ذلك تاماً! قال: ((إنه سيكون من ذلك ما شاء الله)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر)).
إنها بشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن الأمة ستعود إلى دينها بإذن الله تعالى، وسيدخل هذا الدين الحواضر والبوادي، وسيظـهر هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك يوم تكون الأمة أهلاً لذلك، تعمل للدين وتضحي من أجله.
ثم إن هناك نصوصاً كثيرة تبشر بعودة الجهاد في هذه الأمة في آخر الزمان، وهذا من أعظم المبشرات، من ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عندما سئل: أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية؟ وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مدينة هرقل تفتح أولاً)). يعني القسطنطينية، ومثله ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى ينـزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج لهم جيش من المدينة)) [رواه مسلم].
ومثله حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رســول الله. قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق)) [رواه مسلم].
وأيضاً حديث أبو هريرة - رضي الله عنه - المشهور قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه شجر اليهود)) [رواه مسلم].
فهذه النصوص الكثيرة تبشر بعودة الجهاد في سبيل الله، وكثرة الفتوحات، وتطهير الأرض من نجاسة اليهود والنصارى وخبثهم، ولعل ما نراه اليوم من جهاد في مناطق عدة يكون بارقة أمل، وبوابة إلى جهاد أعظم يؤذِن بنصر قريب وفرج عاجل إن شاء الله.
ومن المبشرات: ما رواه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت" ففي هذا الحديث بشارة عظيمة بوقوع خلافة راشدة على منهاج النبوة، تكون بعد الملك الجبري.
ومن أعظم المبشرات: ما رواه عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((تقوم الساعة والروم أكثر الناس)) يقول راو الحديث فقلت: أبصر ما تقول! قال: أقول ما سمعت من رسول الله. قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك" [رواه مسلم].
استنبط العلماء رحمهم الله تعالى من هذا الحديث أن الروم يسلمون في آخر الزمان، وذلك من المبشرات ولا شك؛ لأن هذه الصفات قلما توجد إلا في أصحاب الإيمان الصادق، ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده! لو كان الإيمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء)) يعني فارس والروم.
ومن المبشرات: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة" [رواه مسلم]. إن صِـدْقُ الرؤيا من المبشرات في آخر الزمان كما في هذا الحديث، لكن بشرط الإيمان وصدق الحديث، ومن عظيم شأنها أنها جزء من النبوة، فهي دعوة للإيمان الصادق وصدق الحديث.
ومن المبشرات: ظهور المهدي في آخر الزمان، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تذهب الدنيا حتى يملك العربَ رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)) فهذا الحديث من المبشرات بالمهدي حيث تواترت النصوص بخروجه وصفاته ومدة حكمه، وأنه من مبشرات آخر الزمان.
ومن أعظم المبشرات: نزول عيسى بن مريم - عليه السلام - كما صح الخبر بذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: ((فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنـزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتُنـزع حُمة كُل ذاتِ حُمة، حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتضرب الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بدريهمات)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((طوبى لعيش بعد المسيح! يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاحَّ ولا تحاسد ولا تباغض)).
اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين.. اللهم أحينا إذا كانت الحياة خير لنا .
عذاب يوم الظلة
سيدنا شعيب عليه السلام
ذكره في القرآن :
ورد ذكر شعيب عليه السلام في القرآن عشر مرات ، وفي مواطن متفرقة من سورة الأعراف ، وهود ، والشعراء ، والعنكبوت ، وقد أرسله الله إلى مدين ، ويعرفون أيضا بـ (أصحاب الأيكة) لقوله تعالى : (كذّب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقّون ؟) ويرى بعض المفسرين أن (أصحاب الأيكة ) قوم آخرون غير أهل مدين ، أرسله الله إليهم بعد هلاك مدين فكذبوه فأخذهم عذاب (يوم الظلة) والصحيح أن أهل مدين هم أنفسهم أصحاب الأيكة ، لأن سورة الشعراء وضحت انهم كانوا يطففون المكيال والميزان ، وهذا وصف أهل مدين ، وسمّوا بأصحاب الأيكة لأن الأيكة هي الغوطة التي يكثر فيها الشجر ، وقد كانوا يجمعون بين التجارة والزراعة ،و أراضيهم كانت كثيرة الأشجار ، وافرة الثمار ، وفيها الحدائق والبساتين الغناء فلذلك سموا بأصحاب الأيكة .
نسبه عليه السلام :
هو (شعيب بن سيكيل بن يشجر بن مدين أحد أولاد إبراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والتسليم ) وأمّه بنت لوط عليه السلام وقد كانت بعثته بعد (لوط) لقوله تعالى في قصة قومه (وما قوم لوط منكم ببعيد ) وقبل رسالة موسى لأن الله تعالى لمّا ذكر نوحا ثم هودا ثم صالحا ثم لوطا ثم شعيبا أعقب ذلك بقوله (ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه) فدلّ على أنّ (شعيبا) كان من قبل زمن موسى وهرون عليهما السلام . وقد اخطأ بعض المؤرخين فظنّ أن (شعيبا) كان زمنه بعد موسى بعدة قرون ، وهذا ينافي النص السابق ، وقد التبس الأمر عليهم بين (شعيب) وبين (شعيا) أحد الأنبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم فطنوا أن (شعيا) هو شعيب ومن هنا جاء الخطأ كما نبّه عليه بعض المحققين من العلماء .
أين كانت مساكن أهل مدين ؟
كان أهل مدين قوما عربا يسكنون بلاد الحجاز ، مما يلي جهة الشام ، قريبا من (خليج العقبة) من الجهة الشمالية منه ، ويقول (الطبري) أن بين مصر وارض مدين ثماني ليال ويظهر أنها في الأرض المسماة الآن (معان) وهي جنوب فلسطين . وأهل (مدين) ينسبون إلى أحد أولاد إبراهيم وهو (مدين ابن إبراهيم) وفي التوراة يسمى (مديان) وإنما سميت هذه القبيلة باسم (مدين) نسبة إليه حيث عاش بينهم وصاهرهم فصار له فيهم رهط و أسرة فسمّوا أهل مدين .
دعوة شعيب لقومه :
كان أهل مدين أهل تجارة وزراعة ، وكانوا أصحاب رفاهية ونعيم ، وقد كانوا على دينهم الذي ورثوه عن إبراهيم ، ولكنه لم يطل بهم العهد حتى غيّروا وبدلوا وكفروا بالله ، وانحرفوا عن الصراط المستقيم ، وقد فشت فيهم منكرات عديدة ، منها (التطفيف) في المكاييل والموازين ، فكانوا يبخسون الناس أشياءهم ، ويفسدون في الأرض ولا يصلحون .
وقد بعث الله إليهم (شعيبا) عليه السلام فدعاهم إلى توحيد الله وذكّرهم بعذابه ، ونهاهم عن تطفيف المكيال والميزان و أمرهم بالإصلاح وعدم الإفساد فآمن به قليل وكذّبه الأكثر ون ، وقد كان هؤلاء المكذّبون على غاية من الضلال والجحود ، يقعدون على الطرق يرصدون الناس الذين يأتون إلى شعيب ليصدوهم عن الدين ، ويمنعونهم عن الإيمان به ، وتوعدون من اتبعه بأنواع من التهديد والوعيد كما قال القرآن على لسان شعيب عليه السلام ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ) ولما ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة جاهر وه في العداء ، وادعوا أنهم لا يفقهون كلامه ، ولا يعرفون غرضه وتوعدوه بأنه لولا أن له أنصارا لقتلوه ثم هدّدوه وتوعدوه بالإخراج والطرد من القرية ، هو والذين آمنوا معه إلا أن يعودوا في ملتهم ، ويدخلون في دين قومهم .
العبرة من قصة شعيب :
العجب من هؤلاء القوم ، يأتيهم نبيهم الكريم بدعوة إنسانية كريمة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فيقولون له : ( ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ..) مع أن دعوته في غاية الظهور والبيان ، ويدعوهم إلى ترك عبادة غير الله فيتوعدونه بالطرد من القرية ، وإخراجه هو ومن آمن معه ، ويأمرهم بترك ذلك المنكر القبيح (تطفيف المكيال والميزان ) فيجيبونه باسخف جواب وأتفه كلام ، ساخرين منه ، متهكمين عليه في صلاته وعبادته .
عجب والله أن يهزأ الجاهل من العالم ، وأن يسخر المجنون من العاقل ، وان يصبح السفيه صاحب حجة وبيان يريد أن يظهر بها على خصمه الذي يدعوه إلى الفضيلة والطهر والعفاف ؟ متى كانت الاستفادة تعدّ نقصا ؟ ومتى كانت الفضيلة تعتبر عيبا يلام عليه الإنسان ؟ ولكنه منطق البغي والعدوان كما قال قوم لوط لنبيهم واتباعه من المؤمنين ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ..) كذلك كان موقف أهل مدين من شعيب عليه السلام (وقال الملأ الذّين كفروا من قومه لئن اتبعتهم شعيبا إنكم إذا لخاسرون )
هلاك قوم مدين :
ولقد كان من شدة حماقتهم أن يطلبوا إلى (شعيب) أن يسقط عليهم كسفا (قطعا) من السماء ، إن كان من الصادقين في دعوته ، فأخذهم عذاب (يوم الظّلة) بأن سلط الله عليهم الحر سبع أيام حتى غلت مياههم ، ثم ساق إليهم غمامة فاجتمعوا تحتها للاستظلال فرارا من شدة الحر . فلما تكامل عددهم في ظلها تزلزلت بهم الأرض ، وجاءتهم الصيحة وأمطرت عليهم السماء نارا فاحترقوا وصدق الله حيث يقول (فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة إنه كان عذاب يوم عظيم ..) .
وقد عاش شعيب بعد هلاك قومه مدة من الزمن إلى أن توفاه الله تعالى ، وذلك في الفترة الواقعة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليه الصلاة والسلام ، ويغلب على الظن أن أحداث إهلاك قومه كانت بعد انتقال بني إسرائيل إلى مصر والله تعالى أعلم .
إلى القابضين على الجمر
اللهم احفظ الشباب والشابات من الفتن الطاحنات
فتن الشبهات والشهوات
http://www.sharemation.com/farzanehk/PE-259-0210.jpg
أولا : التصرفات والأفعال
ا - التماس عون الله عز وجل لك وذلك :
* بالطهارة الدائمة من الجنابة وإتقان الوضوء.
* بأداء الصلوات الخمس في المساجد ولا سيما الفجر والعصر.
* بأداء النوافل قدر المستطاع .
* بالدعاء والخضوع الدائم لله عز وجل.
* بالاستغفار الدائم في حالة وقوع المعصية وعدم اليأس من رحمته تعالى .
* بالإكثار من صلاة وصوم التطوع فهما خير معين على مقاومة الشهوات.
2- توفير سبل مرافقة الملائكة وذلك ...
* بإبعاد الصور والمجسمات من الغرفة والسيارة وأماكن التواجد.
* بعدم الانغماس في اللهو من غناء ورقص وأفلام وتدخين ومسكرات.
* بعدم التعرّي أو شبه التعرّي عند الانفراد في الغرفة ولا سيما للإناث.
* بطرد الشياطين من أماكن وجودهم بالأذكار الشرعية.
* بالتواجد في بيئة الملائكة كمجالس الذكر والصلاة وبقراءة القرآن وذكر الله.
3- تنظيف وتطهير خلايا المخ من العفن المتراكم فيها وذلك...
* بعدم السماح للعقل بالتفكير في أي خيال جنسي أو أي أمر محرك للشهوة.
* باجتناب سماع الأغاني وترديدها والرقص عليها .
* بالبعد عن مشاهدة الأفلام والصور الجنسية وكل محرك للشهوة .
* بالبدء في ملء حيز من الذاكرة لحفظ القرآن وغيره من المحفوظات النافعة ففي ذلك أجر وتطهير للذاكرة
* واستبدال للعفن المتراكم في الذاكرة بما هو نافع ومفيد .
* بالبدء في تخصيص جزء من العقل للتفكير في الأمور الهامة مثل واقع المسلمين في العالم والدعوة إلى الله ومساعدة الآخرين على الهداية ومحاربة المحرمات بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالتفكير في الفقراء والمساكين والأيتام ومشاركة الجمعيات الخيرية في أنشطتها واستغلال الوقت والفكر لمثل هذه الغايات السامية .
* بالذهاب للمقابر والمستشفيات والإطلاع والتدبر في واقع المرضى والموتى واستشعار نعمة الخالق وملأ التفكير بهذه المنبهات.
http://img123.imageshack.us/img123/2526/abumoaaz030ap0.png
4 - مقاومة فتنة النساء ؟ ..
ويقصد بذلك فتنة النساء للرجال وكذلك الفتن من عورات الرجال للنساء وذلك :
* بالبعد عن أماكن التجمعات المختلطة كالأسواق وغيرها إلا للضرورة القصوى وان كان ولابد فليتحرّ الرجال الأوقات التي يقل فيها تواجد النساء في هذه التجمعات مثل الصباح أو بداية العصر وكذلك الأمر بالنسبة للنساء.
* إذا حدث وتم مصادفة ما يفتن ليس للمرء أن ينظر إلى هذه الفتنة ويحدّق النظر فيها حتى وان كانت المرأة سافرة متبرجة أو كان في الرجل ما يلفت النظر في اللباس أو السيارة وغير ذلك ، يجب غض البصر فورا لكي يبدل الله هذه الفتنة بلذة إيمان يجدها العبد في قلبه (كما جاء في معنى الحديث ).
* بعدم السماح للمحيطين من أصدقاء أو أقارب بالحديث عن علاقاته الخاصة وكذا الأمر للفتيات سواء كانت هذه العلاقة شرعية أو محرمة وليطلب منهم وبشدة الكف عن ذلك وإلا فليتجنب مرافقتهم والحديث معهم.
* بتجنب النظر غير المباشر للنساء المتبرجات أو إلى مختلف عورات النساء والرجال المحرمة وذلك عبر التلفزيون أو المجلات ولا يتساهل الجميع في متابعة التلفاز و القنوات الفضائية.
* بالزواج ثم الزواج ثم الزواج بذات وذو الدين .
5 - عادات عند النوم ، احرص على ما يلي :
* عدم النوم وحيدا في معزل عن الآخرين أو في غياب عن أعينهم ففي ذلك سبيل ومدخل للشيطان وباعث على الخيال والتهيّج.
* النوم على وضوء وبملابس طاهرة وعلى فراش طاهر والحذر من النوم على جنابة.
* قراءة المعوذتين (3) وآية الكرسي ودعاء النوم ثم النوم على الشق الأيمن .
* عدم النوم على البطن ( الانبطاح ) فقد يكون ذلك محركا ومهيجا وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأنها ضجعة يبغضها الله سبحانه وتعالى .
* عدم الاستلقاء على الفراش إذا لم يتم الشعور بنعاس أو لم تكن هناك رغبة في النوم .
* النهوض سريعا عند الاستيقاظ وعدم التكاسل على الفراش حتى لا تتحرك الشهوة بعد النوم والراحة.
* عدم النوم عاريا أو شبه عاريا أو بملابس يسهل تعريّها .
* تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة في الملابس والأغطية فكل ذلك قد يحرك ا لشهوة عند أقل احتكاك.
* تجنب احتضان بعض الأشياء آلتي اعتاد عليها البعض اليوم كالوسادة أو الدمى كبيرة الحجم وغير ذلك.
* النوم على الفطرة وذلك بالنوم ليلا مبكرا والاستيقاظ لصلاة الصبح وتجنب النوم بين المغرب والعشاء أو النوم الطويل الذي يضيع الفروض في أوقاتها.
* حفظ الأدعية المأثورة أو ما تيسر منها وترديده عند النوم .
6 - عادات تتعلق بالطعام :-
* من المعلوم أن امتلاء المعدة بالطعام من أهم الأمور المحركة للشهوة ، لذلك يجب الحرص على تلافي الشبع وامتلاء المعدة .
* الحرص على صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم بعد يوم والمداومة على ذلك وعدم التوقف سريعا بحجة عدم الاستفادة ، ففي ذلك أجر وتغلب على شهوة الطعام .
* لا يكن إفطار الصائم وسحوره من الوجبات الدسمة مما لذّ وطاب من الدهون والسكريات والنشويات واللحوم ولتكن وجبات خفيفة وقليلة من هذه الأصناف قدر المستطاع .
* التقليل من عدد الوجبات وليس هناك داع لثلاث أو أربع وجبات دسمة يوميا بل تنظّم الوجبات ويقلّل عددها .
* الابتعاد عن الأطعمة التي تتركز فيها الأملاح بشكل كبير مثل المأكولات البحرية ( السمك والجمبري …الخ ) وكذلك المكسرات ( اللوز والفستق …الخ ).
* عدم الأكل إلا إذا تم الشعور بالجوع و ترك الطعام قبل أن يتم الشبع منه .
* تسمية الله قبل الأكل والأكل باليمين ومما يلي .
7 - عادات عند الاغتسال ( الاستحمام ):
* عدم نسيان دعاء الدخول إلى الحمام.
* الحرص على الاستحمام بأسرع وقت ممكن وعدم قضاء وقتا طويلا غرقا في الصابون وفي الدعك والفرك وملامسة الأعضاء المحركة للشهوة .
* عدم الانجراف وراء أي فكرة جنسية يبدأها الشيطان .
* عدم غسل العضو بماء بارد فذلك قد يؤدي إلى زيادة في التهيج والانتصاب وليستخدم الماء الفاتر.
* التنشيف سريعا بعد الانتهاء وارتداء الملابس والخروج فورا من الحمام .
8 - في استغلال الوقت :
* بدأ اليوم بالاستيقاظ لصلاة الصبح وتأديتها في جماعة للذكور ويستحب الاستيقاظ قبل ذلك بساعة لقيام الليل والدعاء والاستغفار للجميع.
* يلي ذلك قراءة ما تيسر من القرآن أو كتب الأدعية أو الكتب الهادفة والحفظ منها وان كان وقت الدراسة أو العمل لا يزال بعيدا تزاول رياضات خفيفة ويفضل عدم العودة إلى الفراش إلا إذا غلب النعاس فلا بأس و لوقت قصير .
* المضي إلى اليوم العملي ( مدرسة أو جامعة أو وظيفة أو أعمال منزلية). ويقصد في ذلك عبادة الله والابتعاد فيه عن زملاء السوء أو أصحاب القصص والمغامرات والإثارة الدنيوية الأخرى .
* فترة بعد الظهيرة تكون غالبا للغداء والراحة وقضاء بعض الأشغال اللازمة مع تجنب النوم بعد العصر إلى المغرب أو العشاء واستبداله بنومة خفيفة بعد صلاة الظهر (القيلولة) إن أمكن.
* فترة المساء من الضروري استغلالها استغلالا امثلا حيث يمكن للطالب أن ينخرط في دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والكومبيوتر أو أخرى ميدانية أو عمل نصف دوام نظرا لاحتياج الشباب في الوقت الراهن لذلك ، كما يمكن استغلال هذه الفترة لحضور ندوات ومحاضرات ودروس نافعة ومجالس ذكر وعبادة مع رفقاء خير وصلاح والحذر كل الحذر من التسكّع أو الانشغال بالتفاهات فالوقت في هذه الفترة طويل ويمكن استغلاله في الأنشطة المذكورة مجتمعة إن أحسنّا التخطيط له.
* تناول عشاء (خفيفا) مع الأهل ومحاولة النوم حوالي العاشرة مساء
استغلال الخميس والجمعة لزيارة الأهالي وممارسة أنشطة نافعة وأخرى رياضية مع رفقاء الخير أو في المراكز المدرسية وكذلك للقراءات الهادفة من القرآن والسيرة والحذر من قضاء الليل من فيلم إلى فيلم ومن أغنية إلى أغنية لكي لا يفسد جهاد الأسبوع.
* الذهاب إلى المكتبات الإسلامية وانتقاء ما تطيب له النفس من مواضيع و البدء في تغذية الروح بها وقضاء جزء من الوقت في الاستماع والقراءة .
* القيام بزيارة أسبوعية أو شهرية لبعض الحالات المرضيّة الصعبة في المستشفيات أو دور الأيتام والعجزة أو المعاقين وكذلك زيارة القبور فكل ذلك يذكر بنعمة الخالق ويكون خير معين على التغلب عليها إذا تم تذكر هذه المواقف .
9 - الأصدقاء :-
الأصدقاء من أهم الأسلحة التي تؤثر في المرء وقد قالوا قديما " أن الصاحب ساحب " وقالوا كذلك " من صاحب المصلين صلّى ومن صاحب المغنين غنّى " وجاء في شعر العرب " عن المرء لا تسل وسل عن قرينه إن القرين إلى المقارن ينسب ". ولذلك فان الأصدقاء إما أن يكونوا رفقاء سوء وبمرافقتهم لن يستطيع المرء فعل أي شي مما تقدم وهؤلاء يجب البعد عنهم واستبدالهم بالنوع الآخر وهو أصدقاء الخير والصلاح الذين يخافون الله ويشجعون ويعينون بعد الله على المشوار الجديد ومعهم ستكون الراحة والحب بعيدا عن مصالح الدنيا التي باتت تغلب على أي صداقة دنيوية أخرى ، وبعد أن ترى في نفسك القوة والحصانة عد بالتدريج وبشكل مدروس إلى النوع الأول ليس بهدف التسلية أو العودة لما كنت عليه بل لهدف أرقى وأسمى وهو هدف الدعوة والإصلاح لهم مستعينا بعون الله ثم برفقاء الخير الذين مضيت معهم في طريق الاستقامة .
10 - للمستقبل :
* عدم اليأس إذا وجدنا إن البداية صعبة أو إن النتائج غير مرضية ولنجعل التفاؤل والأمل هما الغالبان لأن من مداخل الشيطان على الإنسان اليأس .
* إذا قاوم صاحب المعاناة لفترة ثم هزم فلا يولد ذلك شعورا بأنه لا يستطيع للأبد بل ليعد وليبدأ الخطوات من جديد وما ذلك إلا دليل على أن الشيطان قد لمس فيه الصدق والصلاح فكرّس مجهوده ولا ننس دائما أن الله تعالى لم يخلقنا على الكمال لذلك كلما أخطأنا نعد ونستغفر ونطلب العون من الله عز وجل .
* عدم استعجال الشفاء فهو داء ليس سهلا ولا بأس من التدرج الصادق مع عدم إعطاء الشيطان فرصة لاستغلال هذا التدرج للدخول مرة ثانية من خلاله.
ماذا تفعل لو لم تستطع مقاومتها بعد كل خطوات العلاج السابقة :
لا تقلق أيها المعاني إذا وجدت أن هذا الأمر صعبا في البداية واعلم أنه من الطبيعي جدا انك ستقاوم مرة وتنهار مرة ، ستتمكن من طرد فكرة جنسية مرة ولكنها ستستحوذ عليك مرة أخرى وهكذا ... المعركة دائرة والإقلاع عنها لن يكون إلا بالتدريج وباستخدام الخطوات السابقة بشكل عام بالإضافة إلى ما يجب أن تفعله لو انهرت ووجدت نفسك فريسة لخيال جنسي لم تملك مقاومته ؟. لا بأس ولا تجعل الشيطان يستغل ذلك ويوهمك بأنك لن تقوى على المقاومة وأنك أصبحت عبدا لها بل على العكس تماما بمجرد أن تنتهي من القذف قم بالخطوات التالية .
* استغفر الله العظيم وتب إليه واعزم على عدم العودة وتوجه إلى الله بالدعاء واصدق النية في ذلك.
* اغتسل من الجنابة وتوضأ وصل صلاة نافلة أو استعد للصلاة المكتوبة.
* اسأل الحليم الكريم أن يعينك على مقاومة وساوس الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء بشكل عام ، وان يعينك على الإقلاع عن العادة السرية بشكل خاص وصريح ولا تستحي أن تطلب منه سبحانه ذلك فهو القادر وحده سبحانه على ذلك . اسأله تعالى أن يغنيك بالحلال عن الحرام وان يوفر لك من لذة الإيمان وحلاوته ما يغنيك ويريح فكرك وعواطفك عن أي لذة ومشاعر جنسية أو غرامية وان يبدل ذلك بحب الله ورسوله ، وان يبدلك خيرا من ذلك بالحور العين وبظل عرشه الكريم وكن واثقا من انه سيجيب هذا الدعاء طالما كنت مخلص النية وراغب فعلا في طريق الاستقامة والهداية وذلك تحقيقا لوعد من لا يخلف وعدا حيث قال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ). آية 69 العنكبوت.
ثانيا : قناعات فكرية وأمور أجعلها دائما نصب عينيك ...
فيما يلي عددا من الأمور وخلاصات تجارب الآخرين في هذا المجال والتي لو أدخلها مدمن العادة السرية (ولا سيما الذكور) إلى تفكيره وجعلها دائما نصب عينيه لن يتعب كثيرا في الخلاص من هذا الداء بإذن الله وهذه الأمور ...
تَذكَّر دائماً .
* أن كل مرة تفعل فيها العادة السرية في الصغر يترتب عليها نقص مقدار من القدرات الجنسية والاستمتاع الحقيقي في المستقبل .
* أن القدرة على الإقلاع عنها في سن مبكرة من ممارستها يكون أسهل بكثير من المضيّ شهورا وسنوات على ممارستها لذلك يجب إيقافها مبكرا وعدم الاستهانة بالآمر واعتقاد أنه يمكن إيقافها في الوقت الذي يريد الممارس فهذه هي مشكلة من هو غارق فيها لسنوات وسنوات يتمنى الخلاص منها ولا يستطيع .
* أن الرجل لو حصل على نساء العالم كلْه في ليلة واحدة فانه سيصبح في اليوم التالي يبحث عن المزيد والتجديد فهي رغبة لا تنتهي ولا تتوقف عند حد ، وطالما أن الأمر كذلك فما الفائدة إذا انتهى الأجل والمدمن يلهث وراء ذلك الإشباع المزعوم فلا هو حقق ما حلم به في الدنيا ولا كان مرضيا لله عز وجل وفاز بالحور العين في الجنة.
* أنه طالما انك تعلم أن تنفيذ الخيال الجنسي على أرض الواقع هو أمر محرم ومن الكبائر التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك، فعلام هذا التخيل ولماذا الركض وراء السراب والخيال الذي لن يخلّف إلا الندم والقهر؟
* أن النساء مهما اختلفت أشكالهن واغراءاتهن وكذلك الرجال ، إلا أن العملية الجنسية في الغالب واحدة فلماذا لا نقنع بالحلال والذي فيه متعة ولذة وأجر لا يعادلها شئ ولماذا العزوف عن الزواج .
* أن الجنس المحرم الذي يمارس اليوم (بالزنا مثلا) ما هو إلا دين يقترض الآن وسيردّ من الأهل أو الذرية طال الزمن أو قصر.
* قد يصور الشيطان أن العادة السرية عملية بسيطة وليس هناك داع للإقلاع عنها ، إلا أنه متى ما توصل المدمن إلى هذا الإحساس فانه سيكون عرضة لإدمانها ومن ثم يكون على مشارف الزنا وسلسلة أخرى من الكبائر فليتنبّه لذلك قبل أن تتمادى به الأحوال كما حدث مع الكثيرون.
* قد يصور الشيطان أيضا أن الاستمناء ضروري لإخراج الكميات الزائدة عن حاجة الجسم من المني (ولا سيما في سن المراهقة) حتى ينساق المراهق وراء هذه القناعة فلا يكون لديه لا كمية زائدة ولا حتى كمية لازمة ولو كان هناك فائض فعلي يضر بالجسم لتم التخلص منه بالاحتلام مثلا.
* ليتم الاقتناع بأن ما يقرأ ويشاهد من مواضيع وصور مثيرة للنساء والرجال في المجلات الهابطة ما هو إلا لسحب النقود وقد أبدع أصحاب هذه المطبوعات في الكذب والضحك على الناس بها وما هي إلا تزوير ومبالغة وتجميل لواقع عفن ومخز لهؤلاء المشاهير.
* أن واقع نساء الفساد والعرض والترويج إنما هو أشبه بوعاء قاذورات طلاءه الخارجي جميل جدا ويجذب الناظرين المخدوعين فيه ، إلا أن واقعه ومحتواه الداخلي في منتهى العفن . وعاء جمع القاذورات من هنا وهناك ومن كل من ألقى فيه قدرا من تلك الرذيلة والانحطاط . فهلاّ اقتنعت بهذه الحقيقة وتخلصت من انبهارك بهنّ .
* أن الأفلام الجنسية بكل أنواعها إنما تعمد أعداؤنا الإبداع في إنتاجها وتصويرها ودفع الملايين لإظهارها بصورة مغرية جدا ومن ثم لتصديرها إلى الشاب والفتاة المساكين لاستدراجهم إليها ومن ثم القضاء عليهم من خلالها فهل من ملق بنفسه لهم وبهذه السهولة.
* أن ما يرويه معظم الشباب من روايات وقصص ومغامرات مع أصناف من النساء والفتيات والغلمان وكذلك ما ترويه الفتيات الساقطات لصديقاتهن إنما معظمه من نسج خيالهم والبقية معظمها مبالغة جدا فيما تقول والقلة القليلة فقط من العصاة والذين استحوذ عليهم الشيطان وحققوا جزء يسيرا منها ولا شك أن جهارتهم بالسوء تضاعف عليهم الذنب ولاشك من أنهم سيتحملون وزر كل من يتأثر بكلامهم من المحافظين فليتجنب أمثال هؤلاء تماما.
* أن التخلص الآن من كل الصور والأفلام المحرمة التي في حوزة المدمن يعتبر خطوة هامة إذا بدأ بها ستوفر نصف المشوار وسيثبت بذلك أنه أخلص النية لله عز وجل وعندها سيبدله الله بخير منها وأجمل وأمتع فابدأ بها وتخلص مما لديك ولا تستقبل أيّ إنتاج جديد واقطع علاقتك مع الذين يمولوك بأحدث الإنتاج .
* أن المرأة إذا فقدت حياءها وانطلقت سافرة متبرجة متسكّعة تتحدى الملأ وتلاحق الرجال بنظراتها تكون قد فقدت كل معاني الأنوثة والجمال وعندها تكون عرضة للذئاب البشرية ينتهك عرضها وتلوك الألسنة بالحديث عنها وربما تأتي عليها لحظات تتمنى فيه الموت والهلاك بحثا عن ستر لمصائبها، وهي همسة في أذن أخواتي المسلمات.
* أن أي عورة من امرأة أو رجل وفرها الشيطان بالنظر أو بالحديث أو باللقاء ما هي إلا للاستدراج إلى بحر من سراب لو أبحر إليه سيجعله يلهث ويلهث وراءه ثم يبحث عن نجاة منه ولكن دون جدوى فهو يسحب للهلاك حتى تهلك فريسته بمحض إرادتها وتنحرف وهذا ما توعّد به إبليس لعنه الله على بني آدم ثم يقول يوم الحساب أني برئ مما تصنعون .
* أنه بمجرد أن يبدأ المدمن رحلة الكفاح هذه ويبدأ في تطبيق هذه النصائح أو حتى جزء منها قد يجد نشاط الشيطان يزداد وسيجده يوفر من الفرص المحرمة ما لم يوفره من قبل وما ذلك إلا دليل على أنه قد بدأ السير في الطريق الصحيح ولشعور الشيطان ( خزاه الله ) بذلك فانه سيحاول إغواءه اكثر مما مضى وللمعاني نقول فإياك أن تضعف واستمر على هذا الطريق متبعا كل النصائح المذكورة سابقا ولا تلق له بالا وتنبه لهذه المصيدة .
* أن الحياة المستقبلية تحتاج إلى جد وكفاح ومثابرة لا إلى عقل فاسد وخيال جنسي أوالى إنسان ضعيف مستعبد جعل كل وقته وجل همه كالحيوانات ، طعام و شراب ونوم وجنس.
* أن أي لذة دنيوية يحرم الإنسان نفسه منها خشية لله وابتغاء مرضاته سبحانه سيبدله الله عنها بلذة أخرى خيرا منها في الدنيا والآخرة تعوضه عنها بمئات المرات ويكفيه أن يشعر بلذة الأيمان والتي والله ما تولدت داخل قلب إلا أغنته عن ملايين من ممارسات العادة السرية أو الشهوات الجنسية ونقلته إلى عالم من الراحة والطمأنينة والسعادة التي حرم منها في السابق بسبب العادة السرية وليت الممارس يسأل أي شاب من أصدقائه الأخيار وسيخبره الكثير عن هذه الراحة والسعادة.
* أنه إذا جاهد الإنسان وثبت على ذلك سيكافأ بحور عين هنّ فوق كل وصف وحسنهنّ لا يمكن أن يخطر على قلب بشر وهن أجدر لنا بأن نتخيلهن ونسعى للظفر بهن وأن نعمل كل ما في وسعنا لأن نبدّل هذا الخيال الجنسي المحرم وهذه الشهوة الحيوانية براحة جنسية راقية وعظيمة مع الزوجة في الدنيا ومع الحور العين في الآخرة حيث اللذة والسعادة التي ليس لها نهاية ولا يعادلها لذة في العالم حتى ولو قمت بالجنس مع نساء العالم كله مجتمعات ، فلنتخيل الحور العين ولنتخيل عناقهن وقبلتهن وجماعهن بدلا عن أي خيال جنسي آخر وسيشعر بالفرق حتما وسيلاحظ لا شعوريا أنه قد بدأ محاولات الإطاحة بهن والشوق لعمل علاقة مع واحدة منهن ولا بأس في ذلك إذا كان الطريق إليه في العودة إلى الله وتصحيح العلاقة معه ابتغاء مرضاته والفوز بجناته سبحانه، وإياك أن تحرم نفسك هذه السعادة لكي لا تكون من الأغبياء الذين لا يميزون بين الرخيص والغالي ولا بين الغث والسمين بين طريق الحق وطريق الشيطان.
* وبعد ... لمدمن العادة السرية نقول.. إن الألف ميل تبدأ بخطوة ، ابدأ بالتدرج واستعن بالله ولا تعجز ولن تجد صعوبة أن شاء الله متى ما توفرت لديك العزيمة الصادقة لحماية وإنقاذ نفسك من هذا العذاب وأزفها إليك بشرى بأن نتائج التجربة مع من سبقوك تدفعك على التفاؤل جدا فهناك من بدأ في تطبيقها قبلك بمراحل وقد كانوا غارقين فيها حتى أنوفهم ولكن الله قد من عليهم الآن واصبحوا من خيار الناس وأسعدهم وما ذلك إلا تحقيقا لقول عز من قائل ...
( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ).
فقط أبدأ ولا تتردد وإذا شعرت بفائدة وظفرت بالراحة التي كنت تبحث عنها فإني أرجو منك أمرين
أولهما ... الدعاء لكاتب هذه الرسالة وكل من ساعد في إظهارها وتوزيعها بالعفو والعافية وحسن جزاء الدنيا والآخرة .
ثانيهما .. عدم البخل على كل من ترى أنه بحاجة الى قراءة هذه المادة من أصدقائك بإهدائه نسخة لعلك بذلك تساعد في نشر الوقاية والعلاج من هذا الداء اللعين وتكون قد شاركت في الأجر ونشر الخير وإصلاح مجتمعك.
وأخيراً ...
أسأل الله العلي القدير أن يقر أعيننا بصلاح مجتمعاتنا ذكورا وإناثا وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونزغ الشيطان والنفس والهوى وأن يثبتنا على الصلاح والتقوى انه وليّ ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول للامانة